البلاذري

البلاذري

الإمام الحافظ المفيد الواعظ شيخ الجماعة أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي البلاذري.
سمع من محمد بن أيوب بن الضريس وتميم بن محمد الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه وطبقتهم.
قال أبو عبد الله الحاكم كان أوحد عصره في الحفظ والوعظ وكان شيخنا الحافظ أبو علي ومشايخنا يحضرون مجلسه ويفرحون بما يذكره على رؤوس الملأ من الأسانيد ولم أرهم قط غمزوه في إسناد أو اسم أو حديث سمع جماعه كثيرة بالعراق وخراسان وخرج صحيحاً على وضع صحيح مسلم إلى أن قال واستشهد بالطابران وهي مرتحله من نيسابور سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة. قلت كان قد انتخب على حاجب الطوسي وغيره.

وهذا هو البلاذري الصغير فأما البلاذري الكبير فهو أحمد بن يحيى صاحب التاريخ الكبير حافظ أخباري علامة أدرك عفان بن مسلم ومن بعده يعد من طبقة أبي داود صاحب السنن. ?ابن دحيم

الشيخ الثقه المسند الفاضل محدث الكوفه أبو جعفر محمد ابن علي بن دحيم الشيباني الكوفي.
سمع من إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي وأبى عمرو أحمد بن غرزة الغفاري وجماعة.
 حدث عنه الحاكم وأبو بكر بن مردويه والقاضي أبو بكر الحيري ومحمد بن علي بن خشيش التميمي وأبو منصور الظفر ابن محمد العلوي وزيد بن أبي هاشم العلوي والقاضي جناح بن نذير المحاربي وعدة.
وحديثه يقع في تصانيف البيهقي وفي الثقفيات وكان أحد الثقات.
عاش إلى سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة وما وجدت وفاته بعد ثم وجدت ابن حماد الكوفي ورخ سنة اثنتين وخمسين أنه حدث في آخرها وقال كان صالحاً صدوقاً قليل المعرفة وسماعه في كتب أبيه.

شجاع

الشيخ المعمر العالم الواعظ مسند بغداد في وقته أبو الفوارس شجاع بن جعفر البغدادي الوراق.
سمع أحمد بن عبد الجبار العطاردي ومحمد بن عبيد الله بن المنادي وعباساً الدوري ومحمد بن إسحاق الصاغاني وعبد الله ابن شبيب الربعي وأحمد بن ملاعب وكان آخر من حدث من مشايخه.
حدث عنه أبو حفص الكتاني وهلال الحفار وعلي بن داود وأبو علي شاذان.وعمر دهراً طويلاً. توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.
وآخر من روى حديثه عالياً الشهاب الحجار في جزء النجاد.

ابن أبي العقب

الشيخ الإمام محدث دمشق أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن زامل الهمداني الدمشقي عرف بابن أبي العقب. سمع أبازرعه النصري والقاسم بن موسى بن الأشيب وأحمد ابن المعلى وانس بن السلم والحسن بن جرير الصوري وعبد الله بن أحمد بن حنبل لقيه في الحج. وتلا لعاصم على أحمد بن نصر بن شاكر. قرأ عليه مظفر بن أحمد الدينوري.
وروى عنه ابن مندة وتمام الرازي وأبو نصر بن هارون وعبد الواحد بن مشماش وعبد الرحمن بن ياسر الجوبري وعبد الرحمن بن أبي نصر وأبو العباس بن الحاج وخلق أخرهم موتاً أبو الحسن بن السمسار. وله نظم وفضيله.
مات في ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة عن اثنتين وتسعين سنه.

ابن الورد

الثقه أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد بن زنجويه البغدادي ثم المصري رواي السيرة. حدث عن عبد الرحمن بن البرقي ويحيى بن أيوب العلاف ويوسف بن يزيد القراطيسي ومحمد بن عمرو بن خالد وعدة.
وعنه ابن منده وأبو محمد بن النحاس وأبو محمد بن أبي زيد الفقيه ومحمد بن الفضل بن نظيف وإبراهيم بن علي الغازي وآخرون.
مات في ثامن رمضان سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة قاله يحيى ابن الطحان.

الشافعي

محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه الإمام المحدث المتقن الحجة الفقيه مسند العراق أبو بكر البغدادي الشافعي البزاز السفار صاحب الأجزاء الغيلانيات العالية. مولده بجبل في سنة ستين ومئتين عام مولد الطبراني.
وأول سماعه في سنة ست وسبعين ومئتين فسمع من موسى بن سهل الوشاء صاحب ابن علية ومن محمد بن شداد المسمعي صاحب يحيى القطان ومن محمد بن أحمد بن أبي العوام وأبى قلابة الرقاشي ومن محمد بن مسلمة الواسطي والحارث بن أبي أسامة التميمي ومحمد بن يونس الكديمي ومحمد بن إسماعيل السلمي الترمذي وإبراهيم بن إسحاق الحربي وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأبى بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن روح المدائني ومحمد بن ربح البزاز وعلي بن الحسن بن عبدويه الخزاز وأبي الأحوص بن الهيثم القاضي ومحمد بن غالب تمتام ومحمد بن الفرج الأزرق وأحمد ابن عبيد الله النرسي وأحمد بن محمد البرتي القاضي وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ وجعفر بن محمد بن كزال والحسن بن سلام السواق وأحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي وأبى مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وإبراهيم بن دنوقا وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأحمد بن سعيد الجمال وإسحاق بن الحسن الحربي سمع منه الموطأ وبشر بن موسى الاسدي وعيسى بن عبد الله زغاث ومحمد بن أحمد بن برد الأنطاكي ومحمد بن الجهم السمري ومحمد بن سليمان الباغندي وموسى بن الحسن الجلاجلي ومضر بن محمد الاسدي وموسى بن هارون الحمال وعبد الله بن أحمد بن حنبل والحسن بن علي المعمري ومحمد بن عثمان العبسي وخلق كثير.
وكتب كتب الشافعي الجديدة عن الفقيه أبي بكر أحمد بن جون الفرغاني صاحب الربيع.
وقد رتب شيخنا أبو الحجاج شيوخ أبي بكر الشافعي على الحروف لكنه اقتصر على من له عنه رواية في الغيلانيات فذكرت هنا كبارهم. وآخر من روى حديثه عالياً أبو حفص بن طبرزد بينه وبينه رجلان أبو القاسم بن الحصين عن أبي طالب بن غيلان عنه ومن فاتته الغيلانيات والقطيعيات وجزء الأنصاري نزل حديثه درجة ثم لم يجد شيئاً أعلى من حديث البغوي ثم ابن صاعد ومن فاته حديث هذين نزل إلى حديث المحاملي والأصم وإسماعيل الصفار راوي جزء ابن عرفه.
طال عمر أبي بكر الشافعي وتفرد بالرواية عن جماعه وتزاحم عليه الطلبة لإتقانه وعلو إسناده.
حدث عنه الدار قطني وأبو حفص بن شاهين وأبو عبد الله ابن منده وأبو بكر بن مردويه وأبو سعيد النقاش ومحمد بن عمر النرسي وأبو علي بن شاذان وأحمد بن عبد الله المحاملي وأبو القاسم بن بشران والأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني والفضل بن عبيد الله بن شهريار التاجر وطلحة بن الصقر الكتاني ومكي بن علي الحريري وعبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي وأحمد بن محمد بن النمط والحسين بن علي بن بطحاء وعبد الغفار بن محمد المؤدب وعثمان بن دوست العلاف والحسن بن دوما النعالي وعبد الباقي بن محمد الطحان وأبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان وخلق سواهم. وكان يتردد إلى البلاد في التجارة.
وسمع بمصر والشام والجزيرة وغير ذلك. قال الخطيب كان ثقة ثبتاً كثير الحديث حسن التصنيف جمع شيوخاً وأبواباً حدثني أبو الحسن بن مخلد أنه رأى مجلساً أملاه أبو بكر في حياة أبي محمد بن صاعد.
قال حمزة السهمي سئل الدارقطني عن أبي بكر الشافعي فقال ثقة جبل ما كان في ذلك الوقت أحد أوثق منه.
وقال الدارقطني أخبرنا أبو بكر الثقة المأمون الذي لم يغمز بحال.
قلت قد انتقى عليه الدارقطني رباعياته في جزء كبير سمعناه وكانت وفاته في شهر ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاث مئه وهو أول من وقع ذكره في تاريخ مصر للحافظ الإمام قطب الدين عبد الكريم بن منير الحلبي فسح الله في مدته ابتدأه بمن اسمه محمد بن عبد الله تبركاً باسم النبي صلى الله عليه وسلم.
قرأت على أبي العباس أحمد بن عبد الحميد بن قدامة أخبركم الإمام موفق الدين عبد الله بن قدامة في صفر سنة ثمان عشرة وست مئة أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل بن خيرون أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر النرسي سنة 426أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا محمد بن صادق حدثنا مالك بن مغول سمعت أبا حصين قال قال أبو وائل لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره فقال اتهموا الرأي لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت والله ورسوله أعلم ما وضعنا أسيافنا على عواتقنا في أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه قبل هذا الأمر ما نسد منه خضما إلا انفجر علينا خضم ما ندري كيف نأتي له.
أخرجه البخاري عن الحسن بن إسحاق المروزي عن ابن سابق فوقع بدلاً عالياً.
ومات معه أبو الحسن نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي ومقرئ العراق أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم البغدادي والحافظ أبو حاتم بن حبان وأبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي أخو أبي بكر وشاعر العصر أبو الطيب أحمد ابن حسين الكوفي المتنبي وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عطية ابن الحداد توفي بتنيس.

ابن بندار

المحدث الصادق أبو محمد عبد الله بن الحسن بن بندار بن ناجية بن سدوس المديني الأصبهاني. سمع أسيد بن عاصم الثقفي وأحمد بن مهدي ومحمد بن إسماعيل الصائغ لقية بمكة.
حدث عنه عبد الله بن عمر السكري وعلي بن عبدكويه وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو نعيم وآخرون. مات سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.

الفاكهي

الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن العباس المكي الفاكهي. سمع أبا يحيى بن أبي مسرة فكان آخر من حدث عنه.
روى عنه الحاكم وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس ومحمد بن أحمد بن الحسن البزاز شيخ للبيهقي وأبو القاسم بن بشران وآخرون. وله تصانيف في أخبار مكة.
توفي سنة ثلاث وخمسين أيضاً.

الرافقي

المحدث أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر بن السري الرافقي نزيل مصر.
سمع هلال بن العلاء وحفص بن عمر سنجه ومحمد بن محمد الجذوعي وجماعة.
وعنه أبو محمد بن النحاس ومحمد بن نظيف وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي وآخرون. مات في سنة ست وخمسين وثلاث مئة.قال يحيى بن علي الطحان تكلموا فيه.

القالي

العلامة اللغوي أبو علي إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون البغدادي القالي صاحب كتاب الأمالي في الأدب.
ولد سنة ثمانين ومئتين وأخذ العربية عن ابن دريد وأبي بكر ابن الانباري وابن درستويه ونفطويه وطائفة.
وسمع من أبي يعلى بالموصل ومن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود ويحيى بن صاعد وعلي بن سليمان الأخفش.
وتلا على أبي بكر بن مجاهد لأبي عمرو ثم تحول إلى الأندلس ونشر بها علمه دخلها في سنة ثلاثين وثلاث مئة ففرح به صاحبها الناصر الأموي وصنف له ولولده المستنصر تصانيف وكان يدري كتاب سيبويه قد بحثه على ابن درستويه وأملى كتاب النوادر.
وله كتاب المقصور والمدود وكتاب الإبل وكتاب الخيل و البارع في اللغة في بضعة عشر مجلداً لكنه ما تممه.
وولاؤه لبني مروان ولهذا هاجر إلى المروانيه وعظم عندهم وتواليفه مهذبه.
أخذ عنه الله بن الربيع التميمي وأبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي وأحمد بن أبان بن سعيد وطائفة. توفي بقرطبه في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاث مئة.
والقالي نسبة إلى قرية قاليقلا من أعمال منازكرد من إقليم أرمينيه رافق ناساً من تلك القرية فعرف بذلك تلقيباً وشهر به.

أبوالسائب

قاضي القضاه أبو السائب عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد الله الهمذاني الشافعي الصوفي.
كان أبوه تاجراً بهمذان وإمام مسجد فاشتغل هو وتصوف أولا وتزهد وسافر وصحب الجنيد والعلماء.
وروى عن عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره وعني بفهم القرآن وكتب الحديث والفقه ثم ذهب إلى مراغه واتصل بابن أبي الساج الأمير فولي القضاء له ثم بعد صيته وقلد قضاء ممالك اذربيجان ثم ولي قضاء همذان ثم قدم بغداد وتوصل وازدادت عظمته وقلد قضاء العراق في سنة ثمان وثلاثين فهو أول شافعي ولي قضاء بغداد وعاش ستاً وثمانين سنة.
مات في ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة.

الحبيبي

المحدث المعمر أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حبيب الحبيبي المروزي.
حدث عن سعيد بن مسعود وعمار بن رجاء وسهل بن المتوكل وعبد العزيز بن حاتم .
وعنه ابن مندة والحاكم ومنصور بن عبد الله الذهلي ومحمد بن أحمد غنجار.
قال الحاكم يكذب مثل السكر الحسنوي أحسن حالاً منه.
قلت مات في رجب سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة وهو في عشرة المئة.

ابن قاج

الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن قاج بن عبد الله البغدادي الوراق. لا يوصف ما سمعه كثرة .
سمع إبراهيم بن هاشم البغوي والباغندي وابن جرير وإبراهيم بن عبد الله المخرمي.
حدث عنه الدارقطني وابن رزقويه وأبو طالب بن غيلان وآخرون.
وكان ثقة متقنا ذكر الخطيب أنه ورث سبع مئة دينار فاشترى بمجموعها كاغداً في صفقة ومكث دهراً يكتب فيه الحديث رحمه الله. مات سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.

أبو عمرو الصغير

هو الحافظ الإمام الرحال أبو عمرو محمد بن أحمد بن إسحاق ابن إبراهيم النيسابوري النحوي ويعرف بالصغير.
قال الخليلي هو نيسأبوري حافظ سمع أبا يعلى الموصلي وحامد بن شعيب وابن قتيبه العسقلاني.
قلت وأبا القاسم البغوي وعبد الله بن شيرويه صاحب إسحاق وأمام الأئمة ابن خزيمة وأبا عروبة الحراني وابن أبي داود وطبقتهم. ولد سنة تسع وثمانين ومئتين.
وذكره الحاكم وقال لقد كان كثيراً في العلوم والعدالة لأنهما كانا أبوي عمرو ولا يزايلان مجلس ابن خزيمة وهذا الأصغر فكان ابن خزيمة يقول أبو عمرو الصغير فبقي عليه رحل به أبو علي الحافظ إلى العراق والجزيرة والشام إلى أن قال وتوفي سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة.
قلت هو من شيوخ الحاكم قال الخليلي سمعت الحاكم يقول كان فقيهاً أديباً ورعاً صاحب حديث وهو كبير كبير فإني سمعت أحمد بن محمد سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول قلت لأبي وسالته عن إبراهيم بن موسى الرازي الصغير فقال يا بني لا تقل صغير هو كبير هو كبير هو كبير ثم قال الحاكم هذا مثل ضربته لأبي عمرو ثم قال الخليلي مات سنة نيف وستين وثلاث مئة. قلت بل الصحيح ما تقدم.

الإسفراييني

المحدث الثقة الرحال أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق بن أزهر الإسفراييني والد أبي نعيم. رحل به خاله أبو عوانة الحافظ وسمع من أبي بكر بن رجاء والكجي وابن الضريس وعبد الله بن أحمد ويوسف القاضي وأبي خليفة وخلق. وعنه الحاكم وقال كان محدث عصره ومن أجود الناس أصولاً.
قلت حدث عنه علي بن محمد بن علي الإسفراييني وعبد الرحمن بن محمد بن بالويه وجماعة مات في شعبان سنة ست وأربعين وثلاث مئة.

ابن فحلون

الشيخ الثقة الإمام أبو عثمان سعيد بن فحلون الأندلسي الإلبيري رواي كتاب الواضحة لعبد الملك بن حبيب عن يوسف المغامي عنه وسمع من بقي بن مخلد وابن وضاح ومطرف بن قيس وحج فأخذ عن النسائي وأحمد بن محمد بن رشدين.
حدث عنه منهم يحيى بن عبد الله بن عيسى الليثي والمعمر حسين بن عبد الله البجاني وكان صدوقاً زعر الخلق. توفي في رجب سنة ست وأربعين وثلاث مئة وله أربع وتسعون سنة.

أبو علي النيسابوري

الحافظ الإمام العلامة الثبت أبو علي الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري أحد النقاد.
ولد في سنة سبع وسبعين ومئتين. وأول شيء سمعه في سنة أربع وتسعين.
روى عن إبراهيم بن أبي طالب وعلي بن الحسين وعبد الله ابن شيرويه وجعفر بن أحمد الحافظ وابن خزيمة وأحمد بن محمد الماسرجسي وطبقتهم بنيسابور وعن الحسين بن إدريس ومحمد بن عبد الرحمن السامي بهراة وأبي خليفة الجمحي وزكريا الساجي بالبصرة ومحمد بن نصير وطبقته بأصبهان ومحمد بن جعفر القتات وعدة بالكوفة وعبدان الجواليقي بالاهواز والحسن ابن سفيان بنسا والحسن بن الفرج الغزي بغزة وعمران بن موسى ابن مجاشع بجرجان وأبي عبد الرحمن النسائي وأبي يعقوب المنجنيقي بمصر وأبي يعلى بن المثنى بالموصل و محمد بن عثمان بن أبي سويد وهو أقدم شيخ له وأحمد بن يحيى الحلواني بحلوان وعبد الله بن ناجية ومحمد بن حبان ببغداد وخلق كثير بمدائن خراسان وبالحرمين ومصر والشام والعراق والجزيرة والجبال.
وكان في أيام الحداثة يتعلم في الصاغة فنصحه بعض العلماء لما شاهد فرط ذكائه وأشار عليه بطلب العلم فهش لذلك وأقبل على الطلب.
حدث عنه ابن مندة والحاكم وأبو طاهر بن محمش وأبو عبد الرحمن السلمي وعدة وقد حدث عنه الإمامان أبو بكر الصبغي وأبو الوليد حسان بن محمد وهما أكبر منه.
وتلمذ له الحاكم وتخرج به وقال هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف سمع إبراهيم ابن أبي طالب ثم سرد شيوخه.
وعن أبي الحافظ قال رحلت إلى هراة في سنة خمس وتسعين وحضرت أبا خليفة الجمحي وهو يهدد وكيلاً ويقول تعود يا لكع فقال لا أصلحك الله فقال بل أنت لا أصلحك الله قم عني.
قال الحاكم كنت أرى أبا علي الحافظ معجباً بأبي يعلى الموصلي وبإتقانه وقال كان لا يخفى عليه شيء من حديثه إلا اليسير ولولا اشتغاله بسماع كتب القاضي أبي يوسف من بشر بن الوليد الكندي لأدرك بالبصرة أبا الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب.
قال الحاكم كان أبو علي باقعة في الحفظ لا تطاق مذكراته ولا يفي بمذكراته أحد من حفاطنا وقد خرج إلى بغداد ثاني مرة في سنة عشر وثلاث مئة وقد صنف وجمع فأقام ببغداد وما بها أحد أحفظ منه إلا أن يكون الجعابي فإني سمعت أبا علي يقول ما رأيت ببغداد أحفظ من الجعابي وسمعت أبا علي يقول كتب عني أبو محمد بن صاعد غير حديث في المذاكرة وكتب عني ابن جوصا بدمشق جملة.
قال الحافظ أبو بكر بن أبي دارم ما رأيت ابن عقدة بتواضع لأحد من الحفاظ كما يتواضع لأبي على النيسابوري.
قال الحاكم وسمعت أبا علي يقول اجتمعت ببغداد مع أبي أحمد العسال وأبي إسحاق بن حمزة وأبي طالب بن نصر وأبي بكر الجعابي وأبي أحمد الزيدي فقالوا لي أمل من حديث نيسابور مجلساً فامتنعت فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثا فما أجاب واحد منهم في حديث منها سوى ابن حمزة في حديث واحد.
قال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عند أبي علي النيسابوري فقال إمام مهذب.
قال الخليلي سمعت الحاكم يقول لست أقول تعصبا لأنه أستاذي يعني أبا علي ولكن لم أر مثله قط.
وقال الخليلي قال ابن المقرئ الأصبهاني إني لأدعو له في أدبار الصلوات كنت اتبعه في شيوخ مصر والشام. ثم قال الخليلي سمعت من يحكي عن أبي علي قال دققت على ابن عقده بابه فقال من قلت أبو علي النيسابوري الحافظ قال فلما ذاكرني قال أنت الحافظ قلت نعم قال لعلك تحفظ ثيابك فلما رجعت من الشام لقيته فذاكرته فقال أنت والله اليوم الحافظ قد غلبتني.
قال الحاكم سمعته يقول كنت اختلف إلى الصاغة وفي جوارنا فقيه كرامي يعرف بالولي أخذت عنه مسائل فقال لي أبو الحسن الشافعي لا تضيع أيامك فقلت إلى من أختلف قال إلى إبراهيم بن أبي طالب فأتيته سنة أربع وتسعين فلما رأيت شمائله وسمته وحسن مذاكرته للحديث حلا في قلبي فحدث يوماً عن محمد بن يحيى عن إسماعيل بن أبي أويس فقال لي رجل أخرج إلى هراة فان بها من يحدث عن إسماعيل فوقع ذلك في قلبي فخرجت إلى هراة سنة 95.قلت رحل أيضاً ثانياً إلى العراق وحج مرتين.
أنبأني مسلم بن محمد عن القاسم بن علي أخبرنا أبي أخبرنا أخي أبو الحسين سمعت أبا طاهر السلمي سمعت غانم بن أحمد سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني سمعت أبا عبد الله بن مندة سمعت أبا علي النيسابوري وما رأيت احفظ منه يقول ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم.
قال عبد الرحمن بن مندة سمعت أبي يقول ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي النيسابوري.
وقال القاضي أبو بكر الأبهري سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي علي النيسابوري من إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم فقال إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن عامر البجلي عن إبراهيم النخعي فقال أحسنت يا أبا علي.
قال الحاكم كان أبو علي يقول ما رأيت في أصحابنا مثل أبي بكر الجعابي حيرني حفظه فحكيت هذا للجعابي فقال يقول أبو علي هذا وهو أستاذي على الحقيقة؟! قال أبو علي قدمت بغداد فدخلت على الفريابي وقد قطع الرواية فبكيت بين يديه فما حدثني ورأيته حسرة.
قال الحاكم مات أبو علي في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
قلت عاش ثنتين وسبعين سنة ولم يخلف بخراسان مثله.
قال أبو علي أستأذنت ابن خزيمه في الخروج إلى العراق سنة ثلاث وثلاث مئة فقال توحشنا مفارقتك يا أبا علي فقد رحلت وأدركت العوالي وتقدمت في الحفظ ولنا فيك فائدة فما زلت به حتى أذن لي وقال أبو علي قال لي ابن خزيمه لقد أصبت في خروجك فان الزيادة على حفظك ظاهرة ثم أن أبا علي صنف وجمع.
أخبرنا محمد بن حازم المقدسي أخبرنا محمد بن غسان وأخبرنا أحمد بن هبة الله أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمد وأخبرنا الحسن بن علي أخبرنا مكرم بن محمد قالوا أخبرنا سعيد بن سهل الفلكي أخبرنا علي بن أحمد المؤذن أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أخبرنا الحسين بن علي الحافظ أخبرنا محمد بن علي بن الحسن الرقي حدثنا سليمان بن عمرو الرقي حدثنا ابن علية حدثنا روح ابن القاسم عن العلاء ع أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل".
قال الحاكم سألت أبا علي عن الحسن بن الفرج الغزي فقال ما كان إلا صدوقاً قلت إن أهل الحجاز يذكرون أنه سمع بعض الموطأ فحدث بالكل فقال ما رأينا إلا الخير قرأ علينا الموطأ من أصل كتابه.
قال الحاكم سمعت أبا عمرو الصغير يقول نزلنا الخان بدمشق فأتى ابن جوصا زائراً لأبي علي الحافظ فنزل عن البغله وأظهر الفرح وذاكره أبا علي وأخذ منه جمعه كتاب عبد الله بن دينار ثم حملنا إلى منزله ثم اجتمع جماعه من الرحالة منهم الزبير الأسداباذي ونقموا على ابن جوصا أحاديث فقال أبو علي لا تفعلوا هذا إمام قد جاز القنطرة فبلغ ذلك ابن الجوصا فما بالي بهم بل كان يهاب أبا علي فبعث بموكيله إلى أبي علي بعشرين دينارا فقال يا أبا علي ينبغي أن تسافر فان السلطان قد طلبك فخرج وخرجنا معه.
قال الحاكم سمعت أحمد بن محمد يقول راسله ابن جوصا بأنه قد انهي إلى السلطان انك استصحبت غلاماً حدثاً وإن أباه قد خرج في طلبه يعني أبا عمرو الصغير. أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الفارسي وسنقر بن عبد الله الزيني قالا أخبرنا علي بن محمود أخبرنا أبو طاهر بن سلفه أخبرنا القاسم بن الفضل حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء أخبرنا أبو علي الحسين بن علي حدثنا عبد الصمد بن سعيد الحمصي حدثنا الحسين بن خالد عن محمد بن زياد عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يغلق الرهن".
أخبرنا علي بن محمد أخبرنا جعفر الهمداني وجماعة قالوا أخبرنا أحمد بن محمد أخبرنا القاسم بن الفضل أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن ابن محمد بن حبيب أخبرنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ حدثنا الفضل بن أحمد المروزي ثقة حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ حدثنا الجدي حدثنا شعبة عمرو بن دينار حدثني يزيد بن جعدبه عن عبد الرحمن ابن مخراق عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله خلق ريحا في الجنة بعد الريح بسبع سنين بينكم وبينها باب الذي يصيبكم من الريح ما يخرج من خلل ذلك الباب ولو فتح لأذرت ما بين السماء والأرض اسمها عند الله الأرنب وهي عندكم الجنوب غريب ويقع لنا عاليا بدرجتين من حديث المحاملي.

ابن مروان

المحدث الرئيس أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مران القرشي الدمشقي الذي انتخب عليه أن مندة ثلاثين جزءاً.
سمع أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأبا علاثة المصري وأحمد بن إبراهيم البسري وإسماعيل بن قيراط وخياط السنة وانس بن السلم وعدة.
وعنه ابن مندة وتمام وحوي بن علي وعبد الوهاب الميداني وأبو الحسن بن السمسار وآخرون وأملى مجالس.
قال الكتاني كان ثقة مأموناً جواداً مات في شوال سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة قلت وأبوه أبو إسحاق من أصحاب الحديث.

النضري

الإمام الصادق المعمر القاضي أبو العباس عبد الله بن الحسين ابن الحسن بن أحمد بن النضر بن حكيم النضري المروزي قاضي مرو ومسندها.
قدم بغداد وسمع من الحارث بن أبي أسامة ومحمد بن إسماعيل الترمذي وجماعة وكان أبوه قد سمع من عباس الدوري وأبي داود السجستاني حدث عن أبي العباس الحاكم وأبو غانم الكراعي المروزي وجماعة.
عمر طويلاً وعاش سبعاً وتسعين سنة توفي في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاث مئة وفيها توفي أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي بمصر وأبو الحسن أحمد بن القاسم بن كثير بن الريان اللكي والحافظ أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي والمتقي لله وناصر الدولة بن حمدان وحمزة الكناني وعبد الرحمن ابن العباس والد المخلص وعمر البصري المحدث وأبو عبد الله بن محرم وأبو علي بن آدم الفزاري وأبو سليمان محمد بن الحسين الحراني.

ابن محرم

الإمام المفتي المعمر أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي ابن مخلد البغدادي الجوهري عرف بابن محرم من أعيان تلامذة ابن جرير.
سمع الحارث بن أبي أسامه وإبراهيم بن الهيثم البلدي ومحمد بن يوسف بن الطباع والكديمي وطبقتهم.
وعنه ابن رزقويه وابن داود الرزاز وأبو علي بن شاذان وأبو نعيم الحافظ وآخرون.
قال الدارقطني لا بأس به. وقال ابن أبي الفوارس لم يكن بذاك.
قلت مات في ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثلاث مئة على ثلاث وتسعين سنة.

الشعار

الإمام الفقيه البارع المحدث مسند أصبهان أبو عبد الله أحمد بن بندار بن إسحاق الأصبهاني الشعار الظاهري.
سمع إبراهيم بن سعدان وعبيد بن الحسن الغزال ومحمد بن زكريا وعمير بن مرداس وأبا بكر بن أبي عاصم وطائفة.
حدث عنه أبو بكر بن مردويه وعلي بن عبدكويه وأبو بكر ابن أبي علي وأبو سعيد النقاس وأبو نعيم الحافظ أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الصفار وجماعة.
قال أبو نعيم درس المذهب على أبي بكر بن أبي عاصم وسمع كتبه وكان ثقة ظاهري المذهب توفي في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وثلاث مئة عن نيف وتسعين سنة.
أخبرنا أحمد بن المعلم أخبرنا بن خليل أخبرنا مسعود الجمال أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن بندار حدثنا محمد بن زكريا حدثنا سليمان بن كران حدثنا عمر بن صهبان عن ابن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اطلبوا الخير عن حسان الوجوه" إسناده لين.

أبو علي الطبري

الإمام شيخ الشافعية الحسن بن القاسم علق التعليقه عن أبي علي بن أبي هريرة وصنف المحرر في النظر وهو أول كتاب صنف في الخلاف المجرد وصنف الإفصاح في المذهب وألف في الجدل ودرس في بغداد بعد شيخه أبي علي ومات كهلاً في سنة خمسين وثلاث مئة. الأنباري

الشيخ المعمر مسند بغداد أبو بكر بن أبي أحمد البندار واسمه محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران الأنباري. وقع لابن خليل جزءان مشهوران من عواليه.
مولده في شوال سنة سبع وستين ومئتين.
وسمع ف حداثته من أحمد بن الخليل البرجلاني ومحمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ومحمد بن إسماعيل الترمذي وجماعة فكان آخر من حدث عنهم. روى عنه ابن سميكة وأبو علي بن شاذان وأبو نعيم الحافظ وأبو بكر البرقاني وابن داود الرزاز ومحمد بن أبي إسحاق المزكي وبشرى بن مسيس الفاتني وآخرون.
قال الخطيب سألت البرقاني عنه فقال كان سماعه صحيحا بخط أبيه وقال ابن أبي الفوارس انتقى عليه عمر البصري وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء وكان له أصول جياد بخط أبيه توفي فجأة يوم عاشوراء سنة ستين وثلاث مئه رحمه الله.

البروجردي

الشيخ المعمر الخطيب أبو العباس أحمد بن محمد بن صالح.
نزل عنه هلال الحفار ومحمد بن عمر بن بكير ومحمد بن محمد السواق.
بقي إلى شوال سنه ثمان وستين وثلاث مئه.

الطوماري

الشيخ المعمر مسند العراق أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد الجريجي الطوماري البغدادي من ذرية فقيه مكة ابن جريج وكان هو قد شهر بصحبة ابن طومار الهاشمي فنسب اليه مولده في أول سنة اثنتين وستين ومئتين.
طلب الحديث واكثر وحدث عن الحارث بن أبي أسامه وأبي بكر بن أبي الدنيا وإبراهيم الحربي وبشر بن موسى ومحمد بن يونس الكديمي وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي ومحمد بن أحمد بن البراء وكان يذكر أن عنده عن أحمد بن أبي خيثمه تاريخه.
حدث عنه ابن رزقويه وعلي بن عبد الله العيسوي وابن داود الرزاز وأبو علي بن شاذان وأبو نعيم الحافظ وآخرون.
قال ابن الفرات الحافظ لم يكن بذاك حدث من غير أصول في آخر أمره.
وقال ابن أبي الفوارس كان يذكر أن عنده تاريخ ابن أبي خيثمة وكتب ابن أبي الدنيا ولم يكن له أصول وكان يحفظ حكايات وقيل إنه قرئ عليه الكامل للمبرد من غير كتابه مات في صفر سنة ستين وثلاث مئة.قلت عاش ثمانيا وتسعين سنة وأياما.

الرازي

العارف كبير الطائفة أبو محمد عبد الله بن محمد الحيري المشهور بالرازي تلميذ الزاهد أبي عثمان الحيري.
رحل وروى عن أحمد بن نجدة ويوسف القاضي وأبى عبد الله البوشنجي وعدة وصحب الجنيد والكبار وطوف وتجرد وتقدم وكان ثقة .
روى عنه الحاكم والسلمي وأبو علي بن حمشاد .
قال السلمي هو أجل شيخ رأيناه من القوم وأقدمهم قد صحب الحكيم الترمذي وكان يرجع إلى فنون من العلم.
توفي في سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.

محمد بن الحسن

ابن الحسين بن منصور الحافظ المفيد الإمام الحجة أبو الحسن النيسابوري التاجر أحد الإعلام كأبيه وعمه عبدوس بن الحسين.
سمع محمد بن أيوب الرازي وأبا عبد البوشنجي ومحمد ابن عمرو قشمرد وأباعمر القتات ويوسف القاضي وطبقتهم بخراسان والجبال والعراق.
وجمع وصنف وكان موصوفاً بالصدق والضبط والبذل للطلبة صنف كتاباً على رسم إمام الأئمة ابن خزيمة.
ذكره الحاكم وعظمه وقال سمته يقول عندي عن ابن ناجيه والقاسم المطرز ألف جزء وزيادة وسرت إلى بخارى سنة خمس عشره وثلاث مئة وكتبوا عني وحدث عني أبي وعمي.
قال عبد الله بن سعد الحافظ كتبت عن أبي الحسن بن منصور اكثر من ألف حديث استفدتها منه .
قال الحاكم وقد انتخب عليه أبو علي الحافظ مع تقدمه مئتي جزء ورأيت مشايخنا يتعجبون من حسن قراءة أبي الحسن للحديث.
كف بصره في سنة تسع وأربعين وثلاث مئة وتوفي في سنة خمس وخمسين وثلاث مئة رحمه الله. أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن الصفار أخبرنا جدي عمر بن أحمد أخبرنا ابن خلف أخبرنا أبو عبد الله الحاكم أخبرني أبو الحسن محمد بن الحسن حدثنا ابن ناجية حدثنا نصر بن علي ومحمد بن موسى الحرشي قالا حدثنا حماد بن عيسى حدثنا حنظلة سمعت سالماً عن أبيه عن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مد يديه في الدعاء لا يردهما حتى يمسح بهما وجهه". أخرجه الحاكم في مستدركه فلم يصب حماد ضعيف.

ابن الأحمر

محدث الأندلس ومسندها الثقة أبو بكر محمد بن معاوية بن عبد الرحمن بن معاوية بن إسحاق بن إسحاق بن عبد الله بن معاوية ابن الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي المرواني القرطبي المعروف بابن الأحمر من بيت الإمرة والحشمة.
سمع من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وغيره وارتحل سنة خمس وتسعين فسمع من أبي خليفة الجمحي بالبصرة ومن إبراهيم بن شريك ومحمد بن يحيى المروزي وجعفر الفريابي ببغداد ومن أبي عبد الرحمن النسائي وأبى يعقوب المنجنيقي بمصر.
وجال ووصل إلى الهند تاجراً وكان يقول رجعت من الهند وأنا اقدر على ثلاثين ألف دينار ثم غرقت وما نجوت إلا سباحة لا شيء معي ثم رجع إلى الأندلس وجلب إليها السنن الكبير للنسائي وحمل الناس عنه.
وكان شيخا نبيلا ثقة معمراً.
روى عنه محمد بن عبد الله بن حكم ومحمد بن إبراهيم بن سعيد وجماعة آخرهم موتاً عبد الله بن ربيع ويونس بن عبد الله بن مغيث.
توفي في رجب سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة وقد قارب التسعين رحمه الله.
وفيها مات أبو عمر محمد بن العباس بن كوذك وأبو عبد الله محمد ابن إبراهيم بن مروان القرشي كلاهما بدمشق والحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي ببغداد وزيد بن أبي بلال المقرئ ومحمد بن عدي الصابوني بسجستان.

ابن خلاد

الشيخ الصدوق المحدث مسند العراق أبو بكر أحمد بن يوسف ابن خلاد بن منصور النصيبي ثم البغدادي العطار.
سمع محمد بن الفرج الأزرق والحارث بن أبي أسامه واكثر عنه ومحمد بن يوسف الكديمي ومحمد بن غالب التمتام وإبراهيم الحربي وعدة وتفرد عن سائرهم.
روى عنه الدارقطني وابن رزقويه وهلال الحفار وأبو علي بن شاذان ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة وأبو نعيم الحافظ وآخرون.
قال الخطيب كان لا يعرف شيئاً من العلم غير أن سماعه صحيح وقد سأل أبا الحسن الدارقطني فقال أيما اكبر الصاع أو المد فال للطلبة انظروا إلى شيخكم. وقال أبو نعيم كان ثقة.
وكذا وثقه أبو الفتح بن أبي الفوارس وقال لم يكن يعرف من الحديث شيئاً.
قلت فمن هذا الوقت بل وقبله صار الحفاظ يطلقون هذه اللفظة على الشيخ الذي سماعه صحيح بقراءة متقن وإثبات عدل وترخصوا في تسميته بالثقة وإنما الثقة في عرف أئمة النقد كانت تقع على العدل في نفسه المتقن لما حمله الضابط لما نقل وله فهم ومعرفة بالفن فتوسع المتأخرون.
مات ابن خلاد في صفر سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.

الخيام

الشيخ المحدث الكبير أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر البخاري الخيام كان بندار الحديث بما وراء النهر.
حدث عن صالح بن محمد جزرة ونصر بن أحمد الكندي وحامد بن سهل وموسى بن أفلح ومحمد بن علي بن عثمان وعمر بن هناد وفرح بن أيوب ومشايخ بلده ولم يرحل.
روى عنه الحاكم وابن مندة ومحمد بن أحمد غنجار وأبو سعد عبد الرحمن بن الإدريسي وغمزه ولينه وما تركه .
عاش ستاً وثماني سنة توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وستين وثلاث مئه.

ابن عمارة

الشيخ المسند أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد الليثي الكناني مولاهم الدمشقي.
سمع أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وزكريا السجزي خياط السنة ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد وأحمد بن إبراهيم بن البسري وطبقتهم وكان واسع الرواية.
حدث عنه أبو الحسين بن جميع وتمام الرازي وأبو العباس بن الحاج وعبد الرحمن بن أبي نصر وعبد الوهاب الميداني وآخرون. ما علمت فيه قدحاً.
توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وثلاث مئة وقد قارب التسعين.

الوضاحي

شاعر وقته أبو عبد الله محمد بن الحسن بن يحيى بن حسان بن الوضاح الأنباري الوضاحي التاجر نزيل نيسابور. سمع من القاضي المحاملي ومحمد بن مخلد. أخذ عنه الحاكم وقال توفي ببخارى في رمضان سنة خمس وخمسين وثلاث مئة له نظم في الذروه مات في الكهولة.

الطرازي

الإمام المحدث العالم أبو عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء البرذعي ثم الطرازي.
سكن طراز من بلاد تركستان ثم حج بأخرة.
وحدث عن محمد بن حبان بن أزهر ومحمد بن يحيى بن مندة وعبد الله بن الحسين الشاماتي ومحمد بن جعفر الكرابيسي وعدة.
وعنه الدارقطني وأبو علي بن فضالة الرازي وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وآخرون.
قال أبو نعيم الأصبهاني كان أحد الحفاظ حدثنا عنه محمد بن إسماعيل الوراق ببغداد.
وقال الحاكم جاء نعيه في سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.
قلت سقت له حديثا في التذكرة.
وفيها مات أبو بحر البربهاري وشيخ الحنفية أبو جعفر محمد بن عبد الله البلخي الهنداوني وأبو عمر محمد بن موسى بن فضالة وشاعر الأندلس محمد بن هانئ المارق وأبو الحسن ثابت بن سنان الصابئ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي وإسماعيل بن عبد الله بن ميكال الأمير.

الرامهرمزي

الإمام الحافظ البارع محدث العجم أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الفارسي الرامهرمزي القاضي مصنف كتاب المحدث الفاصل بن الراوي والواعي في علوم الحديث وما أحسنه من كتاب قيل إن السلفي كان لا يكاد يفارق كمه يعني في بعض عمره.
سمع أباه ومحمد بن عبد الله مطيناً الحضرمي وأبا حصين الوادعي ومحمد بن حيان المازني وأبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأباشعيب الحراني والحسن بن المثنى العنبري وعبيد بن غنام ويوسف بن يعقوب القاضي وزكريا الساجي وجعفر بن محمد الفريابي وموسى بن هارون وعمر بن أبي غيلان ومحمد بن عثمان ابن أبي شيبه وعبدان الأهوازي وأبا القاسم البغوي فمن بعدهم وأول طلبه لهذا الشأن في سنة تسعين ومئتين وهو حدث فكتب وجمع وصنف وساد أصحاب الحديث وكتابه المذكور ينبئ بإمامته.
حدث عنه أبو الحسين محمد بن أحمد الصيداوي في معجمه والحسن بن الليث الشيرازي وأبو بكر محمد بن موسى بن مردويه والقاضي أحمد ابن إسحاق النهاوندي وآخرون.
لم أظفر بترجمته كما ينبغي وأظنه بقي إلى بعد الخمسين وثلاث مئة .
وكان أحد الإثبات إخبارياً شاعراً له كتاب ربيع المتيم في أخبار العشاق وكتاب الأمثال سمعناه وكتاب النوادر وكتاب رسالة السفر وكتاب الرقا والتعازي وكتاب أدب الناطق وقد ذكر أبو القاسم بن مندة في الوفيات له انه عاش إلى قريب الستين وثلاث مئة بمدينه رامهرمز.
سمعنا كتابه المحدث الفاصل من أبي الحسين علي بن محمد عن جعفر بن علي عن السلفي عن أبي الحسين بن الطيوري عن أبي الحسن الفالي عن القاضي أبي عبد الله النهاوندي عنه ويقع لنا حديثه أعلى من هذا.
فأخبرنا عمر بن عبد المنعم بن عمر غير مرة أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي في سنة تسع وست مئة وأنا حاضر أخبرنا الشيخ جمال الإسلام علي بن المسلم أخبرنا الحسين بن طلاب الخطيب أخبرنا محمد بن أحمد الغساني حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بالرامهرمز حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان حدثنا عبد الله بن حفص البراد حدثنا يحيى بن ميمون حدثنا أبو الأشهب العطاردي عن الحسن عن أبي أيوب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا أيوب ألا ادلك على عمل يرضاه الله عز وجل أصلح بين الناس إذا تفاسدوا وحبب بينهم إذا تباغضوا".
يحيى بن ميمون بصري سكن بغداد تركه الدارقطني مع أن أباداود خرج له في سننه مات قبل وكيع.

الأسيوطي

المحدث الإمام أبو علي الحسين بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي.
يروي عن النسائي سننه وعن أبي يعقوب المنجنيقي وجماعة.
روى عنه ابن نظيف ويحيى بن علي بن الطحان وأبو القاسم بن بشران وآخرون.
مات في ربيع الأول سنة إحدى وستين وثلاث مئة.

السليطي

الشيخ المحدث الصدوق أبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة التميمي السليطي النيسابوري .
ذكره الحاكم فقال من أهل بيت ثروة كثير السماع.
سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي وجعفر بن أحمد الترك وخشنام ابن بشر وإبراهيم بن علي الذهلي وحج على كبر السن واكثر عنه العراقيون .
توفي في المحرم سنة أربع وستين وثلاث مئة وله اثنتان وتسعون سنة. قلت روى عنه الحاكم وأبو سعد الماليني ومحمد بن أحمد الجارودي أخبرنا الحسن بن الخلال أخبرنا عبد الله بن اللتي أخبرنا عبد الأول الماليني أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ إملاء أخبرنا محمد بن عبد الله السليطي حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان حدثنا قتادة حدثنا أنس أن رجلاً قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه قال إن الذي أمشاه على رجليه قادر على أن يمشيه على وجهه".
وقع هذا لنا عاليا في مسند عبد بن حميد عن يونس بهذا.

جمح

ابن القاسم بن عبد الوهاب المحدث الثقة أبو العباس الجمحي الدمشقي المؤذن ابن أبي الحواجب.
حدث عن عبد الرحمن بن الرواس وأبى قصي إسماعيل العذري وأحمد بن بشر الصوري وإبراهيم بن دحيم وعدة.
روى عنه ابن مندة وتمام الرازي وأبو نصر بن الحبان ومكي بن الغمر وعبد الوهاب الميداني ومحمد بن عبد السلام بن سعدان وقال محمد بن عوف المزني سألته عن مولده فقال سنة ثمان وسبعين ومئتين.
وقال الكتاني كان ثقة نبيلاً انتقى عليه ابن مندة.
مات في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاث مئة.

أبو نصر القاضي

هو قاضي القضاة أبو نصر يوسف بن قاضي القضاة عمر بن قاضي القضاه أبى عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حافظ البصرة حماد بن زيد الازدي المالكي ثم الداوودي البغدادي.ولد سنة خمس وثلاث مئة.
ولي بعد أبيه وكان من أجود القضاة ورعاً حاذقاً بالاحكام تام الهيئة متفنناً بارع الأدب ثم عزل بعد موت الراضي بالله.
قال ابن حزمت حول إلى مذهب داود وصنف فيه وكان من الفصحاء البلغاء ولي القضاء وله عشرون سنة وكتب بالقضاء إلى نوابه بمصر والشام ودام أربع سنين ثم صرف بأخيه الحسين وهو القائل:

يا محنة الله كفـي

 

إن لم تكفي فخفي

ذهبت أطلب بختي

 

وجدته قد توفـي

وهو القائل في رسالة ولسنا نجعل من تصديره في كتبه ومسائلة يقول ابن المسيب والزهري وربيعة كمن تصديرة في كتبه يقول الله ورسوله والإجماع هيهات..! توفي سنة ست وخمسين وثلاث مئة.

ابن شعبان

العلامة أبو إسحاق شيخ المالكية واسمه محمد بن القاسم بن شعبان بن محمد بن ربيعة العماري المصري من ولد عمار بن ياسر ويعرف بابن القرطي نسبة إلى بيع القرط.
له التصانيف البديعة منها كتاب الزاهي في الفقه وهو مشهور وكتاب أحكام القرآن ومناقب مالك كبير وكتاب المنسك وأشياء.
وكان صاحب سنة واتباع وباع مديد في الفقه مع بصر بالأخبار وأيام الناس مع الورع والتقوى وسعة الرواية.
رأيت له تأليفا في تسمية الرواة عن مالك أوله الحمد لله الحميد ذي الرشد والتسديد والحمد لله أحق ما بدي وأولى من شكر الواحد الصمد جل عن المثل فلا شبه له ولا عدل عال على عرشه فهو دان بعلمه وذكر باقي الخطبة ولم يكن له عمل طائل في الرواية.
قال ابن حزم حدثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي حدثنا محمد بن أحمد بن خلاص حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان حدثني إبراهيم بن عثمان فذكر حديثاً واهياً ثم قال ابن حزم ابن شعبان في المالكية نظير عبد الباقي بن قانع في الحنفية فإما تغر حفظهماً وإما اختلطت كتبهما.
وقال القاضي عياض كان ابن شعبان رأس المالكية بمصر واحفظهم للمذهب مع التفنن لكن لم يكن له بصر بالنحو.
قلت وممن روى عنه خلف بن القاسم بن سهلون وعبد الرحمن بن يحيى العطار وآخرون.
مات في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.

التجيبي

العلامة شيخ المالكية بقرطبه أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن مسرة التجيبي مولاهم الكتاني الطليطلي نزيل قرطبة فقيه قدوة ورع صالح له حانوت في الكتان أقرأ الفقه.
وروى عن محمد بن لبابة وأحمد بن خالد الحافظ صنف كتاب النصائح المشهور.
قال ابن عفيف كان من أهل العلم والفهم والعقل والدين المتين والزهد والبعد من السلطان لا تأخذه في الله لومة لائم. وقال ابن الفرضي كان أبو إبراهيم حافظا للفقه صدراً في الفتيا وقوراً مهيباً لم يكن له بالحديث كبير علم وله كتاب معالم الطهارة وكان الحكم أمير المؤمنين معظماً له وإذا دخل عليه مد رجليه ويعتذر بشيخه فيقول أقعد كيف شئت وكان صليبا قليل الهيبة للملوك اغتاب الحكم رجلاً فسكت أبو إبراهيم ونكس برأسه فأقصر الحكم وفهم وقد راوده على أن يأتيه بولده أحمد وهو صبي فقال لا يصلح الآن لذلك.
توفي أبو إبراهيم سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة وسيعاد.

ابن الحداد

المحدث الحجة أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن الحداد الأسدي الزبيري مولاهم البغدادي نزيل تنيس.
سمع أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وعبد الرحمن بن الرواس وانس بن السلم وبكر بن سهل ويوسف القاضي.وعنه ابن جهضم وعبد الغني الازدي وابن النحاس وابن نظيف الفراء وآخرون. ثقة الخطيب.
توفي سنة أربع وخمسين وثلاث مئة وله أربع وثمانون سنه.

ابن أبي روبا

المحدث أبو محمد عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن نصر بن أبي روبا البغدادي السقطي المعدل.
سمع محمد بن غالب التمتام ومحمد بن سليمان الباغندي وإسحاق بن الحسن الحربي وأبا شعيب الحراني.
حدث عنه أبو الحسن بن رزقويه وعلي بن داود الرزاز وعبد الله بن يحيى السكري وطلحة الكتاني ومحمد بن طلحة النعالي وأبو علي ابن شاذان. وثقة أبو بكر البركاني.
مات سنة ست وخمسين وثلاث مئة.

سنقة

المحدث أبو عمرو عثمان بن محمد بن بشر البغدادي السقطي سنقة.
سمع الكديمي وإسماعيل القاضي وإبراهيم الحربي وأحمد بن علي البربهاري وجماعة.
وعنه الدارقطني وابن أبى الفوارس وابن رزقويه وعبد الله بن يحيى السكري وطلحة بن الصقر ومحمد بن طلحة النعالي .
كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني ووثقه البرقاني وأثنى عليه.
توفي في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاث مئة عن سبع وثمانين سنة.

ابن سلم

الرجل الصالح أبو الفتح عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي ثم البغدادي.
سمع الحارث بن أبى أسامة والكديمي وإبراهيم الحربي وبشر بن موسى ومعاذ بن المثنى.
روى عنه ابن رزقويه وأبو نصر بن حسنون وأبو الفتح بن أبي الفوارس وطلحة الكتاني وعبد العزيز الستوري وآخرون.
قال الخطيب كان ثقة صالحاً مولده سنة إحدى وسبعين ومئتين وتوفي سنة ست وخمسين وثلاث مئة.

أخوه الحجة

أبو بكر أحمد بن محمد بن سلم ولد نحو سنة ثمانين.
وسمع أبا مسلم الكجي وعبد الله بن أحمد وأحمد بن علي الأبار وإدريس الحداد وطائفة وعنه الدارقطني وابن أبي الفوارس والبرقاني وأبو نعيم وآخرون.
وكان أحد علماء بغداد كتب من القراءات والتفاسير أمراً كثيراً.قال الخطيب كان صالحاً ثقة ثبتاً. ولد سنة ثمان وسبعين ومئتين.توفي سنة خمس وستين وثلاث مئة.

وأخوهما محمد الأوسط

حدث عن جماعة.ذكره الخطيب والله أعلم.

أبو إسحاق بن حمزة

الحافظ الإمام الحجة البارع محدث اصبهان إبراهيم بن المحدث محمد بن حمزة بن عمار الأصبهاني. ولد سنة بضع وسبعين ومئتين.
وسمع أبا خليفة الفضل بن الحباب وطبقته بالبصرة ومحمد بن عثمان بن أبي شيبه ومحمد بن عبد الله الحضرمي وعدة بالكوفة ويوسف بن يعقوب القاضي وأبا شعيب الحراني وابن ناحية والفريابي وطبقتهم ببغداد وأحمد بن يحيى بن زهير التستري وخلقاً كثيراً.
حدث عنه أبو عبد الله بن مندة وأبو سعيد النقاش وأبو بكر بن مردويه وأبو بكر بن أبى علي وعلي بن يحيى بن عبدكويه وأبو نعيم وآخرون.
قال أبو نعيم كان أوحد زمانه في الحفظ لم ير بعد ابن مظاهر في الحفظ مثله جمع الشيوخ والمسند قال وجدهم عمارة هو ابن حمزة بن يسار بن عبد الرحمن بن حفص وحفص هذا هو أخو أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة.
قال الحافظ ابن مندة لم أر أحداً أحفظ من أبى إسحاق بن حمزة.
وقال أبو جعفر بن أبي السري سمعت أبا العباس بن عقدة يقول ما رأيت مثل ابن حمزة في الحفظ.
وقال أبو عبد الله الحاكم كان في عصرنا جماعة قد بلغ المسند المصنف على التراجم لكل واحد منهم ألف جزء منهم أبو إسحاق بن حمزة والحسين بن محمد الماسرجسي.
قال أبو نعيم مات في سابع رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة . قلت عاش ثمانين سنة أو نحواً منها. أخبرنا أحمد بن محمد الآنمي غير مرة أخبرنا ابن خليل أخبرنا مسعود بن أبى منصور وأجاز لنا أحمد بن سلامة عن مسعود أخبرنا أبو علي المقرئ أخبرنا أبو نعيم سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد سمعت أبا خليفة سمعت عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم سمعت محمد بن زياد سمعت أبا هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ليخرجن رجال من المدينة رغبة عنها والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون".
وبه إلى أبي إسحاق بن حمزة حدثنا أبو جعفر الحضرمي حدثنا عبادة بن زياد حدثنا يونس بن أبي يعفور عن أبيه سمعت ابن عمر سمعت عمر سمعت عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي".
اخبرنا أبو سعيد سنقر الحلبي أخبرنا علي بن محمود أخبرنا أحمد ابن محمد الحافظ أخبرنا أحمد بن عبد الغفار أخبرنا علي بن أبي حامد الخرجاني حدثنا أبو إسحاق بن حمزة أخبرنا عبد الله بن زيدان حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا محمد بن فرات عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي أنه صعد المنبر فسلم ثم قال"إن خير هذه الامة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولو شئت أن اسمي الثالث لسميته".
قال أبو عبد الله الحاكم في كتاب معرفة مزكي الاخبار كان أبو إسحاق بن حمزة يفي بمذاكرة مسانيد الصحابة ترجمة ترجمة اعترف له بالتفرد بحفظ المسند أبو بكر الجعابي وأبو علي النيسابوري ومشايخنا وسألت أبا عبد الله بن مندة عن وفاته فقال سنة تسع وخمسين وثلاث مئة. قلت الاصح سنة ثلاث كما تقدم.
قال الحاكم سمعت أبا القاسم الداركي الفقيه يقول جمع الصاحب إسماعيل بن عباد حفاظ بلدنا بأصبهان العسال أبا أحمد وأبا القاسم الطبراني وأبا إسحاق بن حمزة وغيرهم وحضرت وكان قد قدم عليه ابن الجعابي فأخذوا في مذاكرة الأبواب ثم ثنوا بذكر تراجم الشيوخ فظهر العجز في كل منهم عن حفظ أبى إسحاق بن حمزة ومذاكرته.
قال الحاكم وسمعت أبا علي الحافظ يقول كان أبو عبيد بن حربويه انصرف من قضاء مصر فقدم بغداد وكان يروي عن أبى الأشعث وعمر ابن شبة ونحوهما ثم إنه ارتقى إلى الرواية عن بندار ومحمد بن المثنى فلما قدم حدث عن أبي الربيع الزهراني وإبراهيم بن الحجاج السامي وكان إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني مختصاً به فقال لي إبراهيم إن أبا عبيد قال عزمت على أن أحدث عن أبي الوليد الطيالسي والحوضي قال فقلت الله أيها القاضي فإنا نرجم. قلت قد كان ابن حربويه هذا جريئا على الكذب.
وفيها توفي أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن افرجه الأصبهابي ومقرئ بغداد بكار بن أحمد بن بكر أبو عيسى البغدادي ومسند بغداد أبو الفوارس شجاع بن جعفر الواعظ والمحدث أبو محمد عبد الله بن محمد بن العباس الفاكهي المكي وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ابن خروف بمصر وأبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري الدمشقي وأبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب وجعفر بن محمد ابن الحكم الواسطي.

الجعابي

الحافظ البارع العلامة قاضي الموصل أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي البغدادي الجعابي. مولدة في صفر سنة أربع وثمانين ومئتين.
وسمع من محمد بن يحيى المروزي ويوسف بن يعقوب القاضي ويحيى بن محمد الحنائي وابي خليفة الفضل بن الحباب ومحمد بن حبان بن الأزهر ومحمد بن الحسن بن سماعة وعبد الله بن محمد البلخي وجعفر بن محمد الفريابي وعبد الله بن ناجية وأبي بكر الباغندي وقاسم المطرز وطبقتهم وتخرج بالحافظ ابن عقدة وبرع في الحفظ وبلغ فيه المنتهى.
حدث عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وابن رزقوية وابن مندة والحاكم ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان والقاضي أبو عمر الهاشمي البصري وخلق آخرهم موتاً أبو نعيم الحافظ أخذ عنه لما قدم عليهم أصبهان. قال أبو علي النيسابوري ما رأيت في المشايخ أحفظ من عبدان ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي وذاك أني حسبته من البغداديين الذين يحفظون شيخاً واحداً أو ترجمة واحدة أو باباً واحداً فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوماً يا أبا علي لا تغلط ابن الجعابي يحفظ حديثا كثيراً قال فخرجنا يوماً من عند ابن صاعد فقلت يا أبا بكر أيش أسند سفيان عن منصور فمر في الترجمة فما زلت اجره من حديث مصر إلى حديث الشام إلى العراق إلى أفراد الخراسانيين وهو بجيب إلى أن قلت فأيش روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد بالشركة فذكر بضعة عشر حديثاً فحيرني حفظة.
قال ابن الفضل القطان سمعت ابن الجعابي يقول دخلت الرقة وكان لي ثم قمطران كتب فجاء غلامي مغموماً وقد ضاعت الكتب فقلت يا بني لا تغتم فان فيها مئتي ألف حديث لا يشكل علي حديث منها لا إسناده ولا متنه.
قال أبو علي التنوخي ما شاهدنا أحداً أحفظ من أبي بكر بن الجعابي وسمعت من يقول إنه يحفظ مئتي ألف حديث ويجيب في مثلها إلا أنه كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك وكان إماماً في معرفة العلل والرجال وتواريخهم وما يطعن على الواحد منهم لم يبق في زمانه من يتقدمه.
أنبأني المسلم بن محمد أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا الشيباني أخبرنا أبو بكر الخطيب حدثني الحسن بن محمد الأشقر سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي سمعت ابن الجعابي يقول أحفظ أربع مئة ألف حديث وأذاكر بست مئة ألف حديث.
قال أبو القاسم التنوخي تقلد ابن الجعابي قضاء الموصل فلم يحمد في ولايته.
ونقل الخطيب عن أشياخه أن ابن الجعابي كان يشرب في مجلس ابن العميد.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عن ابن الجعابي فقال خلط وذكر مذهبه في التشيع وكذا نقل أبو عبد الله الحاكم عن الدارقطني قال وحدثني ثقة انه خلى ابن الجعابي نائماً وكتب على رجله قال فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسه الماء.
قال الأزهري إن ابن الجعابي لما مات أوصى بان تحرق كتبه فأحرقت فكان فيها كتب للناس فحدثني أبو الحسين انه كان له عنده مئة وخمسون جزءا فدهبت في جملة ما أحرق.
وقال مسعود السجزي حدثنا الحاكم سمعت الدارقطني يقول أخبرت بعلة الجعابي فقمت إليه فرأيته يحرق كتبه فأقمت عنده حتى ما بقيى منه سينه ومات من ليلته.
أبو ذر الحافظ سمعت أحمد بن عبدان الحافظ يقول وقع إلي جزء من حديث الجعابي فحفظت منه خمسة أحاديث فأجابني فيها ثم قال من أين لك هذا قلت من جزئك قال إن شئت ألق علي المتن وأجيبك في إسناده أو ألق علي الإسناد وأجيبك في المتن.
قال الخطيب سمعت ابن رزقويه يقول كان ابن الجعابي يمتلئ مجلسه وتمتلئ السكة التي يملي فيها والطريق ويحضر الدارقطني وابن المظفر ويملي من حفظه.
قال أبو علي الحافظ قلت لابن الجعابي قد وصلت إلى الدينور فلا أتيت نيسابور قال هممت به ثم قلت اذهب إلى قوم عجم لا أفهم عنهم ولا يفهمون عني؟! قال الحاكم قلت للدارقطني يبلغني عن الجعابي أنه تغير عما عهدناه قال وأي تغير؟ قلت بالله هل أتهمته؟ قال إي والله ثم ذكر أشياء فقلت وضح لك انه خلط في الحديث قال إي والله قلت هل اتهمته حتى خفت المذهب؟ قال ترك الصلاة والدين.
وقال محمد بن عبيد الله المسبحي كان ابن الجعابي المحدث قد صحب قوما من المتكلمين فسقط عند كثير من أصحاب الحديث وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيذ ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشردوه فخرج هارباً.
قال ابن شاهين دخلت أنا وابن المظفر والدارقطني على ابن الجعابي وهو مريض فقلت له من أنا قال سبحان الله ألستم فلانا وفلانا سمانا فدعونا وخرجنا فمشينا خطوات فسمعنا الصائح بموته ورأينا كتبه تل رماد.
قال الأزهري كانت سكينة نائحة الرافضة تنوح في جنازته.
وقال أبو نعيم قدم الجعابي أصبهان وحدث بها في سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
أخبرنا إسحاق بن طارق أخبرنا ابن خليل أخبرنا أبو المكارم التيمي أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن عمر ابن سلم حدثنا محمد بن النعمان حدثنا هدبة حدثنا حزم بن أبي حزم سمعت الحسن يقول" بئس الرفيق الدينار والدرهم لا ينفعانك حتى يفارقاك".
قلت مات في رجب سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.

?ابن حبان

الإمام العلامة الحافظ المجود شيخ خراسان أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية ابن مرة بن سعد ين يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة بن تميم التميمي الدارمي البستي صاحب الكتب المشهورة.
ولد سنة بضع وسبعين ومئتين.
وأكبر شيخ لقية أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي سمع منه بالبصرة ومن زكريا الساجي وسمع بمصر من أبي عبد الرحمن النسائي وإسحاق بن يونس المنجنيقي وعدة وبالموصل من أبي يعلى أحمد بن علي وبنسا من الحسن بن سفيان وبجرجان من عمران بن موسى بن مجاشع السختياني وببغداد من أحمد بن الحسن ابن عبد الجبار الصوفي وطبقته وبدمشق من جعفر بن أحمد ومحمد ابن خريم وخلق وبنيسابور من ابن خزيمة والسراج والماسرجسي وبعسقلان من محمد بن الحسن بن قتيبة وببيت المقدس من عبد الله بن محمد بن سلم وبطبريه من سعيد بن هاشم وبهراة من محمد بن عبد الرحمن السامي والحسين بن إدريس وبتستر من أحمد بن يحيى بن زهير وبمنبج من عمر بن سعيد وبالأبلة من أبي يعلى بن زهير وبحران من أبي عروبة وبمكة من المفضل الجندي وبأنطاكية من أحمد بن عبيد الله الدارمي وببخارى من عمر بن محمد بن بجير.
حدث عنه أبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله الحاكم ومنصور بن عبد الله الخالدي وأبو معاذ عبدالرحمن بن محمد بن رزق الله السجستاني وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني ومحمد بن أحمد بن منصور النوقاتي وخلق سواهم.
قال أبو سعد الإدريسي كان على قضاء سمرقند زمانا وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار عالماً بالطب وبالنجوم وفنون العلم صنف المسند الصحيح يعني به كتاب الأنواع والتقاسيم وكتاب التاريخ وكتاب الضعفاء وفقه الناس بسمرقند.
وقال الحاكم كان ابن حبان من أوعيه العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال قدم نيسابور سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة فسار إلى قضاء نسا ثم انصرف إلينا في سنة سبع فأقام عندنا بنيسابور وبنى الخانقاه وقرئ عليه جملة من مصنفاته ثم خرج من نيسابور إلى وطنه سجستان عام أربعين وكانت الرحلة إليه لسماع كتبه.
وقال أبو بكر الخطيب كان ابن حبان ثقة نبيلاً فهماً.
وقال أبو عمرو بن الصلاح في طبقات الشافعية غلط ابن حبان الغلط الفاحش في تصرفاته.
قال ابن حبان في أثناء كتاب الأنواع لعلنا قد كتبنا عن اكثر من ألفي شيخ.
قلت كذا فلتكن الهمم هذا مع ما كان عليه من الفقه والعربية والفضائل الباهرة وكثرة التصانيف.
قال الخطيب ذكر مسعود بن ناصر السجزي تصانيف ابن حبان فقال تاريخ الثقات علل أوهام المؤرخين مجلد علل مناقب الزهري عشرون جزءاً علل حديث مالك عشرة أجزاء علل ما اسند أبو حنيفة عشرة أجزاء ما خالف فيه سفيان شعبة ثلاثة أجزاء ما خالف فيه شعبة سفيان جزءان ما انفرد به أهل المدينه من السنن مجلد ما انفرد به المكيون مجيليد ما انفرد به أهل العراق مجلد ما انفرد به أهل خراسان مجيليد ما انفرد به ابن عروبة عن قتادة أو شعبة عن قتادة مجيليد غرائب الأخبار مجلد غرائب الكوفيين عشرة أجزاء غرائب أهل البصرة ثمانية أجزاء الكنى مجيليد الفصل والوصل مجلد الفصل بين حديث أشعث بن عبد الملك وأشعث بن سوار جزءان كتاب موقوف ما رفع عشرة أجزاء مناقب مالك مناقب الشافعي كتاب المعجم على المدن عشرة أجزاء الأبواب المتفرقه ثلاثة مجلدات أنواع العلوم وأوصافها ثلاثة مجلدات الهداية إلى علم السنن مجلد قبول الاخبار وأشياء.
قال مسعود بن ناصر وهذه التواليف إنما يوجد منها النزر اليسير وكان قد وقف كتبه في دار فكان السبب في ذ هابها مع تطاول الزمان ضعف أمر السلطان واستيلاء المفسدين.
قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري مؤلف كتاب ذم الكلام سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد سمعت أبي يقول أنكروا على أبي حاتم بن حبان قوله النبوة العلم والعمل فحكموا عليه بالزندقة هجر وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. قلت هذه حكاية غربة وابن حبان فمن كبار الأئمة ولسنا ندعي فيه العصمة من الخطأ لكن هذه الكلمة التي أطلقها قد يطلقها المسلم ويطلقها الزنديق الفيلسوف فإطلاق المسلم لها لا ينبغي لكن يعتذر عنه فنقول لم يرد حصر المبتدأ في الخبر ونظير ذلك قوله عليه الصلاة والسلام الحج عرفة ومعلوم أن الحاج لا يصير بمجرد الوقوف بعرفه حاجاً بل بقي عليه فروض وواجبات وإنما ذكر مهم الحج وكذا هذا ذكر مهم النبوة إذ من أكمل صفات النبي كمال العلم والعمل فلا يكون أحد نبياً إلا بوجودهما وليس كل من برز فيهما نبيا لأن النبوة موهبه من الحق تعالى لا حيلة للعبد في اكتسابها بل بها يتولد العلم اللدني والعمل الصالح.
وأما الفيلسوف فيقول النبوة مكتسبة ينتجها العلم والعمل فهذا كفر ولا يريده أبو حاتم أصلاً وحاشاه وان كان في تقاسيمه من الأقوال والتأويلات البعيدة والأحاديث المنكرة عجائب وقد اعترف أن صحيحه لا يقدر على الكشف منه إلا من حفظه كمن عنده مصحف لا يقدر على موضع آية يريدها منه إلا من يحفظه.
وقال في صحيحه شرطنا في نقله ما أودعناه في كتابنا ألا نحتج إلا بأن يكون في كل شيخ فيه خمسة أشياء العداله في الدين بالستر الجميل الثاني الصدق في الحديث بالشهرة فيه الثالث العقل بما يحدث من الحديث الرابع العلم بما يحيل المعنى من معاني ما روى الخامس تعري خبره من التدليس فمن جمع الخصال الخمس احتججنا به.
وقال أبو إسماعيل الأنصاري سمعت يحيى بن عمار الواعظ وقد سألته عن ابن حبان فقال نحن أخرجناه من سجستان كان له علم كثير ولم يكن له كبير دين قدم علينا فأنكر الحد لله فأخرجناه.
قلت إنكاركم عليه بدعة أيضاً والخوض في ذلك مما لم يأذن به الله ولا أتى نص بإثبات ذلك ولا بنفيه.و" ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه".وتعالى الله أن يحد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بلا مثل ولا كيف" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " الشورى 11 قرأت بخط الحافظ الضياء في جزء علقة مآخذ على كتاب ابن حبان فقال في حديث أنس في الوصال فيه دليل على أن الأخبار التي فيها وضع الحجر على بطنه من الجوع كلها بواطيل وإنما معناها الحجز وهو طرف الرداء إذ الله يطعم رسوله وما يغني الحجر من الجوع.
قلت فقد ساق في كتابه حديث ابن عباس في خروج أبي بكر وعمر من الجوع فلقيا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبراه فقال أخرجني الذي أخرجكما فدل على انه كان يطعم ويسقى في الوصال خاصة.
وقال في حديث عمران بن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل"أصمت من سرر شعبان شيئاً قال لا قال "إذا أفطرت فصم يومين". فهذه لفظة استخبار يريد الإعلام بنفي جواز ذلك كالمنكر عليه لو فعله كقوله لعائشة تسترين الجدر وأمره بصوم يومين من شوال أراد به انتهاء السرار وذلك في الشهر الكامل والسرار في الشهر الناقص يوم واحد.
قلنا لو كان منكراً عليه لما أمره بالقضاء.
وقال في حديث مررت بموسى وهو يصلي في قبره أحيا الله موسى في قبره حتى مر عليه المصطفى عليه السلام وقبره بمدين بين المدينه وبين بيت المقدس.
وحديث كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله تسع نسوة". وفي رواية الدستوائي عن قتادة وهي إحدى عشرة.
قال ابن حبان فحكى أنس ذلك الفعل منه أول قدومة المدينة حيث كانت تحته إحدى عشرة امرأة والخبر الأول إنما حكاه أنس في آخر قدومه المدينه حيث كانت تحته تسع لأن هذا الفعل كان منه مرات.
قلنا أول قدومه فما كان له سوى امرأة وهي سودة ثم إلى السنة الرابعة من الهجرة لم يكن عنده أكثر من أربع نسوة فانه بنى بحفصه وبأم سلمه في سنة ثلاث وقبلها سودة وعائشة ولا نعلم انه اجتمع عند في آن إحدى عشرة زوجة.
وقال ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بين إسماعيل وداود ألف سنة فروى خبر أبي ذر قال قلت يا رسول الله كم بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى قال أربعون سنة. حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب قال فيه البيان بأن الحبر الفاضل قد ينسى قال لان المصطفى ما اعتمر إلا أربعاً أولاها عمرة القضاء عام القابل من عام الحديبية قال وكان ذلك في رمضان ثم الثانية حين فتح مكة في رمضانولما رجع من هوازن اعتمر من الجعرانه وذلك في شوال والرابعة مع حجته فوهم أبو حاتم كما ترى في أشياء.
ففي الصحيحين لأنس اعتمر نبي الله أربع عمر كلهن في ذي القعده إلا التي من حجته عمره الحديبية وعمرته من العام المقبل وعمرته من الجعرانة.
وقال ذكر ما كان يقرأ عليه السلام في جلوسه بين الخطبتين فما ذكر شيئاً.
توفي ابن حبان بسجستان بمدينه بست في شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مئة وهو في عشر الثمانين وما ظفرت بشئ من حديثه عالياً.
كتب إلى المسلم بن محمد العلاني أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو منصور الشيباني أخبرنا أبو بكر الحافظ أخبرنا أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد سنة ثلاث عشرة وأربع مئة قدم للحج أخبرنا أبو حاتم التميمي حدثنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن شعبة عن منصور عن ربعي عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت".
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن منصور النوقاني أخبرنا أبو حاتم محمد بن حبان حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي وأخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا أحمد بن صرما والفتح بن عبد الله قالا أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا ابن النقور أخبرنا علي بن عمر الحربي حدثنا الصوفي حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبدة عن هشام ابن عروة عن موسى بن عقبه عن عبد الله بن عمرو الأودي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"يحرم على النار كل هين لين قريب سهل".
أخرجه الترمذي من حديث عبدة بن سليمان وحسنه.
قرأت على سليمان بن حمزة القاضي أخبرنا محمد بن عبد الواحد الحافظ أخبرنا عبد المعز بن محمد أن تميماً الجرجاني أخبرهم أخبرنا علي بن محمد البحاثي أخبرنا محمد بن أحمد الزوزني أخبرنا محمد بن حبان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا يزيد ن صالح ومحمد بن أبان الواسطي قالا حدثنا جرير بن حازم سمعت أبا رجاء العطاردي سمعت ابن عباس على المنبر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يزال أمر هذه الأمة موائماً أو مقارباً ما لم يتكلموا في الولدان والقدر".
هذا حديث صحيح ولم يخرج في الكتب الستة.
أنبانا يحيى بن أبي منصور أخبرنا عبد القادر الحافظ أخبرنا مسعود ابن الحسن أخبرنا أبو عمروبن مندة أخبرنا أبي أخبرنا أبو حاتم بن حبان حدثنا عمر بن محمد بن بجير حدثنا ابن السرح حدثنا ابن وهب حدثنا بكر بن مضر عن الأوزاعي قال" بلغني ان الله إذا أراد بقوم شراً ألزمهم الجدل ومنعهم العمل".
أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا ابن اللتي أخبرنا أبو الوقت أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري أخبرنا عبد الصمد بن محمد بن محمد بن صالح أخبرنا أبي أخبرنا محمد بن حبان سمعت أسامة بن أحمد بمصر سمعت ابن السرح سمعت عبد الرحمن بن القاسم سمعت مالكاً يقول "ما أحد ممن تعلمت منه العلم إلا صار إلي حتى سألني عن أمر دينه".

أبو عمر بن حزم

الشيخ العالم الحافظ الكبير المؤرخ أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم يونس الصدفي الأندلسي مؤلف التاريخ الكبير في أسماء الرجال في عدة مجلدات. كان أحد أئمة الحديث له عناية تامة بالآثار.
سمع من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وسعيد الأعناقي وسعيد بن الزراد ومحمد بن أبي الوليد الأعرج ومحمد بن عمر بن لبابة وارتحل سنة إحدى وعشرة وثلاث مئة فسمع من محمد بن زبان ومحمد بن محمد بن النفاح وعدة بمصر وأبا جعفر الديبلي وابن المنذر بمكة ومحمد بن محمد بن اللباد وأحمد بن نصر بالقيروان ورجع إلى الأندلس بعلم جم.
أخذ عنه جماعة ولم يزل يحدث إلى إن مات في جمادى الآخرة سنة خمسين وثلاث مئة بقرطبة.
فأما سمية الوزير الإمام أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الأموي مولاهم الأندلسي والد الفقيه أبي محمد بن حزم فهو أصغر منه. كان بعد العشر وأربع مئة رحمهما الله.

ابن مقسم

 العلامة المقرئ أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن ابن مقسم البغدادي العطار شيخ القراء. ولد سنة خمس وستين ومئتين وسمع أبامسلم الكجي ومحمد بن سليمان الباغندي لقيه في سنة ثمان وسبعين وجعفر الفريابي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبه وموسى بن إسحاق ومحمد بن يحيى المروزي وعدة وتلا على إدريس الحداد صاحب خلف وعلى داود بن سليمان تلميذ نصير وعلى أبي قبيصه حاتم الموصلي وطائفة وأخذ العربية عن ثعلب.
وتصدر للإقراء فتلا عليه إبراهيم بن أحمد الطبري وأبو الفرج النهراوني وأبو الحسن الحمامي وابن داود الرزاز والفرج بن محمد القاضي وآخرون .
وحدث عنه ابن رزقويه وأبو علي بن شاذان وجماعة.
قال الخطيب ثقة من أحفظ الناس لنحو الكوفيين وأعرفهم بالقراءات صنف في التفسير والمعاني قال وطعن عليه بأن عمد إلى حروف تخالف الإجماع فأقرأ بها فأنكر عليه واستتابه السلطان في الدولة بحضرة الفقهاء والقراء وكتبوا محضراً بتوبته وقيل لم ينزع فيما بعد بل كان يقرئ بها.
قال ابن أبي هاشم نبغ في عصرنا من زعم أن كل ما صح له وجه في العربية لحرف يوافق خط المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها.
قال أبو أحمد الفرضي رأيت ابن مقسم كأنه يصلي مستدبر القبله.
قلت توفي في ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاث مئة وقيل سنة خمس وخمسين.
وله في التصانيف كتاب الانوار في علم القرآن والمدخل إلى علم الشعر وكتاب في النحو كبير وكتاب المصاحف وكتاب الوقت والابتداء وكتاب اختياره في القراءات وأشياء.

إسحاق بن إبراهيم

ابن مسرة أبو إبراهيم الطليطلي الزاهد أحد الأعلام بقرطبه كان يتجر بها في الكتان وكان من أهل العلم والعمل وممن لا تأخذه في الله ملامة.وكان فقيهاً مشاوراً منقبضاً عن الناس مهيباً.
وكان المستنصر بالله الحكم يتأدب معه ويحترمه جداً وقد كتب إليه الحكم ورقه فيها حفظك الله وتولاك وسددك ورعاك لما امتحن أمير المؤمنين سيدي أبقاه الله لأاولياء الذين يستعد بهم متقدماً في الولاية متأخراً عن الصلة عى أنه قد أنذرك خصوصاً للمشاركة في السرور الذي كان عنده ثم انذرت من قبلي إبلاغاً في التكرمة فكان منك على ذلك كله من التخلف ما ضاقت عليك فيه المعذرة واستبلغ أمير المؤمنين في إنكاره ومعاتبتك فما الذي أوجب توقفك عن اجابة دعوته لأعرفه؟ فأجاب أبو إبراهيم سلام على الامير سيدي ورحمة الله لم يكن توقفي لنفسي إنما كان لأمير المؤمنين وذكر كلمات قبل بها عذره.
ومن خواص تلامذته القاسم بن أحمد المعروف بابن أرفع رأسه.
وقد ذكر في تاريخ أعيان الموالي بالأندلس وأنه مولى بني هلال التجيبيين وأنه كان من أحفظ العلماء للمسائل.وله ديوان شريف سماه كتاب النصائح.
توفي سنة أربع وخمسين وثلاث مئة وقبره يزار بالأندلس وقيل توفي قبل ذلك.
أما الزاهد محمد بن عبد الله بن مسرة الأندلسي الذي ألف في التصوف فتوفي سنة تسع عشرة وثلاث مئة . رمي بالقدر.

بندار بن الحسين

الشيرازي القدوة شيخ الصوفية أبو الحسين نزيل أرجان.
صحب الشبلي وحدث عن إبراهيم بن عبدالصمد الهاشمي بحديث واحد.
وكان ذا أموال فأنفقها وتزهد وله معرفة بالكلام والنظر.
قال السلمي سمعت عبد الواحد بن محمد يقول سمعت بندار بن الحسين يقول دخلت على الشبلي ومعي تجارة بأربعين الف دينار فنظر في المرآة فقال المرآة تقول إن ثم سبباً قلت صدقت المرآة فحملت اليه ست بدر ثم لزمته حتى حملت إليه جميع مالي فنظر مرة في المرآة ثم قال المرآة تقول ليس ثم سبب قلت صدقت.
قال السلمي كان بندار عالماً بالأصول وله رد على ابن خفيف في مسألة الإغانه وغيرها ومما قيل إن بنداراً أنشده:

نوائب الدهـر أدبـتـنـي

 

وإنـمـا يوعـظ الأديب

قد ذقت حلواً وذقت مـراً

 

كذاك عيش الفتى ضروب

ما مر بـؤس ولا نـعـيم

 

إلا ولي فيهما نـصـيب

ومن كلامه لا تخاصم لنفسك فانها ليست لك دعها لمالكها يفعل بها ما يريد.
وقال صحبة أهل البدع تورث الاعراض عن الحق .
قيل توفي بندار سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.فأما:

علي بن بندار

ابن الحسين الصوفي العابد فمعاصر لصاحب الترجمة وما هو بابن له بل علي اكبر فانه لقي الجنيد وسمع محمد بن إبراهيم البوشنجي وأباخليفه وكان يعرف بالصيرفي.أملى مدة.
روى عنه الحاكم ووثقه .غرق سنة سبع وخمسين وثلاث مئة.

مسلمة بن القاسم

ابن إبراهيم المحدث الرحال أبو القاسم الأندلسي القرطبي.
سمع محمد بن عمر بن لبابه وأحمد بن خالد الجياب وبالقيروان من أحمد بن موسى التمار وعبد الله بن محمد بن فطيس وباطرابلس من صالح ابن الحافظ أحمد بن عبد الله العجلي وبمصر من محمد بن أبان وأبي جعفر الطحاوي وبمكة من محمد بن إبراهيم الديبلي وبواسط من علي بن عبد الله بن مبشر وببغداد من أبي بكر زياد وبالبصرة واليمن والشام ورجع إلى بلده بعلم كثير ولم يكن بثقه.
قال ابن الفرضي سمعت من ينسبة إلى الكذب وقال لي محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج لم يكن كذاباً بل كان ضعيف العقل قال وحفظ عليه كلام سوء في التشبيه.
وقال ابن الفرضي توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.
قلت أراه كان من أبناء الستين.

أبو بشر

قاضي القضاة أبو بشر عمر بن اكثم بن أحمد بن القاضي حيان بن بشر الأسدي الشافعي.
قال الخطيب لم يل القضاء ببغداد من الشافعية قبله غير القاضي أبي السائب.
توفي سنة سبع وخميسن وثلاث مئة وهو من بيت قضاء وعلم مات وهو في عشر الثمانين وولي القضاء بعده ابن معروف.

الزاهي

الشاعر المحسن المجود أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف البغدادي مات شاباً في جمادى الاخر سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة.
مدح الوزير المهلبي وسيف الدولة وهو القائل:

سفرن بدورا وانتقبـن أهـلة

 

ومسن غصوناً والتفتن جآذرا

وأطلعن في الأجياد بالدر أنجماً

 

جعلن لحياة القلوب ضـرائرا

القراريطي

الوزير الكبير أبو إسحاق محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الأسكافي الكاتب المعروف بالقراريطي. كاتب محمد بن رائق.
وزر للمتقي لله بعد الوزير ابن البريدي ثم عزل بعد تسعة وثلاثين يوما وغرم مئتي الف دينار وزيادة ثم وزر بعد اشهر وقبض عليه بعد ثمانية اشهر فنزح إلى الشام وكتب لصاحبها سيف الدولة ثم قدم بغداد في وزارة المهلبي فأكرمه ووصله.روى عن الأخفش الصغير وغيره.
حدث عنه المفيد وأبو الحسن الجراحي وكان ظلوماً عسوفاً.
عاش ستاً وسبعين سنة ومات ف المحرم سنة سبع وخمسين وثلاث مئة.

الطبسي

شيخ الشافعية أبوالحسن أحمد بن محمد بن سهل الطبسي تلميذ الإمام أبي إسحاق المروزي.
روى عن ابن خزيمة ويحيى بن صاعد وغيرهما.
وله تعليقه عظيمة في المذهب في نحو ألف جزء .
روى عنه الحاكم وأرخ موته في سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة.

ابن عتبة

المحدث الصادق أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي ثم المصري.
سمع مقدام بن داود الرعيني وروح بن الفرج القطان ويحيى بن عثمان ويحيى بن أيوب العلاف وطبقتهم .
حدث عنه عبد الغني وأبو محمد بن النحاس وشعيب بن المنهال وأبو عبد الله بن نظيف وآخرون. مولده سنة ثمان وستين ومئتين وسمع سنة ثمانين ومئتين وكانت وفاته بمصر في جمادى الاخرة سنة سبع وخمسين وثلاث مئة.

اللكي

المعمر أبو الحسن أحمد بن القاسم بن كثير بن صدقة بن الريان المصري اللكي نزيل البصرة.
حدث في سنة سبع عن إسحاق الدبري والحارث التميمي والقاضي البرتي وعبد الله بن محمد بن أبي مريم والكديمي وتمتام.
وعنه ابن عبدكويه وأبو بكر بن أبي علي وأبو نعيم وغيرهم.
ضعفة الدارقطني وابن ماكولا. وله جزء سمعناه فيه ما ينكر.

والد المخلص

أبوالقاسم عبدالرحمن بن العباس بن عبدالرحمن بن زكريا البغدادي الاطروش ويعرف بابن الفامي.
سمع محمد بن يونس الكديمي وإبراهيم الحربي وإسحاق بن سنين الختلي وأباشعيب الحراني وسمع ولده أباطاهر المخلص كثيراً.
روى عنه أبو الحسن بن رزقوية وأبو الحسن بن الحمامي وعبد الله بن حمدية وأبو نعيم الحافظ.
وثقة ابن أبي الفوارس وقال توفي في رمضان سنة سبع وخمسين وثلاث مئة.

المتقي لله

مات في السجن في شعبان سنه سبع وخمسين وبقي في السجن أربعاً وخمسين سنة.

ابن الداعي

 الكبير الرئيس المعظم الشريف أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن القاسم بن الحسن العلوي الديلمي المولد. ولد سنه أربع وثلاث مئه وحج في سنة بضع وثلاثين.
برع في الراي على الإمام أبي الحسن الكرخي وأخذ علم الكلام عن حسين بن علي البصري وأفتى ودروس وولي نقابة الطالبين في دولة بني بويه فعدل وحمد وكان معز الدولة يبالغ في تعظيمه وتقبيل يده لعبادته وهيبته وكان فيه تشيع بلا غلو.
قال أبو علي التنوخي حدثنا أبو الحسن بن الأزرق قال كنت بحضرة الإمام أبي عبد الله بن الداعي فسأله أبو الحسن المعتزلي عما يقوله في طلحة والزبير فقال أعتقد أنهما من أهل الجنة قال ما الحجة قال قد رويت توبتها والذي هو عمدتي أن الله بشرهما بالجنة قال فما تنكر على من زعم أنه عليه السلام قال إنهما من أهل الجنة ومقالته فلو ماتا لكانا في الجنة فلما أحدثا زال ذلك قال هذا لايلزم وذلك أن نقل المسلمين أن بشارة النبي صلى الله عليه وسلم سبقت لهما فوجب أن تكون موافاتهما القيامة علىعمل يوجب لهما الجنة وإلا لم يكن ذلك بشارة فدعاله المعتزلي واستحسن ذلك ثم قال ومحال أن يعتقد هذا فيهما ولا يعتقد مثله في أبي بكر وعمرإذ البشارة للعشرة.
قال أبو علي التنوخي رأيت في مجلس أبي عبد الله وقد جاءه رجل بفتوى فيمن حلف فطلق امراته ثلاثاً معاً فقال له تريد أن أفتيك بما عندي وعند أهل البيت أو بما يحكيه غيرنا عن أهل البيت فقال أريد الجميع قال أما عندي وعندهم فقد بانت ولا تحل لك حتى تنكح زوجاً غيرك.
قال التنوخي ولم يزل أبو عبد الله ببغداد وبايعه جماعة على الأمامة فلم يقدر على الخروج فلما كان في سنة353 سار معز الدولة إلى الموصل لحرب ابن حمدان فوجد أبو عبد الله فرصة فركب يوماً إلى عز الدولة فخوطب في مجلسه بسبب خلاف بين شريفين خطاباً ظاهراً استقصاء لفعله فتألم وخرج مغضباً ثم أصلح أمره ورتب قوما بخيل خارج بغداد وأظهر أنه عليل وحجب عنه الناس ثم تسحب خفية بابنه الكبير وعليه جبة صوف وفي صدره مصحف وسيف فلحق بهوسم من بلاد الديلم فأطاعته الديلم وكان أعجمي اللسان وأمه منهم وتلقب بالمهدي وكانت أعلامه من حرير أبيض فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله وأذنابها خضر فأقام العدل وتقشف وقنع بالقوت وقيل إنه قال لقواده أنا على ما ترون فمتى غيرت أو ادخرت درهماً فأنتم في حل من بيعتي وكان يعظ ويعلمهم ويحث على الجهاد ويكتب إلى الاطراف ليبايعوه وكاتب ركن الدولة ومعز الدولة في ذلك فأجابة ركن الدولة بالامامة واعتذر من ترك نصرته ولم يتلقب بإمرة المؤمنين بل بالإمام المهدي.
قلت كان يمتنع من الترحم على معاوية رضي الله عنه ولا يشتم الصحابة.