ابن السكن

ابن السكن

الإمام الحافظ المجود الكبير أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن المصري البزاز وأصلة بغدادي.
نزل مصر بعد أن أكثر الترحال ما بين النهرين نهر جيحون ونهر النيل مولده سنة أربع وتسعين ومئتين.
سمع ببغداد من أبي القاسم البغوي وابن أبي داود وطبقتهما وبحران من الحافظ أبي عروبة وطائفة وبدمشق من أحمد بن عمير بن جوصا وسعيد بن عبد العزيز الحلبي وأقرانهما وبخراسان صحيح البخاري من محمد بن يوسف الفربري فكان أول من جلب الصحيح إلى مصر وحدث به وقد لحق بمصر محمد بن محمد بن بدر الباهلي وعلي بن أحمد علان وأباجعفر الطحاوي وسمع بدمشق أيضاً من محمد بن خريم وجماعة من بقايا أصحاب هشام بن عمار وسمع بنيسابور من أبي حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وأعانه على سعة الرحلة التكسب بالتجارة.
جمع وصنف وجرح وعدل وصحح وعلل ولم نر تواليفه هي عند المغاربه.
حدث عنه أبو سليمان بن زبر وأبو عبد الله بن مندة وعبد الغني الأزدي وعلي بن محمد الدقاق وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي وأبو جعفر بن عون الله والقاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج .
كان ابن حزم يثني على صحيحه المنتقى وفيه غرائب.
توفي في المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.
وحديثه يعز وقوعه لنا ويعسر إلا بنزول. كتب إلي أحمد بن سلامه المقرئ عن محمد بن حمد عن علي ابن الحسين الموصلي أنبأنا عبدالرحيم بن أحمد الحافظ أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المالكي حدثنا أبو علي سعيد بن عثمان الحافظ حدثنا عبد الوهاب بن عيسى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا حاتم بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد ومحمد ابني عبيد عن أبي حاتم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إن لا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد عريض".
قال أبو علي أو حاتم هذا صحابي ما روى شيئاً سوى هذا الحديث.
وممن مات معه في العام مسند أصبهان أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفرجه وحافظ الوقت أبو إسحاق بن حمزة المذكور ومقرئ بغداد أبو عيسى بكار بن أحمد والمسند جعفر بن محمد الواسطي المؤدب ومسند العصر أبو الفوارس شجاع بن جعفر البغدادي الوراق في عشر المئة ومسند العجم عبد الله بن الحسن بن بندار المديني شيخ أبي نعيم ومسند دمشق أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب الهمداني ومحدث دمشق أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري.

الطبراني

هو الإمام الحافظ الثقة الرحال الجوال محدث الاسلام علم المعمرين أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني صاحب المعاجم الثلاثة.
مولده بمدينه عكا في شهر صفر سنة ستين ومئتين وكانت أمة عكاوية.
وأول سماعه في سنة ثلاث وسبعين وارتحل به أبوه وحرص عليه فإنه كان صاحب حديث من أصحاب دحيم فأول ارتحاله كان في سنة خمس وسبعين فبقي في الارتحال ولقي الرجال ستة عشر عاماً وكتب عمن أقبل وأدبر وبرع في هذا الشأن وجمع وصنف وعمر دهراً طويلاً وازدحم عليه المحدثون ورحلوا إليه من الاقطار.
لقي أصحاب يزيد بن هارون وروح بن عبادة وأبي عاصم وحجاج ابن محمد وعبدالرزاق ولم يزل يكتب حتى كتب عن أقرانه.
سمع من هاشم بن مرثد الطبراني وأحمد بن مسعود الخياط حدثه ببيت المقدس في سنة أربع وسبعين عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي وسمع بطبرية من أحمد بن عبد الله اللحياني صاحب آدم وبقيساريه من عمرو بن ثور وإبراهيم بن أبي سفيان صاحبي الفريابي وسمع نحو الف شيخ أو يزيدون.
وروى عن أبي زرع الدمشقي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وإدريس بن جعفر العطار وبشر بن موسى وحفص بن عمر سنجة وعلي بن عبدالعزيز البغوي المجاور ومقدام بن داود الرعيني ويحيى بن أيوب العلاف وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وأحمد بن عبد الوهاب الحوطي وأحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي وأحمد بن إبراهيم البسري وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط الاشجعي صاحب تلك النسخه الموضوعه وأحمد بن إسحاق الخشاب وأحمد بن داود البصري ثم المكي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي وأحمد بن خليد الحلبي لقيه بها في سنة ثمان وسبعين ومئتين ومن أحمد ابن زياد الرقي الحذاء صاحب حجاج الأعور وإبراهيم بن سويد الشبامي وإبراهيم بن محمد بن بزة الصنعاني والحسن بن عبد الأعلى البوسي أصحاب عبد الرزاق وبكر بن سهل الدمياطي وحبوش بن رزق الله المصري وأبي الزنباع روح بن الفرج القطان والعباس بن الفضل الأسفاطي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وعبد الله بن الحسين المصيصي وعبدالرحيم بن عبد الله البرقي سمع منه السيرة لكنه وهم وسماه أحمد باسم أخيه وعلي بن عبد الصمد ما غمه وأبي مسلم الكجي وإسحاق ابن إبراهيم المصري القطان وإدريس بن عبدالكريم الحداد وجعفر بن محمد الرملي القلانسي والحسن بن سهل المجوز وزكريا بن حمدوية الصفار وعثمان بن عمر الضبي ومحمد بن محمد التمار ومحمد بن يحيى ابن المنذر القزاز صاحب سعيد بن عامر الضبعي ومحمد بن زكريا الغلابي ومحمد بن علي الصائغ وأبي علاثه محمد بن عمرو بن خالد الحراني ومحمد بن أسد بن يزيد الاصبهاني حدثه عن أبي داود الطيالسي ومحمد بن معاذ دران وأبي عبد الرحمن النسائي وعبيد الله ابن رماحس وهارون بن ملول وسمع بالحرمين واليمن ومدائن الشام ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان وخوزستان وغير ذلك ثم استوطن أصبهان وأقام بها نحواً من ستين سنة ينشر العلم ويؤلفة وإنما وصل إلى العراق بعد فراغه من مصر والشام والحجاز واليمن وإلا فلو قصد العراق أولا لأدرك إسناداً عظيماً. حدث عنه أبو خليفة الجمحي والحافظ ابن عقدة وهما من شيوخه وأحمد بن محمد بن إبراهيم الصحاف وابن مندة وأبو بكر بن مردوية وأبو عمر محمد بن الحسين البسطامي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبو سعيد النقاش وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأحمد بن عبد الرحمن الازدي والحسين بن أحمد بن المرزبان وأبو الحسين بن فاذشاه وأبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الصفار ومعمر بن أحمد بن زياد وأبو بكر محمد بن عبد الله الرباطي والفضل بن عبيد الله بن شهريار وعبدالواحد بن أحمد الباطرقاني وأحمد ابن محمد بن إبراهيم الأصبهاني وعلي بن يحيى بن عبدكويه ومحمد بن عبد الله بن شمه وبشر بن محمد الميهني وخلق كثير آخرهم موتاً أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذه التاجر ثم عاش بعده أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكرالذكواني يروي عن الطبراني بالإجازة فمات سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وأربع مئة ومات ابن ريذه عام أربعين.
ومن تواليفه المعجم الصغير في مجلد عن كل شيخ حديث و المعجم الكبير وهو معجم أسماء الصحابه وتراجمهم وما رووه لكن ليس فيه مسند أبي هريرة ولا استوعب حديث الصحابة المكثرين في ثمان مجلدات والمعجم الاوسط عل مشايخه المكثرين وغرائب ما عنده عن كل واحد يكون خمس مجلدات وكان الطبراني فيما بلغنا يقول عن الأوسط هذا الكتاب روحي.
وقال أبو بكر بن أبي علي سأل أبي أباالقاسم عن كثرة حديثه فقال كنت أنام على البواري ثلاثين سنة.
قال أبو نعيم قدم الطبراني اصبهان سنة تسعين ومئتين ثم خرج ثم قدمها فأقام بها محدثا ستين سنة.
قال سليمان بن إبراهيم الحافظ قال أبو أحمد العسال القاضي اذا سمعت من الطبراني عشرين الف حديث وسمع منه أبو إسحاق بن حمزة ثلاثين ألفاً وسمع منه أبو الشيخ أربعين ألفاً كملنا.
قلت هؤلاء كانوا شيوخ اصبهان مع الطبراني.
قال أبو نعيم الحافظ سمعت أحمد بن بندار يقول دخلت العسكر سنة ثمان وثمانين ومئتين فحضرت مجلس عبدان وخرج ليملي فجعل المستملي يقول له إن رأيت أن تملي فيقول حتى يحضر الطبراني قال فأقبل أبو القاسم بعد ساعة متزرا بإزار مرتدياً بآخر ومعه أجزاء وقد تبعه نحو من عشرين نفساً من الغرباء من بلدان شتى حتى يفيدهم الحديث.
قال أبو بكر بن مردويه في تاريخه لما قدم الطبراني قدمته الثانيه سنة عشر وثلاث مئة إلىأصبهان قبلة أبو علي أحمد بن محمد بن رستم العالم وضمه إليه وأنزله المدينه واحسن معونيه وجعل له معلوماً من دار الخراج فكان يقبضه إلى أن مات وقد كنى ولده محمداً أباذر وهي كنية والده أحمد.
قال أبو زكريا يحيى بن مندة سمعت مشايخنا ممن يعتمد عليهم يقولون أملى أبو القاسم الطبراني حديث عكرمه في الرؤية فأنكر عليه ابن طباطبا العلوي ورماه بداوة كانت بين يدية فلما رأى الطبراني ذلك واجهه بكرم اختصرته وقال في أثناء كلامه ما تسكتون وتشتغلون بما أنتم فيه حتى لا يذكر ما جرى يوم الحرة فلما سمع ذلك ابن طباطبا قام واعتذر إليه وندم ثم قال ابن مندة وبلغني أن الطبراني كان حسن المشاهدة طيب المحاضرة قرأ عليه يوماً أبو طاهر بن لوقا حديث كان يغسل حصى جماره فصحفه وقال خصي حماره فقال ما أراد بذلك يا أباطاهر قال التواضع وكان هذا كالمغفل قال له الطبراني يوما انت ولدي قال وإياك يا أباالقاسم يعني وأنت.
قال ابن مندة ووجدث عن أحمد بن جعفر الفقيه أخبرنا أبو عمر بن عبد الوهاب السلمي قال سمعت الطبراني يقول لما قدم أبو علي بن رستم بن فارس دخلت عليه فدخل عليه بعض الكتاب فصب على رجله خمس مئة درهم فلما خرج الكاتب أعطانيها فلما دخلت بنته أم عدنان صبت على رجله خمس مئة فقمت فقال إلى أين قلت قمت لئلا يقول جلست لهذا فقال ارفع هذه أيضاً فلما كان آخر أمره تكلم في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض الشيء فخرجت ولم أعد إليه بعد.
قال أحمد بن جعفر الفقيه سمعت أبا عبد الله بن حمدان وأبا الحسن المديني وغيرهما يقولون سمعنا الطبراني يقول هذا الكتاب روحي يعني المعجم الأوسط. قال أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي سمعت الاستاذ ابن العميد يقول ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة أبي القاسم الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي فكان الطبراني يغلب أبا بكر بكثرة حفظه وكان أبو بكر يغلب بفطنته وذكائه حتى ارتفعت أصواتها ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه فقال الجعابي عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي فقال هات فقال حدثنا أبو خليفة الجمحي حدثنا سليمان بن أيوب وحدث بحديث فقال الطبراني أخبرنا سليمان بن أيوب ومني سمعه أبو خليفة فأسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك فخجل الجعابي فوددت أن الوزارة لم تكن وكنت أنا الطبراني وفرحت كفرحه أو كما قال.
أنبؤونا عن أبي المكارم عن غانم البرجي أنه سمع عمر بن محمد بن الهيثم يقول سمعت أباجعفر بن أبي السري قال لقيت ابن عقدة بالكوفة فسألته يوماً أن يعيد لي فوتاً فامتنع فشددت عليه فقال من أي بلد أنت قلت من أصبهان فقال ناصبة ينصبون العداوة لأهل البيت فقلت لا تقل هذا فأن فيهم متفقهة وفضلاء ومتشيعة فقال شيبة معاوية قلت لا والله بل شيعة علي وما فيهم أحد إلا وعلي أعز عليه من عينه وأهله فأعاد علي ما فاتني ثم قال لي سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي فقلت لا لا أعرفه فقال يا سبحان الله أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه وتؤذيني هذا الأذى الكوفة ما أعرف لأبي القاسم نظيراً قد سمعت منه وسمع مني ثم قال أسمعت مسند أبي داود الطيالسي فقلت لا قال ضيعت الحزم لان منبعه من أصبهان وقال أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة قلت نعم قال قل ما رأيت مثله في الحفظ.
قال الحافظ أبو عبد الله بن مندة أبو القاسم الطبراني أحد الحفاظ المذكورين حدث عن أحمد بن عبدالرحيم البرقي ولم يحتمل سنة لقية توفي أحمد بمصر سنة ست وستين ومئتين قلت قد مر أن الطبراني وهم في اسم شيخه عبد الرحيم فسماه أحمد واستمر وقد أرخ الحافظ أبو سعيد بن يونس وفاة أحمد بن البرقي هكذا في موضع وأرخها في موضع آخر سنة سبعين في شهر رمضان منها وعلى الحالين فما لقيه ولا قارب وإنما وهم في الاسم وحمل عنه السيرة النبوية بسماعه من عبد الملك بن هشام السدوسي وقد كان أحمد بن البرقي يروي عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي والكبار الذين لم يدركهم أخوه عبد الرحيم ثم أننا رأينا االطبراني لم يذكر عبد الرحيم باسمه هذا في معجمه بل تمادى على الوهم وسماه بأحمد في حرف الألف ولهذين أخ ثالث وهو محمد بن البرقي الحافظ له مؤلف في الضعفاء وهو أسن الثلاثة توفي سنة تسع وأربعين ومئتين ومات عبد الرحيم بن عبد الله بن البرقي الذي لقيه الطبراني وزل في تسميته بأحمد في سنة ست وثمانين ومئتين وقد سمعنا السيرة من طريقة وقد سئل الحافظ أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي عن الطبراني فقال كتبت عنه ثلاث مئة ألف حديث ثم قال وهو ثقة إلا أنه كتب عن شيخ بمصر وكانا أخوين وغلط في اسمه يعني ابني البرقي.
قال أبو عبد الله الحاكم وجدث أبا علي النيسابوري الحافظ سيء الراي في أبي القاسم اللخمي فسألته عن السبب فقال اجتمعنا على باب أبي خليفة فذكرت له طرق حديث أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء" فقلت له يحفظ شعبة عن عبدالملك بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس قال بلى رواه غندر وابن أبي عدي قلت من عنهما قال حدثناه عبد الله بن أحمد عن أبيه عنهما فاتهمه إذ ذاك فانه ما حدث به غير عثمان بن عمر عن شعبة قلت هذا تعنت على حافظ حجة.
قال الحافظ ضياء الدين المقدسي هذا وهم فيه الطبراني في المذاكرة فأما في جمعة حديث شعبة فلم يروه إلا من حديث عثمان بن عمر ولو كان كل من وهم في حديث واحد أتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد.
قال الحافظ أبو بكر بن مردوية دخلت بغداد وتطلبت حديث إدريس ابن جعفر العطار عن يزيد بن هارون وروح فلم أجد إلا أحاديث معدودة وقد روى الطبراني عن إدريس عن يزيد كثيراً قلت هذا لا يدل على شيء فان البغاددة كاثروا عن ادريس للينه وظفر به الطبراني فاغتنم علو إسناده وأكثر عنه واعتنى بأمره .
وقال أحمد الباطرقاني دخل ابن مردوية بيت الطبراني وأنا معه وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذر لبيع كتب الطبراني فرأى أجزاء الأوائل بها فاغتم لذلك وسب الطبراني وكان سيء الرأي فيه. وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ كان ابن مردوية في قلبه شيء على الطبراني فتلفظ بكلام فقال له أبو نعيم كم كتبت يا أبا بكر عنه فأشار إلى حزم فقال ومن رأيت مثله فلم يقل شيئاً.
قال الحافظ الضياء ذكر ابن مردويه في تاريخه لأصبهان جماعة وضعفهم وذكر الطبراني فلم بضعفه فلو كان عنده ضعيفاً لضعفه.
قال أبو بكر بن أبي علي المعدل الطبراني أشهر من أن يدل على فضله وعلمه كان واسع العلم كثير التصانيف وقيل ذهبت عيناه في آخر أيامه فكان يقول الزنادقة سحرتني فقال له يوماً حسن العطار تلميذه يمتحن بصره كم عدد الجذوع التي في السقف فقال لا أدري لكن نقش خاتمي سليمان بن أحمد.
قلت هذا قاله على سبيل الدعابة قال وقال له مرة من هذا الآتي يعني ابنه فقال أبو ذر وليس بالغفاري.
ولأبي القاسم من التصانيف كتاب السنة مجلد كتاب الدعاء مجلد كتاب الطوالات مجيليد كتاب مسند شعبه كبير مسند سفيان كتاب مسانيد الشاميين كتاب التفسير كبير جداً كتاب الاوائل كتاب الرمي كتاب المناسك كتاب النوادر كتاب دلائل النبوة مجلد كتاب عشرة النساء واشياء سوى ذلك لم نقف عليها منها مسند عائشة مسند أبي هريرة مسند أبي ذر معرفة الصحابة العلم الرؤية فضل العرب الجود الفرائض مناقب أحمد كتاب الاشربة كتاب الالوية في خلافة أبي بكر وعمر وغير ذلك وقد سماها على الولاء الحافظ يحيى بن مندة واكثرها مسانيد حفاظ وأعيان ولم نرها.
ولم يزل حديث الطبراني رائجاً نافقاً مرغوباً فيه ولا سيما في زمان صاحبة ابن ريذه فقد سمع منه خلائق وكتب السلفي عن نحو مئة نفس منهم ومن أصحاب ابن فاذشاه وكتب أبو موسى المديني وأبو العلاء الهمذاني عن عدة من بقاياهم وازدحم الخلق على خاتمتهم فاطمة الجوزدانيه الميتة في سنة أربع وعشرين وخمس مئة وأرتحل ابن خليل والضياء وأولاد الحافظ عبدالغني وعدة من المحدثين في طلب حديث الطبراني واستجازوا من بقايا المشيخة لأقاربهم وصغارهم وجلبوه إلى الشام ورووه ونشروه ثم سمعه بالأجازة العالية ابن جعوان والحارثي والمزي وابن سامة والبرزالي وأقرانهم ورووه في هذا العصر وأعلى بقي من ذلك بالاتصال معجمه الصغير فلا تفوتوه رحمكم الله.
وقد عاش الطبراني مئةعام وعشرة أشهر.قال أبو نعيم الحافظ توفي الطبراني لليلتين بقيتا من ذي القعده سنة ستين وثلاث مئة بأصبهان ومات ابنه او ذر في سنة تسع وتسعين وثلاث مئة عن نيف وستين سنة.
أخبرنا عبدالملك بن عبد الرحمن العطار أخبرنا يوسف بن خليل أخبرنا علي بن سعيد بن فاذشاه ومحمد بن أبي زيد قالا أخبرنا محمود ابن إسماعيل أخبرنا أحمد بن محمد بن فاذشاه حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أبو مسلم الكشي حدثنا أبو عاصم عن ابن عجلان عن ابيه عن أبي هريرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة ومعه رجل إذ لعن ناقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أين اللاعن ناقته" قال ها أنذا قال "أخرها فقد أجبت فيها".
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أخبرنا ابن خليل أخبرنا مسعود بن أبي منصور أخبرنا الحسن بن أحمد أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن مهرة سنة خمس وعشرين وأربع مئة أخبرنا سليمان الطبراني حدثنا محمد بن حيان المازني وأبو خليفة قالا حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن علي ابن بذيمة عن أبي عبيدة عن ابيه عبد الله قال"من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز".
قرأت على سليمان بن قدامة القاضي أخبرنا محمد بن عبدالواحد الحافظ أخبرنا محمد بن أحمد اخبرتنا فاطمة بنت عبد الله أخبرنا ابن ريذة أخبرنا الطبراني حدثنا علي بن عبدالعزيز حدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم حدثنا عبدالحميد بن جعفر عن أبيه أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال أطلبوها فلم يجدوها فقال اطلبوها فوجدها فإذا هي قلنسوة خلقة فقال خالد: "اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر". ومات في سنة ستين الآجري وسيأتي والمعمر أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد الجريجي الطوماري عن تسع وتسعين سنة وإمام جامع همذان أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي ومسند بغداد أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم الانباري والبندار وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة المؤدب والمحدث القدوة أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري والوزير أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد ابن العميد صاحب الترسل الفائق والمعمر أبو طاهر محمد بن سليمان بن ذكوان البعلبكي المقرئ وشيخ الزهاد أبو بكر محمد بن داود الدقي الدينوري والذي تملك دمشق أبو القاسم بن أبي يعلى الهاشمي ثم أسر وبعث إلى مصر.

البلخي

شيخ الحنفية أبوجعفر بن عبد الله بن محمد البلخي من يضرب به المثل ويلقب بأبي حنيفة الصغير.
حدث عن محمد بن عقيل البلخي وتفقه بأبي بكر محمد بن أبي سعيد.أخذ عنه أئمة.
ويعرف أيضاً بالهندواني من أهل محلة باب هندوان .مات في سنة اثنتين وستين وثلاث مئة في عشر السبعين.

ابن هاني

شاعر العصر أبو الحسن محمد بن هاني الأزدي المهلبي الأندلسي يقال إنه من ذرية المهلب وكان أبوه شاعراً أيضاً ويكنى محمد أبا القاسم أيضاً.
مولده بإشبيلية وكان ذا حظوة عند صاحب إشبيلية ونظمه بديع في الذروة وكان حافظاً لأشعار العرب وأيامها لكنه فاسق خمير يتهم بدين الفلاسفة فهرب لما هموا به إلى العدوة فاتصل بالمعز العبيدي فأنعم عليه وشرب عند قوم فخنق في رجب سنة اثنتين وستين وثلاث مئة وهو في عشر الخمسين.
وديوانه كبير وفيه مدائح تفضي به إلى الكفر وهو من نظراء المتنبي وقيل بل عاش ستاً وثلاثين سنة.

الصوناخي

الإمام المحدث أبو الفضل صديق بن سعيد التركي الصوناخي وصوناخ قرية من عمل إسبيجاب.
قدم من بلاده فأخذ ببخارى عن سهل بن شاذويه وعن حامد بن سهل وصالح بن محمد الحافظ وأخذ بسمرقند عن محمد بن نصر المروزي الفقيه تصانيفه.
مات بفرياب سنة نيف وخمسين وثلاث مئة قاله ابن السمعاني في الأنساب.

الفرغاني

الأمير العالم أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر بن خذيان التركي الفرغاني صاحب التاريخ المذيل على تاريخ محمد بن جرير الطبري.
حدث بدمشق عن ابن جرير وعلي بن الحسن بن سليمان وغيرهما.
روى عنه أبو الفتح بن مسرور وأبو سليمان بن زبر والدارقطني وعبد الغني وتمام الرازي.

وثقه ابن مسرورقال يحيى بن الطحان مات في جمادى الاولى سنة اثنتين وستين وثلاث مئة. الجابري

صاحب الجزء المشهور أبو محمد عبد الله بن جعفر بن إسحاق ابن علي بن جابر الجابري الموصلي الذي لقيه أبو نعيم الحافظ بالبصرة في سنة سبع وخمسين وثلاث مئة.
ما عرفت من حاله شيئاً. تفرد بالرواية عن محمد بن أحمد بن أبي المثنى الموصلي صاحب جعفر ابن عون.

الآجري

الإمام المحدث القدوة شيخ الحرم الشريف أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي الآجري صاحب التواليف منها كتاب الشريعة في السنة كبير وكتاب الرؤية وكتاب الغرباء و كتاب الاربعين و كتاب الثمانين و كتاب آداب العلماء و كتاب مسألة الطائفين وكتاب التهجد وغير ذلك.
سمع أبا مسلم الكجي وهو أكبر شيخ عنده ومحمد بن يحيى المروزي وأبا شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني والحسن بن علي بن علويه القطان وجعفر بن محمد الفريابي وموسى بن هارون وخلف بن عمرو العكبري وعبد الله بن ناجية ومحمد بن صالح العكبري وجعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي وعبد الله بن العباس الطيالسي وحامد بن شعيب البلخي وأحمد بن سهل الاشناني المقرىء وأحمد بن موسى بن زنجويه القطان وعيسى بن سليمان وراق داود بن رشيد وأبا علي الحسن بن الحباب المقرىء وأبا القاسم البغوي وابن أبي داود وخلقا سواهم. وكان صدوقاً خيراً عابداً صاحب سنة واتباع.
قال الخطيب كان ديناً ثقة له تصانيف قلت حدث عنه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو القاسم بن بشران والمقرى أبو الحسن الحمامي وأبو نعيم الحافظ وخلق من الحجاج والمجاورين. مات بمكة في المحرم سنة ستين وثلاث مئة وكان من أبناء الثمانين رحمه الله ورضي عنه أخبرتنا ست الأهل بنت علوان سنة سبع مئة أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم أخبرنا عبد الحق اليوسفي وأخبرنا محمد بن أبي بكر الاسدي غير مرة أخبرنا يوسف بن محمود أخبرنا أبو طاهر السلفي قالا أخبرنا علي بن محمد بن العلاف أخبرنا عبد الملك ابن محمد الواعظ أخبرنا أبو بكر الآجري حدثنا خلف بن عمرو العكبري حدثنا الحميدي حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات الرجل انقطع عمله إلا من ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة جارية وعلم ينتفع به".
هذا حديث صالح الاسناد على شرط مسلم لا البخاري.

أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد أخبرنا زين الامناء أبو البركات بن عساكر أخبرنا المبارك بن علي البزاز أخبرنا علي بن محمد أخبرنا عبد الملك بن محمد أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا محمد بن الليث الجوهري حدثنا محمد بن عبيد المحاربي حدثنا قبيصة بن الليث عن مطرف بن طريف عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل العتمة أو بعدها". غريب من الأفراد. ابن كيسان

المعمر الثقة النحوي أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن كسيان الحربي.
سمع إسماعيل القاضي وإبراهيم الحربي وجماعة.
وعنه أبو علي بن شاذان وأبو نعيم الحافظ.
توفي في شوال سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة. وثقة بعض الأئمة.

القرميسيني

المحدث الصادق الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن حسن القرميسيني الجوال الرحال.
سمع الكديمي وبشر بن موسى وأباعبد الرحمن النسائي وعبد الرحمن بن القاسم الرواس وطبقتهم.
حدث عنه الدارقطني والحسن بن الحسن بن المنذر وأبو الحسن ابن الحمامي وآخرون.
توفي بالموصل في سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة.قال الخطيب كان ثقة صالحاً.

ابن العميد

الوزير الكبير أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد الكاتب وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي.
كان عجباً في الترسل والإنشاء والبلاغة يضرب به المثل ويقال له الجاحظ الثاني وقيل بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد.وقد مدحة المتنبي فأجازه بثلاثة آلاف دينار.
وكان مع سمعة فنونه لا يدري ما الشرع وكان متفلسفاً متهماً بمذهب الأوائل.
وكان إذا تكلم فيه بحضرته شق عليه ويسكت ثم يأخذ في شيء آخر.
وكان ابن عباد يصحبه ويلزمه ومن ثم لقب بالصاحب .
مات سنة ستين وثلاث مئة فوزر بعده ابنه أبو الفتح علي وعمره اثنتان وعشرون سنة وكان ذكياً غزير الأدب تياهاً ولقب ذا الكفايتين وله نظم رائق ثم عذب وقتل في ربيع الأخر سنة ست وستين وثلاث مئة بعد أن سمل عضد الدولة عينه الواحدة وقطع أنفه وله نظم جيد.

الدقي

شيخ الصوفية والزهاد أبو بكر محمد بن داود الدينوري الدقي شيخ الشاميين.
قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد وحدث عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي وأبي بكر الخرائطي وحكى عن أبي محمد الجريري وأبي عبد الله بن الجلاء وأبي بكر الدقاق.
حكى عنه عبد الوهاب الميداني وبكير بن محمد وأبو الحسن بن جهضم وعبدان المنبجي وعبد الواحد بن بكر وآخرون.
قال السلمي عمر فوق مئة سنة وكان من أجل مشايخ وقته وأحسنهم حالاً.
قال أبو نصر السراج حكى أبو بكر الدقي قال كنت بالبادية فوافيت قبيلة فأضافني رجل فرأيت غلاماً أسود مقيداً ورأيت جمالاً ستة فقال الغلام أشفع لي قلت لا آكل حتى تحله قال إنه أفقرني قلت ما فعل قال له صوت طيب فحدا لهذه الجمال وهي مثقلة حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم فلما حط عنها ماتت كلها ولكن قد وهبته لك فلما أصبحت أحببت أن أسمع صوته فسألته وكان هناك جمل يستقى عليه فحدا فهام الجمل على وجهه وقطع حباله ولم أظن أني سمعت أطيب من صوته ووقعت لوجهي.مات الدقي في سابع جمادى الاولى سنة ستين وثلاث مئة.

ابن أبي يعلى

الشريف المعظم أبو القاسم ابن أبي يعلى الهاشمي الدمشقي. ثار بدمشق والتف عليه الأحداث والشطار وتملك بدمشق وقطع دعوة المعز ودعا إلى الخليفة المطيع في آخر سنة تسع وخمسين وثلاث مئة استفحل امره فأقبل جيش المعز فالتقوا فهرب الشريف وطلب العراق فأسره عند الامير ابن عليان العدوي فأعطاء بن فلاح المعزي مئة ألف وشهر الشريف على جمل في هيئة مسخرة ثم لان له وعنف من اسره وكان الخلق يدعون له فبعث إلى المعز واختفى خبره.

الفرائضي

المحدث الإمام أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر بن أبي الزمزام الدمشقي الفرائضي الشاهد.
سمع عبد الرحمن بن الرواس ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد ومحمد بن المعافا الصيداوي وطبقتهم فأكثر.
روى عنه محمد بن عوف المزني وعلي بن بشرى ومكي بن الغمر ومكي بن محمد المؤدب وثريا بن أحمد الالهاني وآخرون.
وثقه الكتاني وقال مات في شوال سنة ثمان وستين وثلاث مئة رحمه الله .

فاروق

ابن عبد الكبير بن عمر المحدث المعمر مسند البصرة أبو حفص الخطابي البصري.
سمع هشام بن علي السيرافي وعبد الله بن أبي قريش ومحمد ابن يحيى بن المنذر القزاز وأبا مسلم الكجي وطائفة وتفرد في وقته ورحل إليه.

حدث عنه أبو بكر محمد بن أبي علي الذكواني وأحمد بن محمد بن الصقر البغدادي وعلي بن عبدكوية وأبو نعيم الحافظ وآخرون.وما به بأس.بقي إلى سنة إحدى وستين وثلاث مئة. والنقوي

عاش أيضاً إلى هذا الوقت وهو المعمر أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الصنعاني صاحب إسحاق الدبري أكثر عنه. وسمع جامع عبد الرزاق.
حدث عنه بمكة بعد العشرين وأربع مئة محمد بن الحسن الصنعاني.
وقيل عاش إلى سنة سبع وستين.

البربهاري

الشيخ المعمر المسند الرحلة أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري ثم البغدادي.
ولد سنة ست وستين ومئتين.
سمع محمد بن يونس الكديمي ومحمد بن الفرج الازرق وإسماعيل القاضي ومحمد بن غالب تمتاماً ومحمد بن سليمان الباغندي وعلي بن الفضل وجماعة.
وانتخب عليه الدارقطني جزئين.
حدث عنه ابن رزقويه وأبو بكر البرقاني وأبو نعيم الأصبهاني وعبيد الله بن عمر بن شاهين وطائفة.
قال أبو نعيم كان يقول لنا الدارقطني اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب.
وقال ابن الفوارس فيه نظر.
وقال البرقاني حضرت عند أبي بحر فقال لنا ابن السرخسي سأريكم ان الشيخ كذاب فقال له فلان بن فلان ينزل المكان الفلاني اسمعت منه فقال نعم قال البرقاني ولم يكن لذاك وجود.
وقال ابن أبي الفوارس توفي لأربع بقين من جمادى الاولى سنة اثنتين وستين وثلاث مئه قال وكان مخلطاً وله أصول جياد وله شيء رديء.
قلت الجزءان يرويهما ابن خليل واليلداني بعلو والله أعلم.
وفيها مات مفتي البصرة أبو حامد أحمد بن بشر المروروذي الشافعي وأبو إسحاق المزكي وإسماعيل بن ميكال وسعيد بن القاسم البرذعي المرابط وعبد الملك بن الحسن بن السقطي وأبو عمر ابن فضالة وفقية بلخ أبو جعفر محمد بن عبد الله الهنداوي الحنفي وشاعر الأندلس محمد بن هاني الأزدي الفاسق.

غلام الخلال

الشيخ الإمام العلامة شيخ الحنابلة أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد البغدادي الفقيه تلميذ أبي بكر الخلال. ولد سنة خمس وثمانين ومئتين.
وسمع في صباه من محمد بن عثمان بن أبي شيبة وموسى بن هارون والفضل بن الحباب الجمحي وجعفر الفريابي وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء والحسين بن عبد الله الخرقي الفقيه وجماعة وقيل إنه سمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل ولم يصح ذلك.
حدث عنه أحمد بن الجنيد الخطبي وبشرى بن عبد الله الفاتني وغيرهما.وروى عنه بالاجازة أبو إسحاق البرمكي.
وتفقه به ابن بطة وأبو إسحاق بن شاقلاً وأبو حفص العكبري وأبو الحسن التميمي وأبو حفص البرمكي وأبو عبد الله بن حامد.
وكان كبير الشأن من بحور العلم له الباع الاطول في الفقه ومن نظر في كتابه الشافعي عرف محله من العلم لولا ما بشعه بغض بعض الأئمة مع أنه ثقة فيما ينقله.
قال أبو حفص البرمكي سمعته يقول مني شيخنا أبو بكر الخلال نحواً من عشرين مسأله وأثبتها في كتبه. قال القاضي أبو يعلى كان لأبي بكر عبد العزيز مصنفات حسنة منها كتاب المقنع وهو نحو مئة جزء وكتاب الشافي نحو ثمانين جزءاً وكتاب زاد المسافر وكتاب بالخلاف مع الشافعي وكتاب مختصر السنة وروي عنه أنه قال في مرضه أنا عندكم إلى يوم الجمعة فمات يوم الجمعة ويذكر عنه عبادة وتأله وزهد وقنوع .
وذكر أبو يعلى أنه كان معظماً في النفوس متقدماً الدولة بارعاً في مذهب الإمام أحمد.
قلت ما جاء بعد أصحاب أحمد مثل الخلال ولا جاء بعد الخلال مثل عبد العزيز إلا أن يكون أبا القاسم الخرقي.
قال ابن الفراء توفي في شوال سنة ثلاث وستين وثلاث مئة وله ثمان وسبعون سنة في سن شيخه الخلال وسن شيخ شيخه أبي بكر المروذي وسن شيخ المروذي الإمام أحمد.
وفيها مات جمح بن القاسم المؤذن بدمشق وأبو بكر محمد بن أحمد الرملي ابن النابلسي الشهيد وأبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم الآبري والحافظ أبو العباس محمد بن موسى السمسار ومظفر ابن حاجب الفرغاني بدمشق وأبو حنيفة النعمان بن محمد قاضي العبيدية صنف كثيراً في الزندقة ونحلة الباطنية.

أخبرنا المؤمل بن محمد البالسي وغيره إذناً قالوا أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا الشيباني أخبرنا أبو بكر الخطيب حدثنا أحمد بن الجنيد الخطبي حدثنا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر حدثنا علي بن طيفور حدثنا قتيبة حدثنا عبد الوارث عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"خيركم من تعلم القرآن وعلمه". الشمشاطي

الخطيب المقرىء أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد الشمشاطي نزيل واسط .
قرأ على عمرو بن عيسى الادمي صاحب خلف البزار.
تلا عليه منصور بن محمد السندي بواسط في سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة.
وحدث عن أبي شعيب الحراني والفريابي ومحمد بن عثمان ابن أبي شيبة ويوسف القاضي وعدة.
حدث عنه الحسين بن أحمد التباني وأحمد بن محمد بن سمنان المؤدب تقع روايته في مجلس التباني وثقه خميس الحوزي.

ابن نجيد

الشيخ الإمام القدوة المحدث الباني شيخ نيسابور أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن الحافظ أحمد بن يوسف بن خالد السلمي النيسابوري الصوفي كبير الطائفة ومسندخرسان.
مولده في سنة اثنتين وسبعين ومئتين.
سمع أبا مسلم الكجي وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن أيوب البجلي ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وإبراهيم بن أبي طالب وعلي بن الجنيد الرازي وجعفر بن أحمد بن نصروجماعة وله جزء من أعلى ما سمعناه.
حدث عنه سبطة أبو عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الله الحاكم وأبو نصر أحمد بن عبد الرحمن الصفار وعبد الرحمن بن حمدان النصروي وعبد القاهر بن طاهر الأصولي وأبو نصر عمر بن قتادة وأبو العلاء صاعد بن محمد القاضي وأبو نصر محمد بن عبدش وأبو حفص عمر بن مسرور وآخرون.
ومن محاسنه أن شيخه الزاهد أبا عثمان الحيري طلب في مجلسه مالاً لبعض الثفور فتأخر فتألم وبكى على رؤوس الناس فجاءه ابن نجيد بألفي درهم فدعا له ثم إنه نوه به وقال قد رجوت لابي عمرو بما فعل فانه قد ناب عن الجماعة وحمل كذا وكذا فقام ابن نجيد وقال لكن إنما حملت من مال فأمي وهي كارهه فينبغي أن ترده لترضى فأمر أبو عثمان بالكيس فرد إليه فلما جن الليل جاء بالكيس والتمس من الشيخ ستر ذلك فبكى وكان بعد ذلك يقول أنا أخشى من همه أبي عمرو.
وقال الحاكم ورث أبو عمرو من آبائه أموالاً كثيرة فأنفق سائرها على العلماء والزهاد وصحب أبا عثمان الحيري والجنيد وسمع من الكجي وغيره.
قال أبو عبد الرحمن السلمي جدي له طريقة ينفرد بها من صون الحال وتلبيسه سمعته يقول كل حال لا يكون عن نتيجة علم وإن جل فإن ضرره على صاحبه أكبر من نفعه.
وسمعته يقول لا يصفو لأحد قدم في العبودية حتى تكون أفعاله عنده كلها رياء وأحواله كلها عنده دعاوى.
وقال جدي من قدر على إسقاط جاهه عند الخلق سهل عليه الاعراض عن الدنيا وأهلها وسمعت أبا عمرو بن مطر يقول سمعت أبا عثمان الحيري وخرج من عنده ابن نجيد يقول يلومني الناس في هذا الفتى وأنا لا أعرف على طريقته سواه وربما هو خلفي من بعدي.
وقال بعض المشايخ لي جدك من الأوتاد.
توفي ابن نجيد في ربيع الأول سنة خمس وستين وثلاث مئة عن ثلاث وتسعين سنة. ومات معه ابن عدي وأحمد بن جعفر الختلي وأحمد بن نصر الذارع الواهي وأبو علي الحسن بن منير الدمشقي والحافظ أبو علي الماسرجسي وأبو بكر القفال الشاشي والمعز صاحب القاهره ومنصور بن عبد الملك الساماني صاحب ما وراء النهر.

الشهيد

الإمام القدوة الشهيد أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل الرملي ويعرف بابن النابلسي.
حدث عن سعيد بن هاشم الطبراني ومحمد بن الحسن بن قتيبة ومحمد بن أحمد بن شيبان الرملي. روى عنه تمام الرازي وعبد الوهاب الميداني وعلي بن عمر الحلبي.
قال أبو ذر الحافظ سجنه بنو عبيد وصلبوه على السنة سمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول كان يقول وهو يسلخ" كان ذلك في الكتاب مسطوراً" الإسراء 58 قال أبو الفرج بن الجوزي اقام جوهر القائد لأبي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي وكان ينزل الأكواخ فقال له بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفينا تسعة قال ما قلت هذا بل قلت إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعة وأن يرمي العاشر فيكم أيضاً فإنكم غيرتم الملة وقتلتم الصالحين وادعيتم نور الإلهيه فشهرة ثم ضربه ثم أمر يهودياً فسلخه.
قال ابن الأكفاني توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر بن النابلسي كان يرى قتال المغاربه هرب من الرملة إلى دمشق فأخذه متوليها أبو محمود الكتامي وجعله في قفص خشب وأرسله إلى مصر فلما وصل قالوا أنت القائل لو أن معي عشرة أسهم وذكر القصة فسلخ وحشي تبناً وصلب.
قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي أخبرني الثقة أن أبا بكر سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاخ فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى عليه وأخبرني الثقة أنه كان إماماً في الحديث والفقه صائم الدهر كبير الصولة عند العامة والخاصة ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن فغلب المغربي بالشام وأظهر المذهب الرديء وأبطل التراويح والضحى وأمر بالقنوت في الظهر وقتل النابلسي سنة ثلاث وكان نبيلا رئيس الرملة فهرب فأخذ من دمشق.
وقيل قال شريف ممن يعانده لما قدم مصر الحمد لله على سلامتك قال الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دنياك.
قلت لا يوصف ما قلب هؤلاء العبيدية الدين ظهراً لبطن واستولوا على المغرب ثم على مصر والشام وسبوا الصحابة.
حكى ابن السعساع المصري أنه رأى في النوم أبا بكر بن النابلسي بعدما صلب وهو في أحسن هيئة فقال ما فعل الله بك فقال:

حبانب مالكـي بـدوام عـز

 

وواعدني بقرب الانتصـار

وقربنـي وأدنـانـي إلـيه

 

وقال انعم بعيش في جواري

النعمان

العلامة المارق قاضي الدولة العبيدية أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور المغربي .
كان مالكياً فارتد إلى مذهب الباطنية وصنف له اس الدعوة ونبذ الدين وراء ظهرة والف في المناقب والمثالب ورد على ائمة الدين وانسلخ من الإسلام فسحقاً وبعداً.
ونافق الدولة لا بل وافقهم. وكان ملازماً للمعز أبي تميم منشى القاهرة.
وله يد طولى في فنون العلوم والفقه والاختلاف ونفس طويل في البحث فكان علمه وبالاً عليه.
وصنف في الرد على أبي حنيفة في الفقه وعلى مالك والشافعي وانتصر لفقه أهل البيت وله كتاب في اختلاف العلماء وكتبه كبار مطولة.
وكان وافر الحشمة عظيم الحرمة في أولاده قضاة وكبراء.
وانتقل إلى غير رضوان الله بالقاهرة في رجب سنة ثلاث وستين وثلاث مئة ثم ولي ابنه علي قضاء الممالك.
ومات محمد والد أبي حنيفة سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة بالقيروان عن مئة وأربع سنين ويعد من الأذكياء.

ابن الخشاب

الحافظ الأوحد أبو الفرج أحمد بن القاسم بن عبيدالله بن مهدي البغدادي بن الخشاب نزيل ثغر طرسوس.
حدث بدمشق وغيرها عن محمد بن محمد بن الباغندي ومحمد بن جرير وعبد الله بن إسحاق المدائني وأبي القاسم البغوي وأبي جعفر الطحاوي ومحمد بن الربيع الجيزي وطبقتهم.
حدث عنه تمام الرازي وبقاء الخولاني وعبد الوهاب الميداني ومكي بن الغمر ومحمد بن عوف المزني وآخرون. وقد روى عنه بالاجازة عيسى بن علي الوزير.
مات في صفر سنة أربع وستين وثلاث مئة.

الأبزاري

المحدث الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء النيسابوري الوراق الأبزاري. سمع من مسدد بن قطن والحسن بن سفيان وجعفر بن أحمد ابن نصر ومحمد بن محمد الباغندي وسعيد بن عبدالعزيز الحلبي وسعيد بن هاشم الطبراني وأقرانهم وأكثر وجود وجمع.
روى عنه ابن مندة والحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي.
قال الحاكم كان ممن سلم المسلمون من لسانه ويده طلب الحديث على كبر السن ورحل فيه سمعت أباعلي الحافظ يمازحه يقول انت بهز بن أسد يريد بثبته وإتقانه ويقول هذا الشيخ ما اغتسل من حلال قط فنقول يا أبا علي ولا من حرام.
مات في رجب سنة أربع وستين وثلاث مئة وكان صادقاً حدث بمروياته على القبول.
أبزار من قرى نيسابور.

عبد الجبار

ابن عبد الصمد بن إسماعيل المحدث المقرئ أبو هاشم السلمي الدمشقي المؤدب.
تلا على أبي عبيدة أحمد عبد الله بن ذكوان وسمع من محمد ابن خريم وأبي شيبة داود بن إبراهيم وعلي بن أحمد علان وجعفر ابن أحمد بن عاصم والقاسم بن عيسى العصار ومحمد بن المعافا الصيداوي وسعيد بن عبدالعزيز وخلق كثير بالشام والحجاز ومصر.
حدث عنه تمام الرازي وأبو الحسن بن جهضم وعلي بن بشرى العطار ومكي بن الغمر ومحمد بن عوف وعبد الوهاب الميداني .
مولده في سنة ست وثمانين ومئتين وتوفي في صفر سنة أربع وستين وثلاث مئة أرخه الكتاني وقال جمع من المصنفات شيئاً كثيراً وكان ثقة مأموناً انتقى عليه أحمد بن قاسم بن الخشاب.

القهندزي

الشيخ المعمر أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن ادريس بن كامل القهندزي مسند هراة.
سمع عثمان بن سعيد الدارمي وأبا مسلم الكجي ويوسف القاضي .
روى عنه أبو أحمد المعلم وأبو منصور الديباجي وعدة.
قال أبو النصر الفامي مات سنة أربع وستين وثلاث مئة.

ابن عدي

هو الإمام الحافظ الناقد الجوال أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك ابن القطان الجرجاني صاحب كتاب الكامل في الجرح والتعديل وهو خمسة أسفار كبار.
مولده في سنة سبع وسبعين ومئتين وأول سماعه كان في سنة تسعين وارتحاله في سنة سبع وتسعين.
فسمع بهلول بن إسحاق التنوخي ومحمد بن عثمان بن أبي سويد ومحمد بن يحيى المروزي وأنس بن السلم وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس الدمشقيين وأبا خليفه الجمحي وأباعبد الرحمن النسائي وعمران بن موسى بن مجاشع والحسن بن محمد المديني والحسن بن الفرج الغزي صاحبي يحيى بن بكير وجعفر بن محمد الفريابي وأبا يعلى الموصلي والحسن بن سفيان النسوي وعبدان الاهوازي وأبا بكر بن خزيمة والبغوي وأباعروبة وخلقاً كثيراً في الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان والجبال وطال عمره وعلا إسناده وجرح وعدل وصحح وعلل وتقدم في هذه الصناعة على لحن فيه يظهر في تأليفه.
حدث عنه شيخه أبو العباس بن عقدة وأبو سعد الماليني والحسن بن رامين ومحمد بن عبد الله بن عبدكويه وحمزة بن يوسف السهمي وأبو الحسين أحمد بن العالي وآخرون.
قال الحافظ ابن عساكر كان ثقة على لحن فيه وقال حمزة بن يوسف سألت الدارقطني أن يصنف كتاباً في الضعفاء وفقال اليس عندك كتاب ابن عدي قلت بلى قال فيه كفاية لا يزاد عليه. بلغني أن ابن عدي صنف كتاباً سماه الانتصار على أبواب المختصر للمزني.
قال حمزة السهمي كان ابن عدي حافظاً متقناً لم يكن في زمانه أحد مثله تفرد برواية أحاديث وهب منها لابنيه عدي وابي زرعة فتفردا بها عنه.
وقال أبو يعلى الخليلي كان أبو أحمد عديم النظير حفظاً وجلالة سألت عبد الله بن محمد الحافظ فقال زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي بن قانع.
قال الخليلي وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول لم أر أحداً مثل أبي أحمد بن عدي فكيف فوقه في الحفظ وكان أحمد هذا لقي الطبراني وأبا أحمد الحاكم وقال لي كان حفظ هؤلاء تكلفاً وحفظ ابن عدي طبعاً زاد معجمه على ألف شيخ.
وقال أبو الوليد الباجي ابن عدي حافظ لا بأس به.
قلت يذكر في الكامل كل من تكلم فيه بأدنى شيء لوكان من رجال الصحيحين ولكنه ينتصر له إذا أمكن ويروي في الترجمة حديثاً أو أحاديث مما استنكر للرجل وهو منصف في الرجال بحسب اجتهاده. قال حمزة السهمي مات في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلاث مئة. أخبرنا محمد بن الحسين القرشي بمصر ويحيى بن أحمد الجذامي بالثغر قالا أخبرنا محمد بن عماد أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا أبو الحسن الخلعي أخبرنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ حدثنا الحسن بن الفرج حدثني يحيى بن بكير حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر "أن رجلاً لاعن امرأته في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتفى من ولدها ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما والحق الولد بالمرأة".

ابن ميكال

الشيخ الإمام الأديب رئيس خراسان أبو العباس إسماعيل بن عبدالله بن محمد بن ميكال من ذرية كسرى يزدجرد بن بهرام جور الفارسي استعمل المقتدر أباه عبد الله على مملكة الأهواز.
سمع من عبدان الأهوازي كتاباً خصه به وسمع من أبي العباس السراج وابن خزيمة وعلي بن سعيد العسكري طائفة وأملى مجالس.
حدث عنه أبو علي الحافظ وهو اكبر منه وأبو الحسين الحجاجي وأبو عبد الله الحاكم وعبد الغافر الفارسي.
طلب الأمير عبد الله أبا بكر بن دريد لتأديب ولده هذا وفيه يقول ابن دريد في المقصورة:

أن ابن ميكال الأمير انتـاشـنـي

 

من بعد ما قد كنت كالشيء اللقى

ومد ضبعي أبو العـبـاس مـن

 

بعد انقباض الذرع والباع الوزى

نفسي الـفـداء لأمـيري ومـن

 

تحت السماء لأمـيري الـفـدا

قال الحاكم سمعت الوضاحي يقول سمعت أباالعباس يذكر صلة ابنه لابن دريد لما عمل المقصوره فقلت ما وصل اليه منك قال لم تصل يدي اذ ذاك إلا إلى ثلاث مئة دينار وضعتها بين يديه.
قال الحاكم عرضت عليه ولايات جليله فامتنع وتوفي في صفر سنة اثنتين وستين وثلاث مئة وله اثنتان وتسعون سنة.
قلت سماعة من عبدان في سنة ثمان وتسعين ومئتين. وقع لنا جزءان عاليان في طريقه

ابن فضالة

الشيخ المسند المحدث أبوعمر محمد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم بن فضالة بن كثير الأموي القرشي مولى الخليفة عمر بن عبد العزيز. دمشقي معروف له جزء سمعناه.
سمع أبا قصي إسماعيل العذري وأحمد بن أنس والحسين بن محمد بن جمعة وعبد الرحمن بن القاسم الهاشمي والحسن بن الفرج الغزي وأبا القاسم البغوي حدثه بمكه ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد وطائفة.
حدث عنه تمام الرازي وعبد الرحمن بن أبي نصر وأبو نصر ابن الجندي ومكي بن الغمر ومحمد بن رزق الله ومحمد بن عبد السلام بن سعدان.
أرخ عبدالعزيز الكتاني وفاته في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وثلاث مئة وقال تكلموا فيه.
قرأت على خديجة بنت يوسف أخبركم محمد بن هبة الله أخبرنا إبراهيم بن الحسن الحصني والخضر بن شبل الحارثي وقرأت على الحسن بن علي أخبرك جعفر بن علي أخبرنا السلفي قالوا أخبرنا محمد بن الحسين الحنائي وعلي بن الحسن الموازيني قالا أخبرنا محمد بن عبد السلام بن سعدان أخبرنا محمد بن موسى بن فضالة حدثنا الحسين بن جمعة حدثنا سعيد بن منصور بمكة سنة خمس وعشرين ومئتين حدثنا إسماعيل بن زكريا عن الحجاج بن دينار عن الحكيم عن حجية بن عدي عن علي "أن العباس سأل النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له في ذلك".
وعند زين الأمناء جزء لابن فضالة غير الذي عند الشيرازي والجزء الأول من أمالي ابن فضالة عن الحافظ قاسم بن عساكر. ومن شيوخه أبوه موسى يروي عن سليمان بن بنت شرحبيل.

ابن القطان

من كبراء الشافعية أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي.
قال الخطيب له مصنفات في أصول الفقه وفروعه مات سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
ذكره مختصراً. تفقه بابن سريج ثم بابي إسحاق المروزي وتصدر للافادة واشتهر اسمه وذكره أبو إسحاق في الطبقات.

ابن حيويه

الشيخ الإمام المعمر الفقيه الفرضي القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري ثم المصري الشافعي.
قدم مصر صغيراً وسمعه عمه الحافظ يحيى بن زكريا الأعرج من بكر بن سهل الدمياطي والإمام أبي عبد الرحمن النسائي وأبي بكر أحمد بن عمرو البزار وعبد الله بن أحمد بن عبدالسلام الخفاف وجماعة وأخذ عن عمه.
حدث عنه عبد الغني الحافظ وعلي بن محمد الخراساني القياس وهارون بن يحيى الطحان ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر ومحمد بن الحسين الطفال وآخرون. وثقة ابن ماكولا فقال كان ثقة نبيلاً ذكر أنه ولد سنة ثلاث وسبعين ومئتين.
وقال ابن عساكر أيضاً روى عن محمد بن جعفر بن أعين وجعفر بن أحمد بن عاصم وأبي يعقوب المنجنيقي.
وأخذ عنه الدراقطني وقال كان لا يترك أحداً يتحدث في مجلسه وقال جئت إلى شيخ عنده الموطأ فكان يقرأ عليه وهو يتحدث فلما فرغ قلت أيها الشيخ يقرأ عليك وأنت تتحدث؟! فقال قد كنت اسمع قال فلم أعد إليه.
قلت كذا شيوخ الحديث اليوم إن لم ينعسوا تحدثوا وإن عوتبوا قالوا قد كنا نسمع وهذه مكابرة.
توفي ابن حيوية في رجب سنة ست وستين وثلاث مئة.

السراج

الإمام المحدث القدوة شيخ الإسلام أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل النيسابوري المقرىء.
ارتحل وسمع من أبي شعيب الحراني والحسن بن المثنى العنبري وموسى بن هارون ومحمد بن عبد الله مطين ويوسف القاضي وهذه الطبقة.
حدث عنه الحاكم وأبو سعد الماليني وأبو الحسين ابن العالي وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي المشاط ومحمد بن القاسم الماوردي القلوسي وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الجوري وخلق سواهم.
قال الحاكم قل ما رأيت أكثر اجتهاداً وعبادة منه وكان يعلم القرآن وما أشبه حاله إلا بحال أبي يونس القوي الزاهد صلى حتى أقعد وبكى حتى عمي.
حدث أبو الحسن رحمه الله من أصول صحيحة سمعته يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فتبعته حتى دخل فوقف على قبر يحيى بن يحيى وتقدم وصف خلفه جماعة من الصحابة وصلى عليه ثم التفت فقال هذا القبر أمان لأهل هذه المدينة.
قال الحاكم توفي يوم عاشوراء سنة ست وستين وثلاث مئة.قلت هو من أبناء التسعين.
وفيها مات ابن حيوية النيسابوري بمصر والمحدث أبو الفضل الشرمقاني وصاحب دمشق الحسن بن أحمد الجنابي القرمطي وركن الدولة الحسن بن بوية ملك العجم والمستنصر بالله حكم صاحب الأندلس وأبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد المعدل بنيسابور.

ابن مطر

الشيخ الإمام القدوه العامل المحدث أبو عمرو محمد بن جعفر ابن محمد بن مطر النيسابوري المزكي شيخ العدالة.
سمع أبا عمرو أحمد المستملي وإبراهيم بن علي الذهلي ومحمد بن أيوب البجلي وأباخليفة الجمحي ومحمد بن جعفر الكوفي القتات ومحمد بن يحيى المروزي وطبقتهم وكان ذا حفظ وإتقان.
حدث عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسين الحجاجي وأبو عبد الله الحاكم وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي وأبو نصر بن قتادة وآخرون وحدث عنه من القدماء أبو العباس بن عقدة.
قال الحاكم وأعجب من ذلك حدثنا محمد بن صالح بن هانيء حدثنا أبو الحسن الشافعي حدثنا أبو عمرو بن مطر وقد ماتا قبله بدهر قال وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس الاصم فأحيا الله علم الاصم بتلك الفوائد فإن الأصم أفسد أصوله واعتمد على كتاب ابن مطر إلى أن قال الحاكم وقل ما رأيت أصبر على الفقر من أبي عمرو وكان يتجمل بدست ثياب للجمعات وحضور المجلس ويلبس في بيته فروة ضعيفة ويأكل رغيفاً وبصلة أو جزرة وبلغني أنه كان يحيى الليل ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويضرب اللبن لقبور الفقراء لم أر في مشايحنا له في الاجتهاد نظيراً رحمه الله توفي في جمادى الاخرة سنة ستين وثلاث مئة عن خمس وتسعين سنة.

المزكي

الإمام المحدث القدوة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري المزكي شيخ بلده ومحدثه.
سمع أحمد بن محمد الماسرجسي وأبا العباس الثقفي وإمام الأئمة ابن خزيمة وموسى بن العباس الجويني وأبا حامد الأعمشي وزنجوية اللباد وأبا نعيم بن عدي ومحمد بن المسيب الأرغياني وأبا العباس الدغولي وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي وعبد الرحمن بن أبي حاتم وخلقا سواهم.
قال الحاكم أملى عدة سنين وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبو العباس الاصم ومحمد بن يعقوب بن الأخرم.
قلت روى عنه الحاكم وابن رزقويه وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو بكر البرقاني وأبو علي بن شاذان وابنه محمد بن إبراهيم المزكي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو طالب بن غيلان وآخرون. قال الخطيب كان ثقة ثبتاً مكثراً مواصلاً للحج انتخب عليه الدارقطني وكتب الناس عنه علماً كثيراً مثل تاريخ السراج تاريخ البخاري وعدة كتب لمسلم وكان عند البرقاني عنه سفط أجزاء وكتب لكن ما روى عنه في صحيحه قال في نفسي منه لكثرة ما يغرب ثم إنه قواه وقال عندي عنه أحاديث عالية كنت أخرجتها نازلاً إلا أني لا أقدر على إخراجها لكبر السن.
قال الخطيب حدثنا الحسين بن شيطا سمعت المزكي يقول انفقت على الحديث بدراً من الدنانير وقدمت بغداد ومعي تجارة.
مات في شعبان سنة اثنتين وستين وثلاث مئة وله سبع وستون سنة وله من الأولاد علي وأحمد ويحيى وعبد الرحمن ومحمد عاشوا ورووا الحديث.

ابن برزة

المعمر المسند أبو جعفر محمد بن عبد الله بن برزة الروذراوري الداوودي.
حدث بهمذان عن إسماعيل القاضي ومحمد بن غالب تمتام وعبيد بن شريك وإبراهيم بن ديزيل وغيرهم.
قال صالح بن أحمد الحافظ لم يثبت في ابن ديزيل وهو شيخ حضرته ولم أحمد أمره.
قلت حدث عنه أبو بكر بن لال وأبو طاهر بن سلمة وابن فنجويه علي بن جهضم الصوفي وأحمد بن الحسن الإمام وعبد الرحمن بن شبانة وآخرون حدث في سنة سبع وخمسين وثلاث مئة.

ابن الحارث

الحافظ الإمام أبو عبد الله محمد بن حارث بن أسد الخشني القيرواني صاحب التواليف.
روى عن أحمد بن نصر وأحمد بن زياد وقاسم بن أصبغ وأحمد ابن عبادة واستوطن قرطبة وتمكن من صاحبها المستنصر المرواني.
له كتاب الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك وكتاب الفتيا وتاريخ الأندلس وتاريخ الإفريقيين وكتاب النسب حتى قيل إنه صنف للمستنصر مئة ديوان.
وكان من أعيان الشعراء وكان يتعاطى الكيمياء واحتاج بعد موت مخدومه إلى القعود في حانوت يبيع الأدهان. روى عنه أبو بكر بن حوبيل.
توفي سنة إحدى وستين وثلاث مئة وقيل توفي سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة.

المروروذي

العلامة شيخ الشافعية أبو حامد أحمد بن بشر بن عامر المروروذي مفتي البصرة وصاحب التصانيف.
تفقه بأبي إسحاق المروزي وصنف الجامع في المذهب وألف شرحاً لمختصر المزني وألف في الأصول وكان إماماً لا يشق غباره. وعنه أخذ فقهاء البصرة. توفي في سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.

ابن عمارة

المحدث الجليل أبوالحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد الليثي الكناني مولاهم الدمشقي.
حدث عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأظنه اخر من روى عنه وأحمد بن إبراهيم البسري وزكريا خياط السنة ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد وإبراهيم بن دحيم وعدة.
وعنه تمام الرازي وأبو الحسين بن جميع وعبد الرحمن بن أبي نصر وأحمد بن محمد بن الحاج وعبد الوهاب الميداني وآخرون.
توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وثلاث مئة وقد قارب التسعين.

السقطي

المحدث أبو عمرو عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي المعدل ببغداد.انتخب عليه الدارقطني. سمع الكجي وأحمد بن يحيى الحلواني ويوسف القاضي .
وعنه محمد بن أسد شيخ الكتابة وأبو علي بن شاذان وأبو نعيم.
مات سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.

ابن علك

الحافظ المجود محدث مرو أبو عبد الرحمن عبد الله ابن الحافظ عمر بن أحمد عن علك الجوهري المروزي.
سمع أباه ومحمد بن أيوب بن الضريس والفضل بن محمد الشعراني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأباعبد الله البوشنجي وعبد الله بن ناجية وطبقتهم ورحل به أبوه.
حدث عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي في الألقاب وأبو بكر البرقاني وأبو عبد الله الحاكم وجماعة.
قال الخليلي مات بعد سنة ستين وثلاث مئة ثم قال هو حافظ متفق عليه.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا أبو محمد بن قدامة أخبرنا أبو الفتح البطي أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وأخبرنا ابن الفراء أخبرنا محمد بن خلف الفقيه وأخبرنا التاج عبد الخالق أخبرنا البهاء عبد الرحمن قالا أخبرتنا فخر النساء شهدة وأخبرنا محمد بن عبد السلام قالا أخبرنا الإمام أبو بكر البرقاني قرأت على عبد الله بن عمر بن علك حدثكم عبد الله بن أحمد حدثنا عباد بن موسى حدثنا إبراهيم ابن سعد أخبرني أبي عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ له الفجر يوم الجمعة "آلم تنزيل" و" هل أتى على الإنسان" أخرجه مسلم.

ابن رميح

الإمام الحافظ الجوال أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح بن عصمة النخعي النسوي ثم المروزي صاحب التصانيف.
سمع أبا خليفة الجمحي وعمر بن أبي غيلان وابن زيدان البجلي وعبد الله بن محمود المروزي وأبا العباس السراج وعبد الله ابن شيرويه ومحمد بن الفضل السمرقندي الواعظ وعمر بن بجير ومحمد بن الحسن بن قتيبة طبقتهم.
قال الحاكم قدم نيسابور فعقدت له مجلس الاملاء وقرأت عليه صحيح البخاري وقد أقام بصعدة من اليمن زماناً ثم قدم وأكرموه وأكثروا عنه ببغداد وما المثل فيه إلا كما قال يحيى بن معين لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه وقد سألته المقام بنيسابور فقال على من أقيم فوالله لو قدرت لم أفارق سدتك ما الناس اليوم بخراسان إلا كما قيل:

كفى حزناً أن المروءة عطـلـت

 

وأن ذوي الألباب في الناس ضيع

وأن ملوكاً ليس يحظـى لـديهـم

 

من الناس إلا من يغني ويصفـع

قلت روى عنه الدارقطني والحاكم وابن رزقويه وأبو علي بن دوما وأبو القاسم السراج وأبو عبد الرحمن السلمي وقد طلبه أمير صعدة من بغداد فأدركه الموت بالجحفة.
وثقة الحاكم وأبو الفتح بن أبي الفوارس وضعفه أبو زرعة الكشي وأبو نعيم.
قال الخطيب الأمر عندنا بخلاف ذلك وهو ثقة ثبت لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك.
توفي سبع وخمسين وثلاث مئة.
اخبرنا محمد بن عبد الرحيم وبلال الوالي قالا أخبرنا ابن رواج وأخبرنا أبو نصر بن مميل وسنقر الزيني قالا أخبرنا علي بن محمود قالا أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا القاسم بن الفضل حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء حدثنا أحمد بن محمد بن رميح حدثنا عمر بن سعيد بن حاتم حدثنا إسماعيل بن مخلد حدثنا عبيد بن يعيش حدثني منصور بن وردان عن أبي حمزة الثمالي عن عكرمة عن ابن عباس قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف فقال نضر الله امرءا سمع منا حديثا وذكر الحديث.

ابن النجم

الإمام الحافظ المجود أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي رحال جوال.
سمع أبا مسلم الكجي وعبد الله بن أحمد بن حنبل ويحيى بن محمد الحنائي وأحمد بن هارون البرديجي وطبقتهم وتمهر بسعيد بن عمرو البردعي صاحب أبي زرعة.
روى عنه عبد الله بن أبي زرعة القزويني ويعقوب بن يوسف الأردبيلي وأحمد بن الحسين التراسي وأحمد بن فارس اللغوي وآخرون.
وكان ابن فارس يقول ما رأى ابن النجم مثل نفسه ولا رأيت مثله حكى ذلك سعد بن علي الحافظ. وقال الخليلي توفي بعد الخمسين وثلاث مئة.
أخبرنا أحمد بن عبدالكريم المحتسب أخبرنا نصر بن جرو أخبرنا السلفي أخبرنا سعد بن علي المصري وعلي بن هبة الله قالا أخبرنا أحمد ابن الحسين بن علي التراسي حدثنا أحمد بن طاهر الميانجي أخبرنا يحيى بن محمد الحنائي حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا معتمر بن سليمان قال قال أبي حدثنا انس بن مالك ان رجلين عطسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمت او فشمت أحدهما وترك الآخر فقال رجل يا رسول الله تركت الآخر قال لأن هذا حمد الله وأن هذا لم يحمد الله" أو كما قال.

عمر البصري

الإمام المحدث مفيد بغداد أبو حفص عمر بن جعفر بن عبد الله ابن أبي السري البصري الوراق. حمل الناس بانتخابه على الشيوخ كثيراً.
وحدث عن أبي خليفة والحسن بن المثنى وعبدان ومحمد بن جرير وطبقتهم.
وعنه الحاكم وابن رزقوية وعلي بن داود الرزاز وجماعة.
وكان الدارقطني يتبع خطاه في انتخابه على الشافعي وعمل في ذلك رسالة في خمس كراريس وبين أغاليطه في اشياء عديده يخالف فيها أصول أبي بكر الشافعي فتأملتها فرأيت فعله فعل تغفل لا يعي ما ينتخب فيصحف ويسقط من الإسناد وبدون ذلك يضعف المحدث.
وكان أبو محمد السبيعي يكذبه .وقال ابن أبي الفوارس كانت كتبه رديئة.
وحكى الحاكم عن عمر قال ذاكرت ابن عقدة فأغربت عليه حديثاً.
توفي سنة سبع وخمسين وثلاث مئة ومولده سنة ثمانين ومئتين.

منذر بن سعيد البلوطي

أبو الحكم الأندلسي قاضي الجماعة ينسب إلى قبيلة يقال لها كزنه وهو من موضع قريب من قرطبه يقال له فحص البلوط. كان فقيهاً محققاً وخطيباً بليغاً مفوهاً له اليوم المشهور الذي ملا فيه الآذان وبهر العقول وذلك أن المستنصر بالله كان مشغوفاً بأبي علي القالي يؤهله لكل مهم فلما ورد رسول الروم أمره أن يقوم خطيباً على العادة الجارية فلما شاهد أبو علي الجمع العظيم جبن فلم تحمله رجلاه ولا ساعده لسانه وفطن له منذر بن سعيد فوثب في الحال وقام مقامه وارتجل خطبة بديعة فأبهت الخلق وأنشد في آخرها لنفسه:

هذا المقال الذي ما عابه فـنـد

 

لكن صاحبه أزرى به البـلـد

لو كنت فيهم غريباً كنت مطرفاً

 

لكنني منهم فاغتالني الـنـكـد

لولا الخلافة أبقى الله بهجتـهـا

 

ما كنت أبقى بأرض ما بها أحد

فاستحسنوا ذلك وصلب الرسول وقال هذا كبش رجال الدولة.
ومن تصانيفه كتاب الإنباه عن الأحكام من كتاب الله وكتاب الإبانه عن حقائق أصول الديانة".
قال ابن بشكوال في بعض كتبه منذر بن سعيد خطيب بليغ مصقع لم يكن بالأندلس أخطب منه مع العلم البارع والمعرفة الكاملة واليقين في العلوم والدين والورع وكثرة الصيام والتهجد والصدع بالحق كان لا تأخذه في الله لومة لائم وقد استسقى غير مرة فسقي.
ذكر أمير المؤمنين الحكم فقال كان فقيهاً فصيحاً خطيباً لم يسمع بالأندلس أخطب منه وكان أعلم الناس باختلاف العلماء شاعراً لبيباً أديباً له تصانيف حسان جداً وكان مذهبه النظر والجدل يميل إلى مذهب داود بن علي.
وذكره محمد بن حارث القروى فقال كان من أهل النفاذ والتحصيل متدرباً للمناظرة متخلفاً بالأنصاف جيد الفهم طويل العلم بليغا موجزاً يميل إلى طرق الفضائل ويوالي أهلها ويلهج بأخبار الصالحين.
حج سنة ثمان وثلاث مئة فأقام في رحلته أربعين شهراً وانصرف فأدخل الأندلس من علم النظر ومن علم اللغة كتباً كثيرة وامتحنه الناصر يغيرما أمانة وأخرجه رسولاً إلى غير ما وجه فخلص محموداً وأقام بما حمل مشكوراً ثم ولاه قضاء كورة ما ردة ثم ولاه قضاء الثغور الشرقية كلها ثم نقله إلى قضاء القضاة والصلاة بجامع الزهراء.
قال أبو محمد بن حزم أخبرني حكم بن منذر بن سعيد أخبرني أبي أنه حج راجلاً مع قوم رجالة فانقطعوا وأعوزهم الماء في الحجاز وتاهوا قال فأوينا إلى غار ننتظر الموت فوضعت رأسي ملصقاً بالجبل فإذا حجر كان في قبالته فعالجته فنزعته فانبعث الماء فشربنا وتزودنا.
وقال ابن عبد البر حدثت أن رجلاً وجد القاضي منذر بن سعيد في بعض الأسحار على دكان المسجد فعرفة فجلس اليه وقال يا سيدى إنك لتغرر بخروجك وأنت أعظم الحكام وفي الناس الحكوم عليه والرقيق الدين فقال ياأخي وأني لي بمثل هذه المنزلة وأنى لي بالشهادة ما أخرج تعرضاً للتغرر بل أخرج متوكلاً على الله إذ أنا في ذمته فأعلم أن قدرة لا محيد عنه ولا وزر دونه.
قال الحسن بن محمد قحط الناس في بعض السنين آخر مدة الناصر فأمر القاضي منذر بن سعيد بالبروز إلى الاستسقاء بالناس فصام أياماً وتأهب واجتمع الخلق في مصلى الربض وصعد الناصر في أعلى قصره ليشاهد الجمع فأبطأ منذر ثم خرج راجلاً متخشعاً وقام ليخطب فلما رأى الحال بكى ونشج وافتتح خطبئه بأن قال سلام عليكم ثم سكت شبه الحسير ولم يكن من عادته فنظر الناس بعضهم إلى بعض لا يدرون ما عراه ثم اندفع فقال" سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمه " الاية الأنعام54 استغفروا ربكم وتوبوا إليه وتقربوا بالأعمال الصالحة لديه فضج الناس بالبكاء وجأروا بالدعاء والتضرع وخطب فأبلغ فلم ينفض القوم حتى نزل غيث عظيم .
واستسقى مرة فقال يهتف بالخلق " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله" الآيتين فاطر15 16-فهيج الخلق على البكاء.
قال وسمعت من يذكر أن رسول الناصر جاءه للاستسقاء فقال للرسول ها أنا سائر فليت شعري ما الذي يصنعه الخليفة في يومنا هذا فقال ما رأيته قط اخشع منه في يومه هذا إنه منفرد بنفسه لابس أخشن الثياب مفترش التراب قد علا نحيبه واعترافه بذنوبه يقول رب هذه ناصيتي بيدك أتراك تعذب الرعيه وأنت أحكم الحاكمين وأعدلهم أن يفوتك مني شيء فتهلل منذر بن سعيد وقال يا غلام احمل الممطرة معك إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء. قال ابن عفيف من أخباره المحفوظة أن أمير المؤمنين عمل في بعض سطوح الزهراء قبة بالذهب والفضة وجلس فيها ودخل الأعيان فجاء منذر بن سعيد فقال له الخليفة كما قال لمن قبله هل رأيت أو سمعت أن أحداً من الخلفاء قبلي فعل مثل هذا فأقبلت دموع القاضي تتحدر ثم قال والله ما ظننت يا أمير المؤمنين أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ أن أنزلك منازل الكفار قال لم فقال قال الله عزوجل " ولولا ان يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة " إلى قوله " والآخرة عند ربك للمتقين" الزخرف فنكس الناصر رأسه طويلاً ثم قال جزاك الله عنا خيراً وعن المسلمين الذي قلت هو الحق وأمر بنقض سقف القبة.
وخطب يوما فأعجبته نفسه فقال حتى متى أعظ ولا اتعظ وأزجر ولا أزدجر أدل على الطريق المستدلين وأبقى مقيما ح مع الحائرين كلا إن هذا لهو البلاء المبين اللهم فرغبني لما خلقتني له ولا تشغلني بما تكفلت لي به .
وقد استغرق مرة في خطبته بجامع الزهراء فأدخل فيها" أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين" الشعراء فتخير الناصر لخطابة الزهراء أحمد بن مطرف إذا حضر الناصر.
توفي منذر في انسلاخ ذي الحجة سنة خمس وخمسين وثلاث مئة وقد سمع من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وأخذ عن ابن المنذر كتاب الإشراف.
ومن خطبته إذ أرتج على أبي علي القالي أما بعد فان لكل حادثة مقاماً ولكل مقام مقالاً وليس بعد الحق إلا الضلال واني قد قمت في مقام كريم بين يدي ملك عظيم فأصغوا إلى معشر الملأ بأسماعكم إن من الحق أن يقال للمحق صدقت وللمبطل كذبت وإن الجليل تعالى في سمائه وتقدس بأسمائه أمر كليمه موسى أن يذكر قومه بنعم الله عندهم وأنا اذكركم نعم الله عليكم وتلافيه لكم بولاية أميركم التي آمنت سربكم ورفعت خوفكم وكنتم قليلاً فكثركم ومستضعفين فقواكم ومستذلين فنصركم ولاه الله أياماً ضربت الفتنة سرادقها على الآفاق وأحاطت بكم شعل النفاق حتى صرتم مثل حدقة البعير مع ضيق الحال والتغيير فاستبدلتم بخلافته من الشدة بالرخاء إلى أن قال فناشدتكم الله ألم تكن الدماء مسفوكة فحقنها والسبل مخوفة فآمنها والأموال منتهبة فأحرزها والبلاد خراباً فعمر والثغور مهتضمة فحماها ونصرها فاذكروا آلاء الله عليكم وذكر باقي الخطبة.
وذكر بعضهم أن مولده سنة خمس وستين ومئتين فيكون عمره تسعين سنة كاملة رحمه الله تعالى.

حمزة بن محمد

ابن علي بن العباس الإمام الحافظ القدوة محدث الديار المصرية أبوالقاسم الكناني المصري صاحب مجلس البطاقة. ولد سنة خمس وسبعين ومئتين.
وسمع عمران بن موسى الطيب ومحمد بن سعيد السراج وأباعبد الرحمن النسائي والحسن بن أحمد بن الصيقل وسعيد بن عثمان الحراني وأبا يعقوب المنجنيقي وداود بن شيبة وعبدان الأهوازي وأبا يعلى الموصلي ومحمد بن المعافا الصيداوي وجماهر ابن محمد الزملكاني وأبا خليفة الجمحي لحقه بالبصرة. وجمع وصنف وكان متقناً مجوداً ذا تأله وتعبد.
حدث عنه الدارقطني وابن مندة وعبد الغني بن سعيد وتمام ابن محمد الرازي وشعيب بن المنهال وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وعلي بن حمصة الحراني وإسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأحمد بن فتح القرطبي ابن الرسان ومحمد بن إبراهيم المشكيالي الطليطلي وأبو الحسن القابسي وخلق سواهم.
قال أبو عبد الله الحاكم حمزة المصري هو على تقدمه في معرفة الحديث أحد من يذكر بالزهد والورع والعبادة سمع النسائي وأبا خليفة وأقرانهما بالحجاز والعراقين.
وقال محمد بن علي الصوري سمعت عبد الغني الحافظ يقول وجرى ذكر حمزة بن محمد فقال كل شيء له في سنة خمس ولد سنة خمس وسبعين وأول سماعه في سنة خمس وتسعين ورحل إلى العراق سنة خمس وثلاث مئة. قال الصوري كان حمزة حافظاً ثبتاً.
قال ابن زولاق حدثني الحافظ قال رحلت سنة خمس فدخلت حلب وقاضيها أبو عبد الله بن عبدة فكتبت عنه فكان يقول لي لو عرفتك بمصر لملأت ركائبك ذهباً فيقال أعطاه مئتي دينار ترحل بهاإلى العراق. قال أبو عمر بن عبد البر سمعت عبد الله بن محمد بن أسد سمعت حمزة الكناني يقول خرجت حديثاً واحداً عن النبي صلى الله عليه وسلم من نحو مئتي طريق فداخلني لذلك من الفرح غير قليل وأعجبت بذلك فرأيت يحيى بن معين في المنام فقلت يا أبازكريا خرجت حديثا من مئتي طريق فسكت عني ساعة ثم قال أخشى أن تدخل هذه تحت "ألهاكم التكاثر" التكاثر 1.
قال أبو عبد الله بن مندة سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول كنت اكتب الحديث فلا أكتب وسلم بعد صلى الله عليه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي أما تختم الصلاة علي في كتابك؟???! أنبأنا الخضر بن حموية عن القاسم بن علي حدثنا أبي أخبرنا ابن الأكفاني أخبرنا سهل بن بشر سمعت علي بن عمر الحراني سمعت حمزة بن محمد الحافظ وجاءه غريب فقال إن عسكر أبي تميم- يعني المغاربة- قد وصلوا إلى الأسكندرية فقال اللهم لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر فمات حمزة ودخل عسكرهم بعد موته بثلاثة أيام.
قلت هؤلاء عسكر المعز العبيدي الإسماعيلية تملكوا مصر في هذا الوقت وبنوا في الحال مدينة القاهرة المعزية فأماتوا السنة وأظهروا الرفض ودامت دولتهم أزيد من مئتي عام حتى أبادهم السلطان صلاح الدين ونسبهم إلى علي رضي الله عنه غير صحيح.
مات حمزة في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاث مئة عن بضع وثمانين سنة قاله المحدث يحيى بن علي بن الطحان.
وفيها مات الحافظ أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي النخعي وأبو العباس عبد الله بن الحسين النضري المروي وعبد الرحمن ابن العباس المخلص وعمر بن جعفر البصري وأبو عبد الله بن محرم.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن وعلي بن محمد قالا أخبرنا الحسن ابن صباح أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا أبو الحسن الخلعي أخبرنا عبد الرحمن ابن عمر حدثنا حمزة بن محمد الحافظ سمعت الصيدلاني عباساً الدوري سمعت يحيى بن معين يقول إذا رأيت الرجل يخرج من منزله بلا محبرة ولا قلم يطلب الحديث فقد عزم على الكذبة.

المغفلي

الإمام العالم القدوة الحافظ ذو الفنون أبو محمد أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن بشر بن مغفل بن حسان ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مغفل المزني المغفلي الهروي الملقب بالباز الابيض ولد بعد السبعين ومئتين.
وسمع أحمد بن نجدة وعلي بن محمد الجكاني وإبراهيم بن أبي طالب الحافظ وعمران بن موسى بن مجاشع وأبا خليفة الجمحي ويوسف القاضي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وعبيد بن غنام وإبراهيم ابن يوسف الهسنجاني والحسن بن سفيان وعبدان الأهوازي وعلي بن أحمد علان المصري وطبقتهم بمصر والحرمين والشام والعراق والعجم.
وجمع وصنف وتقدم في معرفة الحديث والعلوم .
حدث عنه أبو العباس بن عقدة شيخه وعمرو بن الربيع بن سليمان شيخه وأبو بكر بن إسحاق الصبغي والحاكم وأبو بكر القفال وأبو عبد الله الخازن وجماعة سواهم.
قال الحاكم كان إمام أهل خراسان بلا مدافعة وقد حج بالناس وخطب بمكة وقدم إليه المقام وهو قاعد في جوف الكعبة ولقد سمعتهم بمكة يذكرون أن هذه الولاية لم تكن قط لغيره ومن عظمته أن كان فوق الوزراء وأنهم كانوا يصدرون عن رأيه وجاور مرة بمكة وكنت ببخارى أستملي له فذكر أنه حصل وجد وشيء من غشي بسبب إملاء حكاية وأبيات وتوفي بعد جمعة فسمعت ابنه بشراً يقول آخر كلمة تكلم بها أن قبض على لحيته ورفع يده اليمنى إلى السماء وقال ارحم شيبة شيخ جاءك بتوفيقك على الفطرة.
قال ابو النضر الفامي في تاريخ هراة أبو محمد المغفلي كان إمام عصره بلا مدافعه في انواع العلوم مع رتبة الوزارة وعلو القدر عند السلطان.
ومن شعره:

نزلنا مكرهين بها فلـمـا

 

ألفناها خرجنا كارهـينـا

وما حب الديار بنا ولـكـن

 

أمر العيش فرقة من هوينا

قال الحاكم توفي في سابع عشر رمضان سنة ست وخمسين وثلاث مئة ورأيت الوزير أباعلي البلعمي وقد حمل في تأبوته وأحضر إلى باب السلطان يعني ببخارى للصلاة عليه ثم حمل تأبوته إلى هرارة فدفن بها.
قال الحاكم وسمعت أبا الفضل السليماني وكان صالحا يقول رأيت أبا محمد المزني في المنام بعد وفاته بليلتين وهو يتبختر في مشيته ويقول بصوت عال " وما عند الله خير وأبقى". القصص60. قال الحاكم ورد كتاب من مصر بأن يحج أبو محمد المغفلي بالناس ويخطب بعرفة ومنى فصلى بعرفة وأتم الصلاة فعج الناس فصعد المنبر فقال أيها الناس أنا مقيم وأنتم على سفر فلذلك أتممت.
وتوفي في عام ستة مقرئ مصر أبو جعفر أحمد بن أسامة بن أحمد التجيبي أرخه يحيى الطحان وصاحب العراق معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي والمحدث التالف أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود الرقي والعلامة أبو علي إسماعيل بن القاسم القالي بالأندلس ومسند هراة أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء الواعظ والمحدث أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر الرافقي والشيخ عبد الخالق بن الحسن ابن محمد بن أبي روبا السقطي وأبو عمرو عثمان بن محمد بن بشر سنقة السقطي البغدادي والعلامة أبو الفرج علي بن الحسين الأموي الأصبهاني ثم البغدادي صاحب الاغاني وأبو الفتح عمرو بن جعفر الختلي وصاحب مصر الطواشي أبو المسك كافور الإخشيدي وصاحب الشام سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي.

?أبو حامد

القاضي العلامة أبو حامد أحمد بن بشر بن عامر المروروذي تلميذ أبي إسحاق المروزي له الجامع في المذهب وشرح المزني.وكان إماماً لا يشق غبارة أخذ عنه فقهاء البصرة.
توفي سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.

ابن الصواف

الشيخ الإمام المحدث الثقة الحجة أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق البغدادي ابن الصواف. مولده في سنة سبعين ومئتين.
سمع محمد بن إسماعيل الترمذي وإسحاق بن الحسن الحربي وبشر بن موسى وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن أحمد بن النضر الأزدي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة والحسن بن علي بن الوليد الفارسي صاحب أبي عمر الحوضي وإبراهيم بن هاشم البغوي وأحمد بن يحيى الحلواني وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وحمزة ابن محمد الكاتب وأحمد بن محمد بن الجعد الوشاء وأحمد بن عبدالرحمن بن مرزوق وأباجعفر بن نصر وأدريس بن عبد الكريم المقرئ وجعفراً الفريابي وعدة.
حدث عنه أبو الحسن بن رزقويه وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو الحسين بن بشران وأخو عبد الملك الواعظ وأبو بكر البرقاني وأبو نعيم الأصبهاني وعدة.
قال الدارقطني ما رأت عيناي مثل أبي علي بن الصواف وفلان بمصر.
وقال ابن أبي الفوارس كان أبو علي ثقة مأمونا ما رأيت مثله في التحرز.
توفي في شعبان سنة تسع وخمسين وثلاث مئة وله تسع وثمانون سنة .
أنبأنا جماعة عن عفيفة بنت محمد الفاروقانية وعبد الواحد بن أبي المطهر قالا أخبرنا عبد الواحد بن محمد الصناع أخبرنا أبو نعيم أخبرنا أبو علي بن الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي هاشم عن أبي سعيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار "تقتلك الفئة الباغية".

ناصر الدولة

صاحب الموصل الملك ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان التغلبي أخو الملك سيف الدولة ابنا الأمير أبي الهيجاء.
وكان أكبر من أخيه سناً وقدراً وهو الذي قتل محمد بن رائق الذي تملك ولما مات أخوه تأسف عليه وساء مزاجه وتسودن فحجر عليه بنوه وتملك ابنه أبو تغلب الغضنفر وجعله في قلعه مرفهاً معززاً وله حروب ومواقف مشهودة. قال ابن خلكان مات في سنة ثمان وخمسين وأما علي بن محمد الشمشاطي فقال مات يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الاول سنة سبع مات بالقولنج ثم بذرب وكان أخوه يتأدب معه فكتب إليه:

رضيت لك العليا وقد كنت أهلـهـا

 

وقلت لهم بيني وبـين أخـي فـرق

ولم يك بي عنهـا نـكـول وإنـمـا

 

تجافيت عن حقي فتم لـك الـحـق

ولا بد لي من أن أكـون مـصـلـياً

 

وإذا كنت أرضى أن يكون لك السبق

وكانت دولة ناصر الدولة بضعاً وعشرين سنة وكان يداري بني بويه.
وفي سنة تسع وستين التقى الغضنفر وعسكر المصريين بالرملة فانكسر جمعه واسر وذبح صبراً.

سيف الدولة

أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان صاحب حلب مقصد الوفود وكعبة الجود وفارس الإسلام وحامل لواء الجهاد. كان أديباً مليح النظم فيه تشيع.
ويقال ما اجتمع بباب ملك من الشعراء ما اجتمع ببابه. وكان يقول عطاء الشعراء من فرائض الأمراء .وقد جمع له من المدائح مجلدان.
أخذ حلب من الكلابي نائب الاخشيذ في سنة ثلاث وثلاثين وقبلها أخذ واسط وتنقلت به الأحوال وتملك دمشق مدة ثم عادت إلى الإخشيذية وهزم العدو مرات كثيرة.
يقال تم له من الروم أربعون وقعة أكثرها ينصره الله عليهم.
وقيل إنه في عيد نفذ إلى الناس ضحايا لا تعد كثرة فبعث إلى اثني عشر ألف إنسان فكان أكثر ما يبعث إلى الكثير منهم مئة رأس.
وتوفيت أخته فخلفت له خمس مئة ألف دينار فافتك بجميعها أسرى.
التقاه كافور فنصر سيف الدولة بظاهر حمص ونازل دمشق ثم التقاه اللإخشيذ فهزم سيف الدولة وأدرك الإخشيذ الأجل بدمشق فوثب سيف الدولة عليها ولم ينصف أهلها واستولى على بعض أرضهم فكاتب العقيقي والكبراء بعد سنة صاحب مصر فجاء إليهم كافور.
مولده في سنة إحدى وثلاث مئة وله غزو ما اتفق لملك غيره وكان يضرب بشجاعته المثل وله وقع في النفوس فالله يرحمه.
مات بالفالج وقيل بعسر البول في صفر سنة ست وخمسين ولما احتضر أخذ على الأمراء العهد لابنه أبي المعالي مات يوم جمعة قبل الصلاة وغسل ثم عمل بصبر ومر ومنوين كافور ومئة مثقال غالية وكفن في أثواب قيمتها ألف دينار وكبر عليه القاضي العلوي خمساً ولما بلغ معز الدولة بالعراق موته جزع عليه وقال أيامي لا تطول بعده وكذا وقع ثم نقلوه إلى ميافارقين فدفن عند أمه وكان قد جمع من الغبار الذي يقع عليه وقت المصافات ما جبل في قدر الكف وأوصى أن يوضع على خده.
وكانت دولته نيفاً وعشرين سنة وبقي بعده ابنه سعد الدولة في ولاية حلب خمساً وعشرين سنة وقد أسر ابن عمهم الأمير شاعر زمانه أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان فبقي في قسطنطينية سنوات ثم فداه سيف الدولة وكان بديع الحسن وكان صاحب منبج ثم تملك حمص فقتل عن سبع وثلاثين سنة سنة سبع وخمسين.

معز الدولة

السلطان أبو الحسين أحمد بن بويه بن فنا خسرو بن تمام بن كوهي الديلمي الفارسي قد ساق نسبة ابن خلكان إلى كسرى بهرام جور فالله أعلم.
كان أبوه سماكاً وهذا ربما احتطب تملك العراق نيفاً وعشرين سنة وكان الخليفة مقهوراً معه ومات مبطوناً فعهد إلى ابنه عز الدولة بختيار وكان يتشيع فقيل تاب في مرضه وترضى عن الصحابة وتصدق واعتق وأراق الخمور وندم على ما ظلم ورد المواريث إلى ذوي الأرحام وكان يقال له الأقطع طارت يساره في حرب وطارت بعض اليمنى وسقط بين القتلى ثم نجا وتملك بغداد بلا كلفة ودانت له الأمم وكان في الابتداء تبعاً لأخيه الملك عماد الدولة.
مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاث مئة وله ثلاث وخمسون سنة .
وقد أنشأ داراً غرم عليها أربعين ألف ألف درهم فبقيت إلى بعد الأربع مئة ونقضت فاشتروا جرد ما في سقوفها من الذهب بثمانية آلاف دينار.

كافور

صاحب مصر الخادم الأستاذ أبو المسك كافور الإخشيذي الأسود.
تقدم عند مولاه الإخشيذ وساد لرأيه وحزمه وشجاعته فصيره من كبار قواده ثم حارب سيف الدولة ثم صار أتابك أنوجور ابن أستاذه وتمكن.
قال وكيله خدمت كافوراً وراتبه في اليوم ثلاث عشرة جراية وقد بلغت على يدي ثلاثة عشر ألف جراية.
مات الملك أنوجور شاباً في سنة تسع وأربعين وثلاث مئة فأقام كافور أخاه عليا في السلطنة فبقي ست سنين وأزمة الامور إلى كافور وبعد تسلطن وركب الاسود بالخلعة السوداء الخليفتية فأشار عليه الكبار بنصب ابن لعلي صورة في اسم الملك فاعتل بصغره وما التفت على أحد وأظهر أن التقليد والأهبة جاءته من المطيع وذلك في صفر سنة خمس وخمسين ولم ينتطح فيها عنزان.
وكان مهيباً سائساً حليماً جواداً وقوراً لا يشبه عقله عقول الخدام وفيه يقول المتنبي:

قواصد كافور تـوارك غـيره

 

ومن قصد البحر استقل السواقيا

فجاءت بنا إنسان عين زمـانـه

 

وخلت بياضاً خلفهـا ومـآقـيا

فأقام عنده أربع سنين وناله مال جزيل ثم هجاه لآمة وكفراً لنعمته وهرب على البرية يقول:

من علم الأسود المخصي مكرمة

 

أقوامه البيض أم آباؤه الـصـيد

وذاك أن الفحول البيض عاجـزة

 

عن الجميل فكيف الخصية السود

ودعي لكافور على منابر الشام ومصر والحرمين والثغور. وقيل كان شديد اليد ولا يكاد أحد يمد قوسه فيعطي الفارس قوسه فان عجز ضحك واستخدمه وإن مده قطب. وكان ملازماً لمصالح الرعية.
وكان يتعبد ويتهجد ويمرغ وجهه ويقول اللهم لا تسلط علي مخلوقاً.وكان يقرأ عنده السير والدول.
وله ندماء وجوار مغنيات ومن المماليك الوف مؤلفة وكان فطناً يقظاً ذكياً يهادي المعز إلى الغرب ويداري ويخضع للمطيع ويخدع هؤلاء وهؤلاء. وله نظر في الفقه والنحو.
توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وثلاث مئة ومات في عشر السبعين .
وقيل مشتراه على الإخشيذ ثمانية عشر ديناراً. وقد سقت من أخبار في التاريخ نكتاً.
وللمتنبي يهجوه ويهجو ابن حنزابة الوزير:

وماذا بمصر من المضحكات

 

ولكنه ضحك كـالـبـكـا

بها نبطي من أهل السـواد

 

يدرس أنساب أهل الـفـلا

وأسود مشفـره نـصـفـه

 

يقال له أنت بـدر الـدجـا

وشعر مدحت به الكركـدن

 

بين القريض وبين الـرقـا

فما كان ذلك مـدحـا لـه

 

ولكنه كان هجـو الـورى

وقد كان في كافور حلم زائد وكف عن الدماء وجودة تدبير.
وفي آخر أيامه سنة ست وخمسين كان القحط فنقص النيل فوقف على أقل من ثلاثة عشر ذراعاً بأصابع وذلك نقص مفرط وبيع الخبز كل رطلين بدرهم.
وقيل كان في كافور ظلم ومصادرة فصبر زمن القحط كفن خلائق من الموتى كان يصبح في السقاية نحو خمس مئة ميت.ولكافور أخبار في الدول المنقطعة وغير موضع.