الخفاف

الخفاف

الشيخ الإمام الزاهد العابد مسند خراسان أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر النيسابوري الخفاف القنطري ولد الشيخ أبي نصر.
قال أبو عبد الله الحاكم: كان مجاب الدعوة سماعاته صحيحه بخط أبيه من أبي العباس السراج وأقرانه وبقي واحد عصره في علو الإسناد.
قلت: حدث عنه الحاكم وعبد الله بن محمد بن حسكويه وأبو القاسم القشيري وأحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي والسيد علي بن محمد بن محمد الحسيني وأبو المظفر محمد بن إسماعيل الشجاعي وأبو نصر الحسين بن أحمد الجريميني القاضي والفضل بن عبد الله بن المحب وسعيد بن أبي سعيد العيار وعائشة بنت محمد البسطامي وخلق سواهم.
وقع لنا جملة من عواليه.
قال الحاكم: مات في ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثلاث مئة وله ثلاث وتسعون سنة.
وفيها توفي: أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه الدمشقي أحد الثقات من أصحاب محمد بن خريم والمحدث أبو عثمان سعيد بن نصر القرطبي والفقيه المحدث أبو محمد عبد الله بن محمد بن أسد الجهيني الطليطلي والإمام أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان القرطبي وثلاثتهم من كبار شيوخ ابن عبد البر والمسند أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي بمصر وأبو نصر محمد بن أحمد بن محمد الملاحمي وحافظ الوقت أبو عبد الله بن مندة وأبو الحسين أحمد بن فارس الرازي اللغوي وأحمد بن القاسم بن عبد الرحمن التاهرتي البزاز بقرطبة.

الكتاني

الإمام المقرئ المحدث المعمر أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير البغدادي الكتاني.
ولد سنة ثلاث مئة.
وقرأ على ابن مجاهد وسمع منه كتابه في السبع.
وسمع من: البغوي وأبي سعيد العدوي وأبي حامد الحضرمي وأبي محمد بن صاعد وأبي بكر بن زياد وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي وأبي ذر أحمد بن الباغندي وإسماعيل الوراق وعبد الوهاب ابن أبي حية وأحمد بن إسحاق بن البهلول ومحمد بن منصور الشيعي وجعفر بن محمد بن المغلس وأبي عبيد المحاملي وأبي العباس بن عقدة وخلق سواهم.
حدث عنه: أبو محمد الخلال وأبو القاسم التنوخي وأبو الحسين ابن المهتدي بالله وجابر بن ياسين وأبو محمد بن هزارمرد وأبو الحسين بن النقور وآخرون.
وقد تلا أيضاً على زيد بن أبي بلال وبكار بن أحمد ومحمد بن جعفر الحربي وأبي الحسن بن ذؤابة وتصدر للإقراء بمسجده.
تلا عليه: أحمد بن مسرور وأبو علي الشرمقاني وأبو الفضل عبد الله بن أحمد بن الكوفي وأبو الفوارس محمد بن العباس الأواني شيخ للقلانسي.
قال الخطيب: هو ثقة توفي في رجب سنة تسعين وثلاث مئة وله تسعون سنة.
قرأت على عمر بن عبد المنعم في سنة 693 عن زيد بن حسن أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الشيباني أخبرنا محمد بن علي العباسي حدثنا عمر بن إبراهيم إملاء حدثنا محمد بن هارون حدثنا زياد بن أيوب حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم الأحول عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر فقال: "من أفطر فرخصة ومن صام فالصوم أفضل".

ابن حنزابة

الإمام الحافظ الثقة الوزير الأكمل أبو الفضل جعفر ابن الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات البغدادي نزيل مصر.
ولد ببغداد في ذي الحجة سنة ثمان وثلاث مئة.
ووزر أبوه للمقتدر عام مصرعه ووزر عم أبيه الوزير الكبير أبو الحسن علي بن محمد للمقتدر غير مرة. فقتل في سنة 332. ووزر أبو الفضل بمصر لكافور.
وحدث عن: أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي والحسن بن محمد الداركي الأصبهاني وأبي يعلى محمد بن زهير الأبلي ومحمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني وأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي ومحمد ابن سعيد الحمصي وعدة. قال الخطيب: وكان يذكر أنه سمع مجلساً من أبي القاسم البغوي ويقول: من جاءني به أغنيته. وكان يملي الحديث بمصر وبسببه خرج الدارقطني إليها فإن ابن حنزابة كان يريد أن يصنف مسنداً فخرج الدارقطني إلى مصر وأقام عنده مدة وحصل له منه مال كثير.
حدث عنه: الدارقطني والحافظ أبو محمد عبد الغني المصري وطائفة.
ويعسر وقوع حديثه لنا فإنه حال أوان الراوية كان علمه كاسداً بمصر لمكان الدولة الإسماعيلية. وقيل: هو الذي كاتبهم وجسرهم على المجيء لأخذ مصر ثم ندم.
قال السلفي: كان ابن حنزابة من الحفاظ الثقات المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث مع جلالة ورياسة يروي ويملي بمصر في حال وزارته ولا يختار على العلم وصحبة أهله شيئاً وعندي من أماليه ومن كلامه على الحديث وتصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه.
وقد روى عنه حمزة بن محمد الكناني الحافظ مع تقدمه.
ونقل بعضهم أن ابن حنزابة بعد موت كافور وزر للملك أبي الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيذ فقبض على جماعة من أرباب الدولة وصادرهم وصادر يعقوب بن كلس الذي وزر فأخذ منه أربعة آلاف دينار فهرب إلى المغرب وتوصل وعظم قدره ثم أن ابن خزابة لم يقدر على إرضاء الإخشيذية وماجت الأمور فاختفى مرتين ونهبت داره ثم قدم أمير الرملة الحسن بن عبيد الله بن طغج وتملك وصادر ابن خزابة وعذبه فنزح إلى الشام سنة ثمان وخمسين ثم رجع.
قال الحسن بن أحمد السبيعي: قدم علينا الوزير جعفر بن الفضل إلى حلب فتلقاه الناس فكنت فيهم فعرف أني محدث فقال لي: تعرف إسناداً فيه أربعة من الصحابة قلت: نعم حديث السائب بن يزيد عن حويطب عن عبد الله بن السعدي عن عمر رضي الله عنهم في العمالة فعرف لي ذلك وصار لي عنده منزلة.
قيل: كان الوزير عند عدة وراقين وكان يستعمل بسمرقند الكاغد ويحمل إليه.
قلت: كاتب ابن حنزابة وعدة من الكبراء القائد جوهراً يطلبون الأمان فأمنهم ودخل في دست عظيم فاستوزر ابن حنزابة مرة.
قال عبد الله بن يوسف: كنت عند ابن المهلبي بمصر فقال: كنت حاضراً في دار الوزير ابن كلس فدخل عليه أبو العباس ولد الوزير أبي الفضل بن حنزابة وكان قد زوجه بابنته فقال له: يا سيدي ما أنا بأجل من أبيك ولا بأفضل أتدري ما أقعده خلف الناس؟ شيل أنفه بأبيه فلا تشل يا أبا العباس أنفك بأبيك. تدري ما الإقبال نشاط وتواضع والإدبار كسل وترفع.
قيل: كان ابن حنزابة متعبداً ثم يفطر ثم ينام ثم ينهض في الليل ويدخل بيت مصلاه فيصف قدميه إلى الفجر.
قال المسبحي: لما غسل ابن حنزابة جعل فيه ثلاث شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم كان أخذها بمال عظيم.
وحنزابة: جارية هي والدة الفضل الوزير وفي اللغة الحنزابة: هي القصيرة السمينة.
قال ابن طاهر: رأيت عند الحبال كثيراً من الأجزاء التي خرجت لابن حنزابة وفي بعضها الجزء الموفي ألفاً من مسند كذا والجزء الموفي خمس مئة من مسند كذا وكذا سائر المسندات. ولم يزل ينفق في البر والمعروف الأموال وأنفق كثيراً على أهل الحرمين إلى أن اشترى داراً أقرب شيء إلى الحجرة النبوية وأوصى أن يدفن فيها وأرضى الأشراف بالذهب فلما حمل تابوته من مصر تلقوه ودفن في تلك الدار.
توفي في ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة.
ولم أظفر بحديث من رواية ابن حنزابة بعد.
وفيها مات أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن زريق بمصر وأبو بكر أحمد بن يوسف بن واضح الخشاب بأصبهان وأبو علي بن حاجب الكشاني وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج الشاعر وأبو الحسن عبد العزيز بن أحمد الخرزي شيخ الظاهرية ببغداد وأبو القاسم عيسى بن علي الوزير وصاحب الموصل حسام الدولة مقلد بن المسيب العقيلي والمؤمل بن أحمد الشيباني.

النعيمي

الإمام المسند أبو حامد أحمد بن عبد الله بن نعيم بن الخليل النعيمي السرخسي نزيل هراة.
راوي الصحيح عن محمد بن يوسف الفربري وسمع أيضاً أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي والحسين بن محمد بن مصعب وإبراهيم بن حمدويه السلمي وأحمد بن إسحاق بن مزيز السرخسي بفتح الميم وجماعة.
حدث عنه: أبو يعقوب القراب وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو بكر البرقان وأبو حازم العبدوي وأبو منصور الكرابيسي وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي وآخرون. مات بهراة في ربيع الأول سنة ست وثمانين وثلاث مئة وهو في عشر التسعين.

ابن عبدان

الإمام الحافظ المعمر الثقة أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد ابن الفرج الشيرازي شيخ الأهواز ومسند الوقت.
حدث عن: محمد بن محمد الباغندي وأبي القاسم البغوي وابن صاعد وابن أبي داود وبكر بن أحمد الزهري وأحمد بن محمد السكن وعدة.
وعنه: حمزة السهمي وإسماعيل بن محمد الجيرفتي والقاضي علي بن عبيد الله الكسائي وأبو الحسن بن صخر وعبد الوهاب الغندجاني وأخذ عنه تاريخ البخاري الكبير.
وكان يلقب بالباز الأبيض سأله حمزة بن يوسف عن الجرح والتعديل والعلل.
مولده في سنة ثلاث وتسعين ومئتين.
وتوفي في صفر سنة ثمان وثلاث مئة عن خمس وتسعين سنة.
سكن شيراز مدة ثم الأهواز ثلاثين عاماً وكان موصوفاً بالحفظ ضيع نفسه بإقامته في جبل الأهواز.

حفيد ابن خزيمة

الشيخ الجليل المحدث أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري.
سمع من جده إمام الأئمة فأكثر ومن أبي العباس السراج وأحمد بن محمد الماسرجسي وطبقتهم.
حدث عنه: الحاكم وأبو حفص بن مسرور وأبو سعد الكنجروذي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن ومحمد بن محمد بن يحيى وأبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ وأبو بكر محمد بن الحسن بن علي المقرئ وجماعة.
قال الحاكم: عقدت له مجلس التحديث في سنة ثمان وستين وثلاث مئة ودخلت بيت كتب جده وأخرجت له منها مئتين وخمسين جزءاً من سماعاته الصحيحة وانتقيت له عشرة أجزاء وقلت له: دع الأصول عندي صيانة لها فأبى وأخذها وفرقها على الناس وذهبت ومد يده إلى كتب غيره فقرأ منها ثم أنه مرض وتغير بزوال عقله في سنة أربع وثمانين ثم أتيته بعد للرواية فوجدته لا يعقل.
قال: وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وثلاث مئة ودفن في دار جده.
قلت: ما أراهم سمعوا منه إلا في حال وعيه فإن من زال عقله كيف يمكن السماع منه بخلاف من تغير ونسي وانهزم.
أخبرنا ابن عساكر عن أبي روح أخبرنا زاهر أخبرنا أبو سعد المقرئ أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة أخبرنا جدي أبو بكر حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر".

الكشميهني

المحدث الثقة أبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد بن مكي بن زراع بن هارون المروزي الكشميهني.
حدث ب "صحيح" البخاري مرات عن أبي عبد الله الفربري وحدث عن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يزيد المروزي الداعواني ومحمد بن أحمد بن عاصم وإسماعيل بن محمد الصفار وغيرهم.
حدث عنه: أبو ذر الهروي وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبو الخير محمد بن أبي عمران الصفار وأبو سهل محمد بن أحمد الحفصي وكريمة المروزية المجاورة وآخرون.
وكان صدوقاً.
مات في يوم عرفه سنة تسع وثمانين وثلاث مئة.

المستملي

الإمام المحدث الرحال الصادق أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود البلخي المستملي راوي الصحيح عن الفربري.
لم تبلغني أخباره مفصلة.
حدث عنه: أبو ذر عبد بن أحمد وعبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني بالأندلس والحافظ أحمد بن محمد بن العباس البلخي.
وكان سماعه للصحيح في سنة أربع عشرة وثلاث مئة.
قال أبو ذر: كان من الثقات المتقنين ببلخ طوف وسمع الكثير وخرج لنفسه معجماً. توفي سنة ست وسبعين وثلاث مئة.

ابن حمويه

الإمام المحدث الصدوق المسند أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين خطيب سرخس.
سمع في سنة ست عشرة وثلاث مئة الصحيح من أبي عبد الله الفربري وسمع المسند الكبير والتفسير لعبد بن حميد من إبراهيم بن خزيم الشاشي وسمع مسند الدارمي من عيسى بن عمر السمرقندي عنه.
حدث عنه: الحافظ أبو ذر الهروي والحافظ أبو يعقوب إسحاق ابن إبراهيم القراب ومحمد بن عبد الصمد التراب المروزي وعلي بن عبد الله الهروي ومحمد بن أحمد بن محمد بن محمود وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي وآخرون.
قال أبو ذر: قرأت عليه وهو ثقة صاحب أصول حسان. قلت: له جزء مفرد عد فيه أبواب الصحيح وما في كل باب من الأحاديث فأورد ذلك الشيخ محيي الدين النواوي في أول شرحه لصحيح البخاري وقد بقي حديثه يروى عالياً في سنة ثلاثين وسبع مئة عند أبي العباس الحجار.
مولده في سنة ثلاث وتسعين ومئتين.

وقال أبو يعقوب القراب توفي لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة. الجوزقي

الإمام الحافظ المجود البارع أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني الخراساني الجوزقي المعدل.
مفيد الجماعة بنيسابور وصاحب الصحيح المخرج على كتاب مسلم.
حرص عليه خاله أبو إسحاق المزكي وسمعه من أبي العباس السراج أحاديث ومن أبي نعيم بن عدي وأبي العباس الدغولي ومكي بن عبدان وأبي حامد بن الشرقي وفي رحلته من ابن الأعرابي وإسماعيل الصفار وأبي حاتم الوسقندي وخلق.
وبرع في هذا الشأن وصنف التصانيف.
قال الحاكم: انتقيت عليه عشرين جزءاً ثم ظهر سماعه من السراج.
قلت: حدث عنه: الحاكم وأبو سعد الكنجروذي وأبو عثمان البحيري ومحمد بن علي الخشاب وسعيد العيار وأحمد بن منصور المغربي وآخرون.
وجوزق: من قرى نيسابور وله كتاب المتفق الكبير يكون ثلاث مئة جزء رواه شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني.
وكان يقول فيما يروي عنه: أنفقت في طلب الحديث مئة ألف درهم ما كسب به درهماً.
وله أربعون سمعناها.
قال الحاكم: مات في شوال سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة وله اثنتان وثمانون سنة.
وفيها مات أبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي وأبو عبد الله بن بكير وأبو سليمان الخطابي وشافع بن محمد بن أبي عوانة وأبو الفضل عبيد الله ابن محمد الفامي وعمر بن عراك المقرئ وأبو الفرج الشنبوذي وأبو علي محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي اللغوي الكاتب وأبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي بمرو وأبو بكر محمد بن علي الأدفوي المفسر وأبو يعقوب يوسف بن الدخيل بمكة.

ابن الفرات

الإمام الحافظ البارع المجود أبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات البغدادي.
سمع أبا عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد وأبا جعفر بن البختري وخلقاً كثيراً وجمع فأوعى.
وعنه: أحمد بن علي البادي ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة وإبراهيم بن عمر البرمكي وآخرون.
قال جعفر السراج: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: أبو الحسن بن الفرات غاية في ضبطه حجة في نقله.
وقال الخطيب: بلغني أنه كان عند ابن الفرات عن الواعظ علي بن محمد المصري وحده ألف جزء وأنه كتب مئة تفسير ومئة تاريخ وحدثني الأزهري أن ابن الفرات خلف ثمانية عشر صندوقاً مملوءاً كتباً أكثرها بخطه ثم قال: وكتابه هو الحجة في صحة النقل وجودة الضبط.
ولم يزل يسمع إلى أن مات. وقال لي العتيقي: هو ثقة مأمون ما رأيت أحسن قراءة للحديث منه.
مات ابن الفرات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاث مئة وقد قارب السبعين.

ابن حماد

الحافظ محدث الكوفة أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي.
روى عن: عبد الله بن زيدان البجلي وعلي بن العباس المقانعي ومحمد بن دليل.
روى عنه: أبو العلاء الواسطي وأبو ذر الهروي وأبو الحسن العتيقي وعدة ارتحلوا إليه.
توفي سنة أربع وثمانين أيضاً.

ابن المزكي

الإمام القدوة الرباني أبو حامد أحمد بن الشيخ المزكي أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري.
ولد سنة بضع وعشرين وثلاث مئة.
وأجاز له أبو العباس الدغولي الحافظ بخط يده قاله الحاكم وسمع من محمد بن الحسين القطان وحج فسمع من ابن الأعرابي وببغداد من محمد بن البختري وإسماعيل الصفار.
ذكره الخطيب وقال: سمع بالري من أبي حاتم الوسقندي.
معروف بالعبادة استملى عليه أبو بكر بن إسماعيل الوراق وهو أكبر منه.
حدث عنه محمد بن طلحة النعالي والأزهري وأبو العلاء الواسطي.
قلت: وجعفر الأبهري بهمذان وأحمد بن عبد الرحمن بن سعدويه وأبو سعد الكنجروذي. وحدث عنه من القدماء والده وأبو الحسين محمد بن المظفر وحضر مجالسه القضاة والأشراف.
قال الحاكم: خرجت له الفوائد ومولده في سنة ثلاث وعشرين.
قال: وتوفي في شعبان سنة ست وثمانين وثلاث مئة. وصحبته ببغداد وطريق مكة وعندي أن الملائكة لم تكتب عليه خطيئة وكان عابداً مجتهداً صام الدهر نيفاً وعشرين سنة. أخوه وهو الأسن العابد الصادق أبو الحسن:

عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي

سمع أبا حامد بن الشرقي وأبا حامد بن بلال ومحمد بن الحسين القطان وإسماعيل الصفار ومحمد بن عمر بن حفص والأصم وخرجت له العوالي.
قال الحاكم: كان من عقلاء الرجال والعباد.
وقال الخطيب: كان ثقة. حدثنا عنه محمد بن طلحة.
قلت: وروى عنه الحاكم وعمر بن أحمد الجوري وأحمد بن منصور المغربي. وحدث ببغداد.
ورخ الحاكم موته في شعبان سنة سبع وتسعين وثلاث مئة.
وسيأتي أخواهما يحيى ومحمد.

ابن حمشاذ

العلامة الزاهد أبو منصور محمد بن عبد الله بن محمد بن حمشاذ النيسابوري الشافعي.
سمع أبا حامد بن بلال ومحمد بن الحسين بن القطان وارتحل فسمع من أبي جعفر الرزاز وإسماعيل الصفار.
وتفقه وبرع وأتقن علم الجدل والكلام والنظر وأخذ النحو عن أبي عمر الزاهد ودخل إلى اليمن وتخرج به الأصحاب.
وكان عابداً متألهاً واعظاً مجاب الدعوة كثير التصانيف منقبضاً عن أبناء الدنيا.
بالغ في تقريظة الحاكم وقال: ظهر له من مصنفاته أكثر من ثلاث مئة كتاب مصنف وظهر لنا في غير شيء أنه مجاب الدعوة.
تفقه على أبي الوليد النيسابوري وبالعراق على ابن أبي هريرة.
ومات في يوم الجمعة في رجب سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة عن اثنتين وسبعين سنة.

الحاتمي

إمام اللغة والأدب أبو علي محمد بن الحسين بن المظفر البغدادي الكاتب.
أخذ عن أبي عمر الزاهد وجماعة.
وله الرسالة الحاتمية فيها ما جرى بينه وبين المتنبي من إظهار سرقاته وعيوب شعره وحمقه وتيهه فذكر أنه ذهب إليه وتحامق عليه ثم قال: ما خبرك فقلت: بخير لولا ما جنيته على نفسي من قصدك ووسمت به قدري من ميسم الذل بزيارتك يا هذا أبن لي مم تيهك وخيلاؤك؟ وما أوجب ذلك؟ أها هنا نسب علقت بأذياله أو سلطان تسلطت بعزة أو علم يشار إليك به؟ فلو قدرت نفسك بقدرها لما عدوت أن تكون شاعراً مكتسباً فامتقع لونه ولان في الاعتذار وكرر الأيمان أنه لم يثبتني ولا اعتمد التقصير بي وذكر فصلاً طويلاً في المعنى وناظره في الشعر.
مات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة.
وحاتم كان بعض جدوده.

الملك سبكتكين

صاحب بلخ وغزنه وغير ذلك.
مات في شعبان سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.
كانت دولته نحواً من عشرين سنة وكان فيه عدل وشجاعة ونبل مع عسف وكونه كرامياً ولما أخذ طوس أخرب مشهد الرضا وقتل من يزوره فلما تملك ابنه محمود رأى في النوم علياً رضي الله عنه وهو يقول: إلى كم هذا؟ فبنى المشهد ورد أوقافه إليه عهد بالمملكة بعده إلى ابنه إسماعيل ولم يقدم محموداً وهو كان الأسن فتحارب الأخوان وانهزم إسماعيل فتحصن بقلعة غزنة ثم إنه نزل بالأمان إلى أخيه بعد أشهر فأمنه وتمكن محمود.
ومات في العام عدة ملوك: منهم الملك فخر الدولة علي بن الملك ركن الدولة بن بويه صاحب عراق العجم الذي وزر له الصاحب إسماعيل بن عباد وملكوا بعده ابنه مجد الدولة أبا طالب رستم وله أربع سنين.
وفي سنة ثمان قتل صمصام الدولة الملك ابن عضد الدولة وله ست وثلاثون سنة تملك مدة ثم زال ملكه وأخذ فسملت عيناه وحبس ثم أخرج بعد مدة وهو أعمى فملكوه بفارس أعواماً ثم قتل.
وفي سنة إحدى وتسعين قتل صاحب الموصل وأخو صاحبها الملك حسام الدولة مقلد بن المسيب بن رافع العقيلي وكانت دولته خمسة أعوام وتملك بعده ابنه قرواش فتمكن وحارب بن بويه.

المأموني

شاعر زمانه الأديب الأوحد أبو طالب عبد السلام بن الحسين المأموني من ذرية المأمون الخليفة.
استوفي أخباره ابن النجار فقال: بديع النظم مدح الملوك والوزراء وامتدح الصاحب ابن عباد فأكرمه فحسده ندماء الصاحب وشعراؤه فرموه بالباطل وقالوا إنه دعي وقالوا فيه: ناصبي ورموه بأنه هجا الصاحب فذلك يقول ليسافر:

يا ربع لو كنت دمعاً فيك منسكبـاً

 

قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا

لا ينكرون ربعك البالي بلى جسدي

 

فقد شربت بكأس الحب ما شربـا

عهدي بربعك للذات مـرتـبـعـاً

 

فقد غدا لغوادي السحب منتحـبـا

ذو بارق كسيوف الصاحب انتضيت

 

ووابل كـعـطـاياه إذا وهـبـا

وعصبة بات فيها القيظ متـقـداً

 

إذ شدت لي فوق أعناق العدا رتبا

إني كيوسف والأسباط هم وأبو ال

 

أسباط أنت ودعواهم دماً كـذبـا

قد ينبح الكلب ما لم يلق ليث شرى

 

حتى إذا ما رأى ليثاً مضى هربا

قال الثعلبي: ففارق الري وقدم نيسابور ومدح صاحب الجيش فوصله وقدم بخارى فأكرم بها عاشرت منه فاضلاً ملء ثوبه وكان يسمو بهمته إلى الخلافة ويمني نفسه في قصد بغداد في جيوش تنظم إليه من خراسان فاقتطعته المنيه ومرض بالاستسقاء ومات في سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة.

ابن الطحان

الإمام الحافظ الفقيه المحدث المجود أبو القاسم إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم القيسي القرطبي المالكي ابن الطحان صاحب التصانيف.
سمع قاسم بن أصبغ وأحمد بن عبادة الرعيني ومحمد بن الحافظ محمد بن عبد السلام الخشني وأحمد بن دحيم ومحمد بن معاوية وجماعة.
قال ابن الفرضي: سمعت منة وانتفع به أهل الكورة وكانت فتياه بما ظهر له من الحديث.
وله في المدونة أخبار معروفة وغلب عليه الحديث.
توفي في صفر سنة أربع وثمانين وثلاث مئة وطاب الثناء عليه وشيعة الخلق.

جبريل بن محمد

ابن إسماعيل بن سندول الشيخ الصدوق مسند همذان أبو القاسم الخرقي العدل.
روى عن: عبدوس بن أحمد السراج وعلي بن الحسن بن سعد وأبي القاسم البغوي ومحمد بن عبد السمرقندي ومحمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي وأبي بكر بن المنذر الفقيه وعدة.
وعنه: جعفر بن محمد الأبهري ومحمد بن عيسى وعبد الله بن عبدان الفقيه.
قال شيرويه: يدل حديثه على الصدق.
توفي في ذي القعدة سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.

الدمياطي

الشيخ المحدث الثقة أبو بكر محمد بن يحيى بن عمار الدمياطي.
سمع محمد بن زبان سمع منه كتاب الليث وسمع من أبي بكر بن المنذر كتاب الأشراف وسمع من أبي عبيد بن حربويه ومحمد بن إبراهيم الديبلي.
روى عنه: أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي ويحيى بن علي ابن الطحان والمصريون.
توفي سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.

العبدويي

الشيخ الجليل أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس الهذلي العبدويي النيسابوري والد الحافظ أبي حازم عمر.
سمع أبا العباس السراج وأبا بكر بن خزيمة وحاتم بن محبوب وطائفة.
وعنه: ابنه والحاكم وأبو سعد الكنجروذي وغيرهم.
توفي في رمضان سنة خمس وثمانين وثلاث مئة.
وفيها توفي أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن المهندس محدث مصر والصاحب إسماعيل بن عباد الوزير وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي المقرئ والقاضي علي بن الحسين بن بندار الأذني والحافظ الدارقطني وأبو حفص بن شاهين والأديب أبو الحسن محمد بن سكرة الهاشمي الشاعر وشيخ الشافعية أبو بكر محمد بن عبد الله الأودني صاحب وجه وأبو بكر بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي وشيخ الظاهرية أبو بكر محمد بن موسى بن المثنى البغدادي وقد سمع البغوي وأبو الفتح القواس الزاهد.

ابن سمعون

الشيخ الإمام الواعظ الكبير المحدث أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس البغدادي شيخ زمانه ببغداد.
مولده سنة ثلاث مئة.
وسمعون: هو لقب جده إسماعيل.
سمع أبا بكر بن أبي داود وهو أعلى شيخ له ومحمد بن مخلد العطار ومحمد بن عمرو بن البختري وأحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة وعدة أملى عنهم عشرين مجلساً سمعناها عالية.
حدث عنه: أبو عبد الرحمن السلمي وعلي بن طلحة المقرئ والحسن بن محمد الخلال وأبو طالب العشاري وأبو الحسين بن الأبنوسي وخديجة بنت محمد الشاهجانية وأبو بكر أحمد بن محمد بن حمدوه الحنبلي وآخرون.
وجد أبيه عنبس بنون ساكنة هو عنبس بن إسماعيل القزاز روى عن شعيب بن حرب لحقه محمد بن مخلد.
قال السلمي: هو من مشايخ البغداديين له لسان عال في هذه العلوم لا ينتمي إلى أستاذ وهو لسان الوقت والمرجوع إليه في آداب المعاملات يرجع إلى فنون من العلم.
وقال الخطيب: كان أوحد دهره وفرد عصره في الكلام على علم الخواطر دون الناس حكمه وجمعوا كلامه وكان بعض شيوخنا إذا حدث عنه قال: حدثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة. أنبأنا ابن علان عن القاسم بن علي أخبرنا نصر الله بن محمد الفقيه أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أخبرنا عبيد الله بن عبد الواحد الزعفراني حدثني أبو محمد السني صاحب أبي الحسين بن سمعون قال: كان ابن سمعون في أول أمره ينسخ بالأجرة وينفق على نفسه وأمه فقال لها يوماً: أحب أن أحج قالت: وكيف يمكنك؟ فغلب عليها النوم فنامت وانتبهت بعد ساعة وقالت: يا ولدي حج. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم يقول: دعيه يحج فإن الخير له في حجة ففرح وباع دفاتره ودفع إليها من ثمنها وخرج مع الوفد فأخذت العرب الوفد. قال: فبقيت عرياناً فجعلت إذا غلب علي الجوع ووجدت قوماً من الحجاج يأكلون وقفت فيدفعون إلي كسرة فاقتنع بها ووجدت مع رجل عباءة فقلت: هبها لي استتر بها فأعطانيها وأحرمت فيه ورجعت. وكان الخليفة قد حرم جارية وأراد إخراجها من الدار. قال السني: فقال الخليفة: اطلبوا رجلاً مستوراً يصلح أن تزوج هذه الجارية به فقيل: قد جاء ابن سمعون فاستصوب الخليفة ذلك وزوجه بها. فكان يعظ ويقول: خرجت حاجاً ويشرح حاله ويقول: ها أنا اليوم علي من الثياب ما ترون.!! قلت: كان فاخر الملبوس.
قال أبو بكر البرقاني: قلت له يوماً: تدعو الناس إلى الزهد وتلبس أحسن الثياب وتأكل أطيب الطعام كيف هذا؟ فقال: كل ما يصلحك لله فافعله إذا صلح حالك مع الله تعالى.
قال أبو محمد الخلال: قال لي ابن سمعون: ما اسمك؟ قلت: حسن قال: قد أعطاك الله الاسم فسله المعنى.
قال أبو النجيب الأرموي: سألت أبا ذر عن ابن سمعون هل اتهمته؟ قال: بلغني أنه روى جزءاً عن ابن أبي داود عليه وأبو الحسين بن سمعون وكان رجلاً سواه لأنه كان صبياً ما كانوا يكنونه في ذلك الوقت. وسماعه من غيره صحيح وكان القاضي أبو بكر الأشعري وأبو حامد يقبلان يده وكان القاضي يقول ربما خفي علي من كلامه بعض الشيء لدقته.
السلمي: سمعت ابن سمعون يقول في "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة" الأعراف 142. مواعيد الأحبة وإن اختلفت فإنها تؤنس كنا صبياناً ندور على الشط ونقول:

ماطليني وسوفـي

 

وعديني ولا تفـي

واتركيني مولـهـاً

 

أو تجودي وتعطفي

الخطيب: حدثنا محمد بن محمد الظاهري سمعت ابن سمعون يذكر أنه أتى بيت المقدس ومعه تمر فطالبته نفسه برطب فلامها فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطباً فلم يأكل منه ثم ثاني ليلة وجده تمراً.
الخطيب: سمعت أحمد بن علي البادي سمعت أبا الفتح القواس يقول: لحقتني إضافة فأخذت قوساً وخفين لأبيعهما فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون ثم أبيع فحضرت فلما فرغ ناداني: يا أبا الفتح لا تبيع الخفين والقوس فإن الله سيأتيك برزق من عنده أو كما قال.
الخطيب: حدثنا شرف الوزراء أبو القاسم حدثني أبو طاهر بن العلاف قال: حضرت ابن سمعون وهو يعظ وأبو الفتح القواس إلى جنب الكرسي فنعس فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح فقال له أبو الحسين: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومك؟ قال: نعم فقال: لذلك أمسكت خوفاً أن تنزعج.
الخطيب: حدثنا الوزير أبو القاسم حدثنا أبو علي بن أبي موسى الهاشمي قال: حكى لي مولى الطائع أن الطائع أمره فأحضر ابن سمعون فرأيت الطائع غضبان وكان ذا حدة فسلم ابن سمعون بالخلافة ثم أخذ في وعظه فقال: روي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه كذا. ووعظ حتى بكى الطائع وسمع شهيقه وابتل منديل من دموعه فلما انصرف سئل الطائع عن سبب طلبه فقال: رفع إلي أنه ينتقص علياً فأردت أقابله فلما حضر افتتح بذكره والصلاة عليه وأعاد وأبدى في ذكره فعلمت أنه وفق ولعله كوشف بذلك. قاضي المرستان أنبأنا القضاعي حدثنا علي بن نصر حدثنا أبو الثناء شكر العضدي قال: لما دخل عضد الدولة بغداد وقد هلك أهلها قتلاً وخوفاً وجوعاً للفتن التي اتصلت بين السنة والشيعة فقال: آفة هؤلاء القصاص فمنعهم وقال: من خالف أباح دمه فعرف ابن سمعون فجلس على كرسية فأمرني مولاي فأحضرته فدخل رجل عليه نور قال شكر: فجلس إلى جنبي غير مكترث فقلت: إن هذا الملك جبار عظيم ما أوثر لك مخالفته وإني موصلك إليه فقبل الأرض وتلطف له واستعن بالله عليه. فقال: الخلق والأمر لله. فمضيت به إلى حجرة قد جلس فيها الملك وحده فأوقفته ثم دخلت استأذن فإذا هو إلى جانبي وحول وجهه إلى دار عز الدولة ثم تلا: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة" هود 102. ثم حول وجهه وقرأ "ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون". يونس 14. ثم أخذ في وعظه فأتى بالعجب فدمعت عين الملك وما رأيت ذلك منه قط وشرك كمه على وجهه فلما خرج أبو الحسين رحمه الله قال الملك: اذهب إليه بثلاثة آلاف درهم وعشرة أثواب من الخزانة فإن امتنع فقل له: فرقها في أصحابك وإن قبلها فجئني برأسه ففعلت فقال: إن ثيابي هذه فصلت من نحو أربعين سنة ألبسها يوم خروجي وأطويها عند رجوعي وفيها متعة وبقية ونفقتي من أجرة دار خلفها أبي فما أصنع بهذا قلت: فرقها على أصحابك قال: ما في أصحابي فقير. فعدت فأخبرته فقال: الحمد لله الذي سلمه منا وسلمنا منه.
قال أبو سعيد النقاش: كان ابن سمعون يرجع إلى علم القرآن وعلم الظاهر متمسكاً بالكتاب والسنة لقيته وحضرت مجلسه سمعته يسأل عن قوله: "أنا جليس من ذكرني" قال: أنا صائنه عن المعصية أنا معه حيث يذكرني وأنا معينه.
السلمي: سمعت ابن سمعون وسئل عن التصوف فقال: أما الاسم فترك الدنيا وأهلها وأما حقيقته فنسيان الدنيا ونسيان أهلها. وسمعته يقول: أحق الناس بالخسارة يوم القيامة أهل الدعاوي والإشارة.
قال أبو الحسن العتيقي: توفي ابن سمعون وكان ثقة مأموناً في نصف ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.
قال أبو بكر الخطيب: ونقل ابن سمعون سنة ست وعشرين وأربع مئة من داره فدفن بمقبرة باب حرب ولم تكن أكفانه بليت فيما قيل.
قلت: نعم. الكفن قد يقيم نحواً من مئة سنة لأن الهواء لا يصل إليه فيسلم.
نقل أبو محمد بن حزم خرافةً لا تثبت فقال: وقال شيخ يقال له: ابن سمعون ببغداد: إن الاسم الأعظم ليس هو في الأسماء الحسنى المعروفة قال: وهو سبعة وثلاثون حرفاً من غير حروف المعجم.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم عن أبي اليمن الكندي أخبرنا هبة الله بن أحمد أخبرنا محمد بن علي العشاري أخبرنا أبو الحسين بن سمعون أخبرنا أحمد بن محمد بن سلم حدثنا حفص الربالي حدثنا سهل بن زياد حدثنا أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصابهم عوز من الطعام فقال: يا أبا هريرة أعندك شيء قلت: نعم شيء من تمر في مزودي قال: جئ به وقال: هات نطعاً فجئت بالنطع فبسطه فأدخل يده وقبض من التمر فإذا هو إحدى عشرة تمرة ثم قال: باسم الله فجعل يضع كل تمرة ويسمي حتى أتى على التمر فقال به هكذا فجمعه فقال: ادع فلاناً وأصحابه فأكلوا وشبعوا وخرجوا ثم قال: ادع فلاناً وأصحابه فأكلوا وشبعوا وخرجوا. وفضل تمر فأكل وأكلت وفضل تمر فأدخله في المزود إلى أن قال: فجهزت منه خمسين وسقاً في سبيل الله فوقع زمن عثمان.

الصاحب

الوزير الكبير العلامة الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس الطالقاني الأديب الكاتب وزير الملك مؤيد الدولة بويه بن ركن الدولة.
صحب الوزير إلى أبا الفضل بن العميد ومن ثم شهر بالصاحب.
وسمع من أبي محمد بن فارس بأصبهان ومن أحمد بن كامل القاضي وطائفة ببغداد.
روى عنه أبو العلاء محمد بن حسول وعبد الملك بن علي الرازي وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو الطيب الطبري وأبو بكر بن المقرئ شيخه.
وله تصانيف منها في اللغة المحيط سبعة أسفار والكافي في الترسل وكتاب الإمامة وفيه مناقب الإمام علي ويثبت فيه إمامة من تقدمه.
وكان شيعياً معتزلياً مبتدعاً تياهاً صلفاً جباراً قيل: إنه ذكر له البخاري فقال: ومن البخاري؟!! حشوي لا يعول عليه. وقد نكب ونفي ثم رد إلى الوزارة ودام فيها ثماني عشرة سنة. وافتتح خمسين قلعة لمخدومه فخر الدولة.
وقد طول ابن النجار ترجمته.
وكان فصيحاً متقعراً يتعانى وحشي الألفاظ في خطابه ويمقت التيه ويتيه ويغضب إذا ناظر قال مرة لفقيه: أنت جاهل بالعلم ولذلك سود الله وجهك.
وله كتاب الوزراء وكتاب الكشف عن مساوئ شعر المتنبي وكتاب الأسماء الحسنى.
وهو القائل:

رق الزجاج ورقت الخمر

 

وتشابها فتشاكـل الأمـر

فكإنما خـمـر ولا قـدح

 

وكإنما قدح ولا خـمـر

قيل: جمع الصاحب من الكتب ما يحتاج في نقلها إلى أربع مئة جمل ولما عزم على التحديث تاب واتخذ لنفسه بيتاً سماه بيت التوبة واعتكف على الخير أسبوعاً وأخذ خطوط جماعة بصحة توبته ثم جلس للإملاء وحضره الخلق وكان يتفقد علماء بغداد في السنة بخمسة آلاف دينار وأدباءها وكان يبغض من يدخل في الفلسفة.
ومرض بالإسهال فكان إذا قام عن الطست ترك إلى جنبه عشرة دنانير للغلام ولما عوفي تصدق بخمسين ألف دينار.
وقيل: إن صاحب ما وراء النهر نوح بن منصور كتب إليه يستدعيه ليوليه وزارته فاعتل بأنه يحتاج لنقل كتبة خاصة أربع مئة جمل فما الظن بما يليق به من التجمل.
وكان قد لقب كافي الكفاة.
مات بالري ونقل إلى أصبهان ولما أبرز تابوته ضج الخلق بالبكاء.
يقال: إنه قال: ثلاثة خجلوني: البندهي حضر المجلس فقدمت فواكه منها مشمش فائق فأكل وأمعن فقلت: إنه ملطخ المعدة فقال: لا يعجبني الرئيس إذا تطبب والفرندي قالوا قد جئت من دار السلطنة وأنا ضجر من أين أقبل مولانا؟ قلت: من لعنة الله قال: رد الله غربة مولانا. والثالث المافروخي أيام حسنه داعبته فقلت: رأيتك تحتي قال: مع ثلاثة مثلي.
وللبستي في الصاحب:

يا من أعاد رميم الملك منشـوراً

 

وضم بالرأي أمراً كان منشـوراً

أنت الوزير وإن لم تؤت منشوراً

 

والملك بعدك إن لم يؤتمن شورى

مات الصاحب في صفر سنة خمس وثمانين وثلاث مئة عن تسع وخمسين سنة.
ووزر أبوه لركن الدولة.

الساماني

سلطان بخارى وسمرقند وابن سلاطينها أبو القاسم نوح بن منصور بن نوح بن عبد الملك بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد بن سامان.
مات في رجب سبع وثمانين وثلاث مئة وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة.
وقام بعده ابنه أبو الحارث منصور.
قال ابن الجوزي: تملك نوح خراسان وغزنة وما وراء النهر ثم ولي بعده ابنه فبقي سنة وتسعة أشهر ثم قبض عليه الأمراء وملكوا أخاه عبد الملك فقصدهم السلطان محمود بن سبكتكين فالتقاهم فهزمهم إلى بخارى وانقرضت دولة السامانية.

السامري

شيخ القراء أبو أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون السامري البغدادي.
زعم أنه قرأ لحفص على الأشناني وقرأ للسوسي على موسى بن جرير وأبي عثمان النحوي وقرأ لقالون على ابن شنبوذ وللدوري على ابن مجاهد فأما تلاوته على هذين فمعروفة.
وزعم أنه سمع من أبي العلاء محمد بن أحمد الوكيعي والقدماء فافتضح ولكن كان نافق السوق بين القراء.
ولد سنة خمس وتسعين ومئتين.
تلا عليه: أبو الفضل الخزاعي وأبو الفتح فارس وعبد الساتر بن الذرب اللاذقي وعبد الجبار الطرسوسي وأبو العباس بن نفيس وآخرون.
استوعبت ترجمته في طبقات القراء وودي لو أنه ثقة فإني قرأت من طريقه عالياً.
قال الصوري: قال لي أبو القاسم العنابي: كنت عند أبي أحمد المقرئ فحدثنا عن الوكيعي فاجتمعت بعبد الغني فأخبرته فاستعظم ذلك وقال: سله متى سمع منه فقال: بمكة سنة ثلاث مئة فأخبرت عبد الغني فقال: مات أبو العلاء عندنا في أول سنة ثلاث مئة وترك السلام عليه وقال: لا أسلم على من يكذب في الحديث.
وفي كتاب العنوان أن أبا أحمد قرأ على محمد بن يحيى الكسائي وهذا وهم قد سقط من بينهما ابن شنبوذ أو ابن مجاهد.
وقال يحيى بن الطحان: ذكر أبو أحمد أنه يروي عن ابن المعتز.
قلت: بدون هذا يهدر الراوي.
مات في المحرم سنة ست وثمانين وثلاث مئة.

ابن مسرور

الحافظ المحدث الرحال أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن مسرور البلخي نزيل مصر.
حدث عن: أبي بكر أحمد بن سليمان بن زبان والحسين بن محمد المطبقي والحافظ أبي سعيد بن يونس وطبقتهم. روى عنه: عبد الغني بن سعيد وأحمد بن قديد وعمر بن خضر الثمانيني ومحمد عبد الرحمن الأزدي وآخرون.
قال أبو إسحاق الحبال: توفي أبو الفتح في سلخ ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة. قال: وكان حافظاً مكثراً.
قلت: أظنه نيف على السبعين.
قرأت بخط محمد بن علي الصوري وأنبأني ابن سلامة عن ابن بوش عن أحمد بن عبد الجبار عنه قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا الفتح بن مسرور أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الحافظ حدثنا عبد الله بن وهيب الغزي حدثنا يزيد بن موهب حدثنا المفضل بن فضالة عن عياش بن عباس عن عمران بن عبد الرحمن القرشي عن أبي خراش الهذلي سمع فضالة بن عبيد رضي الله عنه يقول: "من ردته الطيرة فقد قارف الشرك".

الزعفراني

الحافظ الإمام أبو سعيد الحسين بن محمد بن علي الأصبهاني الزعفراني.
سمع أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد والحسين بن علي بن زيد وطبقتهم.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي وأبو نعيم وجماعة.
قال أبو نعيم: كان بندار بلدنا في كثرة الأصول والحديث صاحب معرفة وإتقان صنف المسند والتفسير والشيوخ وأشياء وتوفي سنة تسع وستين وثلاث مئة.
أخبرنا الدشتي أخبرنا ابن خليل أخبرنا مسعود الجمال أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا الحسين بن محمد حدثنا الحسين بن علي بن زيد حدثنا محمد بن عمرو بن حنان حدثنا بقية عن أبي فروة الرهاوي عن مكحول عن شداد بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف" لم يصح هذا.

صالح بن أحمد

ابن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن هذيل بن يزيد ابن العباس بن الأحنف بن قيس الإمام العالم الحافظ الثبت أبو الفضل بن الكوملاذي التميمي الأحنفي الهمذاني السمسار.
حدث عن: أبيه وأحمد بن محمد بن أوس ومحمد بن المرار بن حمويه وعلي بن الحسن بن سعد البزاز وأحمد بن الحسن بن عزون وقاسم بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله بن نبيل والقاسم بن أبي صالح وعبد السلام بن عبديل وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وعلي بن محمد بن مهرويه القزويني وخلق.
وجمع وصنف.
حدث عنه: طاهر بن عبد الله بن ماهله وحمد الزجاج وأحمد بن زنجويه العمري وطاهر بن أحمد الإمام وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي وآخرون.
قال الحافظ شيرويه الديلمي: كان ركناً من أركان الحديث: ثقة حافظاً ديناً ورعاً صدوقاً لا يخاف في الله لومه لائم وله مصنفات غزيرة مولده سنة ثلاث وثلاث مئة ومات لثمان بقين من شعبان سنة أربع وثمانين وثلاث مئة ويستجاب الدعاء عند قبره صلى عليه أبو بكر بن لال فبلغنا أنه قال: كنا نترك الذنوب من خشية الله وثلثي ذلك حياء من هذا الشيخ رحمه الله.

أبو الحسين البزاز

أما والده الإمام القدوة المحدث: أبو الحسين البزاز فارتحل وروى عن حمزة بن محمد الكاتب ومحمد بن حبان الباهلي وحامد بن شعيب وطبقتهم.
روى عنه: ولده وطاهر بن ماهلة وأحمد بن تركان وعلي بن جهضم وكان ثقة كبير القدر.
قال أحمد بن محمد الصفار: كنا نشبه أبا الحسين بأحمد بن حنبل لسكونه ووقاره.
قرأت على أحمد بن عبد الكريم بمصر وأخبرنا نصر بن جرو أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا حمد بن نصر الحافظ بهمذان سمعت علي بن حميد الذهلي سمعت طاهر بن عبد الله بن ماهله الحافظ سمعت حمد بن عمر الزجاج الحافظ يقول: لما أملى صالح بن أحمد التميمي الحافظ بهمذان كانت له رحى فباعها بسبع مئة دينار ونثرها على محابر أصحاب الحديث. ومات في سنة أربع معه أبو حامد أحمد بن سهل الأنصاري آخر أصحاب محمد بن شاذل والأديب صاحب الإنشاء البديع أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن هارون الصابئ الحراني ببغداد وأبو القاسم جبريل بن محمد بن سندول الهمذاني رحل ولقي البغوي ومسند خراسان الفقيه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن سعيد النسائي العدل صاحب الحسن بن سفيان وقيل: بل توفي سنة 382 والمعمر أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب الأنصاري الإصطخري حدث عن أبي خليفة الجمحي والفقيه أبو الحسن علي بن عبد الملك بن دهثم الطرسوسي نزيل نيسابور واهٍ روى عن أبي خليفة وشيخ النحو علي بن عيسى الرماني المعتزلي ومسند أصبهان أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جشنس والحافظ أبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات البغدادي وشيخ الشافعية أبو الحسن محمد بن علي ابن سهل الماسرجسي النيسابوري والعلامة أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني البغدادي صاحب التصانيف.

الإشتيخني

الإمام الفقيه أبو بكر محمد بن أحمد بن مت السمرقندي الإشتيخني الشافعي وإشتيخن بشين معجمة قرية كبيرة على سبعة فراسخ من سمرقند.
حدث بصحيح البخاري عن الفربري وسماعه كان في سنة تسع عشرة وثلاث مئة.
حدث عنه: أبو سعد الإدريسي وعلي بن سختام السمرقندي والفقيه أبو نصر الداوودي وكان من كبار الفقهاء مع الزهد والعبادة.
قال أبو كامل البصري: سمعت الفقيه أبا نصر الداوودي يقول: دخلت على ابن مت بإشتيخن فقال لي: أسمعت جامع البخاري قلت: نعم قال: ممن قلت: من إسماعيل الحاجبي فقال: اسمعه مني فإني أثبت فيه فإني كنت أدرس الفقه وكنت كبيراً حين سمعته وكان إسماعيل صغيراً يحمل على العاتق ولا يقدر على المشي أفسماعي وسماعه يستويان؟ قال: فسمعته من ابن مت.
قال الإدريسي في تاريخ سمرقند: الإشتيخني فقيه زاهد مات في رجب سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة.
قلت: ومن مشايخه أبو بكر أحمد بن محمد بن آدم الشاشي وطائفة لا أعرفهم.

ابن سكرة

شاعر وقته ببغداد أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد الهاشمي من ذرية المنصور.
شاعر مديد الباع في فنون الإبداع صاحب مجون وسخف وإن زماناً جاد به وبابن الحجاج لكريم يشبهان بجرير والفرزدق.
ولابن سكرة ديوان في أربع مجلدات.
وله البيتان:

جاء الشتاء وعندي من حوائجه

مات سنة خمس وثمانين وثلاث مئة في ربيع الآخر.

ابن أبي غالب

الشيخ المحدث أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل بن أبي غالب المصري البزاز.
سمع محمد بن محمد بن النفاح وسعيد بن هاشم الطبراني وعلي بن أحمد علان وأبا عبيد بن حربويه وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني وأحمد بن مروان الدينوري.
وعنه ابن أبي الفتح المصري وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي وعبد الملك بن مسكين الزجاج وعدة.
وكان من رؤساء مصر.
قال الطلمنكي: سمعته يقول: أقمت على هذه الدار أبني فيها عشرة سنين وفيها ثمانية وأربعون ألف قطعة من الرخام وأنفقت عليها عشرة آلاف دينار وأخذ مني كافور الإخشيذي سبعة وثمانين ألف دينار ولكن رزقت من التجارة ربحت في عسل في أربعة أيام أربعة آلاف دينار.
قال أبو إسحاق: توفي في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.

الصابئ

الأديب البليغ صاحب الترسل البديع أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئ الحراني المشرك.
حرصوا عليه أن يسلم فأبى وكان يصوم رمضان ويحفظ القرآن ويحتاج إليه في الإنشاء.
كتب لعز الدولة بختيار.
وله نظم رائق.
ولما تملك عضد الدولة هم بقتله وسجنه ثم أطلقه في سنة 317 فألف له كتاب: "التاجي في أخبار بني بويه".
مات في سنة أربع وثمانين وثلاث مئة وله إحدى وسبعون سنة ويقال: قتله لأنه أمره بعمل التاريخ التاجي فدخل عليه رجل فسأله ما تؤلف؟ فقال: أباطيل ألفقها وأكاذيب أُنمقها فتحرك عليه عضد الدولة وطرده ومات فرثاه الشريف الرضي فليم في ذلك فقال: إنما رثيت فضله وهذا عذر بارد.
وكان مكثراً من الآداب.
وكذلك مات على كفره ابنه المحسن وكان محتشماً أديباً.
ثم خلفه ابنه الصدر الأوحد هلال بن المحسن الصابئ الذي أسلم وعاش كثيراً وبقي إلى سنة 448.

التنوخي

القاضي العلامة أبو علي المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي البصري الأديب صاحب التصانيف.
ولد بالبصرة على ما قال في سنة سبع وعشرين وثلاث مئة وأول سماعه في سنة ثلاث وثلاثين.
سمع أبا العباس الأثرم وأبا بكر الصولي وابن داسة وواهب بن محمد صاحب نصر الجهضمي.
روى عنه ولده أبو القاسم علي.
وكان أخبارياً متفنناً شاعراً نديماً ولي قضاء رامهرمز وعسكر مكرم وغير ذلك.
قال الخطيب: كان سماعه صحيح توفي في المحرم سنة أربع وثمانين وثلاث مئة بعد أبيه باثنتين وأربعين سنة وأول من استعمله على القضاء القاضي أبو السائب عتبة بن عبد الله وذلك في سنة تسع وأربعين وثلاث مئة له اثنتان وعشرون سنة.
وله كتاب الفرج بعد الشدة وكتاب النشوار وغير ذلك.
عاش سبعاً وخمسين سنة.
وفيه لابن الحجاج:

إذا ذكر القضاة وهـم شـيوخ

 

تخيرت الشباب على الشـيوخ

ومن لم يرض لم أصفعـه إلا

 

بمجلس سيدي القاضي التنوخي

الطبرخزي

شاعر وقته أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الأديب كانت أمه من طبرستان وأبوه خوارزمياً فركب له من الاسمين نسبة قاله السمعاني.
وهو ابن أخت محمد بن جرير.
سكن الشام وأقام بحلب وكان مشاراً إليه في عصره.
يقال: إنه قصد ابن عباد فقال للحاجب: إن كان يحفظ عشرين ألف بيت فليدخل فقال أمن شعر الرجال أم من شعر النساء؟ فأعلمه بذلك الحاجب فقال: هذا يكون أبو بكر الخوارزمي فأكرمه وباسطه.
وله ديوان نظم وديوان ترسل وملح ونوادر.
مات بنيسابور في رمضان سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة ويقال: سنة ثلاث وتسعين.
والطبرخزي: بفتح الخاء ثم بزاي.

ابن أبي شريح

الإمام القدوة المحدث المتبع مسند هراة وعالمها أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت الأنصاري الهروي ابن أبي شريح.
ولد بعد الثلاث مئة.
وسمع أبا القاسم البغوي ببغداد ومما عنده عنه كتاب الجعديات ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن عقيل البلخي ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الإنماطي وإسماعيل بن العباس الوراق وأحمد بن سعيد الطبري وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الهيتي وأبا عثمان سعيد بن محمد أخي زبير الحافظ وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن خشيش وجعفر بن عيسى الحلواني وأبا عبد الله محمد بن محمود البلخي وعبد الرحمن بن الحسن الأسدي الهمذاني وعبد الواحد بن المهتدي بالله وخلقاً سواهم.
ارتحل به أبوه وكان صدوقاً صحيح السماع صاحب حديث وعلم وجلالة.
حدث عنه الفقيه ناصر العمري وسفيان بن محمد الشريحي وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي وأبو بكر محمد بن عبد الله الغميري وأبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي وأبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي ومحمد بن أبي مسعود عبد العزيز الفارسي وعبد الرحمن بن محمد كلاري وبيبى بنت عبد الصمد الهرثمية وآخرون.
أنبأنا جماعة قالوا: أخبرنا محمد بن مسعود أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري سمعت محمد بن أحمد البلخي المؤذن يقول: كنت مع الشيخ أبي محمد بن أبي شريح في طريق غور فأتاه إنسان في بعض تلك الجبال فقال: إن امرأتي ولدت لستة أشهر فقال: هو ولدك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الولد للفراش" فعاوده فرد عليه كذلك فقال الرجل: أنا لا أقول بهذا فقال: هذا الغزو وسل عليه السيف فأكببنا عليه وقلنا: جاهل لا يدري ما يقول.
قلت: كان سبيله أن يوضح له ويقول: لك أن تنتفي منه باللعان ولكنه احتمى للسنة وغضب لها.
توفي في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة وله خمس وثمانون سنة.
وقع لنا من طريقه أجزاء عالية كالمئة وجزء أبي الجهم وجزء بيبى وحكايات شعبة.
وآخر من مات من أصحاب أصحابه عبد الجليل بن أبي سعد الهروي بقي إلى سنة اثنتين وستين وخمس مئة ورحل إليه الحافظ عبد القادر الرهاوي فهو أعلى شيخ له مات معه أبو علي بن حاجب الكشاني والحسن بن إسماعيل الضراب وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي وأبو الفتح عثمان بن جني النحوي وقاضي القضاة بالري أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني الأديب والحافظ الوليد بن بكر الأندلسي.

ابن بطة

الإمام القدوة العابد المحدث شيخ العراق أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري الحنبلي ابن بطة مصنف كتاب الإبانة الكبرى في ثلاث مجلدات.
روى عن: أبي القاسم البغوي وابن صاعد وأبي ذر بن الباغندي وأبي بكر بن زياد النيسابوري وإسماعيل الوراق والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ ومحمد بن أحمد بن ثابت العكبري ورحل في الكهولة فسمع من علي بن أبي العقب بدمشق ومن أحمد بن عبيد الصفار بحمص وجماعة.
حدث عنه: أبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو نعيم الأصبهاني وعبيد الله الأزهري وعبد العزيز الأزجي وأحمد بن محمد العتيقي وأبو إسحاق البرمكي وأبو محمد الجوهري وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي وآخرون وآخر من روى عنه بالإجازة علي بن أحمد بن البسري.
قال عبد الواحد بن علي العكبري: لم أر في شيوخ الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة رحمه الله.
قال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلوي قال: لما رجع ابن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة لم ير في سوق ولا رؤي مفطراً إلا في عيد وكان أماراً بالمعروف لم يبلغه خبر منكر إلا غيره.
وقال أبو محمد الجوهري: سمعت أخي الحسين يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله قد اختلفت علي المذاهب فقال: عليك بابن بطة فأصبحت ولبست ثيابي ثم أصعدت إلى عكبرا فدخلت وابن بطة في المسجد فلما رآني قال لي: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال العتيقي: توفي ابن بطة وكان مستجاب الدعوة في المحرم سنة سبع وثماني وثلاث مئة.
قال ابن بطة: ولدت سنة أربع وثلاث مئة وكان لأبي ببغداد شركاء فقال له أحدهم: ابعث بابنك إلى بغداد ليسمع الحديث قال: هو صغير قال: أنا أحمله معي فحملني معه فجئت فإذا ابن منيع يقرأ عليه الحديث. فقال لي بعضهم: سل الشيخ أن يخرج إليك معجمة فسألت ابنه فقال: نريد دراهم كثيرة فقلت: لأمي طاق ملحم آخذه منها وأبيعه قال: ثم قرأنا عليه المعجم في نفر خاص في نحو عشرة أيام وذلك في آخر سنة خمس عشرة وأول سنة ست عشرة فأذكره قال: حدثنا إسحاق الطالقاني سنة أربع وعشرين ومئتين فقال المستملي: خذوا هذا قبل أن يولد كل محدث على وجه الأرض اليوم وسمعت المستملي وهو أبو عبد الله بن مهران يقول له: من ذكرت يا ثبت الإسلام.
قلت: لابن بطة مع فضله أوهام وغلط.
أنبأنا المؤمل بن محمد أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا الشيباني أخبرنا أبو بكر الخطيب حدثني عبد الواحد بن علي الأسدي قال لي أبو الفتح بن أبي الفوارس: روى ابن بطة عن البغوي عن مصعب بن عبد الله عن مالك عن الزهري عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
قال الخطيب: هذا باطل والحمل فيه على ابن بطة.
قلت: أفحش العبارة وحاشى الرجل من التعمد لكنه غلط ودخل عليه إسناد في إسناد.
وبه قال الخطيب: أخبرنا العتيقي أخبرنا ابن بطة حدثنا البغوي حدثنا مصعب عن مالك عن هشام بن عروة بحديث: "إن الله لا يقيض العلم انتزاعاً". قال الخطيب: وهو باطل بهذا الإسناد.
قال الخطيب: أخبرنا عبد الواحد بن علي قال لي الحسن بن شهاب: سألت ابن بطة أسمعت من البغوي حديث علي بن الجعد؟ قال: لا قال عبد الواحد: وكنت قد رأيت في كتب ابن بطة نسخة بحديث علي بن الجعد قد حكها وكتب بخطه سماعه فيها فذكرت ذلك للحسن بن شهاب فعجب منه.
قال عبد الواحد: وروى ابن بطة عن النجاد عن العطاردي فأنكر علي بن ينال عليه وأساء القول فيه حتى همت العامة بابن ينال فاختفى ثم تتبع ابن بطة ما خرجه كذلك وضرب عليه.
وقال عبيد الله الأزهري: ابن بطة ضعيف وعندي عنه معجم البغوي ولا أخرج عنه في الصحيح شيئاً.
وقال حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق: لم يسمع ابن بطة الغريب من ابن عزيز وقال: ادعى سماعه.
قال الخطيب: وروى ابن بطة كتب ابن قتيبة عن ابن أبي مريم الدينوري عنه ولا يعرف ابن أبي مريم. وروى ابن بطة في الإبانة: حدثنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن ابن عرفة حدثنا خلف بن خليفة عن حميد عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود حديث: "كلم الله موسى وعليه جبة صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكي فقال: من ذا العبراني الذي يكلمني من الشجرة؟ قال: أنا الله". فتفرد ابن بطة برفعه وبما بعد "غير ذكي".
وكذا غلط ابن بطة في روايات عن حفص بن عمر الأردبيلي أنبأنا رجاء بن مرجى فأنكر الدارقطني هذا وقال حفص يصغر عن هذا فكتبوا إلى أرديبل يسألون ابناً لحفص فعاد جوابهم بأن أباه لم يرى رجاء قط فتتبع ابن بطة النسخ وجعل ذلك عن ابن الراجيان عن الفتح بن شخرف عن رجاء.
قلت: فبدون هذا يضعف الشيخ.
ومر موته في سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.

وفيها مات القدرة أبو علي أحمد بن محمد بن علي القومساني النهاوندي صحب الشبلي وأبو القاسم بن الثلاج وعبيد الله بن أبي غالب المصري وعلي بن عبد العزيز بن مردك وصاحب الري فخر الدولة علي بن ركن الدولة بن بويه وشيخ الحنابلة أبو حفص العكبري وأبو ذر عمار بن محمد التميمي ببخارى وأبو الحسين بن سمعون وحفيد أبي بكر بن خزيمة وآخرون. الرماني

العلامة أبو الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي المعتزلي.
أخذ عن: الزجاج وابن دريد وطائفة.
وعنه: أبو القاسم التنوخي والجوهري وهلال بن المحسن.
وصنف في التفسير واللغة والنحو والكلام وشرح سيبويه وكتاب الجمل وله في الاشتقاق وفي التصريف وأشياء وألف في الاعتزال صنعة الاستدلال سبع مجلدات وكتاب الأسماء والصفات وكتاب الأكوان وكتاب المعلوم والمجهول له نحو من مئة مصنف.
وكان يتشيع ويقول: علي أفضل الصحابة.
وكان أبو حيان الوحيدي يبالغ في تعظيم الرماني إلى الغاية ويصفه بالتاله والتنزه والفصاحة والتقوى.
مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وثلاث مئة عن ثمان وثمانين سنة.
أصله من سر من رأى ومات ببغداد وكان من أوعيه العلم على بدعته.

ابن جميل

الشيخ الثقة أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب ابن المحدث إسحاق ابن إبراهيم بن محمد بن جميل الأصبهاني.
سمع من جده مسند أحمد بن منيع وتفرد بروايته وسمع من أحمد بن جعفر بن محمويه والحسن بن عثمان الفسوي.
وعنه: أبو بكر بن مردويه وأبو بكر الذكواني وأبو نعيم وعلي بن القاسم بن سيبويه وأبو نصر إبراهيم بن محمد الكسائي وعثمان بن محمد ابن أحمد بن سعيد الخلال وعبد الواحد بن أحمد المعلم وآخرون.
قال ابن مردويه: مات في شعبان سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
وفيها مات أبو حامد بن المزكي وأبو حامد النعيمي وأبو محمد بن زولاق والحافظ أحمد بن أبي الليث وأبو أحمد السامري وأبو محمد بن أبي زيد وأبو الحسن الحراني وأبو عبد الله الختن وأبو طالب المكي العزيز بالله صاحب مصر.

ابن ماهان

الإمام المحدث أبو العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن ابن عيسى بن ماهان الفارسي ثم البغدادي.
سمع: إسماعيل الصفار وأبا بكر العباداني وعثمان بن السماك وأبا الفوارس بن السندي وأبا حامد أحمد بن الحسن النيسابوري وأبا أحمد الجلودي وعدة وأكثر الأسفار.
حدث عنه: علي بن بشرى الليثي وعلي بن القاسم الخياط والمطهر بن محمد الأصبهاني ومحمد بن يحيى بن الحذاء وأحمد بن فتح بن الرسان وآخرون.
وحدث بمصر ب "صحيح مسلم" عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر الشافعي عن أحمد بن علي القلانسي عن مسلم سوى ثلاثة أجزاء من آخره فرواها عن الجلودي.
وثقه الدارقطني.
وقال الحبال: مات سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.

صاحب القوت

الإمام الزاهد العارف شيخ الصوفية أبو طالب محمد بن علي بن عطية الحارثي المكي المنشأ العجمي الأصل.
روى عن: أبي بكر الآجري وأبي بكر بن خلاد النصيبي ومحمد ابن عبد الحميد الصنعاني وأحمد بن ضحاك الزاهد وعلي بن أحمد المصيصي ومحمد بن أحمد المفيد.
وعنه: عبد العزيز الأزجي وغير واحد.
قال الخطيب: حدثني العتيقي والأزهري أنه كان مجتهداً في العبادة وقال لي أبو طاهر العلاف: وعظ أبو طالب ببغداد وخلط في كلامه وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق فبدعوه وهجروه.
وقال غيره: كان يجوع كثيراً ولقي سادة ودخل البصرة بعد موت أبي الحسن بن سالم فانتهى إلى مقالته. وقال أبو القاسم بن بشران: دخلت على شيخنا أبي طالب فقال: إذا علمت أنه قد ختم لي بخير فانثر على جنازتي سكراً ولوزاً وقل هذا الحاذق وقال: إذا احتضرت فخذ بيدي فإذا قبضت على يدك فأعلم أنه قد ختم لي بخير فقعدت فلما كان عند موته قبض على يدي قبضاً شديداً فنثرت على جنازته سكراً ولوزاً.
ولأبي طالب رياضات وجوع بحيث إنه ترك الطعام وتقنع بالحشيش حتى اخضر جلده.
رأيت لأبي طالب أربعين حديثاً بخطه قد خرج فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس الأصبهاني إجازة وفيها عن أبي زيد المروزي من صحيح البخاري أولها: "الحمد لله كنه حمده بحمده" وله كتاب "قوت القلوب" مشهور.
توفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين وثلاث مئة.

السكري

الشيخ العالم المعمر مسند العراق أبو الحسن علي بن عمر بن محمد ابن الحسن بن شاذان الحميري البغدادي الحربي السكري ويعرف أيضاً بالصيرفي وبالكيال.
ولد سنة ست وتسعين ومئتين.
وسمع من: أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وعباد بن علي السيريني وعلي بن سراج والهيثم بن خلف ومحمد بن محمد الباغندي وعلي بن إسحاق بن زاطيا والحسن بن الطيب البلخي وأبي خبيب بن البرتي وعلي بن الحسين بن حبان وعيسى بن سليمان والحسن بن محمد بن عنبر وشعيب بن محمد الذارع وأبي حفيص قاضي حلب وأحمد بن سعيد الدمشقي ومحمد بن عبده القاضي ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري وعدة وعمر دهراً وتفرد بأشياء.
حدث عنه: أبو القاسم الأزهري وأبو محمد الخلال والقاضي أبو الطيب الطبري وأحمد بن محمد العتيقي وأبو القاسم التنوخي والقاضي أبو يعلى محمد بن الفراء وأبو الغنائم محمد بن علي بن الدجاجي وأبو الحسين محمد بن علي بن الغريق وعبد الصمد بن المأمون وأبو الحسين بن النقور.
قال التنوخي: سمعته يقول: ولدت سنة ست وتسعين وأول سماعي سنة ثلاث وثلاث مئة من الصوفي.
قال الخطيب: سألت الأزهري عنه فقال: صدوق وكان سماعه في كتب أخيه لكن بعض المحدثين قرأ عليه شيئاً منها لم يكن فيه سماعه وألحق فيه السماع فجاء آخرون فحكوا الإلحاق وأنكروه وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة.
وقال عبد العزيز الأزجي: كان صحيح السماع.
وقال العتيقي: كان ثقة ذهب بصرة في آخر عمره وتوفي في شوال سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
وقال البرقاني: لا يساوي شيئاً.
قلت: وقع لنا من عواليه نسخه يحيى بن معين وقد خرجت منها في أماكن.

المخلدي

الإمام الصدوق المسند أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن شيبان المخلدي النيسابوري العدل شيخ العدالة وبقية أهل البيوتات.
سمع أبا العباس السراج ومؤمل بن الحسن وأبا نعيم بن عدي وزنجويه بن محمد اللباد وموسى بن العباس الجويني وأحمد بن محمد ابن الحسن الذهبي وأبا حامد أحمد بن حمدون الأعمشي ومحمد بن حمدون النيسابوري وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفراييني وعلي ابن أحمد بن محفوظ وابن الشرقي ومكي بن عبدان وجده لأمه محمد بن أحمد بن محمد بن نصر بن زياد والعباس بن عصام ومحمد بن إسماعيل ابن إسحاق المروزي صاحب علي بن حجر والحسن بن محمد بن جابر الوكيل وعدة.
حدث عنه: الحاكم وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري ويعقوب بن أحمد الصيرفي وأبو سعيد بن محمد بن علي الخشاب وأبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري وآخرون.
وقع لنا من عواليه.
قال الحاكم: هو صحيح السماع والكتب متقن في الرواية صاحب الإملاء في دار السنة محدث عصره توفي في رجب سنة تسع وثمانين وثلاث مئة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا المؤيد بن محمد أخبرنا أحمد بن سهل المساجدي وأخبرنا أحمد عن زينب الشعرية والقاسم بن عبد الله قالا: أخبرنا وجيه بن طاهر وأخبرنا أحمد عن زينب أخبرنا محمد بن منصور الحرضي قالوا: أخبرنا يعقوب بن أحمد الصيرفي حدثنا الحسن ابن أحمد المخلدي إملاء أخبرنا أبو العباس السراج حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ويل للأعقاب من النار".
هذا حديث حسن قوي الإسناد أخرجه أبو عيسى في جامعه عن قتيبة.
قال الحاكم: سمعت المخلدي يقول: شهدت سنة إحدى وعشرين فعدلت وسجل الحاكم بشهادتي. وفيها توفي زاهر بن أحمد السرخسي والمقرئ عبد المنعم بن غلبون وأبو القاسم بن حبابة وأبو الهيثم الكشميهني وقاضي مصر محمد بن النعمان بن محمد الباطني.

الضراب

الإمام المحدث أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد المصري مصنف كتاب المروءة.
سمع من أحمد بن مروان الدينوري المالكي وأبي الحسين محمد ابن علي بن أبي الحديد وأحمد بن مسعود المقدسي وعثمان بن محمد الذهبي وعبد الله بن جعفر بن الورد وأحمد بن عبيد الكلاعي الحمصي ودعلج بن أحمد السجزي وعدة.
وارتحل في الحديث وتميز.
حدث عنه: ابنه عبد العزيز وأحمد بن علي بن هاشم المقرئ ورشأ بن نظيف الدمشقي والدارقطني وهو أكبر منه.
مولده في سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة.
ومات في ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة بمصر.
وهو راوي كتاب المجالسة للدينوري.
ولم تبلغنا أخباره كما في النفس والظاهر من حاله أنه ثقة صاحب حديث ومعرفته متوسطة.
قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله أخبرنا أبو البركات الحسن ابن محمد أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا علي بن إبراهيم الحسيني أخبرنا رشأ بن نظيف أخبرنا الحسن بن إسماعيل حدثنا عثمان بن محمد البغدادي حدثنا الحارث بن أسامة حدثني محمد بن يحيى عن سهل بن حماد حدثنا محمد بن الفرات حدثنا سعيد بن لقمان عن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الأكل في السوق دناءة".
روي في ذلك آثار ولا يثبت منها شيء.

الحربي

الشيخ العالم الأديب المعمر أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى ابن زكريا بن حرب ابن أخي الزاهد أحمد بن حرب النيسابوري المزكي الحربي نسبة إلى الجد.
سمع أبا العباس السراج ومكي بن عبدان وأحمد بن حمدون الأعمشي وعبد الله بن الشرقي وعبد الواحد بن محمد بن سعيد وطائفة.
حدث عنه: الحاكم وأبو بكر الأردستاني ومحمد بن أبي عمرو شيخ للخطيب وأبو سعد محمد بن محمد بن علي الحاكم وأبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبو نصر عبد الرحمن بن علي التاجر وآخرون.
وكان أديباً أخبارياً عالماً متفنناً رئيساً محتشماً من أهل الصدق والأمانة على بدعة فيه عمر دهراً واحتيج إليه.
مات في شهر ذي الحجة سنة أربع وتسعين وثلاث مئة وهو في عشر المئة.
وفيها مات مسند الأندلس أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضيفون اللخمي القرطبي سمع ابن الأعرابي وعبد الله بن يونس القبري والشيخ أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي الأصبهاني وأبو جعفر محمد بن محمد جعفر بن حسان الماليني بهراة وأبو علي أحمد بن عمر بن خرشيذ قوله بمصر لقي أبا حامد الحضرمي والمعمر أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت البغدادي بمصر أدرك البغوي.

المعافى

ابن زكريا بن يحيى بن حميد العلامة الفقيه الحافظ القاضي المتفنن عالم عصره أبو الفرج النهرواني الجريري نسبة إلى رأي ابن جرير الطبري ويقال له: ابن طرارا.
سمع أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد وأبا بكر بن أبي داود وأبا سعيد العدوي وأبا حامد الحضرمي والقاضي المحاملي وخلقاً كثيراً.
وتلا على ابن شنبوذ وأبي مزاحم الخاقاني.
قرأ عليه: القاضي أبو تغلب الملحمي وأحمد بن مسرور الخباز ومحمد بن عمر النهاوندي وطائفة.
وحدث عنه: أبو القاسم عبيد الله الأزهري والقاضي أبو الطيب الطبري وأحمد بن علي التوزي وأحمد بن عمر بن روح وأبو علي محمد بن الحسين الجازري وأبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي وخلق سواهم.
قال الخطيب: كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب ولي القضاء بباب الطاق وكان على مذهب ابن جرير وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها.
قال الخطيب: وحدثني القاضي أبو حامد الدلوي قال: كان أبو محمد البافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا.
قال الخطيب: سألت البرقاني عن المعافي فقال: كان أعلم الناس وكان ثقة لم أسمع منه. وحكى أبو حيان التوحيدي قال: رأيت المعافى بن زكريا قد نام مستدبر الشمس في جامع الرصافة في يوم شات وبه من أثر الضر والفقر والبؤس أمر عظيم مع غزارة علمه.
قال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: قرأت بخط المعافى بن زكريا قال: حججت وكنت بمنى فسمعت منادياً ينادي: يا أبا الفرج المعافى قلت: من يريدني وهممت أن أجيبه ثم نادى: يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني فقلت: ها أنا ذا ما تريد؟ فقال: لعلك من نهروان العراق قلت: نعم قال: نحن نريد نهروان الغرب قال: فعجبت من هذا الاتفاق وعلمت أن بالمغرب مكاناً يسمى النهروان.
مات المعافى بالنهروان في ذي الحجة سنة تسعين وثلاث مئة وله خمس وثمانون سنة.
وله تفسير كبير في ست مجلدات جم الفوائد وله كتاب الجليس والأنيس في مجلدين.
وكان من بحور العلم.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا محمد بن أحمد النرسي أخبرنا المعافى حدثنا البغوي حدثنا وهب حدثنا خالد عن الشيباني عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجمعة لساعة لا يسأل الله فيها عبد مؤمن شيئاً إلا استجاب له".
وفيها توفي أبو حفص الكتاني وأمة السلام بنت القاضي أحمد بن كامل ونائب دمشق حبيش بن محمد بن صمصام البربري وعبد الله بن محمد بن عبد المؤمن القرطبي ومحمد بن جعفر بن رهيل وأبو زرعة محمد بن يوسف الكشي وأبو عبد الله بن أخي ميمي الدقاق.

ابن النعمان

قاضي الديار المصرية أبو عبد الله محمد بن القاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد المغربي.
ولي الأحكام بعد أخيه أبي الحسن وكان مجموع الفضائل لكنه على اعتقاد العبيدية.
وله شعر عذب ومن ذلك:

أيا مشبه البدر بدر الـسـمـا

 

لسبع وخمس مضت واثنتـين

ويا كامل الحسن في نعـتـه

 

شغلت فؤادي وأسهرت عيني

فهل لي من مطمع أرتـجـيه

 

وإلا انصرفت بخفي حـنـين

ويشمت بي شامت في هـواك

 

ويفصح لي ظلت صفر اليدين

فإما مننـت وإمـا قـتـلـت

 

فأنت قدير على الحـالـتـين

قال ابن زولاق: لم نشاهد لقاض من القضاة من الرئاسة ما شاهدناه لمحمد بن النعمان ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق وبالغ في نعته وتقريظه ووصفه بالهيبة وإقامة الحق وكان يخلفه أولاد أخيه.
مات في صفر سنة تسع وثمانين وثلاث مئة ثم ولي القضاء ابن أخيه الحسين بن علي.

ابن حبابة

الشيخ المسند العالم الثقة أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن حبابة بالتخفيف البغدادي المتوثي البزاز.
ولد سنة ثلاث مئة.
وسمع من أبي القاسم البغوي كتابه المعروف ب "الجعديات" وسمع أيضاً من أبي بكر بن أبي داود وابن صاعد وطائفة.
حدث عنه: أبو محمد الخلال والأزجي عبد العزيز بن علي وعبيد الله بن أحمد الأزهري وأبو محمد الصريفيني الخطيب وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة مات في ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاث مئة وصلى عليه الإمام أبو حامد الإسفراييني.
أخبرنا علي بن أحمد والمسلم بن محمد إذناً قالا: أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا عبد الله بن أحمد أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي أخبرنا عبيد الله بن محمد البزاز سنة 386 حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا عبد الأعلى بن حماد. حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان النهدي أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "صوم شهر الصبر وصوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر". أخرجه النسائي عن زكريا خياط السنة عن عبد الأعلى النرسي فوقع لنا بدلاً عالياً.

ابن الجراح

الشيخ الجليل العالم المسند أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى ابن داود بن الجراح البغدادي.
والد الوزير العادل أبي الحسن.
ولد سنة اثنتين وثلاث مئة.
وسمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد وأبا حامد الحضرمي وبدر بن الهيثم وأبا بكر بن دريد ومحمد بن نوح الجنديسابوري وأبا بكر بن زياد وأبا جعفر بن البهلول وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي وأبا بكر مجاهد وعدة.
وأملى عدة مجالس. حدث عنه: أبو القاسم الأزهري وأبو محمد الخلال وعلي بن المحسن التنوخي وعبد الواحد بن شيطا وأبو جعفر بن المسلمة وأبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور وآخرون.
قال الخطيب: كان ثبت السماع صحيح الكتاب.
وقال أبو الفتح ابن أبي الفوارس: كان يرمى بشيء من مذهب الفلاسفة توفي في يوم الجمعة أول ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة.
وقال غيره: مات في ربيع الآخر وقيل: مات في المحرم.
وله نظم حسن.
قال الخطيب: أنشدني أبو يعلى بن الفراء أنشدنا عيسى بن علي لنفسه:

رب ميت قد صار بالعلم حياً

 

ومبقى قد حاز جهلاً وغـياً

فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً

 

لا تعدو الحياة في الجهل شيا

وقال محمد بن إسحاق النديم: كان عيسى أوحد زمانه في علم المنطق والعلوم القديمة له مؤلف في اللغة الفارسية.
قلت: لقد شانته هذه العلوم وما زانته ولعله رحم بالحديث إن شاء الله.
أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام الكاتب أخبرنا هبة الله بن الحسين أخبرنا أحمد بن محمد البزاز حدثنا عيسى بن علي إملاء قال: قرئ على بدر بن الهيثم وأنا أسمع حدثكم أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد حدثني أسامة بن زيد حدثني محمد بن كعب عن عبد الله بن جعفر عن علي قال: "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب: لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين".
رواه غيره بزيادة عبد الله بن شداد بين علي وعبد الله بن جعفر وذلك في سنن النسائي فرواه عن خياط السنة عن إسماعيل بن عبيد عن محمد بن سلمة عن خالد بن يزيد عن عبد الوهاب بن بخت عن محمد ابن عجلان عن محمد بن كعب.

ابن واضح

الشيخ العالم المعمر الصدوق أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد ابن إبراهيم بن أيوب بن عمرو بن مسلم بن واضح الثقفي الأصبهاني الخشاب المؤذن.
حدث عن الحسن بن محمد الداركي والحسن بن محمد بن دكة وعمر بن عبد الله بن الحسن والفضل بن الخصيب وجماعة.
حدث عنه: أبو بكر بن أبي علي وأبو نعيم وأحمد بن الفضل الباطرقاني وأبو سهل حمد بن أحمد الصيرفي وآخرون.
توفي سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة وقد قارب تسعين سنة.

ابن رزيق

الشيخ المحدث الثقة أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق أوله راء شيخ بغدادي سكن مصر.
سمع محمد بن يوسف الهروي ومحمد بن بكار السكسكي والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد وأبا علي محمد بن سعيد الرقي ومحمد بن جعفر بن ملاس وعبد الرحمن بن عبد الله بن المقرئ المكي وانتقى عليه خلف الحافظ.
حدث عنه: سبطه أبو الحسين محمد بن مكي ورشأ بن نظيف وعبد العزيز الأزجي ويوسف بن رباح.
وثقه الصوري.
مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة.

الحلبي

الإمام العلامة القاضي الفقيه القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق ابن محمد بن يزيد الحلبي الشافعي نزيل مصر.
سمع من: جده إسحاق وعلي بن عبد الحميد الغضائري وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي الإمام ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي ومحمد بن نوح الجنديسابوري ومحمد بن الربيع بن سليمان الجيزي وأبي بكر بن زياد النيسابوري وعدة.
حدث عنه: عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد ورشأ بن نظيف والحسين بن عتيق التنيسي وعبد الملك بن عمر البغدادي الرزاز ومحمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي وأبو الحسين محمد بن مكي المصري وآخرون.
قال أبو عمرو الداني: روى عن ابن مجاهد كتاب السبعة هو وشيخنا أبو مسلم آخر من بقي من أصحاب ابن مجاهد.
وعمر أبو الحسن عمراً طويلاً حتى نيف على عشر ومئة فيما بلغني.
وقيل أن مولده كان في سنة خمس وتسعين ومئتين وتوفي في سنة ست وتسعين فعمره مئة سنة وسنة.
أنبأنا أحمد بن عبد القادر أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي أخبرنا طاهر بن سهل أخبرنا محمد بن مكي الأزدي أخبرنا علي بن محمد حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله حدثنا محمد بن قدامة حدثنا جرير عن رقية عن جعفر بن إياس عن حبيب يعني ابن سالم عن النعمان بن بشير قال: "أنا أعلم الناس بميقات هذه الصلاة صلاة العشاء الآخرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها لسقوط القمر لثالثه".

ابن زنبور

الشيخ المسند أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور البغدادي الوراق بقية الأشياخ.
حدث عن: أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود ويحيى بن صاعد وعمر الدربي وغيرهم.
حدث عنه: أبو القاسم الأزهري وأبو محمد الخلال وجماعة خاتمتهم أبو نصر الزينبي.
قال الأزهري: هو ضعيف في روايته عن البغوي وسماعه من الدربي صحيح.
وقال العتيقي: فيه تساهل توفي في صفر سنة ست وتسعين وثلاث مئة.
قال الخطيب: كان ضعيفاً جداً.
قلت: سمعنا من طريقه كتاب البعث لابن أبي داود والثاني من رواية زغبة عن الليث والثالث من مسند ابن مسعود لابن صاعد وهذه الأجزاء من أعلى ما عندي مع ضعفه.

الأبهري

الأديب المعمر الصدوق أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري أبهر أصبهان راوي جزء لوين عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم الحزوري سمعه منه في سنة خمس وثلاث مئة.
وكان من فضلاء الأدباء.
حدث عنه: شجاع بن علي المصقلي وأخوه أحمد وأبو القاسم ابن مندة وأبو عيسى بن زياد ومحمد بن عمر الطهراني والمطهر بن عبد الواحد اليزاني وخلق آخرهم موتاً أبو بكر بن ماجة الأبهري.
توفي سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة.