عبد
الرحمن بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله، المرواني.
قام معه كبراء قرطبة، وملكوه بعد ذهاب القاسم الإدريسي، فبايعوه في
رمضان سنة أربع عشرة وأربع مئة وله ثنتان وعشرون سنة.
وكان عجباً في الذكاء والبلاغة. يكنى أبا المطرف. وزر له ابن حزم
الظاهري.
ولم تطل أيامه، بل قتل بعد أيام في ذي القعدة من عامه، توثب عليه ابن
عمه المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن، وتملك ستة أشهر، ونزع.
الإمام المحدث الرحال، أبو بكر، خلف بن عمرو بن خلف بن محمد ابن
إبراهيم، الهمذاني الحناط. كان من نبذاء المشايخ.
حدث عن: أبي العباس الأصم، وعبد الرحمن الجلاب، وأبي جعفر أحمد بن
عبيد، وجعفر الخلدي، وأبي بكر الشافعي، وعدة.
روى عنه: أبو محمد جعفر بن محمد الأبهري، وعلي بن أحمد بن سهل العطار،
والحسين بن محمد البزاز، والخليل بن عبد الله الخليلي، وآخرون.
ذكره شيرويه، فقال: كان صدوقاً حافظاً، يحسن هذا الشأن.
قلت: بقي إلى سنة بضع وأربع مئة، لم يقع لي شيء من عواليه.
ابن
عبد الله بن محمد بن الحسين بن الخصيب، الشيخ العالم الثقة، القاضي أبو
الحسن المصري.
روى عن: أبيه، وعثمان بن محمد السمرقندي، وإسماعيل بن الجراب، وعبد
الكريم بن النسائي، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان، ومحمد بن
العباس بن كوذك، ومحمد بن أبي كريمة الصيداوي، وجماعة.
حدث عنه: أبو نصر عبيد الله السجزي، وأبو علي الأهوازي، ومحمد بن علي
الصوري، وعبد الرحيم بن أحمد البخاري، وهبة الله بن إبراهيم الصواف،
وأبو إسحاق الحبال، وأبو الحسن الخلعي.
توفي في ربيع الأول سنة ست عشرة وأربع مئة وهو في عشر الثمانين.
محله الصدق.
الشيخ
الثقة المأمون، أبو سعيد، محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، الصيرفي،
ابن أبي عمرو، النيسابوري.
كان والده أبو عمرو مثرياً، وكان ينفق على الأصم، فكان لا يحدث حتى
يحضر محمد هذا، وإن غاب عن سماع جزء، أعاده له، فأكثر عنه جداً.
وسمع أيضاً من: أبي عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، ويحيى بن منصور
القاضي، وأبي حامد أحمد بن محمد بن شعيب، وطائفة.
حدث عنه: أبو بكر البيهقي، والخطيب، وأبو صالح المؤذن، وأبو إسماعيل
عبد الله بن محمد الهروي، وطاهر بن محمد الشحامي، وأبو القاسم بن مندة،
والقاسم بن الفضل الثقفي، ومكي بن علان الكرجي، وأحمد بن سهل السراج،
وخلق كثير آخرهم موتاً عبد الغفار بن محمد بن شيرويه التاجر الباقي إلى
سنة عشر وخمس مئة.
مات في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وأربع مئة عن نيف وتسعين سنة.
وفيها مات أبو بكر الحيري، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن
سليمان السليطي النيسابوري النحوي المعدل، سمع الأصم وكان ثقةً، وفاتح
الهند السلطان محمود بن سبكتكين، وراوي الترمذي إسماعيل بن ينال
المروزي، سمع الجامع من مولاه المحبوبي وعمر. وأبو عبد الله الحسين بن
إبراهيم الأصبهاني الجمال، والأديب العلامة أبو عمر أحمد بن محمد بن
العاص بن دراج القسطلي الأندلسي شاعر عصره، وأبو علي الحسين بن عبد
الله بن يعقوب البجاني راوي الواضحة عن سعيد بن فحلون عن خمس وتسعين
سنة.
الشيخ
الإمام المعمر المرىء، مسند الأندلس، أبو القاسم، عبد العزيز بن جعفر
بن محمد بن إسحاق بن محمد بن خواستى، الفارسي ثم البغدادي النحوي.
ولد في رجب سنة عشرين وثلاث مئة، وكان يذكر وفاة ابن مجاهد.
وسمع من: إسماعيل بن محمد الصفار، وأبي بكر النجاد، وأبي بكر ابن داسة
البصري، وأبي عمر الزاهد، وأبي بكر بن زياد النقاش المقرىء، وهو من
تلامذته في القراءات. وتلا أيضاً على عبد الواحد بن أبي هاشم.
ودخل الأندلس، ففرحوا بعلو أسانيده، وأخذوا عنه.
تلا عليه أبو عمرو بثلاث روايات، وأسندها عنه في تيسيره.
وروى عنه: هو وأبو الوليد بن الفرضي، وقال: لقيته بمدينة التراب.
وقال الداني: دخل إلى الأندلس تاجراً سنة خمسين، فسكنها.
قال: وكان خيراً فاضلاً، صدوقاً ضابطاً، وكان يعرف بابن أبي غسان، قال
لي: أذكر اليوم الذي مات فيه ابن مجاهد، وقرأت القرآن في حدود سنة
أربعين على النقاش ولازمته مدةً، وكان أسخى الناس، وسمعت سنن أبي داود
من ابن داسة سنة ثمان وثلاثين، واختلفت إلى أبي سعيد السيرافي، فقرأت
عليه عدة كتب. قال الداني: توفي في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربع
مئة.
قلت: لم أره في مشايخ ابن عبد البر ولا ابن حزم.
وفيها مات صدقة بن محمد بن الدلم، وأبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد
بن حبيب النيسابوري، وعلي بن هلال ابن البواب المجود، وشيخ الشيعة
المفيد محمد بن محمد بن النعمان، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي.
الإمام العلامة الأوحد، الأستاذ، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم بن مهران، الإسفراييني الأصولي الشافعي، الملقب ركن الدين. أحد
المجتهدين في عصره، وصاحب المصنفات الباهرة.
ارتحل في الحديث، وسمع من: دعلج السجزي، وعبد الخالق بن أبي روبا، وأبي
بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ومحمد بن يزداد بن مسعود، وأبي بكر
الإسماعيلي، وعدة، وأملى مجالس وقع لي منها.
حدث عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وأبو الطيب الطبري،
وتخرج به في المناظرة، وأبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء، وطائفة.
ومن تصانيفه كتاب جامع الخلي في أصول الدين والرد على الملحدين، في خمس
مجلدات.
وبنيت له بنيسابور مدرسة مشهورة. توفي بنيسابور يوم عاشوراء من سنة
ثماني عشرة وأربع مئة.
قال الشيخ أبو إسحاق في الطبقات: درس عليه شيخنا أبو الطيب، وعنه أخذ
الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور.
وقال غيره: نقل تابوته إلى إسفرايين، ودفن هناك بمشهده.
قال عبد الغافر في تاريخه: كان أبو إسحاق طراز ناحية المشرق، فضلاً عن
نيسابور، ومن المجتهدين في العبادة، المبالغين في الورع، انتخب عليه
الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في تاريخه لجلالته، وانتقى له الحافظ أحمد بن
علي الرازي ألف حديث، وعقد مجلس الإملاء، وكان ثقةً ثبتاً في الحديث.
وقال الحافظ ابن عساكر: حكى لي من أثق به: أن الصاحب إسماعيل ابن عباد
كان إذا انتهى إلى ذكر هؤلاء، يقول: ابن الباقلاني بحر مغرق، وابن فورك
صل مطرق، والإسفراييني نار تحرق. قال الحاكم في تاريخه: أبو إسحاق
الأصولي الفقيه المتكلم، المتقدم في هذه العلوم، انصرف من العراق وقد
أقر له العلماء بالتقدم. إلى أن قال: وبني له بنيسابور المدرسة التي لم
يبن بنيسابور مثلها قبلها، فدرس فيها.
ومن كلام هذا الأستاذ قال: القول بأن كل مجتهد مصيب أوله سفسطة وآخره
زندقة. فقال أبو القاسم الفقيه: كان شيخنا الأستاذ إذا تكلم في هذه
المسألة، قيل: القلم عنه مرفوع حينئذ يعني أبا إسحاق لأنه كان يشتم
ويصول، ويفعل أشياء.
وحكى أبو القاسم القشيري عنه أنه كان ينكر كرامات الأولياء ولا يجوزها،
وهذه زلة كبيرة.
ومات معه في سنة ثماني عشرة أبو علي أحمد بن إبراهيم بن يزداد
الأصبهاني غلام محسن، والوزير العلامة أبو القاسم الحسين بن علي بن
المغربي بميافارقين. وقد قتل الحاكم أباه وعمه وإخوته. وأبو القاسم عبد
الرحمن بن محمد النيسابوري السراج صاحب الأصم، والمحدث أبو الحسين عبد
الوهاب بن جعفر الميداني الناسخ، والفقيه محمد بن زهير النسائي الشافعي
الخطيب، سمع الأصم. وأبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد الروز بهان
البغدادي الراوي عن الستوري، وشيخ الصوفية معمر بن أحمد بن محمد بن
زياد الأصبهاني، ومكي بن محمد بن الغمر الدمشقي مستملي الميانجي،
والحافظ هبة الله بن الحسن اللالكائي.
الإمام العالم المحدث، مسند خراسان، قاضي القضاة، أبو بكر، أحمد بن أبي
علي الحسن بن الحافظ أبي عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم بن
يزيد، الحرشي الحيري النيسابوري الشافعي، وجده هو سبط أحمد بن عمرو
الحرشي.
ولد في حدود سنة خمس وعشرين وثلاث مئة. ورخه أبو بكر محمد بن منصور
السمعاني، وقال: هو ثقة في الحديث.
قلت: حدث عن: أبي علي محمد بن أحمد بن معقل الميداني، وحاجب بن أحمد
الطوسي، وأبي العباس الأصم، وابنه أبي علي، وأبي سهل بن زياد القطان،
وأبي بكر بن أبي دارم الكوفي، وأبي محمد الفاكهي المكي، وبكير بن أحمد
الحداد، وأبي أحمد بن عدي، وخلق.
وتفقه على أبي الوليد حسان بن محمد، ودرس الكلام والأصول على أصحاب أبي
الحسن الأشعري، وانتقى عليه أبو عبد الله الحاكم، وقد أملى من سنة
اثنتين وثمانين وثلاث مئة.
وكان بصيراً بالمذهب، فقيه النفس، يفهم الكلام، وقلد قضاء نيسابور مدة.
حدث عنه: الحاكم، وهو أكبر منه، وأبو محمد الجويني، وأبو بكر البيهقي،
وأبو القاسم القشيري، وأبو بكر الخطيب، وأبو صالح المؤذن، والحسن بن
محمد الصفار، ومحمد بن إسماعيل المقرىء، ومحمد بن مأمون المتولي، ومحمد
بن عبد الملك المظفري، وأحمد بن عبد الرحمن الكسائي، ومحمد بن يحيى
المزكي، وقاضي القضاة أبو بكر محمد بن عبد الله الناصحي، وشيخ الحنفية
محمد بن إسماعيل بن حسنويه، ومحمد بن علي العميري الزاهد، وأبو بكر بن
خلف، وأبو عبد الله الثقفي الرئيس، ومكي بن منصور السلار، وأسعد بن
مسعود العتبي، ومحمد بن أحمد الكامخي، ونصر الله بن أحمد الخشنامي،
وعلي بن أحمد الأخرم، وعبد الغفار بن محمد الشيروبي خاتمة أصحابه، وخلق
سواهم.
قال عبد الغافر الفارسي في تاريخه: أصابه وقر في آخر عمره، وكان يقرأ
عليه مع ذلك، ويحتاط، إلى أن اشتد ذلك قريباً من سنتين أو ثلاث، فما
كان يحسن أن يسمع، وكان من أصح أقرانه سماعاً، وأوفرهم إتقاناً، وأتمهم
ديانةً واعتقاداً. صنف في الأصول والحديث.
قلت: وقد قرأ بالروايات على أحمد بن العباس الإمام تلميذ الأشناني،
وسمعنا مسند الشافعي من طريقه.
أثنى عليه الحاكم، وفخم أمره، وقال: كان جدهم الأكبر سعيد بن عبد
الرحمن الحرشي خليفة الأمير عبد الله بن عامر بن كريز على نيسابور. تلا
أبو بكر بأحرف على أبي بكر الإمام، وعقد له مجلس النظر في حياة الأستاذ
أبي الوليد.
ثم قال الحاكم في ترجمة أبي علي المعقلي: حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن
وأخبرنا بعلو محمد بن محمد وجماعة قالوا: أخبرنا عبد الرحمن بن مكي،
أخبرنا السلفي، أخبرنا مكي بن علان، حدثنا أبو بكر الحيري، حدثنا أبو
علي الميداني، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن
الزهري، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقاطعوا.. وذكر
الحديث.
مات الحيري في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وأربع مئة وله ست وتسعون سنة.
رحمه الله.
الشيخ
أبو الحسين، أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الله، الستيتي الدمشقي
الأديب، ويعرف بابن الطحان.
حدث عن: خيثمة الطرابلسي، وأبي الطيب المتنبي، وأبي القاسم الزجاجي
النحوي.
روى عنه: أبو سعد السمان، ومحمد بن إبراهيم بن حذلم، وعبد العزيز
الكتاني، وعلي بن أبي العلاء المصيصي وآخرون.
وكان يقول: كنت أنام في مجلس خيثمة بن سليمان، فينبهني أبي، فأنظر إلى
خيثمة عظيم الهامة، كبير الأذنين والأنف.
قال الكتاني: ولد في شوال سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة ومات في سنة سبع
عشرة وأربع مئة، وكان يتهم بتشيع، فحلف لنا أنه بريء من ذلك. وأنه من
موالي يزيد من ولد ستيتة مولاة يزيد. وأنه قد زار قبر يزيد. قال: وكانت
له أصول حسنة.
قاضي
القضاة، أبو الحسن، أحمد بن محمد بن عبد الله بن عباس ابن المحدث محمد
بن أبي الشوارب، الأموي.
ولي بعد أبي محمد بن الأكفاني.
قال الخطيب: كان عفيفاً نزهاً رئيساً، سمع من: ابن قانع، وأبي عمر
الزاهد. ولم يرو. وحدثني أبو العلاء الواسطي أنه أنشده بيتين، قال:
أنشدنا أبو عمر. يقال: عرض المتوكل القضاء على جدهم محمد، فامتنع،
فيرون أن بركة امتناعه دخلت على ولده، فولي منهم القضاء أربعة وعشرون،
فثمانية منهم تقلدوا قضاء القضاة، آخرهم هذا، وما رأينا مثله جلالةً
وشرفاً، ولي أولاً قضاء البصرة، ثم ولي بغداد في سنة خمس وأربع مئة،
ومات في شوال سنة سبع عشرة وأربع مئة وله ثمان وثمانون سنة.
أبو
حفص عمر بن أحمد بن عثمان، العكبري البزاز، أحد المسندين.
سمع أبا جعفر محمد بن يحيى الطائي، وأبا بكر النقاش، وعلي بن صدقة.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، ونصر بن البطر وجماعة.
أرخ الخطيب وفاته في سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
قلت: إنما سمع من الطائي وله عشرون سنة، ولو سمع في صباه، لجاء
بالمحاملي وذويه.
الشيخ
الجليل، أبو بكر، محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسحاق،
الأصبهاني الرباطي.
سمع أبا أحمد العسال، وإبراهيم بن محمد الرقاعي، الراوي عن محمد بن
سليمان الباغندي، وعبد الله بن الحسن بن بندار، وأبا بكر الجعابي
والطبراني.
وزار بيت المقدس، وأملى به مجالس.
روى عنه: عمر بن الحسن بن سليم المعلم، وأحمد بن محمد بن أحمد بن
مردويه وجماعة.
توفي في شعبان سنة عشرين وأربع مئة.
الأمير الكبير، عز الملك، ويلقب بالمختار، محمد بن عبيد الله ابن أحمد
المسبحي الجندي.
نال دنيا ورتبةً من الحاكم. وكان رافضياً منجماً، رديء الاعتقاد.
له كتاب التنجيم والإصابات في عشر مجلدات، وكتاب الديانات في اثني عشر
مجلداً، وكتاب الشعر ثلاث مجلدات، وكتاب أصناف الجماع ثلاث مجلدات،
وكتاب التاريخ، وأشياء.
مات في ربيع الآخر، سنة عشرين وأربع مئة، وله أربع وخمسون سنة.
وله يد طولى في الشعر والأدب والأخبار.
وكان أبوه من الأعيان، مات سنة أربع مئة عن سن عالية.
الشيخ
أبو عبد الله، الحسين بن أحمد بن علي بن تبان، التباني الواسطي البيع.
له مجلس مشهور.
روى عن: أبي محمد بن السقا، وعلي بن أحمد الغزال، ومحمد ابن جعفر
الشمشاطي.
وعنه: إبراهيم بن محمد بن خلف الجمازي، وأبو نعيم أحمد بن علي البزاز،
وأحمد بن عثمان بن نفيس، وهبة الله الصفار.
وثقه خميس الحوزي.
بقي إلى سنة سبع عشرة وأربع مئة.
ومن قاله: البناني بموحدة ثم نونين، فقد وهم.
الإمام المحدث المقرىء، أبو أسامة، محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم
الهروي، شيخ الحرم.
تلا على السامري، وأبي الطيب بن غلبون.
وحدث عن: أبي الطاهر الذهلي، ومحمد بن علي النقاش محدث تنيس، وأبي علي
بن أبي الرمرام، والفضل بن جعفر المؤذن، ومحمد بن وصيف الغزي، وأحمد بن
عبد الله بن عبد المؤمن المكي.
روى عنه: ابنه عبد السلام، وأبو علي الأهوازي، وأبو بكر البيهقي، وأبو
الغنائم بن الفراء، ومحمد بن علي المطرز.
وحدث بمكة وبدمشق، وسمع منه طلحة بن عبيد الله الجيرفتي.
قال أبو عمرو الداني: رأيته يقرىء بمكة، وربما أملى الحديث من حفظه،
فقلب الأسانيد، وغير المتون.
عاش ثمانياً وثمانين سنة، وتوفي بمكة سنة سبع عشرة وأربع مئة.
الأديب، إمام البلغاء، والشعراء، أبو عمر، أحمد بن محمد بن العاص بن
أحمد بن سليمان بن عيسى بن دراج، القسطلي الأندلسي.
قال ابن حزم: لو قلت: إنه لم يكن بالأندلس أشعر منه، لم أبعد، وقال: لا
يتأخر عن شأو حبيب والمتنبي.
وكان من كتاب الإنشاء في دولة المنصور بن أبي عامر.
له ديوان مشهور. عاش أربعاً وسبعين سنة.
توفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وأربع مئة. وقسطلة بليدة.
الشيخ
الإمام المعدل الرئيس، مسند الشام، أبو محمد، عبد الرحمن بن أبي نصر
عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب، التميمي الدمشقي، الملقب بالشيخ
العفيف.
ولد سنة سبع وعشرين وثلاث مئة.
وتلا لأبي عمرو على أحمد بن عثمان، غلام السباك.
وحدث عن: أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أبي ثابت البغدادي،
صاحب الحسن بن عرفة، وعن أبي علي بن حبيب الحصائري، وخيثمة بن سليمان،
وأبي الحسن بن حذلم، وجعفر بن عدبس، وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي،
ثم امتنع من التحديث عنه لضعفه، وأحمد بن محمد بن عمارة الليثي، وأبي
علي ابن هارون، وعدة. وتفرد بالرواية عن كثير من هؤلاء.
حدث عنه: أبو علي الأهوازي، ورشأ بن نظيف، وأبو القاسم الحنائي، وعبد
العزيز الكتاني، وأبو نصر بن طلاب، وأبو سعد السمان، وعلي بن محمد بن
أبي العلاء المصيصي، وأبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي، وخلق كثير
آخرهم موتاً عبد الكريم بن المؤمل الكفرطابي.
قال أبو الوليد الدربندي: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بدمشق، وكان
خيراً من ألف مثله إسناداً وإتقاناً وزهداً مع تقدمه.
قال رشأ بن نظيف: قد شاهدت سادات، فما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر،
كان قرة عين.
قال عبد العزيز الكتاني: توفي شيخنا ابن أبي نصر في جمادى الآخرة سنة
عشرين وأربع مئة، فلم أر جنازةً كانت أعظم من جنازته، كان بين يديه
جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويكبرون، ويظهرون السنة، وحضرها جميع أهل
البلد، حتى اليهود والنصارى، ولم ألف شيخاً مثله زهداً، وورعاً وعبادةً
ورئاسة.
قال: وكان ثقةً مأموناً عدلاً رضىً. وكان يلقب بالعفيف. وكانت أصوله
حساناً بخط ابن فطيس والحلبي، وقد جمع له أبو العباس ابن السمسار طرق
حديث: نعم الإدام الخل.
قلت: آخر من روى حديثه عالياً كريمة القرشية. وقع لنا جملة من طريقه،
منها أكثر مغازي ابن عائذ.
مسند
سمرقند، الشيخ أبو الفضل، منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت، السمرقندي
الكاغدي، وإليه ينسب الورق العالي المنصوري.
كان آخر من حدث عن الهيثم بن كليب الشاشي، وأبي جعفر محمد بن محمد بن
عبد الله الجمال، وعاش نحواً من مئة عام.
حدث عنه: أبو الحسن بن خذام، وأبو إسحاق الأصبهاني، وأبو بكر الحسن بن
الحسين البخاري، والفقيه أبو بكر الشاشي، وآخرون من أهل ما وراء النهر.
توفي بسمرقند في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة.
وفيها مات أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، وأبو منصور محمد
بن أحمد القومساني، وأبو الفرج محمد بن عبد الله ابن شهريار، والحسن بن
محمد بن عبد الله بن حسنويه المعلم، وإسماعيل بن رجاء بعسقلان.
الشيخ
المسند، أبو الحسن، علي بن أحمد بن محمد بن داود، البغدادي الرزاز.
ولد سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة.
وسمع عثمان بن أحمد بن السماك، وأبا بكر النجاد، وعبد الصمد بن علي
الطستي، وأبا سهل بن زياد، وأبا عمر غلام ثعلب، وميمون بن إسحاق،
وجعفراً الخلدي، وعلي بن محمد بن الزبير القرشي، ودعلجاً السجزي.
وتلا لحمزة على أبي بكر بن مقسم، عن إدريس الحداد.
تلا عليه عبد السيد بن عتاب وغيره.
وروى عنه: أبو بكر البيهقي، وأبو بكر الخطيب، وأبو بكر أحمد بن علي
الطريثيثي، وجماعة من البغاددة والخراسانية وغيرهم.
وروى الكثير، وكف بصره بأخرة، وكان له حانوت في الرزازين.
قال الخطيب: كان كثير السماع والشيوخ، وإلى الصدق ما هو، شاهدت جزءاً
من أصوله من أمالي ابن السماك، في بعضها سماعه بالخط القديم ثم رأيته
قد غير بعد وقت وفيه إلحاق بخط جديد. مات في شهر ربيع الآخر، سنة تسع
عشرة وأربع مئة. وفيها توفي أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور العالي
بهراة، والحسن بن محمد بن جبارة بكسر الجيم الجوهري بدمشق، وعبد الواحد
بن أحمد بن مشماس الدمشقي، وأبو بكر محمد بن أبي علي أحمد بن عبد
الرحمن الذكواني، وأبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز،
وأبو بكر محمد بن علي ابن محمد بن حيد، وأحمد بن إبراهيم بن أحمد
الثقفي.
الشيخ
المعمر الصدوق، مسند وقته، أبو الحسن، محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم
بن مخلد، البغدادي البزاز.
ولد سنة تسع وعشرين وثلاث مئة.
وسمع من إسماعيل بن محمد الصفار، وأبي جعفر بن البختري، وعمر بن الحسن
الأشناني، وعثمان بن السماك، وأبي بكر النجاد، وجعفر الخلدي، وغيرهم.
وهو خاتمة أصحاب ابن البختري والصفار.
حدث عنه: الخطيب، وعلي بن طاهر الموصلي، وأبو القاسم ابن أبي العلاء
المصيصي، وعبد العزيز الكتاني، والحسين بن علي بن البسري، وعلي بن
الحسين الربعي، وعبد السميع بن علي الهاشمي، وأبو تمام هبة الله بن
محمد، وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي ومحمد بن عبد الكريم بن خشيش،
وأبو القاسم بن بيان الرزاز، وعدد كثير.
قال الخطيب: كان صدوقاً، أثنى عليه أبو القاسم اللالكائي، وكان جميل
الطريقة، له أنسة بالعلم، ومعرفة بشيء من الفقه على مذهب أهل العراق.
مات في ربيع الأول. كتبنا عنه. وبلغني أنه لم يكن له كفن.
قلت: مات في سنة تسع عشرة وأربع مئة.
الإمام العلامة الحافظ، شيخ الإسلام، عالم الأندلس، أبو عبد الله، محمد
بن عمر بن يوسف بن الفخار، القرطبي المالكي.
ولد سنة نيف وأربعين وثلاث مئة.
حدث عن: أبي عيسى الليثي، وأبي محمد الباجي، وأبي جعفر بن عون الله،
وطبقتهم، وحج، وسمع بمصر من طائفة. وجاور بالمدينة.
وقد تفقه بأبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي.
وكان رأساً في الفقه، مقدماً في الزهد، موصوفاً بالحفظ، مفرط الذكاء،
عارفاً بالإجماع والاختلاف، عديم النظير، يحفظ المدونة سرداً، والنوادر
لأبي محمد بن أبي زيد.
أريد على الرسلية إلى أمراء البربر، فأبى، وقال: بي جفاء، وأخاف أن
أوذى. فقال الوزير: ورجل صالح يخاف الموت ! فقال: إن أخفه، فقد خافه
أنبياء الله، هذا موسى قد حكى الله عنه: "فَرَرَرْتُ مِنْكُم لَمّا
خِفْتُكُم" الشعراء.
قال ابن حيان: توفي الفقيه الحافظ المشاور، المستبحر الرواية، البعيد
الأثر، الطويل الهجرة في طلب العلم، الناسك المتقشف، أبو عبد الله بن
الفخار بمدينة بلنسية في عاشر ربيع الأول سنة تسع عشرة وأربع مئة. فكان
الحفل في جنازته عظيماً. وعاين الناس فيها أيةً من طيور شبه الخطاف وما
هي بها تخللت الجمع رافةً فوق النعش، جانحةً إليه، مشفةً إليه، لم
تفارق نعشه إلى أن ووري، فتفرقت، وتحدث الناس بذلك وقتاً. مكث مدة
ببلنسية مطاعاً، عظيم القدر عند السلطان والعامة، وكان ذا منزلة عظيمة
في الفقه والنسك، صاحب أنباء بديعة.
قال جماهر بن عبد الرحمن: صلى على ابن الفخار الشيخ خليل التاجر،
ورفرفت عليه الطير إلى أن تمت مواراته.
وكذا ذكر الحسن بن محمد القبشي من خبر الطيور، وزاد: كان عمره نحو
الثمانين، وكان يقال: إنه مجاب الدعوة. واختبرت دعوته في أشياء.
وقال أبو عمرو الداني: مات في سابع ربيع الأول سنة 419 عن ست وسبعين
سنة، وهو آخر الفقهاء الحفاظ، الراسخين العالمين بالكتاب والسنة
بالأندلس. رحمه الله.
وقال القاضي عياض: كان أحفظ الناس، وأحضرهم علماً، وأسرعهم جواباً،
وأوقفهم على اختلاف الفقهاء وترجيح المذاهب، حافظاً للأثر، مائلاً إلى
الحجة وانظر. فر عن قرطبة إذ نذرت البربر دمه عند غلبتهم على قرطبة.
قلت: سميه الحافظ أبو عبد الله بن الفخار المالقي. مات سنة تسعين وخمس
مئة.
الملك، أسد الدولة الكلابي، من وجوه العرب.
تملك حلب، وانتزعها من مرتضى الدولة نائب الظاهر العبيدي سنة سبع عشرة
وأربع مئة، فأقبل لمحاربته المصريون، عليهم الدزبري، فكان المصاف
بالأقحوانة في جمادى الأولى سنة عشرين، فقتل صالح. وكان بيده بعلبك
أيضاً.
ونجا ولده أبو كامل نصر، فتملك حلب، ولقب سيد الدولة. وبقي إلى سنة تسع
وعشرين، فاقتتل هو وعسكر مصر عند حماة، فقتل نصر، وأخذ الدزبري حلب
والشام كله، إلى أن مات بحلب في سنة 434، فأقبل من الرحبة ثمال بن
صالح، وهو معز الدولة، فتملك حلب إلى سنة أربعين، فقاتله المصريون،
فهزمهم، ثم التقوه، فهزمهم، وتمكن، ثم صالح صاحب مصر، وراح إلى مصر،
فتوثب ابن أخيه محمود، وحارب وتملك، وجرت له أحوال، حتى مات سنة ثمان
وستين وأربع مئة. وقام بعده ابنه نصر ابن محمود بن نصر بن صالح بن
مرداس أياماً، وقتل، فتملك أخوه سابق، فدام إلى سنة اثنتين وسبعين
وأربع مئة. فانتزع منه صاحب الموصل حلب. وهو مسلم بن قريش.
الشيخ
المعمر، أبو إبراهيم المحبوبي.
سمع من مولاه محمد بن أحمد بن محبوب المروزي جامع أبي عيسى. وسمع من
أبي بكر الداربردي وهو خاتمة من سمع من ابن محبوب.
قال أبو بكر السمعاني: كان ثقةً عالماً، أدركت بحمد الله نفراً من
أصحابه.
قلت: ولأبي الفتح أحمد بن محمد الحداد منه إجازة مشهورة بمروياته.
قال السمعاني أبو بكر: مولده سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة. وتوفي سنة
إحدى وعشرين وأربع مئة. زاد غيره: مات في صفر منها.
الشيخ
المعمر، أبو عبد الله، الحسين بن إبراهيم بن محمد، الأصبهاني الجمال.
له جزء مشهور سمعناه.
يروي عن أبي محمد بن فارس، ومحمد بن أحمد الثقفي.
وعنه: أبو عبد الله الثقفي، ومحمد بن علي الخباز، وعلي بن الفضل بن عبد
الرزاق اليزدي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه وآخرون.
مات في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وأربع مئة، وهو في عشر التسعين.
الشيخ
الفقيه المعمر، أبو علي، الحسين بن عبد الله بن الحسين بن يعقوب،
الأندلسي البجاني المالكي. وبجانة: بليدة بالأندلس، مستفاد مع بجاية
المدينة الناصرية، التي أنشأها الأمير الناصر بن علناس بغربي إفريقية،
وهي بلد كبيرة عامرة.
سمع أبو علي من أبي عثمان سعيد بن فحلون خاتمة أصحاب يوسف المغامي.
وتوفي ابن فحلون شيخه في سنة ست وأربعين وثلاث مئة، وكان هو آخر من رأى
ابن فحلون.
روى عنه: محمد بن عبد الله الخولاني، وقال: كان قديم الطلب، كثير
السماع، من أهل العلم، عمر طويلاً، واحتيج إليه، وقارب المئة.
مولده في سنة ست وعشرين وثلاث مئة.
وحدث عنه أيضاً أبو عبد الله محمد بن عتاب، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو
بكر المصحفي، وأبو العباس أحمد بن عمر العذري، وآخرون. وانتهى إليه علو
الإسناد بالأندلس.
مات سنة إحدى وعشرين وأربع مئة عن ست وتسعين سنة.
وفيها مات الكبار: القاضي أبو بكر الحيري، وأبو سعيد بن موسى الصيرفي،
وسلطان الوقت محمود بن سبكتكين، وأبو إبراهيم إسماعيل بن ينال
المحبوبي، وأبو بكر عبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، وأحمد بن محمود بن
الحسين السليطي، والحسن بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي الأصم، وأبو
عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال.
الإمام الحفاظ القدوة، شيخ الإسلام، أبو محمد، إسماعيل بن الحافظ أبي
إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن، السرخسي ثم الهروي القراب، أخو
الحافظ الكبير أبي يعقوب إسحاق.
كان من أفراد الدهر، قدوةً في الزهد، عظيم القدر.
ولد بعد الثلاثين وثلاث مئة.
وسمع منصور بن العباس، وأبا بكر الإسماعيلي، وأحمد بن محمد ابن مقسم
المقرىء، وأبا أحمد بن الغطريفي، وأبا عمر بن حمدان، وأبا أحمد الحاكم،
ومخلد بن جعفر الباقرحي، وبشر بن أحمد الإسفراييني، وعلي بن عيسى
العاصمي وطبقتهم.
حدث عنه: أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي، وشيخ الإسلام عبد
الله بن محمد الأنصاري وجماعة.
وله مصنفات كثيرة، منها كتاب درجات التائبين، الذي يرويه أبو الوقت، عن
عبد الأعلى عنه.
وكان مقدماً في عدة علوم، رأساً في الزهد والتأله.
وصنف كتاباً في مناقب الشافعي. قال الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي: كان
في عدة من العلوم إماماً، منها القراءات والحديث والفقه ومعاني القرآن
والأدب، وله تصانيف فيها في غاية الحسن. قال: وله كتاب الجمع بين
الصحيحين، بأسانيده، وكان في الزهد والتقلل من الدنيا أيةً، فلم تجد
سوق فضله بهراة نفاقاً، كان الصيت إذ ذاك ليحيى بن عمار.
قال أبو عمرو بن الصلاح: رأيت كتاب أبي محمد القراب المسمى بالكافي في
علم القرآن، في عدة مجلدات، وهو كتاب ممتع، مشتمل على علم كثير، وقد
قال في مناقب الشافعي: لقيت جماعةً من أصحاب ابن سريج.
وكان القراب قد تفقه ببغداد على الإمام عبد العزيز الداركي.
مات في شعبان سنة أربع عشرة وأربع مئة.
ومات أخوه أبو يعقوب في سنة تسع وعشرين وأربع مئة ومات أبوهما الإمام
أبو إسحاق في سنة....
الشيخ
الإمام الصادق، خطيب بوشنج، أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور بن
العالي، الخراساني.
سمع أبا أحمد بن عدي، ومحمد بن الحسن السراج النيسابوري، ومحمد بن عبد
الله بن إبراهيم السليطي، ومحمد بن علي الغيسقاني، وأبا سعيد محمد بن
أحمد بن كثير بن ديسم، والإمام أبا بكر الإسماعيلي.
حدث عنه: شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري، وأحمد بن محمد العاصمي
البوشنجي وجماعة.
وقع لنا جزء من حديثه.
توفي في رمضان سنة تسع عشرة وأربع مئة. رحمه الله.
شاعر
وقته، أبو الحسن، علي بن محمد بن فهد، التهامي.
له ديوان صغير، وكان ديناً، ورعاً عن الهجاء.
ولد باليمن، وقدم الشام والعراق والجبل، وامتدح ابن عباد، وصار
معتزلياً، ثم ولي خطابة الرملة، وزعم أنه علوي. وذهب إلى مصر بخبر
لحسان بن مفرج، فقتل سراً سنة ست عشرة وأربع مئة.
الشيخ
العالم، الحافظ الرحال المفيد، أبو بكر محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس
بن سليمان، الجرجرائي، الفقيه الشافعي، تلميذ محدث بلده محمد بن أحمد
المفيد.
سمع ببغداد لما قدمها من أحمد بن نصر الذارع وطبقته، وبجرجان من أبي
بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد بن الغطريف، وبأصبهان من أبي بكر ابن
المقرىء وطائفة، وبدمشق من محمد بن أحمد الخلال وغيره، وببلخ وأنطاكية
والنواحي، وسمع المحدثون بانتخابه. وما علمت به بأساً.
ذكره الحافظ ابن عساكر مختصراً، وعرفه أبو عبد الله بن النجار، وذكر
أنه روى عنه هناد بن إبراهيم النسفي، وأبو حامد أحمد بن محمد بن ماما
الحافظ، وعبد الصمد بن إبراهيم البخاري الحافظ، وأحمد بن الفضل
الباطرقاني، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح العطار وآخرون.
سكن بخارى في آخر عمره. وكان موصوفاً بالفهم والمعرفة.
توفي في ربيع الأول، سنة خمس عشرة وأربع مئة. أحسبه من أبناء السبعين.
الشيخ
الإمام، المحدث المفيد، بقية المشايخ، أبو عبد الله، الحسين بن محمد بن
الحسين بن عبد الله بن صالح بن شعيب بن فنجويه، الثقفي الدينوري.
روى عن: هارون العطار، وأبي علي بن حبش، وأبي بكر بن السني، وأبي بكر
القطيعي، وعيسى بن حامد الرخجي، وأبي الحسين أحمد بن جعفر بن حمدان
الدينوري، وإسحاق بن محمد النعالي، وعدد كثير من أهل همذان وغيرها.
حدث عنه: جعفر الأبهري، وعبد الرحمن بن مندة، وسعد بن حمد وابناه سفيان
ومحمد، وأبو الفضل القومساني، وأبو الفتح عبدوس بن عبد الله، وأحمد بن
محمد بن صاعد، وعلي بن أحمد بن الأخرم المؤذن، وأبو صالح أحمد بن عبد
الملك المؤذن، ومحمد بن يحيى الكرماني وخلق.
قال شيرويه في تاريخه: كان ثقةً صدوقاً، كثير الرواية للمناكير، حسن
الخط، كثير التصانيف، دخل همذان فقيراً، فجمعوا له، وسار إلى نيسابور،
فوقع له بها حشمة جليلة، وقد حدث عنه أبو إسحاق الثعلبي في التفسير،
وتكلم فيه الحافظ أبو الفضل الفلكي، وقال: ما سمع من عبيد الله بن
شيبة. فخرج ساخطاً من همذان، فتبعه الفلكي، واعتذر، ورجع عن مقالته،
فكان يدعو على الفلكي.
مات بنيسابور في ربيع الآخر، سنة أربع عشرة وأربع مئة.
وقد حدث بالمجتبى من سنن أبي داود.
الحافظ الإمام، المتقن الجوال، أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد،
الجارودي الهروي. سمع حامد بن محمد الرفاء، وسليمان بن أحمد الطبراني،
ومحمد ابن عبد الله السليطي، وإسماعيل بن نجيد السلمي، وعبد الله بن
الحسين النضري المروزي، وأبا إسحاق القراب، وأحمد بن محمد بن سلمويه
النيسابوري، وعمر بن محمد بن جعفر الأهوازي، وخلقاً سواهم بنيسابور
وأصبهان ومرو والحجاز والعراق والري.
حدث عنه: أبو عطاء عبد الأعلى المليحي، وشيخ الإسلام أبو إسماعيل
الأنصاري وأهل هراة.
وكان أبو إسماعيل يقول: حدثنا إمام أهل المشرق أبو الفضل الجارودي.
قال أبو النضر الفامي: كان أبو الفضل عديم النظير في العلوم، خصوصاً في
علم الحفظ والتحديث، وفي التقلل من الدنيا والاكتفاء بالقوت، كان
وحيداً في الورع، وقد رأى بعض الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في
النوم، فأوصاه بزيارة قبر الجارودي، وقال: إنه كان فقيراً سنياً.
وقال بعض الكبار: الجارودي أول من سن بهراة تخريج الفوائد، وشرح الرجال
والتصحيح.
قال ابن طاهر المقدسي: سمعت أبا إسماعيل الأنصاري يقول: سمعت الجارودي
يقول: رحلت إلى الطبراني، فقربني وأدناني، وكان يتعسر علي، ويبذل
لآخرين، فكلمته في هذا، فقال: لأنك تعرف قدر هذا الشأن.
مات في شوال سنة ثلاث عشرة وأربع مئة وقد شاخ وأسن.
أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا أبو الوقت
السجزي، أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري، أخبرنا محمد بن أحمد الجارودي
إملاءً، حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد القاضي بأصبهان، حدثنا محمد بن
العباس الأخرم، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا زيد بن الحباب،
حدثنا سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة،
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرد سردكم هذا، يتكلم
بكلمة فصل يحفظه كل من سمعه.
الشيخ
المعمر الثقة، أبو محمد، عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، البغدادي
السكري، ويعرف بابن وجه العجوز.
سمع من إسماعيل الصفار عدة أجزاء انفرد بعلوها، وسمع من جعفر الخلدي،
وأبي بكر النجاد، وجماعة.
روى عنه: الخطيب، والبيهقي، والحسين بن علي بن البسري وآخرون.
قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً.
مات في صفر سنة سبع عشرة وأربع مئة. رحمه الله.
الوزير الأوحد البليغ، بهاء الدولة، أبو نصر.
وزر لبهاء الدولة بن عضد الدولة.
وكان شهماً مهيباً كافياً، جواداً ممدحاً، له ببغداد دار علم.
توفي سنة ست عشرة وأربع مئة عن ثمانين سنة.
ومات مخدومه بأرجان سنة ثلاث وأربع مئة كهلاً.
وقد مدح سابور الببغاء وطائفة.
الشيخ
الثقة، أبو علي، أحمد بن إبراهيم بن يزداد، الأصبهاني، غلام محسن.
سمع: أبا محمد بن فارس، وأبا أحمد العسال.
روى عنه: أبو حفص عمر بن أحمد المعلم، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحافظ
ابن مردويه، وجماعة من مشايخ الحافظ السلفي.
توفي في صفر سنة ثماني عشرة وأربع مئة.
العدل
الرئيس، المجاهد الغازي، أبو بكر، محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد
الجبار، النيسابوري الجوهري الصيرفي، أحد الكبراء، وإليه ينسب قصر حيد.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
وسمع من أبي العباس الأصم، ومن أبي عمرو بن نجيد.
حدث عنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي، وجماعة آخرهم حفيده
منصور بن بكر بن محمد بن حيد.
توفي في رجب سنة تسع عشرة وأربع مئة.
وله جزء مشهور عن الأصم، سمعناه عالياً.
الشيخ
أبو الفضل، أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف، السهلي النيسابوري
الأديب، شيخ النحو.
حدث عن: أبي العباس الأصم، وأبي الوليد الفقيه، وأبي الفضل المزكي.
روى عنه: أبو الحسن الواحدي، وبه تأدب، وأبو سعد عبد الله بن القشيري.
وعاش إلى حدود العشرين وأربع مئة.
الشيخ
أبو الحسن، أحمد بن محمد بن الحسين بن سليمان، السليطي، النيسابوري،
النحوي المعدل.
حدث عن: أبي العباس الأصم.
روى عنه: أبو صالح المؤذن، ومحمد بن يحيى المزكي، شيخ الإسلام أبو
إسماعيل الأنصاري.
وثقه عبد الغافر الفارسي، وقال: توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين
وأربع مئة.
الشيخ
المعمر، أبو عبد الله، الحسين بن حمد بن محمد بن يحيى، المعاذي
النيسابوري. سمع مجلسين من أبي العباس الأصم.
قال عبد الغافر: سماعه منه في سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة، وتوفي في
جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وأربع مئة.
قلت: روى عنه أبو إسماعيل الأنصاري وجماعة.
وثقه عبد الغافر.
شيخ
الزهاد، أو محمد، طاهر بن حسن بن إبراهيم، الهمذاني الجصاص.
روى عن: محمد بن يوسف الكسائي، صاحب أبي القاسم البغوي، وعن غيره
قليلاً.
روى عنه: أبو مسلم بن غزو. وحكى عنه طائفة من الفقراء.
وله أحوال وخوارق. وبعضهم رماه بالزندقة. وقد عظمه شيرويه الديلمي،
وبالغ.
وله مصنفات عدة، منها أحكام المريدين مجلد.
وكان يقرأ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور، ويعرف تفسيرها فيما قيل.
وسئل عن التوحيد، فقال: أن يكون رجوعك إلى نفسك ونظرك إليها أشد عليك
من ضرب العنق.
قال جعفر الأبهري: كان لطاهر الجصاص ثلاث مئة تلميذ، كلهم من الأوتاد.
قال مكي بن عمر البيع: سمعت محمد بن عيسى يقول: صام طاهر أربعين يوماً
أربعين مرة، فآخر أربعين عملها صام على قشر الدخن، فليبسه قرع رأسه،
واختلط في عقله، ولم أر أكثر مجاهدةً منه.
قلت: فعل هذه الأربعينات حرام قطعاً، فعقباها موت من الخور أو جنون
واختلاط، أو جفاف يوجب للمرء سماع خطاب لا وجود له أبداً في الخارج،
فيظن صاحبه أنه خطاب إلي. كلا والله.
قال شيرويه: كان طاهر يذهب مذهب أهل الملامة.
وقال ابن زيرك: حضرت مجلساً ذكر فيه الجصاص، فبعضهم نسبه إلى الزندقة،
وبعضهم نسبه إلى المعرفة.
وقيل: كان ترك اللحم والخبز، فحوقق في ذلك، فقال: إذا أكلتهما، طالبتني
نفسي بتقبيل أمرد مليح.
وكان عليه قمل مفرط، ولا يقتله، ويقول: لا يؤذيني.
توفي سنة ثمان عشرة وأربع مئة وقبره يزار بهمذان.
شيخ
الشافعية، العلامة أبو بكر، محمد بن زهير بن أخطل، النسائي، خطيب نسا.
سمع من الأصم، وأبي حامد الحسنوي، وابن عبدوس الطرائفي، وحسان بن محمد،
وأبي سهل بن زياد القطان. وعمر دهراً.
روى عنه البيهقي، وأبو صالح المؤذن وطائفة. ورحل إليه الفقهاء.
توفي ليلة عيد الفطر سنة ثماني عشرة وأربع مئة. رحمه الله.
إمام
النحو، أبو الحسن، علي بن عيسى بن الفرج، الربعي البغدادي، صاحب
التصانيف.
لازم أبا سعيد السيرافي ببغداد، وأبا علي الفارسي بشيراز، حتى بلغ
الغاية.
بلغنا أن أبا علي قال: قولوا لعلي البغدادي، لو سرت من الشرق إلى
الغرب، لم تجد أحداً أنحى منك. ويقال: واظبه بضع عشرة سنة.
وصنف شرحاً للإيضاح، وشرحاً لمختصر الجرمي. وتخرج به كبار.
مات في المحرم سنة عشرين وأربع مئة وقد بلغ ثنتين وتسعين سنة.
وقيل: أصله من شيراز. مولده في سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة.
الشيخ
الجليل، أبو الحسن، أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق، المصري الأنماطي
المعدل.
سمع من أبي محمد بن الورد السيرة، وسمع من أحمد بن عبيد الحمصي الصفار،
وحمزة الكناني، والحسين بن إبراهيم الفرائضي الدمشقي.
حدث عنه: أبو نصر السجزي، وأبو إسحاق الحبال، وسمع منه الحبال السيرة
تهذيب ابن هشام، وإنما يعرف الحبال بروايته للسيرة عن عبد الرحمن بن
النحاس.
مات ابن مرزوق سنة ثمان عشرة وأربع مئة. رحمه الله.
الوزير الأديب البليغ، أبو القاسم، الحسين بن الوزير علي بن الحسين بن
محمد، المصري، المعروف بابن المغربي.
قتل الحاكم أباه وعمه وإخوته، فهرب هذا ونجا، فأجاره أمير العرب حسان
بن مفرج الطائي، فامتدحه، وأخذ صلاته.
روى عن الوزير جعفر بن حنزابه.
وعنه: ولده عبد الحميد، وأبو الحسن بن الطيب الفارقي.
ووزر لصاحب ميافارقين أحمد بن مروان.
وله نظم في الذروة، ورأي ودهاء وشهرة وجلالة، وكان جدهم يلقب بالمغربي
لكونه خدم كاتباً على ديوان المغرب، وأصله بصري.
وقد قصد أبو القاسم الوزير فخر الملك، وتوصل إلى أن ولي الوزارة في سنة
أربع عشرة وأربع مئة.
وله ترسل فائق وذكاء وقاد.
قال مهيار الشاعر: وزر ابن المغربي ببغداد، وتعظم وتكبر، ورهبه الناس،
فانقبضت عن لقائه، ثم عملت فيه قصيدتي البائية، ودخلت، فأنشدته، فرفع
طرفه إلي، وقال: اجلس أيها الشيخ!. فلما بلغت:
جاء بك الله على فترةٍ |
|
بآيةٍ من يرها يعجب |
لم تألف الأبصار من قبلـهـا |
|
أن تطلع الشّمس من المغرب |
فقال:
أحسنت يا سيدي. وأعطاني مئتي دينار.
ومن نظم الوزير:
وكلّ امرىءٍ يدري مواقع رشده |
|
ولكنّه أعمـى أسـير هـواه |
هوى نفسه يعميه عن قبح عيبه |
|
وينظر عن حذقٍ عيوب سـواه |
وقد وصل القاضي ابن خلكان نسب الوزير ببهرام جور، وقال: له ديوان شعر، ومختصر إصلاح المنطق، وكتاب الإيناس، ولد سنة سبعين وثلاث مئة، وحفظ كتباً في اللغة والنحو، وتحفظ من الشعر نحو خمسة عشر ألف بيت، وبرع في الحساب، وله أربع عشرة سنة، وهو القائل:
أرى النّاس في الدّنيا كراعٍ تنكّرت |
|
مراعيه حتّى ليس فيهنّ مرتـع |
فماءٌ بلا مرعىً ومرعىً بغير ما |
|
وحيث يرى ماءٌ ومرعىً فمسبع |
وكان من دهاة العالم، هرب من الحاكم، فأفسد نيات صاحب الرملة وأقاربه، وسار إلى الحجاز، فطمع صاحب مكة في الخلافة، وأخذ مصر، فانزعج الحاكم، وقلق. وهو القائل وكتب إلى الحاكم:
وأنت وحسبي أنت تعلم أنّ لـي |
|
لساناً أمام المجد يبنـي ويهـدم |
وليس حليماً من تقبّـل كـفّـه |
|
فيرضى ولكن من تعضّ فيحلم |
قال: ومات بميافارقين سنة ثمان عشرة وأربع مئة، فحمل تابوته إلى الكوفة بوصية منه، فدفن بقرب المشهد. وكان شيعياً.
محمد
بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الرحمن الناصر، الأموي المرواني.
خرج على ابن عمه الملقب بالمستظهر بقرطبة، في ذي القعدة سنة أربع عشرة
وأربع مئة، وقتله، وتمكن.
وكان أحمق طائشاً.
وزر له أحمد الحايك، ثم إنه قتل وزيره هذا، فقاموا عليه، وخلعوه، وسجن
وثلاثاً لا يطعم فيها، ثم طردوه، فلحق بالثغور، ثم إن بعض أمرائه سمه
في دجاجة في سنة بضع عشرة وأربع مئة.
الشيخ
المحدث الصدوق، أبو الحسن، علي بن الحافظ أحمد بن عبدان بن الفرج بن
سعيد بن عبدان، الشيرازي ثم الأهوازي.
ثقة مشهور، عالي الإسناد.
سمع: أباه، وأحمد بن عبيد الصفار، ومحمد بن أحمد بن محمويه الأزدي،
وأبا بكر محمد بن عمر الجعابي، وأبا القاسم الطبراني، وعدة.
حدث عنه: أبو بكر البيهقي في تصانيفه، وأبو القاسم القشيري، والقاسم بن
الفضل الثقفي، وآخرون.
توفي بخراسان في سنة خمس عشرة وأربع مئة.
وقد مر أبوه في زمن ابن المقرىء.
الشيخ
الأمين، أبو القاسم، الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن الفضل ابن شهريار،
الأصبهاني، التاجر السفار.
سمع عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، وعم والده الفضل بن علي بن
شهريار، وأحمد بن بندار الشعار، وعمر بن محمد الجمحي المكي، وأبا بكر
الشافعي، وطائفةً.
حدث عنه: أبو عمرو بن مندة، والرئيس أبو عبد الله الثقفي، وأحمد ابن
عبد الغفار بن أشته، وأبو الفتح السوذرجاني، وأخوه محمد، وأبو صادق
محمد بن أحمد بن جعفر، وأحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، وآخرون.
توفي في شوال سنة ست عشرة وأربع مئة. من أبناء الثمانين.
الشيخ
الجليل الثقة، الرئيس أبو بكر، محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن
يحيى بن يونس، الطائي الدمشقي الداراني القطان، ويعرف بابن الخلال.
حدث عن: خيثمة الأطرابلسي، وأبي الميمون بن راشد، وأبي الحسن بن حذلم،
وإسحاق بن إبراهيم الأذرعي، وجماعة.
روى عنه: علي بن محمد الحنائي، وأخوه أبو القاسم إبراهيم، وأبو علي
الأهوازي، وأبو سعد السمان، والقاضي أبو يعلى بن الفراء، وعبد الواحد
البري، وعبد الله بن كبية النجار، وعبد العزيز الكتاني، وأبو القاسم بن
أبي العلاء.
وكان ذا زهد وصلاح وتقوى.
قال الكتاني: توفي شيخنا أبو بكر القطان في رابع عشر ربيع الأول، سنة
ست عشرة وأربع مئة.
قال: وكان قد كف بصره في آخر عمره، وكان ثقةً نبيلاً. مضى على سداد
وأمر جميل.
ابن
محمد بن أحمد، شاعر الشام، أبو محمد الصوري.
روى عنه الحافظ محمد الصوري، ومبشر بن إبراهيم، وسلامة بن حسين.
ونظمه فائق، وسار له:
بالّذي ألهـم تـع |
|
ذيبي ثناياك العذابا |
ما الذي قالته عي |
|
ناك لقلبي فأجابا |
توفي سنة تسع عشرة وأربع مئة وله ثمانون سنة.
الإمام العلامة، المأمون، أبو نصر، محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن
عبدان، الغساني الدمشقي، القاضي، المعروف بابن الجندي، إمام جامع دمشق
وقاضيها نيابةً، ومحدثها.
قال الكتاني: ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة.
سمع من: خيثمة بن سليمان أحاديث صالحةً، ومن علي بن أبي العقب، وأبي
علي بن جابر الفرائضي، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان،
وجماعة.
قلت: حدث عنه أبو نصر عبد الوهاب بن الحبان، وأبو علي المقرىء
الأهوازي، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وأبو نصر الحسين بن
طلاب، والحافظ أبو سعد السمان، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو
القاسم بن أبي العلاء المصيصي.
قال الكتاني: توفي القاضي ابن هارون إمام جامع دمشق وقاضيها في صفر سنة
سبع عشرة وأربع مئة.
قال: وكان ثقةً مأموناً.
الشيخ
الفقيه الإمام، الأديب المسند، أبو صادق، محمد بن أحمد ابن محمد بن
أحمد بن شاذان، النيسابوري الصيدلاني.
سمع من: أبي العباس الأصم، وأبي عبد الله بن الأخرم، وأبي بكر الصبغي.
حدث عنه: البيهقي، والرئيس الثقفي، وعلي بن أحمد المؤذن.
توفي في ربيع الأول سنة خمس عشرة وأربع مئة.
الإمام المحدث، مقرىء العراق، أبو الحسن، علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن
الحمامي البغدادي.
ولد سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة.
وسمع من عثمان بن السماك، وأبي سهل القطان، وأحمد بن عثمان الأدمي،
وعلي بن محمد بن الزبير، والنجاد، وابن قانع، ومحمد بن جعفر الأدمي،
وعدة.
وتلا على النقاش، وزيد بن أبي بلال، وأبي عيسى بكار، وهبة الله ابن
جعفر، وابن أبي هاشم، وغيرهم.
حدث عنه: الخطيب، والبيهقي، ورزق الله، وعبد الله بن زكري الدقاق،
وطراد الزينبي، وأبو الحسن بن العلاف، وعبد الواحد بن فهد، وآخرون.
وتلا عليه خلق كثير منهم: أبو الفتح بن شيطا، ونصر بن عبد العزيز
الفارسي، وأبو علي غلام الهراس، وأبو بكر محمد بن علي الخياط، وأبو
الخطاب الصوفي، وأبو علي الشرمقاني، وحسن بن علي العطار، وعلي ابن محمد
بن فارس الخياط، وعبد السيد بن عتاب، ويحيى السيبي، ورزق الله التميمي.
قال الخطيب: كان صدوقاً ديناً فاضلاً، تفرد بأسانيد القراءات وعلوها في
وقته، مات في شعبان سنة سبع عشرة وأربع مئة.
قال سليم الرازي: سمعت أبا الفتح بن أبي الفوارس يقول: لو رحل رجل من
خراسان ليسمع كلمةً من أبي الحسن الحمامي أو من أبي أحمد الفرضي، لم
تكن رحلته عندنا ضائعةً. هذه الحكاية رواها الخطيب في تاريخه عن نصر
المقدسي، عنه.
الإمام الكبير، شيخ الشافعية، أبو الحسن، أحمد بن محمد بن أحمد بن
القاسم بن إسماعيل، الضبي البغدادي الشافعي، ابن المحاملي، أحد
الأعلام.
تفقه على الشيخ أبي حامد، وخلفه في حلقته، وكان عجباً في الفهم والذكاء
وسعة العلم.
ارتحل به والده، فأسمعه من علي بن عبد الرحمن البكائي، وغيره. وسمع
ببغداد من أبي الحسين بن المظفر، والطبقة.
تلمذ له أبو بكر الخطيب، وروى عنه.
وروى أبوه عن إسماعيل الصفار ونحوه، ومات سنة سبع وأربع مئة.
قال الشريف المرتضى: دخل علي أبو الحسن بن المحاملي مع الشيخ أبي حامد،
ولم أكن عرفته، قال لي أبو حامد: هذا أبو الحسن بن المحاملي، وهو اليوم
أحفظ للفقه مني.
قال أبو إسحاق الشيرازي: تفقه بأبي حامد، وله عنه تعليقه تنسب إليه،
وله مصنفات كثيرة في الخلاف والمذهب.
قلت: ألف كتاب المجموع في عدة مجلدات، والمقنع مجلد، وكتاب اللباب وغير
ذلك.
ولم يطل عمره، توفي في ربيع الآخر سنة خمس عشرة وأربع مئة وله سبع
وأربعون سنة. رحمه الله.
الإمام العلامة الكبير، شيخ الشافعية، أبو بكر، عبد الله بن أحمد بن
عبد الله، المروزي الخراساني.
حذق في صنعة الأقفال حتى عمل قفلاً بآلاته ومفتاحه، زنة أربع حبات،
فلما صار ابن ثلاثين سنة، آنس من نفسه ذكاءً مفرطاً، وأحب الفقه، فأقبل
على قراءته حتى برع فيه، وصار يضرب به المثل، وهو صاحب طريقة
الخراسانيين في الفقه.
تفقه بأبي زيد الفاشاني، وسمع منه، ومن الخليل بن أحمد السجزي، وسمع
ببخارى وهراة. تفقه عليه أبو عبد الله محمد بن عبد الملك المسعودي،
وأبو علي الحسين بن شعيب السنجي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن
فوران المراوزة.
قال الفقيه ناصر العمري: لم يكن في زمان أبي بكر القفال أفقه منه، ولا
يكون بعده مثله، وكنا نقول: إنه ملك في صورة الإنسان. حدث، وأملى، وكان
رأساً في الفقه، قدوةً في الزهد.
وقال أبو بكر السمعاني في أماليه: كان وحيد زمانه فقهاً وحفظاً وورعاً
وزهداً، وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من أهل عصره، وطريقته
المهذبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة، وأكثرها
تحقيقاً، رحل إليه الفقهاء من البلاد، وتخرج به أئمة. ابتدأ بطلب العلم
وقد صار ابن ثلاثين سنة، فترك صنعته، وأقبل على العلم.
وذكر ناصر المروزي أن بعض الفقهاء المختلفين إلى القفال احتسب على بعض
أتباع متولي مرو، فرفع ذلك إلى السلطان محمود، فقال: أيأخذ القفال
شيئاً من ديواننا ؟ قال: لا. قال: فهل يتلبس بشيء من الأوقاف ؟ قال:
لا. قال: فإن الاحتساب لهم سائغ، دعهم.
حكى القاضي حسين عن القفال أستاذه أنه كان في كثير من الأوقات يقع عليه
البكاء حالة الدرس، ثم يرفع رأسه ويقول: ما أغفلنا عما يراد بنا.
تخرج القفال كما قدمنا على أبي زيد، وقبره بمرو يزار.
مات في سنة سبع عشرة وأربع مئة في جمادى الآخرة وله من العمر تسعون
سنة، وسماعاته نازلة، لأنه سمع في الكهولة وقبلها.
ومات فيها أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي الأديب الراوي عن خيثمة
بدمشق، وأبو الحسن بن أبي الشوارب الأموي قاضي القضاة ببغداد، وعبد
الله بن يحيى السكري الراوي عن الصفار، ومقرىء العصر أبو الحسن بن
الحمامي، وحافظ نيسابور أبو حازم العبدويي، والمسند أبو حفص عمر بن
أحمد بن عثمان العكبري شيخ ابن البطر، وأبو نصر بن هارون الجندي بدمشق.
ولأكثرهم هنا تراجم، وإنما أحببت الجمع لينضبط موتهم.
أبو
علي بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه.
مات في ربيع الأول سنة ست عشرة وأربع مئة، وله أربع وعشرون سنة.
كانت دولته خمس سنين، وكان فيه عدل في الجملة. وكان له العراق في وقت
وشيراز وكرمان، ولأخيه سلطان الدولة صاحب فارس وبخارى ثم اصطلحا.
وتملك بعد مشرف الدولة أخوه جلال الدولة ببغداد.
الشيخ
الكبير، مسند خراسان، أبو الحسن، علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن
عثمان، البغدادي الطرازي، الحنبلي الأديب، من كبار النيسابوريين.
حدث عن: أبي العباس الأصم، وأبي حامد أحمد بن علي بن حسنويه، وأبي بكر
محمد بن المؤمل، وأبي عمرو بن مطر، وطائفة.
حدث عنه: أبو بكر الخطيب، وصاعد بن سيار، وأبو سعد علي بن عبد الله بن
أبي صادق، وجماعة، وهو آخر من حدث عن الأصم بالسماع، وبقي بعده يروي
بالإجازة أبو نعيم الحافظ عنه.
مات في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة.
ومات أبوه بعد الثمانين وثلاث مئة. وكان يروي عن أبي القاسم البغوي.
حدث عنه: أبو سعد الكنجروذي، وطائفة.
وفيها مات قبل أبي الحسن الطرازي بأشهر الشيخ أبو نصر منصور بن الحسين
النيسابوري المفسر يروي أيضاً عن الأصم، حدث عنه: أبو إسماعيل عبد الله
بن محمد الأنصاري، وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيري. وعاش خمساً
وثمانين سنة. وتوفي الخليفة القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر
العباسي عن ست وثمانين سنة، وطلحة بن الصقر الكتاني، وعلي بن عبدكويه
الإمام، وأحمد بن محمد بن إسحاق المعلم سمع العسال، والحسن بن أحمد بن
إبراهيم بن فراس بمكة، والقاضي عبد الوهاب شيخ المالكية، ومحمد بن يوسف
القطان المحدث، ويحيى بن عمار الواعظ، وأبو الحسن يحيى بن نجاح القرطبي
مؤلف سبل الخيرات.
الشيخ
المسند العالم، أبو القاسم، عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن
محمد، البغدادي الحربي الحرفي.
سمع علي بن محمد بن الزبير القرشي، وحمزة بن محمد الدهقان، وأبا بكر
النجاد، وأبا بكر الشافعي، وأبا بكر النقاش، وعدة. حدث عنه: البيهقي،
والخطيب، والقاسم بن الفضل الثقفي، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري،
والحسين بن محمد السراج، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن قنداس، وثابت بن
بندار، وأحمد بن سوسن التمار، وعبد الواحد بن علوان، وأحمد بن عبد
القادر بن يوسف، وأبو الحسن علي ابن الحسين بن أيوب البزاز، وأبو بكر
الطريثيثي، وخلق سواهم.
وأملى عدة مجالس، وقع لنا منها.
مولده في سنة ست وثلاثين وثلاث مئة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقاً، غير أن سماعه في بعض ما رواه عن
النجاد كان مضطرباً، ومات في شوال سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة.
ابن
عبد الله، الإمام الحافظ، القدوة الكبير، شيخ الوقت، أبو محمد،
الأندلسي القفصي الصوفي.
سمع من: عبد الله بن محمد بن علي الباجي، وطائفة بالأندلس، وقاضي أذنة
علي بن الحسين بمصر، وزاهر بن أحمد بسرخس، وابن فراس بمكة، وإسماعيل بن
حاجب الكشاني بما وراء النهر.
وتلا بالأندلس على ابن بشر الأنطاكي، وبمصر على أبي أحمد السامري، وكتب
الكثير بالشام والعراق وخراسان وبخارى.
ثم استوطن نيسابور مدةً على قدم التوكل، ورزق القبول، وكثر أتباعه،
وانضم إليه أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي.
قال الخطيب: حدثنا عنه أبو الفضل عبد العزيز بن المهدي قال: وكان
زاهداً لا يضع جنبه إلى الأرض، إنما ينام محتبياً.
حدث بصحيح البخاري بمكة، وكان عارفاً بأسماء الرجال، وكان يحضر السماع.
وذكره الداني في طبقات المقرئين، وقال: كان ثقةً، كتب معنا بمكة عن
أحمد بن مت البخاري وغيره.
قال: وبمكة توفي سنة سبع وأربع مئة.
وقال غيره: لما نزح عطية إلى مكة من بغداد كان قد جمع كتباً حملها على
بخاتي كثيرة، وليس له إلا ركوة ووطاء، وكذلك سار إلى الحج، وكان كل يوم
يعزم عليه رجل من الوفد، قال من رافقه: ما رأيته يحمل زاداً.
قال عبد العزيز بن بندار الشيرازي: لقيته ببغداد وصحبته، وكان من
الإيثار والسخاء على أمر عظيم، ويقتصر على فوطة ومرقعة، وله كتب تحمل
على جمال، رافقته وخرجنا جميعاً إلى الياسرية على التجريد، فعجبت من
حاله، فلما بلغنا المنزلة، ذهبنا نتخلل الرفاق، فإذا شيخ خراساني حوله
حشم، فقال لنا: انزلوا. فجلسنا، فأتى بسفرة، فأكلنا وقمنا، فلم نزل
هكذا، يتفق لنا كل يوم من يطعمنا ويسقينا إلى مكة، وما حملنا من الزاد
شيئاً، وحدث بمكة بالصحيح، فكان يتكلم على الرجال وأحوالهم، فيتعجب من
حضر، وتوفي بمكة سنة ثمان أو تسع وأربع مئة.
قال الحميدي: له كتاب في تجويز السماع، فكان كثير من المغاربة يتحامونه
لذلك، وجمع طرق حديث المغفر في أجزاء عدة.
ثم قال: حدثنا أبو غالب بن بشران النحوي، حدثنا عطية بن سعيد، حدثنا
القاسم بن علقمة، حدثنا بهز. فذكر حديثاً.
الشيخ
أبو الحسن، عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر، التميمي الدمشقي
الجوبري.
عن: ابن أبي العقب، وأبي عبد الله بن مروان، وإبراهيم بن محمد ابن
سنان، وجماعة.
وعنه: القاسم الحنائي، وحيدرة المالكي، وسعد الزنجاني، وأبو القاسم بن
أبي العلاء، والكتاني، وقال: كان لا يقرأ ولا يكتب، سمعه أبوه، وضبط
له، وكان يحسن المتون، وجدت سماعه في صحيح البخاري فقال لي: قد سمعني
أبي الكثير، فما أحدثك، حتى أدري مذهبك في معاوية. فقلت: صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وترحمت عليه، فأخرج إلي كتب أبيه جميعها، ثم
قال: مات في صفر سنة خمس وعشرين وأربع مئة.
الإمام الفاضل الصدوق، مسند العراق، أبو علي، الحسن بن أبي بكر أحمد بن
إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، البغدادي البزاز، الأصولي.
ولد في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة. وبكر به والده إلى
الغاية، فأسمعه وله خمس سنين أو نحوها من أبي عمرو بن السماك، وأبي بكر
أحمد بن سليمان العباداني، وميمون بن إسحاق، وأبي سهل بن زياد، وحمزة
الدهقان، وجعفر الخلدي، والنجاد، وعبد الله بن درستويه النحوي، وأبي
عمر الزاهد، وعلي بن عبد الرحمن بن ماتي، وأحمد بن عثمان الأدمي، وعبد
الصمد الطستي، وعلي بن محمد بن الزبير القرشي، ومكرم بن أحمد، وعبد
الله بن إسحاق الخراساني، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن كامل
القاضي، ومحمد بن عبد الله بن علم، وأبي بكر الشافعي، وعبد الرحمن بن
سيما المجبر، وإسماعيل بن علي الخطبي، وعبد الله بن بريه الهاشمي،
ودعلج بن أحمد، وأبي بكر النقاش، وأحمد بن نيخاب الطيبي، وابن قانع،
وأبي بكر بن مقسم، وأبي علي بن الصواف، وحامد الرفاء، وشجاع ابن جعفر،
ومحمد بن محمد الإسكافي، وأبي سليمان الحراني، وعبد الرحمن بن عبيد
الهمذاني، وعبد الخالق بن أبي روبا، ومحمد بن أحمد بن محرم، ومحمد بن
جعفر القارىء، وعدة.
وله مشيخة كبرى هي عواليه عن الكبار، ومشيخة صغرى عن كل شيخ حديث.
حدث عنه: الخطيب، والبيهقي، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو الفضل بن
خيرون، والحسن بن أحمد الدقاق، وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط،
وثابت بن بندار، والحسن بن محمد التككي، وأبو سعد الحسين بن الحسين
الفانيذي، وعبد الله بن جابر بن ياسين، وأبو مسلم عبد الرحمن بن عمر
السمناني، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، ومحمد بن عبد الملك الأسدي،
والمبارك بن عبد الجبار بن الطيوري، ومحمد بن عبد الملك بن خشيش، وجعفر
بن أحمد السراج، وأبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني، وعلي بن بيان
الرزاز، وأبو علي بن نبهان الكاتب، وخلق كثير. وتفرد بالرواية عن
جماعة.
قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صحيح السماع، صدوقاً، يفهم الكلام على
مذهب أبي الحسن الأشعري، ويشرب النبيذ على مذهب الكوفيين، ثم تركه
بأخرة، كتب عنه جماعة من شيوخنا كالبرقاني، وأبي محمد الخلال. وسمعت
أبا الحسن بن زرقويه يقول: أبو علي بن شاذان ثقة، وسمعت أبا القاسم
الأزهري يقول: أبو علي أوثق من برأ الله في الحديث. وحدثني محمد بن
يحيى الكرماني يقول: كنت يوماً بحضرة أبي علي بن شاذان فدخل شاب، فسلم،
ثم قال: أيكم أبو علي بن شاذان ؟ فأشرنا إليه، فقال له: أيها الشيخ !
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال لي: سل عن أبي علي
بن شاذان، فإذا لقيته، فاقره مني السلام، وانصرف الشاب، فبكى الشيخ،
وقال: ما أعرف لي عملاً أستحق به هذا، إلا أن يكون صبري على قراءة
الحديث وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر. ثم قال
الكرماني: ولم يلبث أبو علي بعد ذلك إلا شهرين أو ثلاثةً حتى مات.
توفي أبو علي في سلخ عام خمسة وعشرين وأربع مئة، ودفن في أول يوم من
سنة ست وعشرين.
وآخر من روى عن رجل عنه: عبد المنعم بن كليب.
أخبرنا إسماعيل بن الفراء، أخبرنا ابن قدامة، أخبرنا أبو الفتح بن
البطي، أخبرنا ابن خيرون، أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عبد الله بن
إسحاق الخراساني، حدثنا محمد بن سعدن حدثنا أبو زيد، حدثنا محمد ابن
عمرو بن علقمة، حدثنا الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن الصعب بن
جثامة قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار وحش وهو بالبيداء
محرم، فرده علي، فعرف ذلك في وجهي، فقال: أما إنا لم نرده عليك إلا أنا
حرم.
اتفقا عليه من غير وجه عن الزهري.
الإمام الحافظ المجود، المفتي أبو القاسم، هبة الله بن الحسن بن منصور،
الطبري الرازي، الشافعي اللالكائي، مفيد بغداد في وقته.
سمع عيسى بن علي الوزير، وأبا طاهر المخلص، وجعفر بن فناكي الرازي،
وأبا الحسن بن الجندي، وعلي بن محمد القصار، والعلاء بن محمد، وأبا
أحمد الفرضي، وعدة.
وتفقه بالشيخ أبي حامد، وبرع في المذهب.
روى عنه: أبو بكر الخطيب: وابنه محمد بن هبة الله، وأبو بكر أحمد بن
علي الطريثيثي، ومكي الكرجي السلار، وعدة.
قال الخطيب: كان يفهم ويحفظ، وصنف كتاباً في السنة، وعاجلته المنية،
خرج إلى الدينور، فأدركه أجله بها في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربع
مئة. ثم قال: حدثني علي بن الحسين بن جداء العكبري قال: رأيت هبة الله
الطبري في النوم، فقلت: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا ؟
فقال كلمة خفية: بالسنة.
وقال شجاع الذهلي: لم يخرج عنه شيء من الحديث إلا اليسير.
قلت: قد روى عنه أبو بكر الطريثيثي كتابه في شرح السنة.
الشيخ
المحدث المسند الثقة، أبو الحسن، علي بن أحمد بن محمد بن الحسين،
الأصبهاني الخرجاني، الرجل الصالح.
رحل وسمع من: إبراهيم بن علي الهجيمي، وأبي إسحاق بن حمزة الحافظ،
وإبراهيم بن فراس المكي، والقاضي أبي أحمد العسال، وأبي الشيخ، وعدة.
حدث عنه: إسماعيل بن علي السيلقي، وروح بن محمد الراراني، وعمر بن حسن
بن سليم، وأحمد بن عبد الغفار بن أشته، وطائفة سواهم.
وقال الخطيب: كتب إلي بالإجازة بما يصح عندي من حديثه.
وممن روى عنه المحدث أحمد بن محمد بن أبي بكر بن مردويه وغيره.
ويعرف بعلي بن أبي حامد الخرجاني. وخرجان: بخاء معجمة مفتوحة.
توفي سنة عشرين وأربع مئة. وقيل: سنة إحدى وعشرين ببراب.
يقع لنا حديثه في أربعين الرئيس الثقفي عنه.
ومن طبقته:
ابن
أحمد، الجرجاني بجيمين الحناطي المعلم.
حدث عن أبي أحمد بن عدي، وطائفة.
وبقي إلى حدود العشرين وأربع مئة.
ذكرته للتمييز، ويعرف بابن عرفة.
والزاهد، القدوة، أبو الحسن، علي بن أحمد، الخرقاني البسطامي، من قرية
خرقان بالتحريك.
قال السمعاني: هو شيخ العصر، له الكرامات والأحوال، وكان يكري على
بهيمة، ثم فتح عليه، زاره محمود بن سبكتكين، فوعظه، ولم يقبل منه
شيئاً.
توفي يوم عاشوراء سنة خمس وعشرين وأربع مئة عن ثلاث وسبعين سنة.
المفتي المحدث، أبو بكر، محمد بن مروان بن زهر، الإيادي الإشبيلي.
أخذ بقرطبة عن محمد بن معاوية الأموي، وإسحاق بن إبراهيم، وأبي علي
القالي، ومحمد بن حارث القيرواني.
وكان من رؤوس المالكية، بصيراً بالمذهب، أكثر الناس عنه.
روى عنه: أبو عبد الله الخولاني، وأبو محمد بن خزرج، وعبد الرحمن بن
محمد الطليطلي، وأبو حفص الزهراوي، وحاتم بن محمد، وجماهر بن عبد
الرحمن، وأبو المطرف بن سلمة.
وعاش ستاً وثمانين سنة، وروى الكثير.
توفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة.
وهو والد شيخ الطب أبي مروان عبد الملك، وجد رئيس الأطباء أبي العلاء
زهر بن عبد الملك، وجد جد العلامة أبي بكر محمد بن عبد الملك، الذي بقي
إلى سنة خمس وتسعين وخمس مئة.
الحافظ البارع الجوال، أبو عبد الرحمن، محمد بن يوسف بن أحمد،
النيسابوري، القطان، الأعرج.
روى عن: الحاكم ابن البيع، وأبي أحمد الفرضي، وأبي عمر الهاشمي البصري،
وأبي محمد بن النحاس المصري، وأمثالهم.
روى عنه: الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.
مات في الكهولة سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة. وقل ما خرج عنه.
الإمام الزاهد، أبو الحسين، يحيى بن نجاح القرطبي، مولى بني أمية،
ويعرف بابن الفلاس. كان من العلماء العاملين.
صنف كتاب سبل الخيرات في الرقائق، واشتهر عنه، وحدث به بمكة، حمله عنه
أبو محمد عبد الله بن سعيد الشنتجالي، وأبو يعقوب ابن حماد، وغيرهما.
توفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة.
الشيخ
المسند، أبو بكر، محمد بن الطيب بن سعد، البغدادي الصباغ.
سمع أبا بكر النجاد، وأبا بكر الشافعي.
روى الخطيب عن الوزير علي بن المسلمة أن هذا تزوج بأزيد من تسع مئة
امرأة.
مات سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة.
قاضي
بخارى، نعمان زمانه، أبو علي، الحسين بن الخضر بن محمد، البخاري
الحنفي.
انتهت إليه إمامة أهل الرأي، وقد قدم بغداد، وتفقه وناظر، وسمع من أبي
الفضل الزهري، وسمع ببخارى من أبي عمرو محمد بن محمد بن صابر.
وانتشر له التلامذة. وآخر من حدث عن سبطه علي بن محمد البخاري.
قيل: ناظره الشريف المرتضى الشيعي في خبر: ما تركنا صدقة. فقال
للمرتضى: إذا صيرت ما نافيةً، خلا الحديث من فائدة، فكل أحد يدري أن
الميت يرثه أقرباؤه، ولا تكون تركته صدقةً. ولكن لما كان المصطفى بخلاف
الأمة، بين ذلك، وقال: ما تركناه صدقة.
ولأبي علي سماع من ابن شبويه، وجعفر بن فناكي. توفي في شعبان سنة أربع
وعشرين وأربع مئة.
العلامة القدوة العابد، أبو محمد، عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان بن
سعيد بن ذنين، الصدفي الأندلسي الطليطلي.
روى عن: أبيه، وعبدوس بن محمد، وأبي عبد الله بن عيشون، وأبي جعفر بن
عون الله، وأبي عبد الله بن مفرج، وبمصر عن أبي بكر بن المهندس، وأبي
الطيب بن غلبون، ومحمد بن أحمد بن عبيد الوشاء. وبمكة عن عبيد الله
السقطي. وبالغرب عن أبي محمد بن أبي زيد، ولازمه.
ورحل إلى بلده بعلم جم، فأكثر عنه الطليطليون، ورحل إليه من النواحي
لعلمه وتألهه وتبتله وخشوعه واتباعه.
يقال: كان مجاب الدعوة. وكان سنياً، أثرياً، ثبتاً، متحرياً، قوالاً
بالحق، لا يخاف في الله لومة لائم. صنف في الأمر بالمعروف كتاباً، وكان
مهيباً في الله مطاعاً، لا يختلف اثنان في فضله، وكان يخدم كرمه بنفسه،
ويتبلغ منه.
توفي سنة أربع وعشرين وأربع مئة، وشيعه أمم لا يحصون رحمه الله.
إمام
النحو، أبو القاسم، علي بن طلحة بن كردان، الواسطي.
تلميذ أبي علي الفارسي، وابن عيسى الرماني. قرأ عليهما كتاب سيبويه.
وأهل واسط يتغالون فيه، ويرجحونه على ابن جني.
عمل إعراباً للقرآن في بضعة عشر مجلداً، ثم غسله قبل موته.
وكان ديناً صيناً نزهاً.
أخذ عنه أبو الفتح بن مختار، ومحمد بن عبد السلام.
قال خميس الحوزي: توفي سنة أربع وعشرين وأربع مئة.
الإمام الحافظ الجوال، الصالح العابد، أبو بكر، محمد بن إبراهيم ابن
أحمد الأردستاني.
سمع من عدد كثير، وحدث عن: أبي الشيخ، وأبي بكر بن المقرىء، ويوسف
القواس، وعمر بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، والقاسم بن علقمة
الأبهري، وإسماعيل بن حاجب الكشاني. وحدث عنه بالصحيح، ولقي بعكا أبا
زرعة المقرىء. وتلا على جماعة.
روى عنه: محمد بن عثمان القومساني، وابن ممان، وظفر بن هبة الله،
وغيرهم من الهمذانيين. وروى عنه أبو نصر الشيرازي المقرىء، والبيهقي في
كتبه، ووصفه بالحفظ.
قال شيرويه: كان ثقةً، يحسن هذا الشأن، سمعت عدةً يقولون: ما من رجل له
حاجة من أمر الدنيا والآخرة يزور قبره ويدعو إلا استجاب الله له. قال:
وجربت أنا ذلك، وقد حدث عنه في سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة بصحيح
البخاري عبد الغفار بن طاهر بهمذان.
قلت: هو ممن فات ابن عساكر ذكره في تاريخه.
وكان مع عمله بالأثر قيماً بكتاب الله، رفيع الذكر، أخذ بالبصرة عن
أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري. ويكنى
أيضاً بأبي جعفر.
مات سنة أربع وعشرين وأربع مئة.
فأما
أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي المشاط، فمن أقران صاحب الترجمة.
حدث عن: أبي عمرو بن مطر وجماعة.
روى عنه: البيهقي أيضاً، وعلي بن أحمد الأخرم.
لا أعلم متى توفي.
هو
الإمام العلامة، شيخ المالكية، أبو محمد، عبد الوهاب بن علي ابن نصر بن
أحمد بن حسين بن هارون بن أمير العرب مالك بن طوق، التغلبي العراقي،
الفقيه المالكي، من أولاد صاحب الرحبة.
صنف في المذهب كتاب التلقين، وهو من أجود المختصرات، وله كتاب المعرفة
في شرح الرسالة، وغير ذلك.
ذكره أبو بكر الخطيب، فقال: كان ثقةً، روى عن الحسين بن محمد ابن عبيد
العسكري، وعمر بن سبنك. كتبت عنه، لم نلق أحداً من المالكيين أفقه منه،
ولي قضاء بادرايا وباكسايا.
وخرج في آخر عمره إلى مصر، واجتاز بالمعرة فضيفه أبو العلاء بن سليمان،
وفيه يقول أبو العلاء:
والمالكيّ ابن نصرٍ زار في سفرٍ |
|
بلادنا فحمدنا النّأي والسّـفـرا |
إذا تفقّه أحـيا مـالـكـاً جـدلاً |
|
وينشر الملك الضّلّيل إن شعـرا |
وله أشعار رائقة، فمن ذلك:
ونائمةٍ قبّلـتـهـا فـتـنـبّـهـت |
|
وقالت تعالوا فاطلبوا اللّصّ بالحـدّ |
فقلت لها إنّي فـديتـك غـاصـبٌ |
|
وما حكموا في غاصبٍ بسوى الرّدّ |
خذيها وكفّي عـن أثـيمٍ ظـلامةً |
|
وإن أنت لم ترضي فألفاً على العدّ |
فقالت قصاصٌ يشهد العقـل أنّـه |
|
على كبد الجاني ألذّ من الشّـهـد |
وبانت يميني وهي هميان خصرها |
|
وبانت يساري وهي واسطة العقد |
فقالت ألم أُخـبـر بـأنّـك زاهـدٌ |
|
فقلت بلى ما زلت أزهد في الزّهد |
قال
أبو إسحاق في الطبقات: أدركت عبد الوهاب وسمعته يناظر، وكان قد رأى
القاضي الأبهري ولم يسمع منه. وله كتب كثيرة في الفقه: خرج إلى مصر،
وحصل له هناك حال من الدنيا بالمغاربة.
وقيل: كان ذهابه إلى مصر لإفلاس لحقه. فمات بها في شهر صفر سنة اثنتين
وعشرين وأربع مئة وله ستون سنة.
وكان أخوه من الشعراء المذكورين، ولي كتابة الإنشاء لجلال الدولة، ثم
نفذه رسولاً. وهو أبو الحسن محمد بن علي. مات بواسط في سنة سبع وثلاثين
وأربع مئة.
ومات أبوهما في سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة.
الشيخ
العدل الكبير، مسند همذان، أبو سعيد، عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
بن بندار بن شبانة، الهمذاني.
وقع لنا من حديثه الجزء الثاني.
يروي عن: أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد، والفضل بن الفضل الكندي،
ومحمد بن عبد الله بن برزة، ومحمد بن علي بن محمويه النسوي، وأبي بكر
القطيعي، وجماعة.
قال الحافظ شيرويه: حدثنا عنه عبد الملك بن عبد الغفار، ومحمد ابن
الحسين، ومحمد بن طاهر العابد، وأحمد بن عبد الرحمن الروذباري، وسعد بن
الحسن القصري، وأحمد بن طاهر القومساني، وأبو غالب أحمد ابن محمد بن
القارىء العدل.
قال: وكان صدوقاً من أهل الشهادات، ومن تناء البلد، مات في سنة خمس
وعشرين وأربع مئة.
قلت: وتوفي صاحبه أبو غالب بن القارىء سنة بضع وخمس مئة.
العالم الحافظ الرحال الثقة، أبو بكر، محمد بن أبي علي أحمد بن عبد
الرحمن بن محمد بن عمر بن حفص، الهمداني الذكواني الأصبهاني المعدل.
ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة.
وسمع من: عبد الله بن جعفر بن فارس، ومحمد بن أحمد الكشاني، والقاضي
أبي أحمد العسال، وأحمد بن معبد السمسار، ومحمد ابن قاسم العسال، وأحمد
بن محمد بن يحيى القصار، وأحمد بن بندار الشعار، وأبي إسحاق بن حمزة
الحافظ، وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني، وعاتكة بنت الإمام أبي
بكر بن أبي عاصم، وأبي القاسم الطبراني، وأبي بكر بن الجعابي، وأبي بكر
الآجري، وإبراهيم بن محمد ابن إبراهيم الديبلي، وأحمد بن القاسم بن
الريان اللكي المصري، وفاروق الخطابي، ومحمد بن إسحاق بن عباد التمار،
وعدة.
وله معجم في جزءين يرويه عبد الرحيم بن الطفيل عن السلفي.
حدث عنه: أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر، والمحدث أبو بكر أحمد بن محمد
بن أحمد بن موسى بن مردويه، وإسماعيل بن علي السيلقي، وأبو نصر عبد
الرحمن بن محمد السمسار، وعمر بن حسن بن سليم، وعلي بن الفضيل اليزدي،
والفضل بن محمد الحداد، وأخوه أبو الفتح، وفضلان بن عثمان القيسي، وأبو
العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني، وهؤلاء من شيوخ السلفي.
قال أبو نعيم: شهد وحدث ستين سنة، وسمع بمكة والبصرة والأهواز والري،
وجمع وصنف، وكان حسن الخلق، قويم المذهب. توفي في غرة شعبان سنة تسع
عشرة وأربع مئة.
قلت: وقع لنا سبعة مجالس له.