القسـم الأول - الجـزء الثاني (أهل الكتاب الخارجون عن الملة الحيفية والشريعة الإسلامية) - الباب الثاني

النصارى

النصارى‏:‏ أمة المسيح عيسى بن مريم‏:‏ رسول الله وكلمته عليه السلام وهو المبعوث حقاً بعد موسى عليه السلام المبشر به في التوراة‏.‏

وكانت له آيات ظاهرة وبينات زاهرة ودلائل باهرة مثل‏:‏ غحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص ونفس وجوده وفطرته‏:‏ آية كاملة على صدقه وذلك‏:‏ حصوله من غير نطفة سابقاً ونطقه البين من غير تعليم سالف‏.‏

وجميع الأنبياء بلاغ وحيهم أربعون سنة وقد أوحى الله تعالى إليه‏:‏ إنطاقاً في المهد وأوحى إليه‏:‏ إبلاغاً عند الثلاثين‏.‏

وكانت مدة دعوته‏:‏ ثلاث سنين وثلاثة أشهر و ثلاثة أيام‏.‏

فلما رفع إلى السماء اختلف الحواريون وغيرهم فيه وإنما اختلافاتهم تعود إلى أمرين‏:‏ أحدهما‏:‏ كيفية نزوله واتصاله برمه وتجسد الكلمة والثاني‏:‏ كيفية صعوده واتصاله بالملائكة وتوحد الكلمة‏.‏

أما الأول فإنهم قضوا بتجسد الكلمة و لهم في كيفية الاتحاد والتجسد كلام‏:‏ فمنهم من قال‏:‏ أشرق على جسدي إشراق النور على الجسم المشف و منهم من قال‏:‏ انطبع فيهم انطباع النقش في الشمع ومنهم من قال‏:‏ ظهر به ظهوراً الروحاني بالجسماني ومنهم من قال‏:‏ تدرع اللاهوت بالناسوت ومنهم من قال‏:‏ مازجت الكلمة جسد المسيح ممازجة اللبن الماء والماء اللبن‏.‏

وأثبتوا لله تعالى أقانيم ثلاثة قالوا‏:‏ الباري تعالى جوهر واحد يعنون به‏:‏ القائم بالنفس لا التحيز والحجمية فهو‏:‏ واحد بالجوهرية‏:‏ ثلاثة بالأقنومية ويعنون بالأقانيم الصفات‏:‏ كالوجود والحياة والعلم وسموها‏:‏ الأب والابن وروح القدس وإنما العلم تدرع وتجسد دون سائر الأقانيم‏.‏

وقالوا في الصعود‏:‏ إنه قتل وصلب قتله اليهود‏:‏ حسداً وبغياً وإنكاراً لنبوته ودرجته ولكن القتل ما ورد على الجزء اللاهوتي و إنما ورد على الجزء الناسوتي‏.‏

قالوا‏:‏ وكمال الشخص الإنساني في ثلاثة أشياء‏:‏ نبوة وإمامة وملكة وغيره من الأنبياء كانوا موصوفين بهذه الصفات الثلاث أو ببعضها والمسيح عليه السلام درجته فوق ذلك‏:‏ لأنه‏:‏ الابن الوحيد فلا نظير له ولا قياس له إلى غيره من الأنبياء و هو الذي به غفرت ذلة آدم عليه السلام وهو الذي يحاسب الخلق‏.‏

ولهم في النزول اختلاف‏.‏

فمنهم من يقول‏:‏ ينزل قبل يوم القيامة كما قال أهل الإسلام ومنهم من يقول‏:‏ لا زول له إلا يوم الحساب‏.‏

وهو بعد أن قتل وصلب نزل ورأى شخصه شمعون الصفا وكلمه وأوصى إليه ثم فارق الدنيا وصعد إلى السماء‏.‏

فكان وصيه‏:‏ شمعون الصفا وهو أفضل الحواريين علماًو زهداً وأدباً غير ان فولوس شوش أمره وصير نفسه شريكاً له وغير أوضاع كلامه وخلطه بكلام الفلاسفة ووساوس خاطرة‏.‏

ورأيت رسالة فولوس التي كتبها إلى اليونانيين‏:‏ أنكم تظنون أن مكان عيسى عليه السلام كمكان سائر الأنبياء و ليس كذلك بل إنه مثله مثل ملكيزداق وهو ملك السلام الذي كان إبراهيم عليه السلام يعطى إليه العشور وكان يبارك على إبراهيم ويمسح رأسه‏.‏

ومن العجب‏:‏ أنه نقل في الأناجيل‏:‏ أن الرب تعالى قال‏:‏ انك أنت الابن الوحيد ومن كان وحيداً كيف يمثل بواحد من البشر‏!‏‏.‏

ثم أن أربعة من الحواريين اجتمعوا وجمع كل واحد منهم جمعاً سماه‏:‏ الأنجيل وهم‏:‏ متى ولوقا ومرقس ويوحنا‏.‏

وخاتمة إنجيل متى أنه قال‏:‏ إني أرسلكم إلى الأمم كما أرسلني أبي إليكم فاذهبوا وادعوا الأمم باسم‏:‏ الأب والابن وروح القدس‏.‏

وفاتحة إنجيل يوحنا‏:‏ على القديم الأزلي قد كانت الكلمة وهو ذا الكلمة كانت عند الله والله هو كان الكلمة وكل كان بيده‏.‏

ثم افترقت النصارى اثنتين وسبعين فرقة وكبار فرقهم ثلاثة‏:‏ الملكانية والنسطورية واليعقوبية‏.‏

وانشعبت منها‏:‏ الإليانية والبليارسية والمقدانوسية والسبالية والبوطنوسية والبولية‏.‏

على سائر الفرق

الملكانية أصحاب‏:‏ ملكا الذي ظهر بأرض الروم والستولى عليها‏.‏

و معظم الروم ملكانية‏.‏

قالوا‏:‏ إن الكلمة احدت بجسد المسيح وتدرعت بناسوته‏:‏ ويعنون بالكلمة‏:‏ أقنوم العلم ويعنون بروح القدس‏:‏ أقنوم الحياة ولا يسمون العلم قبل تدرعه ابناً بل المسيح مع ما تدرع به ابن‏:‏ فقال بعضهم‏:‏ إن الكلمة ما زجت جسد المسيح كما يمازج الخمر أو الماء اللبن‏.‏
وصرحت الملكانية‏:‏ بأن جوهر غير الأقانيم وذلك كالموصوف والصفة وعن هذا صرحوا بفثبات التثليث وأخبر عنهم القرآن‏:‏ ‏"‏ لقد كفر الذين قالوا‏:‏ إن الله ثالث ثلاثة ‏"‏‏.‏

وقالت الملكانية‏:‏ إن المسيح ناسوت كلي لا جزئي وهو قديم أزلين وقد ولدت مريم عليها السلام إلهاً أزلياً والقتل والصلب وقع على الناسوت واللاهوت معاً‏.‏

وأطلقوا لفظ الأبوة والنبوة على الله عز وجل وعلى المسيح لما وجددوا في الإنجيل حيث قال‏:‏ إنك أنت الابن الوحيد وحيث قال له شمعون الصفا‏:‏ إنك ابن الله حقاً‏.‏

ولعل ذلك من مجاز اللغة كما يقال لطلاب الدنيا‏:‏ أبناء الدنيا ولطلاب الىخرة‏:‏ أبناء الآخرة وقد قال المسيح عليه السلام للحواريين‏:‏ أنا أقول لكم‏:‏ أحبوا اعداءكم وباركوا على لاعنيكم وأحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لاجل من يؤذيكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماء الذي تشرق شمسه كما أن اباكم الذي في السماء تام‏.‏

وقال‏:‏ انظروا صدقاتكم فلا تعطوها قدام الناس لترءوهم فلا يكون لكم اجر عند ابيكم الذي في السماء‏.‏

وقال حين كان يصلب‏:‏ أذهب إلى أبي وابيكم‏.‏

ولما قال أريوس‏:‏ القديم هو اللهن والمسيح هو مخلوق اجتمعت‏:‏ البطارقةن والمطارنةن والأساقفة في بلد فسطنطينية بمحضر من ملكهم وكانوا ثلاثمائة وثمانية رجلاً واتفقوا على هذه الكلمة‏:‏ اعتقاداً ودعوة وذلك قولهم‏:‏ نؤمن بالله الواحد‏:‏ الآب‏:‏ مالك كل شيء وصانع ما يرى وما لا يرى وبالابن الواحد‏:‏ يسوع المسيح‏:‏ ابن الله الواحد بكر الخلائق كلها الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها وليس بمصنوع إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت العوالم وخلق كل شيء من أجلنان ومن أجل معشر الناس‏.‏

ومن أجل خلاصنا‏:‏ نزل من السماء وتجسد من روح القدس وصار إنساناً وحبل به وولد من مريم البتول وقتل وصلب أيام فيلاطوسن ودفن ثم قام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء وجلي عن يمين أبيه وهو مستعد للمجيء تارة أخرى للقضاء بين الأموات والأحياء‏.‏
ونؤمن بروح القدس الواحد روح الحق الذي يخرج من أبيه وبمعمودية واحدة‏:‏ لغفران الخطايا وبجماعةواحدة قدسية مسيحية جاثليقية وبقيام أبداننا وبالحياة الدائمة أبد الىبدين‏.‏

هذا هو الإتفاق الأول على هذه الكلمات وفيه إشارة لى حشر الأبدان‏.‏

وفي النصارى من قال بحشر الارواح دون الأبدان وقال إن عاقبة الأشرار في القيامة‏:‏ غم وحزن الجهل وعاقبة الأخيار‏:‏ سرور وفرح العلم‏.‏

وأنكروا أن يكون في الجنة‏:‏ نكاح وأكل وشربز وقالمار إسحاق منهم إن الله تعالى وعد المطيعين وتوعد العاصين ولا يجوز أن يخلف الوعد لأنه لا يليق بالكريم ولكن يخلف الوعيد فلا يعذب العصاة ويرجع الخلق إلى سرور وسعادة ونعيم وعمم في الكل إذ العقاب الأبدي لا يليق بالجواد الحق تعالى‏.‏

النسطورية أصحاب‏:‏ نسطور الحكيم الذي ظهر في زمان المأمون وتصرف في الأناجيل بحكم رأيه‏.‏

وإضافته إليهم إضافة المعتزلة إلى هذه الشريعة‏.‏

قال‏:‏ إن الله تعالى واحد ذو أقانيم ثلاثة‏:‏ الوجود والعلم والحياة وهذه الأقانيم ليست زائدة على الذات ولا هي هو‏.‏

واتحدت الكلمة بجسد عيسى عليه السلام‏:‏ لا على طريق الامتزاج كما قالت الملكانية ولا على طريق الظهور به كما قالت اليعقوبية ولكن كإشراق الشمس في كوة على بلورة وكظهور النقش في الشمع إذا طبع بالخاتم‏.‏

واشبه المذاهب بمذهب نسطور في الأقانيم‏:‏ احوال أبي هاشم من المعتزلة فإنه يثبت خواص مختلفة لشيء هو مركباً من جنسين بل هو‏:‏ بسيط وواحد‏.‏

ويعنى بالحياة والعلم‏:‏ أقنومين جوهرين أي اصبين مبدأين للعالم ثم فسر العلم بالنطق والكلمة‏.‏

ويرجع منتهى كلامه إلى إثبات كونه تعالى‏:‏ موجوداًن حياً ناطقاً كما تقول الفلاسفة في حد الإنسان غلا أن هذه المعاني وبعضهم يثبت لله تعالى صفات أخر بمنزلة القدرة والإرادة ونحوهما ولم يجعلوها أقانيم كما جعلوا الحياة والعلم أقنومين‏.‏

ومنهم من أطلق القول بأن كل واحد من الأقانيم الثلاثة‏:‏ حي ناطق إله‏.‏

وزعم الباقون‏:‏ أن اسم الإله لا يطلق على كل واحد من الأقانيم‏.‏

وزعموا‏:‏ أن الابن لم يزل متولداً من الأب وإنماتجسد واتحد بجسد المسيح حين ولد والحدوث راجع إلى الجسد والناسوت فهو‏:‏ إله وإنسان اتحدا وهما‏:‏ جوهرانن أقنومان طبيعتان‏:‏ جوهر قديم وجوهر محدث‏:‏ إله تام وإنسان تام ولم يبطل الاتحاد قدم القديم ولا حدوث المحدث لكنهما صارا‏:‏ مسيحاً واحداً طبيعة واحدة‏.‏

وربما بدلوا العبارة فوضعوا مكان الجوهر‏:‏ الطبيعة ومكان الأقنوم‏:‏ الشخص‏.‏

وأما قولهم في‏:‏ القتل والصلب فيخالف قول الملكانية واليعقوبية قالوا‏:‏ إن القتل وقع على المسيح من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته لان الإله لا تحله الآلام‏.‏

وبوطينوس وبولس الشمشاطي يقولان‏:‏ إن الإله واحد وإن المسيح ابتدأ من مريم عليها السلام وإنه‏:‏ عبد صالح مخلوق إلا أن الله تعالى شرفه وكرمه لطاعته وسماه ابناً على التبني لا على الولادة والاتحاد‏.‏

ومن النسطورية قوم يقال لهم‏:‏ المصلين قالوا في المسيح مثل ما قال نسطور إلا انهم قالوا‏:‏ إذا اجتهد الرجل في العبادة وترك التغذي باللحم والدسم ورفض الشهوات الحيوانية والنفسانية‏:‏ تصفى جوهره حتى يبلغ ملكوت السماوات ويرى الله تعالى جهراً وينكشف له ما في الغيب‏:‏ فلا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء‏.‏

ومن النسطورية مكن ينفي التشبيه ويثبت القول بالقدر‏:‏ خيره وشره من العبد كما قالت القدرية‏.‏

اليعقوبية

أصحاب‏:‏ يعقوب‏.‏

قالوا بالأقانيم الثلاثة كما ذكرنا إلا أنهم قالوا‏:‏ انقلبت الكلمة لحماً‏.‏

ودماً فصار الإله هو المسيح وهو الظاهر بجسده بل هو‏:‏ هو‏.‏

وعنهم أخبرنا القرآن الكريم‏:‏ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم‏.‏

فمنهم من قال‏:‏ إن المسيح هو الله تعالى‏.‏

ومنهم من قال‏:‏ ظهر اللاهوت بالناسوت فصار ناسوت المسيح مظهر الجوهر لا على طريق حلول جزء فيه ولا على سبيل اتحاد الكلمة التي هي في حكم الصفة بل صار هو‏:‏ هو وهذا كما يقال‏:‏ ظهر الملك بصورة إنسان أو ظهر الشيطان بصورة حيوان وكما أخبر التنزيل عن جبريل عليه السلام‏:‏ فتمثل لها بشراً سوياً‏.‏

وزعم أكثر اليعقوبية‏:‏ أن المسيح جوهر واحد‏.‏

أقنوم واحد إلا أنه من جوهرين وربما قالوا‏:‏ طبيعة واحدة من طبيعتين فجوهر الإله القديم وجوهر الإنسان المحدث تركبا تركيباً كما تركبت النفس والبدن فصارا جوهراً واحداً أقنوم واحداً وهو إنسان كله وإله كله فيقال‏:‏ الإنسان صار إلهاً ولا ينعكس فلا يقال‏:‏ الإله صار إنساناً كالفحمة تطرح في النار فيقال‏:‏ صارت الفحمة ناراً ولا يقال‏:‏ صارت النار فحمة وهي في الحقيقة‏:‏ لا نار مطلقة ولا فحمة مطلقة بل هي‏:‏ جمرة‏.‏

وزعموا‏:‏ أن الكلمة اتحدت بالإنسان الجزئي لا الكلي‏.‏

ربما عبروا عن الاتحاد بالإمتزاج والأدراع والحلول كحلول صورة الإنسان في المرآة المجلوة‏.‏

وأجمع أصحاب التثليث كلهم على أن القديم لا يجوز أن يتحد بالمحدث إلا أن الأقنوم الثاني الذي هو الكلمة اتحدت دون سائر الأقانيم‏.‏

وأجمعوا كلهم على أن المسيح عليه السلام ولد من مريم عليها السلام وقتل وصلب ثم اختلفوا في كيفية ذلك فقالت الملكانية واليعقوبية‏:‏ إن الذي ولد من مريم هو الإله فالملكانية لما اعتقدت أن المسيح ناسوت كلي أزلي قالوا‏:‏ إن مريم إنسان جزئي والجزئي لا يلد الكلي و إنما ولده الأقنوم القديم‏.‏

واليعقوبية لما اعتقدت أن المسيح هو جوهر من جوهرينن وهو إلهن وهو المولود قالوا‏:‏ إن مريم ولدت إلهاً‏.‏

تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً‏.‏

وكذلك قالوا في القتل والصلب‏:‏ إنه وقع على الجوهر الذي هو من جوهرين قالوا‏:‏ ولو وقع على وزعم بعضهم‏:‏ أنانثبت وجهين للجوهر القديم فالمسيح‏:‏ قديم من وجه محدث من وجه‏.‏

وزعم قوم من اليعقوبية‏:‏ أن الكلمة لم تأخذ من مريم شيئاً لكنها مرت بها كالماء بالميزاب وما ظهر بها من شخص المسيح في الأعين فهو كالخيال والصورة في المرآة وإلا فما كان جسماً متجسماً كثيفاً في الحقيقة‏.‏

وكذلك القتل والصلب إنما وقع على الخيال والحسبان وهؤلاء يقال لهم‏:‏ الإليانية‏.‏

وهم قوم بالشام واليمن وأرمينية قالوا‏:‏ وإنما صلب الإله من أجلنا حتى يخلصنا‏.‏

وزعم بعضهم‏:‏ أن الكلمة كانت تداخل جسم المسيح عليه السلام أحياناً فتصدر عنه الآيات‏:‏ ن إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص وتفارقه في بعض الأوقات فترد عليه الآلام في بعض الأوقات فترد عليه الآلام والأوجاع‏.‏

ومنهم بليارس وأصحابه حكى عنه أنه كان يقول‏:‏ إذا صار الناس إلى الملكوت الأعلى‏:‏ أكلوا ألف سنة وشربوان وناكحوا ثم صاروا إلى النعم التي وعدهم آريوسح وكلها‏:‏ لذة وراحة وسرور وحبور لا أكل فيهان ولا شرب ولا نكاح‏.‏

وزعم مقدانيوس أن الجوهر القديم جوهر واحد أقنوم واحد له ثلاث خواصن واتحد بكليته بجسد عيسى بن مريم عليهما السلام‏.‏

وزعم آريوس‏:‏ أن الله واحد سماه‏:‏ آبا وأن المسيح كلمة الله وابنه‏:‏ على طريق الاصطفاء وهو مخلوق قبل خلق العالم وهو خالق الأشياء‏.‏

وزعم‏:‏ أن لله تعالى روحاًمخلوقة أكبر منسائر الأرواح وأنها واسطة بين الآب والابن تؤدي غليه الوحي‏.‏

وزعم أن المسيح ابتدأ‏:‏ جوهراً لطيفاً روحانياً خالصاً غير مركب ولا ممزوج بشيء من الطبائع الأربع وإنما تدرع بالطبائع الأربع عند الاتحاد بالجسم المأخوذ من مريم‏.‏

وهذا آريوس قبل الفرق الثلاث فتبرءوا منه لمخالفتهم إياه في المذهب‏.‏