القسم الثاني - الجزء الرابع (آراء الهند) - الباب الثالث

عبدة الكواكب

ولم ينقل للهند مذهب في عبادة الكواكب إلا فرقتان توجهتا إلى النيرين‏:‏ الشمس والقمر‏.‏

ومذهبهم في ذلك مذهب الصابئة في توجههم إلى الهياكل السماوية دون قصر البروبية والإلهية عليها‏.‏

عبدة الشمس‏:‏ الدينيكيتية زعموا‏:‏ أن الشمس ملك من الملائكة ولها نفس وعقل ومنها نور الكواكب وضياء العالم وتكون الموجودات السفلية وهي ملك الفلك فتستحق التعظيم والسجود والتبخير والدعاء وهؤلاء يسمون الدينتكيتية أي‏:‏ عباد الشمس ومن سنتهم أن اتخذوا لها صنماً على لون النار وله بيت خاص قد بنوه باسمه ووقفوا عليه ضياعاً وقرياناً وله سدنة وقوام‏.‏

فيأتون البيت ويصلون ثلاث كرات ويأتيه أصحاب العلل والأمراض فيصومون له ويصلون ويدعون ويستشفون به‏.‏

عبدة القمر‏:‏ الجندريكينية زعموا‏:‏ أن القمر ملك من الملائكة يستحق التعظيم والعبادة وإليه تدبير هذا العالم السفلي والأمور الجزئية فيه ومنه نضج الأشياء المتكونة وإيصالها إلى كمالها وبزيادته ونقصانه تعرف الأزمان والساعات وهو تلو الشمس وقرينها ومنها نوره وبالنظر إليها تكون زيادته ونقصانه وهؤلاء يسمون الجندريكينية أي‏:‏ عباد القمر‏.‏

ومن سنتهم أن اخذوا له صنماً على شكل عجل يجره أربعة وبيد الصنم جوهر‏.‏

ومن دينهم أن يسجدوا له ويعبدوه وأن يصوموا النصف من كل شهر ولا يفطروا حتى يطلع القمر ثم يأتون صنمه بالطعام والشراب واللبن ثم يرغبون إليه وينظرون إلى القمر ويسألونه حوائجهم فإذا استهل الشهر علوا السطوح وأوقدوا الدخن ودعوا عند رؤيته ورغبوا إليه ثم نزلوا عن السطوح إلى الطعام والشراب والفرح والسرور ولم ينظروا غليه إلا على وجوه حسنة‏.‏

وفي نصف الشهر إذا فرغوا من الإفطار اخذوا في الرقص واللعب .