المجلد الخامس - ثم دخلت سنة سبع وأربعين (ذكر الأحداث التي كانت فيها)

ثم دخلت سنة سبع وأربعين

ذكر الأحداث التي كانت فيها

ففيها كان مشتى مالك بن هبيرة بأرض الروم، ومشتى أبي عبد الرحمن القيني بأنطاكية.

ذكر عزل عبد الله بن عمرو عن مصر وولاية ابن خديج وفيها عزل عبد الله بن عمرو بن العاص عن مصر، ووليها معاوية ابن حديج، وسار - فيما ذكر الواقدي - في المغرب، وكان عثمانياً. قال: ومر به عبد الرحمن بن أبي بكر وقد جاء من الإسكندرية، فقال له: يا معاوية، قد لعمري أخذت من معاوية جزاءك، قتلت محمد بن أبي بكر لأن تلي مصر، فقد وليتها. قال: ما قتلت محمد بن أبي بكر إلا بما صنع بعثمان؛ فقال عبد الرحمن: فلو كنت إنما تطلب بدم عثمان لم تشرك معاوية فيما صنع حيث صنع عمرو بن العاص بالأشعري ما صنع، فوثبت أول الناس فبايعته.

ذكر غزو الغور وقال بعض أهل السير: وفي هذه السنة وجه زياد الحكم بن عمرو الغفاري إلى خراسان أميراً، فغزا جبال الغور وفراونده، فقهرهم بالسيف عنوةً ففتحها، وأصاب فيها مغانم كثيرة وسبايا؛ وسأذكر من خالف هذا القول بعد إن شاء الله تعالى.

وذكر قائل هذا القول أن الحكم بن عمرو قفل من غزوته هذه، واختلفوا فيمن حج بالناس في هذه السنة، فقال الواقدي: أقام الحج في هذه السنة عتبة بن أبي سفيان. وقال غيره: بل الذي حج في هذه السنة عنبسة بن أبي سفيان.

وكانت الولاة والعمال على الأمصار الذين ذكرت أنهم كانوا العمال والولاة في السنة التي قبلها.