المجلد السادس - ذكر الخبر عن وقوع الخلاف بين الأزارقة

ذكر الخبر عن وقوع الخلاف بين الأزارقة

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة وقع الاختلاف بين الأزارقة أصحاب قطري بن الفجاءة، فخالفه بعضهم واعتزله، وبايع عبد ربه الكبير، وأقام بعضهم على بيعة قطري. ذكر الخبر عن ذلك، وعن السبب الذي من أجله حدث الأختلاف بينهم حتى صار أمرهم إلى الهلاك: ذكر هشام عن أبي مخنف، عن يوسف بن يزيد، أن المهلب أقام بسابور فقاتل قطرياً وأصحابه من الأزارقة بعدما صرف الحجاج عتاب بن ورقاء عن عسكره نحواً من سنة. ثم إنه زاحفهم يوم البستان فقاتلهم قتالاً شديداً، وكانت كرمان في أيدي الخوارج، وفارس في يد المهلب، فكان قد ضاق عليهم مكانهم الذي هم به، لا يأتيهم من فارس مادة، وبعدت ديارهم عنهم، فخرجوا حتى أتوا كرمان وتبعهم المهلب حتى نزل بجيرفت - وجيرفيت مدينة كرمان - فقاتلهم بها أكثر من سنة قتالاً شديداً. وحازهم عن فارس كلها، فلما صارت فارس كلها في يد المهلب بعث الحجاج عليها عماله وأخذها من المهلب، فبلغ ذلك عند عبد الملك، فكتب إلى الحجاج: أما بعد، فدع بيد المهلب خراج جبال فارس، فإنه لا بد للجيش من قوة، ولصاحب الجيش من معونة، ودع له كورة فساودرابجرد. وكورة إصطخر. فتركها للمهلب، فبعث المهلب عليها عماله، فكانت له قوة على عدوه وما يصلحه، ففي ذلك يقول الشاعر الأزد وهو يعاتب المهلب:

نقاتل عن قصور درابجرد          ونجبي للمغيرة والرقـاد

وكان الرقاد بن زياد بن همام -رجل من العتيك - كريماً على المهلب، وبعث الحجاج إلى المهلب البراء بن قبيصة. وكتب إلى المهلب: أما بعد، فإنك والله لو شئت فيما أرى لقد اصطلمت هذه الخارجة المارقة، ولكنك تحب طول بقائهم لتأكل الأرض حولك. وقد بعثت إليك البراء بن قبيصة لينهضك إليهم، فانهض إليهم إذا قدم عليك بجميع المسلمين، قم جاهدهم أشد الجهاد. وإياك والعلل والأباطيل، والأمور التي ليست لك عندي بسائغة ولا جائزة؛ والسلام.

فأخرج المهلب بنيه؛ كل ابن له في كتيبة، وأخرج الناس على راياتهم ومصافهم وأخماسهم، وجاء البراء بن قبيصة فوقف على تل قريب منهم حيث يراهم. فأخذت الكتائب تحمل على الكتائب، والرجال على الرجال، فيقتلون أشد قتال رآه الناس من صلاة الغداة إلى انتصاف النهار، ثم انصرفوا. فجاء البراء بن قبيصة إلى المهلب فقال له: لا والله ما رأيت كبنيك فرساناً قط، ولا كفرسانك من العرب فرساناً قط، ولا رأيت مثل قوم يقاتلونك قط أصبر ولا أبأس، أنت والله المعذور. فرجع بالناس المهلب، حتى إذا كان عند العصر خرج إليهم بالناس وبنيه في كتائبهم، فقاتلوه كقتالهم في أول مرة. قال أبو مخنف: وحدثني أبو المغلس الكناني، عن عمه أبي طلحة، قال: خرجت كتيبة من كتائبهم لكتيبة من كتائبنا، فاشتد بينهما القتال، فأخذت كل واحدة منهما لا تصد عن الأخرى، فاقتتلتا حتى حجز الليل بينهما، فقالت إحداهما للأخرى: ممن أنتم؟ فقال هؤلاء: نحن من بني تميم؛ وقال هؤلاء: نحن من بني تميم؟ فانصرفوا عند المساء، قال المهلب للبراء: كيف رأيت؟ قال: رأيت قوماً والله ما يعينك عليهم إلا الله. فأحسن إلى البراء بن قبيصة وأجازه. وحمله وكساه، وأمر له بعشرة آلاف درهم، ثم انصر إلى الحجاج فآتاه بعذر المهلب، وأخبره بما رأى، وكتب المهلب إلى الحجاج: أما بعد، فقد آتاني كتاب الأمير أصلحه الله. واتهامه إياي في هذه الخارجة المارقة، وأمرني الأمير بالنهوض إليهم، وإشهاد رسوله ذلك، وقد فعلت، فليسأله عما رأى، فأما أنا فوالله لو كنت أقدر على استئصالهم وإزالتهم عن مكانهم ثم أمسكت عن ذلك لقد غششت المسلمين، وما وفيت لأمير المؤمنين، ولا نصحت للأمير -أصلحه الله - فمعاذ الله أن يكون هذا من رأيي، ولا مما أدين الله به، والسلام. ثم إن الهلب قاتلهم بها ثمانية عشر شهراً لا يستقل منهم شيئاً، ولا  يرى في موطن ينقعون له ولمن معه من أهل العراق من الطعن والضرب ما يردعونهم به ويكفونهم عنهم. ثم إن رجلاً منهم كان عاملاً لقطرى على ناحية من كرمان خرج في سرية لهم يدعى المقعطر من بني ضبة، فقتل رجلاً قد كان ذا بأس من الخوارج، ودخل منهم في ولاية، فقتله المقعطر، فوثبت الخوارج إلى قطرى، فذكروا له ذلك، وقالوا: أمكنا من الضبي نقتله بصاحبنا، فقال لهم: ما أرى أن أفعل! رجل تأول فأخطأ في التأويل ما أرى أن تقتلوه، وهو من ذوي الفضل منكم، والسابقة فيكم، قالوا: بلى! قال لهم: لا، فوقع الاختلاف بينهم، فولوا عبد ربه الكبير، وخلعوا قطرياً، وبايع قطرياً منهم عصابة نحواً من ربعهم أو خمسهم، فقاتلهم نحواً من شهر غدوة وعشية. فكتب بذلك المهلب إلى الحجاج: أما بعد، فإن الله قد ألقى بأس الخوارج بينهم، فخلع عظمهم قطرياً وبايعوا عبد رب، وبقيت عصابة منهم مع قطري، فهم يقاتل بعضهم بعضأ غدواً وعشياً، وقد رجزت أن يكون ذلك من أمرهم سبب هلاكهم إن شاء الله! والسلام. فكتب إليه: أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر فيه اختلاف الخوارج بينها، فإذا آتاك كتابي هذا فناهضهم على حال اختلافهم وافتراقهم قبل أن يجتمعوا، فتكون مأونتهم عليك أشد، والسلام. فكتب إليه: أما بعد، فقد بلغني كتاب الأمير، وكل ما فيه قد فهمت، ولست أرى أن أقاتلهم ما داموا يقتل بعضهم بعضاً، وينقص بعضهم عدد بعض، فإن تموا على ذلك فهو الذي نريد وفيه هلاكهم، وإن اجتمعوا لم يجتمعوا إلا وقد رقق بعضهم بعضاً. فأناهضهم على تفئة ذلك، وهم أهون ما كانوا وأضعفه شوكة، إن شاء الله، والسلام. فكف عنه الحجاج، وتركهم المهلب يقتتلون شهراً لا يحركهم. ثم إن قطرياً خرج بمن اتبعه نحو طبرستان. وبايع عامتهم عبد ربه الكبير، فنهض إليهم المهلب، فقاتلوه قتالاً شديداً. ثم إن الله قتلهم فلم ينج منهم إلا قليل، وأخذ عسكرهم وما فيه وسبوا، لأنهم كانوا يسبون المسلمين. وقال كعب الأشقري- والأشقر بطن من الأزد - يذكر يوم رامهرمز، وأيام سابور. وأيام جيرفت:

يا حفص إن عداني عنكـم الـسـفـر            وقد أرقت فآذى عـينـي الـسـهـر
علقت يا كعب بعد الـشـيب غـانـية            والشيب فيه عن الأهـواء مـزدجـر
أممسك أنت عنهـا بـالـذي عـهـدت             أم حبلها إذ نأتـك الـيوم مـنـبـتـر
علقت خوداً بأعلى الطف مـنـزلـهـا             في غرفة دونها الأبواب والـحـجـر
درماً منـاكـبـهـا ريا مـآكـمـهـا                      تكاد إذ نهضت بالمشـي تـنـبـتـر
وقد تركت بـشـط الـزابـيين لـهـا                  داراً بها يسعد البـادون والـحـضـر
واخترت داراً بها حـي أسـر بـهـم                 ما زال فيهم لمن تخـتـارهـم خـير
لما نيت بي بلادي سرت منـتـجـعـاً             وطالب الخير مرتـاد ومـنـتـظـر
أبا سعيد فإنـي جـئت مـنـتـجـعـاً                 أرجو نوالك لما مسـنـي الـضـرر
لولا المهـلـب مـا زرنـا بـلادهـم                   ما دامت الأرض فيها الماء والشجـر
فما من الناس من حي عـلـمـتـهـم               إلا يرى فيهـم مـن سـيبـكـم أثـر
أحييتهم بسـجـال مـن نـداك كـمـا                تحيا البلاد إذا ما مسـهـا الـمـطـر
إني لأرجـو إذا مـا فـاقـه نـزلـت                     فضلا من الله فـي كـفـيك يبـتـدر
فاجبر أخاً لك أوهى الفـقـر قـوتـه                  لعله بعد وهي الـعـظـم ينـجـبـر
جفا ذوو نسبي عـنـي وأخـلـقـنـي                ظني فـلـلـه دري كـيف آتـمـر
يا واهب القينة الحسنـاء سـنـتـهـا                 كالشمس هر كولة في طرفها فـتـر
ومـا تـزال بـدور مـنــك رائحة                         وآخرون لهم مـن سـيبـك الـغـرر
نماك للـمـجـد أمـلاك ورثـتـهـم                      شم العرانين فـي أخـلاقـهـم يسـر
ثاروا بقـتـلـى وأوتـار تـعـددهـا                        في حين لاحدث في الـحـرب يتـئر
واستسلم الناس إذ حل الـعـدو بـهـم              فمـا لأمـرهـم ورد ولا صـــدر
وما تجاوز باب الجـسـر مـن أحـد                    وعضت الحرب أهل المصر فانجحروا
وأدخل الخوف أجواف البيوت عـلـى                مثل النساء رجـال مـا بـهـم غـير

واشتدت الحرب والبلوى وحل بـنـا                  أمر تشمر فـي أمـثـالـه الأزر
نظل من دون خفض معصمين بهـم                فشمر الشيخ لما أعظم الـخـطـر
كنا نهون قـبـل الـيوم شـأنـهـم                     حتى تفاقم أمـر كـان يحـتـقـر
لما وهنا وقد حلوا بـسـاحـتـنـا                      واستنفر الناس تارات فما نـفـروا
نادى امرؤ لا خلاف في عشـيرتـه                   عنه وليس به في مثلـه قـصـر
أفشى هنالك مما كان مذ عصـروا                   فيهم صنائع مـمـا كـان يدخـر
تلبسوا لقراع الـحـرب بـزتـهـا                          فأصبحوا من وراء الجسر قد عبروا
ساروا بألوية للمجـد قـد رفـعـت                        وتحتهن ليوث في الـوغـى وقـر
حتى إذا خلفوا الأهواز واجتمـعـوا                     برامهرمز وافاهم بهـا الـخـبـر
نعي بشر فجال اليوم وانصـدعـوا                       إلا بقـايا إذا مـا ذكـروا ذكـروا
ثم استمر بـنـا راض بـبـيعـتـه                            ينوي الوفاء ولم نغدر كما غـدروا
حتى اجتمعنا بسابور الجنـود وقـد                     شبت لنا ولهم نـار لـهـا شـرر
نلقي مساعير أبـطـالاً كـأنـهـم                          جن نقارعهم ما مثلـهـم بـشـر
نسقى ونسقيهم سماً علـى حـنـق                   مستأنفي الليل حتى أسفر السـحـر
قتلى هنالـك لا عـقـل ولا قـود                          منا ومنهم دماء سفـكـهـا هـدر
حتى تنحوا لنا عنهـا تـسـوقـهـم                       منا ليوث إذا ما أقدمـوا جـسـروا
لم يغن عنهم غداة الـتـل كـيدهـم                     عند الطعان ولا المكر الذي مكروا
باتت كتـائبـنـا تـردى مـسـومةً                          حول المهلب حتى نور الـقـمـر
هناك ولوا حزاناً بعدمـا فـرحـوا                           وحال دونهم الأنـهـار والـجـدر
عبوا جنودهم بالسـفـح إذ نـزلـوا                        بكازرون فما عزوا ولا ظـفـروا
وقد لقوا مصدقاً مـنـا بـمـنـزلة                            ظنوا بأن ينصروا فيها فما نصـروا
بدشت بارين يوم الشعب إذ لحـقـت                     أسد بسفك دماء النـاس قـد زئروا
لاقوا كتائب لا يخلـون ثـغـرهـم                             فيهم على من يقاسي حربهم صعر
المقدمين إذ مـا خـيلـهـم وردت                         والعاطفين إذا مـا ضـيع الـدبـر
وفي جبيرين إذ صفوا بزحـفـهـم                         ولوا خزايا وقد فلوا وقد قـهـروا
والله ما نزلوا يوماً بـسـاحـتـنـا                             إلا أصابهم من حربـنـا ظـفـر
ننفيهم با لقنـا عـن كـل مـنـزلة                           تروح منا مساعـير وتـبـتـكـر
ولوا حذاراً وقد هزوا أسـنـتـنـا                              نحو الحروب فما نجاهم الـحـذر
صلت الجبين طويل الباع ذو فـرح                          ضخم الدسيعة لا وان ولا غـمـر
مجرب الحرب ميمون نـقـيبـتـه                              لا يستخف ولا من رأيه الـبـطـر
وفي ثلاث سنـين يسـتـديم بـنـا                            يقارع الحرب أطـواراً ويأتـمـر
يقول إن غـداً مـبـد لـنـاظـره                                  وفي الليالي وفي الأيام معـتـبـر
دعوا التتابع والإسراع وارتـقـبـوا                               إن المحارب يستأنـي وينـتـظـر
حتى أتته أمـور عـنـدهـا فـرج                                وقد تـبـين مـا يأتـي ومـا يذر
لما زواهم إلى كرمان وانصـدعـوا                             وقد تقـاربـت الآجـال والـقـدر
سرنا إليهم بمثل الموج وازدلـفـوا                           وقبل ذلك كانـت بـينـنـا مـئر
وزادنا حنقاً قـتـلـى نـذكـرهـا                                 لا تستفيق عيون كـلـمـا ذكـروا
إذا ذكرنا جـروزاً والـذين بـهـا                                  قتلى مضى لهم حولان ما قـبـروا
تأتي علينا حزازات النفـوس فـمـا                          نبقي عليهم وما يبقـون إن قـدروا
ولا يقيلوننا في الحرب عثـرتـنـا                            ولا نقيلـهـم يومـاً إذا عـثـروا
لا عذر يقبل منـا دون أنـفـسـنـا                            ولا لهم عندنا عذر لـو اعـتـذروا
صفان بالقاع كالطودين بـينـهـمـا                            كالبرق يلمع حتى يشخص البصـر

علـى بـــصـــائر كـــل غـــير تـــاركـــهـــا                      كلا الـفـريقـين تـتــلـــى فـــيهـــم الـــســـور
يمـــشـــون فـــي الـــبـــيض والأبـــدان إذ وردوا             مشـي الـزوامـل تــهـــدي صـــفـــهـــم زمـــر
وشـيخـنـا حـولــه مـــنـــا مـــلـــمـــلـــمة                     حي مـن الأزد فــيمـــا نـــابـــهـــم صـــبـــر
في مـوطـن يقـطــع الأبـــطـــال مـــنـــظـــره                  تشـاط فـيه نـــفـــوس حـــين تـــبـــتـــكـــر
مازال مـنـــا رجـــال ثـــم نـــضـــربـــهـــم                      بالـمـشـرفـي ونـار الـحـــرب تـــســـتـــعـــر
وبـــاد كـــل ســـلاح يســـتـــعـــان بــــــه                      في حـومة الــمـــوت إلا الـــصـــارم الـــذكـــر
ندوسـهـــم بـــعـــنـــاجـــيج مـــجـــفـــفة                      وبـينـنـا ثـم مـن صـــم الـــقـــنـــا كـــســـر
يغـشـين قـتـلـي وعـقــري مـــا بـــهـــا رمـــق               كأنـمـا فـوقــهـــا الـــجـــادي يعـــتـــصـــر
قتـلـى بـقـتـلـى قـصـاص يســتـــقـــاد بـــهـــا                تشـفـي صـــدور رجـــال طـــالـــمـــا وتـــروا
مجـــاوين بـــهـــا خـــيلاُ مـــعـــقـــــــرة                          للـطـير فـيهــا وفـــي أجـــســـادهـــم جـــزر
في مـعـرك تـحـسـب الـقـتـلـى بــســـاحـــتـــه               أعـجـاز نـخـل زفــتـــه الـــريح ينـــعـــقـــر
وفـي مـواطـن قـبــل الـــيوم قـــد ســـلـــفـــت                 قد كـان لـلأزد فـيهـا الـحـــمـــد والـــظـــفـــر
في كـــل يوم تـــلاقـــى الأزد مـــفـــظــــــعةً                     يشـيب فـي سـاعة مـن هـولــهـــا الـــشـــعـــر
والأزد قـومـي خـيار الــقـــوم قـــد عـــلـــنـــوا                   إذا قـــرومـــهـــم يوم الـــوغـــى خـــطــــر
فيهــم مـــعـــاقـــل مـــن عـــز يلاذ بـــهـــا                       يومـــاً إذا شـــمـــرت حـــرب لـــهـــــا درر
حي بـأسـيافـــهـــم يبـــغـــون مـــجـــدهـــم                    إن الـمـكـارم فـي الــمـــكـــروه تـــبـــتـــدر
لولا الـمــهـــلـــب لـــلـــجـــيش الـــذي وردوا                    أنـهـار كـرمـان بـعـــد الـــلـــه مـــا صـــدروا
إن اعـتـصـمـنـا بـحـبــل الـــلـــه إذ جـــحـــدوا                    بالـمـحـكـمـات ولـم نـكـفـر كــمـــا كـــفـــروا
جاروا عـن الـقــصـــد والإســـلام واتـــبـــعـــوا                   دينـاً يخــالـــف مـــا جـــاءت بـــه الـــنـــذر

قالت طفيل بن عامر بن واثلة وهو يذكر قتل عبد ربه الكبير وأصحابه،

ذهاب قطري في الأرض واتباعهم إياه ومراوغته إياهم:
لقد مس منا عبد رب وجنده                        عقـاب فـأمـسـى سـبـيهـم فـي الـــمـــقـــاســـم
سمـا لـهـم بـالـــجـــيش حـــتـــى أزاحـــهـــم    بكـرمـان عـن مـــثـــوى مـــن الأرض نـــاعـــم
ومــا قـــطـــري الـــكـــفـــر إلا نـــعـــامة              طريد يدوي لـــيلـــــــه غـــــــير نـــــــائم
إذا فـــر مـــنـــا هـــارب كـــان وجـــهــــه              طريقـاً سـوى قـصـد الـهــدى والـــمـــعـــالـــم
فلـيس بــمـــنـــجـــيه الـــفـــرار وإن جـــرت            به الـفـلـك فـــي لـــج مـــن البحر دائم