المجلد السابع - ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائة: ذكر ما كان في هذه السنة من الأحداث

ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائة

ذكر ما كان في هذه السنة من الأحداث

فمن ذلك ما كان من توجيه أبي العباس عمّه سليمان بن عليّ والياً على البصرة وأعمالها، وكور دجلة والبحرين وعمان ومهرجانقذق، وتوجيهه أيضاً عمه إسماعيل بن عليّ على كور الأهواز.

وفيها قتل داود بن عليّ من كان أخذ من بني أميّة بمكة والمدينة.

وفيها مات داود بن عليّ بالمدينة في شهر ربيع الأول؛ وكانت ولايته - فيما ذكر محمد بن عمر - ثلاثة أشهر.

واستخلف داود بن علي حين حضرته الوفاة على عمله ابنه موسى؛ ولما بلغت أبا العباس وفاته وجّه على المدينة ومكة والطائف واليمامة خاله زياد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثيّ، ووجّه محمد بن يزيد بن عبد الله ابن عبد المدان على اليمن، فقدم اليمن في جمادى الأولى، فأقام زياد بالمدينة ومضى محمد إلى اليمن. ثم وجّه زياد بن عبيد الله من المدينة إبراهيم بن حسان السلميّ؛ وهو أبو حماد الأبرص - إلى المثنّى بن يزيد بن عمر بن هبيرة وهو باليمامة، فقتله وقتل أصحابه.

وفيها كتب أبو العباس إلى أبي عون بإقراره على مصر والياً عليها، وإلى عبد الله وصالح ابني عليّ على أجناد الشأم.

وفيها توجّه محمد بن الأشعث إلى إفريقيّة فقاتلهم قتالاً شديداً حتى فتحها.

وفيها خرج شريك بن شيخ المهريّ بخراسان على أبي مسلم ببخارى ونقم عليه، وقال: ما على هذا اتّبعنا آل محمد، على أن نسفك الدماء، ونعمل بغير الحقّ. وتبعه على رأيه أكثر من ثلاثين ألفاً، فوجّه إليه أبو مسلم زياد بن صالح الخزاعيّ فقاتله فقتله.

وفيها توجّه أبو داود خالد بن إبراهيم من الوخش إلى الختّل، فدخلها ولم يمتنع عليه حنش بن السبل ملكها، وأتاه ناس من دهاقين الختل، فتحصّنوا معه؛ وامتنع بعضهم في الدروب والشعاب والقلاع. فلما ألحّ أبو داود على حنش، خرج من الحصن لييلاً ومعه دهاقينه وشاكريّته حتى انتهوا إلى أرض فرغانة؛ ثم خرج منها في أرض الترك، حتى وقع إلى ملك الصين؛ وأخذ أبو داود من ظفر به منهم، فجاوز بهم إلى بلخ، ثم بعث بهم إلى أبي مسمل.

وفيها قتل عبد الرحمن بن يزييد بن المهلب؛ قتله سليمان الذي يقال له الأسود، بأمان كتبه له.

وفيها وجّه صالح بن عليّ سعيد بن عبد الله لغزو الصائفة؛ وراء الدروب.

وفيها عزل يحيى بن محمد عن الموصل، واستعمل مكانه إسماعيل بن عليّ.

وحجّ بالناس في هذه السنة زياد بن عبيد الله الحارثيّ؛ كذلك حدّثني أحمد ابن ثابت، عمّن حدّثه، عن إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر، وكذلك قال الواقديّ وغيره.

وكان علي الكوفة وأرضها عيسى بن موسى، وعلى قضائها ابن أبي ليلى، وعلى البصرة وأعمالها وكوردجلة والبحرين وعمان والعرض ومهرجانقذق سليمان ابن عليّ، وعلى قضائها عبّاد بن منصور، وعلى الأهواز إسماعييل بن عليّ وعلى فارس محمد بن الأشعث، وعلى السّند منصور بن جمهور، وعلى خراسان والجبال أبو مسلم، وعلى قنّسرين وحمص وكور دمشق والأردّن عبد الله بن عليّ، وعلى فلسطين صالح بن عليّ.

وعلى مصر عبد الملك بن يزيد أبو عون، وعلى الجزيرة عبد الله بن محمد المنصور، وعلى الموصل إسماعيل بن عليّ، وعلى أرمينية صالح بن صبيح، وعلى أذربيجان مجاشع بن يزيد.

وعلى ديوان الخراج خالد بن برمك.