المجلد الثامن - ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائة: ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائة

ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

فمن ذلك خروج المنصور إلى الشام ومسيره إلى بيت المقدس وتوجيهه يزيد بن حاتم إلى أفريقية في خمسين ألفاً - فيما ذكر - لحرب الخوارج اللذين كانوا بها ، الذين قتلوا عامله عمر بن حفص. وذكر انه أنفق على ذلك الجيش ثلاثة وستين ألف ألف درهم .

وفي هذه السنة عزم المنصور - فيما ذكر - على بناء مدينة الرافقة ، وذكر عن محمد جابر، عن أبيه أن أبا جعفر لما أراد بناءها ، امتنع أهل الرقة،وأرادوا محاربته، وقالوا: تعطل علينا أسواقنا وتذهب بمعايشنا ، وتضيق منازلنا؛ فهم بمحاربتهم، وبعث إلى راهب في الصومعة هنالك، فقال له : هل لك علم بأن إنساناً يبني هاهنا مدينة؟ فقال : بلغني أن رجلاً يقال له مقلاص يبنيها، فقال: أنا والله مقلاص.

وذكر محمد بن عمر أن صاعقةً سقطت في هذه السنة في المسجد الحرام فقتلت خمسة نفر.

وفيها هلك أبو أيوب المورياني وأخوه خالد، وأمر المنصور موسى بن دينار حاجب أبي العباس الطوسي بقطع أيدي بنس آخى أبي أيوب وأرجلهم وضرب أعناقهم؛ وكتب بذلك إلى المهدي، ففعل ذلك موسى وأنفذ فيهم ما أمره به.

وفيها ولي عبد الملك بن ظبيان النميري على البصرة.

وغزا الصائفة في هذه السنة زفر بن عاصم الهلالي فبلغ الفرات.

وحج بالناس في هذه السنة محمد بن إبراهيم، وهو عامل أبي جعفر على مكة والطائف .

وكان على المدينة الحسن بن يزيد، وعلى الكوفة محمد بن سليمان، وعلى البصرة عبد الملك بن أيوب بن ظبيان. وعلى قضائها سوار بن عبد الله وعلى السند هشام بن عمرو، وعلى إفريقية يزيد بن حاتم، وعلى مصر محمد بن سعيد.