المجلد الثامن - ثم دخلت سنة خمس وثمانين ومائة: ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

ثم دخلت سنة خمس وثمانين ومائة

ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

فمن ذلك ما كان من قتل أهل طبرستان مهرويه الرازي وهو واليها، فولى الرشيد مكانه عبد الله بن سعيد الحرشي.

وفيها قتل عبد الرحمن الأبناوي أبان بن قحطبة الخارجي بمرج القلعة.

وفيها عاث حمزة الشاري بباذغيس من خراسان، فوثب عيسى بن علي بن عيسى على عشرة آلاف من أصحاب حمزة فقتلهم، وبلغ كابل وزايلستان والقندهار، فقال أبو العذافر في ذلك:

كاد عيسى يكون ذا القرنين       بلغ المشرقين والمغربـين
لم يدع كابلاً ولا زابلسـتـا            ن فما حولها إلى الرخجين

وفيها خرج أبو الخصيب ثانية بنسا، وغلب عليها وعلى أبيورد وطوس ونيسابور، وزحف إلى مرو، فأحاط بها، فهزم، ومضى نحو سرخس، وقوي أمره.

وفيها مات يزيد بن مزيد ببرذعة، فولي مكانه أسد بن يزيد.

وفيها مات يقطين بن موسى ببغداد.

وفيها مات عبد الصمد بن علي ببغداد في جمادى الآخرة، ولم يكن ثغر قط؛ فأدخل القبر بأسنان الصبي، ومانقص له سن.
و شخص فيها الرشيد إلى الرقة على طريق الموصل.

واستأذنه فيها يحيى بن خالد في العمرة والجوار، فأذن له، فخرج في شعبان، واعتمر عمرة شهر رمضان، ثم رابط بجدة إلى وقت الحج، ثم حج. ووقعت في المسجد الحرام صاعقة فقتلت رجلين.

وحج بالناس فيها منصور بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي.