المجلد التاسع - ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومائتين: ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومائتين

ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

ذكر أحداث الزلازل بالبلاد

فما كان فيها من ذلك الزلازل الهائلة التي كانت بقومس ورساتيقها في شعبان؛ فتهدمت فيها الدور، ومات من الناس بها مما سقط عليهم من الحيطان وغيرها بشرٌ كثير؛ ذكر أنه بلغت عدتهم خمسة وأربعين ألفاً وستة وتسعين نفساً؛ وكان عظيم ذلك بالدامغان.
وذكر أنه كان بفارس وخراسان والشأم في هذه السنة زلازل وأصوات منكرة، وكان باليمن أيضاً مثل ذلك مع خسف بها.

ذكر خروج الروم من ناحية شمشاط

وفيها خرجت الروم من ناحية شمشاط بعد خروج علي بن يحيى الأرمني من الصائفة حتى قاربوا آمد، ثم خرجوا من الثغور الجزرية، فانتهوا عدة قرى، وأسروا نحواً من عشرة آلاف إنسان؛ وكان دخولهم من ناحية أبريق؛ قرية قربياس؛ ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم، فخرج قربياس وعمر بن عبد الله الأقطع وقوم من المتطوعة في أثرهم، فلم يلحقوا منهم أحداً، فكتب إلى علي بن يحيى أن يسير إلى بلادهم شاتياً.

وفيها قتل المتوكل عطارداً - رجلاً كان نصرانياً فأسلم - فمكث مسلماً سنين كثيرة ثم ارتد فاستتيب، فأبى الرجوع إلى الإسلام، فضربت عنقه لليلتين خلتا من شوال، وأحرق بباب العامة.

وفي هذه السنة مات أبو حسان الزيادي قاضي الشرقية في رجب.

وفيها مات الحسن بن علي بن الجعد قاضي مدينة المنصور.

وحج بالناس فيها عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي؛ وهو والي مكة.

وحج فيها جعفر بن دينار وهو والي طريق مكة وأحداث الموسم.