المجلد التاسع - ثم دخلت سنة ست وستين ومائتين: ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

ثم دخلت سنة ست وستين ومائتين

ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

فمن ذلك ما كان من تولية عمرو بن الليث عبيد الله بن عبد الله بن طاهر خلافته علىالشرطة ببغداد وسامرا في صفر، وخلع أبي أحمد عليه، ثم مصير عبيد الله بن عبد الله إلى منزله، فخلع عليه فيه خلعة عمرو بن الليث، وبعث إليه عمرو بعمود من ذهب.
وفي صفر منها غلب أساتكين على الري، وأخرج عنها طلمجور العامل كان عليها، ثم مضى هو وابنه أذوكوتكين إلى قزوين، وعليها أبرون أخو كيغلغ، فصالحاه ودخلا قزوين، وأخذا محمد بن الفضل بن سنان العجلي، فأخذا أمواله وضياعه، وقتله أساتكين. ثم رجع إلى الري، فقاتله أهلها فغلبهم ودخلها.

وفيها وردت سرية من سرايا الروم تل يسمى من ديار بيعة، فقتلت من المسلمين، وأسرت نحواً من مائتين وخمسين إنساناً، فنفر أهل نصيبين وأهل الموصل، فرجعت الروم.

وفيها مات أبو الساج بجند يسابور في شهر ربيع الآخر، منصرفاً عن عسكر عمرو بن الليث إلى بغداد، ومات قبله في المحرم منها سليمان بن عبد الله بن طاهر.

وولي عمرو بن الليث فيها أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف أصبهان.

وولي فيها محمد بن أبي الساج الحرمين وطريق مكة.

وفيها ولي اغرتمش ما كان تكين البخاري يليه من عمال الأهواز، فسار أغرتمش إليها، ودخلها في شهر رمضان، فذكر محمد بن الحسن أن مسروراً وجه أغرتمش وأبا مطر بن جامع لقتال علي بن أبان، فساروا حتى انتهبوا إلى تستر، فأقاموا بها، وواستخرجوا من كان في حبس تكين، وكان فيه جعفرويه في جماعة من أصحاب قائد الزنج، فقتلوا جميعاً. وكان مطر بن جامع المتولي قتلهم، ثم ساروا حتى وافوا عسكر مكرم، ورحل إليهم علي بن أبان، وقدم أمامه إليهم الخليل أخاه، فصار إليهم الخليل، فواقفهم وتلاه علي، فلما كثر عليهم جميع الزنج، قطعوا الجسر وتحاجزوا، وجنهم الليل، فانصرف علي بن أبان في جميع أصحابه، فصار إلى الأهواز، وأقام الخليل فيمن معه بالمسرقان، وأتاه الخبر بأن أغرتمش وأبا ومطر بن جامع قد أقبلوا نحوه، ونزلوا الجانب الشرقي من قنطرة أربك ليعبروا إليه، فكتب الخليل بذلك إلى أخيه علي بن أبان، فرحل علي إليهم حتى وافاهم بالقنطرة، ووجه إلى الخليل يأمره بالمصير إليه، فوافاه وارتاع من كان بالأهواز من أصحاب علي، فقلعوا عسكره، ومضوا إلى نهر السدرة، ونشبت الحرب بين علي بن أبان وقواد السلطان هناك؛ وكان ذلك يومهم، ثم تحاجزوا.

وانصرف علي بن أبان إلى الأهواز، فلم يجد بها أحداً، ووجد أصحابه أجمعين قد لحقوا بنهر السدرة، فوجه إليهم من يدرهم، فعسر ذلك عليه فتبعهم، فأقام بنهر السدرة، ورجع قواد السلطان حتى نزلوا عسكر مكرم؛ وأخذ علي بن أبان في الاستعداد لقتالهم. وأرسل إلى بهبوذ بن عبد الوهاب، فأتاه فيمن معه من أصحابه، وبلغ أغرتمش وأصحابه ما أجمع عليه من المسير إليهم علي، فساروا نحوه، وقد جعل علي بن أبان أخاه على مقدمته، وضم إليه بهبوذ وأحمد بن الزرنجي، فالتقى الفريقان بالدولاب. فأمر علي الخليل بن أبان أن يجعل بهبوذ كميناً، فجعله. وسار الخليل حتى لقي القوم، ونشب القتال بينهم، فكان أول نهار ذلك اليوم لصحاب السلطان، ثم جالوا جولة وخرج عليهم الكمين، وأكب الزنج إكبابةً، فهزموهم، وأسر مطر بن جامع، صرع عن فرس كان تحته، فأخذه بهبوذ، فأتى به علياً، وقتل سيما المعروف بصغراج في جماعة من القواد.

ولما وافى بهبوذ علياً بمطر، سأله مطر استبقاءه، فأبى ذلك علي، وقال: لو كنت أبقيت على جعفرويه لأبقينا عليك. وأمر به فأدنى إليه، فضرب عنه بيده.

ودخل علي بن أبان الأهواز، وانصرف أغرتمش وأبا فيمن أفلت معهما، حتى وافيا تستر، ووجه علي بن أبان بالرءوس إلى الخبيث، فأمر بنصبها على سور مدينته.

قال: وكان علي بن أبان بعد ذلك يأتي أغرتمش وأصحابه، فتكون الحرب بينهم سجالاً عليه وله، وصرف الخبيث أكثر جوده إلى ناحية علي بن أبان، فكثروا على أغرتمش، فركن إلى الموادعة، وأحب علي بن أبان مثل ذلك، فتهادنا. وجعل علي بن أبان يغير على النواحي، فمن غاراته مصيره إلى القرية المعروفة ببيروذ، فظهر عليها، ونال منها غنائم كثيرة، فكتب بما كان منه من ذلك إلى الخبيث، ووجه بالغنائم التي أصابها وأقام.

وفيها فارق إسحاق بن كنداجيق عسكر أحمد بن موسى بن بغا؛ وذلك أن أحمد بن موسى بن بغا لما شخص إلى الجزيرة ولي موسى بن أتامش ديار ربيعة، فأنكر ذلك إسحاق، وفارق عسكره لسبب ذلك، وصار إلى بلد، فأوقع بالأكراد اليعقوبية فهزمهم، وأخذ أموالهم فقوي بذلك، ثم لقي ابن مساور الشاري فقتله.

وفي شوال منها قتل أهل حمص عاملهم عيسى الكرخي.

وفيها أسر لؤلؤ غلام أحمد بن طولون موسى بن أتامش؛ وذلك أن لؤلؤاً كان مقيماً برابية بني تميم، وكان موسى بن أتامش مقيماً برأس العين، فخرج ليلاً سكران ليكسبهم، فكمنوا له، فأخذوه أسيراً، وبعثوا به إلى الرقة. ثم لقي لؤلؤ أحمد بن موسى وقواده ومن معهم من الأعراب في شوال، فهزم لؤلؤ، وقتل من أصحابه جماعة كثيرة، ورجع ابن صفوان العقيلي. والأعراب إلى ثقل عسكر أحمد بن موسى لينتهبوه، وأكب عليهم أصحاب لؤلؤ، فبلغت هزيمة المنفلت منهم قرقيسيا، ثم صاروا إلى بغداد وسامرا، فوافوها في ذي القعدة، وهرب ابن صفوان إلى البادية.

وفيها كانت بين أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وبكتمر وقعة، وذلك في سوال منها، فهزم أحمد بن عبد العزيز بكتمر فصار إلى بغداد.
وفيها أوقع الخجستاني بالحسن بن زيد بجرجان على غرة من الحسن، فهرب منه الحسن، فلحق بآمل، وغلب الخجستاني على جرجان وبعض أطراف طبرستان؛ وذلك في جمادى الآخرة منها ورجب.

وفيها دعا الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن حسن الأصغر العقيقي أهل طبرستان إلى البيعة له؛ وذلك أن الحسن بن زيد عند شخوصه إلى جرجان كان استخلفه بسارية، فلما كان من أمر الخجستاني وأمر الحسن قد أسر؛ ودعا من قبله إلى بيعته، فبايعه قوم، ووافاه الحسن بن زيد فحاربه ثم احتال له الحسن حتى ظفر به فقتله.

وفيها نهب الخجستاني أموال تجار أهل جرجان؛ وأضرم النار في البلد.

وفيها كانت وقعة بين الخجستاني وعمرو بن الليث، علافيها الخجستاني على عمرو وهزمه، ودخل نيسابور، فأخرج عامل عمرو بها عنها، وقتل جماعة مما كان فيه يميل إلى عمرو بها.

ذكر الخبر عن الفتنة بين الجعفرية والعلوية

وفيها كانت فتنة بالمدينة ونواحيها بين الجعفرية والعلوية.

ذكر الخبر عن سبب ذلك وكانت سبب ذلك - فيما ذكر - أن القيم بأمر المدينة ووادي القرى ونواحيها كان في هذه السنة إسحاق بن محمد بن يوسف الجعفري، فولى وادي القرى عاملاً من بله، فوثب أهل وادي القرى على عامل إسحاق بن محمد، فقتلوه، وقتلوا أخوين لإسحاق، فخرج إسحاق إلى وادي القرى، فمرض به ومات. فقام بأمر المدينة أخوه موسى بن محمد، فخرج عليه الحسن بن موسى بن جعفر، فأرضاه بثمانمائة دينار، ثم خرج عليه أبو القاسم أحمد بن إسماعيل ابن الحسن بن زيد، ابن عم الحسن بن زيد صاحب طبرستان؛ فقتل موسى، وغلب على المدينة. وقدمها أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد، فضبط المدينة؛ وقد كان غلا بها السعر، فوجه إلى الجار، وضمن للتجار أموالهم، ورفع الجباية؛ فرخص السعر، وسكنت المدينة، فولى السلطان الحسنى المدينة إلى أن قدمها ابن أبي الساج.

وفيها ثبت الأعراب على كسوة الكعبة، فانتهبوها، وصار بعضها إلى صاحب الزنج، وأصاب الحاج فيها شدة شديدة.

وفيها خرجت الروم إلى ديار بيعة، فاستنفر الناس، فنفروا في برد وقت لا يمكن الناس فيه دخول الدرب.

وفيها غزا سيما خليفة أحمد بن طولون على الثغور الشامية في ثلثمائة رجل من أهل طرسوس، فخرج عليهم العدو في بلاد هرقلة، وهم نحو من أربعة آلاف، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فقتل المسلمون من العدو خلقاً كثيراً، وأصيب من المسلمين جماعة كثيرة.
وفيها كانت بين إسحاق بن كنداجيق وإسحاق بن أيوب وقعة، هزم فيها ابن كنداجيق إسحاق بن أيوب، فألحقه بنصيبين، وأخذ ما في عسكره، وقتل من أصحابه جماعة كثيرة، وتبعه ابن كنداجيق، وصار إلى نصيبين، فدخلها، وهرب إسحاق بن أيوب منه، واستنجد عليه عيسى بن الشيخ وهو بآمد وأبا المغراء بن موسى بن زرارة؛ وهو بأزرن، فتظاهروا على ابن كنداجيق، وبعث السلطان إلى ابن كنداجيق بخلع ولواء على الموصل وديار ربيعة وأرمينية مع يوسف بن يعقوب، فخلع عليه، فبعثوا يطلبون الصلح، ويبذلون له مالاً على أن يقرهم على أعمالهم مائتي ألف دينار.

وفيها وافى محمد بن أبي الساج مكة، فحربه ابن المخزومي، فهزمه ابن أبي الساج، واستباح ماله؛ وذلك يوم التروية من هذه السنة.

وفيها شخص كيغلغ إلى الجبل، ورجع بكتمر إلى الدينور.

ذكر خبر دخول أصحاب قائد الزنج رامهرمز

وفيها دخل أصحاب قائد الزنج رامهرمز.

ذكر الخبر عن سبب مصيرهم إليها قد ذكرنا قبل ما كان من أمر محمد بن عبيد الله الكردي وعلي بن أبان صاحب الخبيث، حين تلاقيا على صلح منهما، فذكر أن علياً كان قد احتجن على محمد ضغناً في نفسه؛ لما كان في سفره ذلك؛ وكان يرصده بشر، وقد عرف ذلك منه محمد بن عبيد الله، وكان يروم النجاة منه؛ فكاتب ابن الخبيث المعروف بأنكلاي، وسأله مسألة الخبيث ضم ناحيته إليه لتزول يد علي منه، وهاداه، فزاد ذلك علي بن أبان عليه غيظاً وحنقاً؛ فكتب إلى الخبيث يعرفه به، ويصحح عنده أنه مصر على غدره، ويستأذنه في الإيقاع به، وأن يجعل الذريعة إلى ذلك مسألته حمل خراج ناحيته إليه، فأذن له الخبيث في ذلك، فكتب علي إلى محمد بن عبيد الله في حمل المال، فلواه به، ودافعه عنه، فاستعد له علي، وسار إليه، فأوقع برامهرمز، ومحمد بن عبيد الله يومئذ مقيمٌ بها، فلم يكن لمحمد منه امتناع، فهرب ودخل علي رامهرمز، فاستباحها، ولحق محمد بن عبيد الله بأقصى معاقله من أربق والبيلم، وانصرف علي غانماً، وراع ما كان من ذلك من علي محمداً، فكتب يطلب المسألة، فأنهى ذلك علي إلى الخبيث، فكتب إليه يأمره بقبول ذلك، وإرهاق محمد بحمل المال، فحمل محمد بن عبيد الله مائتي ألف درهم، فأنفذها علي إلى الخبيث، وأمسك عن محمد بن عبيد الله وعن أعماله.

ذكر الخبر عن وقعة أكراد داربان مع صاحب الزنج

وفيها كانت وقعةٌ لأكراد الداربان مع زنج الخبيث، هزموا فيها وفلوا.

ذكر الخبر عن سبب ذلك: ذكر عن محمد بن عبيد الله بن أزارمرد أنه كتب إلى علي بن أبان بعد حمله إليه المال الذي ذكرنا مبلغه قبل، وكف علي عنه وعن أعماله، يسأله المعونة على جماعة من الأكراد كانوا بموضع يقال له الداربان، على أن يجعل له ولأصحابه غنائمهم. فكتب علي إلى الخبيث يسأله الإذن له في النهوض لذلك، فكتب إليه أن وجه الخليل بن أبان وبهبوذ بن عبد الوهاب، وأقم أنت، ولا تنفذ جيشك حتى تتوثق من محمد بن عبيد الله برهائن تكون في يدك منه، تأمن بها من غدره فقد وترته، وهو غير مأمون على الطلب بثأره.

فكاتب عليٌ محمد بن عبيد الله بما أمره به الخبيث، وسأله الرهائن، فأعطاه محمد بن عبد الله الأيمان والعهود، ودافعه على الرهائن. فدعا علياً الحرص على الغنائم التي أطمعه فيها محمد بن عبيد الله إلى أن أنفذ الجيش، فساروا ومعهم رجال محمد بن عبيد الله؛ حتى وافوا الموضع الذي قصدوا له، فخرج إليهم أهله، ونشبت الحرب، فظهر الزنج في ابتداء الأمر على الاكراد، ثم صدقهم الأكراد، وخذلهم أصحاب محمد بن عبيد الله، فتصدعوا وانهزموا مفلولين مقهورين؛ وقد كان محمد بن عبيد الله أعد لهم قوماً أمرهم بمعارضتهم إذا انهزموا، فعارضوهم وأوقعوا بهم، ونالوا منهم أسلاباً، وأرجلوا طائفة طائفة منهم عن دوابهم، فأخذوها، فرجعوا بأسوإ حال، فكتب المهلبي إلى الخبيث بما نال أصحابه. فكتب إليه يعنفه، ويقول: قد كنت تقدمت إليك ألا تركن إلى محمد بن عبيد الله، وأن تجعل الوثيقة بينك وبينه الرهائن، فتركت أمري، واتبعت هوالك، فذاك الذي أرد وأردي جيشك.

وكتب الخبيث إلى محمد بن عبيد الله، أنه لم يخف علي تدبيرك على جيش علي بن أبان، ولن تعدم الجزاء على ما كان منك.


فارتاع محمد بن عبيد الله مما ورد به عليه كتاب الخبيث، وكتب إليه بالتضرع والخضوع، ووجه بما كان أصحابه أصابوا من خيل أصحاب علي حيث عورضوا وهم منهزمون، فقال: إني صرت بجميع من معي إلى هؤلاء القوم الذين أوعوا بالخليل وبهبوذ، فتودعهم وأخفتهم، حتى ارتجعت هذه الخيل منهم، ووجهت بها. فأظهر الخبيث غضباً، وكتب إليه يتهدده بجيش كثيف يرميه به، فأعاد محمد الكتاب بالتضرع والاستكانة، فأرسل إلى بهبوذ، فضمن له مالاص، وضمن لمحمد بن يحيى الكرماني مثل ذلك، ومحمد بن يحيى يومئذ الغالب على علي بن أبان، والمصرف له برأيه، فصار بهبوذ إلى علي بن أبان، وظاهره محمد بن يحيى الكرماني على أمره حتى أصلحا رأى علي في محمد بن عبيد الله وسلاماً في قلبه من الغيظ والحق عليه، ثم مضيا إلى الخبيث. ووافق ذلك ورود كتاب محمد بن عبيد الله عليه، فصوبا وصعدا حتى أظهر لهما الخبيث قبول قولهما، والرجوع لمحمد بن عبيد الله إلى ما أحب، وقال: لست قابلاً منه بعد هذا إلا أن يخطب لي على منابر أعماله.

فانصرف بهبوذ والكرماني بما فارقهما عليه الخبيث، وكتبا به إلى محمد بن عبيد الله، فأصدر جوابه إلى كل ما أراده الخبيث، وجعل يراوغ عن الدعاء له علىالمنابر. وأقام علي بعد هذا مدة، ثم استعد لمتوث، وسار إليها؛ فرامها فلم يطقها لحصاتها وكثرة من يدافع عنها من أهلها، فرجع خائباً، فاتخذ سلاليم وآلات ليرقى بها السور، وجمع أصحابه واستعد. وقد كان مسرور البلخي عرف قصد علي متوث، وهو يومئذ مقيمٌ بكور الأهواز. فلما عاود المسير إليها، وسار إليه مسرور، فوافاه قبيل غروب الشمس، وهو مقيم عليها؛ فلما عاين أصحاب علي أوائل خيل مسرور، انهزموا أقبح هزيمة. وتركوا جميع آلاتهم التي كانوا حملوها، وقتل منهم جمع كثير، وانصرف علي بن أبان مدحوراً، ولم يلبث بعد ذلك إلا يسيراً حتى تتابعت الأخبار بإقبال أبي أحمد، ثم لم يكن لعلي بعد رجوعه من متوث وقعة حتى فتحت سوق الخميس وطهيثا على أبي أحمد، فانصرف بكتاب ورد عليه من الخبيث يحفزه فيه حفزاً شديداً بالمصير إلى عسكره.

وحج بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمي الكوفي.