الباب السابع عشر - القول في الأسباب التي عنها تحدث الصورة الأولى والمادة الأولى

فيلزم عن الطبيعة المشتركة التي لها، وجود المادة الأولى المشتركة لكل ما تحتها؛ وعن اختلاف جواهرها، وجود أجسام كثيرة مختلفة الجواهر؛ وعن تضاد نسبها وإضافتها، وجود الصور المتضادة؛ وعن تبدل متضادات النسب عليها وتعاقبها، تبدل الصور المتضادة على المادة الأولى وتعاقبها؛ وعن حصول نسب متضادة وإضافات متعاندة إلى ذات واحدة في وقت واحد من جماعة أجسام فيها اختلاط في الأشياء ذات الصور المتضادة وامتزاجاتها؛ وأن يحدث عن أصناف تلك الإمتزاجات المختلفة، أنواع كثيرة من الأجسام؛ ويحدث عن إضافاتها التي تتكرر وتعود، الأشياء التي يتكرر وجودها ويعود بعضها في مدة أقصر وبعضها في مدة أطول؛ وعن ما لا يتكررب من إضافاتها وأحوالها، بل إنما تحدث في وقت ما من غير أن تكون قد كانت فيما سلف، ومن غير أن تحدث فيما بعد الأشياء التي تحدث ولا تتكرر أصلا.