القسم الثاني: العرب المستعربة - القبيلة الرابعة: كنانة

من مشاهير العرب المستعربة: كنانة، بكسر الكاف ونونين مفتوحتين بينهما ألف وهاء في الآخر.

وهم: بنو كنانة بن خُزيمة بن مدركة بن الياس، المقدم ذكره.

كان له من الولد: النّضر، على عمود النسب، ومَلْك، وملكان، والحارث، وعامر، وسعد، وغنم، وعوف، ومجرية، وجرول، وعزوان، وجرال.

قال أبو عبيد: وهم في اليمن.

وأُمهم: مُرة بنت مُر بن أُد.

وذكر الزبير بن بكار أن محرية: بنت كنانة بنت خزيمة، وأن أمها هالة بنت سُويد بن الغِطريف، من بني النَّبيت.

قال في العبر: وديارهم بجهات مكة.

وخرج منهم عمرو- وقيل: عامر- ابن الحارث بن مضاض إلى اليمن، بعد أن دفن الحجر الأسود عند الكعبة بزمزم، وهم منتشرون في الآفاق.

قال في مسالك الأبصار: وبدمياط وما حولها من الديار المصرية طائفة من بني كنانة هؤلاء بجوار سِنبس، ومُدْلج، وعُذْرة، وعدي.

وقال: إنهم وفدوا على الصالح بن طلائع بن رزيك، وزير الفائز الفاطمي.

قال الحمداني: ومن كنانة: طلحة، وهم: بنو الليث، وبنو ضمرة، والليث وضمرة ابنا بكر بن عبد مناة ابن كنانة.

وبنو فراس بن غَنْم بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة.

وفيهم يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبعض من كان معه: لوددت أنّ لي بألف منكم سبعةً من بني فراس.

قال: وهم ببلاد قريش من صعيد مصر. يعني بلاد الأشمونين وما حولها من البهنسا.

ثم قال: ولم تمكنهم قريش من التعدية إذا أتوا من بادية الحجاز إلا بمراسلة بني إبراهيم بن محمد.

وكان مع كنانة جماعة من أخلاط العرب ودخلت في لفيفها.

وديارهم ساقية قلتة.

ومن كنانة: شيخنا شيخ الإسلام أبو حفص سراج الدين البُلقيني، تغمّده الله برحمته، من عظيم مناقبه: أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة في النوم فقلت له: يا رسول الله، عمّن نأخذ العلم في عصرنا؟ فقال: عليكم بالشيخ سِرَاج الدين البلقيني. فأعدتُ السؤال، فأعاد الجواب، فأعدتُ السؤال، فأعاد الجواب، ثلاثاً. فقصصت عليه الرؤيا، فقال: هذه الرؤيا رُويت لي منذ ثلاثين سنة، ولكن كان فيها عمر البلقيني. وكان من آثار هذه الرؤيا أنه في هذه الرؤيا أنه في هذه السنة دُعي شيخ الإسلام.

ومنهم أيضاً: بنو جماعة، قضاة القضاة بمصر والشام.

ومن كنانة هذه: بنو مدلج، بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر اللام وجيم في الآخر.

وهم: بنو مدلج بن مُرة بن عبد مناة بن كنانة.

وفي نبي مدلج هؤلاء علم القيافة، وهو إلحاق بعض الأقارب ببعض، كإلحاق الابن بالأب، والأب بالابن، ونحو ذلك بالشبه.

ومنهم: محرز المدلجي الصحابي رضي الله عنه، الذي سرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بقيافته في زيد بن حارثة، وابنه أُسامة بن زيد، حيث دخل هليهما فوجدهما نائمين، وقد بدت أقدامهما من غطائهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض.

وقد ذكر في مسالك الأبصار أن بدمياط وجهاتها قوم من بني مُدْلج هؤلاء.

ومن بني مدلج: الشيخ كمال الدين النشائي صاحب "جامع المختصرات ومختصر الجوامع، في الفقه" على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وغيره من المصنفات: وهو الكتاب العزيز المثل، المعدوم النظير، وقد وفقني الله تعالى لوضع شرح مبسوط عليه، سميته: "الغيوث الهوامع في شرح جامع المختصرات ومختصر الجوامع" يقع في نحو خمسة عشر مجلداً، وساعفته بحل عليه أثبت الأصل فيه بالحُمرة والحل بالسواد، وسمّيته: "البروق اللوامع في حل جامع المختصرات ومختصر الجوامع" يقع في ثلاثة مجلدات.