تغلب بن وائل

ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جَديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد. قال: أخبرنا أبو عثمان الأشنانداني، عن التوزي، عن أبي عبيدة قال: هجت الأخطل جارية من قومه يقال لها الدلماء، قأتى الأخطل أباها فقال له: يا أبا الدلماء قد عرفت ما بيننا من الود،وأن الدلماء هجتني، فأكفني أمرها، فضحك أبوها وكان ذاك مما أعجبه وقال: هي امرأه مالكة أمرها، وما لي عليها من سلطان فرجع الأخطل وهو يقول:

ألا أبلغ أبا الدلمـاء عـنّـي

 

بأنَّ عجانَ شاعركم قصـيرُ

فإن يصرَعْ فليس بذي انتصارٍ

 

وإن يُطعَنْ فطعنتـه يسـيرُ

متى ما ألقَه ومعي سلاحـي

 

يَخِرُّ على القفا وله نَـخـير

فبلغ ذلك أبا الدلماء، فأتاه ومعه ناس من قومه، فطلبوا إليه، فكف وقال: أما ما قلت فات، لكني أكف فيما أستقبل.
أخبرني القاسم بن داود الكاتب، قال: حدثنا بن أبي الدنيا قال: حدنثي أبو محمد الربعي: أن امرأة من حي تغلب قتل أبوها في بعض حروبهم فقالت ترثيه:

ختلته المنون بعد اختيالِ

 

بين صفّين من قـنىً ونصالِ

في رداء من الصفيحِ صقيلٍ

 

وقميصٍ من الحديدِ مذال

كنت أخباك لاعتداء يد الدهرِ

 

ولـم تخْطرِ المنون ببالي

كلُّ حيٍ وإن تصنعت الدنيا له ميّت على كلّ حالِ

 

 

وروى محمد بن خلف بن المزربان هذه الأبيات لأم جندلة التغليبة ترثي أخاها.

أخبرنا ابن دريد قال: أخبرنا أبو الحاتم عن أبي عبيدة، قال: كان الحمارس التغلبي غيوراً، وكان لا يزوج بناته، فقعد يوماً بفناء بيته يبري وتداً، وكان رجل أدم طوالاً، فنظرت إحدى بناته إليه فقالت:

)...( يبدُّ الأسكـتـين بـدّا

 

مثل ذراع الشيخ يبري وَدا

لا بدَّ أن يجرحَ أو يكدّا فقال: اسكتي فض الله فاك، فقالت الثانية:

يا منْ يدل عزَباً علـى عـزَبْ

 

ممكورة الساقين خثماء الرَكب

تبادِر الـزهـرَ إذا )...( وَقـب

 

دقدقة البرذون في أخرى الجلبْ

فلم يمس حتى زوجهما.

حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن أبي خثيمة، قال: أنشدنا مصعب بن عبد الله الزبيري لعمرة بنت الحمارس التغلبية وسمعها أبوها وهي تقول:

أنا ابنة الحماس الـشـيخ الأزبْ

 

محطوطة المتنين كبداء الرَكـب

أدل من يدب بي على العـجـب

 

يدارك الرَهـزَ إذا )...( وَقـبْ

حمحمةَ البرذون في أخرى الجلبْ

 

كأنّ تحت جفنـه إذا انـقـلـبْ

رمّانةً فتتْ لمحمـومٍ وَصـبْ

 

 

قال: فزوجها.

حدنثي أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثني المدائني، قال: قالت ليلى بنت الحمارس التغلبي، وأبوها يبري أوتاداً بفناء البيت:

يا مَنْ يدلُّ عَزَباً عـلـى عَـزَبْ

 

على ابنة الحمارس الشيخ الأزَبْ

ممكورةُ الساقين خثماء الرَكـبْ

 

تدارك الرهـزَ إذا )...( وَقَـبْ

دقدقة البرذون في أخرى الجلبْ

 

 

قال: فقال: أبوها: مالك رد الله فاك؟ قال: فقالت:

)...( يَبُدُّ الأسكَـتـينِ بَـدّا

 

مِثل ذِراع الشيخ يبري الوَدا

لا بُدَّ أن يجـرح أو يَكـدَّا

 

 

فقال: مالك-لا بارك الله فيك-و الله لأزوجنك أول من يخطبك.

كتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة، وحدثني علي بن أبي منصور قال: أخبرنا محمد بن موسى الزبيري عن دعبل بن علي قالا: قالت عمرة بنت الحمارس من أهل الجزيرة:

أنْعتُ )...( هو )...( كُلهُ

حافِرهُ ورأسهُ وظِلهُ

أنعظ حتى طار عنه جُله

كأن حُمَّى خيبرٍ تَمُله

حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن أبي خثيمة، قال: أخبرنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: دخلت عمرة بنت الحمارس على عبد العزيز بن مروان وعنده جارية له فقال: ما ظنك بهذه يا عمرة؟ قالت: ظني بنفسي. قال قولي فيها، فقالت:

عندَ أبي الأصـبَـغِ حـيريةٌ

 

ممكورة أحسبها تشتـهـي

ما يشتهي الناس ولم تبتـدع

 

داءً قديماً أصله عُدْمـلـي

داء يداوي أهُـلـه أهـلَـه

 

فيبرِىء الداءَ بـه والـدَوي

لو منيت عرد امرىء ضايط

 

محارد النُطفَةِ عردِ المنـي

قد كان في عادٍ وأشياعـهـا

 

وكان فيهم أسْوَة المؤتسـي

قد جمع الماءَ إلى أن أتـت

 

له ثلاثون ) حنيكاً ( فَـتـى

تَمنَـعـه الـنـومَ أمـانـيُّه

 

وعقبٌ أوتاره مـا تـنـي

ربدَه النعْظ فـفـي جـلـده

 

مثل الشرى ثار بجلد الشري

يدفىء كـفـيه إذا قـرَّتـا

 

تبيت كفاه به تصـطـلـي

أثـارهـا بـطـلـق لـيّن

 

غمز الطبيبين لهاة الصبـي

وضَمَّها وشـمَّـهـا سـاعة

 

حتى إذا درَّتْ دُرورَ المري

انكسرت جفونها مثـل مـا

 

رنَّقَ في العين قذاة القـذي

رفّع رجليها إلى نحـرهـا

 

يأطرها أطرَ ثقاف القنـي

أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي قال: كان الفرزدق يأتي ليلى بنت الحمارس، وكان يأتيها الأحوص. فاجتمعا عندها ذات يوم، فأقبلت على الأحوص، فنفس عليها الفرزدق وقال: نصرع، فاصطرعا، فغلبه الأحوص، صرعه فضرط من تحته، فقال له الأحوص: خفض عليك يا أبا فراس، فو الله لا يعدونا فقال: ويلك فكيف لي بجرير فلقيه جرير فقال:

غدوت إلى ليلى فلم تحظ عندها

 

وخانك دبر مـا يزال يخـون

وكنتَ حرياً أن تشدَّ حتـارهـا

 

كما شدَّ حرباءَ الدلاصِ قـيون

حدثني أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثنا الحرث بن أسامة، قال: حدثني المدائني أن عمرو بنت الحمارس التغلبية قالت للأخطل:

أبا مالك ماذا ترى رأى نسوة

 

تبدلنَ حبَّ )...( بالنـدَفـانِ

فقال الأخطل:

أرى رأيهنَّ أن )...( بفيشلٍ

 

كبيض نعام في أداحي كثبانِ

حدثني علي بن هارون، قال: قالت عمرة بنت الحمارس الأعرابية في شهر رمضان:

فقدت شهراً تركَ الأحراحا

 

كل حِرٍ تحسبه ذبـاحـا

مغضّناً لا يعرف الفتَّاحا

 

 

وجدت بخط حرمي عن ابن المزربان للشماء بنت الكميت التغلبية ترثي أباها:

هل خبـرت أيَّ فـتـىً أبـيّ

 

إذا الكلب لم ينبح من الليل ساريا

فهلا فداكَ الموت من لم يضر له

 

عدوا، ولم يطلق من الكبل عانيا

إذا صرَّ بردَيهِ حمـائل سـيفِـه

 

أبى الضيمَ مجنياً عليه وجـانـيا

نظرتُ فلما أن تأملـتُ قـبـرَهُ

 

وأرجاءَهُ أيقـنـت ألاّ أبـا لـيا

قال: ولأم طريف التغلبية في ابن عم لها يقال له فضالة:

ألا يا مقلتيًّ دعا الجـمـودا

 

ولا )...( أنْ تـجـــودا

فقد هاجَ الحمائم يوم بُصرى

 

هوىً مستطرفا وهوىً تليدا

روى أبو تمام الطائي في "شعراء القبائل" لحبيبة بنت عبد العزى التغلبية:

أإلى الفتى بَرّ تَلكأ ناقـتـي

 

فكسا مناسِمَها النجيعُ الأسوَدُ

إني ورب الراقصات عشيةً

 

بجنوبِ مكةَ هَديُهنَّ مقَلـدُ

أولي على هلكِ الطعام أليةً

 

أبداً ولكني أبين فـأنـشـد

أولي: أحلف، وأبين: أبّين، وأنشد: أظهر.

وَصَّى به جَدي وعلمني أبي

 

نَفَضَ الوِعاءِ وكلُّ زادٍ ينْفد