شعراء القرى العربية - شعراء يهود

وفي يهود المدينة وأكنافها شعر جيد، منهم: السموال بن عادياء، من أهل تيماء، وهو الذي كان امرؤ القيس استودعه سلاحه، فسار إليه الحارث بن أبي شمر الغساني فطلبه، فأغلق الحصن دونه. فأخذ ابنا له خارجا من القصر، وقال: إما أن تؤدى إلى السلاح، وإما أن أقتله. قال: أقتله، فلن أؤديها. ووفى فضرب به الأعشى المثل، فقال:

كن كالسموأل إذ طاف الهمام به

 

في جحفل كسواد الليل جـرار

بالأبلق الفرد من تيماء منزلـه

 

حصن حصين وجار غير غدار

إذا سامه خطتي خسف فقال له:

 

قل ما تشاء فإني سامع حـار

فقال: ثكل وغدر أنت بينهـمـا

 

فاختر وما فيهما حظ لمختـار

فشك غير طويل ثم قـال لـه:

 

اقتل أسيرك إني مانع جـاري

والسموأل بن عادياء يقول في كلمة له طويلة:

إن حلمي إذا تغـيب عـنـي

 

فاعلمي أنني عظيمـا رزيت

ضيق الصدر بالخـيانة لا ين

 

قض فقري أمانتي ما حييت

كم فظيع سمعته فتصـامـم

 

ت وغي تركته فـكـفـيت

ليت شعري! وأشعرن إذا مـا

 

قربوها منشورة فـقـريت!

ألى الفضل أم على إذا حوس

 

بت؟ إني على الحساب مقيت

ميت دهر قد كنت ثم حـييت

 

وحياتب رهن بأن سأمـوت

ومنهم الربيع بن أبي الحقيق، من بني النضير، وهو الذي يقول:

سائل بنا خابـر أكـفـائنـا

 

والعلم قديلفى لدى السـائل

لسنا إذا جارت دواعي الهوى

 

واستمع المنصت للـقـائل

واعتلج القوم بألـبـابـهـم

 

بقابل الجور ولا الفـاعـل

إنا إذا نحكـم فـي دينـنـا

 

نرضى بحكم العادل الفاصل

لا نجعل الباطل حـقـا ولا

 

نلط دون الحق بالبـاطـل

نخاف أن نسفه أحـلامـنـا

 

فنخمل الدهر مع الخامـل

ويروى: فنحمل الذم مع الحامل وكعب بن الأشرف، وهو من طيء، وأمه من بني النضير. وكان في أخواله سيدا، وبكى قتلى بدر، وشبب بنساء رسول الله صلى الله عليه ونساء المسلمين فأمر رسول الله صلى الله عليه محمد بن مسلمة ورهطا معه من الأنصار بقتله، فقتلوه. وهو يقول في كلمة:

رب خال لي لو أبصرتـه

 

سبط المشية أبـاء أنـف

لين الجانب فـي أقـربـه

 

وعلى الأعداء سم كالذعف

ولـنـا بـئر رواء جـمة

 

من يردها بإناء يغـتـرف

ونخيل فـي تـلاع جـمة

 

تخرج التمر كأمثال الأكف

وصرير في محال خلـتـه

 

آخر الليل أهـازيج بـدف

وشريح بن عمران، الذي يقول في كلمته:

آخ الكرام إن استطـع

 

ت إلى إخائهم سبـيلا

واشرب بكأسـهـم وإن

 

شربوا بها السم الثميلا

أأسيد إن مـال مـلـك

 

ت فسر به سيرا جميلا

أأسـيد إن الـمـال لا

 

يبكي إذا فقد الخلـيلا

إن الـكـريم إذا تـؤا

 

خيه وجدت له فضولا

وسعية بن العريض، القائل في كلمة له:

بل ليت شعري حين أندب هالكا

 

ماذا يؤبنني بـه أنـواحـي؟

أيقلن: لا تبعد فربـت كـربة

 

فرجتها بـيسـارة وسـمـاح

ومغيرة شعواء يخشى درؤهـا

 

يوما رددت سلاحها بسـلاح

ولرب مشعلة يشب وقـودهـا

 

أطفأت حد رماحها بـرمـاح

وكتيبة أدنـيتـهـا لـكـتـيبة

 

ومضاعن صبحت شر صباح

وإذا عمدت لصخرة أسهلتهـا

 

أدعو بأفلـح مـرة وربـاح

لا تبعدن فكل حـي هـالـك

 

لا بد من تلف فبـن بـفـلاح

إن امرأ أمن الحوادث جاهـلا

 

ورجا الخلود كضارب بقـداح

ولقد أخذت الحق غير مخاصم

 

ولقد دفعت الضيم غير ملاح

وأبو القيس بن رفاعة، وهو يقول في قصيدته:

إذا ذكرت أمامة فرط حول

 

ولو بعدت محلتها غـريت

أكلفها ولو بعدت نـواهـا

 

كأني من تذكرها حمـيت

طليح لا يؤوب إلى جسـمـي

 

كأني سم عاضـهة سـقـيت

وذي ضغن كففت النفس عنـه

 

وكنت على مساءته مـقـيت

وسيفي صـارم لا عـيب فـيه

 

ويمنعني من الرهق النـبـيت

متى ما يأت يومي لا تجـدنـي

 

بمالي حين أتركـه شـقـيت

ألين لهم وأفديهم بـنـفـسـي

 

مقارشة الرمـاح إذا لـقـيت

وأرهن في الحوادث كف بكري

 

لجاري في العظيمة إن دهيت

أراه ما أقـام عـلـى حـقـا

 

شريكي في بلادي ما بـقـيت

وأبو الذيال، يقول في كلمة أولها:

هل تعرف الدار خف ساكنـهـا

 

بالحجر فالمستوى إلى الثـمـد؟

دار لـبـهـنـانة خـدلــجة

 

تبسم عن مثـل بـارد الـبـرد

أثت فطالت حتى إذا اعتـدلـت

 

ما إن يرى الناظرون مـن أود

فيها فأما نقـا فـأسـفـلـهـا

 

والجيد منها لظـبـية الـجـرد

لا الدهر فان ولا مـواعـدهـا

 

تأتي فليت القتول لـم تـع?د?

وعدا محاصيلـه إلـى خـلـف

 

ذاك طلاب التضليل والنكد???!

هيفاء يلتذهـا مـعـانـقـهـا

 

بعد علال الحـديث والـنـجـد

تمشي إلى نحو بيت جـارتـهـا

 

واضعة كفها علـى الـكـبـد

نعم شعار الفتى إذا برد الـلـي

 

ل وآضـت كـواكـب الأسـد

كأن ماء الـغـمـام خـالـطة

 

راح صفا بعد هـارد الـزبـد

والمسك والزنجبيل عـلـى بـه

 

أنيابها بعد غـفـلة الـرصـد

دع ذا ولكـن بـل رب عـاذلة

 

لو علمت مـا أريد لـم تـعـد

هبت بليل تلوم فـي شـرب ال

 

خمر وذ كر الكواعب الـخـرد

فقلت: مهلا فما عـلـيك أن أم

 

سيت غويا غـيي ولا رشـدي

إني لمستيقـن لـئن لـم أمـت

 

مل يوم إنـي إذن رهـين غـد

هل نحن إلا كمـن تـقـدمـنـا

 

منا؟ ومـن تـم ظـمـؤه يرد

نحن كمن قد مضى وما إن أرى

 

شحا يزيد الحريص مـن عـدد

فلا تلومنني عـلـى خـلـقـي

 

واقني حياء الكريم واقتـصـدي

ودرهم بن زيد، يقول:

هجرت الرباب وجاراتها

 

وهمك بالشوق قد يطرح

يمـانـية نـازح دارهـا

 

تقيم بغمدان لا تـبـرح

لعمر أبيك الذي لا أهـي

 

ن إني لأعطي وأستفلـح

وأدلج بالقوم شطر الملـو

 

ك حتى إذا خفق المجدح

أمرت صحابي لكي ينزلوا

 

فناموا قليلا وقد أصبحوا

أجدوا سراعا فأفضى بهم

 

سراب بـدؤية أفـــيح