المجلد الأول - كتاب الصدقات

 

1 الترغيب في أداء الزكاة وتأكيد وجوبها

737(1) (صحيح)  عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة

وحج البيت وصوم رمضان

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

738(2) (حسن ) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه

الحديث رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد وتقدم

739(3) (صحيح لغيره) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت

الحديث رواه أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه ويأتي بتمامه في الصمت إن شاء الله تعالى

740(4) (صحيح لغيره) وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له وأسهم الإسلام ثلاثة الصلاة والصوم والزكاة ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة

الحديث رواه أحمد بإسناد جيد

741(5) (حسن لغيره) وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإسلام ثمانية أسهم الإسلام سهم والصلاة سهم والزكاة سهم والصوم سهم وحج البيت سهم والأمر بالمعروف سهم والنهي عن المنكر سهم والجهاد في سبيل الله سهم وقد خاب من لا سهم له

رواه البزار مرفوعا وفيه يزيد بن عطاء اليشكري

742(6) (حسن لغيره) ورواه أبو يعلى من حديث علي مرفوعا أيضا

(صحيح موقوف) وروي موقوفا على حذيفة وهو أصح قاله الدارقطني وغيره

743(7) (حسن لغيره)  وعن جابر رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أرأيت إن أدى الرجل زكاة ماله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره

رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له وابن خزيمة في صحيحه والحاكم مختصرا إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره

وقال صحيح على شرط مسلم

744(8) (حسن لغيره) وعن الحسن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

...داووا مرضاكم بالصدقة ...

رواه أبو داود في المراسيل ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعا متصلا والمرسل أشبه

745(9) (صحيح موقوف) ورواه غيره (يعني حديث ابن عمر المرفوع الذي في الضعيف ) موقوفا على ابن عمرو وهو الصحيح

746(10) (صحيح لغيره) وعن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم بكم

رواه الطبراني في الثلاثة وإسناده جيد إن شاء الله تعالى عمران القطان صدوق

747(11) (صحيح) وعن أبي أيوب رضي الله عنه

أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال

تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم

رواه البخاري ومسلم

748(12) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه

أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان

قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم:

من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا

رواه البخاري ومسلم

749(13) (صحيح)  وعن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال

جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وقمته وآتيت الزكاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء

رواه البزار بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه وابن حبان وتقدم لفظه في الصلاة

750(14) (صحيح لغيره)  وعن عبد الله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان من عبد الله وحده وعلم أن لا إله إلا الله وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة عليه كل عام ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط اللئيمة ولكن من وسط أموالكم فإن الله لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره

رواه أبو داود

قوله رافدة عليه من الرفد وهو الإعانة

ومعناه أنه يعطي الزكاة ونفسه تعينه على أدائها بطيبها وعدم حديثها له بالمنع

والشرط بفتح الشين المعجمة والراء وهي الرذيلة من المال كالمسنة والعجفاء ونحوهما

والدرنة الجرباء

751(15) (صحيح)  وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال

بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

752(16) (حسن ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك ومن جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال

صحيح الإسناد

753(17) (حسن )وعن زر بن حبيش

أن ابن مسعود رضي الله عنه كان عنده غلام يقرأ في المصحف وعنده أصحابه فجاء رجل يقال له حضرمة فقال يا أبا عبد الرحمن أي درجات الإسلام أفضل قال الصلاة

قال ثم أي قال الزكاة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به

قال المملي وتقدم في كتاب الصلاة أحاديث تدل لهذا الباب وتأتي أحاديث أخر في كتاب الصوم والحج إن شاء الله تعالى

2 الترهيب من منع الزكاة وما جاء في زكاة الحلي

754(1) (صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفايح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار

قيل يا رسول الله فالإبل قال ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار

قيل يا رسول الله فالبقر والغنم قال ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها شيئا ليس منها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولها رد عليه آخرها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار

قيل يا رسول الله فالخيل قال الخيل ثلاثة هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل أجر فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرا ونواء لاهل الإسلام فهي له وزر وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله لاهل الإسلام في مرج أو روضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب له عدد آثارها وأرواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربت حسنات

قيل يا رسول الله فالحمر قال ما أنزل علي في الحمر إلا هذه الآية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره الزلزلة 7 8

رواه البخاري ومسلم واللفظ له والنسائي مختصرا

وفي رواية للنسائي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جاء يوم القيامة شجاعا من نار فيكوى بها جبهته وجنبه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس

755(2) (صحيح)  وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر تستن عليه بقوائمها وأخفافها

ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أوفر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر فتنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا منكسر قرنها ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع يتبعه فاتحا فاه فإذا أتاه فر منه فيناديه خذ كنزك الذي خبأته فأنا عنه غني فإذا رأى أن لا بد له منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل

رواه مسلم

القاع المكان المستوي من الأرض

والقرقر بقافين مفتوحتين وراءين مهملتين هو الأملس

والظلف للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس

والعقصاء هي الملتوية القرن

والجلحاء هي التي ليس لها قرن

والعضباء بالضاد المعجمة هي المكسورة القرن

والطول بكسر الطاء وفتح الواو وهو حبل تشد به قائمة الدابة وترسلها ترعى أو تمسك طرفه وترسلها

واستنت بتشديد النون

أي جرت بقوة

شرفا بفتح الشين المعجمة والراء أي شوطا

وقيل نحو ميل

والنواء بكسر النون وبالمد هو المعاداة

والشجاع بضم الشين المعجمة وكسرها هو الحية وقيل الذكر خاصة وقيل نوع من الحيات

والأقرع منه الذي ذهب شعر رأسه من طول عمره

756(3) (صحيح) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع حتى يطوق به عنقه ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله آل عمران 81 الآية

رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي بإسناد صحيح وابن خزيمة في صحيحه

757(4) (حسن لغيره)  وعن مسروق رضي الله عنه قال قال عبد الله

آكل الربا وموكله وشاهداه إذا علماه والواشمة والمؤتشمة ولاوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة

رواه ابن خزيمة في صحيحه واللفظ له ورواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه عن الحارث الأعور عن ابن مسعود رضي الله عنه

لاوي الصدقة هو المماطل بها الممتنع من أدائها

758(5) (حسن لغيره)  وروى الأصبهاني عن علي رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه والواشمة والمستوشمة ومانع الصدقة والمحلل والمحلل له

759(6) (صحيح) وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

من ترك بعده كنزا مثل له يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان يتبعه فيقول من أنت فيقول أنا كنزك الذي خلفت فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها ثم يتبعه سائر جسده

رواه البزار وقال إسناده حسن والطبراني وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

760(7) (صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إن الذي لا يؤدي زكاة ماله يخيل إليه ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان قال فيلزمه أو يطوقه يقول أنا كنزك

أنا كنزك

رواه النسائي بإسناد صحيح

الزبيبتان هما الزبدتان في الشدقين وقيل هم النكتتان السوداوان فوق عينيه

والشجاع تقدم

761(8) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته، مثل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا هذه الآية ولا يحسبن الذين يبخلون قال من آتاه الله مالا فلم يؤد

زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا آل عمران 081 الآية

رواه البخاري والنسائي ومسلم

762(9) (حسن صحيح) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مانع الزكاة يوم القيامة في النار

رواه الطبراني في الصغير عن سعد بن سنان ويقال فيه سنان بن سعد عن أنس

763(10) (صحيح لغيره) وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين

رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات والحاكم والبيهقي في حديث إلا أنهما قالا ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر

وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم

764(11) (حسن ) ورواه ابن ماجه والبزار والبيهقي من حديث ابن عمر

ولفظ البيهقي (صحيح) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

يا معشر المهاجرين خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم أعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولا نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدو من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم

765(12) (صحيح لغيره) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

خمس بخمس

قيل يا رسول الله ما خمس بخمس ؟ قال:

ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم [الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشى فيهم] الموت ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر ولا طففوا المكيال إلا حبس عنهم النبات وأخذوا بالسنين

رواه الطبراني في الكبير وسنده قريب من الحسن وله شواهد

السنين جمع سنة وهي العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء وقع قطر أو لم يقع

766(13) (صحيح) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال

لا يكوى رجل بكنز فيمس درهم درهما ولا دينارا يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم على حدته

رواه الطبراني في الكبير موقوفا بإسناد صحيح

767(14) (صحيح) وعن الأحنف بن قيس رضي الله عنه قال

جلست إلى ملإ من قريش فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلم ثم قال

بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه فيتزلزل ثم ولى فجلس إلى سارية وتبعته وجلست إليه وأنا لا أدري من هو فقلت لا أرى القوم إلا قد كرهوا الذي قلت

قال إنهم لا يعقلون شيئا

قال لي خليلي

قلت من خليلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:

أتبصر أحدا قال فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار وأنا أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسلني في حاجة له قلت نعم

قال ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير وإن هؤلاء لا يعقلون إنما يجمعون الدنيا لا والله لا أسألهم دنيا ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى الله عز وجل

رواه البخاري ومسلم

1150 وفي رواية لمسلم أنه قال بشر الكانزين بكي في ظهورهم يخرج من

جنوبهم وبكي من قبل أقفائهم حتى يخرج من جباههم

قال ثم تنحى فقعد

قال قلت من هذا قالوا هذا أبو ذر

قال فقمت إليه فقلت ما شيء سمعتك تقول قبيل قال ما قلت إلا شيئا قد سمعته من نبيهم صلى الله عليه وسلم قال قلت ما تقول في هذا العطاء قال خذه فإن فيه اليوم معونة فإذا كان ثمنا لدينك فدعه

الرضف بفتح الراء وسكون الضاد المعجمة هو الحجارة المحماة

والنغض بضم النون وسكون الغين المعجمة بعدها ضاد معجمة وهو غضروف الكتف

فصل في زكاة الحلي

768(15) (حسن ) روي عن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال لها أتعطين زكاة هذا قالت لا

قال أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار قال فحذفتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت هما لله ولرسوله

رواه أحمد وأبو داود واللفظ له والترمذي والدارقطني ولفظ الترمذي والدارقطني نحوه أن امرأتين أتتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أيديهما سواران من ذهب فقال لهما أتؤديان زكاته قالتا لا

فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحبان أن يسوركما الله بسوارين من نار قالتا لا

قال فأديا زكاته

ورواه النسائي مرسلا ومتصلا ورجح المرسل

المسكة محركة واحدة المسك وهو أسورة من ذبل أو قرن أو عاج فإذا كانت من غير ذلك أضيفت إليه

قال الخطابي في قوله صلى الله عليه وسلم أيسرك أن يسورك الله بهما سوارين من نار إنما هو تأويل قوله عز وجل يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم التوبة 53 انتهى

769(16) (صحيح)  وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت

دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي فتخات من ورق فقال ما هذا يا عائشة فقلت صنعتهن أتزين لك يا رسول الله

قال أتؤدين زكاتهن قلت لا أو ما شاء الله

قال هي حسبك من النار

رواه أبو داود والدارقطني وفي إسنادهما يحيى بن أيوب الغافقي وقد احتج به الشيخان وغيرهما ولا اعتبار بما ذكره الدارقطني من أن محمد بن عطاء مجهول فإنه محمد بن عمر بن عطاء نسب إلى جده وهو ثقة ثبت

روى له أصحاب السنن واحتج به الشيخان في صحيحيهما

الفتخات بالخاء المعجمة جمع فتخة وهي حلقة لا لها تجعلها المرأة في أصابع رجليها وربما وضعتها في يدها وقال بعضهم هي خواتم كبار كان النساء يتختمن بها

قال الخطابي والغالب أن الفتخات لا تبلغ بانفرادها نصابا وإنما معناه أن تضم إلى بقية ما عندها من الحلي فتؤدي زكاتها فيه

770(17) (صحيح لغيره) وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت

دخلت أنا وخالتي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلينا أسورة من ذهب فقال لنا أتعطيان زكاته قالت فقلنا لا فقال أما تخافان أن يسوركما الله أسورة من نار أديا زكاته

رواه أحمد بإسناد حسن

771(18) (صحيح) وعن ثوبان رضي الله عنه قال

جاءت هند بنت هبيرة رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يدها فتخ من ذهب أي خواتيم ضخام فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب يدها فدخلت على فاطمة رضي الله عنها تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزعت فاطمة

سلسلة في عنقها من ذهب قالت هذه أهداها أبو حسن فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة أيغرك أن يقول الناس ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يدك سلسلة من نار ثم خرج ولم يقعد فأرسلت فاطمة رضي الله عنها بالسلسلة إلى السوق فباعتها واشترت بثمنها غلاما وقال مرة عبدا وذكر كلمة معناها فأعتقته فحدث بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار

رواه النسائي بإسناد صحيح

772(19) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن يحلق جبينه حلقة من نار فليحلقه حلقة من ذهب ومن أحب أن يطوق جبينه طوقا من نار فليطوقه طوقا من ذهب ومن أحب أن يسور جبينه بسوار من نار فليسوره بسوار من ذهب ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها

رواه أبو داود بإسناد صحيح

قال المملي رحمه الله وهذه الأحاديث التي ورد فيها الوعيد على تحلي النساء بالذهب تحتمل وجوها من التأويل

أحدها أن ذلك منسوخ فإنه قد ثبت إباحة تحلي النساء بالذهب

الثاني أن هذا في حق من لا يؤدي زكاته دون من أداها ويدل على هذا حديث عمرو بن شعيب وعائشة وأسماء

وقد اختلف العلماء في ذلك فروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أوجب في الحلي الزكاة وهو مذهب عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو وسعيد بن المسيب وعطاء وسعيد بن جبير وعبد الله بن شداد وميمون بن مهران وابن سيرين ومجاهد وجابر بن زيد والزهري وسفيان الثوري وأبي حنيفة وأصحابه واختاره ابن المنذر

وممن أسقط الزكاة فيه عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأسماء ابنة أبي بكر وعائشة والشعبي والقاسم بن محمد ومالك وأحمد وإسحاق وأبو عبيدة

قال ابن المنذر وقد كان الشافعي قال بهذا إذا هو بالعراق ثم وقف عنه بمصر وقال هذا مما أستخير الله تعالى فيه

وقال الخطابي:

 الظاهر من الآيات يشهد لقول من أوجبها والأثر يؤيده ومن أسقطها ذهب إلى النظر ومعه طرف من الأثر والاحتياط أداؤها والله أعلم

الثالث أنه في حق من تزينت به وأظهرته ويدل لهذا ما رواه النسائي وأبو داود عن ربعي بن خراش عن امرأته عن أخت لحذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر النساء ما لكن في الفضة ما تحلين به أما إنه ليس منكن امرأة تتحلى ذهبا وتظهره إلا عذبت به

وأخت حذيفة اسمها فاطمة

وفي بعض طرقه عند النسائي عن ربعي عن امرأة عن أخت لحذيفة رضي الله عنها وكان له أخوات قد أدركن النبي صلى الله عليه وسلم.

 وقال النسائي:

 باب الكراهة للنساء في إظهار حلي الذهب ثم صدره بحديث عقبة بن عامر

 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمنع أهله الحلية والحرير ويقول إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا

وهذا الحديث رواه الحاكم أيضا وقال:

 صحيح على شرطهما

 ثم روى النسائي في الباب حديث ثوبان المذكور وحديث أسماء

وفي هذا الاحتمال شيء ويدل عليه ما رواه النسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

نهى عن لبس الذهب إلا مقطعا

 وروى أبو داود والنسائي أيضا عن أبي قلابة عن معاوية بن أبي سفيان:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ركوب النمار وعن لبس الذهب إلا مقطعا وأبو قلابة لم يسمع من معاوية ولكن روى النسائي أيضا عن قتادة عن أبي قتادة عن أبي شيخ أنه سمع معاوية فذكر نحوه وهذا متصل وأبو شيخ ثقة مشهور

3-الترغيب في العمل على الصدقة بالتقوى والترهيب من التعدي فيها والخيانة واستحباب ترك العمل لمن لا يثق بنفسه وما جاء في المكاسين والعشارين والعرفاء

773(1) (حسن صحيح)   عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

 العامل على الصدقة بالحق لوجه الله تعالى كالغازي في سبيل الله عز وجل حتى يرجع إلى أهله

رواه أحمد واللفظ له وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن

774(2) (حسن لغيره)   ورواه الطبراني في الكبير عن عبد الرحمن بن عوف ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته

775(3) (صحيح)  وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الخازن المسلم الأمين الذي ينقل ما أمر به فيعطيه كاملا موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر به أحد المتصدقين

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

776(4) (حسن )  وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

خير الكسب كسب العامل إذا نصح

رواه أحمد ورواته ثقات

777(5) (صحيح لغيره) وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له

 قم على صدقة بني فلان وانظر أن تأتي يوم القيامة ببكر تحمله على عاتقك أو كاهلك له رغاء يوم القيامة

قال يا رسول الله اصرفها عني فصرفها عنه

رواه أحمد والبزار والطبراني ورواة أحمد ثقات إلا أن سعيد بن المسيب لم يدرك سعدا

778(6) (صحيح)   ورواه البزار أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

 بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة فذكر نحوه

 ورواته محتج بهم في الصحيح

البكر بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف هو الفتي من الإبل والأنثى بكرة

779(7) (صحيح)   وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

 من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول

رواه أبو داود

780(8) (صحيح)   وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على الصدقة فقال

 يا أبا الوليد اتق الله لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثغاء

قال يا رسول الله إن ذلك لكذلك قال إي والذي نفسي بيده

قال فوالذي بعثك بالحق لا أعمل لك على شيء أبدا

رواه الطبراني في الكبير وإسناده صحيح

الرغاء بضم الراء وبالغين المعجمة والمد صوت البعير

والخوار بضم الخاء المعجمة صوت البقر

والثغاء بضم الثاء المثلثة وبالغين المعجمة ممدودا هو صوت الغنم

781(9) (صحيح)  وعن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال يا رسول الله اقبل عني عملك

قال وما لك قال سمعتك تقول كذا وكذا

قال وأنا أقول الآن من استعملناه منكم على عمل فليجىء بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذ وما نهي عنه انتهى

رواه مسلم وأبو داود وغيرهما

782(10) (صحيح)   وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال

 استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا[ما] لكم وهذا أهدي إلي

قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال

 أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاَّني الله فيأتي فيقول هذا[ما] لكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة فلا أعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء ولا بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه يقول اللهم هل بلغت؟ [بصر عيني وسمع أذني]

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

اللتبية بضم اللام وسكون التاء المثناة فوق وكسر الباء الموحدة بعدها ياء مثناة تحت مشددة ثم هاء تأنيث نسبة إلى حي يقال لهم بنو لتب

بضم اللام وسكون التاء واسم ابن اللتبية عبد الله

وقوله وتيعر هو بمثناة فوق مفتوحة ثم مثناة تحت ساكنة ثم عين مهملة مفتوحة وقد تكسر أي تصيح واليعار صوت الشاة

783(11) (صحيح)   وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال

 بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا ثم قال

 انطلق أبا مسعود لا ألفينك تجيء يوم القيامة على ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته

قال فقلت إذا لا أنطلق قال إذا لا أكرهك

رواه أبو داود

784(12) (حسن صحيح)  وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إني ممسك بحجزكم عن النار هلم عن النار وتغلبونني تقاحمون فيه تقاحم الفراش أو الجنادب فأوشك أن أرسل بحجزكم وأنا فرطكم على الحوض فتردون علي معا وأشتاتا فأعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله ويذهب بكم ذات الشمال وأناشد فيكم رب العالمين فأقول أي رب أمتي فيقول يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك فلا أعرفن أحدكم يوم القيامة يحمل سقاء من أدم ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك شيئا قد بلغتك

رواه أبو يعلى والبزار إلا أنه قال قشعا مكان سقاء

 وإسنادهما جيد إن شاء الله

الفرط بالتحريك هو الذي يتقدم القوم إلى المنزل ليهيىء مصالحهم

والحجز بضم الحاء المهملة وفتح الجيم بعدهما زاي جمع حجزة بسكون الجيم وهو معقد الإزار وموضع التكة من السراويل

والحمحمة بحاءين مهملتين مفتوحتين هو صوت الفرس

وتقدم تفسير الثغاء والرغاء [قريباً تحت الحديث الثامن في الباب]

والقشع مثلثة القاف وبفتح الشين المعجمة هو هنا القربة اليابسة وقيل بيت من أدم وقيل هو النطع وهو محتمل الثلاثة غير أنه بالقربة أمس

785(13) (حسن صحيح)   وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

المعتدي في الصدقة كمانعها

رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه كلهم من رواية سعد بن سنان عن أنس

 وقال الترمذي حديث غريب وقد تكلم أحمد بن حنبل في سعد بن سنان ثم قال

 وقوله المعتدي في الصدقة كمانعها يقول على المعتدي من الإثم كما على المانع إذا منع

قال الحافظ وسعد بن سنان وثق كما سيأتي

(فصل)

786(14) (صحيح)  ورواه [يعني حديث عثمان بن أبي العاص الذي في "الضعيف"] في الأوسط

 ولفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا

787(15) (صحيح)   وعن أبي الخير رضي الله عنه قال

عرض مسلمة بن مخلد وكان أميرا على مصر على رويفع بن ثابت رضي الله عنه أن يوليه العشور فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

 إن صاحب المكس في النار

رواه أحمد من رواية ابن لهيعة والطبراني بنحوه وزاد يعني العاشر

788(16) (صحيح لغيره)   وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

ويل للأمراء ويل للعرفاء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يتذبذبون بين السماء والأرض ولم يكونوا عملوا على شيء

رواه أحمد من طرق رواة بعضها ثقات

789(17) (صحيح لغيره)   وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

 ويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم معلقة بالثريا يدلدلون بين السماء والأرض وإنهم لم يلوا عملا

 رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد

790(18) (حسن لغيره)  وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا

رواه ابن حبان في صحيحه

4- الترهيب من المسألة وتحريمها مع الغنى وما جاء في ذم الطمع والترغيب في التعفف والقناعة والأكل من كسب يده

791(1) (صحيح)   عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم

رواه البخاري ومسلم والنسائي

المزعة بضم الميم وسكون الزاء وبالعين المهملة هي القطعة

792(2) (صحيح)   وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

 إنما المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك إلا أن يسأل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا

رواه أبو داود والنسائي والترمذي وعنده المسألة كد يكد بها الرجل وجهه الحديث وقال: حديث حسن صحيح

ورواه ابن حبان في صحيحه بلفظ (كد) في رواية و(كدوح) في أخرى

الكدوح بضم الكاف آثار الخموش

793(3) (صحيح)   وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة فمن شاء استبقى على وجهه

الحديث

رواه أحمد ورواته كلهم ثقات مشهورون

794(4) (حسن لغيره)   وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من سأل الناس في غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم جاء يوم القيامة بوجه ليس عليه لحم

795(5) (حسن لغيره)   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من فتح على نفسه باب مسألة من غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم فتح الله عليه باب فاقة من حيث لا يحتسب

رواه البيهقي وهو حديث جيد في الشواهد

796(6) (حسن لغيره)   وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه

 أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فأعطاه فلما وضع رجله على أسكفة الباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لو يعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله

رواه النسائي

797(7) (حسن لغيره) ورواه الطبراني في الكبير من طريق قابوس عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لو يعلم صاحب المسألة ما له فيها لم يسأل

798(8) (صحيح لغيره) وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة

رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني

799(9) (صحيح) وعن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شيئا في وجهه يوم القيامة

رواه أحمد والبزار والطبراني ورواة أحمد محتج بهم في الصحيح

800(10) (صحيح لغيره)  وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سأل وهو غني عن المسألة يحشر يوم القيامة وهي خموش في وجهه

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد لا بأس به

801(11) (صحيح لغيره) وعن مسعود بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتي برجل يصلي عليه فقال كم ترك قالوا دينارين أو ثلاثة

قال ترك كيتين أو ثلاث كيات فلقيت عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر فذكرت ذلك له فقال له ذاك رجل كان يسأل الناس تكثرا

رواه البيهقي من رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني

802(12) (صحيح لغيره)  وعن حبشي بن جنادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذي يسأل من غير حاجة كمثل الذي يلتقط الجمر

ورواه الترمذي من رواية مجالد عن عامر عن حبشي أطول من هذا ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو واقف بعرفة أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه فسأله إياه فأعطاه وذهب فعند ذلك حرمت المسألة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(صحيح لغيره)

إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي إلا لذي فقر مدقع أو غرم مقطع ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة ورضفا يأكله من جهنم فمن شاء فليقلل ومن شاء فليكثر

قال الترمذي حديث غريب

زاد فيه رزين (صحيح لغيره)

وإني لأعطي الرجل العطية فينطلق بها تحت إبطه وما هي إلا النار فقال له عمر ولم تعطي يا رسول الله ما هو نار فقال أبى الله لي البخل وأبوا إلا مسألتي

قالوا (صحيح لغيره) :

وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال قدر ما يغديه أو يعشيه وهذه الزيادة لها شواهد كثيرة لكني لم أقف عليها في شيء من نسخ الترمذي

المرة بكسر الميم وتشديد الراء هي الشدة والقوة

والسوي بفتح السين المهملة وتشديد الياء هو التام الخلق السالم من موانع الاكتساب

يثري بالثاء المثلثة أي ما يزيد ماله به

والرضف يأتي وكذا بقية الغريب

803(13) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر

رواه مسلم وابن ماجه

804(14) (صحيح لغيره) وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من سأل الناس عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنم

قالوا وما ظهر غنى قال عشاء ليلة

رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند والطبراني في الأوسط وإسناده جيد

805(15) (صحيح)  وعن سهل ابن الحنظلية رضي الله عنه قال قدم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس رضي الله عنهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه فأمر معاوية فكتب لهما ما سألا فأما الأقرع فأخذ كتابه فلفه في عمامته وانطلق وأما عيينة فأخذ كتابه وأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أتراني حاملا إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمس فأخبر معاوية بقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار

قال النفيلي وهو أحد رواته [في موضع آخر "من جمر جهنم"]

 فقالوا: [يا رسول الله وما يغنيه؟ قال النفيلي في موضع آخر]

  وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة قال قدر ما يغديه ويعشيه

رواه أبو داود واللفظ له وابن حبان في صحيحه وقال فيه

 من سأل شيئا وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم

قالوا يا رسول الله وما يغنيه قال ما يغديه أو يعشيه

 كذا عنده أو يعشيه بألف

ورواه ابن خزيمة باختصار إلا أنه قال

قيل يا رسول الله وما الغنى الذي لا ينبغي معه المسألة قال

 أن يكون له شبع يوم وليلة أو ليلة ويوم

قوله كصحيفة المتلمس هذا مثل تضربه العرب لمن حمل شيئا لا يدري هل هو يعود عليه بنفع أو ضر

وأصله أن المتلمس واسمه عبد المسيح قدم هو وطرفة العبدي على الملك عمرو بن المنذر فأقاما عنده فنقم عليهما أمرا فكتب إلى بعض عماله يأمره بقتلهما وقال لهما إني قد كتبت لكما بصلة فاجتازا بالحيرة فأعطى المتلمس صحيفته صبيا فقرأها فإذا فيها الأمر بقتله فألقاها وقال لطرفة افعل مثل فعلي فأبى عليه ومضى إلى عامل الملك فقرأها وقتله

قال الخطابي

 اختلف الناس في تأويله يعني حديث سهل فقال بعضهم من وجد غداء يومه وعشاءه لم تحل له المسألة على ظاهر الحديث وقال بعضهم إنما هو فيمن وجد غداء وعشاء على دائم الأوقات فإذا كان عنده ما يكفيه لقوته المدة الطويلة حرمت عليه المسألة وقال آخرون هذا منسوخ بالأحاديث التي تقدم ذكرها يعني الأحاديث التي فيها تقدير الغنى بملك خمسين درهما أو قيمتها أو بملك أوقية أو قيمتها

قال الحافظ رضي الله عنه

ادعاء النسخ مشترك بينهما ولا أعلم مرجحا لأحدهما على الآخر

وقد كان الشافعي رحمه الله يقول قد يكون الرجل بالدرهم غنيا مع كسبه ولا يغنيه الألف مع ضعفه في نفسه وكثرة عياله

وقد ذهب سفيان الثوري وابن المبارك والحسن بن صالح وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إلى أن من له خمسون درهما أو قيمتها من الذهب لا يدفع إليه شيء من الزكاة

وكان الحسن البصري وأبو عبيد يقولان من له أربعون درهما فهو غني وقال أصحاب الرأي يجوز دفعها إلى من يملك دون النصاب وإن كان صحيحا مكتسبا مع قولهم من كان له قوت يومه لا يحل له السؤال استدلالا بهذا الحديث وغيره والله أعلم

806(16) (صحيح لغيره) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من سأل الناس ليثرى ماله فإنما هي رضف من النار ملهبة فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر

رواه ابن حبان في صحيحه

الرضف بفتح الراء وسكون الضاد المعجمة بعدها فاء الحجارة المحماة

807(17) (صحيح موقوف)   وعن أسلم قال قال لي عبد الله بن الأرقم

 أدللني على بعير من العطايا أستحمل عليه أمير المؤمنين

قلت نعم جمل من إبل الصدقة

فقال عبد الله بن الأرقم أتحب لو أن رجلا بادنا في يوم حار غسل ما تحت إزاره ورفغيه ثم أعطاكه فشربته

قال فغضبت وقلت يغفر الله لك لم تقول مثل هذا لي

 قال فإنما الصدقة أوساخ الناس يغسلونها عنهم

رواه مالك

البادن السمين

والرفغ بضم الراء وفتحها وبالغين المعجمة هو الإبط وقيل وسخ الثوب

 والأرفاغ المغابن التي يجتمع فيها العرق والوسخ من البدن

808(18) (صحيح لغيره)   وعن علي رضي الله عنه قال

 قلت للعباس سل النبي صلى الله عليه وسلم يستعملك على الصدقة فسأله قال ما كنت لاستعملك على غسالة ذنوب الناس

رواه ابن خزيمة في صحيحه

809(19) (صحيح)   وعن أبي عبد الرحمن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال

 كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال

 ألا تبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا حديثي عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال

ألا تبايعون ؟

فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك قال:

 أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا وأسر كلمة خفية ولا تسألوا الناس[ شيئاً] فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه

رواه مسلم والترمذي والنسائي باختصار

810(20) (صحيح)  وعن أبي ذر رضي الله عنه قال

 بايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وأوثقني سبعا وأشهد الله علي تسعاً:

 أن لا أخاف في الله لومة لائم

 قال أبو المثنى قال أبو ذر فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال

هل لك إلى البيعة ولك الجنة

 قلت نعم وبسطت يدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وهو يشترط على أن لا تسأل الناس شيئا قلت نعم

قال ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه

(حسن لغيره) وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

ستة أيام ثم اعقل يا أبا ذر ما يقال لك بعد فلما كان اليوم السابع قال

أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن أحدا شيئا وإن سقط سوطك ولا تقبضن أمانة

رواه أحمد ورواته ثقات

811(21) (صحيح) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال

أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع بحب المساكين وأن أدنو منهم وأن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أصل رحمي وإن جفاني وأن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله وأن أتكلم بمُرِّ الحق وأن لا تأخذني بالله لومة لائم وأن لا أسأل الناس شيئا

رواه أحمد والطبراني من رواية الشعبي عن أبي ذر ولم يسمع منه

812(22) (صحيح)   وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال

 سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال

 يا حكيم هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى

قال حكيم فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا

 فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه ولم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي رضي الله عنه

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي باختصار

يرزأ   براء ثم زاي ثم همزة معناه لم يأخذ من أحد شيئا

وإشراف النفس بكسر الهمزة وبالشين المعجمة وآخره فاء هو تطلعها وطمعها وشرهها

وسخاوة النفس ضد ذلك

813(23) (صحيح)   وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من تكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة فقلت أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا

رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وأبو داود بإسناد صحيح

وعند ابن ماجه قال

 لا تسأل الناس شيئا

قال فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد ناولنيه حتى ينزل فيأخذه

814(24) (صحيح لغيره)   وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

 ثلاث والذي نفسي بيده إن كنت لحالفا عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر

رواه أحمد وفي إسناده رجل لم يسم وأبو يعلى والبزار

 وتقدم في الإخلاص[الباب الأول] من حديث أبي كبشة الأنماري مطولا

 رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

815(25) (صحيح)   وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال

 قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله لقد سمعت فلانا وفلانا يحسنان الثناء يذكران أنك أعطيتهما دينارين

قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

والله لكن فلانا ما هو كذلك لقد أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فما يقول ذلك أما والله إن أحدكم ليخرج مسألته من عندي يتأبطها (يعني تكون تحت إبطه) نارا قال قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله لِمَ تعطيها إياهم؟ قال فما أصنع يأبون إلا ذلك ويأبى الله لي البخل

رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح

816(26) (صحيح)  وفي رواية جيدة لابي يعلى

وإن أحدكم ليخرج بصدقته من عندي متأبطها وإنما هي له نار

قلت يا رسول الله كيف تعطيه وقد علمت أنها له نار قال

 فما أصنع يأبون إلا مسألتي ويأبى الله عز وجل لي البخل

817(27) (صحيح)   وعن أبي بشر قبيصة بن المخارق رضي الله عنه

قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لاحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

الحمالة بفتح الحاء المهملة هو الدية يتحملها قوم من قوم وقيل هو ما يتحمله المصلح بين فئتين في ماله ليرتفع بينهم القتال ونحوه

والجائحة الآفة تصيب الإنسان في ماله

والقوام بفتح القاف وكسرها أفصح هو ما يقوم به حال الإنسان من مال وغيره

والسداد بكسر السين المهملة هو ما يسد حاجة المعون ويكفيه

والفاقة الفقر والاحتياج

والحجى بكسر الحاء المهملة مقصورا هو العقل

818(28) (صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك

رواه البزار والطبراني بإسناد جيد والبيهقي

819(29) (صحيح لغيره)   عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

 لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت إن الله يحب الغني الحليم المتعفف ويبغض البذيء الفاجر السائل المُلِح

رواه البزار

820(30) (صحيح)   وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر وذكر الصدقة والتعفف عن المسألة

اليد العليا خير من اليد السفلى والعليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي

وقال أبو داود

 اختلف على أيوب عن نافع في هذا الحديث قال عبد الوارث اليد العليا المتعففة

وقال أكثرهم عن حماد بن زيد عن أيوب المنفقة وقال واحد عن حماد (المتعففة)

قال الخطابي

 رواية من قال المتعففة أشبه وأصح في المعنى وذلك أن ابن عمر ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الكلام وهو يذكر الصدقة والتعفف عنها فعطف الكلام على سببه الذي خرج عليه وعلى ما يطابقه في معناه أولى وقد يتوهم كثير من الناس أن معنى العليا أن يد المعطي مستعلية فوق يد الآخذ يجعلونه من علو الشيء إلى فوق وليس ذلك عندي بالوجه وإنما هو من علاء المجد والكرم يريد[به] التعفف عن المسألة والترفع عنها. انتهى كلامه وهو حسن

821(31) (صحيح) وعن مالك بن نضلة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلى فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه واللفظ له

822(32) (صحيح)  وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله

رواه البخاري واللفظ له ومسلم

823(33) (صحيح)   وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

أن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال

 ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ومن استعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى الله أحدا عطاء هو خير له وأوسع من الصبر

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

824(34) (حسن لغيره)   وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال

 جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن

825(35) (صحيح)   وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

العرض بفتح العين المهملة والراء هو كل ما يقتنى من المال وغيره

826(36) (صحيح)   وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها

رواه مسلم وغيره [مضى 3-العلم\9]

827(37) (صحيح)   وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى قلت نعم يا رسول الله قال أفترى قلة المال هو الفقر قلت نعم يا رسول الله

قال إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب

رواه ابن حبان في صحيحه في حديث يأتي إن شاء الله تعالى

828(38) (صحيح)   وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس

رواه البخاري ومسلم

829(39) (صحيح)   وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه

رواه مسلم والترمذي وغيرهما

830(40) (صحيح)   وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافا وقنع

رواه الترمذي وقال

 حديث حسن صحيح والحاكم وقال

 صحيح على شرط مسلم

الكفاف من الرزق ما كفا عن السؤال مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة

831(41) (صحيح)   وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وأن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى

رواه مسلم والترمذي وغيرهما

832(42) (حسن لغيره)   وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله أوصني وأوجز فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

عليك بالإياس مما في أيدي الناس ...... وإياك وما يعتذر منه

رواه الحاكم والبيهقي في كتاب الزهد واللفظ له وقال الحاكم صحيح الإسناد كذا قال

833(43) (حسن لغيره)   وعن عبد الله بن محصن الخطمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

 من أصبح [منكم] آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

في سربه بكسر السين المهملة أي في نفسه

834(44) (صحيح لغيره)   وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع

رواه أبو داود والبيهقي بطوله واللفظ لأبي داود

الفقر المدقع بضم الميم وسكون الدال المهملة وكسر القاف هو الشديد الملصق صاحبه بالدقعاء وهي الأرض التي لا نبات بها

والغرم بضم الغين المعجمة وسكون الراء هو ما يلزم أداؤه تكلفا لا في مقابلة عوض

والمفظع بضم الياء وسكون الفاء وكسر الظاء المعجمة هو الشديد الشنيع

وذو الدم الموجع هو الذي يتحمل دية عن قريبه أو حميمه أو نسيبه القاتل يدفعها إلى أولياء المقتول ولو لم يفعل قتل قريبه أو حميمه الذي يتوجع لقتله

835(45) (صحيح)   وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لأن يأخذ أحدكم أحبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه

رواه البخاري وابن ماجه وغيرهما

836(46) (صحيح)   وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه

رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي

837(47) (صحيح)   وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده

رواه البخاري

5 ترغيب من نزلت به فاقة أو حاجة أن ينزلها بالله تعالى

838(1) (صحيح)   عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب

 والحاكم وقال صحيح الإسناد إلا أنه قال فيه

 أوشك الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى آجل

يوشك أي يسرع وزنا ومعنى

6 الترهيب من أخذ ما دفع من غير طيب نفس المعطي

839(1) (صحيح لغيره)   عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا المال خضرة حلوة من أعطيناه منها شيئا بطيب نفس منا وحسن طعمة منه من غير شره نفس بورك له فيه ومن أعطيناه منها شيئا بغير طيب نفس منا وحسن طعمة منه وشره نفس كان غير مبارك له فيه

رواه ابن حبان في صحيحه

 وروى أحمد والبزار منه الشطر الأخير بنحوه بإسناد حسن

الشره بشين معجمة محركا هو الحرص

840(2) (صحيح)   وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته

رواه مسلم والنسائي والحاكم وقال صحيح على شرطهما

وفي رواية لمسلم قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

 إنما أنا خازن فمن أعطيته عن طيب نفس فمبارك له فيه ومن أعطيته عن مسألة وشره نفس كان كالذي يأكل ولا يشبع

لا تلحفوا أي لا تلحوا في المسألة

841(3) (صحيح)   وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا تلحفوا في المسألة فإنه من يستخرج منا بها شيئا لم يبارك له فيه

رواه أبو يعلى ورواته محتج بهم في الصحيح

842(4) (صحيح)   وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إن الرجل يأتيني فيسألني فأعطيه فينطلق وما يحمل في حضنه إلا النار

رواه ابن حبان في صحيحه

843(5) (صحيح)   وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال

 بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذهبا إذ أتاه رجل فقال يا رسول الله أعطني فأعطاه ثم قال زدني فزاده ثلاث مرات ثم ولى مدبرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يأتيني الرجل فيسألني فأعطيه ثم يسألني فأعطيه ثلاث مرات ثم ولى مدبرا وقد جعل في ثوبه نارا إذا انقلب إلى أهله

رواه ابن حبان في صحيحه

844(6) (صحيح)   وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت فلانا يشكر يذكر أنك أعطيته دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لكن فلانا قد أعطيته ما بين العشرة إلى المائة فما شكر وما يقوله إن أحدكم ليخرج من عندي بحاجته متأبطها وما هي إلا النار

قال قلت يا رسول الله لِمَ تعطهم قال يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل

رواه ابن حبان في صحيحه

 ورواه أحمد وأبو يعلى من حديث أبي سعيد وتقدم[4-باب\24رقم24]

متأبطها أي جاعلها تحت إبطه

7- ترغيب من جاءه شيء من غير مسألة ولا إشراف نفس في قبوله سيما إن كان محتاجا والنهي عن رده وإن كان غنيا عنه

845(1) (صحيح)   عن ابن عمر رضي الله عنهما[قال: سمعت عمر يقول]

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه أفقر إليه مني

قال فقال خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله وإن شئت تصدق به وما لا فلا تتبعه نفسك

قال سالم بن عبد الله فلأجل ذلك كان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه

رواه البخاري ومسلم والنسائي

846(2) (صحيح لغيره)   وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعطاء فرده عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لم رددته فقال يا رسول الله أليس أخبرتنا أن خيرا لأحدنا أن لا يأخذ من أحد شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إنما ذلك عن المسألة فأما ما كان عن غير مسألة فإنما هو رزق يرزقكه الله

 فقال عمر رضي الله عنه أما والذي نفسي بيده لا أسأل أحدا شيئا ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذته

رواه مالك هكذا مرسلا  ورواه البيهقي عن زيد بن أسلم عن أبيه

قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول فذكر بنحوه

847(3) (حسن صحيح)   وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

يا رسول الله قد قلت لي إن خيرا لك أن لاتسأل أحداًمن الناس شيئا‌ً

قال إنما ذلكأن تسأل وما آتاك الله من غير مسألة فإنما هو رزق رزقكه الله

رواه الطبراني وأبو يعلى بإسناد لابأس به

848(4) (صحيح)  وعن خالد بن علي الجهني رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

 من بلغه عن أخيه معروف من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله عز وجل إليه

رواه أحمد بإسناد صحيح وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

849(5) (صحيح لغيره)   وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

 من آتاه الله شيئا من هذا المال من غير أن يسأله فليقبله فإنما هو رزق ساقه الله إليه

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح

850(6) (صحيح)   وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

 من عرض له من هذا الرزق شيء من غير مسألة ولا إشراف فليتوسع به في رزقه فإن كان غنيا فليوجهه إلى من هو أحوج إليه منه

رواه أحمد والطبراني والبيهقي وإسناد أحمد جيد قوي

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله

 سألت أبي ما الإشراف قال تقول في نفسك سيبعث إلي فلان سيصلني فلان

8-ترهيب السائل أن يسأل بوجه الله غير الجنة وترهيب المسؤول بوجه الله أن يمنع

851(1) (حسن )  عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

 ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه كلام

هجرا بضم الهاء وسكون الجيم أي ما لم يسأل أمرا قبيحا لا يليق

ويحتمل أنه أراد ما لم يسأل سؤالا قبيحا بكلام قبيح

852(2) (صحيح)   وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سأل بالله فأعطوه ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه

رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

853(3) (حسن لغيره)  وروي عن أبي عبيدة مولى رفاعة عن رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله

رواه الطبراني

854(4) (صحيح)  وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بشر الناس رجل يسأل بالله ولا يعطي

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والنسائي وابن حبان في صحيحه في آخر حديث يأتي في الجهاد إن شاء الله تعالى

855(5) (صحيح لغيره)  وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ألا أخبركم بشر البرية قالوا بلى يا رسول الله قال الذي يسأل بالله ولا يعطي

رواه أحمد

9 الترغيب في الصدقة والحث عليها وما جاء في جهد المقل ومن تصدق بما لا يجب

856(1) (صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل

رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه

وفي رواية لابن خزيمة (صحيح)

إن العبد إذا تصدق من طيب تقبلها الله منه وأخذها بيمينه فرباها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله وإن الرجل ليتصدق باللقمة فتربو في يد الله أو قال في كف الله حتى تكون مثل الجبل فتصدقوا

وفي رواية صحيحة للترمذي (صحيح لغيره) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لاحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد

ورواه مالك بنحو رواية الترمذي هذه عن سعيد بن يسار مرسلا لم يذكر أبا هريرة

857(2) (صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

إن الله ليربي لاحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل أحد

رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له

(الفلو ) بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو هو المهر أول ما يولد

و(الفصيل ) ولد الناقة إلى أن يفصل عن أمه

858(3) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل

رواه مسلم والترمذي ورواه مالك مرسلا

859(4) (صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

ما بقي

منها قالت ما بقي منها إلا كتفها

قال بقي كلها غير كتفها

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعناه أنهم تصدقوا بها إلا كتفها

860(5) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى ما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس

رواه مسلم

861(6) (صحيح)  وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه

قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر

رواه البخاري والنسائي

862(7) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

بينا رجل في فلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقة يحول الماء بمسحاته فقال له يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم سألتني عن اسمي

قال سمعت في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثه وأرد ثلثه

رواه مسلم

الحديقة البستان إذا كان عليه حائط

الحرة بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء الأرض التي بها حجارة سود

والشرجة بفتح الشين المعجمة وإسكان الراء بعدها جيم وتاء تأنيث مسيل الماء إلى الأرض السهلة

والمسحاة بالسين والحاء المهملتين هي المجرفة من الحديد

863(8) (صحيح)  وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما منكم

من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة

وفي رواية من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل

رواه البخاري ومسلم

864(8) (صحيح لغيره)  وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة

رواه أحمد بإسناد صحيح

865(10) (حسن لغيره) وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان

رواه أحمد بإسناد حسن

866(11) (صحيح) وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكعب بن عجرة يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار يا كعب بن عجرة الناس غاديان فبائع نفسه فموثق رقبته ومبتاع نفسه في عتق رقبته

رواه أبو يعلى بإسناد صحيح

867(12) (صحيح لغيره)  وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت النار أولى به

يا كعب بن عجرة الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها وغاد فموثقها

يا كعب بن عجرة الصلاة قربان والصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا

رواه ابن حبان في صحيحه

868(13) (صحيح لغيره) وعن معاذ بن جبل قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فذكر الحديث إلى أن قال فيه ثم قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على أبواب الخير

قلت بلى يا رسول الله

قال الصوم جنة والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ويأتي بتمامه في الصمت وهو عند ابن حبان من حديث جابر في حديث يأتي في كتاب القضاء إن شاء الله تعالى

869(14) (صحيح لغيره)  وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها وأحدثكم حديثا فاحفظوه

قال إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء

رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

870(15) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما

فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها

قال أبو هريرة فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأصبعيه هكذا في جيبه يوسعها ولا تتوسع

رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه

مثل المنفق المتصدق والبخيل كمثل رجلين عليهما جبتان أو جنتان من حديد من لدن ثديهما إلى تراقيهما فإذا أراد المنفق أن ينفق اتسعت عليه الدرع أو مرت حتى تجن بنانه وتعفو أثره فإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت ولزمت كل حلقة موضعها حتى أخذت بترقوته أو برقبته

يقول أبو هريرة رضي الله عنه أشهد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسعها ولا تتسع

الجنة بضم الجيم وتشديد النون كل ما وقى الإنسان ويضاف إلى ما يكون منه

التراقي جمع ترقوة بفتح التاء وضمها لحن وهو العظم الذي يكون بين ثغرة نحر الإنسان وعاتقه

وقلصت بفتح القاف واللام أي انجمعت وتشمرت وهو ضد استرخت وانبسطت

والجيب هو الخرق الذي يخرج الإنسان منه رأسه في الثوب ونحوه

871(16) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

قال رجل لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق فقال اللهم لك الحمد على سارق لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية

قال اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على غني

قال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني فأتي فقيل له أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله

رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي وقالا فيه فأتي فقيل له أما صدقتك فقد تقبلت ثم ذكر الحديث

872(17) (صحيح)  وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

كل امرىء في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس

قال يزيد فكان أبو الخير مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو بكعكة أو بصلة

رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

وفي رواية لابن خزيمة أيضا (حسن )

عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن أبي عبد الله اليزني أنه كان أول أهل مصر يروح إلى المسجد وما رأيته داخلا المسجد قط إلا وفي كمه صدقة إما فلوس وإما خبز وإما قمح

قال حتى ربما رأيت البصل يحمله قال فأقول يا أبا الخير إن هذا ينتن ثيابك قال فيقول يا ابن أبي حبيب أما إني لم أجد في البيت شيئا أتصدق به غيره إنه حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ظل المؤمن يوم القيامة صدقته

873(18) (حسن ) وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إن الصدقة لتطفىء عن أهلها حر

القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته

رواه الطبراني في الكبير والبيهقي وفيه ابن لهيعة

874(19) (صحيح) ...وقد روينا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله إذا استودع شيئا حفظه

875(20) (صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال

كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب

قال أنس فلما نزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون آل عمران 29

قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله

قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي مختصرا

بيرحاء بكسر الباء وفتحها ممدودا اسم لحديقة نخل كانت لأبي طلحة رضي الله عنه وقال بعض مشايخنا

صوابه (بيرحى ) بفتح الباء الموحدة والراء مقصورا وإنما صحفه الناس

وقوله رابح روي بالباء الموحدة وبالياء المثناة تحت

876(21) (صحيح)  و[رواه يعني حديث أبي ذر الذي في الضعيف هنا]ابن حبان في صحيحه أطول منه بنحوه والحاكم ويأتي لفظه إن شاء الله

ورواه البيهقي (حسن صحيح) ولفظه في إحدى رواياته قال

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجي العبد من النار قال

الإيمان بالله

قلت يا نبي الله مع الإيمان عمل ؟ قال

أن ترضخ مما خوَّلك الله وترضخ مما رزقك الله

قلت يا نبي الله فإن كان فقيرا لا يجد ما يرضخ قال

يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

قلت إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر قال

فليعن الأخرق

قلت يا رسول الله أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع قال فليعن مظلوما

قلت يا نبي الله أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما قال ما تريد أن تترك لصاحبك من خير ليمسك أذاه عن الناس

قلت يا رسول الله أرأيت إن فعل هذا يدخله الجنة ؟ قال

ما من عبد مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة

877(22) (صحيح) وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكر الحديث إلى أن قال فيه وآمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه

الحديث رواه الترمذي وصححه وابن خزيمة واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وتقدم بتمامه في الالتفات في الصلاة

878(23) (صحيح)  وعن عمر رضي الله عنه قال ذكر لي أن الأعمال تباهى فتقول الصدقة أنا أفضلكم

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

879(24) (حسن ) وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده عصا وقد علق رجل قنو حشف فجعل يطعن في ذلك القنو فقال لو شاء رب هذه الصدقة تصدق

بأطيب من هذا إن رب هذه الصدقة يأكل حشفا يوم القيامة

رواه النسائي واللفظ له وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما في حديث

880(25) (حسن )وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم كلهم من رواية دراج عن ابن حجيرة عنه

881(26) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

خير الصدقة ما أبقت غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول تقول امرأتك أنفق علي أو طلقني

ويقول مملوكك أنفق علي أو بعني ويقول ولدك إلى من تكلنا

رواه ابن خزيمة

 

ولعل قوله تقول امرأتك إلى آخره من كلام أبي هريرة مدرج

882(27) (صحيح)  وعنه رضي الله عنه أنه قال

يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال

جهد المقل وابدأ بمن تعول

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال

صحيح على شرط مسلم

883(28) (حسن ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

سبق درهم مائة ألف درهم فقال رجل وكيف ذاك يا رسول الله قال

رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به

رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال

صحيح على شرط مسلم

قوله من عرضه بضم العين المهملة وبالضاد المعجمة أي من جانبه

884(29) (صحيح) وعن أم بجيد رضي الله عنها أنها قالت

يا رسول الله إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد له شيئا أعطيه إياه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم تجدي إلا ظلفا محرقا فادفعيه إليه في يده

رواه الترمذي وابن خزيمة

وزاد في رواية

لا تردي سائلك ولو بظلف

وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي

حديث حسن صحيح

الظلف بكسر الظاء المعجمة للبقر والغنم بمنزلة الحافر للفرس

885(30) (صحيح موقوف)  ورواه [يعني حديث أبي ذر الذي في الضعيف] البيهقي عن ابن مسعود موقوفا عليه (صحيح موقوف) ولفظه

إن راهبا عبد الله في صومعته ستين سنة فجاءت امرأة فنزلت إلى جنبه فنزل إليها فواقعها ست ليال ثم سقط في يده فهرب فأتى مسجدا فأوى فيه ثلاثا لا يطعم شيئا فأتي برغيف فكسره فأعطى رجلا عن يمينه نصفه وأعطى آخر عن يساره نصفه فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه فوضعت الستون في كفة ووضعت الستة في كفة فرجحت يعني الستة ثم وضع الرغيف فرجح يعني رجح الرغيف الستة

886(31) (صحيح لغيره) وعن المغيرة بن عبد الله الجعفي قال

جلسنا إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له خصفة بن خصفة فجعل ينظر إلى رجل سمين فقلت له ما تنظر إليه فقال ذكرت حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول هل تدرون ما الشديد قلنا الرجل يصرع الرجل

قال إن الشديد كل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب تدرون ما الرقوب قلنا الرجل الذي لا يولد له

قال إن الرقوب الرجل الذي له الولد لم يقدم منهم شيئا ثم قال تدرون ما الصعلوك قال قلنا الرجل الذي لا مال له قال إن الصعلوك كل الصعلوك الذي له المال لم يقدم منه شيئا

رواه البيهقي وينظر سنده

قال الحافظ ويأتي إن شاء الله تعالى في كتاب الملبس باب في الصدقة على الفقير بما يلبسه

10 الترغيب في صدقة السر

887(1) (صحيح)  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه

رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة هكذا

وروياه أيضا ومالك والترمذي عن أبي هريرة أو أبي سعيد على الشك

888(2) (حسن لغيره) وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى

رواه الطبراني في الكبير وفيه صدقة بن عبد الله السمين ولا بأس به في الشواهد

889(3) (حسن لغيره) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

890(4) (حسن لغيره)  وروي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفيا تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة أهل المعروف

رواه الطبراني في الأوسط

11 الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم

891(1) (صحيح) عن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت فرجعت إلى عبد الله بن مسعود فقلت إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة فائته فاسأله فإن كان ذلك يجزىء عني وإلا صرفتها إلى غيركم فقال عبد الله بل ائته أنت فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حاجتها حاجتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة فخرج علينا بلال رضي الله عنه فقلنا له ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب يسألانك أتجزىء الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ولا تخبره من نحن

قالت فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من هما فقال امرأة من الأنصار وزينب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أي الزيانب قال امرأة عبد الله بن مسعود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

892(2) (حسن صحيح)  وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذوي الرحم ثنتان صدقة وصلة

رواه النسائي والترمذي وحسنه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد ولفظ ابن خزيمة قال

الصدقة على المسكين صدقة وعلى القريب صدقتان صدقة وصلة

893(3) (صحيح لغيره) وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل قال على ذي الرحم الكاشح

رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن

الكاشح بالشين المعجمة هو الذي يضمر عداوته في كشحه وهو خصره يعني أن أفضل الصدقة

على ذي الرحم القاطع المضمر العداوة في باطنه

894(4) (صحيح)  وعن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

12 الترهيب من أن يسأل الإنسان مولاه أو قريبه من فضل ماله فيبخل عليه أو يصرف صدقته إلى الأجانب وأقرباؤه محتاجون

895(1) (حسن ) وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال

قلت يا رسول الله من أبر قال

أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يسأل رجل مولاه من فضل هو عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة فضله الذي منعه شجاعا أقرع

رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والترمذي وقال حديث حسن

قال أبو داود الأقرع الذي ذهب شعر رأسه من السم

896(2) (حسن ) وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له من جهنم حية يقال لها شجاع يتلمظ فيطوق به

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد

التلمظ تطعم ما يبقى في الفم من آثار الطعام

897(3) (حسن لغيره)  وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أيما رجل أتاه ابن عمه يسأله من فضله فمنعه منعه الله فضله يوم القيامة

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وهو غريب

13 الترغيب في القرض وما جاء في فضله

898(1) (صحيح) عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من منح منيحة لبن أو ورق أو هدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة

رواه أحمد والترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح ومعنى قوله منح منيحة ورق

إنما يعني به قرض الدرهم وقوله أو هدى زقاقا إنما يعني به هداية الطريق وهو إرشاد السبيل انتهى

899(2) (حسن لغيره) 

900(3) (حسن ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخل رجل الجنة فرأى مكتوبا على بابها الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر

رواه الطبراني والبيهقي كلاهما من رواية عتبة بن حميد

901(4) (صحيح لغيره) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرة إلا كان كصدقتها مرتين

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا وموقوفا

902(5) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه في حديث يأتي إن شاء الله تعالى

14 الترغيب في التيسير على المعسر وإنظاره والوضع عنه

903(1) (صحيح) عن أبي قتادة رضي الله عنه

أنه طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسر قال آلله قال آلله

قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه

رواه مسلم وغيره ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد صحيح وقال فيه من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة وأن يظله تحت عرشه فلينظر معسرا

904(2) (صحيح لغيره) وعن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا عملت من الخير شيئا قال لا

قالوا تذكر

قال كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر قال قال الله تجاوزوا عنه

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

وفي رواية لمسلم وابن ماجه عن حذيفة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل قال فإما ذكر وإما ذكر فقال كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد فغفر له

وفي رواية للبخاري ومسلم عنه أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن رجلا ممن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقال هل عملت من خير قال ما أعلم

قيل له انظر قال ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا فأنظر الموسر

وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة فقال أبو مسعود وأنا سمعته يقول ذلك

وعنه رضي الله عنه قال (صحيح)

أُتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالا فقال له ماذا عملت في الدنيا قال ولا يكتمون الله حديثا النساء 24 قال يا رب آتيتني مالا فكنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر فقال الله تعالى أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي

فقال عقبة بن عامر وأبو مسعود الأنصاري هكذا سمعناه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم هكذا موقوفا على حذيفة ومرفوعا عن عقبة وأبي مسعود

905(3) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يداين الناس وكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله عز وجل يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه

رواه البخاري ومسلم والنسائي ولفظه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا فلما هلك

قال الله له هل عملت خيرا قط قال لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس فإذا بعثته يتقاضى

قلت له خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا

قال الله تعالى قد تجاوزت عنك

906(4) (صحيح)  وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر

قال الله تعالى نحن أحق بذلك تجاوزوا عنه

رواه مسلم والترمذي

907(5) (صحيح)  وعن بريدة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنظر معسرا

فله كل يوم مثله صدقة

ثم سمعته يقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة فقلت يا رسول الله سمعتك تقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثله صدقة ثم سمعتك تقول من أنظر معسرا فله كل يوم مثليه صدقة قال له كل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة

رواه الحاكم ورواته محتج بهم في الصحيح

ورواه أحمد أيضا وابن ماجه والحاكم مختصرا من أنظر معسرا فله كل يوم صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره بعد ذلك فله كل يوم مثليه صدقة

وقال الحاكم صحيح على شرطهما

908(6) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه

رواه مسلم وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه مختصرا والحاكم وقال صحيح على شرطهما

909(7) (صحيح)  وعنه رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ومعنى وضع له أي ترك له شيئا مما له عليه

910(8) (صحيح) وعن أبي اليسر رضي الله عنه قال

أبصرت عيناي هاتان ووضع أصبعيه على عينيه وسمعت أذناي هاتان ووضع أصبعيه في أذنيه ووعاه قلبي هذا وأشار إلى نياط قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظله

رواه ابن ماجه والحاكم واللفظ له وقال

صحيح على شرط مسلم

91(9) (صحيح) وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

من نفس عن غريمه أو محى عنه كان في ظل العرش يوم القيامة

رواه البغوي في شرح السنة وقال

هذا حديث حسن وتقدم في أول الباب بنحوه

912(10) (صحيح لغيره) وروي عن أسعد بن زرارة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من سره أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه

رواه الطبراني في الكبير وله شواهد

913(11) (صحيح لغيره) وروي عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنظر معسرا أو تصدق عليه أظله الله في ظله يوم القيامة

رواه الطبراني في الأوسط

15 الترغيب في الإنفاق في وجوه الخير كرما والترهيب من الإمساك والادخار شحا

914(1) (صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا

رواه البخاري ومسلم

(صحيح) وابن حبان في صحيحه ولفظه

 إن ملكا بباب من أبواب الجنة يقول من يقرض اليوم يجز غدا وملك بباب آخر يقول اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا

915(2) (صحيح)   وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

 قال الله تعالى يا عبدي أنفق أُنفق عليك

وقال يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما بيده وكان عرشه على الماء وبيده[الأخرى] الميزان يخفض ويرفع

رواه البخاري ومسلم

لا يغيضها بفتح أوله أي لا ينقصها

916 (3) (صحيح)   وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى

رواه مسلم والترمذي

الكفاف بفتح الكاف ما كف عن الحاجة إلى الناس مع القناعة لا يزيد على قدر الحاجة

والفضل ما زاد على قدر الحاجة

917(4) (صحيح)   وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما طلعت شمس قط إلا وبجنبيها ملكان يناديان اللهم من أنفق فأعقبه خلفا ومن أمسك فأعقبه تلفا

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم بنحوه وقال صحيح الإسناد

(حسن )والبيهقي من طريق الحاكم ولفظه في إحدى رواياته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما من يوم طلعت شمسه إلا وكان بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه ماخلق الله كلهم غير الثقلين( يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثُر وألهى) ولا آبت الشمس إلا وكان بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين (اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا) وأنزل الله في ذلك قرآنا في قول الملكين (يا أيها الناس هلموا إلى ربكم) في سورة يونس (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) يونس 52 وأنزل في قولهما "اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا" (والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى )إلى قوله (للعسرى )الليل 1 01

918(5) (صحيح)   وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

 مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جُنتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا سبقت أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزمت كل حلقة مكانها فهو يوسعها فلا تتسع

رواه البخاري ومسلم

الجنة بضم الجيم ما أجن المرء وستره والمراد به ههنا الدرع

ومعنى الحديث أن المنفق كلما أنفق طالت عليه وسبغت حتى تستر بنان رجليه ويديه والبخيل كلما أراد أن ينفق لزمت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع شبه صلى الله عليه وسلم نعم الله تعالى ورزقه بالجُنة وفي رواية بالجبة فالمنفق كلما أنفق اتسعت عليه النعم وسبغت ووفرت حتى تستره سترا كاملا شاملا

والبخيل كلما أراد أن ينفق منعه الشح والحرص وخوف النقص فهو يمنعه يطلب أن يزيد ما عنده وأن تتسع عليه النعم فلا تتسع ولا تستر منه ما يروم ستره والله سبحانه أعلم

919(6) (صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الأخلاء ثلاثة فأما خليل فيقول أنا معك[حتى تأتي باب الملك ثم أرجع وأتركك فذلك أهلك وعشيرتك يشيعونك] حتى تأتي قبرك [ثم يرجعون فيتركونك] وأما خليل فيقول لك ما أعطيت وما أمسكت فليس لك فذلك مالك وأما خليل فيقول أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت فذلك عمله فيقول والله لقد كنت من أهون الثلاثة علي

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما ولا علة له

920(7) (صحيح) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟

قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر

رواه البخاري والنسائي

921(8) (صحيح لغيره)   وعنه رضي الله عنه قال

 دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صبر من تمر فقال ما هذا يا بلال قال أعد ذلك لأضيافك

قال أما تخشى أن يكون لك دخان في نار

جهنم أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا

رواه البزار بإسناد حسن والطبراني في الكبير وقال

 أما تخشى أن يفور له بخار في نار جهنم

922(9) (حسن صحيح)   وعن أبي هريرة رضي الله عنه

 أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد بلالا فأخرج له صبرا من تمر فقال ما هذا يا بلال قال ادخرته لك يا رسول الله

قال أما تخشى أن يُجعل لك بخار في نار جهنم أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط بإسناد حسن

923(10) (صحيح) وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم

 لا توكي فيوكى عليك

وفي رواية أنفقي أو انفحي أو انضحي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي الله عليك

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

انفحي بالحاء المهملة وانضحي وأنفقي الثلاثة معنى واحد

 وقوله لا توكي قال الخطابي

لا تدخري والإيكاء شد رأس الوعاء بالوكاء وهو الرباط الذي يربط به يقول لا تمنعي ما في يدك فتنقطع مادة بركة الرزق عنك انتهى

924(11) (صحيح) وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

 لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلِّمها

وفي رواية لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل

وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار

رواه البخاري ومسلم والمراد بالحسد هنا الغبطة وهو تمني مثل ما للمغتبَط وهذا لا بأس به وله نيته فإن تمنى زوالها عنه فذلك حرام وهو الحسد المذموم

925(12) (حسن موقوف)  وعن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت

 دخلت يوما على طلحة تعني ابن عبيد الله فرأيت منه ثقلا فقلت له ما لك لعله رابك منا شيء فنعتبك قال لا ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به

قالت وما يغمك منه ادع قومك فاقسمه بينهم فقال يا غلام علي بقومي فسألت الخازن كم قسم قال أربعمائة ألف

رواه الطبراني بإسناد حسن

926(13) (حسن موقوف) وعن مالك الدار

 أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع؟ فذهب بها الغلام إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك فقال وصله الله ورحمه ثم قال تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتله في البيت[ساعة] حتى تنظر ما يصنع فذهب بها إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك فقال رحمه الله ووصله تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ وقالت نحن والله مساكين فأعطنا فلم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحى بهما إليها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك فقال إنهم إخوة بعضهم من بعض

رواه الطبراني في الكبير ورواته إلى مالك الدار ثقات مشهورون ومالك الدار لا أعرفه

تله هو بفتح التاء المثناة فوق واللام أيضا وتشديد الهاء أي تشاغل

فدحى بهما بالحاء المهملة أي رمى بهما

927(14) (صحيح)   وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال

 كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان عند مرضه قال يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي

ثم أغمي عليه وشُغل عائشة ما به حتى قال ذلك مرارا كل ذلك يغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشغل عائشة ما به فبعث إلى علي فتصدق بها وأمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاثنين في جديد الموت فأرسلت عائشة بمصباح لها إلى امرأة من نسائها فقالت أهدي لنا في مصباحنا من عكتك السمن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسى في جديد الموت

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات محتج بهم في الصحيح

928(15) (صحيح)   ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة بمعناه

929(16) (صحيح)   وعن عبد الله بن الصامت قال

 كنت مع أبي ذر رضي الله عنه فخرج عطاؤه ومعه جارية له

قال فجعلت تقضي حوائجه ففضل معها سبعة فأمرها أن تشتري به فلوسا

قال قلت لو أخرته للحاجة تنوبك أو للضيف ينزل بك

قال إن خليلي عهد إلي

  أيما ذهب أو فضة أوكىء عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله عز وجل

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

ورواه أحمد أيضا والطبراني باختصار القصة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

من أوكى على ذهب أو فضة ولم ينفقه في سبيل الله كان جمرا يوم القيامة يكوى به

هذا لفظ الطبراني ورجاله أيضا رجال الصحيح

930(17) (صحيح) وعن أنس أيضا رضي الله عنه قال

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي كلاهما من رواية جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عنه

931(18) (صحيح لغيره )وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أحب أن لي أحدا ذهبا أبقى صبح ثالثة وعندي منه شيء إلا شيئا أعده لدين

رواه البزار من رواية عطية عن أبي سعيد وهو إسناد حسن وله شواهد كثيرة

932(19) (حسن صحيح)   وعن [عباس بن]عبيد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قال لي أبو ذر يا ابن أخي كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيده فقال لي يا أبا ذر ما أحب أن لي أحدا ذهبا وفضة أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه قيراطا

قلت يا رسول الله قنطارا

قال يا أبا ذر أذهب إلى الأقل وتذهب إلى الأكثر أريد الآخرة وتريد الدنيا قيراطا فأعادها علي ثلاث مرات

رواه البزار بإسناد حسن

933(20) (حسن صحيح)   وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أحد فقال والذي نفسي بيده ما يسرني أن أحدا تحول لآل محمد ذهبا أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه دينارين إلا دينارين أعدهما للدّين إن كان

رواه أحمد وأبو يعلى وإسناد أحمد جيد قوي

934(21) (صحيح)  وعن قيس بن أبي حازم قال دخلت على سعيد بن مسعود نعوده فقال ما أدري ما يقولون ولكن ليت ما في تابوتي هذا جمر فلما مات نظروا فإذا فيه ألف أو ألفان

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

935(22) (صحيح لغيره)  وعن أبي أمامة رضي الله عنه

أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يوجد له كفن فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انظروا إلى داخلة إزاره فأصيب دينار أو ديناران فقال كيَّتان

وفي رواية

توفي رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كية

ثم توفي آخر فوجد في مئزره ديناران فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كيتان

رواه أحمد والطبراني من طرق ورواة بعضها ثقات أثبات غير شهر بن حوشب

936(23) (حسن صحيح)  وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال

توفي رجل من أهل الصفة فوجدوا في شملته دينارين فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كيتان

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه

قال الحافظ وإنما كان كذلك لأنه ادخر مع تلبسه بالفقر ظاهرا ومشاركته الفقراء فيما يأتيهم من الصدقة والله أعلم

937(24) (صحيح) وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال

كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بجنازة ثم أتي بأخرى فقال هل ترك من دين قالوا لا

قال فهل ترك شيئا

قالوا نعم ثلاثة دنانير فقال بأصابعه

"ثلاث كيات " الحديث

رواه أحمد بإسناد حسن جيد واللفظ له والبخاري بنحوه وابن حبان في صحيحه

ترغيب المرأة في الصدقة من مال زوجها إذا أذن وترهيبها منها ما لم يأذن

938(1) (صحيح) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما اكتسب وللخادم مثل ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا

رواه البخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وعند بعضهم إذا تصدقت بدل أنفقت

939(2) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

وفي رواية لابي داود

أن أبا هريرة رضي الله عنه سئل عن المرأة هل تتصدق من بيت زوجها ؟

قال لا ، إلا من قوتها والأجر بينهما ولا يحل لها أن تتصدق من مال زوجها إلا بإذنه

940(3) (حسن ) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صحيح)

لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها

رواه أبو داود والنسائي من طريق عمرو بن شعيب

941(4) (صحيح)  وعن أسماء رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير أفأتصدق قال تصدقي ولا توعي فيوعى عليك

وفي رواية

أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله ليس لي شيء إلا ما أدخل علي الزبير فهل علي جناح أن أرضخ مما يدخل علي قال ارضخي ما استطعت ولا توعي

فيوعي الله عليك

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي

942(5) (صحيح)  وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها كان لها أجرها ولزوجها مثل ذلك لا ينقص كل واحد منهما من أجر صاحبه شيئا له بما كسب ولها بما أنفقت

رواه الترمذي وقال حديث حسن

943(6) (حسن ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته عام حجة الوداع

لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها

قيل يا رسول الله ولا الطعام قال

ذلك أفضل أموالنا

رواه الترمذي وقال حديث حسن

17 الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماء والترهيب من منعه

944(1) (صحيح) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف

رواه البخاري ومسلم والنسائي

945(2) (صحيح لغيره) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنة بسلام

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

946(3) (صحيح)  وعنه أيضا رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن والحاكم وقال

صحيح على شرطهما

947(4) (صحيح لغيره) وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام

رواه ابن حبان في صحيحه

948(5) (حسن ) وعن حمزة بن صهيب عن أبيه رضي الله عنه قال قال عمر لصهيب فيك سرف في الطعام فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (صحيح) خياركم من أطعم الطعام

رواه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل ومن لا يحضرني الآن حاله

949(6) (صحيح) وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال

أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه فلما تأملت وجهه واستثبته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب

قال وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال

أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين

انجفل الناس بالجيم أي أسرعوا ومضوا كلهم

استثبته أي تحققته وتبينته وتقدمت أحاديث من هذا الباب في الوضوء والصلاة وغيرهما ويأتي أحاديث أخر في السلام وطلاقة الوجه إن شاء الله تعالى

950(7) (صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

إن الله ليربي لاحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يكون مثل أحد

رواه ابن حبان في صحيحه وتقدم هو وحديث أبي برزة أيضا إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله عز وجل حتى تكون مثل أحد

951(8) (صحيح) وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال

جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخلني الجنة قال إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة وفك الرقبة فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن

الحديث

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي ويأتي بتمامه في العتق إن شاء الله تعالى

952(9) (صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده

يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني

قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي

يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني

قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين

قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي

رواه مسلم

953(10) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من أصبح منكم اليوم صائما ؟

فقال أبو بكر رضي الله عنه أنا فقال

من أطعم منكم اليوم مسكينا فقال أبو بكر أنا

قال من تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا

فقال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل في يوم إلا دخل الجنة

رواه ابن خزيمة في صحيحه

954(11) (حسن لغيره) وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة

رواه الطبراني في الأوسط

955(12) (حسن لغيره)  ورواه أبو الشيخ في الثواب من حديث ابن عمر بنحوه

وفي رواية له (حسن لغيره) :

أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تطرد عنه جوعا أو تقضي عنه دينا

956(13) (صحيح) وعن عبد الله بن عمر و رضي الله عنهما

أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أنزع في حوضي حتى إذا ملأته لإبلي ورد علي البعير لغيري فسقيته فهل في ذلك من أجر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إن في كل ذات كبد أجرا

رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون

957(14) (صحيح) وعن محمود بن الربيع

أن سراقة بن جعشم قال يا رسول الله الضالة ترد على حوضي فهل لي فيها من أجر إن سقيتها قال

اسقها فإن في كل ذات كبد حراء أجرا

رواه ابن حبان في صحيحه ورواه ابن ماجه والبيهقي كلاهما عن عبد الرحمن بن مالك بن جعشم عن أبيه عن عمه سراقة بن جعشم رضي الله عنه

958(15) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له

قالوا يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا فقال في كل كبد رطبة أجر

رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود

وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال (حسن صحيح)

فشكر الله له فأدخله الجنة

959(16) (حسن لغيره) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

سبع تجري للعبد بعد موته وهو في قبره من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته

رواه البزار وأبو نعيم في الحلية وقال

هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به أبو نعيم عن العزرمي

قال الحافظ تقدم أن ابن ماجه رواه من حديث أبي هريرة بإسناد حسن لكن لم يذكر ابن ماجه غرس النخل ولا حفر البئر وذكر موضعهما الصدقة وبيت ابن السبيل

ورواه ابن خزيمة في صحيحه لم يذكر فيه المصحف وقال أو نهرا أكراه

يعني حفره

960(17) (حسن لغيره)  وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

ليس صدقة أعظم أجرا من ماء

رواه البيهقي

961(18) (صحيح)  وعن أنس رضي الله عنه

أن سعدا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي توفيت ولم توص أفينفعها أن أتصدق عنها قال نعم وعليك بالماء

رواه الطبراني في الأوسط ورواته محتج بهم في الصحيح

962(19) (حسن لغيره) وعن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إن أمي ماتت فأي الصدقة أفضل قال الماء فحفر بئرا وقال هذه لأم سعد

رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال إن صح الخبر وابن حبان في صحيحه ولفظه

قلت يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال

سقي الماء

والحاكم بنحو ابن حبان وقال صحيح على شرطهما

قال المملي الحافظ رحمه الله بل هو منقطع الإسناد عند الكل فإنهم كلهم رووه عن سعيد بن المسيب عن سعد ولم يدركه فإن سعدا توفي بالشام سنة خمس عشرة وقيل سنة أربع عشرة ومولد سعيد بن المسيب سنة خمس عشرة ورواه أبو داود أيضا والنسائي وغيرهما عن الحسن البصري عن سعد ولم يدركه أيضا فإن مولد الحسن سنة إحدى وعشرين ورواه أبو داود أيضا وغيره عن أبي إسحاق السبيعي عن رجل عن سعد والله أعلم

963(20) (صحيح) وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفر ماء لم تشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة

رواه البخاري في تاريخه وابن خزيمة في صحيحه

964(21) (صحيح مقطوع)  وقال البيهقي في هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله

فإنه قرح وجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب وبقي فيه قريبا من سنة فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة فدعا له وأكثر الناس التأمين فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين فجئت بالرقعة إلى الحاكم فأمر

بسقاية بنيت على باب داره وحين فرغوا من بنائها أمر بصب الماء فيها وطرح الجمد في الماء وأخذ الناس في الشرب فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان وعاش بعد ذلك سنين

فصل

965(22) (صحيح)  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بفلاة يمنعه ابن السبيل

زاد في رواية

يقول الله له اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك الحديث

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ويأتي بتمامه إن شاء الله تعالى

966(23) (صحيح)

1431 وعن رجل من المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:

غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً أسمعه يقول:

المسلمون شركاء في ثلاث في الكلإ و الماء  والنار

رواه أبو داود

18 الترغيب في شكر المعروف ومكافأة فاعله والدعاء له وما جاء فيمن لم يشكر ما أولي إليه

967(1) (صحيح) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه

رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

968(2) (حسن لغيره)  وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعطي عطاء فوجد فليجز به فإن لم يجد فليثن فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور

رواه الترمذي عن أبي الزبير عنه وقال حديث حسن غريب

ورواه أبو داود عن رجل عن جابر وقال هو شرحبيل بن سعد

ورواه ابن حبان في صحيحه عن شرحبيل عنه ولفظه (حسن لغيره)

من أولي معروفا فلم يجد له جزاء إلا الثناء فقد شكره ومن كتمه فقد كفره ومن تحلى بباطل فهو كلابس ثوبي زور

قال الحافظ وشرحبيل بن سعد تأتي ترجمته

وفي رواية جيدة لأبي داود (صحيح)

من أُبْلي فذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره

قوله من أبلي أي من أنعم عليه والإبلاء الإنعام

969(3) (صحيح)  وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من صُنِع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء

وفي رواية

من أولي معروفا أو أسدي إليه معروف فقال للذي أسداه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

قال الحافظ وقد أسقط من بعض نسخ الترمذي

970(4) (صحيح لغيره)  ورواه الطبراني في الصغير مختصرا

إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء

971(5) (صحيح) وعن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يشكر الله من لا يشكر الناس

رواه أحمد ورواته ثقات

972(6) (حسن لغيره) وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

من أُتي إليه معروف فليكافىء به ومن لم يستطع فليذكره فإن من ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور

رواه أحمد ورواته ثقات إلا صالح بن أبي الأخضر

973(7) (صحيح)  وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

لا يشكر الله من لا يشكر الناس

رواه أبو داود والترمذي وقال صحيح

قال الحافظ روي هذا الحديث برفع الله وبرفع الناس وروي أيضا بنصبهما وبرفع الله ونصب الناس وعكسه أربع روايات

974(8) (حسن لغيره)  وروي عن طلحة يعني ابن عبيد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من أولي معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره

رواه الطبراني

975(9) (حسن لغيره) ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عائشة رضي الله عنها

976(10) (حسن صحيح)  وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب

رواه عبد الله بن أحمد في زوائده بإسناد لا بأس به ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب اصطناع المعروف باختصار

977(11) (صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال

قال المهاجرون يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله ما رأينا قوما أحسن بذلا لكثير ولا أحسن مواساة في قليل منهم ولقد كفونا المؤنة

قال أليس تثنون عليهم به وتدعون لهم قالوا بلى قال فذاك بذاك

رواه أبو داود والنسائي واللفظ له