المجلد الثاني - كتاب الحج

1 الترغيب في الحج والعمرة وما جاء فيمن خرج يقصدهما فمات

1094(صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله ورسوله

قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله

قيل ثم ماذا قال حج مبرور

رواه البخاري ومسلم

1095(صحيح) وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه

رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي إلا أنه قال غفر له ما تقدم من ذنبه

1096(صحيح) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

1097(صحيح) وعن ابن شماسة رضي الله عنه قال حضرنا عمرو بن العاصي وهو في سياقة الموت فبكى طويلا وقال فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ابسط يمينك لابايعك فبسط يده فقبضت يدي فقال ما لك يا عمرو قال أردت أن أشترط

قال تشترط ماذا قال أن يغفر لي

قال أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله

رواه ابن خزيمة في صحيحه هكذا مختصرا ورواه مسلم وغيره أطول منه

1098(صحيح) وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني جبان وإني ضعيف فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج

ورواه الطبراني في الكبير والأوسط ورواته ثقات وأخرجه عبد الرزاق أيضا

1099(صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل

الأعمال أفلا نجاهد فقال لكن أفضل الجهاد حج مبرور

رواه البخاري وغيره وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قالت قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد قال عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة

1100(حسن لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة

رواه النسائي بإسناد حسن

1101(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في سؤال جبرائيل عليه السلام إياه عن الإسلام فقال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء وتصوم رمضان

قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم

قال صدقت

رواه ابن خزيمة في صحيحه وهو في الصحيحين وغيرهما بغير هذا السياق

1102(حسن) وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج جهاد كل ضعيف

رواه ابن ماجه عن أبي جعفر عنها

1103(صحيح) وعن ماعز رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وحده ثم الجهاد ثم حجة برة تفضل سائر الأعمال كما بين مطلع الشمس إلى مغربها

رواه أحمد والطبراني ورواة أحمد إلى ماعز رواة الصحيح وماعز هذا صحابي مشهور غير منسوب

1104(صحيح لغيره) وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة

قيل وما بره قال إطعام الطعام وطيب الكلام

رواه أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والحاكم مختصرا وقال صحيح الإسناد

1105(حسن) وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة

رواه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وقال الترمذي حديث حسن صحيح

1106(حسن) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما ترفع إبل الحاج رجلا ولا تضع يدا إلا كتب الله له بها حسنة

أو محا عنه سيئة أو رفع بها درجة

رواه البيهقي وابن حبان في صحيحه في حديث يأتي إن شاء الله

1107(حسن لغيره) وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم

رواه البزار ورواته ثقات

1108 (حسن )وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغازي في سبيل الله

والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم

رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب

1109(صحيح) رواه وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم

رواه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ولفظهما قال وفد الله ثلاثة الحاج والمعتمر والغازي

وقدم ابن خزيمة الغازي

1110(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استمتعوا بهذا البيت فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة

رواه البزار والطبراني في الكبير وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد

قال ابن خزيمة قوله ويرفع في الثالثة يريد بعد الثالثة

1111(حسن لغيره) وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجلوا إلى الحج يعني الفريضة

رواه أبو القاسم الأصبهاني

1112(حسن لغيره) وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يا رسول الله جئنا نسألك فقال إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت فقالا أخبرنا يا رسول الله فقال الثقفي للأنصاري سل فقال أخبرني يا رسول الله فقال جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه وعن رميك الجمار وما لك فيه وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة فقال والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك

قال فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك فمذخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحى عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك

يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى

رواه الطبراني في الكبير والبزار واللفظ له وقال وقد روي هذا الحديث من وجوه ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق

قال المملي رضي الله عنه وهي طريق لا بأس بها رواتها كلهم موثقون ورواه ابن حبان في صحيحه ويأتي لفظه في الوقوف إن شاء الله تعالى آخره

 

2.الترغيب في الوقوف

1113(حسن لغيره) ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عبادة بن الصامت وقال فيه فإن لك من الأجر إذا أممت البيت العتيق ألا ترفع قدما أو تضعها أنت ودابتك إلا كتبت لك حسنة ورفعت لك درجة وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل يقول لملائكته يا ملائكتي ما جاء بعبادي قالوا جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة فيقول الله عز وجل فإني أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم ولو كانت ذنوبهم عدد أيام الدهر وعدد رمل عالج وأما رميك الجمار قال الله عز وجل {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }

وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة وأما طوافك بالبيت إذا ودعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك

1114(صحيح لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج حاجا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة

رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق وبقية رواته ثقات

1115(صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينا رجل واقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع عن راحلته فأقصعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه بثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا

رواه البخاري ومسلم وابن خزيمة

وفي رواية لهم أن رجلا كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فوقصته ناقته وهو محرم فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا

وفي رواية لمسلم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغسلوه بماء وسدر وأن يكشفوا وجهه حسبته قال ورأسه فإنه يبعث وهو يهل

وقصته ناقته معناه رمته ناقته فكسرت عنقه

وكذلك فأقصعته

 

3الترغيب في النفقة في الحج والعمرة وما جاء فيمن أنفق فيهما من مال حرام

1116(صحيح) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في عمرتها إن لك من

الأجر على قدر نصبك ونفقتك

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

وفي رواية له وصححها إنما أجرك في عمرتك على قدر نفقتك

النصب هو التعب وزنا ومعنى

 

4ـ ( الترغيب في العمرة في رمضان)

1117(حسن) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج فقالت امرأة لزوجها أحججني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عندي ما أحججك عليه فقالت أحججني على جملك فلان قال ذاك حبيس في سبيل الله عز وجل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله وإنها سألتني الحج معك فقلت ما عندي ما أحججك عليه قالت أحججني على جملك فلان فقلت ذاك حبيس في سبيل الله عز وجل فقال أما إنك لو أحججتها عليه كان في سبيل الله

قال وإنها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجة معك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرئها السلام ورحمة الله وبركاته وأخبرها أنها تعدل حجة معي عمرة في رمضان

رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحه كلاهما بالقصة واللفظ لأبي داود وآخره عندهما سواء

ورواه البخاري والنسائي وابن ماجه مختصرا عمرة في رمضان تعدل حجة

ومسلم ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان ما منعك أن تحجي معنا

قالت لم يكن لنا إلا ناضحان فحج أبو ولدها وابنها على ناضح وترك لنا ناضحا ننضح عليه

قال فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة في رمضان تعدل حجة

وفي رواية له تعدل حجة أو حجة معي

1118(صحيح لغيره) وعنه قال جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت حج أبوطلحة وابنه وتركاني فقال يا أم سليم عمرة في رمضان تعدل حجة معي

رواه ابن حبان في صحيحه

1119(صحيح) وعن أم معقل رضي الله عنها قالت لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وكان لنا جمل فجعله أبو معقل في سبيل الله

قالت وأصابنا مرض وهلك أبو معقل

قالت فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجه فقال يا أم معقل ما منعك أن تخرجي معنا قالت يا رسول الله لقد تهيأنا فهلك أبو معقل وكان لنا جمل هو الذي نحج عليه فأوصى به أبو معقل في سبيل الله

قال فهلا خرجت عليه فإن الحج في سبيل الله فأما إذ فاتتك هذه الحجة فاعتمري في رمضان فإنها كحجة

رواه أبو داود والترمذي مختصرا عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عمرة في رمضان تعدل حجة

وقال حديث حسن غريب وابن خزيمة باختصار إلا أنه قال إن الحج والعمرة في سبيل الله وإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو تجزي حجة

وفي رواية لابي داود والنسائي عنها أنها قالت يا رسول الله إني امرأة قد كبرت وسقمت فهل من عمل يجزي عني من حجتي

قال عمرة في رمضان تعدل حجة

قفل محركة أي رجع من سفره

1120(حسن لغيره) وعن أبي معقل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عمرة في رمضان تعدل حجة

رواه ابن ماجه

1121(صحيح) ورواه البزار والطبراني في الكبير في حديث طويل بإسناد جيد عن أبي طليق أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم فما يعدل الحج معك قال عمرة في رمضان

قال المملي رضي الله عنه أبو طليق هو أو معقل وكذلك زوجته أم معقل تكنى أم طليق أيضا ذكره ابن عبد البر النمري 

 

5ـالترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياب اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

1122(صحيح لغيره) روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل رث وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي ثم قال اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة

رواه الترمذي في الشمائل وابن ماجه والأصبهاني إلا أنه قال لا تساوي أربعة دراهم

1123(صحيح لغيره) ورواه الطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس

القطيفة كساء له خمل

1124(صحيح) وعن ثمامة رضي الله عنه قال حج أنس على رحل ولم يكن شحيحا وحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم حج على رحل وكانت زاملته

رواه البخاري

1125(حسن) وعن قدامة بن عبد الله وهو ابن عمار رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة يوم النحر على ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك

رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره

1126(صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة فمررنا بواد فقال أي واد هذا

قالوا وادي الأزرق

قال كأني أنظر إلى موسى صلى الله عليه وسلم فذكر من طول شعره شيئا لا يحفظه داود واضعا إصبعه في أذنه له جؤار إلى الله بالتلبية مارا بهذا الوادي

قال ثم سرنا حتى أتينا على ثنية فقال أي ثنية هذه قالوا ثنية هرشى أو لفت

قال كأني أنظر إلى يونس صلى الله عليه وسلم على ناقة حمراء عليه جبة صوف وخطام ناقته خلبة

مارا بهذا الوادي ملبيا

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح وابن خزيمة واللفظ لهما

ورواه الحاكم بإسناد على شرط مسلم ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على وادي الأزرق فقال ما هذا قالوا وادي الأزرق فقال كأني أنظر إلى موسى عليه السلام

مهبطا له جؤار إلى الله بالتكبير ثم أتى على ثنية فقال كأني أنظر إلى يونس عليه السلام على ناقة حمراء جعدة خطامها ليف وهو يلبي وعليه جبة صوف

هرشى بفتح الهاء وسكون الراء بعدهما شين معجمة مقصورة ثنية قريب الجحفة

ولفت بكسر اللام وفتحها أيضا هو ثنية جبل قديد بين مكة والمدينة

والخلبة بضم الخاء المعجمة وسكون اللام هي الليف كما جاء مفسرا في الحديث

1127(حسن لغيره) وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام ليف له ضفيرتان

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

قطوان بفتح القاف والطاء المهملة جميعا موضع بالكوفة تنسب إليه العبى والأكسية

1128(حسن لغيره) وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد مر بالروحاء سبعون نبيا فيهم نبي الله موسى عليه السلام حفاة عليهم العباء يؤمون بيت الله العتيق

رواه أبو يعلى والطبراني ولا بأس بإسناده في المتابعات

1129(حسن لغيره) ورواه أبو يعلى أيضا من حديث أنس بن مالك

1130(حسن لغيره) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى موسى بن عمران عليه السلام في هذا الوادي محرما بين قطوانيتين

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بإسناد حسن

1131 (حسن لغيره) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الحاج قال الشعث التفل

قال فأي الحج أفضل قال العج والثج

قال وما السبيل قال الزاد والرحالة

رواه ابن ماجه بإسناد حسن

وعند الترمذي عنه جاء رجل فقال يا رسول الله ما يوجب الحج قال الزاد والراحلة وقال حديث حسن

وتقدم في حديث ابن عمر وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له

الحديث

وفي رواية ابن حبان قال فإذا وقف بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج

الحديث

الشعث بكسر العين هو البعيد العهد بتسريح شعره وغسله

والتفل بفتح التاء المثناة فوق وكسر الفاء هو الذي ترك الطيب والتنظيف حتى تغيرت رائحته

والعج بفتح العين المهملة وتشديد الجيم هو رفع الصوت بالتلبية وقيل بالتكبير

والثج بالمثلثة هو نحر البدن

1132(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء فيقول انظروا إلى عبادي هؤلاء جاؤوني شعثا غبرا

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما وسيأتي أحاديث من هذا النوع في الوقوف إن شاء الله تعالى

 

6-الترغيب في الإحرام والتلبية ورفع الصوت بها

1133(حسن) عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة وما من مؤمن يظل يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وليس في بعض نسخ الترمذي وما من مؤمن إلى آخره وكذا هو في النسائي وصحيح ابن خزيمة بدون الزيادة

وزاد رزين فيه وما من مؤمن يلبي لله بالحج إلا شهد له ما على يمينه وشماله إلى منقطع الأرض ولم أر هذه الزيادة في شيء من نسخ الترمذي ولا النسائي

1134(صحيح) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا عن يمينه وشماله

رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي كلهم من رواية إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن أبي حازم عن سهل ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن عبيدة يعني ابن حميد حدثني عمارة بن غزية عن أبي حازم عن سهل ورواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

1135(صحيح) وعن خلاد بن السائب عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبرائيل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية

رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن خزيمة في صحيحه وزاد ابن ماجه فإنها شعار الحج

1136(حسن لغيره) وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاءني جبرائيل عليه السلام فقال مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج

رواه ابن ماجه وابن خزيمة في صحيحيهما والحاكم وقال صحيح الإسناد

1137(حسن لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط إلا بشر

قيل يا رسول الله بالجنة قال نعم

رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين رجال الصحيح والبيهقي إلا أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أهل مهل قط إلا آبت الشمس بذنوبه

أهل الملبي إذا رفع صوته بالتلبية

1138(حسن لغيره) وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل قال العج والثج

رواه ابن ماجه والترمذي وابن خزيمة في صحيحه كلهم من رواية محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن يربوع وقال الترمذي لم يسمع محمد من عبد الرحمن

ورواه الحاكم وصححه والبزار إلا أنه قال ما بر الحج قال العج والثج قال وكيع يعني بالعج العجيج بالتلبية والثج نحر البدن وتقدم

 

7 ـ ( الترغيب في الإحرام من المسجد الأقصى)

(ليس تحته حديث على شرط كتابنا)

 

8ـ ( الترغيب في الطواف واستلام الحجر الأسود والركن اليماني وما جاء في فضلهما وفضل المقام ودخول البيت)

1139(صحيح لغيره) عن عبد الله بن عبيد بن عمير رضي الله عنه أنه سمع أباه يقول لابن عمر رضي الله عنهما ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين الحجر الأسود والركن اليماني فقال ابن عمر إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن استلامهما يحط الخطايا

قال وسمعته يقول من طاف أسبوعا يحصيه وصلى ركعتين كان كعدل رقبة

قال وسمعته يقول ما رفع رجل قدما ولا وضعها إلا كتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات

رواه أحمد وهذا لفظه والترمذي ولفظه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن مسحهما كفارة للخطايا وسمعته يقول لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة

ورواه الحاكم وقال صحيح الإسناد وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قال إن أفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مسحهما يحط الخطايا وسمعته يقول من طاف بالبيت لم يرفع قدما ولم يضع قدما إلا كتب الله له حسنة وحط عنه خطيئة وكتب له درجة وسمعته يقول من أحصى أسبوعا كان كعتق رقبة

ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مسح الحجر والركن اليماني يحط الخطايا حطا

قال الحافظ رووه كلهم عن عطاء بن السائب عن عبد الله

1140(صحيح لغيره) وعن محمد بن المنكدر عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاف بالبيت أسبوعا لا يلغو فيه كان كعدل رقبة يعتقها

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

1141(صحيح) وعن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الطواف حول البيت صلاة إلا أنكم تتكلمون فيه فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير

رواه الترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه

قال الترمذي وقد روي عن ابن عباس موقوفا ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن السائب

1142(صحيح) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طاف بالبيت وصلى ركعتين كان كعتق رقبة رواه ابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة وتقدم

1143(صحيح لغيره) وعنه أيضا رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طاف بالبيت أسبوعا لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة ورفع له بها درجة

رواه ابن خزيمة في صحيحه وابن حبان واللفظ له

1144(صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق

ورواه الترمذي وقال حديث حسن وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

1145(حسن لغيره) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الركن اليماني يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسانان وشفتان

رواه أحمد بإسناد حسن

1146(صحيح لغيره) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال أشد بياضا من الثلج

ورواه البيهقي مختصرا قال الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك

1147(صحيح لغيره) وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسند ظهره إلى الكعبة يقول الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة ولولا أن الله تعالى طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب

رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه كلاهما من رواية رجاء بن صبيح والحاكم ومن طريقه البيهقي

وفي رواية للبيهقي قال إن الركن والمقام من ياقوت الجنة ولولا ما مسه من خطايا بني آدم لأضاء ما بين المشرق والمغرب وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي

وفي أخرى له رضي الله عنه أيضا رفعه قال لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي وما على الأرض شيء من الجنة غيره

 

9 ـ ( الترغيب في العمل الصالح في عشر ذي الحجة وفضله)

1248(صحيح) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام

يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم

لم يرجع من ذلك بشيء

رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه والطبراني في الكبير بإسناد جيد ولفظه قال ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

وفي رواية للبيهقي قال ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى

قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء فقال فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه

1149(صحيح) وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من أيام العشر

قيل ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله

رواه الطبراني بإسناد صحيح

1150(صحيح لغيره) وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفضل أيام الدنيا العشر يعني عشر ذي الحجة

قيل ولا مثلهن في سبيل الله قال ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب

الحديث رواه البزار بإسناد حسن وأبو يعلى بإسناد صحيح ولفظه قال ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة

قال فقال رجل يا رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله قال هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله إلا عفير يعفر وجهه في التراب

الحديث

ورواه ابن حبان في صحيحه ويأتي بتمامه إن شاء الله

 

10 ـ ( الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة وفضل يوم عرفة)

1151(صحيح لغيره) وروى ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي عن أنس بن

قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب فقال يا بلال أنصت لي الناس فقام بلال فقال أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنصت الناس فقال معشر الناس أتاني جبرائيل عليه السلام آنفا فأقرأني من ربي السلام وقال إن الله عز وجل غفر لاهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله هذا لنا خاصة قال هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثر خير الله وطاب

1152(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما

1153(حسن) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا

ورواه أحمد والطبراني في الكبير والصغير وإسناد أحمد لا بأس به

1154(صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء

رواه مسلم والنسائي وابن ماجه

وزاد رزين في جامعه فيه اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم

1155(حسن) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كلمات أسأل عنهن فقال صلى الله عليه وسلم اجلس وجاء رجل من ثقيف فقال يا رسول الله كلمات أسأل عنهن فقال صلى الله عليه وسلم سبقك الأنصاري فقال الأنصاري إنه رجل غريب وإن للغريب حقا فابدأ به فأقبل على الثقفي فقال إن شئت أنبأتك عما كنت تسألني عنه وإن شئت تسألني وأخبرك فقال يا رسول الله بل أجبني عما كنت أسألك قال جئت تسألني عن الركوع والسجود والصلاة والصوم فقال والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا قال فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج أصابعك ثم اسكن حتى يأخذ كل عضو مأخذه وإذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا وصل أول النهار وآخره فقال يا نبي الله فإن أنا صليت بينهما قال فأنت إذا مصل وصم من كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة فقام الثقفي ثم أقبل على الأنصاري فقال إن شئت أخبرتك عما جئت تسألني وإن شئت تسألني وأخبرك فقال لا يا نبي الله أخبرني بما جئت أسألك قال جئت تسألني عن الحاج ما له حين يخرج من بيته وما له حين يقوم بعرفات وما له حين يرمي الجمار وما له حين يحلق رأسه وما له حين يقضي آخر طواف بالبيت فقال يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا قال فإن له حين يخرج من بيته أن راحلته لا تخطو خطوة إلا كتب الله بها حسنة أو حط عنه بها خطيئة فإذا وقف بعرفات فإن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وإن كانت عدد قطر السماء ورمل عالج وإذا رمى الجمار لا يدري أحد ما له حتى يتوفاه الله يوم القيامة وإذا قضى آخر طواف بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه

رواه البزار والطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له

 

11 ـ الترغيب في رمي الجمار

1156(صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أتى إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه وسلامه المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض قال ابن عباس رضي الله عنهما الشيطان ترجمون وملة أبيكم إبراهيم تتبعون

رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرطهما

1557(حسن) وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة

رواه البزار من رواية صالح مولى التوأمة

 

12 ـ الترغيب في حلق الرأس بمنى

1158(صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم اغفر للمحلقين

قالوا يا رسول الله وللمقصرين

قال اللهم اغفر للمحلقين

قالوا يا رسول الله وللمقصرين

قال اللهم اغفر للمحلقين

قالوا يا رسول الله وللمقصرين قال وللمقصرين

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

1159(صحيح) وعن أم الحصين رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة واحدة

رواه مسلم

1160(حسن) وعن مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول اللهم اغفر للمحلقين

اللهم اغفر للمحلقين

قال يقول رجل من القوم وللمقصرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة أو الرابعة وللمقصرين

ثم قال وأنا يومئذ محلوق الرأس فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم

رواه أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن

قال الحافظ وتقدم في حديث ابن عمر الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصاري وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة

وتقدم أيضا في حديث عبادة بن الصامت وأما حلقك رأسك فإنه ليس من شعرك شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة

 

13 ـ الترغيب في شرب ماء زمزم وما جاء في فضله

1161(حسن)

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم وشفاء السقم وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت بقبة بحضرموت كرجل الجراد تصبح تتدفق وتمسي لا بلال فيها

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات وابن حبان في صحيحه

برهوت بفتح الباء الموحدة والراء وضم الهاء آخره تاء مثناة

وحضرموت بفتح الحاء المهملة اسم بلد

قال أهل اللغة وهما اسمان جعلا اسما واحدا إن شئت بنيت حضر على الفتح وأعربت موت إعراب ما لا ينصرف وإن شئت أضفت الأول إلى الثاني فأعربت حضرا وخفضت موت

1162(صحيح) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زمزم طعام طعم وشفاء سقم

رواه البزار بإسناد صحيح

قوله طعام طعم

بضم الطاء وسكون العين أي طعام يشبع من أكله

1163(صحيح لغيره) وعن أبي الطفيل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعته يقول كنا نسميها شباعة يعني زمزم وكنا نجدها نعم العون على العيال

رواه الطبراني في الكبير وهو موقوف صحيح الإسناد

1164(حسن لغيره) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له إن شربته تستشفي شفاك الله وإن شربته لشبعك أشبعك الله وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وهي هزمة جبرائيل عليه السلام وسقيا الله إسماعيل عليه السلام

رواه الدارقطني والحاكم وقال

صحيح الإسناد إن سلم من الجارود يعني محمد بن حبيب

قال الحافظ سلم منه فإنه صدوق قاله الخطيب البغدادي وغيره لكن الراوي عنه محمد بن هشام المروزي لا أعرفه

1165(حسن لغيره) عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماء زمزم لما شرب له رواه أحمد وأبن ماجه وإسناده حسن

13 ـ ترهيب من قدر على الحج فلم يحج وما جاء في لزوم المرأة بيتها بعد قضاء فرض الحج

1166(صحيح لغيره) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل إن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وقال قال علي بن المنذر أخبرني بعض أصحابنا قال كان حسن بن حيي يعجبه هذا الحديث وبه يأخذ

ويحب للرجل الموسر الصحيح أن لا يترك الحج خمس سنين

1167(حسن) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر

قال وكن كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة رضي الله عنهن وكانتا تقولان والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وقال إسحاق في حديثه قالتا والله لا تحركنا دابة بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه ثم ظهور الحصر

رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن رواه عن صالح مولى التوأمة بن أبي ذئب وقد سمع منه قبل اختلاطه

1168(صحيح) وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت

رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى ورواته ثقات

1169(صحيح لغيره) ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حج بنسائه قال إنما هي هذه ثم عليكم بظهور الحصر

1170(صحيح لغيره) عن ابن لأبي واقد الليثي عن أبيه قال

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه قي حجة الوداع هذه ثم ظهور الحصر

رواه أبو داود ولم يسن أبن أبي واقد

 

14ـ(الترغيب في الصلاة في المسجد الحرام وسجد المدينة وبيت المقدس وقباء)

1171(صحيح) عن أبن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام

رواه مسلم والنسائي وابن ماجه

1172 (صحيح)  وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا

المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا

رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه وزاد يعني في مسجد المدينة والبزار ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام فإنه يزيد عليه مائة صلاة

وإسناده صحيح أيضا

1173(صحيح) وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه

رواه أحمد وابن ماجه بإسنادين صحيحين

1174(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام

رواه البخاري واللفظ له ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

1175(صحيح لغيره) وروى البزار عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا خاتم الأنبياء ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء

أحق المساجد أن يزار وتشد إليه الرواحل المسجد الحرام ومسجدي وصلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام

1176(صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه فقلت يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض ثم قال هو مسجدكم هذا لمسجد المدينة

رواه مسلم والترمذي والنسائي ولفظه قال تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال رجل هو مسجد قباء وقال رجل هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مسجدي هذا

1177(صحيح لغيره) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال اختلف رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى

فقال أحدهما هو مسجد المدينة وقال الآخر هو مسجد قباء فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو مسجدي هذا

رواه ابن حبان في صحيحه

1178(صحيح) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما فرغ سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله عز وجل ثلاثا أن يؤتيه حكما يصادف حكمه وملكا لا ينبغي لاحد من بعده وأنه لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما اثنتين فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة

رواه أحمد والنسائي وابن ماجه واللفظ له وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم أطول من هذا وقال صحيح على شرطهما ولا علة له

1179(صحيح) وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في بيت المقدس أفضل أو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو أرض المحشر والمنشر وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط أو قال قوس الرجل حيث يرى منه بيت المقدس خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعا

رواه البيهقي بإسناد لا بأس به وفي متنه غرابة

1180(صحيح لغيره) وعن أسيد بن ظهير الأنصاري رضي الله عنه وكان نت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

صلاة في مسجد قباء كعمرة

رواه الترمذي وابن ماجة و البيهقي وقال الترمذي

حديث حسن غريب

قال الحافظ ولا نعرف لأسيد حديثا صحيحا غير هذا ولله أعلم

1181(صحيح) وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة

رواه أحمد والنسائي وابن ماجه واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد والبيهقي

1182(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قباء أو يأتي قباء راكبا

وماشيا زاد في رواية فيصلي فيه ركعتين

رواه البخاري ومسلم

وفي رواية للبخاري والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي مسجد قباء كل سبت راكبا وماشيا وكان عبد الله يفعله

1183(صحيح موقوف) وعن عامر بن سعد وعائشة بنت سعد سمعا أباهما رضي الله عنه يقول لأن أصلي في مسجد قباء أحب إلي من أن أصلي في مسجد بيت المقدس

رواه الحاكم وقال إسناده صحيح على شرطهما

1184(حسن صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه شهد جنازة بالأوساط في دار سعد بن عبادة فأقبل ماشيا إلى بني عمرو بن عوف بفناء الحارث بن الخزرج فقيل له أين تؤم يا أبا عبد الرحمن قال أؤم هذا المسجد في بني عمرو بن عوف فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى فيه كان كعدل عمرة

رواه ابن حبان في صحيحه

1185(حسن) وعن جابر يعني ابن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه

قال جابر فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة

رواه أحمد والبزار وغيرهما وإسناد أحمد جيد

 

15 ـ(الترغيب في سكنى المدينة إلى الممات وما جاء في فضلها وفضل أحد ووادي العقيق)

1186(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعا يوم القيامة أو شهيدا

رواه مسلم والترمذي وغيرهما

1187(صحيح) وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصبر أحد على لأوائها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة إذا كان مسلما

رواه مسلم

اللأواء مهموزا ممدودا هي شدة الضيق

1188(صحيح) وعن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها وقال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ولا يثبث أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة

وزاد في رواية ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء

رواه مسلم

لابتا المدينة بفتح الباء مخففة هو حرتاها وطرفاها

والعضاه بكسر العين المهملة وبالضاد المعجمة وبعد الألف هاء جمع عضاهة وهي شجرة الخمط وقيل بل كل شجرة ذات شوك وقيل ما عظم منها

1189(صحيح لغيره) وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على أهل المدينة زمان ينطلق الناس منها إلى الأرياف يلتمسون الرخاء فيجدون رخاء ثم يأتون فيتحملون بأهليهم إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون

رواه أحمد والبزار واللفظ له ورجاله رجال الصحيح

الأرياف جمع ريف بكسر الراء وهو ما قارب المياه في أرض العرب وقيل هو الأرض التي فيها الزرع والخصب وقيل غير ذلك

1190(صحيح) وعن سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون

رواه البخاري ومسلم

البس السوق الشديد وقيل البس سرعة الذهاب

1191 وعن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة بن عبد المطلب فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فتنكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر

قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف فيصيبون منها مطعما وملبسا ومركبا أو قال مراكب فيكتبون إلى أهليهم هلم إلينا فإنكم بأرض حجاز جدوبة والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

النمرة بفتح النون وكسر الميم وهي بردة من صوف تلبسها الأعراب

1192(حسن صحيح) وعن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أنه مر بزيد بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهما وهما قاعدان عند مسجد الجنائز فقال أحدهما لصاحبه تذكر حديثا حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد الذي نحن فيه قال نعم عن المدينة سمعته يزعم أنه سيأتي

على الناس زمان تفتح فيه فتحات الأرض فتخرج إليها رجال يصيبون رخاء وعيشا وطعاما فيمرون على إخوان لهم حجاجا أو عمارا فيقولون ما يقيمكم في لأواء العيش وشدة الجوع فذاهب وقاعد حتى قالها مرارا والمدينة خير لهم لا يثبت بها أحد فيصبر على لأوائها وشدتها حتى يموت إلا كنت له يوم القيامة شهيدا أو شفيعا

رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد ورواته ثقات

1193(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها

رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي ولفظ ابن ماجه من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشهد لمن مات بها

وفي رواية للبيهقي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة

1194(صحيح) وعن الصميتة امرأة محمد بني ليث أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استطاع منكم أن لا يموت إلا بالمدينة فليمت بها فإنه من يمت بها نشفع له أو نشهد له

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي

1195(صحيح لغيره) وفي رواية للبيهقي أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فمن مات بالمدينة كنت له شفيعا أو شهيدا

1196 وعن سبيعة الأسلمية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير ورواته محتج بهم في الصحيح إلا عبد الله بن عكرمة روى عنه جماعة ولم يخرجه أحد وقال البيهقي هو خطاء وإنما هو عن صميتة كما تقدم

1197 وعن امرأة يتيمة كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه من مات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

قال المملي الحافظ رحمه الله وقد صح من غير ما طريق عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الوباء والدجال لا يدخلانها اختصرت ذلك لشهرته

1198(صحيح) وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثم صلى بأرض سعد بأرض الحرة عند بيوت السقيا ثم قال اللهم إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك دعاك لاهل مكة وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لاهل المدينة مثل ما دعاك به إبراهيم لمكة ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم

اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما بها من وباء بخم

اللهم إني حرمت ما بين لابتيها كما حرمت على لسان إبراهيم الحرم

رواه أحمد ورجال إسناده رجال الصحيح

خم بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم اسم غيضة بين الحرمين قريبا من الجحفة لا يولد بها أحد فيعيش إلى أن يحتلم إلا أن يرتحل عنها لشدة ما بها من الوباء والحمى بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأظن غدير خم مضافا إليها

1199(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في

مدينتنا وبارك لنا في صاعنا ومدنا

اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه

قال ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر

رواه مسلم وغيره

قوله في صاعنا ومدنا يريد في طعامنا المكيل بالصاع والمد ومعناه أنه دعا لهم بالبركة في أقواتهم جميعا

1200(صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها لنا وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها فاجعلها بالجحفة

رواه مسلم وغيره قيل إنما دعا بنقل الحمى إلى الجحفة لأنها كانت إذ ذاك دار اليهود

1201(صحيح) وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا عند السقيا التي كانت لسعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك دعاك لاهل مكة بالبركة وأنا محمد عبدك ورسولك وإني أدعوك لاهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم مثل ما باركت لاهل مكة واجعل مع البركة بركتين

رواه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد قوي

1202(صحيح) وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في مدينتنا

اللهم اجعل مع البركة بركتين والذي نفسي بيده ما من المدينة شيء ولا شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها

رواه مسلم في حديث

1203(صحيح) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة

رواه البخاري ومسلم

1204(صحيح لغيره) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال دعا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وبارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل من القوم يا نبي الله وعراقنا

قال إن بها قرن الشيطان وتهيج الفتن وإن الجفاء بالمشرق

رواه الطبراني في الكبير ورواته ثقات

قرن الشيطان قيل معناه أتباع الشيطان وأشياعه وقيل شدته وقوته ومحل ملكه وتصريفه وقيل غير ذلك

1205(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت في المنام امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت حتى قامت بمهيعة وهي الجحفة فأولت أن وباء المدينة نقل إلى الجحفة

رواه الطبراني في الأوسط ورواة إسناده ثقات

مهيعة بفتح الميم وإسكان الهاء بعدها ياء مثناة تحت وعين مهملة مفتوحتين هي اسم لقرية قديمة كانت بميقات الحج الشامي على اثنين وثلاثين ميلا من مكة فلما أخرج العماليق بني عبيل إخوة عاد من يثرب نزلوها فجاءهم سيل الجحاف بضم الجيم فجحفهم وذهب بهم فسميت حينئذ الجحفة بضم الجيم وإسكان الحاء المهملة

1206(صحيح) وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد إبراهيم صلى الله عليه وسلم ومسجدي

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال مسجدي هذا والبيت المعمور

وابن حبان في صحيحه ولفظه إن خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق

(قال الحافظ)

1207(صحيح) وقد صح من غير ما طريق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرواحل إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى

1208(صحيح) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي طلحة التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني فخرج أبو طلحة يردفني وراءه فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل

قال ثم أقبل حتى إذا بدا له أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه فلما أشرف على المدينة قال اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة ثم قال اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

قال الخطابي في قوله هذا جبل يحبنا ونحبه أراد به أهل المدينة وسكانها كما قال تعالى واسأل القرية يوسف 28 أي أهل القرية

قال البغوي والأولى إجراؤه على ظاهره ولا ينكر وصف الجمادات بحب الأنبياء والأولياء وأهل الطاعة كما حنت الأسطوانة على مفارقته صلى الله عليه وسلم حتى سمع القوم حنينها إلى أن سكنها وكما أخبر أن حجرا كان يسلم عليه قبل الوحي فلا ينكر عليه ويكون جبل أحد وجميع أجزاء المدينة تحبه وتحن إلى لقائه حالة مفارقته إياها

قال الحافظ وهذا الذي قاله البغوي حسن جيد والله أعلم

1209(صحيح لغيره) وقد روى الترمذي من حديث الوليد بن أبي ثور عن السدي عن عبادة بن أبي يزيد عن علي بن أبي طالب قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله

وقال الترمذي حديث حسن غريب

1210(صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني آت وأنا بالعقيق فقال إنك بواد مبارك

رواه البزار بإسناد جيد قوي

1211(صحيح) روعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتاني الليلة آت من ربي وأنا بالعقيق أن صل في هذا الوادي المبارك

رواه ابن خزيمة في صحيحه

 

16 ـ(الترهيب من إخافة أهل المدينة أو إرادتهم بسوء)

1212(صحيح) عن سعد رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء

رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم

ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء

وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة في الصحاح وغيرها

1213(صحيح) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة وكان قد ذهب بصر جابر فقيل لجابر لو تنحيت عنه فخرج يمشي بين ابنيه فانكب فقال تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابناه أو أحدهما يا أبتاه وكيف أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مات فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخاف أهل المدينة أخافه الله

.1214(صحيح) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه صرف ولا عدل

رواه الطبراني في الأوسط والكبير بإسناد جيد

1215(صحيح) وروى النسائي والطبراني عن السائب بن خلاد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا