المجلد الثاني - كتاب الجهاد

1 ــ الترغيب في الرباط في سبيل الله عز وجل

1216(صحيح) عن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها

والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها

رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم

الغدوة بفتح الغين المعجمة هي المرة الواحدة من الذهاب

والروحة بفتح الراء المرة الواحدة من المجيء

1217(صحيح) وعن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان

رواه مسلم واللفظ له والترمذي والنسائي

1218(صحيح) وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وابن حبان في صحيحه

وزاد في آخره قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل

وهذه الزيادة في بعض نسخ الترمذي

1219(صحيح لغيره) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر وغدي عليه برزقه وريح من الجنة ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل

رواه الطبراني ورواته ثقات

1220(حسن) وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير بإسنادين رواة أحدهما ثقات

1221(صحيح لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر

رواه ابن ماجه بإسناد صحيح

1222(حسن صحيح) وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى عليه عمل المرابط في سبيل الله حتى يبعث يوم القيامة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به

1223(صحيح) وعن مجاهد وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل ثم قيل لا بأس فانصرف الناس ووقف أبو هريرة فمر به إنسان فقال ما يوقفك يا أبا هريرة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود

رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهما

1224(حسن لغيره) وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل

رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن غريب

ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وزاد فلينظر كل امرىء لنفسه وهذه الزيادة مدرجة من كلام عثمان غير مرفوعة كذا جاءت مبينة في رواية الترمذي وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري

رواه ابن ماجه إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رابط ليلة في سبيل الله كانت كألف ليلة صيامها وقيامها

1225(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة

زاد في رواية وعبد القطيفة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه

إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع

رواه البخاري

القطيفة كساء له خمل يجعل دثارا

والخميصة بفتح الخاء المعجمة ثوب معلم من خز أو صوف

وانتكس أي انقلب على رأسه خيبة وخسارا

وشيك بكسر الشين المعجمة وسكون الياء المثناة تحت أي دخلت في جسمه شوكة وهي واحدة الشوك وقيل الشوكة هنا السلاح وقيل النكاية في العدو

والانتقاش بالقاف والشين المعجمة نزعها بالمنقاش

وهذا مثل معناه إذا أصيب فلا انجبر

وطوبى اسم الجنة وقيل اسم شجرة فيها وقيل فعلى من الطيب وهو الأظهر

1226(صحيح) وعنه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خير معاش الناس لهم رجل

يمسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار على متنه يبتغي القتل أو الموت مظانه

ورجل في غنيمة في شعفة من هذه الشعفاء وبطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير

رواه مسلم والنسائي

متن الفرس ظهره

والهيعة بفتح الهاء وسكون الياء كل ما أفزع من جانب العدو من صوت أو خبر

والشعفة بالشين المعجمة والعين المهملة مفتوحتين هي رأس الجبل

1227(صحيح لغيره) وعن أم مالك البهزية رضي الله عنها قالت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها قالت قلت يا رسول الله من خير الناس فيها قال رجل في ماشية يؤدي حقها ويعبد ربه ورجل آخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخيفونه

رواه الترمذي عن رجل عن طاوس عن أم مالك وقال حديث غريب من هذا الوجه ورواه ليث بن أبي سليم عن طاوس عن أم مالك انتهى

1228(صحيح لغيره) ورواه البيهقي مختصرا من حديث أم مبشر تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس منزلة رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه

 

2ـ الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى

1229(حسن صحيح) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

1230(حسن صحيح) وعنه(يعني أنس بن مالك) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عينان لا تمسهما النار أبدا عين باتت تكلأ في سبيل الله وعين بكت من خشية الله

رواه أبو يعلى ورواته ثقات والطبراني في الأوسط إلا أنه قال عينان لا تريان النار

تكلأ مهموزا أي تحفظ وتحرس

1231(حسن لغيره) وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله

رواه الطبراني ورواته ثقات إلا أن أبا الحبيب العبقري لا يحضرني حاله

1232(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم ليلة أفضل من ليلة القدر حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

1233(صحيح لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حرم على عينين أن تنالهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من الكفر

رواه الحاكم وفي إسناده انقطاع

1234(حسن لغيره) وعن أبي ريحانة رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأتينا ذات يوم على شرف فبتنا عليه فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيها ويلقي عليه الحجفة يعني الترس فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس قال من يحرسنا الليلة وأدعو له بدعاء يكون فيه فضل فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ادنه فدنا فقال من أنت فتسمى له الأنصاري ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء فأكثر منه

قال أبو ريحانة فلما سمعت ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أنا رجل آخر قال ادنه فدنوت فقال من أنت فقلت أبو ريحانة فدعا لي بدعاء وهو دون ما دعا للأنصاري ثم قال حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله عز وجل وقال حرمت النار على عين أخرى ثالثة لم يسمعها محمد بن شمير

رواه أحمد واللفظ له ورواته ثقات للنسائي ببعضه والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وقال صحيح الإسناد

1235(صحيح) وعن سهل ابن الحنظلية رضي الله عنه أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية فحضرت صلاة الظهر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فارس فقال

يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم ونسائهم اجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تلك غنيمة المسلمين غدا إن شاء الله تعالى ثم قال من يحرسنا الليلة قال أنس بن أبي مرثد الغنوي أنا يا رسول الله

قال اركب فركب فرسا له وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا تغرن من قبلك الليلة فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال هل أحسستم فارسكم قالوا يا رسول الله ما أحسسناه فثوب بالصلاة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته وسلم قال أبشروا فقد جاء فارسكم فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبحت اطلعت الشعبين كلاهما فنظرت فلم أر أحدا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل نزلت الليلة قال لا إلا مصليا أو قاضي حاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها

رواه النسائي وأبو داود واللفظ له

أوجبت أي أتيت بفعل أوجب لك الجنة

 

3 ـ الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم

1236(صحيح) عن خريم بن فاتك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت بسبعمائة ضعف

رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

1237(صحيح) وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه من جهز غازيا في سبيل الله أو خلفه في أهله كتب الله له مثل أجره حتى إنه لا ينقص من أجر الغازي شيء

ورواه ابن ماجه بنحو ابن حبان لم يذكر خلفه في أهله

1238(صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لحيان ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد أيكم خلف الخارج في أهله فله مثل أجره

رواه مسلم وأبو داود وغيرهما

1239(حسن) وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جهز غازيا في سبيل الله فله مثل أجره ومن خلف غازيا في أهله بخير أو أنفق على أهله فله مثل أجره

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح

1240(حسن) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله ومنحة خادم في سبيل الله أو طروقة فحل في سبيل الله

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

طروقة الفحل بفتح الطاء وبالإضافة هي الناقة التي صلحت لطرق الفحل وأقل سنها ثلاث سنين وبعض الرابعة وهذه هي الحقة ومعناه أن يعطى الغازي خادما أو ناقة هذه صفتها فإن ذلك أفضل الصدقات

 

4 ـ الترغيب في احتباس الخيل للجهاد لا رياء ولا سمعة وما جاء في فضلها

 

5- والترغيب فيما يذكر منها والنهي عن قص نواصيها لأن فيها الخير والبركة

1241(صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة يعني حسنات

رواه البخاري والنسائي وغيرهما

1242(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله فالخيل قال الخيل ثلاثة هي لرجل وزر وهي لرجل ستر وهي لرجل أجر فأما الذي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرا ونواء لاهل الإسلام فهي له وزر وأما التي هي له ستر فرجل ربطها في سبيل الله ثم لم ينس حق الله في ظهورها ولا رقابها فهي له ستر وأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله تعالى لاهل الإسلام في مرج أو روضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب الله له عدد ما أكلت حسنات وكتب له عدد أرواثها

وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفا أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها وأرواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله تعالى له عدد ما شربت حسنات

رواه البخاري ومسلم واللفظ له وهو قطعة من حديث تقدم بتمامه في منع الزكاة

ورواه ابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال فأما الذي هي له أجر فالذي يتخذها في سبيل الله ويعدها له لا تغيب في بطونها شيئا إلا كتب له بها أجر ولو عرض مرجا أو مرجين فرعاها صاحبها فيه كتب له بما غيبت في بطونها أجر ولو استنت شرفا أو شرفين كتب له بكل خطوة خطاها أجر ولو عرض نهرا فسقاها به كانت له بكل قطرة غيبت في بطونها منه أجر حتى ذكر الأجر في أرواثها وأبوالها

وأما التي هي له ستر فالذي يتخذها تعففا وتجملا وتسترا ولا يحبس حق ظهورها وبطونها في يسرها وعسرها وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشرا وبطرا وبذخا عليهم

الحديث

ورواه البيهقي مختصرا بنحو لفظ ابن خزيمة ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

والخيل ثلاثة خيل أجر وخيل وزر وخيل ستر فأما خيل ستر فمن اتخذها تعففا وتكرما وتجملا ولم ينس حق ظهورها وبطونها في عسره ويسره وأما خيل الأجر فمن ارتبطها في سبيل الله فإنها لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان له أجر حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين إلا كان في ميزانه وأما خيل الوزر فمن ارتبطها تبذخا على الناس فإنها لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان وزرا حتى ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين إلا كان عليه وزر

النواء بكسر النون وبالمد هو المعاداة

الطول بكسر الطاء وفتح الواو هو حبل تشد به الدابة وترسلها ترعى

واستنت بتشديد النون أي جرت بقوة

والشرف بفتح الشين المعجمة والراء جميعا هو الشوط معناه جرت بقوة شوطا أو شوطين كما جاء مفسرا في لفظ البيهقي

البذخ بفتح الباء الموحدة وسكون الذال المعجمة آخره خاء معجمة هو الكبر والتبذخ التكبر ومعناه أنه اتخذ الخيل تكبرا وتعاظما واستعلاء على ضعفاء المسلمين وفقرائهم

1243(صحيح) وعن رجل من الأنصار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل ثلاثة فرس يرتبطه الرجل في سبيل الله عز وجل فثمنه أجر وركوبه أجر وعاريته أجر وفرس يغالق عليه الرجل ويراهن فثمنه وزر وركوبه وزر وفرس للبطنة فعسى أن يكون سدادا من الفقر إن شاء الله

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

1244(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير معقود بنواصي

لخيل إلى يوم القيامة ومثل المنفق عليها كالمتكفف بالصدقة

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح وهو في الصحيح باختصار النفقة

وروى ابن حبان في صحيحه شطره الأخير قال مثل المنفق على الخيل كالمتكفف بالصدقة فقلت لعمر ما المتكفف بالصدقة قال الذي يعطي بكفه

1245(صحيح) وعن أبي كبشة رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة

رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

1246(صحيح لغيره) وعن سهل ابن الحنظلة وهو سهل بن الربيع بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

النفق على الخيل كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها

رواه أبو داود

1247(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

رواه مالك والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه

1248(صحيح) وعن عروة بن أبي الجعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في نواصيها الخير الأجر والمغنم إلى يوم القيامة

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

1249(صحيح) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار

رواه أحمد بإسناد جيد

1250(صحيح) وعن جرير رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرس بأصبعه وهو يقول الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة

رواه مسلم والنسائي

1251(صحيح) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من فرس عربي إلا يؤذن له عند كل سحر بكلمات يدعو بهن اللهم خولتني من خولتني من بني آدم وجعلتني له فاجعلني أحب أهله وماله أو من أحب أهله وماله إليه

رواه النسائي

1252(صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة في نواصي الخيل

رواه البخاري ومسلم

1253(صحيح) وعن عقبة بن عبد السلمي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها فإن أذنابها مذابها ومعارفها دفؤها ونواصيها معقود فيها الخير

رواه أبو داود وفي إسناده رجل مجهول

1253(صحيح) وعن عقبة بن عامر و أبي قتادة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم المحجل طلق اليد اليمنى

قال يزيد يعني ابن أبي حبيب فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية

رواه ابن حبان في صحيحه

ورواه الترمذي وابن ماجه والحاكم عن أبي قتادة وحده

(صحيح) ولفظ الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم ثم الأقرح المحجل طلق اليد اليمنى فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية

قال الترمذي حديث حسن صحيح وقال الحاكم صحيح على شرطهما

الأقرح هو الفرس يكون في وسط جبهته قرحة وهي بياض يسير

والأرثم بفتح الهمزة وثاء مثلثة مفتوحة هو الفرس يكون به رثم محركا ومضموم الراء ساكن الثاء وهو بياض في شفته العليا والأنثى رثماء

وطلق اليمنى بفتح الطاء وسكون اللام وبضمها أيضا إذا لم يكن بها تحجيل

والكميت بضم الكاف وفتح الميم هو الفرس الذي ليس بالأشقر ولا الأدهم بل يخالط حمرته سواد

والشية بكسر الشين المعجمة وفتح الياء مخففة هو كل لون في الفرس يكون معظم لونها على خلافه

1254(حسن لغيره) وعن عقبة رضي الله عنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسا أغر محجلا مطلق اليمنى فإنك تغنم وتسلم

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1255(حسن صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمن الخيل في شقرها

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن غريب

اليمن بضم الياء هو البركة والقوة

5 ـ ترغيب الغازي والمرابط في الإكثار من العمل الصالح من الصوم

1256(صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

1257(حسن لغيره) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض

رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن

1258(حسن) وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض

رواه الترمذي عن الوليد بن جميل عن القاسم عنه وقال حديث غريب

1259(صحيح لغيره) وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله بعدت منه النار مسيرة مائة عام

رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسناد لا بأس به

1260(حسن صحيح) ورواه النسائي من حديث عقبة لم يقل فيه ركض الفرس إلى آخره

 

6ـ الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه

1261(صحيح) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد يعني سوطه خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

(الغدوة)بفتح الغين المعجمة هي المرة الواحدة من الذهاب

(والروحة) بفتح الراء هي المرة الواحدة من المجيء

(النصيف) الخمار

1262(صحيح) وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت

رواه مسلم والنسائي

1263(صحيح) وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم في سبيل

الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها

رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وتقدم

1264(حسن لغيره) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغازي في سبيل الله والحاج إلى بيت الله والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه واللفظ له كلاهما عن عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن مجاهد عنه والبيهقي من هذه الطريق فوقفه ولم يرفعه

1265(صحيح) ورواه بنحوه من حديث أبي هريرة النسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه

1266(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة والذي نفس محمد بيده ما كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم لونه لون دم وريحه ريح مسك والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل

رواه مسلم واللفظ له

ورواه مالك والبخاري والنسائي ولفظهم تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق بكلماته أن يدخله الجنة أو يرده إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمة الحديث

الكلم بفتح الكاف وسكون اللام هو الجرح

1267(صحيح لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج حاجا فمات كتب الله له أجر الحاج إلى يوم القيامة ومن خرج معتمرا فمات كتب الله له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازيا فمات كتب الله له أجر الغازي إلى يوم القيامة

رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق وبقية إسناده ثقات

1268(صحيح لغيره) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا في سبيل الله أو دخل على إمام يريد بذلك تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم وسلم الناس منه

رواه أحمد واللفظ له والبزار والطبراني وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

1269(صحيح لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم

رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب صحيح

(صحيح) والنسائي والحاكم والبيهقي إلا أنهم قالوا ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدا

وقال الحاكم صحيح الإسناد

1270(صحيح) وعن عبد الرحمن بن جبر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار

رواه البخاري واللفظ له

ورواه النسائي والترمذي في حديث ولفظه من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار

1271(حسن) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر مسلم قتل كافرا ثم سدد المسلم وقارب ولا يجتمعان في جوف عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والشح

رواه النسائي والحاكم واللفظ له وهو أتم وقال صحيح على شرط مسلم وقال النسائي الإيمان والحسد

وصدر الحديث في مسلم

1272(صحيح لغيره) وروى الطبراني في الأوسط عن عمرو بن قيس الكندي قال أنا مع أبي الدرداء منصرفين من الصائفة فقال يا أيها الناس اجتمعوا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده على النار

قوله من الصائفة أي من غزوة الصائفة وهي غزوة الروم سميت بذلك لأنهم كانوا يغزونهم في الصيف خوفا من البرد والثلج في الشتاء

1273(صحيح لغيره) وعن أبي المصبح المقرائي رضي الله عنه قال بينما نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مر مالك بجابر بن عبد الله رضي الله عنهما وهو يقود بغلا له فقال له مالك أي أبا عبد الله اركب فقد حملك الله فقال جابر أصلح دابتي وأستغني عن قومي وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت نادى بأعلى صوته يا أبا عبد الله اركب فقد حملك الله فعرف جابر الذي يريد فقال أصلح دابتي وأستغني عن قومي وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فتواثب الناس عن دوابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه

رواه ابن حبان في صحيحه

واللفظ له

ورواه أبو يعلى بإسناد جيد إلا أنه قال عن سليمان بن موسى قال بينا نحن نسير فذكره بنحوه وقال فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما اغبرت قدما عبد في

سبيل الله إلا حرم الله عليهما النار فنزل مالك ونزل الناس يمشون فما رئي يوما أكثر ماشيا منه

المصبح بضم الميم وفتح الصاد المهملة وكسر الباء الموحدة

والمقرائي بضم الميم وقيل بفتحها والضم أشهر وبسكون القاف بعدها راء وألف ممدودة نسبة إلى قرية بدمشق

1274(صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما خالط قلب امرىء رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار

رواه أحمد ورواته ثقات

الرهج بفتح الراء وسكون الهاء وقيل بفتحها هو ما يداخل باطن الإنسان من الخوف والجزع ونحوه

1275(صحيح لغيره) وعن أم مالك البهزية رضي الله عنها قالت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها

قالت قلت يا رسول الله من خير الناس فيها قال رجل في ماشية يؤدي حقها ويعبد ربه ورجل أخذ برأس فرسه يخيف العدو ويخيفونه

رواه الترمذي عن رجل عن طاوس عن أم مالك وقال حديث غريب وتقدم

 

7 ـ(الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى)

1276(صحيح) عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه

رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ابن ماجه

1277(صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه

رواه مسلم وغيره والحاكم وقال صحيح على شرطهما

1278(صحيح لغيره) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا ثم مات أو قتل فإن له أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح المسك

فذكر الحديث

رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والنسائي وابن ماجه  (حسن) وابن حبان في صحيحه بنحوه إلا أنه قال فيه

(صحيح) ومن سأل الله الشهادة مخلصا أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه

ورواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

فواق الناقة بضم الفاء وتخفيف الواو هو ما بين رفع يدك عن الضرع حال الحلب ووضعها وقيل هو ما بين الحلبتين

 

8 (الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه والترهيب من تركه بعد تعلمه رغبة عنه)

1279(صحيح) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة الأنفال 06 ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي

رواه مسلم وغيره

1280(صحيح) وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم ينتصلون فقال ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع بني فلان فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لكم لا ترمون قالوا كيف نرمي وأنت معهم

قال النبي صلى الله عليه وسلم ارموا وأنا معكم كلكم

رواه البخاري وغيره والدارقطني إلا أنه قال فيه

(صحيح لغيره) ارموا وأنا مع بني الأدرع

فأمسك القوم وقالوا من كنت معه فأنى يغلب قال ارموا وأنا معكم كلكم فرموا عامة يومهم فلم يفضل أحدهم الآخر أو قال فلم يسبق أحدهم الآخر أو كما قال

1281(صحيح) وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه رفعه قال عليكم بالرمي فإنه خير أو من خير لهوكم

رواه البزار والطبراني في الأوسط وقال فإنه من خير لعبكم وإسنادهما جيد قوي

1282(صحيح) وعن عطاء بن أبي رباح قال رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاري رضي الله عنهم يرتميان فمل أحدهما فجلس فقال له الآخر كسلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة

رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد

الغرض بفتح الغين المعجمة والراء بعدهما ضاد معجمة هو ما يقصده الرماة بالإصابة

1283(صحيح) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه

رواه مسلم وغيره

1284(صحيح) وعن أبي نجيح عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغ بسهم فهو له درجة في الجنة فبلغت يومئذ ستة عشر سهما

رواه النسائي

1285(صحيح) وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر

رواه أبو داود في حديث والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه

1286(صحيح لغيره) وعنه رضي الله عنه أيضا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله فبلغ به العدو أو لم يبلغ كان له كعتق رقبة ومن أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار عضوا بعضو

رواه النسائي بإسناد صحيح وأفرد الترمذي منه ذكر الشيب وأبو داود ذكر العتق

(حسن صحيح) وابن ماجه ذكر الرمي ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى العدو بسهم فبلغ سهمه أصاب أو أخطأ فعدل رقبة

وروى الحاكم ذكر الرمي في حديث والعتق في آخر

1287(صحيح) وعن كعب بن مرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغ العدو بسهم رفع الله له درجة فقال له عبد الرحمن بن النحام وما الدرجة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أما إنها ليست بعتبة أمك ما بين الدرجتين مائة عام

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه

النحام بفتح النون وتشديد الحاء المهملة هو الكثير النحم وهو التنحنح

1288(صحيح) وعنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله كان كمن أعتق رقبة

رواه ابن حبان في صحيحه

1289(صحيح) وعن معدان بن أبي طلحة رضي الله عنه قال حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فسمعته يقول من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له درجة في الجنة

قال فبلغت يومئذ ستة عشر سهما

رواه ابن حبان في صحيحه

1290(صحيح لغيره) وعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله أخطأ أو أصاب كان له بمثل رقبة من ولد إسماعيل

رواه الطبراني بإسنادين رواة أحدهما ثقات

1291(حسن) وعن عقبة بن عبد السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسحتبه

قوموا فقاتلوا

قال فرمى رجل سهم فقال صلى الله عليه وسلم

أوجب هذا

رواه أحمد بإسناد حسن

(أوجب) أي أوجب لنفسه الجنة بما فعل

1292(صحيح لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رمى بسهم في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة

رواه البزار بإسناد حسن

1293(صحيح) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم الرمي ثم تركه

رواه مسلم

1294(صحيح لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة جحدها

رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط بإسناد حسن

 

9 ـ(الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى وما جاء في فضل الكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال)

1295(صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله ورسوله

قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله

قيل ثم ماذا قال حج مبرور

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

1296(صحيح) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله

الحديث رواه البخاري ومسلم

1297(صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أي الناس أفضل قال مؤمن يجاهد بنفسه وبماله في سبيل الله تعالى قال ثم من قال ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

والحاكم بإسناد على شرطهما ولفظه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم

(صحيح لغيره) أنه سئل أي المؤمنين أكمل إيمانا قال الذي يجاهد بنفسه وماله ورجل يعبد الله في شعب من الشعاب وقد كفى الناس شره

1298(صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم جلوس في مجلس لهم فقال ألا أخبركم بخير الناس منزلا قالوا بلى يا رسول الله قال رجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل ألا أخبركم بالذي يليه قلنا بلى يا رسول الله

قال امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس أو أخبركم بشر الناس قلنا بلى يا رسول الله

قال الذي يسأل بالله ولا يعطي

رواه الترمذي وقال حديث غريب والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ لهما وهو أتم ورواه مالك عن عطاء بن يسار مرسلا

1299(صحيح) وعن سبرة بن الفاكه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الإسلام فقال تسلم وتذر دينك ودين آبائك فعصاه فأسلم فغفر له فقعد له بطريق الهجرة فقال له تهاجر وتذر دارك وأرضك وسماءك فعصاه فهاجر فقعد بطريق الجهاد فقال تجاهد وهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح

المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة وإن وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والبيهقي

1300(صحيح) وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا زعيم والزعيم الحميل لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في أعلى غرف الجنة فمن فعل ذلك لم يدع للخير مطلبا ولا من الشر مهربا يموت حيث شاء أن يموت

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه

1301(حسن) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينة من ماء عذبة فأعجبته فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله تعالى أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة

رواه الترمذي وقال حديث حسن والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1302(صحيح لغيره) ورواه أحمد من حديث أبي أمامة أطول منه إلا أنه قال ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة

فواق الناقة هو ما بين رفع يدك عن ضرعها وقت الحلب ووضعها وقيل هو ما بين الحلبتين

1303(صحيح لغيره) وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مقام الرجل في

الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة الرجل ستين سنة

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

1304(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال قيل يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله قال لا تستطيعونه فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول لا تستطيعونه ثم قال مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

وفي رواية البخاري أن رجلا قال يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد قال لا أجده ثم قال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك فقال أبو هريرة فإن فرس المجاهد ليستن يمرح في طوله فيكتب له حسنات

ورواه النسائي نحو هذا

استن الفرس عدا

والطول بكسر الطاء وفتح الواو هو الحبل الذي يشد به الدابة ويمسك طرفه لترعى

1305(صحيح) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض

رواه البخاري

1306(صحيح) وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وجبت له الجنة

فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها علي يا رسول الله فأعادها عليه ثم قال وأخرى يرفع الله بها للعبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض

قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

1307(حسن لغيره) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج مبرور فلما ولى الرجل قال وأهون عليك من ذلك إطعام الطعام ولين الكلام وحسن الخلق فلما ولى الرجل قال وأهون عليك من ذلك لا تتهم الله على شيء

قضاه عليك

رواه أحمد والطبراني بإسنادين أحدهما حسن واللفظ له

1308(حسن) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الأداء والناكح الذي يريد العفاف

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1309(صحيح) وعن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف فقام رجل رث الهيئة فقال يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا قال نعم فرجع إلى أصحابه فقال أقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل

رواه مسلم والترمذي وغيرهما

(جفن السيف) بفتح الجيم وإسكان الفاء هو قرابه

1310(صحيح) وعن البراء رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال أسلم ثم قاتل فأسلم ثم قاتل فقتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل قليلا وأجر كثيرا

رواه البخاري واللفظ له ومسلم

(مقنع) بضم الميم وفتح تانون المشددة متغط بالحديد وقيل على رأسه خوذة وقيل غير ذلك

1311(صحيح) وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال جاء رجل من بني النبيت قبيل من الأنصار فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ثم تقدم فقاتل حتى قتل فقال النبي صلى الله عليه وسلم عمل هذا يسيرا وأجر كثيرا

1312(صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه

فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض

قال عمير بن الحمام يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض قال نعم

قال بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك بخ بخ فقال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمر

ثم قاتلهم حتى قتل رضي الله عنه

رواه مسلم

القرن بفتح القاف والراء هو جعبة النشاب

1313(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا

رواه مسلم وأبو داود ورواه النسائي والحاكم أطول منه

1314(صحيح) ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث معاذ بن جبل

1315(صحيح) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يقول الله عز وجل المجاهد في سبيلي هو علي ضامن إن قبضته أورثته الجنة وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة

رواه الترمذي وقال حديث غريب صحيح وهو في الصحيحين وغيرهما بنحوه من حديث أبي هريرة وتقدم

1316(صحيح) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامنا على الله ومن دخل على إمام يعزره كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته لم يغتب إنسانا كان ضامنا على الله

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما واللفظ لهما

ورواه أبو يعلى بنحوه وعنده أو خرج مع جنازة بدل ومن غدا إلى المسجد

ورواه أحمد والطبراني وتقدم لفظهما

1317(صحيح)وهو عند أبي داود من حديث أبي أمامة إلا أن عنده الثالثة ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله

1318(صحيح) وعن عبد الله بن حبشي الخثعمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة

قيل فأي الصدقة أفضل قال جهد المقل

قيل فأي الهجرة أفضل قال من هجر ما حرم الله

قيل فأي الجهاد أفضل قال من جاهد المشركين بنفسه وماله

قيل فأي القتل أشرف قال من أهريق دمه وعقر جواده

رواه أبو داود والنسائي واللفظ له وهو أتم

1319(صحيح لغيره) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهدوا في سبيل الله فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة ينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم

رواه أحمد واللفظ له ورواته ثقات والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وصحح إسناده

1320(حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم لا يفتر صلاة ولا صياما حتى يرجعه الله إلى أهله بما يرجعه إليهم من أجر أو غنيمة أو يتوفاه فيدخله الجنة

رواه ابن حبان في صحيحه عن شيخه عمرو بن سعيد بن سنان

قال وكان قد صام النهار وقام الليل ثمانين سنة غازيا ومرابطا

قال المملي رحمه الله وهو في الصحيحين وغيرهما بنحوه أطول منه وتقدم

وفي رواية للنسائي في هذا الحديث مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن جاهد في سبيله كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد

1321(صحيح لغيره) وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة أتته فقالت يا رسول الله انطلق زوجي غازيا وكنت أقتدي بصلاته إذا صلى وبفعله كله فأخبرني بعمل يبلغني عمله حتى يرجع

قال لها أتستطيعين أن تقومي ولا تقعدي وتصومي ولا تفطري وتذكري الله تعالى ولا تفتري حتى يرجع قالت ما أطيق هذا يا رسول الله فقال والذي نفسي بيده لو أطقته ما بلغت العشور من عمله

رواه أحمد من رواية رشدين بن سعد وهو ثقة عنده ولا بأس بحديثه في المتابعات والرقائق

العشور جمع عشرة وهو الواحد من عشرة أجزاء

1322(حسن صحيح) وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم نهاره القائم ليله حتى يرجع متى يرجع

رواه أحمد والبزار والطبراني ورجال أحمد محتج بهم في الصحيح

1323(صحيح) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح المسك

رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح وصدره في صحيح ابن حبان

1324(حسن صحيح) وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جرح جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك ولونه لون الزعفران عليه طابع الشهداء ومن سأل الله الشهادة مخلصا أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه

رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما

1325(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك

وفي رواية كل كلم يكلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها يوم طعنت تفجر دما اللون لون دم والعرف عرف مسك

رواه البخاري ومسلم ورواه مالك والترمذي والنسائي بنحوه

الكلم بفتح الكاف وإسكان اللام هو الجرح

والعرف بفتح العين المهملة وإسكان الراء هو الرائحة

1326(حسن) وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

1327(صحيح) وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقلما ترد على داع دعوته عند حضور النداء والصف في سبيل الله

(حسن) وفي لفظ

ثنتان لا تردان أو قال ما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعض بعضا

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

يلحم بالمهملة معناه ينشب بعضهم ببعض في الحرب

 

10 ـ(الترغيب في إخلاص النية في الجهاد وما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر وفضل الغزاة إذا لم يغنموا)

1328(صحيح) عن أبي موسى رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه

فمن في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

1329(حسن لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله رجل يريد الجهاد وهو يريد عرضا من الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أجر له فأعظم ذلك الناس وقالوا للرجل عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك لم تفهمه فقال الرجل يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرض الدنيا قال لا أجر له فأعظم ذلك الناس وقالوا عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الثالثة رجل يريد الجهاد وهو يبتغي عرضا من الدنيا فقال لا أجر له

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم باختصار وصححه

العرض بفتح العين المهملة والراء جميعا هو ما يقتنى من مال وغيره

1330(صحيح) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنية

وفي رواية بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي

1331(حسن) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له فأعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له ثم قال إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه

رواه أبو داود والنسائي

قوله يلتمس الأجر والذكر يعني يريد أجر الجهاد ويريد مع ذلك أن يذكره الناس بأنه غاز أو شجيع ونحو ذلك

1332(صحيح) وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر هذه الأمة بالتيسير والسناء والرفعة بالدين والتمكين في البلاد والنصر فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي واللفظ له وتقدم في الرياء هو وغيره

وتقدم أيضا حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

(حسن لغيره) ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة

رواه الطبراني بإسناد حسن

1333(حسن) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه وتنبهه أجر كله وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف

رواه أبو داود وغيره

قوله ياسر الشريك معناه عامله باليسر والسماحة

1334(حسن لغيره) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا فله ما نوى

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه

1335 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمته فعرفها

قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت

قال كذبت ولكن قاتلت لان يقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار

الحديث رواه مسلم واللفظ له والنسائي والترمذي وابن خزيمة في صحيحه

(صحيح) وعند الترمذي حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فذكر الحديث إلى أن قال ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له فيماذا قتلت فيقول أي رب أمرت بالجهاد في

سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله تبارك وتعالى بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك

(صحيح) ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة

وتقدم بتمامه في الرياء

جريء هو بفتح الجيم وكسر الراء وبالمد أي شجاع

1336(صحيح) وعن شداد بن الهاد رضي الله عنه أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه ثم قال أهاجر معك فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فلما كانت غزاته غنم النبي صلى الله عليه وسلم فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال ما هذا قالوا قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا قال قسمته لك

قال ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمي إلى هاهنا وأشار إلى حلقه بسهم

فأموت فأدخل الجنة فقال إن تصدق الله يصدقك فلبثوا قليلا ثم نهضوا إلى قتال العدو فأتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي صلى الله عليه وسلم أهو هو قالوا نعم

قال صدق الله فصدقه ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته التي عليه ثم قدمه فصلى عليه وكان مما ظهر من صلاته اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك فقتل شهيدا أنا شهيد على ذلك

رواه النسائي

1337(صحيح) وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من غازية أو سرية تغزو في سبيل الله يسلمون ويصيبون إلا تعجلوا ثلثي أجرهم وما من غازية أو سرية تخفق وتخوف وتصاب إلا تم أجرهم

وفي رواية ما من غازية أو سرية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم

رواه مسلم وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه الثانية

يقال أخفق الغازي إذا غزا ولم يغنم أو لم يظف

 

 

11 ـ(الترهيب من الفرار من الزحف)

1338(صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات

قالوا يا رسول الله وما هن قال الإشراك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبزار ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(حسن لغيره) الكبائر سبع أولاهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم والفرار يوم الزحف وقذف المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرته

1339(حسن لغيره) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقي الله عز وجل لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبة بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة أو دخل الجنة وخمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت مؤمن والفرار من الزحف ويمين صابرة يقتطع بها مالا بغير حق

رواه أحمد وفيه بقية بن الوليد

1340(حسن) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال لا أقسم لا أقسم ثم نزل فقال أبشروا أبشروا من صلى الصلوات الخمس واجتنب الكبائر دخل من أي أبواب الجنة شاء

قال المطلب سمعت رجلا يسأل عبد الله بن عمرو أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهن قال نعم عقوق الوالدين والشرك بالله وقتل النفس وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف وأكل الربا

رواه الطبراني وفي إسناده مسلم بن الوليد بن العباس لا يحضرني فيه جرح ولا عدالة

1341(صحيح لغيره) وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن

رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات فذكر فيه وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير الحق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم

الحديث رواه ابن حبان في صحيحه

 

12 ـ(الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر)

1342(صحيح) عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك

قالت فقلت يا رسول الله ما يضحكك قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة

قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك

قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى

قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين

فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت رضي الله عنها

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

قال المملي رضي الله عنه كان معاوية رضي الله عنه قد أغزى عبادة بن الصامت قبرس فركب البحر غازيا وركبت معه زوجته أم حرام

ثبج البحر هو بفتح الثاء المثلثة والباء الموحدة بعدهما جيم معناه وسط البحر ومعظمه

1343 (حسن) وعن أم حرام رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد والغريق له أجر شهيد

رواه أبو داود

 

13 ـ(الترهيب من الغلول والتشديد فيه وما جاء فيمن ستر على غال)

1344(صحيح)عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها

رواه البخاري وقال قال ابن سلام كركرة يعني بفتحهما

الثقل محركا هو الغنيمة

وكركرة ضبط بفتح الكافين وبكسرهما وهو أشهر

والغلول هو ما يأخذه أحد الغزاة من الغنيمة مختصا به ولا يحضره إلى أمين الجيش ليقسمه بين الغزاة سواء قل أو كثر وسواء كان الآخذ أمين الجيش أو أحدهم

واختلف العلماء في الطعام والعلوفة ونحوهما اختلافا كثيرا ليس هذا موضع ذكره

1345(صحيح) وعن عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وجاءه رجل فقال استشهد مولاك أو قال غلامك فلان قال بل يجر إلى النار في عباءة غلها

رواه أحمد بإسناد صحيح

1346(صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال حدثني عمر رضي الله عنه قال لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة غلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون

رواه مسلم والترمذي وغيرهم

1347(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره حتى قال لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله أغثني

فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

لا ألفين أي لا أجدن

والرغاء بضم الراء وبالغين المعجمة والمد هو صوت الإبل وذوات الخف

والحمحمة بحاءين مهملتين مفتوحتين هو صوت الفرس

والثغاء بضم المثلثة وبالغين المعجمة والمد هو صوت الغنم

والرقاع بكسر

الراء جمع رقعة وهو ما تكتب فيه الحقوق

وتخفق أي تتحرك وتضطرب

1348 (حسن ) وعن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالاً فنادى فب الناس فيجيؤون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل يوما بعد النداء بزمام من شعر فقال يا رسول الله ، هذا كان فيما اصبناه من الغنيمة فقال :

أسمعت بلالاً ينادي ثلاثا

قال نعم

قال فما منعك أن تجيء به فاعتذر إليه فقال:

كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله عنك

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

1349(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهبا ولا ورقا غنمنا المتاع والطعام والثياب ثم انطلقنا إلى الوادي يعني وادي القرى ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد له وهبه له رجل من جذام يدعى رفاعة بن يزيد من بني الضبيب فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل رحله فرمي بسهم فكان فيه حتفه فقلنا هنيئا له الشهادة يا رسول الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم لم تصبها المقاسم

قال ففزع الناس فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال أصبت يوم خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك من نار أو شراكان من نار

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي

الشملة كساء أصغر من القطيفة يتشح بها

1350(حسن لغيره) وعن أبي رافع رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر ذهب إلى بني عبد الأشهل فيتحدث عندهم حتى ينحدر للمغرب

قال أبو رافع فبينا النبي صلى الله عليه وسلم يسرع إلى المغرب مررنا بالبقيع فقال أف لك أف لك أف لك

قال فكبر ذلك في ذرعي فاستأخرت وظننت أنه يريدني فقال ما لك امش

قلت وحدث حدث فقال ما ذاك

قلت أففت بي

قال لا ولكن هذا فلان بعثته ساعيا على بني فلان فغل نمرة فدرع مثلها من نار

1351(صحيح) وعن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جاء يوم القيامة بريئا من ثلاث دخل الجنة الكبر والغلول والدين

رواه النسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما

 

14 ـ(الترغيب في الشهادة وما جاء في فضل الشهداء)

1352(صحيح) عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة

وفي رواية لما يرى من فضل الشهادة

رواه البخاري ومسلم والترمذي

1353(صحيح) وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله له يا بن آدم كيف وجدت منزلك فيقول أي رب خير منزل فيقول سل وتمنه فيقول وما أسألك وأتمنى أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة

رواه النسائي والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1354(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل

رواه البخاري ومسلم في حديث تقدم

1355(صحيح) وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين

رواه مسلم

1356(صحيح) وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فيهم فذكر أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت قال أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم

إن قتلت وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبرائيل قال لي ذلك

رواه مسلم وغيره

1357(صحيح) وعن ابن أبي عميرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع إليكم وإن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد قال ابن أبي عميرة

رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر

رواه أحمد بإسناد حسن والنسائي واللفظ له

أهل الوبر هم الذين لا يأوون إلى جدار من الأعراب وغيرهم

وأهل المدر أهل القرى والأمصار والمدر محركا هو الطين الصلب المستحجر

1358(صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون فقال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء

يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء

يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النصر إني أجد ريحها دون أحد

قال سعد فما استطعت يا رسول الله أصنع ما صنع

قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه فقال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الأحزاب 32

إلى آخر الآية

رواه البخاري واللفظ له ومسلم والنسائي

البضع بفتح الباء وكسرها أفصح وهو ما بين الثلاث إلى التسع وقيل ما بين الواحد إلى أربعة وقيل من أربعة إلى تسعة وقيل هو سبعة

1359(صحيح) وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها قالا لي أما هذه فدار الشهداء

رواه البخاري في حديث طويل تقدم

1360(صحيح) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد مثل به

فوضع بين يديه فذهبت أكشف عن وجهه فنهاني قومي فسمع صوت صائحة فقيل ابنة عمرو أو أخت عمرو فقال لم تبكي أو لا تبكي ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها

رواه البخاري ومسلم

1361(حسن صحيح) وعنه قال لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام يوم أحد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لابيك قلت بلى

قال ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبد الله تمن علي أعطك

قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية

قال إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون

قال يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل الله هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء آل عمران 961 الآية كلها

رواه الترمذي وحسنه

وابن ماجه بإسناد حسن أيضا والحاكم وقال صحيح الإسناد

1362(صحيح لغيره) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ملكا يطير في الجنة ذا جناحين يطير منها حيث شاء مقصوصة قوادمه بالدماء

رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن

قال الحافظ كان جعفر رضي الله عنه قد ذهبت يداه في سبيل الله يوم مؤتة فأبدله بهما جناحين فمن أجل ذلك سمي جعفرا الطيار

1363(صحيح) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان في غزوة مؤتة قال فالتمسنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فوجدناه في القتلى فوجدنا بما أقبل من جسده بضعا وتسعين بين ضربة ورمية وطعنة

وفي رواية فعددنا به خمسين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره

رواه البخاري

1364(صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا وجعفرا وعبد الله بن رواحة ودفع الراية إلى زيد فأصيبوا جميعا

قال أنس فنعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يجيء الخبر فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد

قال فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان

وفي رواية قال وما يسرهم أنهم عندنا

رواه البخاري وغيره

1365(صحيح) وعن جابر رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله أي الجهاد أفضل قال أن يعقر جوادك ويهراق دمك

رواه ابن حبان في صحيحه

1366(صحيح لغيره) ورواه ابن ماجه من حديث عمرو بن عبسة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت فذكره

1367(حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة

رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

1368(صحيح) وعن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

تعلق بفتح المثناة فوق وعين مهملة وضم اللام أي ترعى من أعالي شجر الجنة

1369(صحيح لغيره) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه

1370(حسن) وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القتلى ثلاثة رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو وقاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة ورجل فرق على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فتلك ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله عز وجل حتى يقتل فذلك في النار إن السيف لا يمحو النفاق

رواه أحمد بإسناد جيد والطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له والبيهقي

الممتحن بفتح الحاء المهملة هو المشروح صدره ومنه أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى الحجرات 3

أي شرحها ووسعها

وفي رواية لأحمد فذلك المفتخر في خيمة الله تحت عرشه ولعله تصحيف

وفرق بكسر الراء أي خائف وجزع

والممصمصة بضم الميم الأولى وفتح الثانية وكسر الثالثة وبصادين مهملتين هي الممحصة المكفرة

1371(صحيح) وعن نعيم بن عمار رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الشهداء أفضل قال الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في الغرف العلا من الجنة ويضحك إليهم ربهم وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه

رواه أحمد وأبو يعلى ورواتهما ثقات

1372(حسن صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة يضحك إليهم ربك وإذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم

رواه الطبراني بإسناد حسن

يتلبطون معناه هنا يضطجعون والله أعلم

1373(صحيح) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول أول ثلاثة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون الذين تتقى بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره وإن الله عز وجل ليدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير حساب وتأتي الملائكة فيسجدون فيقولون ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا فيقول الرب عز وجل هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار

رواه الأصبهاني بإسناد حسن لكن متنه غريب

1374(صحيح) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث قبله ومتنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشهيد عند الله سبع خصال أن يغفر له في أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الإيمان ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه

رواه أحمد والطبراني وإسناد أحمد حسن

1375(صحيح) وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للشهيد عند الله ست خصال يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده من الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه

رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث صحيح غريب

الدفعة بضم الدال المهملة وسكون الفاء وهي الدفقة من الدم وغيره

1376(حسن) وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

1377(صحيح) وعن مجاهد عن يزيد بن شجرة وكان يزيد بن شجرة رضي الله عنه ممن يصدق قوله فعله خطبنا فقال يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن نعمة الله عليكم ترى من بين أخضر وأحمر وأصفر وفي الرجال ما فيها وكان يقول إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وغلقت أبواب النار وزين الحور العين واطلعن فإذا أقبل الرجل قلن اللهم انصره وإذا أدبر احتجبن منه وقلن اللهم اغفر له فانهكوا وجوه القوم فدى لكم أبي وأمي ولا تخزوا الحور العين فإن أول قطرة تنضح من دمه تكفر عنه كل شيء عمله وينزل إليه زوجتان من الحور العين يمسحان التراب عن وجهه ويقولان فدانا لك ويقول فدانا لكما ثم يكسى مائة حلة من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعن بين أصبعين لوسعن وكان يقول نبئت أن السيوف مفاتيح الجنة

رواه الطبراني من طريقين إحداهما جيدة صحيحة والبيهقي في كتاب البعث إلا أنه قال فإن أول قطرة تقطر من دم أحدكم يحط الله عنه بها خطاياه كما يحط الغصن من ورق الشجر وتبتدره اثنتان من الحور العين وتمسحان التراب عن وجهه ويقولان فدانا لك ويقول فدانا لكما فيكسى مائة حلة لو وضعت بين أصبعي هاتين لوسعتاهما ليست من نسج بني آدم ولكنها من نبات الجنة مكتوبون عند الله بأسمائكم وسماتكم

الحديث رواه البزار والطبراني أيضا عن يزيد بن شجرة مرفوعا مختصرا وعن جدان أيضا مرفوعا والصحيح الموقوف مع أنه قد يقال إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي فسبيل الموقوف فيه سبيل المرفوع والله أعلم

ويزيد بن شجرة بالشين المعجمة والجيم مفتوحتين قيل له صحبة ولا يثبت والله أعلم

وانهكوا وجوه القوم هو بكسر الهاء بعد النون أي أجهدوهم وابلغوا جهدهم والنهك المبالغة في كل شيء

1378(حسن) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1379(حسن) وعن ابن عباس أيضا رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصيب إخوانكم جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم

قالوا من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله تعالى أنا أبلغهم عنكم

قال فأنزل الله عز وجل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا آل عمران 961

إلى آخر الآية

رواه أبو داود والحاكم وقال صحيح الإسناد

ينكلوا مثلثة الكاف أي يجبنوا ويتأخروا عن الجهاد

1380(صحيح) وعن راشد بن سعد رضي الله عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد قال كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة

رواه النسائي

1381(صحيح) وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا أسود أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني رجل أسود منتن الريح قبيح الوجه لا مال لي فإن أنا قاتلت هؤلاء حتى أقتل فأين

أنا قال في الجنة فقاتل حتى قتل فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد بيض الله وجهك وطيب ريحك وأكثر مالك وقال لهذا أو لغيره لقد رأيت زوجته من الحور العين نازعته جبة له من صوف تدخل بينه وبين جبته

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1382(حسن) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال من القوم فقيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يريدون الغزو فقال هل من عرض الدنيا يصيبون قيل له نعم يصيبون الغنائم ثم تقسم بين المسلمين فعمد إلى بكر له فاعتقله وسار معهم فجعل يدنو ببكره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أصحابه يذودون بكره عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا لي النجدي فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة

قال فلقوا العدو فاستشهد فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا أو قال مسرورا يضحك ثم أعرض عنه فقلنا يا رسول الله رأيناك مستبشرا تضحك ثم أعرضت عنه فقال أما ما رأيتم من استبشاري أو قال سروري فلما رأيت من كرامة روحه على الله عز وجل وأما إعراضي عنه فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه

رواه البيهقي بإسناد حسن

1383(حسن) وعن أنس رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء رضي الله عنها وهي أم حارثة بنت سراقة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تحدثني عن حارثة وكان قتل يوم بدر فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه بالبكاء فقال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى

رواه البخاري

1384(حسن لغيره) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا تبارك وتعالى من رجل غزا في سبيل الله فانهزم يعني أصحابه فعلم ما عليه فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله عز وجل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه

رواه أبو داود عن عطاء بن السائب عن مرة عنه

ورواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه وتقدم لفظهم في قيام الليل

وتقدم فيه أيضا حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

(حسن لغيره) ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ويكفيه فيقول انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه

الحديث رواه الطبراني بإسناد حسن

1385(صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال جاء أناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء فيهم خالي حرام يقرؤون القرآن ويتدارسونه بالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لاهل الصفة وللفقراء فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا اللهم أبلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا

قال وأتى رجل حراما خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه فقال حرام فزت ورب الكعبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا اللهم أبلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

وفي رواية للبخاري قال أنس رضي الله عنه أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه ثم نسخ بعد بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه

1386(صحيح) وعن مسروق رضي الله عنه قال سألنا عبد الله عن هذه الآية ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون آل عمران 961 فقال أما أنا فقد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع عليهم ربهم اطلاعة

فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا

قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا

رواه مسلم واللفظ له والترمذي وغيرهما

1387(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشإ الله أن يصعقهم قال هم شهداء الله

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

 

15 ـ(الترهيب من أن يموت الإنسان ولم يغز ولم ينو الغزو وذكر أنواع من الموت تلحق أربابها بالشهداء والترهيب من الفرار من الطاعون)

1388(صحيح) عن أبي عمران رضي الله عنه قال كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر وعلى أهل مصر عقبة بن عامر رضي الله عنه وعلى الجماعة فضالة بن عبيد رضي الله عنه فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل بينهم فصاح الناس وقالوا سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة فقام أبو أيوب فقال أيها الناس إنكم لتأولون هذا التأويل وإنما نزلت هذه الآية لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أموالنا قد ضاعت وإن الله تعالى قد أعز الإسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا وأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ما يرد علينا ما قلنا وللفقراء في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة البقرة 691 وكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها فينا معشر

الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه فقال بعضنا وتركنا الغزو فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم

رواه الترمذي وقال حديث غريب صحيح

1389(صحيح لغيره) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم

رواه أبو داود وغيره من طريق إسحاق بن أسيد نزيل مصر

1390(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

391(حسن) وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله تعالى بقارعة قبل يوم القيامة

رواه أبو داود وابن ماجه عن القاسم عن أبي أمامة

(فصل)

1392(صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون الشهداء فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد

قال إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا فمن يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو شهيد ومن مات من البطن فهو شهيد

قال ابن مقسم أشهد على أبيك يعني أبا صالح أنه قال والغريق شهيد

رواه مسلم

(صحيح) ورواه مالك والبخاري والترمذي ولفظهن وهو رواية لمسلم أيصا في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

(الشداء خمسة المطعون والمطبون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله)

1394(صحيح) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال دخلنا على عبد الله بن رواحة نعوده فأغمي عليه فقلنا رحمك الله إن كنا لنحب أن تموت على غير هذا وإن كنا لنرجو لك الشهادة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر هذا فقال وفيم تعدون الشهادة فأرم القوم وتحرك عبد الله فقال ألا تجيبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أجابه هو فقال نعد الشهادة في القتل فقال إن شهداء أمتي إذا لقليل إن في القتل شهادة وفي الطاعون شهادة وفي البطن شهادة وفي الغرق شهادة وفي النفساء يقتلها ولدها جمعا شهادة

رواه أحمد والطبراني واللفظ له ورواتهما ثقات

أرم القوم بفتح الراء وتشديد الميم سكتوا وقيل سكتوا من خوف ونحوه وقوله يقتلها ولدها جمعا مثلثة الجيم ساكنة الميم أي ماتت وولدها في بطنها يقال ماتت المرأة بجمع مثلثة الجيم إذا ماتت وولدها في بطنها وقيل إذا ماتت عذراء أيضا

1395(حسن) وعن ربيع الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد ابن أخي جبر

الأنصاري فجعل أهله يبكون عليه فقال لهم جبر لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصواتكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يبكين ما دام حيا فإذا وجب فليسكتن

فقال بعضهم ما كنا نرى أن يكون موتك على فراشك حتى تقتل في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوما القتل إلا في سبيل الله إن شهداء أمتي إذا لقليل إن الطعن شهادة والبطن شهادة والطاعون شهادة والنفساء بجمع شهادة والحرق شهادة والغرق شهادة وذات الجنب شهادة

رواه الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح

قوله بجمع تقدم قبله

إذا وجب أي إذا مات

1396(حسن) وعن راشد بن حبيش رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت رضي الله عنه يعوده في مرضه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعلمون من الشهيد من أمتي فأرم القوم فقال عبادة ساندوني فأسندوه فقال يا رسول الله الصابر المحتسب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شهداء أمتي إذا لقليل القتل في سبيل الله عز وجل شهادة والطاعون شهادة والغرق شهادة والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة

قال وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس والحرق والسل

رواه أحمد بإسناد حسن وراشد بن حبيش صحابي معروف

أرم القوم تقدم

والسادن بالسين والدال المهملتين هو الخادم

والسل بكسر السين وضمها وتشديد اللام هو داء يحدث في الرئة يؤول إلى ذات الجنب وقيل زكام أو سعال طويل مع حمى عادية وقيل غير ذلك

1397(صحيح لغيره) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد المقتول في سبيل الله شهيد والغريق في سبيل الله شهيد والمبطون في سبيل الله شهيد والمطعون في سبيل الله شهيد والنفساء في سبيل الله شهيد

رواه النسائي

1398(صحيح لغيره) وعن جابر بن عتيك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت

رضي الله عنه فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غلبنا عليك يا أبا الربيع

فصاحت النسوة وبكين وجعل ابن عتيك يسكتهن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية

قالوا وما الوجوب يا رسول الله قال إذا مات

قالت ابنته والله إني لأرجو أن تكون شهيدا فإنك كنت قد قضيت جهازك فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته وما تعدون الشهادة قالوا القتل في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المبطون شهيد والغريق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمطعون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد

رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه

1399(صحيح) وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الطاعون شهادة لكل مسلم

رواه البخاري ومسلم

1400(صحيح) وعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقال كان عذابا يبعثه الله على من كان قبلكم فجعله الله رحمة للمؤمنين ما من عبد يكون في بلد فيكون فيه فيمكث لا يخرج صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد

رواه البخاري

1401(صحيح) وعن أبي عسيب رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبرائيل عليه السلام بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام فالطاعون شهادة لامتي ورجز على الكافر

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورواة أحمد ثقات مشهورون

الرجز العذاب

1402(صحيح) وعن أبي منيب الأحدب رضي الله عنه قال خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال إنها رحمة بكم ودعوة نبيكم وقبض الصالحين قبلكم اللهم اجعل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة ثم نزل عن مقامه ذلك فدخل على عبد الرحمن بن معاذ فقال عبد الرحمن الحق من ربك فلا تكونن من الممترين البقرة 741

فقال معاذ ستجدني إن شاء الله من الصابرين الصافات 201

رواه أحمد بإسناد جيد

1403(صحيح) وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فناء أمتي بالطعن والطاعون فقيل يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهادة

رواه أحمد بأسانيد أحدها صحيح وأبو يعلى والبزار والطبراني

الوخز بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة بعدها زاي هو الطعن

1404(حسن صحيح) وعن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه رضي الله عنه قال ذكر الطاعون عند أبي موسى فقال سألنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وخز أعدائكم الجن وهو لكم شهادة

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

1405(حسن) وعن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(صحيح) اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الكبير ورواه الحاكم من حديث أبي موسى وقال صحيح الإسناد

1406(حسن) وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يختصم

الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا في الذين يتوفون في الطاعون فيقول الشهداء قتلوا كما قتلنا

ويقول المتوفون على فرشهم إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا فيقول ربنا تبارك وتعالى انظروا إلى جراحهم فإن أشبهت جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم

رواه النسائي

1407(حسن) وعن عتبة بن عبد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

(صحيح) يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون نحن شهداء فيقول انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دما كريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك

رواه الطبراني في الكبير بإسناد لا بأس به فيه إسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين مقبولة وهذا منها ويشهد له حديث العرباض قبله

1408(حسن لغيره) وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون

قلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منه كالفار من الزحف

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني

وفي رواية لابي يعلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

(حسن لغيره) وخزة تصيب أمتي من أعدائهم من الجن كغدة الإبل من أقام عليها كان مرابطا ومن أصيب به كان شهيدا ومن فر منه كان كالفار من الزحف

رواه البزار وعنده

(حسن لغيره) قلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال يشبه الدمل يخرج في الآباط والمراق وفيه تزكية أعمالهم وهو لكل مسلم شهادة

قال المملي رضي الله عنه أسانيد الكل حسان

1409(حسن لغيره) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الطاعون الفار منه كالفار من الزحف ومن صبر فيه كان له أجر شهيد

رواه أحمد والبزار والطبراني وإسناد أحمد حسن

1410(صحيح) وعن أبي إسحاق السبيعي رضي الله عنه قال قال سليمان بن صرد لخالد بن عرفطة أو خالد بن سليمان رضي الله عنه أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتله بطنه لم يعذب في قبره

فقال أحدهما لصاحبه نعم

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن حبان في صحيحه وقال خالد بن عرفطة من غير شك

(عرفطة) بضم العين المهملة والفاء جميعا بعدهما طاء مهملة

1411(صحيح) وعن سعيد بن زيد رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد

رواه أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن صحيح

1412(صحيح) وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد

رواه البخاري والترمذي

(صحيح) وفي رواية للترمذي وغيره قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل فهو شهيد

(صحيح) وفي رواية للنسائي

من قتل دون ماله مظلوما فهو شهيد

1413(حسن لغيره) وعن سويد بن مقرن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون مظلمته فهو شهيد

رواه النسائي

1414(صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي قال فلا تعطه مالك

قال أرأيت إن

قاتلني قال قاتله

قال أرأيت إن قتلني قال فأنت شهيد

قال أرأيت إن قتلته قال هو في النار

رواه مسلم والنسائي ولفظه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن عدي على مالي قال فانشد بالله

قال فإن أبوا علي قال فانشد بالله

قال فإن أبوا علي قال فانشد بالله

قال فإن أبوا علي قال فقاتل فإن قتلت ففي الجنة وإن قتلت ففي النار