المجلد الثالث - كتاب الجنائز وما يتقدمها

1 ـ ( الترغيب في سؤال العفو والعافية )

عن أنس رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل قال سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة ثم أتاه في اليوم الثاني فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل فقال له مثل ذلك ثم أتاه في اليوم الثالث فقال له مثل ذلك قال فإذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت

رواه الترمذي واللفظ له وابن أبي الدنيا كلاهما من حديث سلمة بن وردان عن أنس وقال الترمذي حديث حسن

3387 (حسن صحيح) وعن معاذ بن رفاعة عن أبيه قال

قام أبي بكرة رضي الله عنه على المنبر ثم بكى فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول على المنبر ثم بكى فقال سلوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية

رواه الترمذي من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل وقال حديث حسن غريب ورواه النسائي من طرق وعن جماعة من الصحابة وأحد أسانيده صحيح

3388 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة

رواه ابن ماجه بإسناد جيد

3389 (صحيح ) وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله

كيف أقول حين أسأل ربي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك

رواه مسلم

3390 (حسن صحيح) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عباس يا عم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من الدعاء بالعافية

رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

3391 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرطهما  

2 ـ ( الترغيب في كلمات يقولهن من رأى مبتلى )

3392 (صحيح  لغيره ) عن عمر و أبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من رأى صاحب بلاء فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

3393 (صحيح  لغيره ) ورواه ابن ماجه من حديث ابن عمر 

3 ـ ( الترغيب في الصبر سيما لمن ابتلي في نفسه أو ماله وفضل البلاء والمرض والحمى وما جاء فيمن فقد بصره )

3394 (صحيح ) عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها

رواه مسلم

3395 (صحيح ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر رواه البخاري ومسلم في حديث تقدم في المسألة

3396 (صحيح ) ورواه الحاكم من حديث أبي هريرة مختصرا ما رزق الله عبدا خيرا له ولا أوسع من الصبر

وقال صحيح على شرطهما

3397 (صحيح موقوف) وعن علقمة قال قال عبد الله الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله

رواه الطبراني في الكبير ورواته رواة الصحيح وهو موقوف وقد رفعه بعضهم

3398 (صحيح ) وعن صهيب الرومي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره له كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له

رواه مسلم

3399 (صحيح ) وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج

وفي رواية حتى يأتيه أجله ومثل الكافر كمثل الأرزة المجدبة على أصلها لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة

رواه مسلم

3400 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا

تهتز حتى تستحصد

رواه مسلم والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن صحيح

الأرز بفتح الهمزة وتضم وإسكان الراء بعدهما زاي هي شجرة الصنوبر وقيل شجرة الصنوبر الذكر خاصة وقيل شجرة العرعر والأول أشهر

3401 (حسن) وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ابتلى الله عبدا ببلاء وهو على طريقة يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهورا ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله عز وجل أو يدعو غير الله في كشفه

رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض

والكفارات وأم عبد الله ابنة أبي ذئاب لا أعرفها

3402 (صحيح ) وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الانبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة

3403 (صحيح ) وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك عليه قطيفة فوضع يده فوق القطيفة فقال ما أشد حماك يا رسول الله قال إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر ثم قال يا رسول الله من أشد الناس بلاء قال الأنبياء

قال ثم من قال العلماء

قال ثم من قال الصالحون كان أحدهم يبتلى بالقمل حتى يقتله ويبتلى أحدهم بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها ولأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء

رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم وله شواهد كثيرة

3404 (حسن) وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت بالمقاريض

رواه الترمذي وابن أبي الدنيا من رواية عبد الرحمن بن مغراء وبقية رواته ثقات وقال الترمذي حديث غريب

3405 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يصب منه

رواه مالك والبخاري

يصب منه أي يوجه إليه مصيبة ويصيبه ببلاء

3406 (صحيح ) وعن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع

رواه أحمد ورواته ثقات

ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم واختلف في سماعه منه

3407 (حسن) وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن عظم الجزاء مع عظم البلاء

وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط

رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب

3408 (حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها

رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه من طريقه وغيرهما

3409 (صحيح  لغيره ) وعن محمد بن خالد عن أبيه عن جده وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله يقول إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو في ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل

رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط ومحمد بن خالد لم يرو عنه غير أبي المليح الرقي

ولم يرو عن خالد إلا ابنه محمد والله أعلم

3410 (صحيح ) وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه

رواه البخاري

(صحيح ) ومسلم ولفظه ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته

3411 (صحيح )  ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة وحده

وفي رواية له ما من مؤمن يشاك بشوكة في الدنيا يحتسبها إلا قص بها من خطاياه يوم القيامة

النصب التعب

الوصب المرض

3412 (حسن صحيح) وعن أبي بردة رضي الله عنه قال كنت عند معاوية وطبيب يعالج قرحة في ظهره وهو يتضرر فقلت له لو بعض شبابنا فعل هذا لعبنا ذلك عليه فقال ما يسرني أني لا أجده سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يصيبه أذى من جسده إلا كان كفارة لخطاياه

رواه ابن أبي الدنيا

(حسن) وروى المرفوع منه أحمد بإسناد رواته محتج بهم في الصحيح إلا أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

(صحيح ) ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله به عنه من سيئاته

ورواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرطهما

3413 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها

رواه البخاري ومسلم

(صحيح ) وفي رواية لمسلم لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا نقص الله بها من خطيئته

(صحيح ) وفي أخرى إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة

(صحيح ) وفي أخرى له قال دخل شباب من قريش على عائشة رضي الله عنها وهي بمنى وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب فقالت لا تضحكوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة

3414 (حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

3415 (حسن) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(صحيح ) ما من شيء يصيب المؤمن من نصب ولا حزن ولا وصب حتى الهم يهمه إلا يكفر الله عنه به سيئاته

رواه ابن أبي الدنيا والترمذي وقال حديث حسن

3416 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وصب المؤمن كفارة لخطاياه

رواه ابن أبي الدنيا والحاكم وقال صحيح الإسناد

3417 (صحيح ) وعن عائشة أيضا رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اشتكى العبد المؤمن أخلصه الله من الذنوب كما يخلص الكير خبث الحديد

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له وابن حبان في صحيحه

3418 (صحيح ) وعن عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة فقلت بلى

قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها

رواه البخاري ومسلم

3419 (حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاءت امرأة بها لمم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي فقال إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت صبرت ولا حساب عليك قالت بل أصبر ولا حساب علي

رواه البزار وابن حبان في صحيحه

3420 (صحيح  لغيره ) وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا

رواه البخاري وأبو داود

3421 (صحيح ) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد من الناس يصاب ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه قال اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة ما كان يعمل من خير ما كان في وثاقي

رواه أحمد واللفظ له والحاكم وقال صحيح على شرطهما

(صحيح ) وفي رواية لأحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته إلي

وإسناده حسن

قوله أكفته إلي بكاف ثم فاء ثم تاء مثناة فوق معناه أضمه إلي وأقبضه

3422 (حسن صحيح) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ابتلى الله عز وجل العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عز وجل للملك اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل وإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه

رواه أحمد ورواته ثقات

3423 (حسن) وعن أبي الأشعث الصنعاني أنه راح إلى مسجد دمشق وهجر الرواح فلقي شداد بن أوس والصنابحي معه فقلت أين تريدان يرحمكما الله تعالى فقالا نريد ههنا إلى أخ لنا من مضر نعوده فانطلقت معهما حتى دخلا على ذلك الرجل فقالا له كيف أصبحت فقال أصبحت بنعمة فقال شداد أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يقول إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني على ما ابتليته فأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيح

رواه أحمد من طريق إسماعيل بن عياش عن راشد الصنعاني والطبراني في الكبير والأوسط وله شواهد كثيرة

3424 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من إساري ثم أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه ثم يستأنف العمل

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

3425 (صحيح  لغيره ) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة إلا حط الله به خطيئته

(صحيح ) وفي رواية

 إلا حط الله عنه من خطاياه

رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه إلا أنه قال إلا حط الله بذلك خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة

3426 (صحيح  لغيره ) وعن أسد بن كرز رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر

رواه عبد الله بن أحمد في زوائده وابن أبي الدنيا بإسناد حسن

3427 (صحيح ) وعن أم العلاء وهي عمة حكيم بن حزام وكانت من المبايعات رضي الله عنها قالت عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة فقال يا أم العلاء أبشري فإن مرض

  المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد والفضة

رواه أبو داود

3428  (صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت من يعمل سوءا يجز به النساء 321 بلغت من المسلمين مبلغا شديدا

 فقالرسةل الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا ففي كل ميصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها او الشوكة يشاكها

رواه مسلم

3429 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنهاأن رجلا تلا هذه الآية من يعمل سوءا يجز به النساء 321 فقال إنا لنجزى بكل ما عملنا هلكنا إذا فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم يجزى به في الدنيا من مصيبة في جسده مما يؤذيه

رواه ابن حبان في صحيحه

3430 (صحيح ) وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به النساء 321 الآية وكل شيء عملناه جزينا به فقال غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست تحزن ألست يصيبك اللأواء قال فقلت بلى

قال هو ما تجزون به

رواه ابن حبان في صحيحه أيضا

واللأواء بهمزة ساكنة بعد اللام وهمزة في آخره ممدودة هي شدة الضيق

3431 (حسن لغيره )وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين فقال انظروا ما يقول لعواده فإن هو إذا جاؤوه حمد الله وأثنى عليه رفعا ذلك إلى الله وهو أعلم فيقول لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة وإن أنا شفيته أن أبدله لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وأن أكفر عنه سيئاته

رواه مالك مرسلا وابن أبي الدنيا وعنده فيقول الله عز وجل إن لعبدي هذا علي إن أنا توفيته أدخلته الجنة وإن أنا رفعته أن أبدله لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وأغفر له

3432 (صحيح ) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فمسسته فقلت يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا فقال أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم قلت ذلك بأن لك أجرين قال أجل ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها

رواه البخاري ومسلم

3433 (حسن صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا من المسلمين قال يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا بها قال كفارات

قال أبي يا رسول الله وإن قلت قال وإن شوكة فما فوقها فدعا على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت وأن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة قال فما مس إنسان جسده إلا وجد حرها حتى مات

رواه أحمد وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه

الوعك الحمى

3434 (حسن) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صداع المؤمن وشوكة يشاكها أو شيء يؤذيه يرفعه الله بها يوم القيامة درجة ويكفر عنه بها ذنوبه

رواه ابن أبي الدنيا ورواته ثقات

3435 (حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر ذلك عنه كل ذنب

رواه الحاكم وقال صحيح على شرطهما

3436 (صحيح ) وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهرا

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الكبير ورواته ثقات

3437 (صحيح ) وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال ما لك تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها فقال لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد

رواه مسلم

تزفزفين روي براءين وبزاءين ومعناهما متقارب وهو الرعدة التي تحصل للمحموم

3438 (صحيح ) وعن أم العلاء رضي الله عنها قالت عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة فقال أبشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الفضة

رواه أبو داود

3439 (حسن) وعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

(صحيح ) إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك والحمى كحديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

3440 (صحيح  لغيره ) وعن فاطمة الخزاعية رضي الله عنها قالت عاد النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من الأنصار وهي وجعة فقال لها كيف تجدينك فقالت بخير إلا أن أم ملدم قد برحت بي فقال النبي صلى الله عليه وسلم اصبري فإنها تذهب خبث ابن ادم كما يذهب الكير خبث الحديد

رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح

3441 (حسن) وعنه{ يعني الحسن البصري  رضي الله عنه }قال كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة لما مضى من الذنوب

رواه ابن أبي الدنيا أيضا ورواته ثقات

3442 (صحيح ) وعن جابر رضي الله عنه قال استأذنت الحمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذه قالت أم ملدم فأمر بها إلى أهل قباء فلقوا منها ما يعلم الله فأتوه فشكوا ذلك إليه فقال ما شئتم إن شئتم دعوت الله فكشفها عنكم وإن شئتم أن تكون لكم طهورا قالوا أوتفعل قال نعم

قالوا فدعها

رواه أحمد ورواته رواة الصحيح وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه

3443 (صحيح ) ورواه الطبراني بنحوه من حديث سلمان وقال فيه فشكوا الحمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شئتم إن شئتم دعوت الله فدفعها عنكم وإن شئتم تركتموها وأسقطت بقية ذنوبكم قالوا فدعها يا رسول الله

3444 (حسن لغيره ) وعن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده أنه قال يا رسول الله ما جزاء الحمى قال تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق

قال أبي اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيك

قال فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وسنده لا بأس به

محمد وأبوه ذكرهما ابن حبان في الثقات وتقدم حديث أبي سعيد بقصة أبي أيضا

3445 (صحيح  لغيره ) حانة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمى من فيح

 جهنم وهي نصيب المؤمن من النار

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني كلاهما من رواية شهر بن حوشب عنه

3446 (صحيح  لغيره ) مة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من جهنم

رواه أحمد بإسناد لا بأس به

3447 (صحيح  لغيره )  رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمى حظ كل مؤمن من النار

رواه البزار بإسناد حسن

فصل

3448 (صحيح ) عن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عز وجل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة يريد عينيه

رواه البخاري والترمذي ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة

3449 (صحيح  لغيره ) وفي رواية له من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة

3450 (صحيح ) وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني عن ربه تبارك وتعالى أنه قال إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له ثوابا دون الجنة إذا هو حمدني عليهما

رواه ابن حبان في صحيحه

3451 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يذهب الله بحبيبتي عبد فيصبر ويحتسب إلا أدخله الله الجنة

رواه ابن حبان في صحيحه

3452 (صحيح ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة

رواه أبو يعلى

ومن طريقه ابن حبان في صحيحه  

4 ـ ( الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده )

3453 (صحيح ) عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر

رواه مالك

والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وعند مالك أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد

قال ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم

وعند الترمذي وأبي داود مثل ذلك وقالا في أول حديثهما أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امسح بيمينك سبع مرات ثم قل أعوذ بعزة الله وقدرته

الحديث

3454 (حسن لغيره ) وعن محمد بن سالم قال قال لي ثابت البناني يا محمد إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا

فإن أنس بن مالك حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك

رواه الترمذي  

5 ـ ( الترهيب من تعليق التمائم والحروز )

3455 (صحيح ) وعن عقبة{يعني أبن عامر} أيضا رضي الله عنه أنه جاء في ركب عشرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايع تسعة وأمسك عن رجل منهم فقالوا ما شأنه فقال إن في عضده تميمة فقطع الرجل التميمة فبايعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من علق فقد أشرك

رواه أحمد والحاكم واللفظ له ورواة أحمد ثقات

التميمة يقال إنها خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع عنهم الآفات واعتقاد هذا الرأي جهل وضلالة إذ لا مانع إلا الله ولا دافع غيره

ذكره الخطابي

3456 (حسن لغيره ) وعن عيسى بن حمزة قال دخلت على عبد الله بن حكيم وبه حمرة فقلت ألا تعلق تميمة فقال نعوذ بالله من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من علق شيئا وكل إليه

رواه أبو داود والترمذي إلا أنه قال فقلنا ألا تعلق شيئا فقال الموت أقرب من ذلك

وقال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى

قال أبو سليمان الخطابي المنهي عنه من الرقى ما كان بغير لسان العرب فلا يدرى ما هو ولعله قد يدخله سحر أو كفر فأما إذا كان مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله تعالى فإنه مستحب متبرك به والله أعلم

3457 (صحيح ) وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه دخل على امرأته وفي عنقها شيء معقود فجذبه فقطعه ثم قال لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الرقى والتمائم والتولة شرك قالوا يا أبا عبد الرحمن هذه الرقى والتمائم قد عرفناهما فما التولة قال شيء تصنعه النساء يتحببن إلى أزواجهن

رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم باختصار عنه وقال صحيح الإسناد

التولة بكسر المثناة فوق وبفتح الواو شيء شبيه بالسحر أو من أنواعه تفعله المرأة ليحببها إلى زوجها

3458 (صحيح موقوف) وعن عائشة رضي الله عنها قالت ليس التميمة ما تعلق به بعد البلاء إنما التميمة ما تعلق به قبل البلاء

رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد  

6 ـ ( الترغيب في الحجامة ومتى يحتجم )

3459 (صحيح ) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن كان

  في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لدغة بنار وما أحب أن أكتوي

رواه البخاري ومسلم

3460 (حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة

رواه أبو داود وابن ماجه

3461 (حسن) وعن سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا وجعا في رجليه إلا قال اخضبهما

رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال حديث غريب إنما نعرفه من حديث فائد

قال الحافظ إسناده غريب

فائد هو مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع يأتي الكلام عليه وعلى شيخه عبيد الله بن علي

3462 (صحيح  لغيره ) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به أنه لم يمر على ملإ من الملائكة إلا أمروه أن مر أمتك بالحجامة

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

قال الحافظ عبد الرحمن لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود وقيل سمع

3463 (صحيح  لغيره ) قال{يعني أبن عباس رضي الله عنه } إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث عرج به ما مر على ملإ من الملائكة إلا قالوا عليك بالحجامة وقال إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين وقال إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لده العباس وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لدني فكلهم أمسكوا فقال لا يبقى أحد ممن في البيت إلا لد غير عمه العباس

قال النضر اللدود الوجور

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور يعني الناجي

وروى ابن ماجه منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما مررت ليلة أسري بي بملاء من الملائكة إلا كلهم يقول لي عليك يا محمد بالحجامة

ورواه الحاكم بتمامه مفرقا في ثلاثة أحاديث وقال في كل منها صحيح الإسناد

3464 (حسن) وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وأبو داود ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثا في الأخدعين والكاهل

قال معمر احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي وكان احتجم على هامته

الهامة الرأس

والأخدع بخاء معجمة ودال وعين مهملتين

قال أهل اللغة هو عرق في سالفة العنق

والكاهل ما بين الكتفين

3465 (حسن) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء

رواه الحاكم فقال صحيح على شرط مسلم

(حسن) ورواه أبو داود أطول منه قال

 من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء

3466 (حسن لغيره ) وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما قال له يا نافع تبيغ بي الدم فالتمس لي حجاما واجعله رفيقا إن استطعت ولا تجعله شيخا كبيرا ولا صبيا صغيرا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ واحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا بالحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت والأحد تحريا واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء وليلة الأربعاء

رواه ابن ماجه عن سعيد بن ميمون ولا يحضرني فيه جرح ولا تعديل عن نافع وعن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع ويأتي الكلام على الحسن ومحمد

ورواه الحاكم عن عبد الله بن صالح حدثنا عطاف بن خالد عن نافع

قال الحافظ عبد الله بن صالح هذا كاتب الليث أخرج له البخاري في صحيحه واختلف فيه وفي عطاف ويأتي الكلام عليهما

تبيغ به الدم إذا غلبه حتى يقهره وقيل إذا تردد فيه مرة إلى هنا ومرة إلى هنا

  فلم يجد مخرجا وهو بمثناة فوق مفتوحة ثم موحدة ثم مثناة تحت مشددة ثم غين معجمة  

7 ـ ( الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها والترغيب في دعاء المريض )

3467 (صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس

ورواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه

(صحيح ) وفي رواية لمسلم حق المسلم على المسلم ست قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه

ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذه

3468 (صحيح ) وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال

  أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده

يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه

أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي

يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه

أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي

رواه مسلم

3469 (حسن صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة

رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه

3470 (صحيح ) وعنه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة

رواه ابن حبان في صحيحه

3471 (صحيح ) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل من عاد مريضا أو خرج مع جنازة أو خرج غازيا أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس

رواه أحمد والطبراني واللفظ له وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما 3472 (صحيح ) وروى أبو داود نحوه من حديث أبي أمامة وتقدم في الأذكار

3473 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم اليوم صائما فقال أبو بكر أنا

فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا فقال أبو بكر أنا

فقال من تبع منكم اليوم جنازة فقال أبو بكر أنا

قال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة

رواه ابن خزيمة في صحيحه

3474 (حسن لغيره )  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا ناداه

  مناد من السماء طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا

رواه الترمذي وحسنه وابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه كلهم من طريق أبي سنان وهو عيسى بن سنان القسملي عن عثمان بن أبي سودة عنه

ولفظ ابن حبان عن النبي صلى الله عليه وسلم

إذا عاد الرجل أخاه أو زاره قال الله تعالى طبت وطاب ممشاك وتبوأت منزلا في الجنة

3475 (صحيح ) وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع

قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة قال جناها

رواه أحمد ومسلم واللفظ له والترمذي

خرفة الجنة بضم الخاء المعجمة وبعدها راء ساكنة هو ما يخترف من نخلها

أي يجتنى

3476 (صحيح ) وعن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاد عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وقد روي عن علي موقوفا انتهى ورواه أبو داود موقوفا على علي ثم قال وأسند هذا عن علي من غير وجه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم رواه مسندا بمعناه

(صحيح موقوف) ولفظ الموقوف ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون

ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح وكان له خريف في الجنة ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة

(صحيح ) ورواه بنحو هذا أحمد وابن ماجه مرفوعا

وزاد في أوله إذا عاد المسلم أخاه مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة

الحديث وليس عندهما وكان له خريف في الجنة

(صحيح ) رواه ابن حبان في صحيحه مرفوعا أيضا ولفظه ما من مسلم يعود مسلما إلا يبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار حتى يمسي وفي أي ساعات الليل حتى يصبح

رواه الحاكم مرفوعا بنحو الترمذي وقال صحيح على شرطهما

قوله في خرافة الجنة بكسر الخاء أي في اجتناء ثمر الجنة

يقال خرفت النخلة أخرفها فشبه ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر

هذا قول ابن الأنباري

3477 (صحيح ) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس فإذا جلس اغتمس فيها

رواه مالك بلاغا وأحمد ورواته رواة الصحيح والبزار وابن حبان في صحيحه

3478 (صحيح  لغيره ) ورواه الطبراني من حديث أبي هريرة بنحوه ورواته ثقات

3479 (صحيح ) وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا خاض في الرحمة فإذا جلس عنده استنقع فيها

رواه أحمد بإسناد حسن والطبراني في الكبير والأوسط 

8 ـ ( الترغيب في كلمات يدعى بهن للمريض وكلمات يقولهن المريض )

3480 (صحيح ) عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض

رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

قال الحافظ فيما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم للمريض أو أمر به أحاديث مشهورة ليست من شرط كتابنا أضربنا عن ذكرها

3481 (صحيح  لغيره ) وعن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه فقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله إلا هو وحده قال يقول لا إله إلا أنا وحدي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال يقول صدق عبدي لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد قال يقول لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار

رواه الترمذي وقال حديث حسن وابن ماجه والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم

وفي رواية للنسائي عن أبي هريرة وحده مرفوعا

(صحيح  لغيره ) من قال لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لا إله إلا الله ولا شريك له لا إله إلا الله له الملك وله الحمد لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يعقدهن خمسا بأصابعه ثم قال من قالهن في يوم أو في ليلة أو في شهر ثم مات في ذلك اليوم أو في تلك الليلة أو في ذلك الشهر غفر له ذنبه  

9 ـ ( الترغيب في الوصية والعدل فيها والترهيب من تركها أو المضارة فيها وما جاء فيمن يعتق ويتصدق عند الموت )

3482 (صحيح ) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرىء مسلم له شيء يوصي فيه يبيت فيه ليلتين

وفي رواية ثلاث ليال إلا ووصيته مكتوبة عنده

قال نافع سمعت عبد الله بن عمر يقول ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك إلا وعندي وصيتي مكتوبة

رواه مالك

(صحيح ) والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

3483 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا قال أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم

قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان كذا

رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه بنحوه وأبو داود إلا أنه قال أن تصدق وأنت صحيح حريص تأمل البقاء وتخشى الفقر  

10 ـ ( الترهيب من كراهية الإنسان الموت والترغيب في تلقيه بالرضى والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز وجل )

3484 ص1 عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

3485 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قلنا يا رسول الله كلنا يكره الموت قال ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البشير من الله فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي الله فأحب الله لقاءه وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر جاءه ما هو صائر إليه من الشر أو ما يلقى من الشر فكره لقاء الله فكره الله لقاءه

رواه أحمد ورواته رواة الصحيح والنسائي بإسناد جيد إلا أنه قال قيل يا رسول الله وما منا أحد إلا يكره الموت قال إنه ليس بكراهية الموت إن المؤمن إذا جاءه البشرى من الله عز وجل لم يكن شيء أحب إليه من لقاء الله وكان الله للقائه أحب وإن الكافر إذا جاءه ما يكره لم يكن شيء أكره إليه من لقاء الله وكان الله للقائه أكره

3486 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه

رواه مالك والبخاري واللفظ له ومسلم والنسائي

3487 (صحيح ) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

3488 (صحيح ) وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وأكثر له من الدنيا

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وابن حبان في صحيحه 

11 ـ ( الترغيب في كلمات يقولهن من مات له ميت )

3489 (صحيح ) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون

قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة فقلت ذلك فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه وسلم

رواه مسلم هكذا بالشك وأبو داود الترمذي والنسائي وابن ماجه الميت بلا شك

3490 (صحيح ) وعنها رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله تعالى في مصيبته

وأخلف له خيرا منها

قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم

رواه مسلم وأبو داود والنسائي

3491 (حسن لغيره ) وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله تعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد

رواه الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه  

12 ـ ( الترغيب في حفر القبور وتغسيل الموتى وتكفينهم )

3492 (صحيح ) {رواه}الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولفظه

من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق في الجنة ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه أجرى الله له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة 

13 ـ ( الترغيب في تشييع الميت وحضور دفنه )

3494 (صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم ست

قيل وما هن يا رسول الله قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه

رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

3495 (صحيح ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ويقول والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما

وكان يقول للمسلم على المسلم ست يشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض وينصحه إذا غاب أو شهد ويسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويتبعه إذا مات

رواه أحمد بإسناد حسن

3496 (صحيح ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح إلى الجمعة وأعتق رقبة

رواه ابن حبان في صحيحه

3497 (صحيح ) وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة

رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه وتقدم هو وغيره في العيادة

3498 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان قال مثل الجبلين العظيمين

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

(حسن) وفي رواية لمسلم وغيره

أصغرهما مثل أحد

(صحيح ) وفي رواية البخاري

من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط

3499 (صحيح ) وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان قاعدا عند ابن عمر رضي الله عنهما إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال يا عبد الله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة رضي الله عنه يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها واتبعها حتى تدفن كان له قيراطان من الأجر كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد فأرسل ابن عمر إلى عائشة رضي الله عنها يسألها عن قول أبي هريرة ثم يرجع إليه فيخبره بما قالت وأخذ ابن عمر قبضة من حصى المسجد يقلبها في يده حتى يرجع فقال قالت عائشة صدق أبو هريرة فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض ثم قال لقد فرطنا في قراريط كثيرة

رواه مسلم

3500 (صحيح ) وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى على جنازة فله قيراط وإن شهد دفنها فله قيراطان القيراط مثل أحد

رواه مسلم وابن ماجه

3501 (صحيح  لغيره ) ورواه أبن ماجه أيضا من حديث أبي بكر بن كعب

وزاد في آخره والذي نفس محمد بيده القيراط أعظم من أحد هذا

3502 (صحيح ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تبع جنازة حتى يصلى عليها فإن له قيراطا فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القيراط فقال مثل أحد

(صحيح ) وفي رواية

قالوا يا رسول الله مثل قراريطنا هذه قال لا بل مثل أحد أو أعظم من أحد

رواه أحمد ورواته ثقات

3503 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر أنا

فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا قال أبو بكر أنا

قال من عاد منكم اليوم مريضا فقال أبو بكر أنا فقال من تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة

رواه ابن خزيمة في صحيحه  

14 ـ ( الترغيب في كثرة المصلين على الجنازة وفي التعزية )

3504 (صحيح ) عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه

رواه مسلم والنسائي والترمذي وعنده مائة فما فوقها

3505 (صحيح ) وعن كريب أن ابن عباس رضي الله عنهما مات له ابن بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا فأخبرته فقال تقول هم أربعون قال قلت نعم

قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه

رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه

3506 (صحيح  لغيره ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر الله له

رواه الطبراني في الكبير وفيه مبشر بن أبي المليح لا يحضرني حاله

3507 (حسن صحيح) وعن الحكم بن فروخ قال صلى بنا أبو المليح على جنازة فظننا أنه قد كبر فأقبل علينا بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ولتحسن شفاعتكم

قال أبو المليح حدثني عبد الله عن إحدى أمهات المؤمنين وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه فسألت أبا المليح عن الأمة قال أربعون

رواه النسائي

3508 (حسن لغيره ) وروى ابن ماجه عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة  

15 ـ ( الترغيب في الإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن )

3509 (صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أسرعوا بالجنازة فإن تك

  صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه

3510 (صحيح ) وعن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه وكنا نمشي مشيا خفيفا فلحقنا أبو بكرة رضي الله عنه فرفع صوته قال لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نرمل رملا

رواه أبو داود والنسائي 

16 ـ ( الترغيب في الدعاء للميت وإحسان الثناء عليه والترهيب من سوى ذلك )

3511 (صحيح ) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال استغفروا لأخيكم واسألوا له بالتثبيت فإنه الآن يسأل

رواه أبو داود

3512 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال مروا على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرا

فقال وجبت ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت ثم قال إن بعضكم على بعض شهيد

رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه

3513 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه قال مر بجنازة فأثني عليها خير فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت فقال عمر فداك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض

رواه البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وابن ماجه

3514 (صحيح ) وعن أبي الأسود قال قدمت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جنازة فأثنوا على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله عنه وجبت ثم مر بأخرى فأثنوا على صاحبها خيرا فقال عمر وجبت ثم مر بالثالثة فأثنوا على صاحبها شرا فقال عمر وجبت

قال أبو الأسود فقلت ما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم أيما مسلم شهد له أربعة نفر بخير أدخله الله الجنة قال فقلنا وثلاثة فقال وثلاثة

فقلنا واثنان قال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد

رواه البخاري

3515 (حسن صحيح) وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين إنهم لا يعلمون إلا خيرا إلا قال الله قد قبلت علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون

رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه

3516 (حسن لغيره ) وروى أحمد عن شيخ من أهل البصرة لم يسمه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل ما من عبد مسلم يموت فيشهد له ثلاثة أبيات من جيرانه الأدنين بخير إلا قال الله عز وجل قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم

3517 (صحيح ) وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعي إلى جنازة سأل عنها فإن أثني عليها خير قام فصلى عليها وإن أثني عليها غير ذلك قال لأهلها شأنكم بها ولم يصل عليها

رواه أحمد ورواته رواة الصحيح

3518 (صحيح ) وعن مجاهد قال قالت عائشة رضي الله عنها ما فعل يزيد بن قيس لعنه الله قالوا قد مات قالت فأستغفر الله فقالوا لها ما لك لعنته ثم قلت أستغفر الله قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا

رواه ابن حبان في صحيحه وهو عند البخاري دون ذكر القصة

(صحيح ) ولأبي داود

إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا فيه 

17 ـ ( الترهيب من النياحة على الميت والنعي ولطم الخد وخمش الوجه وشق الجيب )

3519 (صحيح ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميت يعذب في قبره بما نيح عليه

وفي رواية ما نيح عليه

رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي وقال بالنياحة عليه

3520 (صحيح ) وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة

رواه البخاري ومسلم

3521 (صحيح موقوف)  وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تبكي واجبلاه واكذا واكذا تعدد عليه فقال حين أفاق ما قلت شيئا إلا قيل لي أنت كذلك رواه البخاري

وزاد في رواية فلما مات لم تبك عليه

3522 (حسن لغيره ) وعن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول واجبلاه واسيداه أو نحو ذلك إلا وكل به ملكان يلهزانه هكذا كنت

رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له وقال حديث حسن غريب

اللهز هو الدفع بجميع اليد في الصدر

3523 (حسن لغيره ) وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي إذا قالت واعضداه وامانعاه واناصراه واكاسياه جبذ الميت فقيل أناصرها أنت أكاسيها أنت رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد

3524 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت

رواه مسلم

3525 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الكفر بالله شق الجيب والنياحة والطعن في النسب

رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

وفي رواية لابن حبان ثلاثة هي الكفر

وفي أخرى ثلاث من عمل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام فذكر الحديث

الجيب هو الخرق الذي يخرج الإنسان منه رأسه في القميص ونحوه

3526 (حسن) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده فقال ايأسوا أن تردوا أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ولكن افتنوهم في دينهم وأفشوا فيهم النوح

رواه أحمد بإسناد حسن

3527 (حسن) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة

رواه البزار ورواته ثقات

3528 (صحيح ) وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة وقال النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها

  سربال من قطران ودرع من جرب

رواه مسلم

 وابن ماجه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(صحيح  لغيره )  النياحة من أمر الجاهلية وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران ودرعا من لهب النار

القطران بفتح القاف وكسر الطاء قال ابن عباس هو النحاس المذاب وقال الحسن هو قطران الإبل وقيل غير ذلك

3529 (صحيح ) وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت لما مات أبو سلمة قلت غريب وفي أرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة تريد أن تساعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه فكففت عن البكاء فلم أبك رواه مسلم

3530 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت لما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن قالت وأنا أطلع من شق الباب وأتاه رجل فقال أي رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمر أن ينهاهن فذهب الرجل ثم أتى فقال والله لقد غلبنني أو غلبننا فزعمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فاحث في أفواههن التراب فقلت أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل ولا تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العنا

رواه البخاري ومسلم

3531 (حسن) وعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال إذ حضر إذا أنا مت فلا يؤذن علي أحد إني أخاف أن يكون نعيا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النعي

رواه الترمذي وقال حديث حسن وذكره رزين فزاد فيه فإذا مت فصلوا علي وسلوني إلى ربي سلا

ورواه ابن ماجه إلا أنه قال

(حسن) كان حذيفة إذا مات له الميت قال لا تؤذنوا به أحدا إني أخاف أن يكون نعيا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين ينهى عن النعي

3532 (صحيح ) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه لما طعن عولت عليه حفصة فقال لها عمر يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن المعول عليه يعذب قالت بلى رواه ابن حبان في صحيحه

3533 (صحيح ) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه

3534 (صحيح ) وعن أبي بردة قال وجع أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ورأسه في حجر امرأة من أهله فأقبلت تصيح برنة فلم يستطع أن يرد عليها شيئا فلما أفاق قال أنا بريء ممن برىء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برىء من الصالقة والحالقة والشاقة

(صحيح )  رواه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي إلا أنه قال

أبرأ إليكم كما برىء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من حلق ولا خرق ولا صلق

الصالقة التي ترفع صوتها بالندب والنياحة

والحالقة التي تحلق رأسها عند المصيبة

والشاقة التي تشق ثوبها

3535 (صحيح ) وعن أسيد بن أبي أسيد التابعي عن امرأة من المبايعات قالت كان فيما أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعروف الذي أخذ علينا أن لا نخمش وجها ولا ندعو ويلا ولا نشق جيبا ولا ننشر شعرا

رواه أبو داود

3536 (صحيح ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور

رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه  

18 ـ ( الترهيب من إحداد المرأة على غير زوجها فوق ثلاث )

3537 (صحيح ) عن زينب بنت أبي سلمة قالت دخلت على أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت بطيب فيه صفرة خلوق أو غيره فدهنت منه جارية ثم مست بعارضيها ثم قالت والله ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا قالت زينب ثم دخلت على زينب بنت جحش رضي الله عنها حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست منه ثم قالت أما والله ما لي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا

رواه البخاري ومسلم وغيرهما  

19 ـ ( الترهيب من أكل مال اليتيم بغير حق )

3538 (صحيح ) عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تؤمرن على اثنين ولا تلين مال يتيم

رواه مسلم وغيره

3539 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي

3540 (حسن لغيره ) ورواه البزار ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر سبع أولهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم وفرار يوم الزحف وقذف المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرة

الموبقات المهلكات

3541 (صحيح  لغيره ) وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فيه وإن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير الحق والفرار في سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي المحصنة وتعلم السحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم

فذكر الحديث وهو كتاب طويل فيه ذكر الزكاة والديات وغير ذلك

رواه ابن حبان في صحيحه 

20 ـ ( الترغيب في زيارة الرجال القبور والترهيب من زيارة النساء واتباعهن الجنائز)

3542 (صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت

رواه مسلم وغيره

3543 (حسن صحيح) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح

3544 (صحيح ) وعن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

 قال الحافظ قد كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور نهيا عاما للرجال والنساء ثم أذن للرجال في زيارتها واستمر النهي في حق النساء وقيل كانت الرخصة عامة وفي هذا كلام طويل ذكرته في غير هذا الكتاب والله أعلم

3545 (صحيح  لغيره ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوارات القبور

رواه الترمذي وابن ماجه أيضا وابن حبان في صحيحه كلهم من رواية عمر بن أبي سلمة وفيه كلام عن أبيه عن أبي هريرة وقال الترمذي حديث حسن صحيح  

21 ـ ( الترهيب من المرور بقبور الظالمين وديارهم ومصارعهم مع الغفلة عما أصابهم وبعض ما جاء في عذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير عليهما السلام )

3546 (صحيح ) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يعني لما وصلوا الحجر ديار ثمود لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم رواه البخاري ومسلم

وفي رواية قال لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي

فصل

2547 (صحيح ) عن عائشة رضي الله عنها أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر

قالت عائشة فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر

فقال نعم عذاب القبر قالت فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر

رواه البخاري ومسلم

3548 (حسن صحيح) وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن

3549 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر

رواه مسلم

3550 (حسن) وعن هانىء مولى عثمان بن عفان قال كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر يبكي حتى يبل لحيته فقيل له تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتذكر القبر فتبكي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب

3551 (صحيح ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة

رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود دون قوله فيقال إلى آخره

3552 (حسن) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراء فيرحب له قبره سبعون ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى طه 421 قال أتدرون ما المعيشة الضنك قالوا الله ورسوله أعلم

قال عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة

رواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه واللفظ له كلاهما من طريق دراج عن ابن حجيرة عنه

3553 (حسن) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتان القبر فقال عمر أترد علينا عقولنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كهيئتك اليوم فقال عمر بفيه الحجر

رواه أحمد من طريق ابن لهيعة والطبراني بإسناد جيد

3554 (صحيح  لغيره ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله تبتلى هذ الأمة في قبورها فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة قال يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72

رواه البزار ورواته ثقات

3555 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا النبي محمد فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا وأما الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيه فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين

رواه البخاري واللفظ له ومسلم

وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد فإن الله هداه قال كنت أعبد الله فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء بعدها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا كان لك ولكن الله عصمك فأبدلك به بيتا في الجنة فيراه فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكن قال وإن الكافر أو المنافق إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد فيقول لا أدري فيقال لا دريت ولا تليت فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضربه بمطراق بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين

ورواه أبو داود نحوه والنسائي باختصار

3556 (صحيح ) ورواه أحمد بإسناد صحيح من حديث أبي سعيد الخدري بنحو الرواية الأولى وزاد في آخره فقال بعض القوم يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت إبراهيم 72

3557 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاءت يهودية استطعمت على بابي فقالت أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت فلم أزل أحبسها حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما تقول هذه اليهودية قال وما تقول قلت تقول أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر قالت عائشة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر ثم قال أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذر أمته وسأحدثكم بحديث لم يحذره نبي أمته إنه أعور وإن الله ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن فأما فتنة القبر فبي يفتنون وعني يسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف ثم يقال له فما كنت تقول في الإسلام فيقال ما هذا الرجل الذي كان فيكم فيقول محمد رسول الله جاء بالبينات من عند الله فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له انظر إلى ما وقاك الله ثم تفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له هذا مقعدك منها ويقال على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله وإذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعا مشعوفا فيقال له فما كنت تقول فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له انظر إلى ما

  صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ويقال هذا مقعدك منها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يعذب

رواه أحمد بإسناد صحيح

قوله غير مشعوف هو بشين معجمة بعدها عين مهملة وآخره فاء قال أهل اللغة الشعف هو الفزع حتى يذهب بالقلب

3558 (صحيح ) وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد بعد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وبيده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا

زاد

(صحيح )  في رواية

وقال إن الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له يا هذا من ربك وما دينك ومن نبيك

(صحيح ) وفي رواية

ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له وما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان له وما يدريك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت وصدقت

(صحيح ) زاد في رواية

فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72 فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره وإن الكافر فذكر موته قال فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن قد كذب فافرشوه من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه

زاد في رواية ثم يقيض له أعمى أبكم معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبلا لصار ترابا فيضربه بها ضربة يسمعها من بين المشرق والمغرب إلا الثقلين فيصير ترابا ثم تعاد فيه الروح

رواه أبو داود

(صحيح ) ورواه أحمد بإسناد رواته محتج بهم في الصحيح أطول من هذا ولفظه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله إلى أن قال فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ويجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولان فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول ربي الله فيقولان ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله فيقولان ما يدريك فيقول قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقته فينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة

قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره

قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه الحسن يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح وتخرج منها كأنتن

  جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملاء من الملائكة إلا قالوا ما هذه الريح الخبيثة فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط الأعراف 04 فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ثم تطرح روحه طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق الحج 13 فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكانه فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري

قال فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري

قال فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعهد ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه القبيح يجيء بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة

(صحيح ) وفي رواية له بمعناه وزاد

فيأتيه آت قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بهوان من الله وعذاب مقيم فيقول بشرك الله بالشر من أنت فيقول أنا عملك الخبيث كنت بطيئا عن طاعة الله سريعا في معصيته فجزاك الله بشر ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين

قال البراء ثم يفتح له باب من النار ويمهد له من فرش النار

قال الحافظ هذا الحديث حديث حسن رواته محتج بهم في الصحيح كما تقدم وهو مشهور بالمنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء كذا قال أبو موسى الأصبهاني رحمه الله والمنهال روى له البخاري حديثا واحدا

وقال ابن معين المنهال ثقة

وقال أحمد العجلي كوفي ثقة

وقال أحمد بن حنبل تركه شعبة على محمد

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم لأنه سمع من داره صوت قراءة بالتطريب وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل

سمعت أبي يقول أبو بشر أحب إلي من المنهال وزاذان ثقة مشهور ألانه بعضهم وروى له مسلم حديثين في صحيحه ورواه البيهقي من طريق المنهال بنحو رواية أحمد ثم قال وهذا حديث صحيح الإسناد وقد رواه عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه اسم الملكين فقال في ذكر المؤمن فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلجفان الأرض بشفاههما فيجلسانه ثم يقال له يا هذا من ربك فذكره وقال في ذكر الكافر فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما ويلجفان الأرض بشفاههما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيجلسانه ثم يقال يا هذا من ربك فيقول لا أدري فينادى من جانب القبر لا دريت ويضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها من بين الخافقين لم يقلوها يشتعل منها قبره نارا ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه

قوله هاه هاه هي كلمة تقال في الضحك وفي الإبعاد وقد تقال للتوجع وهو أليق بمعنى الحديث والله أعلم

3559 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي إلى روح الله فتخرج كأطيب ريح المسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا فيشمونه حتى يأتوا به باب السماء فيقولون ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من الأرض ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك حتى يأتوا به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم فيقولون ما فعل فلان فيقولون دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم الدنيا فيقول قد مات أما أتاكم فيقولون ذهب به إلى أمه الهاوية

وأما الكافر فيأتيه ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي إلى غضب الله فتخرج كأنتن ريح جيفة فيذهب به إلى باب الأرض

رواه ابن حبان في صحيحه وهو عند ابن ماجه بنحوه بإسناد صحيح

3560 (حسن) وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول ما كان يقول هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول هذا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال له نم فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك وإن كان منافقا قال سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله لا أدري فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وابن حبان في صحيحه

العروس يطلق على الرجل وعلى المرأة ما داما في أعراسهما

3561 (حسن) وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه

وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس وقد دنت للغروب فيقال له أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه أرأيتك هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه قال فيقول محمد أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه جاء بالحق من عند الله فيقال له على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ويعاد الجسد كما بدأ منه فتجعل نسمته في النسيم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إبراهيم 72 الآية وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه لم يوجد شيء ثم أتي عن يمينه فلا يوجد شيء ثم أتي عن شماله فلا يوجد شيء ثم أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيقال له اجلس فيجلس مرعوبا خائفا فيقال أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول أي رجل ولا يهتدي لاسمه فيقال له محمد فيقول لا أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس فيقال له على ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ويقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى طه 421

رواه الطبراني في الأوسط

وابن حبان في صحيحه واللفظ له وزاد الطبراني قال أبو عمر يعني الضرير

قلت لحماد بن سلمة كان هذا من أهل القبلة قال

نعم

قال أبو عمر كان شهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه كان يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله

(حسن) وفي رواية للطبراني

يؤتى الرجل في قبره فإذا أتي من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن وإذا أتي من قبل يديه دفعته الصدقة وإذا أتي من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد

الحديث

النسمة بفتح النون والسين هي الروح

قوله تعلق بضم اللام أي تأكل

قال الحافظ وقد أملينا في الترهيب من إصابة البول الثوب وفي النميمة جملة من الأحاديث في أن عذاب القبر من البول والنميمة لم نعد من تلك الأحاديث هنا شيئا والأحاديث في عذاب القبر وسؤال الملكين كثيرة وفيما ذكرناه كفاية والله الموفق لا رب غيره

3562 (حسن لغيره ) وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر

رواه الترمذي وغيره وقال الترمذي حديث غريب وليس إسناده بمتصل  

22 ـ ( الترهيب من الجلوس على القبر وكسر عظم الميت )

3563 (صحيح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير من أن يجلس على قبر

رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه

3564 (صحيح ) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إلي من أن أمشي على قبر

رواه ابن ماجه بإسناد جيد

3565 (صحيح  لغيره ) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لأن أطأ على جمرة أحب إلي من أن أطأ على قبر مسلم

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن وليس في أصلي رفعه

3566 (صحيح  لغيره ) وعن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا على قبر فقال يا صاحب القبر انزل من على القبر لا تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك

رواه الطبراني في الكبير من رواية ابن لهيعة

3567 (صحيح ) وروي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كسر عظم الميت ككسره حيا

رواه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه