المجلد الثالث - كتاب البعث وأهوال يوم القيامة

قال الحافظ وهذا الكتاب بجملته ليس صريحا في الترغيب والترهيب وإنما هو حكاية أمور مهولة تؤول بالسعداء إلى النعيم وبالأشقياء إلى الجحيم وفي غضونها ما هو صريح فيها أو كالصريح فلنقتصر على إملاء نبذ منه يحصل بالوقوف عليها الإحاطة بجميع معاني ما ورد فيه على طرف من الإجمال ولا يخرج عنها إلا زيادة شاذة في حديث ضعيف أو منكر إذ لو استوعبنا منه كما استوعبنا من غيره من أبواب هذا الكتاب لكان ذلك قريبا مما مضى ولخرجنا عن غير المقصود إلى الإطناب الممل والله المستعان وجعلناه فصولا

1 ـ ( فصل في النفخ في الصور وقيام الساعة )

3568 (صحيح ) عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الصور قال قرن ينفخ فيه

رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه

3569 (صحيح  لغيره ) وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ فكأن ذلك ثقل على أصحابه فقالوا فكيف نفعل يا رسول الله أو نقول قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا وربما قال توكلنا على الله

رواه الترمذي واللفظ له وقال حديث حسن وابن حبان في صحيحه

3570 (صحيح  لغيره ) ورواه أحمد والطبراني

3571 (صحيح  لغيره ) من حديث زيد بن أرقم ومن حديث ابن عباس أيضا

3572 (صحيح  لغيره ) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس فلا تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء ثم ينادي مناد يا أيها الناس أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده إن الرجلين ينشران الثوب فلا يطويانه وإن الرجل ليمدر حوضه فلا يسقي منه شيئا أبدا والرجل يحلب ناقته فلا يشربه أبدا

رواه الطبراني بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون

مدر الحوض أي طينه لئلا يتسرب منه الماء

3573 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقوم الساعة وثوبهما بينهما لا يبايعانه ولا يطويانه ولتقوم الساعة وقد انصرف بلبن لقحته لا يطعمه ولتقوم الساعة يلوط حوضه لا يسقيه ولتقوم الساعة وقد رفع لقمته إلى فيه لا يطعمها

رواه أحمد وابن حبان في صحيحه

لاطه بالطاء المهملة بمعنى مدره

3574 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين النفختين أربعون قيل أربعون يوما قال أبو هريرة أبيت قال أربعون شهرا قال أبيت

قال أربعون سنة قال أبيت

ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل وليس من الإنسان شيء لا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب منه يركب الخلق يوم القيامة رواه البخاري ومسلم

ولمسلم قال إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا فيه يركب الخلق يوم القيامة قالوا أي عظم هو يا رسول الله قال عجب الذنب

(صحيح ) ورواه مالك وأبو داود والنسائي باختصار قال

كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب

عجب الذنب بفتح العين وإسكان الجيم بعدها باء أو ميم وهو العظم الحديد الذي يكون في أسفل الصلب وأصل الذنب من ذوات الأربع

3575 (صحيح ) وعنه{يعني أبي سعيد الخدري رضي الله عنه}رضي الله عنه أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها

رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه وفي إسناده يحيى بن أيوب وهو الغافقي المصري احتج به البخاري ومسلم وغيرهما وله مناكير وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال أحمد سيىء الحفظ وقال النسائي ليس بالقوي وقد قال كل من وقفت على كلامه من أهل اللغة إن المراد بقوله يبعث في ثيابه التي قبض فيها أي في أعماله قال الهروي وهذا كحديثه

الآخر يبعث العبد على ما مات عليه قال وليس قول من ذهب إلى الأكفان بشيء لأن الميت إنما يكفن بعد الموت انتهى

قال الحافظ وفعل أبي سعيد راوي الحديث يدل على إجرائه على ظاهره وأن الميت يبعث في ثيابه التي قبض فيها وفي الصحاح وغيرها أن الناس يبعثون عراة كما سيأتي في الفصل بعده إن شاء الله فالله سبحانه أعلم

2 ـ ( فصل في الحشر وغيره )

3576 (صحيح ) وعن أبن عباس رضي الله عنه

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يقول

إنكم ملاقو الله عراة غرل زاد في رواية مشاة

(صحيح )  وفي رواية قال

قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين الأنبياء 401

ألا وإن أول الخلائق يكسى إبراهيم عليه السلام ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم إلى قوله العزيز الحكيم المائدة 711 811 قال فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم

3577 (صحيح ) زاد في رواية

فأقول سحقا سحقا

رواه البخاري ومسلم ورواه الترمذي والنسائي بنحوه

الغرل بضم الغين المعجمة وإسكان الراء جمع أغرل وهو الأقلف

3578 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس

حفاة عراة غرلا

قالت عائشة فقلت الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض قال الأمر أشد من أن يهمهم ذلك

وفي رواية من أن ينظر بعضهم إلى بعض رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه

3579 (حسن لغيره ) وعن سودة بنت زمعة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان فقلت يبصر بعضنا بعضا فقال شغل الناس لكل أمرىء منهم يومئذ شأن يغنيه عبس 73

رواه الطبراني ورواته ثقات

3580 (صحيح ) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد

(صحيح ) وفي رواية قال سهل أو غيره ليس فيها معلم لأحد

رواه البخاري ومسلم

العفراء هي البيضاء ليس بياضها بالناصع

النقي هو الخبز الأبيض

والمعلم بفتح الميم ما يجعل علما وعلامة للطريق والحدود وقيل المعلم الأثر ومعناه أنها لم توطأ قبل فيكون فيها أثر أو علامة لأحد

3581 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله قال الله على وجهه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه قال قتادة حين بلغه بلى وعزة ربنا

رواه البخاري ومسلم

3582 (حسن) وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم

رواه الترمذي وقال حديث حسن

3583 (حسن) وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بؤلس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال

رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن وتقدم مع غريبه في الكبير

3584 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق راغبين وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير ويحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا

رواه البخاري ومسلم

الطرائق جمع طريقة وهي الحالة

3585 (صحيح ) وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب في الأرض عرقهم سبعين ذراعا وإنه يلجمهم حتى يبلغ آذانهم

رواه البخاري ومسلم

3586 (صحيح ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم يقوم الناس لرب العالمين المطففين 6 قال يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه

رواه البخاري ومسلم واللفظ له ورواه الترمذي مرفوعا وموقوفا وصحح المرفوع

3587 (صحيح ) وعن المقداد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل

قال سليم بن عامر والله ما أدري ما يعني بالميل مسافة الأرض أو الميل التي تكحل به العين قال فتكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه

رواه مسلم

3588 (صحيح ) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تدنو

الشمس من الأرض فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه ومنهم من يبلغ نصف الساق ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه ومنهم من يبلغ إلى العجز ومنهم من يبلغ الخاصرة ومنهم من يبلغ منكبيه ومنهم من يبلغ عنقه ومنهم من يبلغ وسطه وأشار بيده ألجمها فاه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير هكذا ومنهم من يغطيه عرقه وضرب بيده وأشار وأمر يده فوق رأسه من غير أن يصيب الرأس دور راحتيه يمينا وشمالا

رواه أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد

3589 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم يقوم الناس لرب العالمين المطففين 6 مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب

رواه أبو يعلى بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه

3590 (حسن) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تجتمعون يوم القيامة فيقال أين فقراء هذه الأمة ومساكينها فيقومون فيقال لهم ماذا عملتم فيقولون ربنا ابتليتنا فصبرنا ووليت الأموال والسلطان غيرنا فيقول الله عز وجل صدقتم

قال فيدخلون الجنة قبل الناس وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال والسلطان

قالوا فأين المؤمنون يومئذ قال توضع لهم كراسي من نور ويظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار

رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه

قال الحافظ وقد صح أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام وتقدم ذلك في الفقر

3591 (صحيح ) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء

قال وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ثم ينادي مناد أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولي كل إنسان منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا أليس ذلك عدلا من ربكم قالوا بلى فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويتولون في الدنيا قال فينطلقون ويمثل لهم أشباه

  ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون

قال ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته قال فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس قال فيقولون إن لنا إلها ما رأيناه

فيقول هل تعرفونه إن رأيتموه فيقولون إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها

قال فيقول ما هي فيقولون يكشف عن ساقه فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان مشركا يرائي لظهره ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ثم يقول ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين أيديهم ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدمه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدمه قدم وإذا أطفىء قام

قال والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر بهم إلى النار فيبقى أثره كحد السيف

قال فيقول مروا فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكواكب ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الفرس ومنهم من يمر كشد الرجل حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه تجر يد وتعلق يد وتجر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدا إذ أنجاني منها بعد إذ رأيتها

قال فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم فيرى ما في الجنة من خلل الباب فيقول رب أدخلني الجنة فيقول الله أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار فيقول رب اجعل بيني وبينها حجابا حتى لا أسمع حسيسها قال فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه بالنسبة إليه حلم فيقول رب أعطني ذلك المنزل فيقول لعلك إن أعطيته تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسأل غيره وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ويرى أمام ذلك منزلا كأن ما هو فيه بالنسبة إليه حلم قال رب أعطني ذلك المنزل فيقول الله تبارك وتعالى له لعلك إن أعطيته تسأل غيره فيقول لا وعزتك وأي منزل أحسن منه فيعطاه فينزله ثم يسكت

  فيقول الله جل ذكره ما لك لا تسأل فيقول رب قد سألتك حتى استحييتك فيقول الله جل ذكره ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة قال فيقول الرب جل ذكره لا ولكني على ذلك قادر فيقول ألحقني بالناس فيقول الحق بالناس قال فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا فيقول له ارفع رأسك ما لك فيقول رأيت ربي أو تراءى لي ربي فيقال إنما هو منزل من منازلك قال ثم يأتي رجلا فيتهيأ للسجود له فيقال له مه فيقول رأيت أنك ملك من الملائكة فيقول إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على ما أنا عليه

قال فينطلق أمامه حتى يفتح له باب القصر قال وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلافها ومفاتيحها منها يستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك فيقول لها والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا وتقول له وأنت لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا فيقال له أشرف فيشرف فيقال له ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك قال فقال له عمر ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلا فكيف أعلاهم قال يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فذكر الحديث رواه ابن أبي الدنيا والطبراني من طرق أحدها صحيح واللفظ له والحاكم وقال صحيح الإسناد

3 ـ ( فصل في ذكر الحساب وغيره )

3592 (حسن صحيح)  عن أبي بردة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

3593 (صحيح  لغيره ) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح واللفظ له

3594 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من نوقش الحساب عذب فقلت أليس يقول الله فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا الانشقاق 7 9 فقال إنما ذلك العرض وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك

رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي

3595 (صحيح  لغيره ) وعن ابن الزبير رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نوقش الحساب هلك

رواه البزار والطبراني في الكبير بإسناد صحيح

3596 (صحيح  لغيره ) وعن عتبة بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة

رواه الطبراني ورواته ثقات إلا بقية

3597 (صحيح ) وعن محمد بن أبي عميرة رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن رجلا خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب

رواه أحمد ورواته رواة الصحيح

3598 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يدخل أحدا الجنة عمله

قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

3599 (صحيح  لغيره ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته وقال بيده فوق رأسه

رواه أحمد بإسناد حسن

3600 (صحيح  لغيره ) ورواه البزار والطبراني من حديث أبي موسى

3601 (صحيح  لغيره ) والطبراني أيضا من حديث أسامة بن شريك

3602 (صحيح  لغيره ) والبزار أيضا من حديث شريك بن طارق بإسناد جيد

3603 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق إلى أهلها

 يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء

رواه مسلم والترمذي

(صحيح ) ورواه أحمد ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الذرة

ورواته رواه الصحيح

الجلحاء التي لا قرن لها

3604 (صحيح  لغيره ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليختصمن كل شيء يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا

رواه أحمد بإسناد حسن

3605 (صحيح ) ورواه أحمد أيضا وأبو يعلى من حديث أبي سعيد

3606 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك ما تقرأ كتاب الله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين الأنبياء 74

فقال الرجل يا رسول الله ما أجد شيئا خيرا من فراق هؤلاء يعني عبيده أشهدك أنهم كلهم أحرار

رواه أحمد والترمذي وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان وقد روى أحمد بن حنبل هذا الحديث عن عبد الرحمن بن غزوان انتهى

قال الحافظ وإسناد أحمد والترمذي متصلان ورواتهما ثقات عبد الرحمن هذا يكنى أبا نوح ثقة احتج به البخاري وبقية رجال أحمد ثقات احتج بهم البخاري ومسلم

3607 (حسن صحيح) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضرب مملوكه سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة

رواه البزار والطبراني بإسناد حسن

3608 (حسن لغيره ) وعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله العباد يوم القيامة أو قال الناس عراة غرلا بهما

قال قلنا وما بهما قال ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الديان أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة

قال قلنا كيف وإننا نأتي عراة غرلا بهما قال الحسنات والسيئات

رواه أحمد بإسناد حسن

3609 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة قالوا لا

قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة قالوا لا قال فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما فيلقى العبد ربه فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب فيقول أظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول فإني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر

لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب فيقول أظننت أنك ملاقي فيقول لا فيقول إني أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثالث فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى يا رب

فيقول أظننت أنك ملاقي فيقول أي رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع فيقول ههنا إذا ثم يقول الآن نبعث شاهدا عليك فيتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد علي فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فينطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه

رواه مسلم

ترأس بمثناة فوق ثم راء ساكنة ثم همزة مفتوحة أي تصير رئيسا

وتربع بموحدة بعد الراء مفتوحة معناه يأخذ ما يأخذه رئيس الجيش لنفسه وهو ربع المغانم ويقال له المرباع

3610 (صحيح ) وعنه أيضا رضي الله عنه أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا لا يا رسول الله قال هل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا

قال فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيدعوهم ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وسلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان

هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم

قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاها فيقول هل عسيت إن أفعل أن

  تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك فيعطي الله ما شاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فيقول فما عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسألك غير هذا فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها رأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله ويحك يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيتني العهود أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله تمن من كذا وكذا يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله لك ذلك ومثله معه

قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله

قال أبو هريرة رضي الله عنه لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله لك ذلك ومثله معه

قال أبو سعيد رضي الله عنه أشهد أني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ذلك وعشرة أمثاله

قال أبو هريرة وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة

رواه البخاري

أي فل أي يا فلان حذفت منه الألف والنون لغير ترخيم إذ لو كان ترخيما لما حذفت الألف قال الأزهري ليست ترخيم فلان ولكنها كلمة على حدة توقعها بنو أسد على الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد وأما غيرهم فيثني ويجمع ويؤنث

أسودك بتشديد الواو وكسرها أي أجعلك سيدا في قومك

السعدان نبت ذو شوك معقف

المخردل المرمي المصروع وقيل المقطع يقال لحم خراديل إذا كان قطعا والمعنى أنه تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوي في النار

  امتحش بضم التاء وكسر الحاء المهملة بعدها شين معجمة أي احترق وقال الهيثم هو أن تذهب النار الجلد وتبدي العظم

الحبة بكسر الحاء هي بزور البقول والرياحين وقيل بزر العشب وقيل نبت في الحشيش صغير وقيل جمع بزور النبات وقيل بزر ما نبت من غير بذر وما بذر تفتح حاؤه

حميل السيل بفتح الحاء المهملة وكسر الميم هو الزبد وما يلقيه على شاطئه

قشبني ريحها أي آذاني

ذكاها بذال معجمة مفتوحة مقصورة هو إشعالها ولهبها

3611 (صحيح  لغيره ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فهل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب قالوا لا يا رسول الله

قال فما تضارون في رؤية الله تعالى يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر وغبر أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد عزيرا ابن الله فيقال كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار ثم تدعى النصارى فيقال لهم ما كنتم تعبدون قالوا كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون فيقولون عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم الله في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول أنا ربكم

فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها فيقولون نعم فيكشف عن ساق فلا

يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه ألا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم قيل يا رسول الله وما الجسر قال دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة يكون بنجد فيها تشويكة يقال لها السعدان

فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوش في نار جهنم حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار

وفي رواية فما أنتم بأشد مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمنين يومئذ للجبار إذا رأوا أنهم قد نجوا في إخوانهم فيقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقه وإلى ركبته ثم يقولون ربنا ما بقي فيها ممن أمرتنا به فيقال ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا ثم يقول ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيرا وكان أبو سعيد يقول إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما النساء 04 فيقول الله عز وجل شفعت الملائكة وشفع النبيون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما من النار لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم

يقول ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول لكم عندي أفضل من هذا فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا فيقول رضاي فلا أسخط عليكم أبدا

رواه البخاري ومسلم واللفظ له

الغبر بغين معجمة مضمومة ثم باء موحدة مشددة مفتوحة جمع غابر وهو الباقي وقوله دحض مزلة الدحض بإسكان الحاء هو الزلق والمزلة هو المكان الذي لا يثبت عليه القدم إلا زلت

المكدوش بشين معجمة هو المدفوع في نار جهنم دفعا عنيفا

الحمم بضم الحاء المهملة وفتح الميم جمع حممة وهي الفحمة وبقية غريبه تقدم

3612 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مم أضحك قلنا الله ورسوله أعلم

قال من مخاطبة العبد ربه فيقول يا رب ألم تجرني من الظلم يقول بلى

فيقول إني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني فيقول كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا والكرام الكاتبين شهودا

قال فيختم على فيه ويقول لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلي بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل

رواه مسلم

أناضل بالضاد المعجمة أي أجادل وأخاصم وأدافع

4 ـ ( فصل في الحوض والميزان والصراط )

3613 (صحيح ) عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه لا يظمأ أبدا

وفي رواية حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق

رواه البخاري ومسلم

3614 (صحيح ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب فقال يزيد بن الأخنس والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعين ألفا وزادني ثلاث حثيات

قال فما سعة حوضك يا نبي الله قال كما بين عدن

إلى عمان وأوسع وأوسع يشير بيده قال فيه مثعبان من ذهب وفضة

قال فماء حوضك يا نبي الله قال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ولم يسود وجهه

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح وابن حبان في صحيحه

ولفظه قال

(صحيح ) عن أبي أمامة أن يزيد بن الأخنس رضي الله عنه قال يا رسول الله ما سعة حوضك قال ما بين عدن إلى عمان وإن فيه مثعبين من ذهب وفضة

قال فماء حوضك يا نبي الله قال أشد بياضا من اللبن وأحلى مذاقة من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه لم يظمأ أبدا ولم يسود وجهه أبدا

المثعب بفتح الميم والعين المهملة جميعا بينهما ثاء مثلثة وآخره موحدة وهو مسيل الماء

3615 (صحيح ) وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لبعقر حوضي أذود الناس لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم فسئل عن عرضه فقال من مقامي إلى عمان وسئل عن شرابه فقال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق رواه مسلم

(صحيح ) وروى الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه عن أبي سلام الحبشي قال بعث إلي عمر بن عبد العزيز فحملت على البريد فلما دخلت إليه قلت يا أمير المؤمنين لقد شق علي مركبي البريد فقال يا أبا سلام ما أردت أن أشق عليك ولكن بلغني عنك حديث تحدثه عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحوض فأحببت أن تشافهني به فقلت حدثني ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حوضي مثل ما بين عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا وأول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد فقال عمر قد أنكحت المنعمات فاطمة بنت عبد الملك وفتحت لي أبواب السدد لا جرم لا أغسل رأسي حتى يشعث ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ

عقر الحوض بضم العين وإسكان القاف هو مؤخره

أذود الناس لأهل اليمن أي أطردهم وأدفعهم ليرد أهل اليمن

يرفض بتشديد الضاد المعجمة أي يسيل ويترشش

يغت فيه ميزابان هو بغين معجمة مضمومة ثم تاء مثناة فوق أي يجريان فيه جريا له صوت وقيل يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا دائما من قولك غت الشارب الماء جرعا بعد جرع

الشعث بضم الشين المعجمة جمع أشعث وهو البعيد العهد بدهن رأسه وغسل وتسريح شعره

الدنس بضم الدال والنون جمع دنس وهو الوسخ

3616 (صحيح  لغيره ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حوضي كما بين عدن وعمان أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك أكوابه مثل نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا أول الناس عليه ورودا صعاليك المهاجرين

قال قائل من هم يا رسول الله قال الشعثة رؤوسهم الشحبة وجوههم الدنسة ثيابهم لا تفتح لهم السدد ولا ينكحون المنعمات الذين يعطون كل الذي عليهم ولا يأخذون كل الذي لهم

رواه أحمد بإسناد حسن

قوله الشحبة وجوههم بفتح الشين المعجمة وكسر الحاء المهملة بعدها باء موحدة هو من الشحوب وهو تغير الوجه من جوع أو هزال أو تعب

وقوله لا تفتح لهم السدد أي لا تفتح لهم الأبواب

3617 (صحيح  لغيره ) وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حوضي كما بين عدن وعمان فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا وإن من يرده علي من أمتي الشعثة رؤوسهم الدنسة ثيابهم لا ينكحون المنعمات ولا يحضرون السدد يعني أبواب السلطان

رواه الطبراني وإسناده حسن في المتابعات

الأكاويب جمع كوب وهو كوب لا عروة له وقيل لا خرطوم له فإذا كان له خرطوم فهو إبريق

3618 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين جنبتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة

(صحيح ) وفي رواية مثل ما بين المدينة وعمان

(صحيح ) وفي رواية ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء

(صحيح ) زاد في رواية أو أكثر من عدد نجوم السماء

رواه البخاري ومسلم وغيرهما

3619 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت الكوثر فضربت بيدي فإذا هي مسكة ذفرة وإذا حصباؤها اللؤلؤ وإذا حافتاه أظنه قال قباب تجري على الأرض جريا ليس بمشقوق

رواه البزار وإسناده حسن في المتابعات ويأتي أحاديث الكوثر في صفات الجنة إن شاء الله تعالى

3620 (صحيح  لغيره ) وعن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه قال قام أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما حوضك الذي تحدث عنه فقال هو كما بين صنعاء إلى بصرى ثم يمدني الله فيه بكراع لا يدري بشر ممن خلق أي طرفيه قال فكبر عمر رضوان الله عليه فقال صلى الله عليه وسلم أما الحوض فيزدحم عليه فقراء المهاجرين الذين يقتلون في سبيل الله ويموتون في سبيل الله وأرجو أن يوردني الله الكراع فأشرب منه

رواه ابن حبان في صحيحه

الكراع بضم الكاف هو الأنف الممدد من الحرة استعير هنا والله أعلم

3621 (حسن صحيح) وعن أبي برزة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر عرضه كطوله فيه مرزابان ينبعثان من الجنة من ورق وذهب أبيض من اللبن وأبرد من الثلج فيه أباريق عدد نجوم السماء

رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه من رواية أبي الوازع واسمه جابر بن عمرو عن أبي برزة واللفظ لابن حبان

3622 (صحيح  لغيره ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس أبيض مثل اللبن آنيته كعدد النجوم وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة

رواه ابن ماجه من حديث زكريا عن عطية وهو العوفي عنه

3623 (صحيح ) ولمسلم {يعني حديث أبي هريرة رضي الله عنه ال1ي في الضعيف} قال ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله

قالوا يا نبي الله تعرفنا قال نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك

3624 (صحيح ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بين ظهراني أصحابه إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم فوالله ليقتطعن دوني رجال فلأقولن أي رب من أمتي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ما زالوا يرجعون على أعقابهم

رواه مسلم والأحاديث في هذا المعنى كثيرة

3625 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل إن شاء الله تعالى قلت فأين أطلبك قال أول ما تطلبني على الصراط

قلت فإن لم ألقك على الصراط

قال فاطلبني عند الميزان

قلت فإن لم ألقك عند الميزان قال فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطىء هذه الثلاثة مواطن

رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب والبيهقي في البعث وغيره

3626 (صحيح  لغيره ) وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوضع الميزان يوم القيامة فلو دري فيه السموات والأرض لوسعت فتقول الملائكة يا رب لمن يزن هذا فيقول الله لمن شئت من خلقي فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم

3627 (صحيح  لغيره ) وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف المرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب من نار يخطف بها فممسك يهوي فيها ومصروع ومنهم من يمر كالبرق فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كالريح فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كجري الفرس ثم كرمل الرجل ثم كمشي الرجل ثم يكون آخرهم إنسانا رجل قد لوحته النار ولقي فيها شرا حتى يدخله الله الجنة بفضل رحمته فيقال له تمن وسل فيقول أي رب أتهزأ مني وأنت رب العزة فيقال له تمن وسل حتى إذا انقطعت به الأماني قال لك ما سألت ومثله معه

رواه الطبراني بإسناد حسن وليس في أصلي رفعه وتقدم بمعناه في حديث أبي هريرة الطويل

3628 (صحيح ) وعن أم مبشر الأنصارية رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة لا يدخل النار إن شاء الله من أهل الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها

قالت بلى يا رسول الله فانتهرها

فقالت حفصة وإن منكم إلا واردها مريم 17 فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا مريم 27

رواه مسلم وابن ماجه

3629 (صحيح ) وعن حذيفة و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس فذكرا الحديث إلى أن قالا فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم ويؤذن له وترسل معه الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق

قال قلت بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق قال ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم ونبيكم صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا

زاحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوش في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا

رواه مسلم ويأتي بتمامه في الشفاعة إن شاء الله

(صحيح ) وتقدم حديث ابن مسعود في الحشر وفيه والصراط كحد السيف دحض مزلة قال فيمرون على قدر نورهم فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الرجل ويرمل رملا فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على إبهام قدميه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل فتصيب جوانبه النار

رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والحاكم واللفظ له

3630 (صحيح ) وروى الحاكم أيضا بإسناد ذكر أنه على شرط مسلم عن المسيب قال سألت مرة عن قوله تعالى وإن منكم إلا واردها فحدثني أن ابن مسعود حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يرد الناس ثم يصدرون عنها بأعمالهم وأولهم كلمح البرق ثم كلمح الريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه

3631 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول يا أبت أي ابن كنت لك فيقول خير ابن فيقول هل أنت مطيعي اليوم فيقول نعم فيقول خذ بأزرتي فيأخذ بأزرته ثم ينطلق حتى يأتي الله تعالى وهو يعرض بين الخلق فيقول يا عبدي ادخل من أي أبواب الجنة شئت فيقول أي رب وأبي معي فإنك وعدتني أن لا تخزيني

قال فيمسخ الله أباه ضبعا فيهوي في النار فيأخذ بأنفه فيقول الله يا عبدي أبوك هوى فيقول لا وعزتك

رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وهو في البخاري إلا أنه قال يلقى إبراهيم أباه آزر فذكر القصة بنحوه

5 ـ ( فصل في الشفاعة )

قال الحافظ كان الأولى أن يقدم ذكر الشفاعة على ذكر الصراط لأن وضع الصراط متأخر عن الإذن في الشفاعة العامة من حيث هي ولكن هكذا اتفق الإملاء والله المستعان

3632 (صحيح ) عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل نبي سأل سؤالا أو قال لكل نبي دعوة قد دعاها لأمته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي

رواه البخاري ومسلم

3633 (صحيح ) وعن أم حبيبة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض فأحزنني وسبق ذلك من الله عز وجل كما سبق في الأمم قبلهم فسألته أن يوليني فيهم شفاعة يوم القيامة ففعل

رواه البيهقي في البعث وصحح إسناده

3634 (حسن) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى وانصرف إليهم فقال لهم لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينه مسيرة شهر لملىء منه وأحلت لي الغنائم أكلها وكان من قبلي يعظمون أكلها وكانوا يحرقونها وجعلت لي الأرض مساجد وطهورا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم والخامسة هي ما هي قيل لي سل فإن كل نبي قد سأل فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله

رواه أحمد بإسناد صحيح

3635 (صحيح  لغيره ) وعن عبد الرحمن بن أبي عقيل رضي الله عنه قال انطلقت في وفد إلى

  رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فأنخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه فما خرجنا حتى ما كان في الناس أحب إلينا من رجل دخل عليه فقال قائل منا يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان قال فضحك ثم قال فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة منهم من اتخذها دنيا فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها فإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة

رواه الطبراني والبزار بإسناد جيد

3636 (صحيح  لغيره ) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا

رواه البزار وإسناده جيد إلا أن فيه انقطاعا والأحاديث من هذا النوع كثيرة جدا في الصحاح وغيرها

3637 (صحيح  لغيره ) وعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا حتى إذا كان في الليل أرقت عيناي فلم يأتني النوم فقمت فإذا ليس في العسكر دابة إلا واضع خده إلى الأرض وأرى وقع كل شيء في نفسي فقلت لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأكلأنه الليلة حتى أصبح

فخرجت أتخلل الرجال حتى خرجت من العسكر فإذا أنا بسواد فتيممت ذلك السواد فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل فقالا لي ما الذي أخرجك فقلت الذي أخرجكما فإذا نحن بغيضة منا غير بعيدة فمشينا إلى الغيضة فإذا نحن نسمع فيها كدوي النحل وكخفيق الرياح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ههنا أبو عبيدة بن الجراح قلنا نعم

قال ومعاذ بن جبل قلنا نعم قال وعوف بن مالك قلنا نعم فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نسأله عن شيء ولا يسألنا عن شيء حتى رجع إلى رحله فقال ألا أخبركم بما خيرني ربي آنفا قلنا بلى يا رسول الله

قال خيرني بين أن يدخل ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين الشفاعة قلنا يا رسول الله ما الذي اخترت قال اخترت الشفاعة قلنا جميعا يا رسول الله اجعلنا من أهل شفاعتك قال إن شفاعتي لكل مسلم

رواه الطبراني بأسانيد أحدها جيد وابن حبان في صحيحه بنحوه إلا أن عنده الرجلين معاذ بن جبل وأبا موسى وهو كذلك في بعض روايات الطبراني وهو المعروف

(صحيح ) وقال ابن حبان في حديثه

فقال معاذ رضي الله عنه بأبي أنت وأمي يا رسول الله قد عرفت منزلتي فاجعلني

 منهم قال أنت منهم

قال عوف بن مالك وأبو موسى يا رسول الله قد عرفت أنا تركنا أموالنا وأهلينا وذرارينا نؤمن بالله ورسوله فاجعلنا منهم قال أنتما منهم

قال فانتهينا إلى القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فقال القوم يا رسول الله اجعلنا منهم فقال أنصتوا فأنصتوا حتى كأن أحدا لم يتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي لمن مات لا يشرك بالله شيئا

3638 (صحيح ) وعن سلمان رضي الله عنه قال تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس

قال فذكر الحديث قال فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون يا نبي الله أنت الذي فتح الله لك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك فيقول أنا صاحبكم فيخرج يجوس بين الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب فيقرع الباب فيقول من هذا فيقول محمد فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله عز وجل فيسجد فينادى ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فذلك المقام المحمود

رواه الطبراني بإسناد صحيح

3639 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لقائم أنتظر أمتي تعبر إذ جاء عيسى عليه السلام قال فقال هذه الأنبياء قد جاءتك يا محمد يسألون أو قال يجتمعون إليك يدعون الله أن يفرق بين جمع الأمم إلى حيث يشاء لعظم ما هم فيه فالخلق ملجمون في العرق فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة وأما الكافر فيتغشاه الموت قال يا عيسى انتظر حتى أرجع إليك

قال وذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فقام تحت العرش فلقي ما لم يلق ملك مصطفى ولا نبي مرسل فأوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اذهب إلى محمد فقل له ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع

قال فشفعت في أمتي أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسانا واحدا

قال فما زلت أتردد على ربي فلا أقوم فيه مقاما إلا شفعت حتى أعطاني الله من ذلك أن قال أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله يوما واحدا مخلصا ومات على ذلك

رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح

3640 (حسن) وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(صحيح ) يدخل من أهل هذه القبلة النار من لا يحصي عددهم إلا الله بما عصوا الله واجترؤوا على معصيته وخالفوا طاعته فيؤذن لي في الشفاعة فأثني على الله ساجدا كما أثني عليه قائما فيقال لي ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع

رواه الطبراني في الكبير والصغير بإسناد حسن

3641 (حسن) وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله فقال الناس لأبي بكر رضي الله عنه سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط فقال نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا والآخرة فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد حتى انطلقوا إلى آدم عليه السلام والعرق يكاد يلجمهم فقالوا يا آدم أنت أبو البشر اصطفاك الله اشفع لنا إلى ربك فقال قد لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين آل عمران 33 فينطلقون إلى نوح عليه السلام فيقولون اشفع لنا إلى ربك فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك فلم يدع على الأرض من الكافرين ديارا فيقول ليس ذاكم عندي فانطلقوا إلى إبراهيم فإن الله اتخذه خليلا فينطلقون إلى إبراهيم عليه السلام فيقول ليس ذاكم عندي فانطلقوا إلى موسى فإن الله كلمه تكليما فينطلقون إلى موسى عليه السلام فيقول ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى ابن مريم فإنه كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى فيقول عيسى ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد

ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة انطلقوا إلى محمد فليشفع لكم إلى ربكم قال فينطلقون إلي وآتي جبريل فيأتي جبريل ربه فيقول ائذن له وبشره بالجنة قال فينطلق به جبريل فيخر ساجدا قدر جمعة ثم يقول الله تبارك وتعالى يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول الله يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع فيذهب ليقع ساجدا فيأخذ جبريل بضبعيه ويفتح الله عليه من الدعاء ما لم يفتح على بشر قط فيقول أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر حتى إنه ليرد على الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة ثم يقال ادعوا الصديقين فيشفعون ثم يقال ادعوا الأنبياء فيجيء النبي معه العصابة والنبي معه الخمسة والستة والنبي ليس معه أحد ثم يقال ادعوا الشهداء فيشفعون فيمن أرادوا فإذا فعلت الشهداء ذلك يقول الله جل وعلا أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا فيدخلون الجنة ثم يقول الله تبارك وتعالى انظروا في النار هل فيها من أحد عمل خيرا قط فيجدون في النار رجلا فيقال له هل عملت خيرا قط فيقول لا غير أني كنت أسامح الناس في البيع فيقول الله اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي ثم يخرج من النار آخر فيقال له هل عملت خيرا قط فيقول لا غير أني كنت أمرت ولدي إذا مت فأحرقوني بالنار ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل اذهبوا بي إلى البحر فذروني في الريح فقال الله لم فعلت ذلك قال من مخافتك فيقول انظر إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله فيقول لم تسخر بي وأنت الملك فذلك الذي ضحكت به من الضحى

رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه وقال قال إسحاق يعني ابن إبراهيم هذا من أشرف الحديث وقد روى هذا الحديث عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا منهم حذيفة وأبو مسعود وأبو هريرة وغيرهم انتهى

العصابة بكسر العين الجماعة لا واحد له قاله الأخفش وقيل هي ما بين العشرة أو العشرين إلى الأربعين

3642 (صحيح ) وعن حذيفة و أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله تبارك وتعالى الناس قال فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله قال فيقول إبراهيم لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما قال فيأتون موسى فيقول لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى لست بصاحب ذلك فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤذن له وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا فيمر أولكم كالبرق

قال قلت بأبي وأمي أي شيء كالبرق قال ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الطير وشد الرحال تجري بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا قال وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج ومكدوش في النار والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعين خريفا

رواه مسلم

3543 (صحيح  لغيره ) وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من بني آدم يومئذ فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر قال فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم فذكر الحديث إلى أن قال فيأتوني فأنطلق معهم قال ابن جدعان قال أنس فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال من هذا

فيقال محمد فيفتحون لي ويرحبون فيقولون مرحبا فأخر ساجدا فيلهمني الله من الثناء والحمد فيقال لي ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع وقل يسمع لقولك وهو المقام المحمود الذي قال الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا الإسراء 97

رواه الترمذي وقال حديث حسن وروى

ابن ماجه صدره قال

(صحيح  لغيره ) أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر

وفي إسنادهما علي بن يزيد بن جدعان

3644 (صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا مع النبي في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة وقال أنا سيد الناس يوم القيامة

هل تدرون مم ذاك يجمع لله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه وإلى ما بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس لبعض أبوكم آدم فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فقال إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيت نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك لله عبدا شكورا ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك فيقول إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد كان لي دعوة دعوت بها على قومي نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض شفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول لهم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني كنت كذبت ثلاث كذبات فذكرها نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري ذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالاته

  وبكلامه على الناس شفع لنا إلى ربك أما ترى إلى ما نحن فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي ذهبوا إلى غيري ذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد شفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد فيأتوني فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد رفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى

رواه البخاري ومسلم

3645 (صحيح ) وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول إبراهيم يوم القيامة يا رباه فيقول الرب جل وعلا يا لبيكاه فيقول إبراهيم يا رب حرقت بني فيقول أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة أو شعيرة من إيمان

رواه ابن حبان في صحيحه ولا أعلم في إسناده مطعنا

3646 (صحيح ) وعن عبد الله بن شقيق قال جلست إلى قوم أنا رابعهم فقال أحدهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم

قلنا سواك يا رسول الله قال سواي

قلت أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

نعم فلما قام قلت من هذا قالوا ابن الجدعاء أو ابن أبي الجدعاء

رواه ابن حبان في صحيحه وابن ماجه إلا أنه قال عن شقيق عن عبد الله بن أبي الجدعاء

3647 (صحيح ) وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين ربيعة ومضر فقال رجل يا رسول الله أو ما ربيعة من مضر قال إنما أقول ما أقول

رواه أحمد بإسناد جيد

3648 (صحيح ) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة

رواه البزار ورواته رواة الصحيح

3649 (صحيح ) وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي

رواه أبو داود والبزار والطبراني وابن حبان في صحيحه والبيهقي

3650 (صحيح  لغيره ) ورواه ابن حبان أيضا والبيهقي من حديث جابر

قال الحافظ وتقدم في الجهاد أحاديث في شفاعة الشهداء وأحاديث الشفاعة كثيرة وفيما ذكرناه غنية عن سائرها والله الموفق