مقدمة الحكواتي

كتاب الإكليل من أنساب اليمن وأخبار حمير

أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني

المولود عام 280م والمتوفي عام 336هـ

 

أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني ، من أعظم جغرافيي جزيرة العرب في عصره، وكان شاعرا كذلك، وله إحاطة بعلوم الفلك والحكمة والفلسفة والكيمياء. سجن في أخرىات حياته، في والجوهرتين العتيقتين. قضى بعد السجن عام 334 هـ..

عرف الهمداني بألقاب عديدة مثل: ابن يعقوب، النسابة، ابن الحائك، ابن الدمينة- غير الشاعر المشهور بهذا اللقب - و(لسان اليمن)، ويكنى (أبا محمد الهمداني)، نسبة إلى قبيلة همْدان. مولده في صنعاء، ووفاته في قرية ريدة، من بلاد عمران. كان الهمداني مؤرخاً، نَسّابة، أديباً، شاعراً، فيلسوفاً، ورَحّالة.

رحل الهمداني في أول عمره إلى مكة، حيث اقتنى الكثير من الكتب، في الشعر والأنساب، وفي المعرفة أكثر من النقل عن بطليموس. تأثر كثيرًا بالكتب المترجمة عن اليونانية، والفارسية، والهندية؛ تأثرًا دفعه إلى الأخذ ببعض الآراء الواردة فيها، وإلى احترامه لأصحابها، فهو بعد أن يورد قول (أرسطاطاليس) الحكيم، عن مبتدأ الحرارة في جوف الأرض، يعقب عليه بقوله: “قد أحسن الحكيم، فيما فرَّع، وإن كان قد بنى قوله في مبتدأ الحرارة على غير أصلٍ”، ثم يسترسل في إيضاح ذلك. كذلك راسَلَ الهمداني العديدَ من علماء العراق وعاشرهم، وقيل إنه سافر إلى العراق، واجتمع بعدد من علمائها، إلاّ أن هناك تشكيك في ذلك. في نحو (311 هـ/ 923 م) عاد الهمداني إلى موطنه اليمن.

اختلط الأمر على الرواة في أمر سجن الهمداني حيث خلطوا بين سجنه لمدة قصيرة في صعدة علي يد الناصر، وبين سجنه الطويل في صنعاء على يد آل يعفر، أي بين سجنه عام (315هـ/927م) وسجنه عام(319 هـ/931م). وقد بادر إلى نجدته بعض رجال القبائل، فطالبوا به متوعدين فأذن بإطلاق سراحه في نحو 17 ذي القعدة من عام 321 هـ/8 نوفمبر 933 م)، فانتقل بعد ذلك إلى ريدة من بلاد قاع البون حيث قضى الهمداني بقية عمره.