نسب وادعة - بنو سفيان بن أرحب

   وأولد سفيان بن أرحب معاوية وضيافاً وصبارة وبارياً وقد تقول أرحب في خطابها بارى، كما تقول العرب عذارِي وعذارَى ومهارِي ومهارَى.

فأولد معاوية بن سفيان سلمان وعميرة. فولد سلمان بن معاوية لأياً ومعاوية وعميرة وهم من قتلى الضرك وبشراً وزينباً وهم الزينبون بخرفان، فولد لأي بن لمان كعباً وقيساً وعمراً ومالكاً، فأولد مالك بن لأي عبدَ الله وسعداً، فأولد سعد مالكاً، فأولد مالك قيساً وأبا سلامة وهو أسند فولد أبو سلامة بن مالك عاصماً وأبا عبد الرحمن وأبا مرجح وعبد الله وعمر، فأولد عاصم عبد الله، فأولد عبد الله عبيدَ الله بن عبد الله وأمه آمنة بنت عقبة بن زحر بن ذي الحصين بن السبسبي فأولد عبيد الله عركز وهو كرز إلا أن العين زيدت فيه، وكان من بني عركز بيت بصنعاء، منهم العراكزة في البيداء.

وكان أبو سلامة قد أصاب رجلاً من بني علوي بن عليان كان يسأله دماً، وكانت ضياف أخوال العلوي، فغضبوا فيه مع بني علوي فهرب عنهم أبو سلامة حتى لحق بعمر بن الخطاب فوضع يده في يده، فاحتمل عمر دية العلوي وولاه حمى الربذة، فعقبه بها إلى اليوم. وفي ذلك يقول أبو سلامة:

ذكرت الحيّ أرحب آذونـي

 

وكيف بهم على شحط الديار

فمن خيرى بني علوي انشعبنا

 

فطيبة مسكني وبها قـراري

أتاني الضيم أفقـدنـي دياري

 

وأبدلنـي ديارهـم بـداري

وكان الموت أيسر من مُقـام

 

على ضيم وإن أسبق بثـاري

فآثرت الممات على مـقـام

 

أسام الخسف فيه مع الصغار

أسام قضاء ما هو لي قضـاء

 

فتهضمني ضياف وآل باري

سقى قومي بني لأي مـلـثّ

 

هزيم دائم التهـتـان جـار

وأولد قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي نمطاً، فأولد نمط قيس بن نمط الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة والملتقي به بمكة أيام كان يدعو العرب، وكان قد تزعم له بالنصرة على أن يؤامر همدان في ذلك، فبدرت على النبي صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين الأنصار، فقدم عليه ابن نمط وهو في المدينة فسماه رسول الله الوفيّ، وكتب له بطعمة من خيوان ومن عمران بالجوف فكانت تلك الطعمة تجري على أعقابه من الرجال والنساء حتى قطعها يحي بن الحسين العلوي.

وأولد عبد الله بن مالك بن لأي بن سلمان كعباً، فأولد كعب مالكاً، فأولد مالك كعباً، فأولد كعب مالكاً أبا الحارث الذي يقول فيه الأعشى:

أبو الحارث القول فارس سيد أرحبا

وكان سيداً شريفاً، وولاه عمر الربع في خلافته، وابنته أم الحارث أم أولاد إسماعيل بن الأشعث. وكان عند إسماعيل بن الأشعث أيضاً قمام بنت الحارث بن هانيء بن الحارث بن جبلة بن حجر بن شرحبيل الكندي.

وأولد عمرو بن لأي عامراً، فأولد عامر قيساً، فأولد قيس مالكاً، فأولد مالك هانئاً، وأولد هانيء خطاباً زنة عقال كان من أصحاب علي عليه السلام وهو الذي أصاب عبيد الله بن عمر يوم صفين. وأولد بشر بن سلمان مالكاً، فولد مالك معاوية، فولد معاوية سيف بن معاوية كان من أشراف همدان في الجاهلية، وله يوم مذاب على عامر وبني سليم، ومذاب في بلد سفيان، وكان سبب وصول أحياء قيس إليها وصولهم إلى صعدة غازين لخولان، فتحصنت عنهم وحلت بياض الحقل فانبثت خيل قيس إلى حدود أرحب فاحتلوا لقاح شنيف بن معاوية، ومد الصارخ فأغارت سفيان ومن عليان وعذر فهزموا القيسيين وقتلوا فيهم واسترجعوا أخيذتهم، وفي ذلك يقول سيف بن معاوية:

لما رأيت الخيل جئن أفـايحـا

 

يضبرن بين صفاصف وروابي

قرّبتُ سابـحة الـيدين رجـيلة

 

تهوى بي المَرطى هويّ عقاب

ودعوت قومي فاستجاب لدعوتي

 

منهم فوارس نجدة وضـراب

حتى إذا لحقت أوائل خـيلـنـا

 

أخراهم وجزعن بطن مـذاب

ولت فوارس عامر وسُليمـهـا

 

رُعباً وما غنموا جنـاح ذبـاب

وتركن فارسهم صريعاً مجهضاً

 

وخضبن لمته بشرّ خـضـاب

يطمو بجائفة كأن فـروغـهـا

 

فوق الرهابة منه لون مَـلاب

وولد عميرة بن سلمان سلمان الأصغر وعبادة وحبشياً وسوطاً وورقان وثروان وخضارة وهم الخضارات.

وقد يظن من يجهل أرحب أن بني ثروان هؤلاء من بني ثروان غُطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد، وليس ذلك إلا من اتفاق الأسماء، فهذه الأبطن غير سلمان من الهجن.

فأولد سلمان الأصغر حجراً بطن وهم الحجيرات منهم آل الفرج فرسان أرحب. وكان أبو سهيم بن الفرج أفرس همدان وأنجدها، وكان قد ضيق على وادعة وبغى عليهم فرماه أحد بني معمر فقتله، فبلغ قيمة جواده ولأمته ألف دينار، وسعد بن سلمان ومالك بن سلمان ومكرة بن سلمان والأصيد بن سلمان ولأي الأصغر بن سلمان الأصغر. فأولد لأي عميرة، فأولد عميرة مالكاً، فأولد مالك عمراً ويكنى أبا زيد، وكان سيداً شريفاً، وهو الذي ذكره قيس بن نمط للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد خلفت في الحي فارساً مطاعاً أو سيداً مطاعاً وأنا أعرض عليه السلام وأوافيك من قابل، وهو ممن سهد الرزم، ونقع الصارخ يوماً فاستعجل فركب فرسه بلا حزام، فقالت امرأة من الحي: أقبض حيزوم فرسك يا أبا زيد، فقال:

ليس له اليوم حزام غـيري

 

إذا الجبان هاب ظهر العير

رجلي ريماه وعقد السير

 

 

فأولد أبو زيد مسلماً ومروّحاً وكلا بطون. فأولد مسلم هانئاً الأكبر. من ولده هانيء بن علي والكاسان وآل حميد.

وأولد مكرة بن سلمان عميرة، فأولد عميرة بن مكرة بن سلمان عبد ود، فولد عبد ود فروة، فولد فروة الهيثم. وآل مكرة أهل لسان.

وأولد الأصيد بن سلمان حماراً بطن. وبنو الأصيد الذين عدوا على عمرو بن معدي كرب بالحلوى من بلد سفيان فأخذوا فرسه ولأمته، وكانت بيضته قد بقيت عند بني سلمان. ثم صارت إلى ابن نهد المعمري شراء أو موهبة، فهي عند آل نهد اليوم. وفي بني الأصيد يقول عمرو بن معدي كرب:

يا بني الأصيد ردّوا فرسي

 

إنما يفعل هذا بـالـذلـيل

عوّدوه مثل مـا عـوّدتُـه

 

مقحم الصفّ وإيطاء القتيل

انقضى نسب سلمان الأصغر، وهم بيت سفيان وأشرافها، وهم أغير العرب، لا يبني واحد منهم منزله إلا مفرداً، ولا يدخل إلى حرمته حصاناً ولا حماراً ولا شيئاً من أزواج الحيوان ولا قنّاً ولا شيئاً من هذه الأشياء.

وأولد ثروان بن عميرة خضارة وهم الخضارات بطن.

ويقال أن بني ثروان بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد. قال أبو محمد: ليس من ثروان غطيف، ولكن اسم وافق اسماً. ويقال: هو خضارة بن عميرة.

وولد معاوية بن سلمان أرحب وذعفان ويقول بعضهم ذعفان بن سلمان، فأولد ذعفان سباعاً وجبيراً ويقول بعضهم أن عبادة وذيبان من صلب ذعفان، لا من سلمان. وهؤلاء من الهجن. وإنما سموا الهجن لأنهم لأمهات شتى غرائب. فأولد جبير الفهم بن جبير وجابر بن جبير وعبد العزي بن جبير وهم العزيون. وبنو جبير أنجد الهجن، والهجن من أنجد همدان وأرجله. وأما بنو رهم من الهجن فإنه يقال أن أمهم رهم وهم لآباء شتى. تقول همدان أمهم رهمة. وقال أبو محمد: رهم من أسماء النساء والرجال أشهر من رهمة. وقد يسمى الرجل رحمة وجارية وخارجة وأسماء وجميلة وجمانة، وهذه في النساء أعم. وهم بنو قيس وبنو سعد والشرمان وآل الحر وبنو مالك. فأما بنو مالك فمن بني سعد بن سلمان بن عميرة بن سلمان. والشرمان من بني الأعلم من بني منبه بن عبد بن عليان. وبنو سعد من باري بن سفيان. وبنو قيس من بني حي بن خولان. وبنو الحر من مراد.

وأولد أرحب بن معاوية بن سلمان معاوية قتل في حرب خولان انقضى بنو معاوية بن سفيان.

نسب بني ضياف بن سفيان بن أرحب وقال يوسف بن همام بن محمد بن يوسف بن الضحاك بن يوسف بن عقبة بن زيد بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران بن ضياف بن سفيان وهو عالمهم والمنظور إليه منهم: لم يولدْ ضياف إلا عرمان، وبطون ضياف منتشرة من عمران. قال: وخبرني أبي عن آبائه أن اسم ضياف زيد بن سفيان وكان يضيّف ماله فسمي ذا الأضياف، وكان له ذود من إبل حمر وذود من إبل صهب وذود من إبل سمر، فبذلك سمي ذا الأضياف ثم قيل ضياف على حد التخفيف.
فولد عمران بن ضياف قيساً والأيهم وربيعة والشعشع أربعة بني عمران. فأولد قيس بن عمران بني شبيب وبني الخراش والمذاعير وآل أبي ضبيعة. وأولد ربيعة بن عمران بني بديح وبني سهم. وأولد الشعشع بطناً يقال لهم ألغز منهم نجيم وعديل ويعفر من رؤساء صدان اليوم، وسميت صدان من ضياف بأنها سكنت صدان وادياً بالمغرب. ويسمى قيس بن عمران أسداً، وذلك أنه هاج جمل له وصال فلم يقرن لأحد إلا له، فإنه مازال يضربه حتى جرجر وناخ وكان عفريتاً من الإبل، فسمي بذلك أسداً لما أقرن له الجمل بعد أن تصهمم على الناس وصال.

فمن ولده قيس الأصغر بن نصر، وإليه يلتقي بنو الخراش وبنو شبيب.

وأولد الأيهم بن عمران المخاشن بطن منهم اليوم زيد بن يزيد، ومحمد بن أبي الغيث، ومحمد بن أبي الخير.

ومن أشرافهم عبد الرحمن بن الضحاك بن يعقوب بن أبي زيد بن عبد الرحمن بن يوسف بن عقبة بن خراش بن عقبة بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران بن ضياف. وفي أبيه الضحاك يقول أبو الحارث بن المقدم الرضواني:

إن الذي أزهى ضيافاً ملكـه

 

نسل الكرام شريفها الضحاك

قوم تعلى من بكـيل ذكـره

 

شبه الهلال زها به الأملاك

ومن وجوههم عبد الله بن عيسى بن موسى بن عيسى بن سلمة بن بجير بن عبد الرحمن بن شبيب بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران وسيد البجيريين وحليم ضياف ورأسها اليوم. وبجير بن أحمد بن يوسف بن محمد بن سلمة بن بجير بن عبد الرحمن بن شبيب بن قيس بن نصر بن عمير بن المنصور بن قيس بن عمران بن ضياف.

فأما حماة ضياف وذوو بعدها فهم بنو الخراش وبنو شبيب وبنو بديح وفيهم القادة والفرسان.

فأما بطون الخراش فبنو الضحاك وبنو أبي زيد وبنو الخطاب.

وبطون شبيب بنو بجير وبنو كثير وبنو ثابت وبنو شريك وبنو الوليد.

وبطون بديح بنو عبد الله، وبنو دبة وهم الدبيون ورأسهم اليوم صبرة بن إبراهيم، وبديح بن بديح وهم أهل الأعصر.

ومن وجوه ضياف بيت يقال لهم القضاة من ولد قيس بن عمران هم والررسون.

وغير ابن همام يقول: أولد ضياف مع عمران زيداً وملهان انقضى نسب ضياف.