الغَصْبُ: أَخْذُ الشيءِ ظُلْماً.
غَصَبَ الشيءَ يَغْصِبُه غَصْباً، واغْتَصَبَه، فهو غاصِبٌ، وغَصَبه على الشيءِ: قَهَره، وغَصَبَه منه. والاغْتِصابُ مِثْلُه، والشَّيْءُ غَصْبٌ ومَغْصُوب. الأَزهري: سمعت العرب تقول: غَصَبْتُ الجِلْدَ غَصْباً إذا كَدَدْتَ عنه شَعَرَه، أَو وَبَره قَسْراً، بِلا عَطْن في الدِّباغِ، ولا إِعْمالٍ في نَدىً أَو بَوْلٍ، ولا إِدراج. وتكرّر في الحديثِ ذِكْرُ الغَصْبِ، وهو أَخْذُ مالِ الغَيْرِ ظُلْماً وعُدْواناً. وفي الحديث: أَنه غَصَبَها نَفْسَها: أَراد أَنه واقَعَها كُرْهاً، فاستعاره للجِماعِ.
الغصة: الشَّجَا. وقال الليث: الغُصّةُ شَجاً يُغَصُّ به في الحَرْقَدة، وغَصصْت باللقمة والماء، والجمع الغُصَصُ. والغَصَصُ، بالفتح: مصدرُ قولك غَصِصْت يا رجل تَغَصُّ، فأَنت غاصٌّ بالطعام وغصّانُ. وغَصَصْت وغَصِصْت أَغَصُّ وأَغُصُّ بها غَصّاً وغَصَصاً: شَجِيت، وخصّ بعضهم به الماء. وفي الحديث في قوله تعالى: خالصاً سائغاً للشاربين، قيل: إِنه من بَينِ المشروبات لا يَغَصُّ به شارِبُه. يقال: غَصِصْت بالماء أَغَصُّ غَصَصاً إذا شَرِقْت به أَو وَقفَ في حَلْقِكَ فلم تكدْ تُسِيغُه.
ورجل غَصّانُ: غاصٌّ؛ قال عدي بن زيد:
لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْـقِـي شَـرِقٌ، |
|
كنْتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصارِي |
وأَغْصَصْته أَنا. قال أَبو عبيد: غَصَصْت لغة الرِّباب. والغُصّةُ: ما غَصِصْت به، وغُصَصُ الموتِ منه. وغَصَّ المكانُ بأَهْله: ضاقَ. والمنزلُ غاصٌّ بالقوم أَي ممتلئ بهم. وأَغَصَّ فلانٌ الأَرضَ علينا أَي ضَيّقها فغَصَّت بنا أَي ضاقت؛ قال الطرماح:
أَغَصَّتْ عليك الأَرضَ قَحْطانُ بالقَنا، |
|
وبالهُنْدُوانِيّات والقُـرَّحِ الـجُـرْدِ |
وذو الغُصّة: لقبُ رجل من فُرْسان العرب.
والغَصْغَصُ: ضرْبٌ من النبات.
الغُصْنُ: غُصْنُ الشجر، وفي المحكم: الغُصْنُ ما تشعب عن ساق الشجرة دِقاقُها وغِلاظُها، والجمع أَغْصانٌ وغُصُون وغِصَنة، مثل قُرْطٍ وقِرَطَةٍ، والغُصْنة: الشُّعْبة الصغيرة منه. يقال: غُصْنَة واحدة، والجمع غُصْنٌ، وتكرّر في الحديث ذكر الغُصْنِ والأَغْصانِ. وغَصَنَ الغُصْنَ يَغْصِنُه غَصْناً: قَطَعه وأَخَذَه. وقال القَنانيُّ: غَصَنْتُ الغُصْنَ غَصْناً إذا مددته إليك، فهو مَغْصُون. ابن الأَعرابي: غَصَنني فلان عن حاجتي يَغْصِنُني أَي ثناني عنها وكفني؛ قال الأَزهري: هكذا أَقْرأَنيه المُنْذري في النوادر، وغيره يقول غَضَنَني، بالضاد، يَغْضِنُني، وهو شمر، قال: وهو صحيح. وما غَصَنك عني أَي ما شَغَلك، مشتق من الغُصْنَة، كما قالوا في هذا المعنى: ما شَعَبك عني أَي ما شَغَلك، فاشتقوه من الشُّعْبَةِ، والأَعرف ما غَضَنك عني. وغَصَّنَ العُنْقُودُ وأَغْصَنَ: كَبُر حَبُّه شيئاً. وثور أَغْصَن: في ذنبه بياض. وغُصْنٌ وغُصَيْن: اسمان. قال ابن دريد: وأَحْسِبُ أَن بني غُصَيْن بطن. وأَبو الغُصْن: كُنْيَة جُحَى.
غَضَوْت على الشيءِ وعلى القَذى وأَغْضيْت: سَكَتّ؛ وقول الطرماح:
غَضِيٌّ عن الفحْشاء يَقْصُرُ طَرْفَه |
|
وإِنْ هُوَ لاقى غارَةً لمْ يُهَـلِّـلِ |
يجوز أَن يكون من غَضا، وأَن يكونَ منْ أَغْضى كقولهم عَذابٌ أَليمٌ وضرْبٌ وَجِيع، والأَوَّل أَجْوَد. والإِغْضاءُ: إِدْناءُ الجُفُونِ. وغَضى الرجلُ وأَغْضى: أَطْبَقَ جفْنيْهِ على حَدَقَتِه. وأَغْضى عَيْناً على قَذىً: صَبَر على أَذىّ. وأَغْضى عنه طَرْفَه: سَدَّه أَو صَدَّهُ؛ أَنشد ثعلب:
دَفعْتُ إِلَيْه رِسْلَ كَوْمـاءَ جَـلْـدَةٍ |
|
وأَغْضَيْتُ عنْه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا |
وقول الشاعر:
كعتِيقِ الطَّيْرِ يُغْضِي ويُجَلْ |
يعني يُغْضي الجُفُون مَرَّةً ويُجَلِّي مَرَّة؛ وقال الآخر:
لم يُغْضِ في الحَرْبِ على قَذاكا |
قال ابن بري: أَغْضَيْتُ يَتعدَّى ولا يَتعدَّى؛ فمثاله مُتعدِّياً قولُ الشاعر:
فما أَسْلَمَتْنـا عـنـدَ يومِ كـرِيهَةٍ |
|
ولا نَحنُ أَغْضَيْنا الجُفونَ على وَتْرِ |
ومنه ما يُحْكى عن عَليّ، رضي الله عنه: فكمْ أُغْضِي الجُفونَ على القَذَى، وأَسْحَبُ ذَيْلي على الأَذى، وأَقولُ لعَلَّ وعَسى؛ ومثاله غيرَ مُتَعدٍّ قول الآخر:
يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى من مَهابَتِه |
|
فما يُكَلَّمُ إِلاَّ حِـينَ يَبْـتَـسِـمُ |
وتَغاضَيْت عن فُلان إذا تَغابَيْت عنه وتَغافَلْت. ولَيلٌ غاضٍ: غاطٍ.
وقال ابن بزُرْج: لَيلٌ مُغْضٍ وغاضٍّ، ومَقامٌ فاضٍ ومُفْضٍ؛ وأَنشد:
عَنْكُمْ كِراماً بالمَقامِ الفاضي |
وغَضى الليلُ غُضُوّاً وأَغْضى: أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ. وأَغْضَى الليلُ: أَظْلَم. ولَيلٌ مُغْضٍ: لُغَةٌ قليلة، وأَكثَرُ ما يُقال لَيْلٌ غاضٍ؛ قال رؤبة:
يَخْرُجْنَ مِنْ أَجْوازِ لَيْلٍ غاضِ |
نَضْوَ قداحِ النَّابِلِ النَّواضِي |
كأَنَّما يَنْضَخْنَ بالخَضْخاضِ |
الخَضْخاضُ: القَطِرانُ، يُريدُ أَنَّها عَرِقَتْ من شِدَّةِ السَّيرِ فاسْوَدَّتْ جُلُودُها. ولَيْلَةٌ غاضِيةٌ: شَدِيدَة الظُّلْمَةِ. ونارٌ غاضِيَةٌ: عَظيمة مُضيئةٌ، وهو من الأَضْدادِ. قال الأَزهري: قوله نار غاضِيَة عَظِيمة أُخِذَ من نارِ الغَضَى، وهو من أَجودِ الوُقُودِ عند العرب. ورَجلٌ غاضٍ: طاعِمٌ كاسٍ مَكْفِيٌّ، وقد غَضَا يَغْضو.
والغَضَى: شَجَر؛ ومنه قولُ سُحَيْمٍ عبدِ بني الحَسْحاسِ:
كأَنَّ الثُّرَيَّا عُلِّقَتْ فَوْقَ نَحْـرِهـا |
|
وجَمْر غَضىً هَبَّتْ له الريحُ ذاكِيَا |
ومنه قولهم: ذِئبُ غَضىً. والغَضَى: من نَباتِ الرمل له هَدَب كهَدَبِ الأَرْطَى؛ ابن سيده: وقال ثعلب يُكْتَبُ بالأَلِفِ ولا أَدْرِي لمَ ذلك، واحِدتُه غَضاةٌ؛ قال أَبو حنيفة: وقد تكونُ الغضاة جَمْعاً؛ وأَنشد:
لَنا الجَبَلانِ من أَزمانِ عادٍ |
|
ومُجْتَمَعُ الأَلاءَةِ والغَضاةِ |
ويقال لِمَنْبِتِها: الغَضْيا. وأَهلُ الغَضَى: أَهلُ نَجْدٍ لكَثْرَتِه هنالك؛ قالت أُمُّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة:
لَيْتَ سِماكِيّاً تَطِيرُ رَبـابُـه |
|
يُقادُ إِلى أَهلِ الغَضَى بِزِمامِ |
وفيها:
رأَيتُ لهم سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهُمْ |
|
وأَهْلُ الغَضَى قومٌ عليَّ كِرام |
أَراد: كَرِهْتُهم لها أَو بها. ابن السكيت: يقال للإِبلِ الكثيرةِ غَضْيَا، مقصورٌ، قال: شُبِّهَتْ عندي بمنابِتِ الغَضَى. وإِبلٌ غَضَويَّةٌ: منسوبة إِلى الغَضَى؛ قال:
كيف تَرَى وقْعَ طُلاحِيَّاتِها |
|
بالغَضَويَّاتِ على عِلاَّتِها؟ |
وإِبِلٌ غاضِيةٌ وغَواضٍ وبعيرٌ غاضٍ: يأْكل الغَضَى؛ قال ابن بري: ومنه قول الشاعر:
أَبعير عض أَنتَ ضَخْمٌ رأْسُـه |
|
شَثْنُ المَشافِرِ، أَمْ بعيرٌ غاضِ؟ |
وبعيرٌ غَضٍ: يَشْتَكِي بَطْنَهُ من أَكل الغَضَى، والجمع غَضِيَةٌ وغَضايا، وقد غَضِيَتْ غَضىً، وإِذا نَسَبْتَه إِلى الغَضَى قلتَ بعيرٌ غَضَوِيٌّ. والرِّمْتُ والغَضَى إذا باحتَتْهما الإِبِلُ ولم يَكُنْ لها عُقْبة من غيرِهما يُصيبُها الداءُ فيقال: رَمِثَتْ وغَضِيَتْ، فهي رَمِثَةٌ وغَضِيَةٌ. وأَرْض غَضْيا: كثيرة الغَضى. والغَضْياءُ، ممدودٌ: منَبِتُ الغَضَى ومُجْتَمَعُه. والغَضَى: الخَمَرُ؛ عن ثعلب، والعرب تقول: أَخْبثُ الذِّئابِ ذِئبُ الغَضَى، وإِنما صار كذا لأَنه لا يُباشِرُ الناس إِلا إذا أَراد أَن يُغيرَ، يَعْنُونَ بالغَضَى هنا الخَمَرَ، فيما ذكر ثعلب، وقيل: الغَضَى هنا هذا الشَّجَرُ، ويزعُمون أَنه أَخبثُ الشَّجَرِ ذِئاباً.
وذِئابُ الغَضَى: بنُو كعبِ بنِ مالكِ بن حَنْظَلة، شُبِّهُوا بتلك الذئابِ لخُبْثِها. وغَضْيَا، معرِفةٌ مقصورٌ: مائةٌ من الإِبلِ مثلُ هُنَيْدَةَ، لا يَنْصَرِفان؛ قال:
ومُسْتَبْدِلٍ مِنْ بَعْدِ غَضْيَا صُرَيْمَةً |
|
فأَحْرِ به من طُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا |
أَراد: وأَحْرِيَنْ، فجعل النونَ أَلفاً ساكنةً. أَبو عمرو: الغَضْيانَةُ من الإِبل الكِرامُ. وغَضْيانُ: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تُقَضِّب |
|
عَيْناً، بغَضْيانَ، ثَجُوجَ العُنْبُبِ |
الغَضَبُ: نَقِيضُ الرِّضَا. وقد غَضِبَ عليه غَضَباً ومَغْضَبَةً، وأَغْضَبْتُه أَنا فَتَغَضَّبَ. وغَضِبَ له: غَضِبَ على غيره من أَجله، وذلك إذا كان حَيّاً، فإِن كان ميتاً قلت: غَضِبَ به؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة يَرْثِي أَخاه عَبْدَاللّه:
فإِن تُعْقِب الأَيامُ والدَّهْرُ، فاعْلَمُوا، |
|
بني قَارِبٍ، أَنا غِضَابٌ بمَعْـبَـدِ |
وإِنْ كانَ عبدُاللّه خَلَّى مَكـانَـه، |
|
فما كانَ طَيَّاشاً ولا رَعِشَ الـيَدِ |
قوله مَعْبد يعني عبدَاللّه، فاضْطُرَّ. ومَعْبَدٌ: مشتق من العَبْدِ، فقال: بمَعْبَدٍ، وإِنما هو عَبْدُاللّه ابن الصِّمَّة أَخوه. وقوله تعالى: غير المَغْضوبِ عليهم يعني اليهود.
قال ابن عرفة: الغَضَبُ، من المخلوقين، شيءٌ يُداخِل قُلُوبَهم؛ ومنه محمود ومذموم، فالمذموم ما كان في غير الحق، والمحمود ما كان في جانب الدين والحق؛ وأَما غَضَبُ اللّه فهو إِنكاره على من عصاه، فيعاقبه. وقال غيره: المفاعيل، إذا وَلِيَتْها الصفاتُ، فإِنك تُذَكِّر الصفات وتجمعها وتؤنثها، وتترك المفاعيل على أَحوالها؛ يقال: هو مَغْضُوبٌ عليه، وهي مَغْضُوبٌ عليها. وقد تكرر الغضب في الحديث مِن اللّه ومِن الناس، وهو مِن اللّه سُخْطُه على مَن عَصاه، وإِعْراضُه عنه، ومعاقبته له.
ورجلٌ غَضِبٌ، وغَضُوبٌ، وغُضُبٌّ، بغير هاء، وغُضُبَّة وغَضُبَّة؛ بفتح الغين وضمها وتشديد الباء، وغَضْبانُ: يَغْضَبُ سريعاً، وقيل: شديد الغَضَب. والأُنثى غَضْبَى وغَضُوبٌ؛ قال الشاعر:
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ |
والجمع: غِضَابٌ وغَضَابَى، عن ثعلب؛ وغُضابَى مثل سَكْرَى وسُكارى؛ قال:
فإِنْ كُنْتُ لم أَذكُرْكِ، والقومُ بَعْضُهُمْ |
|
غُضَابَى على بَعْضٍ، فَما لي وذَائِمُ |
وقال اللحياني: فلانٌ غَضْبانُ إذا أَردتَ الحالَ، وما هو بغَاضِبٍ عليك أَن تَشْتِمَه. قال: وكذلك يقال في هذه الحروف، وما أَشبهها، إذا أَردتَ افْعَلُ ذاك، إِن كنتَ تُريدُ أَن تفعل. ولغة بني أَسد: امرأَةٌ غَضْبَانةٌ ومَلآنة، وأَشباهُها.
وقد أَغْضَبَه، وغاضَبْتُ الرجلَ أَغْضَبْتُه، وأَغْضَبَنِي، وغَاضَبه: راغَمه. وفي التنزيل العزيز: ذا النُّون إِذ ذَهَبَ مُغَاضِباً؛ قيل: مُغاضِباً لربه، وقيل: مُغاضِباً لقومه. قال ابن سيده: والأَوَّل أَصَحُّ لأَن العُقُوبة لم تَحِلَّ به إِلاَّ لمُغاضَبَتِه رَبَّه؛ وقيل: ذَهَبَ مُراغِماً لقومه.
وامرأَةٌ غَضُوبٌ أَي عَبُوس.
وقولهم: غَضَبَ الخَيْلِ على اللُّجُم؛ كَنَوْا بغَضَبِها، عن عَضِّها على اللُّجُم، كأَنها إِنما تَعَضُّها لذلك؛ وقوله أَنشده ثعلب:
تَغْضَبُ أَحْياناً على اللِّجـامِ، |
|
كغَضَبِ النارِ على الضِّرَام |
فسره فقال: تَعَضُّ على اللِّجامِ من مَرَحِها، فكأَنها تَغْضَبُ، وجَعَلَ للنار غَضَباً، على الاستعارة، أَيضاً، وإِنما عَنى شِدَّةَ التهابها، كقوله تعالى: سَمِعُوا لها تَغَيُّظاً وزَفيراً؛ أَي صَوْتاً كصَوْتِ المُتَغَيِّظ، واستعاره الراعي للقِدْرِ، فقال:
إِذا أَحْمَشُوها بالوَقودِ تَغَـضَّـبَـتْ |
|
على اللَّحْمِ، حتى تَتْرُكَ العَظْمَ بادِيا |
وإِنما يريد: أَنها يَشتَدُّ غَلَيانُها، وتُغَطْمِطُ فيَنضَجُ ما فيها حتى يَنْفَصِلَ اللحمُ من العظم.
وناقة غَضُوبٌ: عَبُوسٌ، وكذلك غَضْبى؛ قال عنترة:
يَنْباعُ من ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ، |
|
زَيَّافةٍ مِثلِ الفَنِيقِ الـمُـقْـرَمِ |
وقال أَيضاً:
هِرٌّ جَنِيبٌ، كلَّما عَطَفَتْ لـه |
|
غَضْبى، اتَّقاها باليَدَيْنِ وبالفَمِ |
والغَضُوبُ: الحَيَّة الخبيثة.
والغُضابُ: الجُدَرِيُّ، وقيل: هو داء آخر يَخرُجُ وليس بالجُدَرِيِّ.
وقد غَضِبَ جِلدُه غَضَباً، وغُضِبَ؛ كلاهما عن اللحياني، قال: وغُضِبَ؛ بصيغة فعل المفعول، أَكثر. وانه لَمَغْضُوبُ البَصَر أَي الجِلدِ، عنه.
وأَصْبَح جِلدُه غَضَبةً واحدةً، وحكى اللحياني: غَضَبةً واحدةً وغَضْبةً واحدةً أَي أَلبَسَه الجُدَرِيُّ. الكسائي: إذا أَلبَسَ الجُدَرِيُّ جِلدَ المَجدُورِ، قيل: أَصبحَ جِلدُه غَضْبةً واحدةً؛ قال شمر: روى أَبو عبيد هذا الحرف، غَضْنةً، بالنون، والصحيح غَضْبةً بالباء، وجَزْم الضاد؛ وقال ابن الأَعرابي: المَغْضُوبُ الذي قَد رَكِبَه الجُدَرِيُّ. وغُضِبَ بَصَرُ فلان إذا انْتَفَخَ من داءٍ يُصيبه، يقال له: الغُضابُ والغِضابُ.
والغَضْبةُ بَخْصةٌ تكون في الجَفْنِ الأَعْلى خِلْقةً. وغَضِبَتْ عينُه وغُضِبَتْ: وَرِمَ ما حَوْلها.
الفراء: الغُضابيُّ الكَدِرُ في مُعاشَرته ومُخالَقته، مأْخوذ من الغُضاب، وهو القَذَى في العينين.
والغَضْبةُ: الصَّخْرةُ الصُّلْبةُ المُرَكَّبةُ في الجَبلِ، المُخالِفَةُ له؛ قال:
أَو غَضْبة في هَضْبةٍ ما أَرْفَعا |
وقيل: الغَضْبُ والغَضْبةُ صَخْرة رقيقة؛ والغَضْبةُ: الأَكَمة؛ والغَضْبة: قِطْعةٌ من جِلْدِ البعير، يُطْوَى بعضُها إِلى بعض، وتُجْعَلُ شبيهاً بالدَّرَقة. التهذيب: الغَضْبةُ جنَّة تُتَّخذ من جُلود الإِبل، تُلْبَسُ للقتال. والغَضْبةُ: جِلْدُ المُسِنِّ من الوُعُول، حين يُسْلَخ؛ وقال البُرَيْقُ الهُذَليُّ:
فَلَعَمْرُ عَرْفِكَ ذِي الصُّماحِ، كما |
|
غَضِبَ الشِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْـمِ |
ورجل غُضَابٌ: غَلِيظُ الجِلْدِ.
والغَضْبُ: الثَّوْرُ. والغَضْبُ: الأَحمر الشديد الحُمْرة. وأَحمرُ غَضْبٌ: شديدُ الحُمْرة؛ وقيل هو الأَحْمر في غِلَظٍ؛ ويُقَوِّيه ما أَنشده ثعلب:
أَحْمَرُ غَضْبٌ لا يُبالي ما اسْتَقَى، |
|
لا يُسْمِعُ الدَّلْوَ، إذا الوِرْدُ التَقَى |
قال: لا يُسْمِعُ الدَّلْوَ: لا يُضَيِّقُ فيها حتى تَخفَّ، لأَنه قَوِيٌّ على حَمْلها. وقيل: الغَضْبُ الأَحْمَرُ من كل شيء.
وغَضُوبُ والغَضُوبُ: اسم امرأَة؛ وأَنشد بيت ساعدة بن جؤية:
هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ من يَتَجَنَّبُ، |
|
وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيِكَ تَشْـعَـبُ |
وقال:
شابَ الغُرابُ، ولا فُؤَادُكَ تارِكٌ |
|
ذِكْرَ الغَضُوبِ، ولا عِتابك يُعْتِبُ |
فمَن قال غَضُوب، فعلى قولِ مَنْ قال حارث وعَبَّاس، ومَن قال الغَضُوب، فعلى من قال الحارث والعباس. ابن سيده: وغَضْبَى اسم للمائة من الإِبل، حكاه الزجاجي في نوادره، وهي معرفة لا تُنوَّن، ولا يَدخلُها الأَلف واللام؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
ومُسْتَخْلِفٍ، من بَعْدِ غَضْبَى، صَريمةً، |
|
فأَحْرِ به لِطُـولِ فَـقْـرٍ وأَحْـرِيا |
وقال: أَراد النون الخفيفة فوقف. ووجدت في بعض النسخ حاشية: هذه الكلمة تصحيف من الجوهري ومِن جماعة، وأَنها غَضْيا، بالياء المثناة من تحتها مقصورة، كأَنها شبهت في كثرتها بمنبت، ونسب هذا التشبيه ليعقوب. وعن أَبي عمرو: الغَضْيا، واستشهد بالبيت أَيضاً.
والغِضابُ: مكان بمكة؛ قال ربيعة بنُ الحَجْدَر الهذلي:
أَلا عادَ هذا القلبَ ما هو عـائدُه، |
|
وراثَ، بأَطْرافِ الغِضابِ، عَوائدُه |
الغَضَارُ: الطّين الحُرّ. ابن سيده وغيره: الغَضارةُ الطين الحر، وقيل: الطين اللاَّزب الأَخضر. والغَضارُ: الصَّحْفة المتخذة منه.
والغُضْرة والغَضْراء: الأَرض الطَّيّبة العَلِكة الخَضراء، وقيل: هي أَرض فيها طين حُرٌّ. يقال: أَنْبَطَ فلانٌ بئرَه في غَضْراءَ، وقيل: قول العرب أَنبَطَ في غَضْراءَ أَي استخرَج الماء من أَرض سهلة طيّبة التُّربة عَذْبة الماء، وسمي النَّبَطُ نَبَطاً لاستنباطهم ما يخرج من الأَرضين.
ابن الأَعرابي: الغَضْراء المكان ذو الطين الأَحمر، والغَضْراء طينةٌ خضراء عَلِكة، والغَضَارُ خَزَفٌ أَخضر يُعَلَّق على الإِنسان يَقي العَين؛ وأَنشد: ولا يُغْني تَوَقِّي المَرْء شيئاً، ولا عُقَدُ التَّميم، ولا الغَضارُ إذا لاقى مَنِيَّتَه فأَمْسى يُساقُ به، وقد حَقَّ الحِدارُ والغَضْراء: طين حرٌّ. شمر: الغَضارةُ الطين الحر نفسه ومنه يتخذ الخزف الذي يسمى الغَضارَ. والغَضْراءُ والغُضْرة: أَرض لا ينبت فيها النخل حتى تُحْفَر وأَعلاها كَذّان أَبْيض. والغَضْوَرُ: طِينٌ لَزِجٌ يلتزق بالرِّجْل لا تكاد تذهب الرّجْلُ فيه. والغَضارة: النّعْمة والسَّعة في العيش.
وقولهم في الدعاء: أَبادَ اللّه خضراءَهم؛ ومنهم من يقول: غَضْراءَهم وغَضارَتَهم أَي نِعْمَتهم وخيرَهم وخِصْبَهم وبَهْجَتَهم وسعة عيشهم، من الغَضارة، وقيل: طِينَتهم التي منها خُلقوا. قال الأَصمعي: ولا يقال أَبادَ الله خَضْراءَهم ولكن أَبادَ اللّه غَضْراءَهم أَي أَهْلَك خيرَهم وغَضارتهم؛ وقول الشاعر: بخالِصة الأَرْدانِ خُضْرِ المَناكِبِ عنى بخُضْرِ المناكب ما هم فيه من الخِصْب. وقال ابن الأَعرابي: أَبادَ ا خَضْراءَهم أَي سوادَهم. وقال أَحمد بن عبيد: أَبادَ اللّه خَضْراءَهم وغَضْراءَهم أَي جماعتهم. وغَضِرَ الرجل بالمال والسَّعةِ والأَهلِ غَضراً: أَخصب بعد إِقطارٍ؛ وغَضَره اللّه يَغْضُره غَضْراً. ورجل مَغْضورٌ: مُبارَك. وقوم مَغْضورون إذا كانوا في خير ونِعْمة. وعَيْشٌ غَضِرٌ مَضِرٌ؛ فغَضرٌ ناعمٌ رافِةٌ، ومَضِرٌ إِتباع. وإِنهم لفي غَضارةٍ من العيش وفي غَضْراءَ من العَيْشِ وفي غَضارةِ عَيْش أَي في خصب وخير. والغَضارةُ: طِيبُ العيش؛ تقول منه: بنو فلان مغضورون. وفي حديث ابن زِمْل: الدُّنْيا وغَضارَةَ عيشها أَي طِيبها وَلَذّتها. وهم في غَضارةٍ من العيْش أَي في خِصْبٍ وخير. ويقال: إِنه لفي غَضْراءِ عَيْشٍ وخَضْراءِ عَيْشٍ أَي في خِصْب. وإِنه لفي غَضْراءَ من خَيْرٍ، وقد غَضَرَهم اللّه يَغْضُرهم. واخْتُضِرَ الرجلُ واغْتُضِرَ إذا مات شابّاً مُصَحَّحاً. والغَضيرُ: الناعم من كل شيء، وقد غَضُرَ غَضارةً؛ ونَبات غَضيرٌ وغَضِرٌ وغاضِرٌ. قال أَبو عمرو:الغَضِير الرَّطْبُ الطَّرِيّ؛ قال أَبو النجم: مِنْ ذابِلِ الأَرْضِ ومِنْ غَضيرِها والغَضارةُ: القَطاةُ؛ قال الأَزهري: ولا أَعرفه. وما نام لِغَضْرٍ أَي لم يكد ينام؛ وغَضَر عنه يَغْضِر، وغَضِر، وتَغَضَّر: انْصَرَفَ وعدل عنه. ويقال: ما غَضَرْتُ عن صَوْبي أَي ما جُرْتُ عنه؛ قال ابن أَحمر يصف الجواري: تَواعَدْنَ أَن لا وَعْيَ عن فَرْجِ راكِسٍ، فَرُحْنَ ولم يَغْضِرْنَ، عن ذاكَ، مَغْضَرا أَي لم يَعْدِلن ولم يجرن. ويقال: غَضَرَه أَي حبسه ومنعه. وحَمَل فما غَضَرَ أَي ما كذب ولا قَصَّر.وما غَضَرَ عن شتمي أَي ما تأَخّر ولا كذَب.
وغَضَرَ عليه يَغْضِر غضراً: عطف. وغَضَر له من ماله: قَطَعَ له قِطْعة منه.
والغاضِرُ: الجِلْد الذي أُجِيدَ دباغُه. وجلد غاضِرٌ: جيد الدباغ؛ عن أَبي حنيفة، والغَضِير: مثل الخَضير؛ قال الراجز: من ذابل الأَرْطى ومن غضيرها والغَضْرةُ. نَبْتٌ. والغَضْوَرةُ: شجرة غبراء تَعْظُم، والجمع غَضْوَرٌ، وقيل: الغَضْوَرُ نبات لا يعقد عليه شحم، وقيل: هو نبات يَشْبِه الضَّعَةَ والثُّمامَ. ويقال في مَثَلٍ: هو يأْكل غَضْرةً ويربض جَحْرةً.
والغَضْوَرُ، بتسكين الضاد: نبت يشبه السّبَط؛ قال الراعي يصف حُمُراً: تَثِير الدواجِنَ في قَصَّة عِراقِيّة، حَوْلها الغَضْوَرُ وغَضْوَر: ثنيَّة بين المدينة وبلاد خزاعة، وقيل: هو ماء لطيِّء؛ قال امرؤ القيس: كأَثْلٍ من الأَعْراضِ من دون بِئشة ودُونَ الغَمِير، عامداتٍ لِغَضْوَرا وقال الشماخ: كأَنَّ الشبابَ كانَ رَوْحةَ راكبٍ، قضى حاجةً من سُقْفَ في آلِ غَضْوَرا والغاضِرُ: المانِعُ، وكذلك العاضِرُ، بالعين والغين. أَبو عمرو: الغاضِرُ المانع والغاضِرُ الناعم والغاضِرُ المُبَكِّرُ في حوائجه. ويقال: أَردت أَن آتيكَ فَغَضَرَني أَمرٌ أَي منعني.
والغَواضِرُ: في قيس. وغاضِرة: قبيلة في بني أَسد وحيٌّ من بني صَعْصَعَة، وبطن من ثَقِيف وفي بني كِنْدة. ومسجدُ غاضِرةَ: مسجدٌ بالبصرة منسوب إِلى امرأَة. وغُضَيْرٌ وغَضْران: اسمان.
ثَغْرٌ غُضارِس: باردٌ عذْب؛ قال:
مَمْكُورَة غَرْثَى الوِشاحِ الشَّاكِسِ |
|
تَضْحَك عن ذي أُشُر غُضارِسِ |
وحكاه ابن جني بالعين والغين، وهو مذكور في موضعه.
الغُضْرُوف: كلُّ عَظم رَخْص ليّن في أَيّ موضع كان. والغُضْرُوف: العَظم الذي على طرف المَحالةِ، والغُرْضُوفُ لغة فيهما. وفي حديث صفته، صلى اللّه عليه وسلم: أَعْرفه بخاتم النُّبوة أَسْفَل من غُضْروف كتِفه؛ غُضْروفُ الكتِف: رأْس لَوْحِه.
وامرأَة غَنْضَرِفٌ وغَنْضفِير إذا كانت ضَخْمة لها خَواصِر وبطون وغُضون مثل خَنْضرف وخَنْضفير.
الغِضْرِمُ: ما تَشَقَّق من قُلاعِ الطين الأَحمر الحُرِّ. ومكانٌ غَضْرَمٌ وغُضارِمٌ: كثير النَّبْت والماء. والغَضْرَم: المكان الكثير التراب اللَّيِّن اللَّزِجُ الغليظُ. والغَضْرَمُ: المكانُ كالكَذَّانِ الرِّخْوِ والجَصِّ؛ وأَنشد:
يَقْعَفْنَ قاعاً كَفَرَاشِ الغَضْرَم |
وقال رؤبة:
مِنَّا إذا اصْطَكَّ تَشَظَّى غَضْرَمُه |
قال: فإذا يَبِسَ الغَضْرَمُ فهو القِلْفِع.
الغَضُّ والغَضِيضُ: الطَّرِيُّ. وفي الحديث: مَنْ سَرَّه أَن يَقرأَ القرآن غَضّاً كما أُنْزِلَ فَلْيَسْمَعْه من ابنِ أُمّ عَبْدٍ؛ الغَضُّ الطريّ الذي لم يتغير، أَراد طريقه في القِراءة وهيأَته فيها، وقيل: أَراد الآيات التي سمعها منه من أَول سورة النساء إِلى قوله: فكيف إذا جئنا من كل أُمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً. ومنه حديث عليّ: هل يَنْتَظِرُ أَهلُ غَضاضةِ الشباب أَي نَضارَتِه وطَراوَتِه. وفي حديث ابن عبد العزيز أَن رجلاً قال: إِن تزوّجت فلانة حتى أَكل الغَضِيض فهي طالق؛ الغَضِيضُ: الطريّ، والمراد به الطَّلْعُ، وقيل: الثَّمَرُ أَوَّلَ ما يخرج. ويقال: شيء غَضٌّ بَضٌّ وغاضٌّ باضٌّ، والأُنثى غَضّةٌ وغَضِيضةٌ. وقال اللحياني: الغضّةُ من النساءِ الرَّقيقةُ الجلدِ الظاهرةُ الدمِ، وقد غَضَّتْ تَغِضُّ وتَغَضُّ غَضاضةً وغُضُوضةً. ونبت غَضٌّ: ناعِمٌ؛ وقوله:
فَصَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ |
أَي أَنه لم تُدْرِكه الشمسُ فهو غَضٌّ كما أَن النبت إذا لم تدركه الشمس كان كذلك. وتقول منه: غَضِضْتَ وغَضَضْتَ غَضاضةً وغُضوضةً. وكل ناضِر غَضٌّ نحو الشّاب وغيره. قال ابن بري: أَنكر عليّ بن حمزة غَضاضةً وقال: غَضٌّ بيِّن الغُضوضةِ لا غير، قال: وإِنما يقال ذلك فيما يُغْتَضُّ منه ويُؤْنَفُ، والفعل منه غَضَّ واغْتَضَّ أَي وضَع ونَقَضَ. قال ابن بري: وقد قالوا بَضٌّ بيِّن البَضاضةِ والبُضُوضةِ، قال: وهذا يقوّي قول الجوهري في الغَضاضة. التهذيب: واختلف في فعلت من غَضّ، فقال بعضهم: غَضِضْتَ تَغَضُّ، وقال بعضهم: غَضَضْتَ تَغَضُّ. والغضُّ: الحِبْنُ من حين يَعْقِدُ إِلى أَن يَسْوَدّ ويَبْيَضَّ، وقيل: هو بعد أَن يَحْدِرَ إِلى أَن يَنْضَج. والغَضِيضُ الطلْعُ حين يَبْدُو. والغَضُّ من أَولاد البقر: الحديث النتاج، والجمع الغِضاضُ؛ قال أَبو حية النميري:
خَبَأْنَ بها الغُنَّ الغِضاضَ فأَصْبَحَتْ |
|
لَهُنَّ مَراداً، والسِّخالُ مَـخـابِـئا |
الأَصمعي: إذا بدا الطَّلعُ فهو الغَضِيضُ، فإِذا اخْضَرَّ قيل: خَضَبَ النخلُ، ثم هو البلح. ابن الأَعرابي: يقال للطَّلْعِ الغِيضُ والغَضِيضُ والإِغْرِيضُ، ويقال غَضَّضَ إذا أَكل الغَضَّ.
والغَضاضةُ: الفُتُورُ في الطرف؛ يقال: غَضَّ وأَغْضى إذا دانى بين جفنيه ولم يُلاقِ؛ وأَنشد:
وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ، |
|
تَمَرَّسَ بي مِنْ حَيْنِه، وأَنا الرَّقِمْ |
قال الأَزهري: عليه غَضاضةٌ أَي ذُلّ. ورجل غَضِيضٌ: ذَلِيلٌ بَيِّنُ الغَضاضةِ من قوم أَغِضّاءَ وأَغِضّةٍ، وهم الأَذِلاّءُ. وغَضَّ طَرْفَه وبَصره يَغُضُّه غَضّاً وغَضاضاً وغِضاضاً وغَضاضةً، فهو مَغْضُوضٌ وغَضِيضٌ: كفَّه وخَفَضَه وكسره، وقيل: هو إذا دانى بين جفونه ونظر، وقيل: الغَضِيضُ الطرْفِ المُسْتَرْخي الأَجفانِ. وفي الحديث: كان إذا فَرِحَ غَضَّ طرْفَه أَي كسَره وأَطرَق ولم يفتح عينه، وإِنما كان يفعل ذلك ليكون أَبعد من الأَشَرِ والمَرَحِ. وفي حديث أُم سلمة: حُمادَياتُ النساءِ غَضُّ الأَطرافِ، في قول القتيبي؛ ومنه قصيد كعب:
وما سُعادُ، غَداةَ البين إِذ رَحَـلُـوا، |
|
إِلا أَغَنُّ غَضِيضُ الطَّرْفِ، مَكْحُولُ |
هو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعول، وذلك إِنما يكون من الحَياءِ والخَفَرِ، وغَضَّ من صوته، وكلُّ شيء كَفَفْته، فقد غَضَضْتَه، والأَمر منه في لغة أَهل الحجاز: اغْضُضْ. وفي التنزيل: واغضُض من صوتك، أَي اخْفِضِ الصوت. وفي حديث العُطاسِ: إذا عَطَسَ غَضَّ صوتَه أَي خَفَضَه ولم يرفعه؛ وأَهل نجد يقولون: غُضَّ طرْفَك، بالإدْغامِ؛ قال جرير:
فَغُضَّ الطرْف، إِنَّكَ من نُمَيْرٍ، |
|
فلا كَعْباً بَلَغْتَ، ولا كِـلابـا |
معناه: غُضَّ طَرْفَكَ ذُلاًّ ومَهانَة. وغَضَّ الطرْفَ أَي كَفَّ البَصَرَ. ابن الأَعرابي: بضَّضَ الرجلُ إذا تَنَعَّمَ، وغَضَّضَ صار غَضّاً مُتَنَعِّماً، وهي الغَضُوضةُ. وغَضَّضَ إذا أَصابته غَضاضةٌ.
وانْغِضاضُ الطرْفِ. انْغِماضُه. وظبي غَضِيضُ الطرْفِ أَي فاتِرُه. وغَضُّ الطرْفِ: احتمالُ المكروه؛ وأَنشد أَبو الغوث:
وما كانَ غَضُّ الطرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً، |
|
ولَكِنَّنا في مَـذْحِـجٍ غُـرُبـان |
ويقال: غُضَّ من بصرك وغُضَّ من صوتك. ويقال: إِنك لَغَضِيضُ الطرْفِ نَقِيُّ الظَّرْفِ؛ قال: والظَّرْفُ وِعاؤه، يقول: لسْتَ بخائن. ويقال:غُضَّ من لجام فرَسك أَي صَوِّبْه وانْقُص من غَرْبِه وحِدّتِه. وغَضَّ منه يَغُضُّ أَي وَضَعَ ونَقَصَ من قدره. وغَضَّه يَغُضُّه غَضّاً: نَقَصَه.
ولا أَغُضُّكَ دِرْهَماً أَي لا أَنْقُصُكَ. وفي حديث ابن عباس: لَوْ غَضَّ الناسُ في الوصِيَّة من الثلُث أَي نَقَصُوا وحَطُّوا؛ وقوله:
أَيّامَ أَسْحَبُ لِمَّتي عَفَرَ المَلا، |
|
وأَغُضُّ كلَّ مُرَجَّـلٍ رَيّان |
قيل: يعني به الشَّعَر، فالمُرَجَّلُ على هذا المَمْشُوطُ، والرّيانُ المُرْتَوِي بالدهن، وأَغُضُّ: أَكُفُّ منه، وقيل: إِنما يعني به الزِّقّ، فالمُرَجَّلُ على هذا الذي يُسْلَخُ من رجل واحدة، والرّيّانُ المَلآنُ.
وما عليك بهذا غَضاضةٌ أَي نَقْصٌ ولا انْكسارٌ ولا ذُلٌّ. ويقال: ما أَرَدْت بذا غَضيضةً فلان ولا مَغَضَّتَه كقولك: ما أَردت نقيصته ومَنْقَصَته. ويقال: ما غَضَضْتك شيئاً أَي ما نَقَصْتُك شيئاً.
والغَضْغَضةُ: النقص. وتَغَضْغَضَ الماءُ: نقَص. الليث: الغَضُّ وَزْعُ العَذْلِ؛ وأَنشد:
غُضّ المَلامةَ إِنِّي عَنْك مَشْغُول |
وغَضْغَضَ الماءَ والشيءَ فَغَضْغَضَ وتَغَضْغَضَ: نقَصه فنَقَصَ. وبحر لا يُغَضْغَضُ ولا يُغَضْغِضُ أَي لا يُنْزَحُ. يقال: فلان بحر لا يُغَضْغَضُ؛ وفي الخبر: إِن أَحد الشعراء الذين اسْتَعانَتْ بهم سَلِيطٌ على جرير لما سمع جريراً ينشد:
يَتْرُكُ أَصْفانَ الخُصى جَلاجِلا |
قال: علمت أَنه بحر لا يُغَضْغَضُ أَو يُغَضْغِضُ؛ قال الأَحوص:
سَأَطْلُبُ بالشامِ الـوَلِـيدَ، فـإِنَّـه |
|
هوَ البَحْرُ ذو التَّيّارِ، لا يَتَغَضْغَضُ |
ومطر لا يُغَضْغِضُ أَي لا ينقطع. والغَضْغَضَةُ: أَن يَتَكَلَّمَ الرجلُ فلا يُبِين.
والغَضاضُ والغُضاضُ: ما بين العِرْنينِ وقُصاصِ الشعَر، وقيل ما بين أَسفل رَوْثَةِ الأَنف إِلى أَعْلاه، وقيل هي الرَّوْثةُ نفسها؛ قال:
لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفّا |
لِلشَّرِّ لا يُعْطِي الرِّجالَ النِّصْفا، |
أَعْدَمْتُه غُضاضَه والكَفّا |
ورواه يعقوب في الأَلفاظ عُضاضَه، وقد تقدّم، وقيل: هو مقدم الرأْس وما يليه من الوجه، ويقال للراكب إذا سأَلته أَن يُعَرّج عليك قليلاً: غُضّ ساعة؛ وقال الجعدي:
خَلِيلَيَّ غُضَّا ساعةً وتَهَجَّرا |
أَي غُضّا من سَيرِكما وعَرّجا قليلاً ثم روحا متهجرين. ولما مات عبد الرحمن بن عوف قال عمرو بن العاص: هَنِيئاً لك يا ابن عوف، خَرَجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ ولم يَتَغَضْغَضْ منها شيء؛ قال الأَزهري: ضَرَبَ البِطْنةَ مثلاً لوفور أَجره الذي اسْتَوْجَبَهُ بِهِجْرَته وجِهادِه مع النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وأَنه لم يتلبس بشيء من وِلايةٍ ولا عَمَل يَنْقُصُ أُجُورَه التي وجَبَت له.
وروى ابن الفرج عن بعضهم: غَضَضْتُ الغُصْنَ وغَضَفْتُه إذا كسرْته فلم تُنْعِم كَسْرَه. وقال أَبو عبيد في باب موت البَخِيلِ: ومالُه وافرٌ لم يُعْطِ منه شيئاً؛ من أَمثالهم في هذا: مات فلان ببطنه لم يَتَغَضْغَضْ منها شيء، زاد غيره: كما يقال مات وهو عَرِيضُ البطان أَي سمين من كثرة المال.
غَضَفَ العُودَ والشيءَ يَغْضِفُه غَضْفاً فانغضَفَ وغَضَّفَه فَتَغَضَّفَ: كسره فانكسر ولم يُنْعِم كسره. وتغضَّف عليه أَي مالَ وتَثنَّى وتكسَّر، وتَغَضَّفت الحَيّة: تلَوّت وتكسّرت؛ قال أَبو كبير الهُذلي:
إلا عَوابِسُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ |
|
باللَّيلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ |
وكلُّ متثن متكسّر مُسترْخ أَغْضَفُ، والأُنثى غَضْفاء. وغَضِفت الأُذن غَضَفاً وهي غَضْفاء: طالت واسْترخت وتكسّرت، وقيل: أَقبلت على الوجه، وقيل: أَدبرت إلى الرأْس وانكسر طرَفُها، وقيل: هي التي تتثنى أَطرافها على باطنها، وهي في الكلاب إقبال الأُذن على القفا. وكلبٌ أَغْضَفُ وكلاب غُضْف، وقد غَضِفَ، بالكسر، إذا صار مسترخي الأُذن. التهذيب: التَّغَضُّفُ والتغَضُّنُ والتغيُّفُ واحد، ومن ذلك قيل للكلاب غُضْفٌ إذا استرخت آذانها على المحارة من طولها وسَعتها. وقال ابن الأَعرابي: الغاضِفُ من الكلاب المتكسّر أَعلى أُذنه إلى مقدَّمه، والأَغضفُ إلى خلفه. والغُضْفُ: كلاب الصيْد من ذلك صفة غالبة. وغَضَفَ الكلبُ أُذنه غَضْفاً وغَضَفاناً وغَضْفاناً: لَواها، وكذلك إذا لوتْها الرِّيح، وقيل: غَضَفها أَرخاها وكسرها. والغَضَفُ، بالتحريك: اسْتِرْخاء في الأُذن، وفي التهذيب: الغضف استرخاء أَعلى الأُذن على محارتها من سَعتها وعِظَمها. والغَضْفاء من المعز: المُنْحَطَّةُ أَطراف الأُذنين من طولهما. والمُغْضِفُ: كالأَغضف.ابن شميل: الغَضَفُ في الأُسْد استرخاء أَجفانها العُلا على أَعينها، يكون ذلك من الغَضَب والكِبَر، قال: ومن أَسماء الأَسد الأَغْضَفُ، وقال أَبو النجم يصف الأُسد:
ومُخْدِرات تأْكل الطَّوّافـا |
|
غُضْف تَدُقُّ الأَجَمَ الحَفَّافا |
قال: ويقال الغَضَفُ في الأُسُد كثرة أَوبارها وتثنِّي جلودها؛ وقال القُطامي:
غُضْف الجِمامِ تَرَحَّلُوا |
وقال الليث: الأَغْضف من السباع الذي انكسر أَعلى أُذنه واستَرخَى أَصله، وأُذنٌ غَضْفاء وأَنا أَغْضِفُها، وانْغَضفَت أُذنه إذا انكسرت من غير خِلْقة، وغَضِفت إذا كانت خِلْقة، والغَضَفُ انكسارها خلقة؛ وقوله:
لما تآزَيْنا إلى دِفء الكُـنُـفْ |
|
في يَوْمِ ريحٍ وضَبابٍ مُنْغَضِفْ |
إنما عنى بالمنغضف الضباب الذي بعضه فوق بعض. ويقال للسماء أَغْضَفَت إذا أَخالَت للمطر، وذلك إذا لَبِسها الغَيم، كما يقال ليل أَغضف إذا أُّلبِسَ ظَلامه. ويقال: في أَشفاره غَضَفٌ وغَطَف بمعنى واحد. ونخلة مُغْضِف ومُغْضِفة: كثر سَعَفُها وساءَ ثمرها. وثمرة مُغْضِفة: لم يَبْدُ صَلاحُها. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه ذكر أَبواب الرِّبا ثم قال: ومنه الثمرة تُباع وهي مُغْضِفة؛ قال شمر: ثمَرَة مُغْضفة إذا تقاربت من الإدْراك ولمَّا تُدْرِك. وقال أَبو عمرو: المُغْضِفَة المُتدَلِّية في شجرها مسترخية، وكلُّ مُسترخ أَغضف؛ رواه عنه أَبو عبيد؛ قال: وإنما أَراد عمر، رضي اللّه عنه، أَنها تباع ولم يَبْدُ صَلاحُها فلذلك جعلها مُغْضفة.
وقال أَبو عدنان: قالت لي الحَنظلِيّة أَغْضفَت النخلة إذا أُوقِرَتْ؛ ومنه الحديث: أَنه قدم خَيْبر بأَصحابه وهم مُسْعِنُون والثمرةُ مُغضفة.
ويقال: نزل فلان في البئر فانغَضَفَت عليه أَي انهارت عليه. وتغضفت البئر إذا تهدَّمت أَجْوالُها. وانْغَضَفت عليه البئر: انْحَدرت؛ قال العجاج:
وانْغَضَفَتْ في مُرْجَحِنّ أَغْضَفا |
شبه ظلمة الليل بالغُبار. وانغَضَف القوم في الغبار: دخلوا فيه. وغَضَف يَغْضِفُ غُضُوفاً: نَعِم بالُه، فهو غاضِفٌ. والغاضِفُ: الناعمُ البال؛ وأَنشد:
كَمِ اليومَ مَغْبُوطٌ بخَيْرِك بـائسٌ |
|
وآخَرُ لم يُغْبَطْ بخَيْرِك غاضِفُ |
، وعَيْشٌ أَغْضَفُ وغاضف: واسع ناعِم رَغَدٌ بَيِّنُ الغَضَف. ابن الأَعرابي: سنة غَضْفاء إذا كانت مخْصِبة. وقال مَعْن بن سَوادةَ: عيشٌ أَغضف إذا كان رَخِيّاً خَصِيباً. ويقال: تَغَضَّفت عليه الدنيا إذا كثر خيرها وأَقبلت عليه. وعَطَنٌ مُغْضِفٌ إذا كثُر نَعَمُه ورواه ابن السكيت مُعْصِف، وقال: هو من العَصْف وهو ورق الزرع وإنما أَراد خُوص سعَف النخل؛ وقال أُحَيحةُ بن الجلاح:
إذا جُمادى مَنَعَتْ قَطْرَهـا |
|
زانَ جَنابي عَطنٌ مُغْضِفُ |
أَراد بالعَطَن ههنا نخيلة الرّاسخةَ في الماء الكثيرةَ الحمل، وقد تقدّم هذا البيت في ترجمة عصف أَيضاً، وذكرنا هناك ما فيه من الاختلاف.
وغَضَف الفرسُ وغيره يَغْضِفُ غَضْفاً: أَخذ من الجَرْي بغير حساب. والغَضَفُ: شجر بالهند يشبه النخل ويتخذ من خوصِه جِلال، وقال الليث: هو كهيئة النخل سواء من أَسفله إلى أَعْلاه سعَفٌ أَخضر مغشّىً عليه ونواه مقشَّر بغير لِحاء؛ قال أَبو حنيفة: الغَضَفُ خوص جيد تتخذ منه القِفاع التي يُحمل فيها الجهاز كما يحمل في الغرائر، تتخذ أعدالاً فلها بقاء، ونبات شجره كنبات النخل ولكن لا يطول ويُخرج في رؤوسها بُسْراً بَشِعاً لا يؤكل، قال: وتتخذ من خوصه حُصْر أَمثال البُسط تسمى السِّمام، الواحدة سُمَّةٌ، وتُفْتَرش السُّمّة عِشرين سنة. الدينوري: وأَجود اللِّيف للحبال الكِنْبارُ، وهو ليف النّارَجِيل، وأَجْود الكنبار الصِّيني، وهو أَسود يسمونه القَطِيّا، والغُضْفُ القَطا الجُونُ؛ قال ابن بري: صوابه والغَضَفُ القَطا الجُوني.
غيره: والغَضَفة ضرب من الطير قيل إنها القَطاة الجونيّة، والجمع غَضَفٌ وغُضَيْفٌ: موضع. وسَهم أَغْضَفُ أَي غَلِيظُ الرِّيش، وهو خلاف الأَصْمع. وأَغْضَف الليلُ أَي أَظلم واسْودَّ. وليل أَغْضَفُ وقد غَضِف غَضَفاً. وتَغَضَّف علينا الليل: أَلبسنا؛ وأَنشد:
بأَحْلامِ جُهّال إذا ما تَغَضَّفوا |
التهذيب: والأغضف الليل؛ وأَنشد:
في ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هامَه البُوم |
الأَصمعي: خَضَفَ بها وغَضَفَ بها إذا ضَرطَ.
الغَضْفَرُ: الجافي الغليظ، ورجل غَضَنْفَرٌ؛ قال الشاعر: لهم سَيِّدٌ لم يَرْفَع اللّه ذِكْرَه، أَزَبُّ غَضُوبُ الساعِدَين غَضَنْفَرُ وقال أَبو عمرو: الغَضَنْفرُ الغليظ المُتَغَضِّن؛ وأَنشد: دِرْحايةٌ كَوَأْلَلٌ غَضَنْفَر وأُذُنٌ غضَنْفَرةٌ: غليظة كثيرة الشعر؛ وقال أَبو عبيدة: أُذن غَضَنْفَرة وهي التي غلظت وكثر لحمها. وأَسد غَضَنْفَر: غليظ الخَلْقِ مُتَغَضِّنه. الليث: الغَضَنْفَر الأَسدُ. ورجل غَضَنْفَرٌ إذا كان غليظاً أَو غليظ الجثّة. قال الأَزهري: أَصله الغَضْفَر، والنون زائدة. وفي نوادر الأَعراب: بِرْذَوْنٌ نَغْضَلٌ وغَضَنْفَرٌ، وقد غَضْفَرَ وقَنْدَلَ إذا ثَقُل؛ وذكره الأَزهري في الخماسي أَيضاً.
اغْضَأَلَّت الشجرة: لغة في اخضأَلَّت. واغْضأَلَّ الشجر: كثرت أَغصانه واشتدَّ التفافها؛ قال:
كأَنَّ زِمامها أَيْمٌ شُـجـاعٌ |
|
تَرَأَّدَ في غُصُونٍ مُغْضَئِلَّه |
همَز الأَلف على قولهم احْمأَرَّ ونحوه.
الغَضْنُ والغَضَنُ: الكَسْرُ في الجِلْد والثوب والدرع وغيرها، وجمعه غُضُون؛ قال كعب بن زهير:
إذا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُـه، |
|
رأَيتَ لجاعِرَتَيْه غُضُونا. |
التهذيب: الغُضُون مكاسِرُ الجلد في الجَبين والنَّصِيلِ، وكذلك غُضُون الكُمِّ وغُضُونُ درع الحديد؛ وأَنشد: تَرَى فوقَ النِّطاقِ لها غُضُونا.
وغُضُونُ الأُذُنِ: مَثانِيها، وكل تَثَنٍّ في ثوب أَو جلد غَضْنٌ وغَضَنٌ. وقال اللحياني: الغُضُون والتَّغْضِينُ التَّشَنُّجُ؛ وأَنشد:
خَريعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّواحي، |
|
كأَخلاقِ الغَرِيقَةِ، ذا غُضُـونِ. |
واحدها غَضْنٌ وغَضَنٌ؛ قال: وهذا ليس بشيء لأَنه عبر عن الغُضُون بالتَّشَنُّج الذي هو المصدر، والمصدر ليس يُجْمع فيكون له واحد. وقد تَغَضَّنَ، وغَضَّنْتُه فتَغَضَّنَ. والتَّغْضِينُ أَيضاً: الرِّجاعُ.
والمُغاضَنَة: المُكاسَرة بالعينين للرِّيبة. والأَغْضَنُ: الكاسِرُ عَيْنَه خِلْقةً أَو عداوة أَو كِبْراً؛ قال:
ا أَيُّها الكاسِرُ عَيْنَ الأَغْصَنِ. |
والغَضَنُ: تَثَنِّي العُود وتَلَوِّيه. وغَضَنُ العَيْنِ: جِلْدَتُها الظاهرة. ويقال للمَجْدُور إذا أَلْبَسَ الجُدْرِيُّ جلدَه: أَصبح جلده غَضْنَة واحدة، وقد يقال بالباء. ولأُطِيلَنَّ غَضَنَك أَي عَناءَك.
الأَزهري: أَبو زيد تقول العرب للرجل تُوعِدُه لأَمُدَّنَّ غَضَنك أَي لأُطيلَنَّ عناءك، ويقال غَضْنك؛ وأَنشد:
تَرَيْتَ إن سُقْنا سِياقاً حَسَنا، |
|
مُدُّ من آباطِهِنَّ الغَضَنـا. |
وغَضَنَه يَغْضِنُه ويَغْضُنُه غَضْناً: حبسه. ويقال: ما غَضَنك عنا أَي ما عاقك عنا. ابن الأَعرابي: غَصَننِي عن حاجتي يَغْصِنُني، بالصاد، وهو غلط، والصواب غَضَنَني يَغْضِنُني لا غير. وغَضَنَتِ الناقة بولدها وغَضَّنَتْ: أَلقتْه لغير تمام قبل أَن ينبت الشعر عليه ويَسْتَبِينَ خَلْقُه. قال أَبو زيد: يقال لذلك الولد غَضِينٌ، والاسم الغِضانُ. وغَضَّنَتِ السماءُ وأَغْضَنَت السماء إِغْضاناً: دام مطرها. وأَغْضَنَتْ عليه الحُمَّى: دامت وأَلَحَّتْ؛ عن ابن الأَعرابي.
الغَطْرُ لغة في الخَطْرِ؛ مَرَّ يَغْطِرُ بذَنَبِه أَي يَخْطِرُ.
أَبو عمرو: الغِطْيَرُّ المتظاهر اللحم، المربوع؛ وأَنشد: لمَّا رَأَتْه مُودَناً غِطْيَرّا قال: وناظرت أَبا حمزة في هذا الحرف فقال: إن الغِطْيَرّ القصير، بالغين والطاء.
الغطْرَبُ: الأَفْعى، عن كراع.
الغَطْرسة والتَغَطْرُس: الإِعجاب بالشيء والتَّطاوُل على الأَقْران؛ وأَنشد:
كم فِيهمُ من فارِس مُتَغَطْرِسٍ |
|
شاكِي السِّـلاح، يَذُبُّ عـن |
مَكْروبِ وقيل: هو الظُّلْم والتكبُّر. والغِطْرِس والغِطْرِيسُ والمُتَغَطْرِس: الظالم المتكبر، قال الكُمَيت يخاطب بني مَرْوان:
ولولا حِبالٌ منكمُ هي أَمْرَسَتْ |
|
جَنائِبَنا، كُنَّا الأُتاةَ الغَطارِسَـا |
وقد تَغَطْرَسَ، فهو مُتَغَطْرِس. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: لولا التَّغَطْرُس ما غَسَلْت يَدي. التَّغَطْرُس: الكِبر. المُؤَرِّج: تَغَطْرس في مِشْيَتِه إذا تَبَخْتَر، وتَغَطْرَس إذا تَعسَّف الطريق. ورجل مُتَغَطْرِس: بخيل؛ في كلام هذيل.
غَطْرَشَ الليلُ بصَرَه: أَظلم عليه. التهذيب: غطرَش بصرُه غَطْرَشةً إذا أَظلم.
الغِطْريف والغُطارِف: السيد الشريفُ السخِيّ الكثير الخير؛ وأَنشد:
ومَن يَكُونوا قوْمه تَغَطْرَفا |
والذي في حديث سَطِيح:
أَصَمَّ أَم يَسْمَعُ غِطريفُ اليَمن |
الغِطريف: السيِّد، وجمعه الغَطاريف، وقيل: الغِطْريف الفتى الجميل، وقيل: هو السخِيّ السَّريُّ الشابُّ، ومنه يقال: بازٌ غِطْريف. والغِطْريف والغِطْراف: البازي الذي أُخذ من وكْره. والغِطريف: فَرْخُ البازي. وأُمّ الغِطريف: امرأَة من بَلْغَنْبَر بن عمرو بن تميم. وعنَقٌ غِطْريف وخِطْريف: واسع. والتَّغَطْرُف: التكَبُّر، قال:
فإنْ يَكُ سَعْدٌ من قُرَيْشٍ فإنَّما |
|
بَغَيْرِ أَبِيه من قُرَيْشٍ، تَغَطْرَفا |
يقول: إنما تَغَطْرَفَ من ولايته ولم يكُ أَبوه شريفاً، وقد قيل في ذلك التَّغَتْرُف أَيضاً. الجوهري: الغَطْرَفةُ والتَّغَطْرُف والتَّغَتْرُف التكبر؛ وأَنشد الأَحمر لمُغلس بن لَقِيط:
فإنَّك، إنْ عادَيْتَني غَضِبَ الحصَى |
|
عليْكَ، وذو الجَبُّورةِ المُتَغَطْرِفُ |
ويروى المُتَغَتْرِفُ؛ وأَنشد ابن بري لكعب بن مالك:
الحمد للّه الـذي قـد شَـرَّفـا |
|
قوْمي، وأَعْطاهْم معاً وغَطْرَفا |
قال: وقال ابن الطَّيْفانِيّة:
وإني لَمِنْ قَوْمٍ زُرارةُ منـهـمُ |
|
وعَمْرو وقَعْقاعٌ أُلاكَ الغطارِفُ |
قال: وقال جَعْونة العجلي:
وتَمْنَعُها من أَن تُسَـلَّ، وإن تُـخَـفْ |
|
تَحُلْ دُونها الشُّمُّ الغَطارِيفُ من عجْلِ |
وقال ابن الأَعرابي: التَّغَطرُف الاخْتيال في المَشي خاصّة.
الغَطْس في الماء: الغَمْسُ فيه. غَطَسَه في الماء يَغْطِسُه غَطْساً وغَطَّسَه في الماء وقَمَسَه ومَقَلَه: غَمَسَه فيه. وهما يَتَغاطَسان في الماء يَتَقامَسان إذا تَماقَلاَ فيه؛ وأَنشد أَبو عمرو:
وأَلْقَتْ ذِراعَيْها، وأَدْنَـتُ لَـبَـانَـهـا |
|
مِنَ الماء، حتى قُلْت: في الجَمِّ تَغْطِسُ |
وتَغاطَسَ القومُ في الماء: تَغاطُّوا فيه؛ قال مَعْن ابن أَوس:
كأَنَّ الكُهُولَ الشُّمْطَ في حُجُراتِها |
|
تَغاطَسُ ي تَيَّارِها، حِين تَحْفِـلُ |
وليلٌ غاطِس: كغاطِش.
والمَغْنِيطِسُ: حَجَرٌ يَجْذِبُ الحديد، وهو معرّب.
الغَطَشُ في العين: شِبْهُ العَمَشُ، غَطِشَ غَطَشاً واغْطاش، ورجل غَطِشٌ وأَغْطَشُ وقد غَطِشَ وامرأَة غَطْشَى بَيّنا الغَطَشِ.
والغَطَشُ: الضعف في البصر كما يَنْظُر ببعض بصره؛ ويقال: هو الذي لا يفتح عَيْنَيه في الشمس؛ قال رؤبة:
أُرِيهُمُ بالنظَرِ التغْطِيش |
والغُطَاشُ: ظلمةُ الليل واختلاطُه، ليل أَغْطَشُ وقد أُغْطشَ الليلُ بنفسه. وأَغْطَشَه اللَّه أَي أَظْلَمه. وغَطَشَ الليلُ، فهو غاطِشٌ أَي مُظْلم. الفراء في قوله تعالى: وأَغطَشَ لَيْلَها، أَي أَظلم ليلَها. وقال الأَصمعي: الغَطْشُ السَّدَفُ. يقال: أَتيتُه غَطْشاً وقد أَغطَشَ الليل، وجعل أَبو تراب الغَطْشَ مُعاقِباً للغَبَش. ومفَازةٌ غَطْشى: غَمَّةُ المَسالكِ لا يُهتدى فيها؛ حكاه أَبو عبيد عن الأَصمعي. وفلاة غَطْشَى: لا يُهتدى لها.
والمُتَغاطِشُ: المُتعامي عن الشيء. وفلاة غَطْشاءُ وغَطِيشٌ: لا يُهتدى فيها لطريق. وفلاة غَطْشى، مقصور؛ عن كراع: مُظْلمة حكاها مع ظَمْأَى وغَرْثَى ونحوِهما مما قد عُرِفَ أَنه مقصور؛ قال الأَعشى:
ويَهْماء بالليل غَطْشى الفَلا |
|
ةِ، يُؤْنِسُني صوْتُ فيَّادِها |
الأَصمعي في باب الفلوات: الأرض اليَهْماء التي لا يهتدى فيها لطَريق، والغَطْشى مثلُه. وغَطِّشُ لي شيئاً حتى أَذْكُر أَي افتح لي. اللحياني: غَطِّشْ لي شيئاً ووَطَّشْ لي شيئاً أَي افتح لي شيئاً ووجْهاً. وسَمَتَ لهم يسْمِتُ سَمْتاً إذا هو هيَّأَ لهم وجهَ العمل والرأْي والكلام، وقد وَحَى لهم يَحي ووَطّشَ بمعنى واحد؛ من لغة أَبي ثروان. والمُتغاطِشُ: المتعامي عن الشيء. أَبو سعيد: هو يتَغاطَشُ عن الأَمر ويَتَغاطَسُ أَي يَتَغافَلُ.
ومِياهُ غُطَيْشٍ: من أَسماء السَّراب؛ عن ابن الأَعرابي، قال أَبو علي: وهو تصغير الأَغْطَش تصغير الترخيم وذلك لأَن شدة الحر تَسْمَدِرُّ فيه الأَبصارُ فيكون كالظلمة ونظيره صَكّةُ عُمَيٍّ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في تقوية ذلك:
ظَلِلْنا نخْبِطُ الطَّلْماءَ طِهْراً |
|
لَدَيْه، والمَطِيُّ لـه أُوارُ |
غَطّه في الماء يَغُطُّه ويَغِطُّه غَطّاً: غَطَّسَه وغَمَسَه ومَقَلَه وغَوَّصَه فيه. وانْغَطَّ هو في الماء انْغِطاطاً إِذ انْقَمَس فيه، بالقاف. وتَغاطَّ القومُ يَتَغاطُّونَ أَي يَتَماقَلُون في الماء. وفي حديث ابتداء الوَحْي: فأَخَذني جِبريلُ فَغَطَّنِي؛ الغَطُّ: العَصْرُ الشديد والكَبْسُ، ومنه الغَطُّ في الماء الغَوْصُ، قيل: إِنما غَطَّه لِيَخْتَبِره هل يقول من تلقاء نفسه شيئاً. وفي حديث زيد بن الخطاب وعاصم بن عمر: أَنهما كانا يَتغاطّانِ في الماء وعمر ينظر أَي يَتَغامَسانِ فيه يَغُطُّ كلُّ واحد منهما صاحِبَه. وغَطَّ في نومه يَغِطُّ غَطِيطاً: نَخَرَ.
وغطَّ البعيرُ يغِطُّ غَطِيطاً أَي هَدَرَ في الشِّقْشقةِ، وقيل: هَدَرَ في غير الشقشقة، قال: وإِذا لم يكن في الشقشقة فهو هَدِيرٌ. وفي الحديث: واللّهِ ما يَغِطُّ لنا بعير؛ غطَّ البعيرُ: هدَر في الشِّقْشقةِ، والناقةُ تَهْدِرُ ولا تَغِطُّ لأَنه لا شِقْشِقةَ لَها. وغَطِيطُ النائمِ والمَخْنوقِ: نَخِيرُه. وفي الحديث: أَنه نامَ حتى سُمِعَ غَطِيطُه؛ هو الصوت الذي يخرج مع نفس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مَساغاً، وغَطَّ يَغِطُّ غَطّاً وغَطِيطاً، فهو غائطٌ. وفي حديث نزول الوحي: فإِذا هو مُحْمَرُّ الوجهِ يَغِطُّ. وغطَّ الفَهْد والنِّمرُ والحُبارى: صوَّتَ.
والغَطاط: القَطا، بفتح الغين، وقيل: ضَرْب من القطا، واحدته غَطاطةٌ؛ قال الشاعر:
فأَثارَ فارِطُهُمْ غَطاطاً جُثَّماً، |
|
أَصْواتُها كتَراطُنِ الفُـرْسِ |
وقيل: القَطا ضرْبانِ: فالقِصارُ الأَرجلِ الصفْرُ الأَعناقِ السودُ القوادِم الصُّهْبُ الخَوافِي هي الكُدْرِيَّةُ والجُونِيَّةُ، والطِّوالُ الأَرجلِ البيضُ البطونِ الغُبْرُ الظهورِ الواسعةُ العُيونِ هي الغَطاطُ؛ وقيل: الغطاط ضرب من الطير ليس من القطا هنَّ غُبْر البطونِ والظهورِ والأَبدان سودُ الأَجنحة، وقيل: سودُ بطونِ الأَجنحةِ طِوالُ الأَرجل والأَعْناقِ لِطافٌ، وبأَخْدَعَيِ الغَطاطةِ مثلُ الرَّقْمَتَيْنِ خَطَّانِ أَسود وأَبيض، وهي لطيفة فوق المُكَّاء، وإِنما تُصادُ بالفخّ ليس تكون أَسْراباً أَكثر ما تكون ثلاثاً أَو اثنتين، ولهن أَصوات وهنَّ غُثْم، ووصفها الجوهري بهذه الصفة على أَنها ضرب من القطا، وقيل: الغَطاطُ طائر. وفي التهذيب: القطا ضربانِ: جُونِيٌّ وغَطاطٌ، فالغَطاطُ منها ما كان أَسودَ باطِن الجناح، مُصْفَرَّةَ الحُلوق قَصيرَة الأَرجل في ذَنَبِها رِيشتانِ أَطولُ من سائر الذنب.
التهذيب: الغَطاغِطُ إِناثُ السَّخْلِ؛ قال الأَزهري: هذا تصحيف وصوابه العَطاعِطُ، بالعين المهملة، الواحد عُطْعُطٌ وعُتْعُتٌ، قاله ابن الأَعرابي وغيره.
والغُطاطُ، بضم الغين: الصبح، وقيل: اخْتِلاطُ ظَلام آخر الليل بِضياء أَوّل النهار، وقيل: بقية من سواد الليل، وقيل: هو أَول الصبح؛ وأَنشد أَبو العباس في الغُطاطِ:
قامَ إِلى أَدْماءَ في الغُطاطِ، |
|
يَمْشِي بِمِثْلِ قائمِ الفُسْطاطِ |
.وقال رؤْبة:
يا أَيُّها الشَّاحِجُ بالغُطاطِ، |
|
إِنّي لوَرّادٌ على الضِّناطِ |
والضِّناطُ: الكثرة والزِّحامُ؛ وقول الهذلي:
يَتَعَطَّفون على المُضافِ، ولو رَأَوْا |
|
أُولَى الوَعاوِعِ كالغُطاطِ المُقْبِـلِ |
روي بالفتح والضم، فمن رَوى بالفتح أَراد أَنَّ عَدِيَّ القومِ يَهْوَوْنَ إِلى الحَرْب هوِيّ الغَطاطِ يشبههم بالقَطا، ومن رواه بالضم أَراد أَنهم كَسوادِ السَّدَفِ، ونسب الجوهريّ هذا البيت لابن أَحْمر وخَطَّأَه ابن بَرّي وقال هو لأَبي كبير الهُذَليّ؛ وأَنشده:
لا يُجْفِلُون عن المُضافِ، إذا رأَوا |
|
أُولى الوَعاوِعِ كالغُطاط المقبـل |
فإِما أَن يكون البيت بعينه أَو هو لشاعر آخر. وقال ثعلب: الغُطاط والغَطاطُ السَّحَرُ.
ابن الأَعرابي: الأَغَطُّ الغَنِيُّ. قال الأَزهري: شكَّ الشيخ في الأَغَطّ الغني.
والغَطْغَطةُ: حِكاية صوتِ القِدْر في الغلَيَانِ وما أَبهها، وقيل: هو اشتداد غَلَيانِها، وقد غَطْغَطَت فهي مُغَطْغِطة، والغَطغطة يحكى بها ضرب من الصوت. والمُغَطْغِطَةُ: القِدْر الشديدةُ الغليان. وفي حديث جابر: وإِنَّ بُرْمَتَنا لَتَغِطُّ أَي تَغْلِي ويُسمع غَطِيطُها. وغَطْغَطَ البحرُ: غَلَتْ أَمواجُه. وغَطْغَطَ عليه النومُ: غلَب.
الغَطَفُ: كالوطَفِ، وهو كثرة الهُدْبِ وطُولُه، وقيل: الغَطَفُ قلَّةُ شعر الحاجب وربما استعمل في قلة الهُدْب، وقيل: الغَطَف انثناء الأَشفار، وهو مذكور في العين؛ عن كراع، وقد غَطِفَ غَطَفاً فهو أَغْطَفُ.
وفي حديث أُم معبَد: وفي أَشفاره غَطَفٌ؛ هو أَن يطول شعر الأَجفان ثم يَتَعَطَّفَ، ورواه الرواة: وفي أَشفاره عَطَفٌ، بالعين غير معجمة؛ وقال ابن قتيبة: سأَلت الرِّياشي فقال لا أَدري ما العَطَف، قال: وأَحسبه الغَطَف، بالغين، وبه سمي الرجل غُطَيْفاً؛ وقال شمر: الأَوْطَفُ والأغْطف بمعنى واحد في الأَشفار؛ وقال ابن شميل: الغَطَف الوطَف، والغطَفُ: سَعةُ العَيش. وعَيْشٌ أَغْطَف مثل أَغْضَف: مُخْصب. وغُطَيْفٌ: اسم رجل؛ قال:
لتَجدَنِّي بالأَمير بَرّا |
وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرَّا |
إذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرّا |
وبنو غُطَيْف: حَيّ. وغَطَفانُ: حيّ من قَيْس عَيْلان وهو غَطفان بن سعد بن قَيْس عَيْلان؛ قال الشاعر:
لو لم تكُنْ غَطَفانُ لا ذنوب لها |
|
إليّ لامَتْ ذَوُو أَحْسابِها عُمرا |
قال الأَخفش: قوله لا زائدة، يريد لو لم تكن لها ذنوب.
غَطَلَت السماء وأَغْطَلَت: أَطبق دَجْنُها. وغَطِلَ الليلُ غَطَلاً: الْتَبَستْ ظلمتُه. والغَيْطَلةُ والغَيْطُولُ: الظلمة المتراكمة.
وغَيْطَلة الليلِ: الْتِجاجُ سوادِه. والغَيْطلةُ: الْتِباسُ الظلام وتراكُمُه؛ وأَنشد:
وقد كَسانا لَيْلُه غَياطِلا |
وأَنشد ابن بري للفرزدق في الغَيْطَلة الظلمة:
والليلُ مُخْتَلِطُ الغَياطِل أَلْيَلُ |
أَبو عبيد: المُغْطَئِلُّ الراكبُ بعضه بعضاً. وحكى ابن بري: الغَيطَلةُ الْتِفافُ الناس، ويقال الغَيْضةُ. المحكم: والغَيْطلُ والغَيْطلةُ الشجرُ الكثير الملْتَفّ، وكذلك العشب، وقيل: هو اجتماع الشجر والتفافه؛ قال امرؤ القيس:
فظَلَّ يُرَنَّحُ في غَـيْطَـلٍ |
|
كما يَسْتَدِيرُ الحِمارُ النَّعِر |
تَرَنَّحَ: تمايَل من سُكْرٍ أَو غيره. والغَيْطَلُ: جمع غَيْطَلة.
والغَيْطَلةُ: الأَجَمة؛ وقال أَبو حنيفة: الغَيْطَلةُ جماعة الشجر والعشب، قال: وكل ملتف مُخْتلِط غَيْطلة، وخص أَبو حنيفة مرة بالغَيْطلة جماعةَ الظرفاء؛ وأَما قول زهير:
كما استَغاثَ، بِسَيءٍ، فَزُّ غَيْطـلةٍ |
|
خافَ العُيونَ، فلم يُنْظَرْ به الحَشَكُ |
فيقال: هي الشجر الملتف أَي ولدته أُمُّه في غَيْطلة. وقال أَبو عبيدة: الغَيْطَلةُ البقرة الوحشية، وقال ثعلب: هي البقرة فلم يخُصَّ الوحشيةَ من غيرها. والغَيْطَلةُ: واحدةُ الغَياطِل، وهي ذوات اللبن من الظباء والبقر. والغَيْطَلةُ: ازدحامُ الناس، يقال: أَتانا في غَيْطَلةٍ أَي في زحمة؛ قال الراعي:
بِغَيْطَلةٍ إذا الْتَفَّتْ علينـا |
|
نَشَدْناها المَواعِدَ والدُّيُونا |
أَراد مُزْدَحَم الظعائنِ يوم الظَّعْن. والغَيْطَلةُ: الأَكل والشرب والفَرَح بالأَمْنِ. والغَيْطَلةُ: المالُ المُطْغي. والغَيْطَلةُ: الصوتُ والجلَبةُ، تقول: سمعت غَيْطَلَتهم وغَيْطَلاتِهم. وغَيْطَلة الحرب: كثرةُ أَصواتها وغُبارِها.
وغَيْطَلوا في الحديث: أَفاضوا فيه وارتفعت أَصواتهم به؛ عن الهَجَرِيّ.
والغَيْطَلةُ: اجتماعُ الناس والتفافهم؛ عن ابن الأَعرابي.
والغَيْطَلةُ: الجماعة؛ عن ثعلب. ابن الأَعرابي: الغُوطالةُ الرَّوْضةُ.
والغَيْطَلةُ: غلبة النعاس. والغَيْطَلُ: السِّنَّوْرُ كالخَيْطَل؛ عن كراع.
الغِطَمُّ: البحر العظيم الكثير الماء. ورَجُلٌ غِطَمٌّ: واسع الخُلُق. وجَمْعٌ غِطَمٌّ وبَحْر غِطَمٌّ مثال هِجَفٍّ. وغَطَمْطَمٌ غُطامِطٌ: كثير الماء كثير الالتطام إذا تلاطمت أَمواجه. والغَطَمْطَةُ: الْتِطامُ الأَمواج، وجمعه غَطامِطُ. وغَطامِطُه كثيرةٌ: أَصواتُ أَمواجه إذا تلاطمت، وذلك أَنك تسمع نَغْمَةً شِبْه غَطْ ونَغْمَةً شِبْهَ مَطْ، ولم يبلغ أَن يكون بَيّناً فصحياً كذلك، غير أنه أَشبه به منه بغيره، فلو ضاعَفْتَ واحدةً من النغمتين قلت غطغط أَو قلت مطمط لم يكون في ذلك دليل على حكاية الصوتين، فلما أَلَّفْتَ بينهما فقلت غَطْمَط استوعب المعنى فصار بمعنى المضاعف فتمّ وحسن؛ وقال رؤبة:
سَالَتْ نَواحِيهِ إلى الأَوْسـاطِ |
|
سَيْلاً، كَسَيْلِ الزَّبَد الغَطْماطِ |
وأَنشد الفراء:
عَنَطْنَطٌ تَعْدُو بهِ عَنَطْنَطَه، |
|
لِلْماءِ فَوْقَ مَتْنَتَيْهِ غَطْمَطَه |
ابن شميل: غُطَامِطُ البحرِ لُجُّه حين يَزْخَرُ، وهو مُعْظَمُه: وعَدَدٌ غِطْيَمٌّ: كثير؛ قال رؤبة:
وسط مِنْ حَنْظَلنَةَ الأُسْطُمَّا، |
|
والعَدَدَ الغُطامِطَ الغِطْيَمَّـا |
والغَطْمَطِيطُ: الصوت؛ وأَنشد:
بَطِيٌ ضِفَنٌّ، إذا ما مَشَـى |
|
سَمِعْتَ لأَعْفَاجِه غَطْمَطِيطا |
قال أَبو عبيد: الهَزَجُ والتَّغَطْمُطُ الصوت.
الغَطْمَشةُ: الأَخذ قهراً. وتَغَطْمَشَ فلان علينا تَغَطْمُشاً: ظلَمنا، وبه سمي الرجل غَطَمِّشاً. والغَطَمّشُ: العينُ الكَلِيلةُ النظر. ورجل غَطَمّشٌ: كَلِيلُ البصر. وغطَمّشٌ: اسم شاعر، من ذلك؛ وهو من بني شَقِرَةَ بن كعب بن ثعلبة بن ضبَّة، وهو الغَطَمَّشُ الضّبّي؛ والغَطَمّشُ: الظالم الجائرُ؛ قال الأَخفش: وهو من بنات الأَربعة مثل عَدَبّسٍ، ولو كان من بنات الخمسة وكانت الأُولى نوناً لأَظْهِرَتْ لئلا يلْتَبِس بمثل عَدَبّس.
الغَطْمَطَةُ: اضْطِرابُ الأَمْواج. وبحر غُطامِطٌ وغَطَوْمَطٌ وغَطْمَطِيطٌ: عظيمٌ كثير الأَمواجِ، منه. والغُطامِطُ، بالضم: صوت غَلَيانِ مَوْجِ البحر، وقد قيل: إِن الميم زائدة؛ قال الكميت:
كأَنَّ الغُطامِطَ من غَلْيهـا |
|
أَراجِيزُ أَسْلَم تَهْجُو غِفارا |
وهما قبيلتان كانت بينهما مُهاجاة.
والغَطْمَطَةُ: صوت السيل في الوادِي. والتَّغَطْمُطُ والغَطْمَطِيطُ: الصوتُ، وسمعت للماء غُطامِطاً وغَطْمَطِيطاً، قال: وقد يكون ذلك في الغَلَيانِ. وغَطْمَطَتِ القِدْر وتغَطْمَطَت: اشْتَدَّ غَلَيانُها.
والمُغطْمِطةُ: القِدْر الشديدةُ الغَلَيانِ. والتَغَطْمُطُ: صوت معه بحَح.
غَطَى الشَّبابُ غَطْياً وغُطِيّاً: امْتَلأَ. يقال للرجُلِ إذا امْتَلأَ شَباباً: غَطَى يَغْطِي غَطْياً وغُطِيّاً؛ قال رجل من قيس:
يَحْمِلْنَ سِرْباً غَطَى فيه الشَّبابُ مَعاً |
|
وأَخْطَأَتْه عُيونُ الجِنِّ والحَـسَـدُ |
وهذا البيت في الصحاح:
وأَخْطأَتْه عيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ |
قال ابن سيده: وكذلك أَنشده أَبو عبيد؛ ابن بري: قال ابن الأَنباري أَكثرُ الناسِ يروي هذا البيت:
وأَخْطأَتْه عيونُ الجِنِّ والحَسَدَهْ |
وإِنما هو:
وأَخْطأَتْه عيونُ الجنِّ والحَسَدُ |
وبعده:
ساجِي العُيونِ غَضِيض الطَّرْفِ تَحْسِبُه |
|
يوماً، إذا ما مَشى، فـي لِـينِـه أَوَدُ |
اللحياني: غَطاهُ الشبابُ يَغْطِيه غَطْياً وغُطِيّاً وغَطَّاه كلاهما أَلْبَسَه، وغَطَاه الليلُ وغَطَّاه: أَلْبَسَه ظُلْمَته؛ عنه أَيضاً.
وغَطَتِ الشَجرة وأَغْطتْ: طالَتْ أَغْصانُها وانْبَسَطَت على الأَرض فأَلْبَسَت ما حولها؛ وقوله أَنشده ابن قتيبة:
ومِن تَعاجِيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ |
|
يُعْصَرُ منها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ |
إِنما عَنى به الداليَةَ، وذلك لسُمُوِّها وبُسُوقها وانتِشارِها وإِلْباسِها. المفضل: يقال للكَرْمةِ الكثيرةِ النَّوامي غاطِيةٌ. والنَّوامي:الأَغْصانُ، واحِدَتُها نامِيةٌ. وغَطَى الشيءَ يَغْطِيه غَطْياً وغَطَّى عليه وأَغْطاه وغَطَّاه: سَتَره وعَلاه؛ قال:
أَنا ابنُ كِلابٍ وابنُ أَوْسٍ، فمَنْ يَكُن |
|
قِناعُه مَغْطِيّاً فإِني مُـجْـتَـلـى |
وفي التهذيب: فإني لَمُجْتَلى. وفلانٌ مَغْطِيُّ القِناعِ إذا كان خامِلَ الذِّكْرِ؛ وقال حسان:
رُبَّ حِلْمٍ أَضاعه عَدَمُ المـا |
|
ل، وجَهْلٍ غَطَّى عليه النَّعِيمُ |
قال أَبو عبد الله بنُ الأَعرابي: حُكِيَ أَنَّ حسانَ بنَ ثابت صاحَ قبلَ النُّبوّة فقال: يا بَني قَيْلةَ، يا بَني قَيْلة، قال: فجاءه الأَنصارُ يْهْرَ عُونَ إِليه قالوا: ما دَهاكَ؟ قال لهم: قلتُ الساعةَ بيتاً خَشِيتُ أَن أَموتَ فيَدّعِيَه غيري، قالوا: هاتِه، فأَنشَدهم هذا البيت:
رُبَّ حِلْمٍ أَضاعَه عَدَمُ المالِ |
والغِطاءُ: ما غُطِّيَ به. وفي الحديث: أَنه نَهَى أَن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ في الصلاةِ. ابن الأَثير: من عادة العرب التَّلَثُّم بالعَمائمِ على الأَفْواه فنُهوا عن ذلك في الصلاة، فإِنْ عَرَضَ له التَّثاؤب جاز له أَن يُغَطِّيه بثَوْبه أَو يده لحديث ورد فيه. وقالوا: اللهمَّ أَغْطِ على قَلْبه أَي غَشِّ قلْبَه. وفعَلَ به ما غطاه أَي ما ساءَه. وماءٌ غاطٍ: كثيرٌ، وقد غَطى يَغْطِي؛ قال الشاعر:
يَمُرُّ كمُزْبِدِ الأَعْرافِ غاطِ |
ابن سيده: وغَطا الشيءَ غَطْواً وغَطَّاه تَغْطِيةً وأَغْطاه واراهُ وسَتَرَه. قال: وهذه الكلمة واويَّة وبائيَّة، والجمع الأَغْطِيَة، وقد تَغَطَّى. والغِطاءُ: ما تَغَطَّى به أَو غَطَّى به غيرَه. والغِطايةُ: ما تغَطَّتْ به المرأَةُ من حشْو الثياب تحت ثيابها كالغِلالة ونحوها، قُلبَت الواو فيها ياء طَلَبَ الخفَّة مع قربِ الكسرة.
وغَطا الليلُ يَغْطُو ويَغْطِي غُطْواً وغَطُوّاً إذا غَسا وأَظْلَم، وقيل: ارْتَفَع وغَشَّى كلَّ شيءٍ وأَلبسه، وغَطا الماء. وكل شيءٍ ارْتَفَع وطالَ على شيءٍ فقدْ غَطا عليه؛ قال ساعدة بن جُؤيَّة:
كذَوائِب الحَفاءِ الرَّطِيبِ غَطا به |
|
عَبْلٌ، ومَدَّ بجانبيه الطُّحْـلُـبُ |
غَطا به: ارْتَفَع. وليلٌ غاطٍ: مظْلِمٌ؛ قال العجاج:
حتى تَلا أَعْجازَ لَيْلٍ غاطِ |
ويقال: غَطا عليهم البَلاءُ. وأَغْطَى الكَرْمُ: جَرى الماءُ فيه وزادَ، وكلُّ ذلك مذكورٌ في الواو والياء،