الأَزهري: غَفَا الرجل وغيره غفوة إذا نامَ نومَةً خَفيفة. وفي الحديث: فَغَفَوْتُ غَفْوةً أَي نِمْتُ نَوْمةً خفيفة. قال: وكلام العرب أَغْفى. وقلَّما يقال غَفا.ابن سيده: غَفَى الرجلُ غَفْيَةً وأَغْفى نَعَس.وأَغْفَيتُ إِغفاءً نِمْتُ. قال ابن السكيت: ولا تقُلْ غَفَوْتُ. ويقال: أَغْفى إِغْفاءً وإِغْفاءَةً إذا نامَ. أَبو عمرو: وأَغْفى نامَ على الغَفا، وهو التِّبْنُ في بَيْدَرِه.
والغَفْيَةُ: الحُفْرة التي يَكْمُن فيها الصائد، وقال اللحياني: هي الزُّبيْة.
والغَفى: ما يَنْفونَه من إِبِلهم. والغَفى، منقوصٌ: ما يُخْرَج من الطعام فيُرْمى به كالزُّؤان والقَصَل، وقيل: غفى الحِنْطةِ عيدانُها، وقيل: الغَفى حُطامُ البُرِّ وما تَكَسَّر منه، وقيل: هو كلُّ ما يُخْرَجُ منه فيُرْمى به. ابن الأَعرابي: يقال في الطَّعامِ حَصَلَة وغَفاءَةٌ، ممدود، وفَغاةٌ وحُثالَةٌ كل ذلك الرَّديءُ الذي يُرْمى به. قال ابن بري: والغَفا قِشْرُ الحنْطة، وتَثْنِيَتُه غَفَوان، والجمع أَغْفاءٌ، وهو سَقَطُ الطَّعام من عِيدانِه وقصبِه؛ وقول أَوس:
حَسِبْتُمُ وَلَدَ البَرْشـاءِ قـاطِـبَةً |
|
نَقْلَ السِّمادِ وتَسْلِيكاً غَفى الغِيَرِ |
يجوز أَن يُعْنى به هذا، ويجوز أَن يُعنى به السَّفِلة، والواحِدة من كلِّ ذلك غَفاةٌ. وحِنْطة غَفِيَةٌ: فيها غَفىً على النَّسَب. وغَفّى الطعامَ وأَغْفاه: نَقَّاه من غفاه. والغَفى: قِشْرٌ صغِيرٌ يَعْلُو البُسْر، وقيل: هو التَّمْر الفاسِدُ الذي يَغْلُظ ويَصِيرُ فيه مثلُ أَجْنِحَة الجَرادِ، وقيل: الغفى آفةٌ تصيبُ النَّخْلَ، وهو شِبْهُ الغُبارِ يَقَع على البُسْر فيمْنعُه من الإِدْراك والنُّضْجِ ويَمْسَخ طَعْمَه. والغَفَى: حُسافةُ التَّمْرِ ودُقاقُ التمر. والغَفى: داءٌ يقع في التِّينِ فيُفْسِدُه؛ وقول الأَغلب:
قَدْ سَرَّني الشيخُ الذي ساءَ الفَتى |
|
إِذْ لم يَكُنْ ما ضَمَّ أَمْساد الغفى |
أَمْسادُ الغَفى: مُشاقَه الكَتَّانِ وما أَشْبَهَه. ابن سيده في غَفا بالأَلف: غَفا الشيءُ غَفْواً وغُفُوّاً طَفا فَوْقَ الماءِ. والغَفْوُ والغَفْوَةُ جميعاً: الزُّبْيَة؛ عن اللحياني.
الغَفُورُ الغَفّارُ، جلّ ثناؤه، وهما من أَبنية المبالغة ومعناهما الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم. يقال: اللهمَّ اغفر لنا مَغْفرة وغَفْراً وغُفْراناً، وإنك أَنت الغَفُور الغَفّار يا أَهل المَغْفِرة. وأَصل الغَفْرِ التغطية والستر. غَفَرَ الله ذنوبه أَي سترها؛ والغَفْر: الغُفْرانُ. وفي الحديث: كان إذا خرج من الخَلاء قال: غُفْرانَك، الغُفْرانُ: مصدرٌ، وهو منصوب بإضمار أَطلُبُ، وفي تخصيصه بذلك قولان أَحدهما التوبة من تقصيره في شكر النعم التي أَنعم بها عليه بإطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه، فلجأَ إِلى الاستغفار من التقصير وتَرْكِ الاستغفار من ذكر الله تعالى مدة لبثه على الخلاء،فإِنه كان لا يترك ذكر اللّه بلسانه وقلبه إِلا عند قضاء الحاجة، فكأَنه رأَى ذلك تقصيراً فتداركه بالاستغفار.
وقد غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً: ستره. وكل شيء سترته، فقد غَفَرْته؛ ومنه قيل للذي يكون تحت بيضة الحديد على الرأْس: مِغْفَرٌ. وتقول العرب: اصْبُغْ ثوبَك بالسَّوادِ فهو أَغْفَرُ لوَسَخِه أَي أَحْمَلُ له وأَغطى له.
ومنه: غَفَرَ اللّه ذنوبه أَي سترها. وغَفَرْتُ المتاع: جعلته في الوعاء.
ابن سيده: غَفَرَ المتاعَ في الوعاء يَغْفِرُه غَفْراً وأَغْفَرَه أَدخله وستره وأَوعاه؛ وكذلك غَفَرَ الشيبَ بالخِضاب وأَغْفَرَه؛ قال: حتى اكْتَسَيْتُ من المَشِيب عِمامةً غَفراءَ، أُغْفِر لَوْنُها بِخِضابِ ويروى: أَغْفِرُ لونها. وكلُّ ثوب يغطَّى به شيء، فهو غِفارة؛ ومنه غِفارة الزِّنُون تُغَشَّى بها الرحالُ، وجمعها غِفارات وغَفائِر. وفي حديث عمر لمَّا حَصَّبَ المسجدَ قال: هو أَغْفَرُ للنُّخامة أَي أَسْتَرُ لها. والغَفْرُ والمَغْفِرةُ: التغطية على ابذنوب والعفوُ عنها، وقد غَفَرَ ذنبه يَغْفِرُه غَفْراً وغِفْرةً حَسَنة؛ عن اللحياني، وغُفْراناً ومَغْفِرة وغُفوراً؛ الأَخيرة عن اللحياني، وغَفيراً وغَفيرةً. ومنه قول بعض العرب: اسلُك الغفيرة، والناقةَ الغَزيرة، والعزَّ في العَشيرة، فإِنها عليك يَسيرة. واغْتَفَر ذنبَه مثله، فهو غَفُور، والجمع غُفُرٌ؛ فأَما قوله: غَفَرْنا وكانت من سَجِيّتِنا الغَفْرُ فإِنما أَنَث الغَفْرَ لأَنه في معنى المَغْفِرة. واسْتَغْفَرَ اللَّه من ذنبه ولذنبه بمعنى، فغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرةً وغَفُراً وغُفْراناً.
وفي الحديث: غِفارُ، غَفَرَ اللَّه لها؛ قال ابن الأَثير: يحتمل أَن يكون دعاءً لها بالمَغْفِرة أَو إِخباراً أَن اللَّه تعالى قد غَفَرَ لها. وفي حديث عَمْرو بن دينار: قلت لعروة: كم لَبِثَ رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم بمكة؟ قال: عَشْراً، قلت: فابنُ عباس يقول بِضْعَ عَشْرة؟ قال: فغَفَره أَي قال غَفَر اللَّه له. واسْتَغْفَر اللَّه ذنبَه، على حذف الحرف: طلب منه غَفْرَه؛ أَنشد سيبويه: أَسْتَغْفَرُ اللهَ ذنباً لَسْتُ مُحْصِيَه، ربّ العباد إليه القولُ والعملُ وتَغافَرَا: دَعا كلُّ واحد منهما لصاحبه بالمَغْفِرة؛ وامرأَة غَفُور، بغير هاء. أَبو حاتم في قوله تعالى: لِيَغعُثرَ ليَغْفِرَاللهُ لك ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تأَخَّر؛ المعنى لَيَغْفِرَنَّ لك اللهُ، فلما حذف النون كسر اللام وأَعْملها إِعمال لامِ كي، قال: وليس المعنى فتحنا لك لكي يغفر اللهُ لك، وأَنْكَر الفتح سبباً للمغفرة، وأَنكر أَحمد بن يحيى هذا القول وقال: هي لام كي، قال: ومعناه لكي يجتَمِع لك مع المغفرة تمامُ النعمة في الفتح، فلما انضم إِلى المغفرة شيء حادث حَسُنَ فيه معنى كي؛ وكذلك قوله عز وجل: لِيَجْزِيَهم اللَّه أَحْسَنَ ما كانوا يَعْمَلون.
والغُفْرةُ: ما يغطَّى به الشيء. وغَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرته وغَفيرتِه: أَصلحه بما ينبغي أَن يَصْلَح به. يقال: اغْفِروا هذا الأَمرَ بِغُفْرتِه وغَفيرتِه أَي أَصْلحوه بما ينبغي أَن يُصْلَح. وما عندهم عَذيرةٌ ولا غَفِيرة أَي لا يَعْذِرون ولا يَغفِرون ذنباً لأَحد؛ قال صخر الغَيّ، وكان خرج هو وجماعة مت أَصحابهإلى بعض متوجّهاتهم فصادفوا في طريقهم بني المصطلق، فهرب أَصحابه فصاح بهم وهو يقول: يا قوم، لَيْسَت فيهمُ غَفِيرهْ، فامْشُوا كما تَمْشي جِمالُ الحِيرهْ يقول: لا يغفرون ذنب أَحد منكم إِن ظفروا به، فامشوا كما تمشي جمالُ الحيرة أَي تَثاقَلوا في سيركم ولا تُخِفّوه، وخصّ جمالَ الحيرة لأَنها كانت تحمل الأَثقال، أَي مانِعوا عن أَنفسكم ولا تَهْرُبوا.
والمِغْفرُ والمِغْفرةُ والغِفارةُ: زَرَدٌ ينسج من الدروع على قدر الرأْس يلبس تحت القلنسوة، وقيل: هورَفْرَفُ البيضة، وقيل: هو حَلقٌ يَتَقَنَّعُ به المُتَسَلِّح. قال ابن شميل: المِغْفَرُ حِلَقٌ يجعلُها الرجل أَسفلَ البيضة تُسْبَغ على العنُق فتَقِيه، قال: وربما كان المِغْفَرُ مثلَ القلنسوة غير أَنها أَوسع يُلْقِيها الرجل على رأْسه فتبلغ الدرع، ثم يَلْبَس البيضة فوقها، فذلك المِغْفرُ يُرفّلُ على العاتقين، وربما جُعل المِغْفَرُ من ديباج وخَزٍّ أَسفلَ البيضة. وفي حديث الحديبية: والمغيرة ابن شعبة عليه المِغْفَرُ؛ هو ما يلبَسُه الدارع على رأْسه من الزرد ونحوه.والغِفارةُ، بالكسر: خرقة تلبسها المرأَة فتغطي رأْسها ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ غير وَسْطِ رأْسها، وقيل: الغِفارةُ خرقة تكون دون المِقْنَعة تُوَقِّي بها المرأَة الخمارَ من الدُّهْن، والغِفارةُ الرقعة التي تكون على حزّ القوس الذي يجري عليه الوتر، وقيل: الغِفارةُ جلدة تكون على رأْس القوس يجري عليها الوتر، والغِفارةُ السحابة فوق السحابة، وفي التهذيب: سَحابة تراها كأَنها فَوق سحابة، والغِفارةُ رأْسُ الجبل. والغَفْرُ البَطْنُ؛ قال: هو القارِبُ التالي له كلُّ قاربٍ، وذو الصَّدَرِ النامي، إذا بَلَغَ الغَفْرا والغَفْرُ: زِئْبِرُ الثوب وما شاكله، واحدته غَفْرة. وغَفِر الثوبُ، بالكسر، يَغْفَرُ غَفَراً: ثارَ زِئْبِرُه؛ واغْفارَّ اغْفِيراراً. والغَفَرُ والغَفارُ والغَفيرُ: شَعرُ العنُقِ واللحيين والجبهة والقفا. وغَفَرُ الجسدِ وغُفارُه: شعرُه، وقيل: هو الشعر الصغير القصير الذي هو مثل الزَّغَب، وقيل: الغَفْرُ شعر كالزغب يكون على ساق المرأة والجبهة ونحو ذلك، وكذلك الغَفَرُ، بالتحريك؛ قال الراجز: قد عَلِمَت خَوْدٌ بساقَيْها الغَفَرْ لَيَرْوِيَنْ أَو لَيَبِيدَنَّ الشَّجَرْ والغُفارُ، بالضم: لغة في الغَفْر، وهو الزغب؛ قال الراجز: تُبْدِي نَقيّاً زانَها خِمارُها، وقُسْطةً ما شانَها غُفارُها القُسْطة: عَظْمُ الساق. قال الجوهري: ولست أَرويه عن أَحد. والغَفيرةُ: الشعر الذي يكون على الأُذُن. قال أَبو حنيفة: يقال رجل غَفِرُ القفا، في قفاه غَفَرٌ. وامرأَة غَفِرةُ الوجهِ إذا كان في وجهها غَفَرٌ.
وغَفَرُ الدابة: نباتُ الشعر في موضع العرف. والغَفَرُ أَيضاً: هُدْبُ الثوب وهدبُ الخمائص وهي القُطُ دِقاقُها ولِينُها وليس هو أَطرافَ الأَرْدِيةِ ولا الملاحفِ. وغَفَرُ الكلإِ: صِغارُه؛ وأَغْفَرت الأَرضُ: نبَتَ فيها شيء منه. والغَفَرُ: نوع من التَّفِرة رِبْعِيٌّ ينبت في السَّهْل والآكام كأَنه عصافيرُ خُضْرٌ قِيامٌ إذا كان أَخضر، فإِذا يبس فكأَنه حُمْرٌ غير قيام.
وجاء القوم جَمّاً غَفيراً وجَمَّاءَ غَفيراً، ممدود، وجَمَّ الغَفِيرِ وجمّاء الغَفيرِ والجَمّاءَ الغَفيرَ أَي جاؤوا بجماعتهم الشريفُ والوضيع ولم يتخلّفْ أَحد وكانت فيهم كثرة؛ ولم يَحْكِ سيبويه إِلا الجَمَّاءَ الغَفيرَ، وقال: هو من الأَحوال التي دخلها الأَلف واللام، وهو نادر، وقال: الغَفير وصفٌ لازم للجَمّاء يعني أَنك لا تقول الجَمّاء وتسكت. ويقال أَيضاً: جاؤوا جَمّاءَ الغَفيرة وجاؤوا بجَمَّاءِ الغَفير والغَفيرة، لغات كلها. والجَمّاء الغَفير: اسم وليس بفعل إِلاَّ أَنه ينصب كما تنصب المصادر التي هي في معناه، كقولك: جاؤوني جميعاً وقاطبةً وطُرّاً وكافَّةً، وأَدخلوا فيه الأَلف واللام كما أَدخلوهما في قولهم: أَوْرَدَها العِراكَ أَي أَوردها عِراكاً.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: إذا رأَى أَحدُكم لأَخِيه غَفِيرةً في أَهلٍ أَو مالٍ فلا يكونَنَّ له فِتْنة؛ الغَفِيرةُ: الكثرةُ والزيادةُ،من قولهم للجمع الكثير الجَمّ الغَفِير. وفي حديث أَبي ذر: قلت يا رسول الله، كم الرسلف قال: ثَلثمائةٍ وخمسة عَشر جَمِّ الغَفِير أَي جماعة كثيرة، وقد ذكر في جمم مبسوطاً مستقصى. وغَفَرَ المريضُ والجريحُ يَغْفِرُ غَفْراً وغُفِرَ على صيغة ما لم يسمَّ فاعله، كلُّ ذلك: نُكِسَ؛ وكذلك العاشِقُ إذا عادَه عيدُه بعد السَّلْوة؛ قال.
خَلِيليّ، إِن الدارَ غَفْرٌ لِذِي الهَوَى، كما يَغْفِرُ المَحْمُومُ، أَو صاحِبُ الكَلْمِ وهذا البيت أَورده الجوهري: لَعَمْرُكَ إِن الدار؛ قال ابن بري: البيت للمرّار الفقعسي، قال وصواب إِنشاده: خليلي إِن الدار بدلالة قوله بعده: قِفَا فاسأَلا منْ مَنْزِلِ الحَيِّ دِمْنةً، وبالأَبْرَقِ البادِي أَلِمّا على رَسْمِ وغَفَرَ الجرحُ يَغْفِرُ غَفْراً: نُكِسَ وانتقض، وغَفِرَ، بالكسر، لغة فيه. ويقال للرجل إذا قام من مرضه ثم نُكِسَ: غَفَرَ يَغْفِرُ غَفْراً.
وغَفَرَ الجَلَبُ السُّوقَ يَغْفِرُها غَفْراً: رَخّصها.
والغُفْرُ والغَفْرُ، الأَخيرة قليلة: ولدُ الأُرْوِيّة، والجمع أَغْفارٌ وغِفَرةٌ وغُفورٌ؛ عن كراع، والأُنثى غُفْرة وأُمُّهُ مُغْفِرةٌ والجمع مُغْفِرات؛ قال بشر: وصَعْب يَزِلّ الغُفْرُ عن قُذُفاتِه، بحافاته بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ وقيل: الغُفْر اسم للواحد منها والجمع؛ وحكي: هذا غُفْرٌ كثير وهي أَرْوَى مُغْفِرٌ لها غُفْرٌ؛ قال ابن سيده: هكذا حكاه أَبو عبيد والصواب: أُرْوِيّةٌ مُغْفِر لأَن الأَرْوَى جمع أَو اسمُ جمع. والغِفْرُ، بالكسر: ولدُ البقرة؛ عن الهَجَريّ.
وغِفارٌ: مِيسمٌ يكون على الخد. والمَغافرُ والمَغافِيرُ: صمغ شبيه بالناطِفِ ينضحه العُرْفط فيوضع في ثوب ثم يُنْضَح بالماء فيُشْرب، واحدها مِغْفَر ومَغْفَر ومُغْفُر ومُغْفور ومِغْفار ومِغْفِير. والمَغْفوراءُ: الأَرضَ ذات المَغافِير؛ وحكى أَبو حنيفة ذلك في الرباعي؛ وأَغْفَر العُرْفُط والرِّمْثُ: ظهر فيهما ذلك، وأَخرج مَغافِيرَه وخرج الناس يَتَغَفَّرُون ويَتَمَغْفَرُون أَي يجتَنُون المَغافيرَ من شجره؛ ومن قال مُغْفور قال: خرجنا نتَمَغْفَر؛ ومن قال مُغْفُر قال: خرجنا نتَغَفَّر، وقد يكون المُغْفورُ أَيضاً العُشَر والسَّلَم والثُّمام والطلح وغير ذلك. التهذيب: يقال لصمغ الرِّمْث والعرفط مَغافِير ومَغاثِيرُ، الواحد مُغْثور ومُغْفور ومِغْفَر ومِغْثَر، بكسر الميم. روي عن عائشة، رضي الله عنها، أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، شَرِبَ عند حَفْصة عسلاً فتواصَيْنا أَن نقول له: أَكَلْتَ مغافِيرَ، وفي رواية: فقالت له سَوْدة أَكلتَ مغافِيرَ؛ ويقال له أَيضاً مَغاثِير، بالثاء المثلثة، وله ريح كريهة منكرة؛ أَرادت صَمْغَ العرفط. والمَغافِير: صمغٌ يسيل من شجر العرفط غير أَن رائحته ليست بطيبة. قال الليث: المِغْفارُ ذَوْبةٌ تخرج من العرفط حلوة تُنْضح بالماء فتشرب. قال: وصَمْغُ الإِجّاصةِ مِغفارٌ. أَبو عمرو: المَغافيرُ الصمغ يكون في الرمث وهو حلو يؤكلُ، واحدُها مُغْفور، وقد أَغْفَر الرِّمْثُ. وقال ابن شميل: الرمث من بين الحمض له مَغافيرُ، والمَغافيرُ: شيء يسيل من طرف عِيدانها مثل الدِّبْس في لونه، تراه حُلواً يأْكله الإِنسان حتى يَكْدَن عليه شِدْقاه، وهو يُكْلِع شَفته وفَمه مثل الدِّبْق والرُّبّ يعلق به، وإِنما يُغْفِر الرمثُ في الصفَريَّة إذا أَوْرَسَ؛ يقال: ما أَحسن مَغافيرَ هذا الرمث. وقال بعضهم: كلُّ الحمض يُورِس عند البرد وهو بروحه وارباده يخرج. مغافيره تجدُ ريحَه من بعيد. والمَغافيرُ: عسل حلو مثل الرُّبّ إِلا أَنه أَبيض. ومَثَلُ العربِ: هذا الجَنى لا أَن يُكَدَّ المُغْفُر؛ يقال ذلك للرجل يصيب الخير الكثير، والمُغْفُرُ هو العود من شجر الصمغ يمسح به ما ابيضّ فيتخذ منه شيء طيب؛ وقال بعضهم: ما استدار من الصمغ يقال له المُغْفُر، وما استدار مثل الإِصبع يقال له الصُّعْرور، وما سال منه في الأَرض يقال له الذَّوْبُ، وقالت الغنوية: ما سال منه فبقي شَبيه الخيوط بين الشجر والأَرض يقال له شَآبِيب الصمغ؛ وأَنشدت: كأَنَّ سَيْلَ مَرْغِه المُلَعْلِعِ شُؤْبوبُ صَمْغٍ، طَلْحُه لم يُقْطَعِ وفي الحديث: أَن قادِماً قَدِم عليه من مكة فقال: كيف تركتَ الحَزْوَرة؟ قال: جادَها المطرُ فأَغْفَرَتْ بَطْحاؤها أَي أَن المطر نزل عليها حتى صار كالغَفَر من النبات. والغَفَرُ: الزِّئْبِرُ على الثوب، وقيل: أَراد أَن رِمْثَها قد أَغْفَرت أَي أَخرجت مَغافيرَها. والمَغافيرُ: شيء ينضحه شجر العرفط حلو كالناطف، قال: وهذا أَشْبَه، أَلا تراه وصف شجرها فقال: وأَبْرَم سَلمُها وأَغْدَق إِذْخِرُها والغِفْرُ: دُوَيْبّة. والغَفْرُ: منزل من منازل القمر ثلاثةُ أَنْجُم صغار، وهي من الميزان.
وغُفَير: اسم وغُفَيرة: اسم امرأَة. وبنو غافِرٍ: بطن. وبنو غِفارٍ، من كنانة: رهط أَبي ذر الغِفارِيّ.
غافَصَ الرجلَ مُغافَصةً وغِفاصاً: أَخذه على غرّةٍ فَركِبَه بمَساءة. والغافِصةُ: من أَوازِم الدهر؛ وأَنشد:
إِذا نَزَلَت إِحْدَى الأُمورِ الغَوافِص |
وفي نوادر الأَعراب: أَخذْتُه مُغافَصةً ومُغابَصةً ومُرافَصةً أَي أَخذْتُه مُعازّة.
الغُفَّةُ: البُلْغَةُ من العَيْش؛ قال الشاعر:
لا خَيرَ في طَمَعٍ يُدْني إلى طَبَعٍ |
|
وغُفَّةٌ من قَوامِ العَيشِ تَكْفِينـي |
والفَأْرةُ غُفَّة الهِرّ أَي قُوتُه، وقيل: الغفة الفأْرة فلم يُسَقْ؛ قال:
يُدِيرُ النَّهارَ بجَشْءٍ لـه |
|
كما عالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ |
الخَيْطلُ: السِّنَّوْر، وهذا بيت يُعايا به، يصف صبيّاً يدير نَهاراً أَي فَرْخَ حُبارَى بجَشء في يده، وهو سَهْم خَفِيف أَو عُصيّةٌ صغيرة، ويروى بحَشْر له. والغُفَّة والغُبّةُ: القليل من العيش. والغُفة: الشيء القليل من الرَّبيع. واغْتَفَّتِ الفرس والخيل وتَغَفَّفَت: نالت غُفة من الرَّبيع ولم تُكْثِر، وقيل: إذا سَمِن بعض السِّمَن. والاغْتِفافُ: تناوُل العلَف. وقيل: الغُفة كلأ قديم بالٍ وهو شرُّ الكلإ. والفعل كالفعل.
وغُفة الإناء والضرْع: بقيّة ما فيه. وتَغَفَّفه: أَخذ غُفَّته. وقال أَبو زيد: اغْتَفَّتِ المالُ اغْتِفافاً، قال: وهو الكلأ المُقارِبُ والسِّمنُ المُقارِب؛ قال طُفَيْل الغَنَوِيّ:
وكُنّا إذا ما اغْتَفَّتِ الخيلُ غُفَّةً |
|
تَجَرَّدَ طَلاَّبُ التِّراتِ مُطَلَّب |
يقول: تَجَرَّدَ طالِبُ التِّرة وهو مَطلوب مع ذلك، فرفَعه بإضمار هو أَي هو مُطَلَّبٌ؛ كما قال الراجز:
ومَنْهَلٍ فيه الغُرابُ مَيْتُ |
كأَنه من الأُجُونِ زَيْتُ |
سَقَيْتُ منه القومَ واستقَيْتُ |
فيه الغراب ميت أَي هو ميت، والغُفَّةُ: كالخُلْسةِ أَيضاً، وهو ما تَناوَله البعير بفِيه على عجلة منه. ويقال لما يَبس من ورق الرُّطْب: غَفٌّ وقَفٌّ.
الغَفْقُ: الضرب بالسوط والعصا والدِّرَّةِ، غَفَقَهُ يغْفِقُهُ غَفْقاً: ضربه، والغفقة: المَرَّة منه، وقد جاء: عَفَقَهُ، بالعين المهملة؛ وروي عن إياس بن سلمة عن أَبيه قال: مَرَّ بي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وأنا قاعد في السوق وهو مارّ لحاجة له معه الدِّرَّةُ، فقال: هكذا يا سَلَمةُ، عن الطريق، فغَفَقَني بها غَفْقَةً فما أَصاب إلا طَرَفها ثوبي، قال فأَمَطْتُ عن الطريق فسكت عني حتى إذا كان العامُ المُقْبل لقيني في السوق فقال: يا سلمة أَردتَ الحجّ العام؟ فقلت: نعم، فأَخذ يدي فما فارق يَدُه يَدي حتى أَدخلني بيته فأَخرج كيساً فيه ستمائة درهم فقال: يا سلمة خذها واسْتَعِنْ بها على حَجِّك واعلم أنها من الغَفْقَةِ التي غَفَقْتُك بها عامَ أَوَّل، قلت: يا أَمير المؤمنين، والله ما ذَكَرْتُها حتى ذَكَّرْتنيها، فقال عمر: أنا والله ما نسيتُها، قال الأصمعي: غَفَقْتُه بالسوط أَغْفِقُه ومَتَنْتُه بالسوط أَمْتُنه وهو أَشد من الغَفْق، وقوله أَمَطْتُ عن الطريق أي تَنَحَّيت عنه. والغَفْقُ: الهجوم على الشيءِ والأَوْب من الغَيْبة فجأَةً. والمَغْفِقُ: المَرْجِعُ؛ وأَنشد لرؤبة:
من بُعْد مَغْزايَ وبُعد المَغْفِقِ |
والغَفْقُ: كثرة الشرب، غَفَقَ يَغْفِقُ غَفْقاً. وتَغَفَّقَ الشرابَ: شربة ساعة بعد أُخرى، وقيل شربه يومه أَجْمَعَ. ابن الأعرابي: إذا تَحَسَّى ما في إنائه فقد تَمَزَّزَه، وساعةً بعد ساعة فقد تَفَوَّقَهُ، فإذا أَكثر الشراب فقد تَغَفَّق. وتَغَفَّقْت الشراب تَغَفُّقاً إذا شربته.وظَلَّ يتَغَفَّقُ الشرابَ إذا شربه يومَه أَجمع، والغَفْقُ من صِفة الوِرْدِ؛ قال رؤبة:
صاحب غاراتٍ من الوِرْدِ الغَفَقْ |
وقيل: الغَفْقُ أَن تَرِدَ الإبلُ كل ساعة؛ قال الشاعر:
ترعى الغَضا من جانِبَيْ مُشَفَّقِ |
|
غِبّاً، ومن يَرْعَ الحُمُوضَ يَغْقِقِ |
وقال الفراء: شربت الإبل غَفْقاً وهي تَغْفِقُ إذا شربت مرةً بعد أُخرى وهو الشرب الواسع.
والتَّغْفِيقُ: النوم وأنت تَسمْع حديث القوم.
ويقال: غَفَّقوا السَّلِيمَ تَغْفِيقاً إذا عالجوه وسَهَّدُوه؛ وقال مليح:
وداوِيَّة مَلْساء تُمْسي سباعُها، |
|
بها، مثلَ عُوَّادِ السَّلِيم المُغَفَّقِ |
وجملة التَّغْفِيق نومٌ في أَرَق.أبو عمرو: الغَيْفَقَةُ الإهراقُ، وكذلك الدَّغْرَقة.
أَبو عمرو: غَفَقَ وعَفَقَ إذا خرجت منه ريح. والمُنْغَفَقُ:المُنْصَرَفُ، قال الأصعمي: المُنْعَطَفُ؛ وأنشد لرؤبة:
حتى تَرَدَّى أَربعٌ، في المُنْغَفَقْ، |
|
بأَربعٍ يَنْزِعْنَ أَنفاسَ الرَّمَـقْ |
وغافِق: قبيلة.
غَفَلَ عنه يَغْفُلُ غُفولاً وغَفْلةً وأَغْفَلَه عنه غيرُه وأَغْفَلَه: تركَه وسها عنه؛ وأَنشد ابن بري في الغُفول:
فابك هلاًّ واللَّيالـي بِـغِـرَّةٍ |
|
تَدُورُ، وفي الأَيام عنك غُفولُ |
وأَغْفَلْتُ الرجل: أَصبْتُه غافلاً، وعلى ذلك فسر بعضهم قوله عز وجل: ولا تُطِعْ من أَغْفَلْنا قلْبَه عن ذِكْرِنا؛ قال: ولو كان على الظاهر لوجب أَن يكون قوله واتَّبَع هَواه، بالفاء دون الواو؛ وسئل أَبو العباس عن هذه الآية فقال: مَنْ جَعَلْناه غافلاً، وكلام العرب أَكثرُه أَغْفَلْته سمّيته غافِلاً، وأَحْلَمْتُه سمّيته حَليماً، قال: وفعلَ هو وأَفْعَلته أَنا، أَكثرُ اللغة ذهَب وأَذْهَبْته، هذا أَكثر الكلام، وفَعَّلْت أَكْثَرْتُ ذلك فيه مثل غَلَّقْت الأَبواب وأَغْلَقْتها، وأَفْعَلْتُ يَجيءُ مكانَ فَعَّلْت مثل مَهَّلْتُه وأَمْهَلْته ووَصَّيْتُ وأَوْصَيْتُ وسَقَّيْتُ وأَسْقَيْتُ. وفي حديث أَبي موسى: لعَلَّنا أَغْفَلْنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، يَمينَه أَي جَعَلْناه غافلاً عن يمينه بسبب سُؤَالِنا، وقيل: سأَلْناه وقت شُغْله ولم ننتظر فراغه. يقال: تغَفَّلْته واسْتَغْفَلْته أَي تحيَّنْتُ غَفْلَته. ويقال: هو في غَفَلٍ من عَيشِه أَي في سعة؛ أَبو العباس: الغَفَلُ الكثيرُ الرفيعُ. ونَعَمٌ أَغْفالٌ: لا لِقْحةَ فيها ولا نَجِيب. وقال بعض العرب: لنا نَعَمٌ أَغْفالٌ ما تَبِضُّ؛ يصفُ سَنةً أَصابتهم فأَهلكت جيادَ مالهم. وقال شمر: إِبل أَغْفالٌ لا سِماتِ عليها، وقِداحٌ أَغْفالٌ. سيبويه: غَفَلْتُ صرت غافلاً. وأَغْفَلْتُه وغفَلْت عنه: وصَّلْت غَفَلي إِليه أَو تركته على ذُكْرٍ. قال الليث: أَغْفَلْت الشيء تركته غَفَلاً وأَنت له ذاكر. قال ابن سيده: وقوله تعالى: وكانوا عنها غافِلينَ؛ يصلح أَن يكون، والله أَعلم، كانوا في تركهم الإِيمانَ بالله والنظرَ فيه والتدبُّرَ له بمنزلة الغافِلين، قال: ويجوز أَن يكون وكانوا عما يراد بهم من الإِثابة عليه غافِلين، والاسم الغَفْلة والغَفَل؛ قال:
إِذْ نحْنُ في غَفَلٍ، وأَكْبَرُ هَمِّنـا |
|
صِرْفُ النَّوَى، وفِراقُنا الجِيرانا |
وفي الحديث: من اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ أَي يَشْتَغِلُ به قلبه ويستولي عليه حتى تصير فيه غَفْلة.
والتَّغافُلُ: تَعمُّدُ الغَفْلة على حدِّ ما يجيء عليه هذا النحو.
وتَغَافَلْت عنه وتغفَّلْتُه إذا اهْتَبَلْتَ غَفْلَتَه. ابن السكيت: يقال قد غَفَلْت فيه وأَغْفَلْتُه. والتَّغْفِيل: أَن يكفيك صاحبُك وأَنت غافِلٌ لا تَعْنَى بشيء. والتَّغَفُّل: خَتْلٌ في غَفْلة.
والمُغَفَّلُ: الذي لا فِطْنة له. والغَفُول من الإِبل: البَلْهاء التي لا تمنع من فَصِيل يرضعها ولا تبالي منْ حَلبها. والغُفْل: المُقيّد الذي أُغْفِل فلا يرجى خيرُه ولا يخشى شرّه، والجمع أَغْفال. والأَغْفالُ: المَواتُ. والغُفْلُ: سَبْسَبٌ مَيّتة لا علامةَ فيها؛ وأَنشد:
يتْركْنَ بالمَهامِهِ الأَغْفالِ |
وكلُّ ما لا علامة فيه ولا أَثر عمارة من الأَرضين والطُّرقِ ونحوها غُفْلٌ، والجمع كالجمع. وفي كتابه لأُكَيْدِرَ: إِنّ لنا الضاحيةَ والمَعامِيَ وأَغْفالَ الأَرض أَي المجهولة التي ليس فيها أَثر يعرف، وحكى اللحياني: أَرض أَغْفالٌ كأَنهم جعلوا كل جزء منها غُفْلاً. وبلادٌ أَغْفالٌ: لا أَعلام فيها يُهتدى بها، وكذلك كل ما لا سمة عليه من الإِبل والدواب.
ودابّة غُفْل: لا سمة عليها. وناقة غُفْل: لا تُوسَم لئلا تَجِب عليها صدقة؛ وبه فسر ثعلب قول الراجز:
لا عيشَ إِلاَّ كلُّ صَهْبـاءَ غُـفُـلْ |
|
تَناوَلُ الحوضَ، إذا الحوض شُغِلْ |
وقد أَغْفَلْتُها إذا لم تَسِمْها. وفي الحديث: أَن نَفاذة الأَسْلَمي قال: يا رسول الله، إِنِّي رجل مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ إِبلي؟ أَي صاحبُ إِبلٍ أَغْفالٍ لا سمات عليها؛ ومنه حديث طهفة: ولنا نَعَمٌ هَمَلٌ أَغْفالٌ لا سمات عليها، وقيل: الأَغْفال ههنا التي لا أَلبانَ لها، واحدها غُفْل، وقيل: الغُفْل الذي لا يُرجى خيره ولا يخشى شره. وقِدْحٌ غُفْل: لا خير فيه ولا نصيب له ولا غُرْم عليه، والجمع كالجمع؛ وقال اللحياني: قِداحٌ غُفْلٌ على لفظ الواحد ليست فيها فُروضٌ ولا لها غُنْم ولا عليها غُرْم، وكانت تُثَقَّل بها القِداحُ كراهية التُّهَمَة، يعني بتثقّل تكثّر، قال: وهي أَربعة: أَولها المُصَدَّرُ ثم المُضَعَّف ثم المَنِيح ثم السَّفيح. ورجل غُفْل: لا حسَب له، وقيل: هو الذي لا يعرف ما عنده، وقيل: هو الذي لم يجرِّب الأُمور. وشاعر غُفْل: غير مسمى ولا معروف، والجمع أَغْفال.
وشِعْر غُفْل: لا يعرف قائله. وأَرض غُفْل: لم تُمْطَر. وغفَل الشيءَ: ستَره. وغُفْل الإِبل، بسكون الفاء: أَوبارُها؛ عن أَبي حنيفة.
والمَغْفَلة: العَنْفَقة؛ عن الزجاجي، ووردت في الحديث وهي جانبا العَنْفَقة، روي عن بعض التابعين: عليك بالمَغْفَلة والمَنْشَلة؛ المَنْشَلةُ موضع حلقة الحاتم. وفي حديث أَبي بكر: رأَى رجلاً يتوضأ فقال: عليك بالمَغْفَلةِ؛ هي العَنْفقة يريد الاحتياط في غسلها في الوضوء، سميت مَغْفَلة لأَن كثيراً من الناس يُغْفلُ عنها.
وغافلٌ وغَفْلة: اسمان. وبنو غُفَيْلة وبنو المُغَفَّل: بُطون، والله أَعلم.
امرأَة غَفَلَّقَةٌ: عظيمة الرَّكَب؛ عن ابن الأعرابي. وقال ثعلب: إنما هي عَفَلَّقَة، بالعين المهملة، وقد تقدم ذكرها.
التهذيب: قال أَبو عمرو وأَتيته على إِفَّانِ ذلك وقِفَّانِ ذلك وغِفَّانِ ذلك، قال: والغين في بني كلاب.
غَقَّ القارُ وما أَشبهه وغَقَّتِ القِدْرُ تَغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً: غلت فسمعت صوتها. وغَقِيقُ القدر: صوت غَلَيانها، سمي غَقِيقاً، وغِقْ غِقْ: لحكاية صوت الغَلَيان، وكذلك غَقْغَقَة صوت الصَّقْر حكاية؛ ومن هذا قيل للمرأة الواسعة المتاع التي يسمع يسمع لها صوت عند الخِلاط: غَقَّاقَة وغَقُوق وخَقَّاقَة وخَقُوق، وامرأة غَقَّاقة: يسمع لحَيائها صوت عند الجماع، وغَقَّ بطنُه يغِقُّ غَقّاً وغَقِيقاً كذلك. وفي حديث سليمان:إن الشمس لتَقْرُبُ يوم القيامة من رؤوس الناس حتى إن بطونهم تَغِقّ غَقّاً، وفي رواية حتى إن بطونهم لتقول غِقْ غِقْ. وغَقّ الطائر يَغِقّ غَقيقاً: صوَّت. وغَقَّ الصَّقر في صوته: رقَّقه، وهو ضرب منه، والصَّقر يُغَقْغِقُ في بعض أَصواته. وغَقّ الغُداف حكاية غلظ صوته، وفي التهذيب:الغَقّ حكاية صوت الغُداف إذا بَحّ صوتُه. وغَقُّ الماء وغَقِيقُه: صوته إذا خرج من ضيق إلى سعة أَو من سعة إلى ضيق. ابن الأعرابي: الغَقَقَةُ الغَواهقُ، وهي الخطاطيف الجبليّة.