حدثني ابن القرشي قال: حدثني أبو عبد الله الأموي قال: قال العتبي: بينا أنا أمر في شارع المربد يوماً إذ أنا بامرأة جميلة، فتبعتها وقلت:
يا أمة اله، هل لك زوج؟قالت: لا، قلت: فما رأيك في؟ فدنت مني وقالت: إن رأسي أشمط. فوليت عنها، فلما بعدت نادتني، يا فتى ارجع، فرجعت، فكشفت قناعها، فإذا أنا بشعر كالغراب، فبقيت متعجباً، فقالت: كرهنا منك ما كرهته منا.
ومما روينا في هذا المعنى للعتبي:
رأين الغواني الشيب لاح بعارضي |
|
فأعرضن عني بالخدود النواضر |
وكن متى أبصرنني أو سمعن بي |
|
سعين فرقعن الكوى بالمحاجـر |
فإن عطفت عنـي أعـنة أعـين |
|
نظرن بأحداق المها والـجـآذر |
فإني من قوم كـريم ثـنـاؤهـم |
|
لأقدامهم صيغت رؤوس المنابـر |
ومما يستحسن له قوله:
ولمـا رأيتـك لا فـاسـقـاً |
|
قوياً ولا أنـت بـالـزاهـد |
وليس عدوك بـالـمـتـقـى |
|
وليس صديقك بـالـحـامـد |
أقمتك في السوق سوق الرقيق |
|
وناديت: هل فـيك مـن زائد |
على رجل غادر بالـصـديق |
|
كفور لنـعـمـائه جـاحـد |
فما جـاءنـي رجـل واحـد |
|
يزيد عـلـى درهـم واحـد |
سوى رجل خانـه عـقـلـه |
|
وحلت بـه دعـوة الـوالـد |
فبعتك مـنـه بـلا شـاهـدٍ |
|
مخـافة ردك بـالـشـاهـد |
وأبت حميداً إلى مـنـزلـي |
|
وحل البلاء على الـنـاقـد |
وله أيضاً:
ليس احتيال ولا عقـل ولا أدب |
|
يجدي عليك إذا لم يسعد القـدر |
ولا توان ولا عجـز يضـر إذا |
|
جاء القضاء بما فيه له الخــير |
ما قدر الله لا يعييك مطلبـه |
|
والسعي في نيل ما لم يقضه عسر |
وما عرتني من الأيام معضلة |
|
إلا صبرت لها، والحر مصطبـر |
إني على عسري بالله ذو ثقة |
|
ورب قوم إذا ما أعسروا كفروا |
كم مانع نفسه لذاتها حذراً |
|
للفقر ليس له من ماله ذخر |
إن كان إمساكه للفقر يحذره |
|
فقد تعجل فقراً قبـل يفتقـر |