حدثني عبد الوهاب بن محمد البصري قال: حدثنا: مسلم بن عقبة قال: قال لي خالد النجار: رأيت جارية مولدة بالبصرة ومعها تور فيه نورة فقلت: يا جارية يكفي ما في هذا التور حرين؟ قالت: نعم إذا كانا صغيرين.
قال: وكان خالد النجار شاعراً متقلبا، إلا أنه كان خبيث اللسان سريعاً إلى أعراض الناس، وشعره في غير هذا المعنى وهو القائل:
أنا النجـار أنـجـر كـل أير |
|
غليظ الأصل منتفـخ الـوريدِ |
سأنجر إن بقيت بغـير فـأس |
|
فياشل صلبةً مثـل الـحـديد |
وأجعل بعضها باعاً وبعـضـاً |
|
دُوين البـاع ذا أشـر شـديد |
وأهديها لطـيبة تـتـخـذهـا |
|
مطاياها إلى السفر البـعـيد |
وتحمل إبنها أيضاً عـلـيهـا |
|
إذا طلب الركوب مع العبـيد |
فيا حسن العقيلة حين تعـلـو |
|
على متن الأشج أبي الـولـيد |
بلا سرج هنـاك ولا لـجـام |
|
ولا تبن ولا عـلـف عـتـيد |
تسير بلـيلة عـشـرين مـيلاً |
|
وترحل غير مرتحل الوفـود |
وما كان الولـيد لـذاك أهـلاً |
|
ولو بذل الطريف مع التلـيد |
أبا العباس دونك فارتـبـطـه |
|
فما هو بالعنود ولا الـبـلـيد |
فإني قد طلبـت الأجـر فـيه |
|
وفي حمل العجوز على البريد |