أخبار أبي هلال الأحدب

حدثني أبو النجد قال: حدثني الأثرم قال: اسم أبي هلال عصين بن براق، وكان أعرابياً هاجر إلى بغداد، وكان شاعراً مفلقاً مطبوعاً، وله ببغداد بنون، وكان بعض بنيه يقول الشعر ويجيد، وليس كأبيه، ومما رويناه لبي هلال واخترناه:

أروح ولم أحدث لليلـى زيارة

 

لبئس إذاً راعي المودة والوصل

تراب لأهلي، لا ولا نعمة لهـم

 

لشد إذا ما تقد تعبدني أهـلـي

ومما استحسناه قوله:

أقول يا فـاتـن والـحـب لا

 

يبقي على مهجة مـحـزونِ

عندك يا فـاتـن مـن حـيلة

 

فإن حادي الموت يحـدونـي

يا فاتني إن الذي ضـمـنـت

 

نفسي شيء لـيس بـالـدون

يا سادتي ظبـيكـم قـاتـلـي

 

ظلماً وما قتـلـي بـالـدين

ما زال عن قوس الهوى طرفه

 

فوق لي سهمـاً ويرمـينـي

حتى إذا أقصدنـي سـهـمـه

 

حط، وأدنى ذاك يكـفـينـي

يا ذا الذي أسقمني لـيس لـي

 

غيرك من خـلـق يداوينـي

ولسـت والـلـه إذا رمـتـه

 

منك على قلبي بـمـامـون

لكـنـنـي أقـنـع يا سـيدي

 

دون وصال أن تـمـنـينـي

تعلتي فيك بطـيب الـمـنـى

 

دهراً، فعيشي عيش كـمـون

 وهذا من جملة شعره المستحسن المستجاد.