باب الفاء والراء، الزاي

فرأ

 الفَرَأُ، مهموز مقصور: حمارُ الوَحْشِ، وقيل الفَتيُّ منها. وفي المثل: كلُّ صَيْدٍ في جَوْفِ الفَرَإِ. وفي الحديث: أَن أَبا سفيان استأْذَنَ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فحَجَبَه ثم أَذِن له، فقال له: ما كِدْتَ نأْذَنُ لي حتى تأْذَنَ لحِجارة الجُلْهُمَتَينِ. فقال: يا أَبا سفيانَ، أَنت كما قال القائلُ: كلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرَإ، مقصور، ويقال في جوف الفَرَاءِ، ممدود، وأَراد النبي صلى اللّه عليه وسلم بما قاله لأَبي سفيانَ تأَلُّفَه على الاسلام، فقال: أَنتَ في الناسِ كحِمارِ الوَحْش في الصيد، يعني أَنها كلها مثلهُ. وقال أَبو العباس: معناه أَنه إذا حَجَبَكَ قَنِعَ كل محجوب ورَضِي، لأَن كلَّ صَيْدٍ أَقلُّ من الحِمار الوَحْشِيِّ، فكلُّ صَيْدٍ لِصغَرِه يدخل في جَوْفِ الحمار، وذلك أَنه حَجَبَه وأَذِنَ لغيره. فيُضْرَبُ هذا المثل للرجل يكون له حاجاتٌ، منها واحدة كبيرة، فإذا قُضِيَتْ تلك الكَبيرةُ لم يُبالِ أَن لا تُقْضى باقي حاجاتِه. وجمعُ الفَرَإ أَفْراء وفِراء، مثل جَبَلٍ وجبالٍ. قال مالك ابن زُغْبَة الباهليُّ:

بضَرْبٍ، كآذانِ الفِراء فُضُولـهُ،

 

وطَعْنٍ، كإِيزاغِ المخَاض، تَبُورُها

الإِيزاغُ: إِخراجُ البولِ دُفعةً دُفعةً. وتَبُورُها أَي تَخْتَبِرُها.
ومعنى البيت أن ضَرْبَه يُصَيِّر فيه لَحْماً مُعَلَّقاً كآذان الحُمُر.
زمن ترك الهمز قال: فرا وحضر الأصمعي وأَبو عمرو الشيبانيُّ عند أَبي السَّمْراء فأَنشده الأَصمعي:

بضربٍ، كآذان الفِراء فضولـه

 

وطعنٍ كتَشْهاقِ العَفا، هَمَّ بالنَّهْقِ

ثم ضرب بيده إلى فَرْوٍ كان بقُربه يوهم أَنَّ الشاعر أَراد فَرْواً، فقال أَبو عمرو: أَراد الفَرْوَ.
فقال الأَصمعي: هكذا روايَتُكُم، فأَما قولهم: أَنْكَحْنا الفَرا فَسَنَرى، فإنما هو على التخفيف البَدَليّ موافَقة لسَنَرى لأَنه مثلٌ والأَمثالُ موضوعة على الوقف، فلما سكِّنَت الهمزة أُبدلت أَلفاً لانفتاح ما قبلها. ومعناه: قد طلبنا عاليَ الأُمور فسَنَرى أَعمالَنا بعدُ، قال ذلك ثعلب. وقال الأَصمعي: يضرب مثلاً للرجل إذا غُرِّرَ بأَمر فلم يَرَ ما يُحِبُّ أَي صَنَعْنا الحَزْم فآل بنا إلى عاقبةِ سُوء. وقيل معناه: أَنَّا قد نَظَرْنا في الأَمر فسننظر عما ينكشف.

فرا

الفَرْو والفَرْوَة: معروف الذي يُلبس، والجمع فِراء، فإِذا كان الفرو ذا الجُبَّة فاسمها الفَرْوة؛ قال الكميت:

إِذا التَفّ دُونَ الفَتاةِ الكَمِيع

 

وَوَحْوَح ذو الفَرْوَةِ الأَرْمَلُ

وأَورد بعضهم هذا البيت مستشهداً به على الفروة الوَفْضَة التي يجعل فيها السائل صدقته. قال أَبو منصور: والفَرْوة إذا لم يكن عليها وَبَر أَو صوف لم تُسَمَّ فَروة. وافْتَرَيْت فَرْواً: لَبِسته؛ قال العجاج:

يَقْلِبُ أُولاهُنَّ لَطْم الأَعْـسـرِ

 

قَلْبَ الخُراسانيِّ فَرْوَ المُفْترِي

والفَرْوَة: جِلدة الرأْس. وفَرْوة الرأْس: أَعْلاه، وقيل: هو جلدته بما عليه من الشعر يكون للإِنسان وغيره؛ قال الراعي:

دَنِس الثِّياب كأَنَّ فَرْوَة رَأْسه

 

غُرِسَتْ، فأَنْبَت جانباها فُلْفُلا

والفَروة، كالثَّروة في بعض اللغات: وهو الغنى، وزعم يعقوب أَن فاءها بدل من الثاء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: وسئل عن حدِّ الأَمة فقال إِن الأَمَة أَلقت فَرْوَة رأْسِها من وراء الدار، وروي: من وراء الجدار، أَراد قِناعها، وقيل خمارها أَي ليس عليها قناع ولا حِجاب وأَنها تخرج مُتَبَذِّلة إِلى كل موضع تُرْسَل إِليه لا تَقْدِر على الامتناع، والأَصل في فروة الرأْس جلدته بما عليها من الشعر؛ ومنه الحديث: إِنَّ الكافر إذا قُرِّبَ المُهْلُ مِن فيه سقطت فَرْوة وجهه أَي جلدته، استعارها من الرأْس للوجه. ابن السكيت: إِنه لذو ثَرْوة في المال وفَروة بمعنى واحد إذا كان كثير المال. وروي عن علي بن أَبي طالب، كرّم الله وجهه، أَنه قال على منبر الكوفة: اللهم إِني قد مَلِلْتُهم ومَلُّوني وسَئِمْتُهم وسَئِمُوني فسَلِّط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذَّيَّالَ المَنَّانَ يَلْبَسُ فَرْوَتَها ويأْكل خَضِرَتَها؛ قال أَبو منصور: أَراد عليّ، عليه السلام، أَن فتى ثقيف إذا ولي العراق توسَّع في فَيْء المسلمين واستأْثر به ولم يَقْتَصِر على حصته، وفَتَى ثقيف: هو الحَجَّاجُ بن يوسف، وقيل: إِنه ولد في هذه السنة التي دعا فيها عليّ، عليه السلام، بهذا الدعاء وهذا من الكَوائِن التي أَنبأَ بها النبي،صلى الله عليه وسلم، من بعده، وقيل: معناه يَتَمَتَّعُ بِنِعْمَتها لُبْساً وأَكلاً؛ وقال الزمخشري: معناه يلبس الدَّفيءَ اللَّيِّنَ من ثيابها ويأكل الطريَّ الناعم من طعامها، فضرب الفَرْوة والخَضِرة لذلك مثلا، والضمير للدنيا. أَبو عمرو: الفَرْوَة الأَرض البيضاء التي ليس فيها نبات ولا فَرْش. وفي الحديث: أَن الخَضِر، عليه السلام، جلس على فَرْوة بيضاء فاهتزت تحته خَضْراء؛ قال عبد الرزاق: أَراد بالفَرْوة الأَرضَ اليابسةَ؛ وقال غيره: يعني الهَشيم اليابس من النَّبات، شبهه بالفَروة.
والفَروةُ: قطعة نبات مجتمعة يابسة؛ وقال:

وهامةٍ فَرْوَتُها كالفَرْوهْ

وفي حديث الهجرة: ثم بَسَطْتُ عليه فَرْوَةً، وفي أُخرى: فَفَرَشْتُ له فَرْوَةً. وقيل: أَراد بالفَرْوة اللِّباس المعروف.وفَرَى الشيءَ يَفْرِيه فَرْياً وفَرَّاه، كلاهما: شقَّه وأَفسده، وأَفراه أَصلحه، وقيل: أَمرَ بإِصلاحه كأَنه رَفَع عنه ما لحقه من آفة الفَرْي وخَلَلِه. وتَفَرَّى جِلدُه وانْفَرَى: انشقَّ. وأَفْرَى أَوداجه بالسيف: شقها. وكل ما شقَّه فقد أَفْراه وفَرَّاه؛ قال عَدِي بن زيد العبادي:

فصافَ يُفَرِّي جِلْدَه عن سَراتِه

 

يَبُذُّ الجِياد فارِهاً مُتـتـايِعـا

أَي صافَ هذا الفَرسُ يكاد يشُق جلده عما تحته من السِّمَن. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، حين سئل عن الذَّبِيحة بالعُود فقال: كلُّ ما أَفْرَى الأَوْداجَ غير مُثَرِّدٍ أَي شقَّقها وقطعها فأَخرج ما فيها من الدم. يقال: أَفْرَيت الثوبَ وأَفْريت الحُلَّة إذا شقَقْتَها وأَخرجت ما فيها، فإِذا قلت فَرَيت، بغير أَلف، فإِن معناه أَن تُقَدِّر الشيء وتُعالجه وتُصلحه مثل النَّعْل تَحْذُوها أَو النِّطَع أَو القِرْبة ونحو ذلك.
يقال: فَرَيْت أَفْرِي فَرْياً، وكذلك فَرَيْت الأَرض إذا سرتها وقطعتها. قال: وأَما أَفْريْت إِفْراء فهو من التشقيق على وجه الفساد. الأَصمعي: أَفْرَى الجلد إذا مَزَّقَه وخَرَقَه وأَفسده يُفْرِيه إِفْراء. وفَرَى الأَدِيمَ يَفْرِيه فَرْياً، وفَرَى المَزادة يَفْرِيها إذا خَرَزَها وأَصلحها.والمَفْرِيَّةُ: المَزادة المَعْمُولة المُصْلَحة. وتَفَرَّى عن فلان ثوبه إذا تشقَّق. وقال الليث: تَفَرَّى خَرْز المزادة إذا تشقق. قال ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي وحده فَرى أَوْداجَه وأَفْراها قطعها. قال: والمتقنون من أَهل اللغة يقولون فَرَى للإِفساد، وأَفْرَى للإِصلاح، ومعناهما الشق، وقيل: أَفراه شقَّه وأَفسده وقطعه، فإِذا أَردت أَنه قدّره وقطعه للإِصلاح قلت فَراه فَرْياً. الجوهري: وأَفْرَيت الأَوْداج قطعتها؛ وأَنشد ابن بري لراجز:

إِذا انْتَحَى بِنابِه الـهَـذْهـاذِ

 

فَرَى عُروقَ الوَدَجِ الغَواذِي

الجوهري: فَرَيْت الشيء أَفْرِيه فرياً قطعته لأُصلحه، وفريت المَزادة خَلَقْتها وصنعتها؛ وقال:

شَلَّتْ يَدا فارِيةٍ فَرَتْها

مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها

لو كانتِ الساقِيَ أَصْغَرَتْها

قوله: فَرَتْها أَي عَمِلَتها. وحكى الجوهري عن الكسائي: أَفْرَيْت الأَديم قطعته على جهة الإِفساد، وفَرَيْته قطعته على جهة الإِصلاح. غيره: أَفْرَيت الشيء شققته فانْفَرى وتَفَرَّى أَي انشق. يقال: تَفَرَّى الليل عن صبحه، وقد أَفْرَى الذئبُ بطنَ الشاةِ، وأَفْرَى الجُرحَ يُفْرِيه إذا بَطَّه. وجِلْد فَرِيٌّ: مَشْقُوق، وكذلك الفَرِيَّة، وقيل: الفَريَّة من القِرَب الواسعة. ودلْو فَرِيٌّ: كبيرة واسعة كأَنها شقت؛ وقول زهير:

ولأَنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ، وَبَعْ

 

ضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثُم لا يَفْرِي

معناه تُنَفِّذُ ما تَعْزِم عليه وتُقَدِّرُه، وهو مثل. ويقال للشجاع: ما يَفْرِي فَرِيَّه أَحد، بالتشديد؛ قال ابن سيده: هذه رواية أَبي عبيد، وقال غيره: لا يَفْرِي فَرْيَه، بالتخفيف، ومن شَدَّد فهو غلط. التهذيب: ويقال للرجل إذا كان حادّاً في الأَمر قوِيّاً تَرَكْتُه يَفْرِي الفَرا. ويَقُدُّ، والعرب تقول: تركته يَفْرِي الفَرِيَّ إذا عَمِلَ العَمل أَو السَّقْي فأَجاد. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، في عمر، رضي الله عنه، ورآه في منامه ينزع عن قَلِيب بغَرْب: فلم أَرَ عَبْقَرِيّاً يَفْرِي فَرِيَّه؛ قال أَبو عبيد: هو كقولك يعمَل عمَله ويقول قوله ويقطَع قطعه؛ قال: وأَنشدنا الفراء لزُرارة بن صَعْب يُخاطب العامِرِيَّةَ:

قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا

مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا

قد كنتِ تَفْرِينَ به الفَرِيَّا

أَي كنت تُكْثِرِين فيه القَول وتُعَظِّمِينه. يقال: فلان يَفْرِي الفَرِيَّ إذا كان يأْتي بالعَجَب في عمله، وروي يَفْرِي فَرْيَه، بسكون الراء والتخفيف، وحكي عن الخليل أَنه أَنكر التثقيل وغلَّط قائله. وأَصل الفَرْي: القَطْع، وتقول العرب: تركته يَفْرِي الفَرِيَّ إذا عمل العمل فأَجاده. وفي حديث حسان: لأَفْرِيَنَّهم فَرْيَ الأَدِيم أَي أُقَطِّعُهم بالهجاء كما يُقَطَّع الأَدِيم، وقد يكنى به عن المبالغة في القتل؛ ومنه حديث غَزوة مُوتة: فجعل الرومي يَفْرِي بالمسلمين أَي يبالغ في النِّكاية والقتل؛ وحديث وحشي: فرأَيت حمزة يَفرِي الناس فَرْياً، يعني يوم أُحد.
وتَفَرَّت الأَرضُ بالعُيون: تَبَجَّسَتْ؛ قال زهير:

غِماراً تُفَرَّى بالسِّلاحِ وبالدَّمِ

وأَفْرَى الرجلَ: لامه.
والفِرْيةُ: الكذب. فَرَى كذباً فَرْياً وافْتَراه: اختلقه. ورج فَرِيٌّ ومِفْرىً وإِنه لقَبِيح الفِرْية؛ عن اللحياني. الليث: يقال فَرَى فلان الكذب يَفْريه إذا اختلقه، والفِرْية من الكذب. وقال غيره: افْتَرَى الكذب يَفْترِيه اختلقه. وفي التنزيل العزيز: أَم يقولون افْتَراه؛ أَي اختلقه. وفَرَى فلان كذا إذا خلَقَه، وافتراه: اختلقه، والاسم الفِرْيَة. وفي الحديث: مِن أَفْرَى الفِرَى أَن يُرِيَ الرَّجلُ عَيْنَيْهِ ما لم تَرَيا؛ الفِرَى: جمع فِرْية وهي الكذبة، وأَفْرَى أَفعل منه للتفضيل أَي أَكْذَب الكذبات أَن يقول: رأَين في النوم كذا وكذا، ولم يكن رأَى شيئاً، لأَنه كَذِبٌ على الله تعالى، فإِنه هو الذي يُرْسِل ملَك الرؤيا ليريه المنام. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فقد أَعظم الفِرْيةَ على الله أَي الكَذِب. وفي حديث بَيْعة النساء: ولا يأْتِين ببُهتانٍ يَفْتَرِينه؛ هو افتعال من الكذب.
أَبو زيد: فَرَى البَرْقُ يَفْرِي فَرْياً وهو تَلأْلُؤه ودوامه في السماء.
والفَرِيُّ: الأمر العظيم. وفي التنزيل العزيز في قصة مريم: لقد جِئتِ شيئاً فَرِيّاً؛ قال الفراء: الفَرِيُّ الأَمر العظيم أَي جئت شيئاً عظيماً، وقيل: جئت شيئاً فَرِيّاً أَي مصنوعاً مخْتلَقاً، وفلان يَفْرِي الفَرِيَّ إذا كان يأْتي بالعجب في عمله. وفَرِيتُ: دَهِشْتُ وحِرْتُ؛ قال الأَعلم الهذلي:

وفَرِيتُ مِـنْ جَـزَعٍ فـلا

 

أَرْمِي، ولا وَدّعْتُ صاحِبْ

أَبو عبيد: فَرِيَ الرجل، بالكسر، يَفْرَى فَرىً، مقصور، إذا بُهِتَ ودَهِشَ وتَحَيَّر. قال الأصمعي: فَرِيَ يَفْرى إذا نظر فلم يدر ما يَصْنَع. والفَرْية: الجَلَبة. وفَرْوة وفَرْوان: اسْمان.

فرب

التَّفْريبُ والتَّفْريمُ، بالباء والميم: تَضْييقُ المرأَة فَلْهَمَها بعَجَم الزبيب. وفي الحديث ذكر فِرْياب، بكسر الفاء وسكون الراء: مدينة ببلاد التُّرْك؛ وقيل: أَصلها فِيرِيابٌ بزيادة ياء بعد الفاء، ويُنسَبُ إِلَيْها بالحذف والاثبات.

فربج

افْرَنْبَجَ جِلْدُ الحَمَلِ: شُوِي فَيَبِسَتْ أَعاليه، وكذلك إذا أَصابه ذلك من غير شَيٍّ، وهو مصدر شَوَيْتُ؛ قال الشاعر يصف عَناقاً شَواها وأَكل منها:

فآكُلُ مِنْ مُفْرَنْبِجٍ بين جلدها

فرت

الفُراتُ: أَشَدُّ الماء عُذوبةً. وفي التنزيل العزيز: هذا عَذْبٌ فُراتٌ، وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ.
وقد فَرُتَ الماءُ يَفْرُتُ فُروتةً إذا عَذُبَ، فهو فُراتٌ. وقال ابن الأَعرابي: فَرِتَ الرجلُ، بكسر الراء، إذا ضَعُفَ عقلُه بعد مُسْكَةٍ.
والفُراتانِ: الفُراتُ ودُجَيْلٌ؛ وقول أَبي ذؤَيب:

فَجاءَ بها ما شِئْتَ من لَطَمِيَّةٍ،

 

يَدُومُ الفُراتُ فَوْقَها ويَمُـوجُ

ليس هنالك فُراتٌ، لأَن الدُّرَّ لا يكون في الماء العذب، وإِنما يكون في البحر. وقوله: ما شئت، في موضع الحال، أَي جاء بها كاملة الحُسْن، أَو بالغةَ الحُسْن، وقد تكون في موضع جَرّ على البدل من الهاء أَي فجاء بما شِئْتَ من لَطَمِيَّة.
ومياهٌ فِرْتانٌ وفُراتٌ: كالواحدِ، والاسم الفُروتَةُ. والفُراتُ: اسم نهر الكوفة، معروف.
وفَرْتَنى: المرأَةُ الفاجرةُ؛ ذهب ابن جني فيه إِلى أَن نونه زائدة، وحكى فَرَتَ الرجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً: فَجر؛ وأَما سيبويه فجعله رباعياً. والفِرْتُ: لغةٌ في الفِتْر؛ عن ابن جني، كأَنه مقلوب عنه.

فرتج

الفِرْتاجُ: سِمَةٌ من سِماتِ الإِبل حكاه أَبو عبيد ولم يحلّ هذه السمةَ. وفِرْتاجٌ: موضع، وقيل: موضع في بلاد طيِّئ؛ أَنشد سيبويه:

أَلم تَسَلي فَتُخْبِرَكِ الرُّسـومُ،

 

على فِرْتاجَ، والطَّلَلُ القَديمُ؟

وأَنشد ابن الأَعرابي:

قلتُ لِحَجْنٍ وأَبي العَجَّاجِ:

 

أَلا الحَقا بِطَرَفَيْ فِرْتاجِ

فرتك

فَرْتَك عَمَله: أَفسده، يكون ذلك في النسج وغيره. وفي النوادر:بَرْتَكْتُ الشيءَ بَرْتَكَةً وفَرْتَكْتُه فَرْتَكَةً وكَرْنَفْتُه إذا قطَعْته مثل الذرّ.

فرتن

أَبو سعيد: الفَرْتَنَةُ عند العرب تَشْقِيقُ الكلام والاهْتِماشُ فيه. يقال: فلان يُفَرْتِنُ فَرْتَنةً.
وفَرْتَنَى: الأَمَةُ والزانيةُ، وقد تقدم أَنه ثلاثي على رأْي ابن حبيب، وأَن نونه زائدة، وذكره ابن بري: الفَرْتَنى معرَّفاً بالأَلف واللام، قال: وكذلك الهَلُوكُ والمُومِسَة. وفَرَتَ الرجلُ يَفْرُتُ فَرْتاً: فَجَر؛ قال: وأَما سيبويه فجعله رباعيّاً. ابن الأَعرابي: يقال للأَمة الفَرْتَنَى. وابن الفَرْتَنَى: وهو ابن الأَمةِ البَغِيِّ، والعرب تسمي الأَمة فَرْتَنَى. قال ابن بري: وقال الأَحْوَلُ ابن فَرْتَنَى وابن تُرْنَى يقالان للئيم. وقال ثعلب: فَرْتَنَى الأَمةُ، وكذلك تُرْنَى؛ قال الأَشهب بن رُمَيْلَةَ.

أَتانِيَ ما قال البَعِيثُ ابنُ فَرْتَنَى،أَلم تَخْشَ، إِذ أَوْعَدْتَها، أَن تُكَذّبا؟

وقال جرير:

أَلم تَرَ أَنِّي، إِذ رَمَيْتُ ابْنَ فَرْتَنَىبصَمَّاءَ، لا يَرْجُو الحياةَ أَمِيمُها

وقال أَيضاً:

مَهْلاً بَعِيثُ، فإِنَّ أُمَّكَ فَرْتَنَى

 

حَمْراءُ، أَثْخَنَتِ العُلُوجَ رُداما

قال أَبو عبيد: أَراد الأَمة، وكانت أُمُّ البَعِيثِ حمراءَ من سَبْي أَصْفَهان، وابن تُرْنَى ذكره في تَرَنَ. وفَرْتَنَى، مقصور: اسم امرأَة؛ قال النابغة:

عَفا ذو حُساً من فَرْتَنَى فالفَوارِعُ،

 

فَجَنْبا أَرِيكٍ، فالتِّلاعُ الـدَّوافِـعُ

وفَرْتَنَى أَيضاً: قصر بمَرْوِ الرُّوِذِ كان ابن خازم قد حاصر فيه زُهَيْرَ بن ذؤيب العَدَوِيّ الذي يقال له الهَزَارْمَرْدُ.

فرث

الفَرْثُ: السِّرْجينُ، ما دام في الكَرِشِ، والجمع فُرُوثٌ. ابن سيده: الفَرْثُ السِّرْقِينُ، والفَرْثُ والفُراثة: سِرْقِينُ الكَرشِ.
وفَرَثْتُها عنه أَفْرُثُها فَرْثاً، وأَفْرَثْتُها، وفَرَّثْتُها، كذلك، وفَرَثَ الحُبُّ كَبِدَه، وأَفْرثَها، وفَرَّثَها: فَتَّتَها. وفَرَثْتُ كَبِدَه، أَفْرِثُها فَرْثاً، وفَرَّثْتُها تَفْريثاً إذا ضَرَبْتَه حتى تَنْفَرِثَ كَبِدُه؛ وفي الصحاح: إذا ضَرَبتَه وهو حَيٌّ، فانْفَرَثَتْ كَبِدُه أَي انْتَثرتْ. وفي حديث أُم كُلْثوم، بنتِ عليٍّ، قالت لأَهل الكوفة: أَتدرون أَيَّ كَبِدٍ فَرَثْتم لرسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ الفَرْثُ: تَفْتيت الكَبِد بالغم والأَذى. وفَرَثَ الجُلَّة، يَفْرُثُها ويَفْرِثُها فَرْثاً إذا شَقَّها ثم نَثرَ جميعَ ما فيها؛ وفي التهذيب: إذا فَرَّقها. وأَفرَثْتُ الكَرِشَ: إذا شَقَقْتَها، ونَثرْتَ ما فيها. ابن السكيت: فَرَثْتُ للقوم جُلَّةً، وأَنا أَفْرِثها، وأَفرُثُها إذا شَقَقْتها، ثم نَثرْتَ ما فيها؛ وقيل: كلُّ ما نثرْته، من وِعاءٍ، فَرْثٌ. وشَرِبَ على فَرْثٍ أَي على شِبَع. وأَفرَثَ الرجلَ إِفْراثاً: وقَعَ فيه. وأَفْرَثَ أَصحابَه: عَرَّضَهم للسلطان، أَو لِلائَمةِ الناس، أَو كَذَّبهم عند قوم، ليُصغَّرَهم عندَهم، أَو فَضَحَ سِرَّهم. وامرأَةٌ فُرُثٌ: تَبْزُقُ وتَخْبُثُ نفسُها، في أَول حَمْلِها، وقد انْفُرِثَ بها.
أَبو عمرو: يقال للمرأَة إِنها لمُنْفَرثةٌ، وذلك في أَولِ حَمْلها، وهو أَن تَخْبُثَ نفسُها، في أَول حملها، فيكْثُر نَفْثُها للخَراشِيِّ التي على رأْس مَعِدتِها؛ قال أَبو منصور: لا أَدري مُنْفَرِثةٌ أَم مُتَفَرِّثةٌ؟ والفَرْثُ: غَثَيانُ الحُبْلى. والفَرْثُ: الرَّكْوة الصغيرةُ. وجبلٌ فَريثٌ: ليس بضخْمٍ صُخورُه، وليس بذي مَطَرٍ ولا طِينٍ، وهو أَصعبُ الجبال، حتى إِنه لا يُصْعَدُ فيه، لصُعوبته وامتناعه. وثَريدٌ فَرْثٌ: غير مُدَقَّقِ الثَّرْدِ، كأَنه شُبِّه بهذا الصِّنْفِ من الجبال. وقال اللحياني: قال القَنانيّ: لا خير في الثريدِ إذا كان شَرِثاً فَرِثاً، وقد تقدم ذكر الشَّرِثِ.

فرج

الفَرْجُ: الخَلَلُ بين الشيئين، والجمع فُرُوجٌ، لا يكسَّر على غير ذلك؛ قال أَبو ذؤيب يصف الثور:

فانْصاعَ مِنْ فَزَعٍ، وسَدَّ فُرُوجَهُ،

 

غُبْرٌ ضَوارٍ، وافِـيانِ وأَجْـدَعُ

فُروجه: ما بين قوائمه. سَدَّ فُرُوجَه أَي مَلأَ قوائمه عَدْواً كأَن العَدْوَ سَدَّ فُروجَه ومَلأَها. وافيان: صحيحان. وأَجْدَع: مقطوع الأُذُن. والفُرْجَة والفَرْجَة: كالفَرْج؛ وقيل: الفُرْجَة الخَصاصَة بين الشيئين. ابن الأَعرابي: فَتَحات الأَصابع يقال لها التَّفارِيجُ، واحدها تفراج وخُرُوق الدَّرابِزِينِ يقال لها التَّفارِيجُ والحُلْفُق. النضر: فَرْجُ الوادي ما بين عُدْوَتَيْهِ، وهو بطْنُه، وفَرْجُ الطريق منه وفُوْهَتُه.
وفَرْج الجبَل: فَجُّه؛ قال:

مُتَوَسِّدِين زِمامَ كُلِّ نَجِـيبةٍ،

 

ومُفَرَّجٍ، عَرِقِ المَقَذِّ، مُنَوَّقِ

وهو الوَساعُ المُفَرَّجُ الذي بان مِرْفَقُه عن إِبطِه. والفُرْجَة، بالضم: فُرْجَة الحائط وما أَشبهه، يقال: بينهما فُرْجَة أَي انْفِراج. وفي حديث صلاة الجماعة: ولا تَذَرُوا فُرُجات الشيطان؛ جمع فُرْجَة، وهو الخَلَلُ الذي يكون بين المُصَلِّينَ في الصُّفُوف، فأَضافها إِلى الشيطان تَفظِيعاً لشأْنها، وحَمْلاً على الاحتراز منها؛ وفي رواية: فُرُجَ الشيطان، جمع فُرْجَة كَظُلْمَة وظُلَم. والفَرْجَة: الرَّاحة من حُزْن أَو مَرَض؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:

لا تَضِيقَنَّ في الأُمور، فقد تُكْ

 

شَفُ غَمَّاؤُها بغير احْتِـيالِ

رُبَّما تَكْرَهُ النُّفُوسُ مـن الأَمْ

 

رِ له فَرْجَةٌ، كَحَلِّ العِقـالِ

ابن الأَعرابي: فُرْجَة اسم، وفَرْجَةٌ مصدر.
والفَرْجَة: التَّفَصِّي من الهَمِّ؛ وقيل: الفَرْجَة في الأَمر؛ والفُرْجَة، بالضم، في الجدار والباب، والمعنَيان مُتَقارِبان؛ وقد فَرَج له يَفْرِج فَرْجاً وفَرْجَة. التهذيب: ويقال ما لهذا الغَمِّ من فَرْجَة ولا فُرْجَة ولا فِرْجَة. الجوهري: الفَرَجُ من الغم، بالتحريك. يقال: فَرَّجَ الله غَمَّك تَفْريجاً، وكذلك فَرَجَ الله عنك غمَّك يَفْرِج، بالكسر. وفي حديث عبد الله ابن جعفر: ذَكَرَتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجَعَلَتْ تُفْرَحُ له؛ قال أَبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة، قال: وقد أَضرب الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث، قال: فإِن كانت بالحاء، فهو من أَفرَحَه إذا غَمَّه وأَزال عنه الفَرَحَ، وأَفْرَحَه الدَّيْن إذا أَثْقَله، وإِن كانت بالجيم، فهو من المُفْرَجِ الذي لا عَشِيرة له، فكأَنَّ أُمَّهُم أَرادتْ أَن أَباهم تُوُفِّيَ ولا عشيرة لهم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَتَخافِينَ العَيْلة وأَنا وَلِيُّهُم؟ والفَرْجُ: الثَّغْرُ المَخُوف، وهو موضع المخافة؛ قال:

فَغَدَت، كِلا الفَرْجَينِ تَحْسَبُ أَنَّه

 

مَولى المَخافة: خَلْفُها وأَمامُها

وجمعه فُرُوج، سُمِّي فَرْجاً لأَنه غير مَسْدُود. وفي حديث عُمَر: قَدِمَ رجل من بعض الفُرُوجِ؛ يعني الثُّغُور، واحدها فَرْج. أَبو عبيدة: الفَرْجانِ السِّنْد وخُراسانُ، وقال الأَصمعي: سِجِسْتانُ وخُراسانُ؛ وأَنشد قول الهذلي:

على أَحَدِ الفَرْجَيْنِ كانَ مُؤَمَّرِي

وفي عهد الحجَّاج: اسْتَعْمَلْتُك على الفَرْجَين والمِصْرَينِ؛ الفَرْجانِ: خُراسانُ وسِجِسْتانُ، والمِصْرانِ: الكُوفة والبَصْرَة.
والفَرْجُ: العَوْرَة. والفَرْجُ: شِوارُ الرجل والمرأَة، والجمع فُرُوج. والفَرْجُ: اسم لجمع سَوآت الرجال والنساء والفِتْيان وما حَوالَيْها، كله فَرْج، وكذلك من الدَّوابِّ ونحوها من الخَلْق. وفي التنزيل: والحافِظِين فُرُوجَهُم والحافِظات؛ وفيه: والذين هم لِفُرُوجِهِم حافِظون إِلا على أَزواجِهم؛ قال الفراء: أَراد على فُروجِهِم يُحافِظون، فجعل اللام بمعنى على، واستثنى الثانية منها، فقال: إِلا على أَزواجِهم. قال ابن سيده: هذه حكاية ثعلب عنه قال: وقال مرة: على مِن قوله: إِلا على أَزواجِهم؛ من صِلةِ مَلُومِينَ، ولو جعل اللام بمنزلة الأَول لكان أَجود.
ورجل فَرِجٌ: لا يزال ينكشِف فَرْجُه. وفَرِجَ، بالكسر، فَرَجاً. وفي حديث الزبير: أَنه كان أَجْلَعَ فَرِجاً؛ الفَرِجُ: الذي يَبْدو فَرْجُه إذا جَلَس، وينكَشِف.
والفَرْجُ: ما بين اليَدَيْن والرجلين. وجَرَتِ الدَّابة مِلْءَ فُرُوجِها، وهو ما بين القوائم، واحدها فَرْج؛ قال:

وأَنت إذا اسْتَدْبَرْتَهُ، سَـدَّ فَـرْجَـه

 

بِضافٍ فُوَيْقَ الأَرْض، ليْسَ بأَعْزَلِ

وقول الشاعر:

شُعَبُ العِلافِيَّات بَيْنَ فُرُوجِهِمْ،

 

والمُحْصَناتُ عَوازِبُ الأَطْهارِ

العِلافِيَّاتُ، رِحالٌ منسوبة إِلى عِلافٍ، رجل من قُضاعةَ. والفُرُوج جمع فَرْج، وهو ما بين الرِّجلين، يريد أَنهم آثَرُوا الغَزْوَ على أَطهار نسائهم؛ وكلُّ فُرْجَةٍ بين شيئين، فهو فَرْجٌ كله، كقوله:

إِلاَّ كُمَيْتاً كالقَناةِ وضابِئاً،

 

بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِـه ويَدِهْ

جعل ما بين يديه فَرْجاً؛ وقال امرؤُ القيس:

لها ذَنَبٌ مِثلُ ذَيْلِ العَروسِ،

 

تَسُدُّ به فَرْجَها مِـن دُبُـرْ

أَراد ما بين فَخِذَي الفَرَسِ ورِجْلَيْها. وفي حديث أَبي جعفر الأَنصاري: فَمَلأْتُ ما بين فُروجي، جمع فَرْجٍ، وهو ما بين الرجلين. يقال للفرس: مَلأَ فَرْجَه وفُرُوجَه إذا عَدا وأَسْرَع به. وسُمِّي فَرْجُ المرأَة والرجل فَرْجاً لأَنه بين الرِّجْلين. وفُروجُ الأَرض:نواحِيها. وباب مَفْرُوجٌ: مُفَتَّجٌ.
ورجلٌ أَفْرَجُ الثَّنايا وأَفْلَجُ الثَّنايا، بمعنى واحد.
والأَفْرَجُ: العظيم الأَلْيَتَيْنِ لا تَكادان تَلْتقيان، وهذا في الحَبَشِ. رجل أَفْرَجُ وامرأَة فَرْجاءُ بَيِّنا الفَرَج؛ وقد فَرِجَ فَرَجاً.
والمُفَرَّجُ كالأَفْرَجِ.
والفُرُجُ والفِرْجُ، بالكسر: الذي لا يَكْتُمُ السِّرَّ؛ قال ابن سيده: وأُرى الفُرُجَ، بضم الفاءِ والراء، والفِرْجَ لُغَتَيْن؛ عن كراع.
وقَوْسٌ فُرُجٌ وفارِجٌ وفَرِيجٌ: مُنَفَّجَةُ السِّيَتَيْنِ، وقيل: هي النَّاتِئَة عن الوَتَرِ، وقيل: هي التي بانَ وَتَرُها عن كَبِدِها.
والفَرَجُ: انْكِشافُ الكَرْب وذهابُ الغَمِّ. وقد فَرَجَ الله عنه وفَرَّجَ فانْفَرَجَ وتَفَرَّجَ. ويقال: فَرَجَه الله وفَرَّجه؛ قال الشاعر:

يا فارِجَ الهَمِّ وكشَّاف الكُرَبْ

وقول أَبي ذؤَيب:  

فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بَعْدَ ابنِ عَنْبَسٍ،وقد لَجَّ، مِنْ ماءِ الشُّؤُونِ، لَجُوجُ

 

لِيُحْسَبَ جَلْداً، أَو لِيُخْبَرَ شامِتٌ،

 

ولـلـشَّـرِّ، بَـعْدَ الـقــارِعاتِ، فُـرُوجُ

يقول: إِني صَبَرْتُ على رُزْئي بابن عَنْبَسٍ لأُحْسَبَ جَلْداً أَو لِيُخْبَر شامتٌ بتَجَلُّدي فينكسر عَني؛ ويجوز أَن يكون قوله فُرُوجٌ، جمع فَرْجة على فُروج كَصَخْرةٍ وصُخُور، ويجوز أَن يكون مصدراً لفَرَجَ يَفْرِجُ أَي تَفَرُّجٌ وانكشاف.
أَبو زيد: يقال لِلْمُشْطِ النحِيتُ والمُفَرَّجُ والمِرْجَلُ؛ وأَنشد ثعلب لبعضهم يصف رجلاً شاهد الزور:

ذفَاتَهُ المَجْدُ والعَلاءُ، فأَضْحَى

 

يَنْقُصُ الحَيْسَ بالنَّحِيتِ المُفَرَّج

التهذيب: في حديث عَقِيلٍ: أَدْرِكُوا القومَ على فَرْجَتِهم أَي على هَزيمَتِهم، قال: ويُرْوى بالقاف والحاءِ. والفَريجُ: الظَّاهِرُ البارِزُ المُنْكَشِفُ، وكذلك الأُنثى؛ قال أَبو ذؤَيب يصف دُرَّةً:

بكَفَّيْ رَقاحِيٍّ يُريدُ نَماءَها،

 

لِيُبْرِزَها للبَيْعِ، فَهْيَ فَريجُ

كَشَفَ عن هذه الدُّرَّة غِطاءَها لِيَراها الناس.
ورجل نِفْرِجٌ ونِفْرِجَةٌ ونِفْراجٌ ونِفْرِجاءُ، ممدود: ينكشف عند الحرب. ونِفْرِجٌ ونِفْرِجةٌ، وتِفْرِجٌ وتِفْرِجَةٌ: ضعيف جَبانٌ؛ أَنشد ثعلب:

تِفْرِجَةُ القَلْبِ قَلِيلُ النَّيْلِ،

 

يُلْقَى عَليه نِيدُلانُ اللَّيْلِ

أَو أَنشد:

تِفْرِجَةُ القَلْبِ بَخِيلٌ بالنَّيل،

 

يُلْقى عليه النِّيدِلانُ بالليل

ويروى نِفْرِجةٌ. والنِّفْرِجُ: القَصَّارُ. وامرأَة فُرُجٌ: مُتَفَضِّلَةٌ في ثوبٍ، يُمانِيةٌ، كما تقول: أَهل نَجْد فُضُلٌ.
ومَرَةٌ فَريجٌ: قد أَعْيَتْ من الولادة. وناقَةٌ فَريجٌ: كالَّة، شُبِّهَتْ بالمرأَة التي قد أَعيت من الولادة؛ قال ابن سيده: هذا قول كراع، وقال مرّة: الفَريجُ من الإِبل الذي قد أَعْيا وأَزْحَفَ. ونعجة فَريجٌ إذا ولَدت فانفَرَج وَرِكاها؛ أَنشده أَبو عمرو مستشهداً به على مخخ:

أَمْسى حَبيبٌ كالفَريجِ رائِخا

والمُفرَجُ: الحَمِيلُ الذي لا وَلَدَ له، وقيل: الذي لا عشيرة له؛ عن ابن الأَعرابي. والمُفْرَجُ: القَتِيل يُوجَد في فَلاةٍ من الأَرض. وفي الحديث: العَقْلُ على المسلمين عامَّةً؛ وفي الحديث: لا يُتْرَك في الإِسلام مُفْرَجٌ؛ يقول: إِن وُجِدَ قَتِيلٌ لا يُعرف قاتله وُدِيَ من بيت مال الإِسلام ولم يُترك، ويروى بالحاءِ وسيذكر في موضعه. وكان الأَصمعي يقول: هو مُفْرَحٌ، بالحاءِ، ويُنْكِر قولَهم مُفْرَجٌ، بالجيم؛ وروى أَبو عبيد عن جابر الجعْفِيّ: أَنه هو الرجل الذي يكون في القوم من غيرهم فحقَّ عليهم أَن يَعْقِلوا عنه؛ قال: وسمعت محمد بن الحسن يقول: يروى بالجيم والحاءِ، فمن قال مُفْرَج، بالجيم، فهو القتيل يُوجَد بأَرض فَلاة، ولا يكون عنده قَرْيةٌ، فهو يُودى من بيت المال ولا يَبْطُلُ دَمُه، وقيل: هو الرجل يكون في القوم من غيرهم فيلزمهم أَن يَعْقِلوا عنه، وقيل: هو المثقل بحق دية أَو فِداءٍ أَو غُرم. والمَفْروجُ: الذي أَثقله الدين وقال أَبو عبيدة: المُفْرَج أَن يُسْلِمَ الرجل ولا يُوالي أَحداً، فإِذا جنى جناية كانت جِنايَتُه على بَيْت المال لأَنه لا عاقِلة له؛ وقال بعضهم: هو الذي لا دِيوانَ له. ابن الأَعرابي: المُفْرَج الذي لا مال له، والمُفْرَج الذي لا عشيرة له.
ويقال: أَفْرَجَ القومُ عن قَتِيلٍ إذا انْكَشَفُوا، وأَفْرَجَ فلان عن مكان كذا وكذا إذا حلَّ به وتركه، وأَفْرَجَ الناس عن طريقه أَي انْكَشَفُوا. وفَرَجَ فاهُ: فَتَحَهُ للموْتِ؛ قال ساعدة بن جؤَية:

صِفْرِ المَباءَة ذِي هَرْسَيْنِ مُنْعَجِفٍ،

 

إِذا نَظَرْتَ إِلَيْه قُلْتَ: قد فَـرَجـا

والفَرُّوجُ: الفَتِيُّ من ولد الدُّجاج، والضم فيه لغة، رواه اللحياني.
وفَرُّوجة الدُّجاجةِ تجمع فَراريجَ، يقال: دُجاجة مُفْرِجٌ أَي ذات فَراريجَ. والفَرُّوجُ، بفتح الفاءِ: القَباءُ، وقيل: الفَرُّوج قَباءٌ فيه شَقٌّ من خَلْفِه. وفي الحديث: صلى بنا النبي، صلى الله عليه وسلم، ويعليه فَرُّوجٌ من حَريرٍ. وفَرُّوج: لَقَبُ إِبراهيم بن حَوْرانَ؛ قال بعض الشعراءِ يَهْجُوه:  

يُعَرِّضُ فَرُّوجُ بنُ حَوْرانَ بِنْتَـه،

 

كما عُرِّضَتْ للمُشْتَرينَ جَـزُورُ

لَحى اللهُ فَرُّوجاً، وخَـرَّبَ دارَه،

 

وأَخْزى بني حَوْرانَ خِزْيَ حَمِير،

وفَرَجٌ وفرَّاجٌ ومُفَرِّجٌ أَسماء. وبنو مُفْرِجٍ: بطن.

فرجل

الفَرْجَلة: التَّفَحُّج؛ قال الراجز:

تَقَحُّمَ الفيل إذا ما فَرْجَلا

 

تَمُرّ أَحْفافاً تَهُضُّ الجَنْدَلا

وفَرْجَل الرجلُ فَرْجَلة: وهو أَن يتفحَّج ويسرع، ويقال: هو الذي يُدَرْبِجُ في مشيه وهي مِشْية سهلة.

فرجم

افْرَنْجَم الحَمَلُ كافرْنَبْج: شُوِي فَيبِست أَعاليه.

فرجن

الفِرْجَونُ: المِحَسَّةُ. وقد فَرْجَنَ الدابةَ بالفِرْجَوْن أَي بالمِحَسَّة أَي حَسَّها، والله تعالى أَعلم.

فرخ

الفَرْخ: ولد الطائر، هذا الأَصل، وقد استعمل في كل صغير من الحيوان والنبات والشجر وغيرها، والجمع القليل أَفرُخ وأَفراخه وأَفرِخَةٌ نادرة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَفْواقُها حِذَةَ الجَفِيرِ، كأَنَّها

 

أَفْواهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ

والكثير فُرُخٌ وفِراخٌ وفِرْخانٌ؛ قال:

مَعْها كفِرْخانِ الدجاجِ رُزَّخَا

 

دَرادِقاً، وهْيَ الشُّيوخُ فُرَّخَا

يقول: إِن هؤلاء وإِن كانوا صغاراً فإِن أَكلهم أَكل الشيوخ. والأُنثى فرخة.
وأَفْرَخَت البيضة والطائرة وفرّخت، وهي مُفْرِخٌ ومُفْرِّخٌ: طار لها فَرْخ. وأَفرخ البيضُ: خرج فرخه. وأَفرخ الطائر: صار ذا فرخ؛ وفرَّخ كذلك.
واسْتَفْرَخُوا الحَمامَ: اتخذوها للفراخ. وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: أَتاه قوم فاستأْمروه في قتل عثمان، رضي الله عنه، فنهاهم وقال: إِن تفعلوه فَبَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه؛ أَراد إِن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولى منها شيء كثير؛ كما قال بعضهم:

أَرى فتنةً هاجت وباضت وفرّخت،

 

ولو تُركت طارت إِليها فراخُهـا

قال ابن الأَثير: ونصب بيضاً بفعل مضمر دل الفعل المذكور عليه تقديره فَلْيُفْرِخَنَّ بَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه، كما تقول زيداً أَضرب ضربت أَي ضربت زيداً، فحذف الأَول وإِلا فلا وجه لصحته بدون هذا التقدير، لأَن الفاء الثانية لا بدَّ لها من معطوف عليه، ولا تكون لجواب الشرط لكون الأُولى كذلك. ويقال أَفرخت البيضة إذا خلت من الفرخ وأَفَرختها أُمّها. وفي حديث عمر: يا أَهل الشام، تجهزوا لأَهل العراق فإِن الشيطان قد باض فيهم وفرّخ أَي اتخذهم مقرّاً ومسكناً لا يفارقهم كما يلازم الطائر موضع بيضه وأَفراخه.
وفَرْخُ الرأْسِ: الدماغُ على التشبيه كما قيل له العصفور؛ قال:

ونحن كشَفْنا عن مُعاويةَ التي هي الأُمُّ،

 

تَغْشَـى كـلَّ فَـرْخٍ مُـنَـقْـنِـق

وقول الفرزدق:

ويومَ جَعَلْنا البِيضَ فيه، لعامِرٍ،

 

مُصَمَّمَةً، تَفْأَى فِراخَ الجَماجِمِ

يعني به الدماغ. والفَرْخُ: مقدَّمُ دماغ الفرس. والفَرْخُ: الزرع إذا تهيأَ للانشقاق بعدما يطلُع؛ وقيل: هو إذا صارت له أَغصان؛ وقد فرّخ وأَفرخ تفريخاً. الليث: الزرع ما دام في البَذر فهو الحب، فإذا انشق الحب عن الورقة فهو الفَرْخ؛ فإذا طلع رأْسه فهو الحَقْل. وفي الحديث: أَنه نهى عن بيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطعام؛ قال: الفَرُّوخ من السنبل ما استبانت عاقبته وانعقد حبه وهو مِثلُ نهيه عن المُخاضَرة والمُحاقَلة. وأَفرخَ الأَمر وفرّخ: استبانت عاقبته بعد اشتباه. وأَفرخَ القومُ بيضَهم إذا أَبدوا سرهم؛ يقال ذلك للذي أَظْهرَ أَمرَهُ وأَخرج خبره لأَن إفراخَ البيض أَن يخرج فرخه. وفَرَّخَ الرَّوْعُ وأَفْرَخَ: ذهب الفَزَع؛ يقال: لِيُفْرِخْ رَوْعُكَ أَي ليخرج عنك فَزَعُك كما يخرج الفرخ عن البيضة؛ وأَفْرِخْ رَوْعَك يا فلان أَي سَكِّنْ جأْشَك. الأَزهري، أَبو عبيد: من أَمثالهم المنتشرة في كشف الكرب عند المخاوف عن الجبان قولهم: أَفْرِخْ رَوْعَك؛ يقول: لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعك فإن الأَمر ليس على ما تحاذر. وفي الحديث: كتب معاوية إلى ابن زياد: أَفْرِخْ رَوْعَكَ قد وليناك الكوفة؛ وكان يخاف أَن يوليها غيره. وأَفْرَخَ فؤادُ الرجل إذا خرج رَوْعُه وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها؛ وأَصل الإِفراخ الانكشاف مأْخوذ من إِفراخ البيض إذا انقاض عن الفرخ فخرج منها؛ قال وقلبه ذو الرمة لمعرفته في المعنى فقال:

جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِه الكُرَب

قال: والرَّوْعُ في الفؤاد كالفرخ في البيضة؛ وأَنشد:

فقل لِلْفُؤَادِ إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةًمن الخَوْفِ: أَفرِخْ، أَكثرُ الرَّوعِ باطِلُه

وقال أَبو عبيد: أَفرَخَ رَوْعُه إذا دعي له أَن يسكن رَوْعُه ويذهب.
وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ: رُعِبَ وأُرْعِدَ، وكذلك الشيخ الضعيف. الأَزهري: ويقال للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ، قد فرَّخَ تَفْريخاً؛ وأَنشد:

وما رأَينا من معشر يَنْتَخوا

 

من شَنـا إِلا فـرخـوا

أبو منصور: معنى فرّخوا ضعفوا كأَنهم فراخ من ضعفهم؛ وقيل: معناه ذلوا.
الهوازني: إذا سمع صاحب الأَمَةِ الرعدَ والطَّحنَ فَرِخَ إِلى الأَرض أَي لزق بها يفرخ فرخاً. وفَرِخَ الرجل إذا زال فزعه واطمأَن.
والفَرِخُ: المدغدغ من الرجال.
والفَرْخَة: السنان العريض.
والفُرَيْخُ على لفظ التصغير: قَيْنٌ كان في الجاهلية تنسب إليه النصال الفُرَيْخِيَّة؛ ومنه قول الشاعر:

ومَقْذوذَيْنِ من بَرْيِ الفُرَيْخِ

وقولهم: فلان فُرَيخ قريش، إِنما هو على وجه المدح كقول الحُباب بن المنذر أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ والعرب تقول: فلان فُريخ قومه إذا كانوا يعظمونه ويكرمونه، وصغر على وجه المبالغة في كرامته.
وفَرّوخ: من ولد إِبراهيم، عليه السلام. وفي حديث أَبي هريرة: يا بني فَرّوخ؛ قال الليث: بلغنا أَن فَرّوخ كان من ولد إِبراهيم، عليه السلام، ولد بعد إِسحاق وإسماعيل وكثر نسله ونما عدده فولد العجم الذين هم في وسط البلاد؛ وأَما قول الشاعر:

فإِنْ يَأْكلْ أَبو فَرّوخَ آكُـلْ،

 

ولو كانت خَنانيصاً صغاراً

فإنه جعله أَعجميّاً فلم يصرفه لمكان العجمة والتعريف.

فرد

الله تعالى وتقدس هو الفَرْدُ، وقد تَفَرَّدَ بالأَمر دون خلقه.
الليث: والفَرْد في صفات الله تعالى هو الواحد الأَحد الذي لا نظير له ولا مثل ولا ثاني. قال الأَزهري: ولم أَجده في صفات الله تعالى التي وردت في السنَّة، قال: ولا يوصف الله تعالى إِلا بما وصف به نفسه أَو وصفه به النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ولا أَدري من أَين جاء به الليث. والفرد: الوتر، والجمع أَفراد وفُرادَى، على غير قياس، كأَنه جمع فَرْدانَ. ابن سيده: الفَرْدُ نصف الزَّوْج، والفرد: المَنْحَرُ والجمع فِرادٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

تَخَطُّفَ الصَّقْرِ فِرادَ السِّرْبِ

والفرد أَيضاً: الذي لا نظير له، والجمع أَفراد. يقال: شيء فَرْدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفُرُدٌ وفارِدٌ.
والمُفْرَدُ: ثورُ الوَحْشِ؛ وفي قصيدة كعب:

تَرْمِي الغُيوبَ بَعَيْنَي مُفْرَدٍ لَهِق

ٍ المفرد: ثور الوحش شبَّه به الناقة. وثور فُرُدٌ وفارِدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفَرِيد، كله بمعنى مُنْفَرِدٍ. وسِدْرَةٌ فارِدَةٌ: انفردت عن سائر السِّدْر. وفي الحديث: لا تُعَدُّ فارِدَتُكُم؛ يعني الزائدة على الفريضة أَي لا تضم إِلى غيرها فتعد معها وتُحْسَب. وفي حديث أَبي بكر: فمنكم المُزْدَلِفُ صاحِب العِمامة الفَرْدَة؛ إِنما قيل له ذلك لأَنه كان إذا ركب لم يَعْتَمّ معه غيرُه إِجلالاً له. وفي الحديث: جاءه رجل يشكو رجلاً من الأَنصار شَجَّه فقال:

يا خَيْرَ مَنْ يَمْشي بِنَعْلٍ فَرْدِ،

 

أَوْهَبَه لِـنَـهْـدَةٍ ونَـهْـدِ

أَراد النعل التي هي طاق واحد ولم تُخْصَفْ طاقاً على طاق ولم تُطارَقْ، وهم يمدحون برقَّة النعال، وإِنما يلبسها ملوكهم وساداتهم؛ أَراد: يا خير الأَكابر من العرب لأَنَّ لبس النَّعال لهم دون العجم. وشجرة فارِدٌ وفَارِدَةٌ: متَنَحِّية؛ قال المسيب بن علس:

في ظِلِّ فاردَةٍ منَ السِّدْرِ

وظبية فاردٌ: منفردة انقطعت عن القطيع. قوله: لا بَغُلَّ فارِدَتكم؛ فسره ثعلب فقال: معناه من انفرد منكم مثل واحد أَو اثنين فأَصاب غنيمة فليردَّها على الجماعة ولا يَغُلَّها أَي لا يأْخذها وحده. وناقة فارِدَةٌ ومِفْرادٌ: تَنْفَرِدُ في المراعي، والذكر فاردٌ لا غير.
وأَفرادُ النجوم: الدَّرارِيُّ التي تطلع في آفاق السماء، سميت بذلك لَتَنَحِّيها وانفرادها من سائر النجوم. والفَرُودُ من الإِبل: المتنحية في المرعى والمشرب؛ وفَرَدَ بالأَمر يَفْرُد وتَفَرَّدَ وانْفَرَدَ واسْتَفْرَدَ؛ قال ابن سيده: وأُرَى اللحياني حكى فَرِدَ وفَرُدَ واسْتَفْرَدَ فلاناً: انَفَردَ به. أَبو زيد: فَرَدْتُ بهذا الأَمرِ أَفْرُدُ به فُروُداً إذا انفَرَدْتَ به. ويقال: اسْتَفْرَدْتُ الشيء إذا أَخذته فَرْداً لا ثاني له ولا مِثْلَ؛ قال الطرماح يذكر قِدْحاً من قِداحِ الميسر:

إِذا انْتَخَت بالشَّمال بارِحةً،

 

حال بَريحاً واسْتَفْرَدَتْهُ يَدُه

والفارِدُ والفَرَدُ: الثور؛ وقال ابن السكيت في قوله:

طاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَدِ

قال: الفَرَدُ والفُرُدُ، بالفتح والضم، أَي هو منقطع القَرِينِ لا مثل له في جَوْدَتِه. قال: ولم أَسمع بالفَرَدِ إِلا في هذا البيت.
واسْتَفْرَدَ الشيءَ: أَخرجه من بين أَصحابه. وأَفرده: جعله فَرْداً.
وجاؤوا فُرادَى وفِرادَى أَي واحداً بعد واحد. أَبو زيد عن الكلابيين: جئتمونا فرادى وهم فُرادٌ وأَزواجٌ نَوَّنُوا. قال: وأَما قوله تعالى: ولقد جئتمونا فُرادَى؛ فإِن الفراء قال: فرادى جمع. قال: والعرب تقول قومٌ فرادى، وفُرادَ يا هذا فلا يجرونها، شبهت بِثُلاثَ ورُباعَ. قال: وفُرادَى واحدها فَرَدٌ وفَرِيدٌ وفَرِدٌ وفَرْدانُ، ولا يجوز فرْد في هذا المعنى؛ قال وأَنشدني بعضهم:

تَرَى النُّعَراتِ الزُّرْقَ تحتَ لَبانِه،

 

فُرادَ ومَثْنى، أَضعَفَتْها صَواهِلُه

ْ وقال الليث: الفَرْدُ ما كان وحده. يقال: فَرَدَ يَفْرُدُ وأَفْرَدْتُه جعلته واحداً. ويقال: جاء القومُ فُراداً وفُرادَى، منوناً وغير منون، أَي واحداً واحداً.
وعددت الجوز أَو الدارهم أَفراداً أَي واحداً واحداً. ويقال: قد استطرد فلان لهم فكلما استفرد رجلاً كرّ عليه فَجدَّله. والفَرْدُ: الجانِب الواحد من اللَّحْي كأَنه يتوهم مُفْرداً، والجمع أَفراد. قال ابن سيده: وهو الذي عناه سيبويه بقوله: نحو فَرْدٍ وأَفْراداٍ، ولم يعن الفرد الذي هو ضد الزوج لأَن ذلك لا يكاد يجمع. وفَرْدٌ: كَثِيبٌ منفرد عن الكثبانِ غَلب عليه ذلك، وفيه الأَلف واللام حتى جعل ذلك اسماً له كزيد، ولم نسمع فيه الفرد؛ قال:

لَعَمْري، لأَعْرابيَّة في عَـبـاءَة

 

تَحُلُّ الكَثِيبَ من سُوَيْقَةَ أَو فَرْداً

وفَرْدَةُ أَيضاً: رملة معروفة؛ قال الراعي:

إِلى ضَوءِ نارٍ بَيْنٍ فَرْدَةَ والرَّحَى

وفَرْدَةُ: ماء من مياه جَرْم.
والفَريدُ والفَرائِدُ: المَحالُ التي انفردت فوقعت بين آخر المَحالاتِ السِّتِّ التي تلي دَأْيَ العُنُق، وبين الست التي بيت العَجْبِ وبين هذه، سميت به لانفرادها، واحدتها فَريدَة؛ وقيل: الفَريدة المَحالةُ التي تَخْرُجُ من الصَّهْوَة التي تَلي المَعاقِمَ وقد تَنْتَأُ من بعض الخيل، وإِنما دُعِيت فَريدَة لأَنها وقَعَتْ بين فِقارِ الظهر وبين مَحال الظهر ومعَاقِمِ العَجُزِ؛ المَعاقِمُ: مُلْتَقى أَطراف العِظامِ ومعاقِمِ العجز.
والفَريدُ والفَرائدُ: الشَّذْرُ الذي يَفْصِل بين اللُّؤْلؤ والذهب، واحدته فَريدَةٌ، ويقال له: الجاوَرْسَقُ بلسان العجم، وبَيَّاعُه الفَرَّادُ. والفَريدُ: الدُّرُّ إذا نُظمَ وفُصِلَ بغيره، وقيل: الفَريدُ، بغير هاء، الجوهرة النفيسة كأَنها مفردة في نوعِها، والفَرَّادُ صانِعُها. وذَهَبٌ مُفَرَّدٌ: مَفَصَّلٌ بالفريد. وقال إِبراهيم الحربي: الفَريدُ جمع الفَريدَة وهي الشَّذْرُ من فضة كاللؤْلؤَة. وفَرائِدُ الدرِّ: كِبارُها. ابن الأَعرابي: وفَرَّدَ الرجلُ إذا تَفَقَّه واعتزل الناس وخلا بمراعاة الأَمر والنهي. وقد جاء في الخبر: طوبى للمفرِّدين، وقال القتيبي في هذا الحديث: المُفَرِّدون الذين قد هلَك لِداتُهُم من الناس وذهَب القَرْنُ الذي كانوا فيه وبَقُواهم يذكرون الله؛ قال أَبو منصور: وقول ابن الأَعرابي في التفريد عندي أَصوب من قول القتيبي. وفي الحديث عن أَبي هريرة: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في طريق مكة على جبل يقال له بُجْدانُ فقال: سيروا هذا بُجْدانُ، سَبَقَ المُفَرِّدون، وفي رواية: طوبى للمُفَرِّدين، قالوا: يا رسول الله، ومن المُفَرِّدون؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكراتُ، وفي رواية قال: الذين اهتزوا في ذكر الله.

ويقال: فَرَدَ برأْيه وأَفْرَدَ وفَرَّد واستَفْرَدَ بمعنى انْفَرَد به. وفي حديث الحديبية: لأُقاتِلَنَّهم حتى تَنْفَرِدَ سالِفَتي أَي حتى أَموتَ؛ السالفة: صفحة العنق وكنى بانفرادها عن الموت لأَنها لا تنفرد عما يليها إِلا به. وأَفْرَدْتُه: عزلته، وأَفْرَدْتُ إِليه رسولاً. وأَفْرَدَتِ الأُنثى: وضعت واحداً فهي مُفْرِدٌ وموُحِدٌ ومُفِذٌّ؛ قال: ولا يقال ذلك في الناقة لأَنها لا تلد إِلاَّ واحداً؛ وفَرِدَ وانْفَرَدَ بمعنى؛ قال الصمة القشيري:

ولم آتِ البُيوتَ مُطَنَّباتٍ،

 

بأَكْثِبَةٍ فَرِدْنَ من الرَّغامِ

وتقول: لِقيتُ زيداً فَرْدَيْنِ إذا لم يكن معكما أَحد. وتَفَرَّدْتُ بكذا واستَفْرَدْتُه إذا انفَرَدْتَ به.
والفُرُودُ: كواكِبُ زاهِرَةٌ حَولَ الثُّرَيَّا. والفُرودُ: نجوم حولَ حَضارِ، وحِضارِ هذا نَجم وهو أَحد المُحْلِفَيْنِ؛ أَنشد ثعلب:

أَرى نارَ لَيْلى بالعَقِـيقِ كـأَنَّـهـا

 

حَضارِ، إذا ما أَعرضَتْ، وفُرودُها

وفَرُودٌ وفَرْدَة: اسما مَوْضِعَيْنِ؛ قال بعض الأَغفال:

لَعَـمْـرِي، لأَعْـرابِـيَّةٌ فــي عَـبـاءَةٍ

 

تَحُـلُّ الـكَـثِــيبَ مِـنْ ســوُيْقَةَ أَو فــرْدا،

أَحَبّ إِلى القَلْبِ الذي لَجَّ في الهَوِى،من اللاَّبِساتِ الرَّيْطَ يُظْهِرْنَه كَيْدا

 

 

أَرْدَفَ أَحَدَ البيتين ولم يُرْدِفِ الآخر. قال ابن سيده: وهذا نادر؛ ومثله قول أَبي فرعون:

إِذا طَلَبْتُ االماءَ قالَتْ: لَيْكا،

كأَنَّ شَفْرَيْها، إذا ما احتَكَّا،

حَرْفا بِرامٍ كُسِرا فاصْطَكَّا

قال: ويجوز أَن يكون قوله أَو فَرْداً مُرَخَّماً من فَرْدَة، رخمه في غير النداءِ اضطراراً، كقول زهير:

خُذوا حَظَّكُم، يا آلَ عِكْرِمَ، واذْكُروا

 

أَواصِرنا، والرِّحْمُ بالغَيْبِ تُذْكَـر.

أَراد عِكرمةَ: والفُرُداتُ: اسم موضع؛ قال عمرو بن قمِيئَة:

نَوازِع للخالِ، إِنْ شِمْـنَـه

 

على الفُرُداتِ يَسِحُّ السِّجالا

فرصد: الفِرْصِدُ والفِرْصِيدُ والفِرْصاد: عَجْمُ الزبيب والعنب وهو العُنْجُدُ أَيضاً. والفِرْصادُ: التُّوت، وقيل حَمْلُه وهو الأَحمر منه.
والفِرْصادُ: الحُمْرَة؛ قال الأَسود بن يعفر:

يَسْعَى بها ذو تُومَتَيْنِ مُنَطَّقٌ،

 

قَنَأَتْ أَنامِلُه من الفِرْصـادِ

والهاء في قوله بها على سُلافَةٍ ذكرها في بيت قبله وهو:

ولقَدْ لَهَوْتُ، وللشَّبابِ بَشاشةٌ.

 

بِسُلافَةٍ مُرِجَتْ بماءِ غَوادِي

والتُّومَةُ: الحَبَّةُ من الدُّرِّ. والسُّلافَةُ: أَولُ الخمر.
والغَوادي: جمع غاديةٍ وهي السحابة التي تأْتي غُدْوَة. الليث: الفِرْصادُ شجر معروف؛ وأَهل البصرة يسمون الشجر فِرْصاداً وحمله التوت؛ وأَنشد:

كأَنَّما نَفَضَ الأَحْمـال ذاوِيَةً،

 

على جَوانِبِهِ الفِرْصادُ والعِنَبُ

أَراد بالفرصاد والعنب الشجرتين لا حملهما. أَراد: كأَنما نَفَضَ الفِرْصادُ أَحمالَه ذاويَةً، نصب على الحال، والعنب كذلك؛ شبَّه أَبعارَ البقر بحب الفِرصادِ والعنب. فرقد: الفَرْقَدُ: ولد البقرة، والأُنثى فَرْقَدَة؛ قال طرفة يصف عيني ناقته:

طَحُورانِ عُوَّارَ القَذى، فَتراهُما

 

كَمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فرْقَـدِ

طَحُورانِ: راميتانِ. وعُوَّارُ القَذى: ما أَفْسَدَ العين، وحكى ثعلب فيه الفُرْقُود؛ وأَنشد:

ولَيْلَةٍ خامِدَةٍ خُمودا،

طَخْياءَ تُعْشِب الجَدْيَ والفُرقودا،

إِذا عُمْيرٌ هَمَّ أَن يَرْقُودا

وأَراد يَرْقُد فأَشبع الضمة.
والفَرْقدانِ: نجمان في السماء لا يغرُبانِ ولكنهما يطوفان بالجدي، وقيل: هما كوكبان قريبان من القُطْب، وقيل: هما كوكبان في بنات نَعْش الصغرى.
يقال: لأَبْكِيَنَّكَ الفَرْقَدَيْن؛ حكاه اللحياني عن الكسائي، أَي طولَ طلوعهما، قال: وكذلك النجوم كلها تنتصب على الظرف كقولك لأَبكينَّك الشمسَ والقَمرَ والنِّسرَ الواقِعَ: كل هذا يُقيمونَ فيه الأَسماء مُقام الظروف؛ قال ابن سيده: وعندي أَنهم يريدون طول طلوعهما فيحذفون اختصاراً واتساعاً وقد قالوا فيهما الفَراقِد كأَنهم جعلوا كل جزء منهما فَرْقَداً؛ قال:

لقد طالَ، يا سَوْداءُ، منكِ المواعِدُ،

 

ودونَ الجَدَا المأْمِولِ منكَ الفَراقِدُ

قال: وربما قالت العرب لهما الفَرْقد؛ قال لبيد:

حالَفَ الفَرْقَدُ شرْباً في الهُدى،

 

خُلَّةً باقـيةً دُونَ الـخَـلَـل

فرند: الفِرِندُ: وَشْيُ السيف، وهو دخيل. وفرند السيف: وَشْيُه. قال أَبو منصور: فِرِنْدُ السيف جوهره وماؤُه الذي يجري فيه، وطرائقه يقال لها الفِرِنْد وهي سَفاسِقُه. الجوهري: فِرِنْدُ السيف وإِفْرِنْدُه رُبَدُهُ ووَشْيُه. والفِرِنْد: السيف نفسُه؛ قال جرير:

وقد قَطَعَ الحَدِيدَ، فلا تُمارُوا،

 

فِرِنْـدٌ لا يُفَــلُّ ولا يَذُوبُ

قال: ويجوز أَن يكون أَراد ذو فرند فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه. والفِرِنْدُ: الورد الأَحمر. وفِرنْد، دخيل معرّب: اسم ثوب. ابن الأَعرابي: الفِرِنْدُ على فِعْلِلٍ الأَبزارُ وجمعه الفرانِدُ.
والفِرِنْدادُ: موضِعٌ ويقال اسم رملة. ابن سيده: الفِرِنْدادُ شجر، وقيل: رملة مشرفة في بلاد بني تميم ويزعمون أَن قبر ذي الرمة في ذِرْوَتها؛ قال ذو الرمة:

ويافِعٌ من فِرِنْدادَيْنِ مَلْمُومُ

ثناه ضرورة، كما قال:

لِمَنَ الدِّيارُ بِرامَتَيْنِ فَعاقِل

 

دَرَسَتْ، وغيَّر آيَها القَطْرُ

وفي التهذيب: فِرِنْدادٌ جبل بناحية الدَّهْناء وبحذائه جبل آخر، ويقال لهما معاً الفِرِنْدادانِ، وأَنشد بيت ذي الرمة ذكره في الرباعي.

فردس

الفِرْدَوْسُ: البُستان؛ قال الفرَّاء: هو عرَبيّ. قال ابن سيده: الفِرْدَوْس الوادي الخَصِيب عند العرب كالبُستان، وهو بِلِسان الرُّوم البُسْتان. والفِرْدَوْس: الرَّوْضة؛ عن السيرافي. والفِرْدَوْس: خُضْرة الأَعْناب. قال الزجاج: وحقيقته أَنه البستان الذي يجمع ما يكون في البَساتين، وكذلك هو عند أَهل كل لغة. والفِرْدَوْسُ: حَديقة في الجنة. وقوله تعالى: وتقدَّسَ الذين يَرِثون الفِرْدَوْس هم فيها خالِدُون؛ قال الزجاج: رُوي أَن اللَّه عز وجل جعل لكل امرئ في الجنة بيتاً وفي النار بَيْتاً، فمن عَمِلَ عَمَل أَهل النار وَرِثَ بيتَه، ومن عمل عَمَل أَهل الجنة وَرِث بيته؛ والفِرْدَوْس أَصله رُوميّ عرّب، وهو البُستان، كذلك جاء في التفسير. والعرَب تُسمِّي الموضع الذي فيه كَرْم: فِرْدَوْساً. وقال أَهل اللغة: الفِرْدَوْس مذكر وإِنما أُنث في قوله تعالى: هم فيها، لأَنه عَنى به الجنة. وفي الحديث: نسأَلك الفِرْدَوْس الأَعلى. وأَهل الشأْم يقولون للْبَساتين والكُروم: الفَراديس؛ وقال الليث: كَرْم مُفَرْدَس أَي مُعَرَّش؛ قال العجاج:

وكَلْكَلاً ومَنْكِباً مُفَرْدَسا

قال أَبو عمرو: مُفَرْدَساً أَي مَحْشُوّاً مُكْتَنِزاً. ويقال لِلْجُلَّة إذا حُشِيَتْ: فُردست، وقد قيل: الفِرْدَوْس تَعرِفُه العرب؛ قال أَبو بكر: مما يدل أَن الفِرْدَوس بالعربية قول حسان:

وإِن ثَوابَ اللَّه كـلَّ مُـوَحِّـدٍ

 

جِنانٌ مِن الفِرْدَوْس، فيها يُخَلَّدُ

وفِرْدَوْس: اسم رَوْضة دون اليَمامة. والفَراديسُ: موضع بالشام؛ وقوله:

نَحِنُّ إِلى الفِرْدَوْس، والبِشْرُ دُونها

 

وأَيْهاتَ من أَوْطانِها حَوْثُ حَلَّتِ

يجوز أَن يكون موضعاً وأَن يعني به الوادي المُخْصِب. والمُفَرْدَس: المعرَّش من الكُرُوم. والمُفَرْدَس: العَريض الصَّدْر. والفَرْدَسة: السِعَة.وفَرْدَسَه: صرَعه. والفَرْدَسَة أَيضاً: الصَّرْع القبيح؛ عن كراع.
ويقال: أَخذه فَفَرْدَسَه إذا ضرَب به الأَرض.

فرذع

الفَرْذَعُ: المرأَة البَلْهاء.

فرر

الفَرّ والفِرارُ: الرَّوَغان والهِرب.
فَرَّ يَفِرُّ فراراً: هرب. ورجل فَرورٌ وفَرورةٌ وفَرَّار: غير كَرَّارٍ، وفَرٌّ، وصف بالمصدرْ، فالواحد والجمع فيه سواء. وفي حديث الهجرة: قال سُراقةُ ابن مالك حين نظر إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وإِلى أَبي بكر، رضي الله عنه، مُهاجِرَيْنِ إِلى المدينة فمرّا به فقال: هذان فَرُّ قريشٍ، أَفلا أَردّ على قريش فَرَّها؟ يريد الفارَّين من قريش؛ يقال منه رجل فَرٌّ ورجلان فَرٌّ، لا يثنى ولا يجمع. قالالجوهري: رجل فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، يعني هذان الفَرّان؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً أَرسل كلابه على ثور وحشي فحمل عليها فَفَرَّت منه فرماه الصائد بسهم فأَنفذ به طُرَّتَيْ جنبيه:

فَرمى ليُنْفِذَ فرَّها، فهَوى له

 

سَهْم، فأَنْفَذ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ

وقد يكون الفَرُّ جمعٍ فارٍّ كشارب وشَرْبٍ وصاحب وصَحْبٍ؛ وأَراد: فأَنفذ طُرَّتيه السهم فلما لم يستقم له قال: المِنْزَع.
والفُرَّى: الكَتيبةُ المنهزمة، وكذلك الفُلَّى. وأَفَرَّه غيرُه وتَفارُّوا أَي تهاربوا. وفرس مِفَرٌّ، بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه؛ ومنه قوله تعالى: أَين المِفَرُّ. والمَفِرُّ، بكسر الفاء: الموضع. وأَفَرَّ به: فَعَل به فِعْلاً يَفِرُّ منه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لعدي بن حاتم: ما يُفِرُّك عن الإِسلام إِلا أَن يقال لا إِله إِلا الله. التهذيب: يقال أَفْرَرْت الرجلَ أُفِرُّه إِفْراراً إذا عملت به عملاً يَفِرُّ منه ويهرب، أَي يحملك على الفرار إِلا التوحيد؛ وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء قال: والصحيح الأَول؛ وفي حديث عاتكة:

أَفَرَّ صِياحُ القومِ عَزْمَ قلوبهم

 

فَهُنَّ هَواء، والحُلوم عَوازِبُ

أَي حملها على الفرار وجعلها خالية بعيدة غائبة العقول. والفَرورُ من النساء: النَّوارُ. وقوله تعالى: أَين المَفَرُّ؛ أَي أَين الفِرارُ، وقرئ: أَين المَفِرّ، أَي أَين موضع الفرار؛ عن الزجاج؛ وقد أَفْرَرْته.وفَرَّ الدابةَ يَفُرُّها، بالضم، فَراً: كشف عن أَسنانها لينظر ما سِنُّها. يقال: فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إذا كشفت عنها لتنظر إِليها. أَبو ربعي والكلابي: يقال هذا فُرُّ بني فلانٍ وهو وجههم وخيارهم الذي يَفْترُّونَ عنه؛ قال الكميت:

ويَفْتَرُّ منكَ عن الواضِحات

 

إِذا غيرُكَ القَلِحُ الأَثْعَـل

ومن أَمثالهم: إِنَّ الجَوادَ عينُه فُرارُهُ. ويقال: الخبيثُ عينُه فرُارُه؛ يقول: تعرف الجودة في عينه كما تَعرف سنَّ الدابة إذا فَرَرْتَها، وكذلك تعرف الخبث في عينه إذا أَبصرته. الجوهري: إِن الجوادَ عينُه فُراره، وقد يفتح، أَي يُغْنيك شخصه ومَنْظَرُه عن أَن تختبره وأَن تَفُرَّ أَسنانه. وفَرَرْتُ الفرس أَفُرُّه فرّاً إذا نظرت إِلى أَسنانه. وفي خطبة الحجاج: لقد فُرِرْت عن ذَكاءٍ وتَجْرِبةٍ. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما، أَراد أَن يشتري بَدَنَةً فقال: فُرَّها. وفي حديث عمر: قال لابن عباس، رضي الله عنه: كان يبلغني عنك أَشياء كرهتُ أَن أَفُرَّك عنها أَي أَكشفك. ابن سيده: ويقال للفرس الجواد عينه فِرارُه؛ تقوله إذا رأَيته، بكسر الفاء، وهو مثل يضرب للإِنسان يسأَل عنه أَي أَنه مقيم لم يبرح.
وفَرَّ الأَمرَ وفَرَّ عنه: بحث، وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي استقبله. ويقال أَيضاً: فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي رجع عوده على بدئه؛ قال:

وما ارْتَقَيْتُ على أَرجاءِ مَهْلَكةٍ

 

إِلا مُنيتُ بأَمرٍ فُرَّ لي جَذَعـا

وأَفَرَّت الخيلُ والإِبل للإِثْناءِ، بالأَلف: سقطت رواضعُها وطلع غيرُها. وافْتَرَّ الإِنسان: ضحك ضَحِكاً حسناً وافْتَرَّ فلان ضاحكاً أَي أَبدى أَسنانه. وافْتَرَّ عن ثَغْره إذا كَشَرَ ضاحكاً؛ ومنه الحديث في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم:

ويَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغَمام

أَي يَكْشِرُ إذا تبسم من غير قَهْقَهَة، وأَراد بحب الغمام البَرَدَ؛ شبَّه بياض أَسنانه به. وافْتَرَّ يَفْتَرُّ، افتعل، من فَرَرْتُ أَفُرُّ. ويقال: فُرَّ فلاناً عما في نفسه أَي استنطقه ليدل بنطقه عما في نفسه.
وافْتَرَّ البرقُ: تلأْلأَ، وهو فوق الانْكِلالِ في الضحك والبرق، واستعاروا ذلك للزمن فقالوا: إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهرِ الذي يَفْتَرُّ عنه، وذلك أَن الصَّرْفة إذا طلعت خرج الزهر واعْتَمَّ النبت. وافْتَرَّ الشيءَ: استنشقه؛ قال رؤْبة:

كأَنما افْتَرَّ نشُوقاً مَنْشَقا

ويقال: هو فُرَّةُ قومه أَي خيارهم، وهذا فُرَّةُ مالي أَي خِيرته.
اليزيدي: أَفْرَرْتُ رأْسه بالسيف إذا فلقته.
والفَرِيرُ والفُرارُ: ولد النعجة والماعزة والبقرة. ابن الأَعرابي: الفَريرُ ولد البقر؛ وأَنشد:

يَمْشِي بنو عَلْكَمٍ هَزْلى وإِخوتُهم

 

عليكم مثل فحلِ الضأْنِ، فُرْفُور

قال: أَراد فُرَار فقال فُرْفُور، والأُنثى فُرارةٌ، وجمعها فُرارٌ أَيضاً، وهو من أَولاد المعز ما صغر جسمه؛ وعَمَّ ابن الأَعرابي بالفَرِيرِ ولد الوحشية من الظِّباء والبقر ونحوهما. وقال مرة: هي الخِرْفان والحُمْلان؛ ومن أَمثالهم:

نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهل الفُرارا

قال المؤرج: هو ولد البقرة الوحشية يقال له فُرارٌ وفَرِيرٌ، مثل طُوالٍ وطَويلٍ، فإِذا شبَّ وقوي أَخذ في النَّزَوان، فمتى ما رآه غيرُه نَزا لِنَزْوِه؛ يضرب مثلاً لمن تُتَّقى مصاحبته. يقول: إِنك إِن صاحبتَه فعلتَ فعلَه. يقال: فُرارٌ جمع فُرارةٍ وهي الخِرْفان، وقيل: الفَرير واحد والفُرارُ جمع. قال أَبو عبيدة: ولم يأْت على فُعالٍ شيء من الجمع إِلا أَحرف هذا أَحدها، وقيل: الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرارَةُ والفُرْفُر والفُرْفُورُ والفَرورُ والفُرافِرُ الحَمَل إذا فطم واستَجْفر وأَخصب وسَمِن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في الفُرارِ الذي هو واحد قول الفرزدق:

لَعَمْري، لقد هانتْ عليكَ ظَعِينةٌ

 

فَرَيْتَ برجليها الفُرارَ المُرَنَّقا

والفُرارُ: يكون للجماعة والواحد. والفُرار: البهْم الكبار، واحدها فُرْفُور. والفَرِيرُ: موضع المَجَسَّة من مَعْرفة الفرس، وقيل: هو أَصل مَعْرفة الفرس.
وفَرْفَرَ الرجلُ إذا استعجل بالحماقة. ووقع القوم في فُرَّةٍ وأُفُرَّة أَي اختلاط وشدة. وفُرَّةُ الحرّ وأُفُرَّتهُ: شدته، وقيل: أَوله.
ويقال: أَتانا فلان في أُفُرَّةِ الحر أَي في أَوله، ويقال: بل في شدته، بضم الهمزة وفتحها والفاء مضمومة فيهما؛ ومنهم من يقول: في فُرَّةِ الحر، ومنهم من يقول: في أَفُرَّةِ الحر، بفتح الأَلف. وحكى الكسائي أَن منهم من يجعل الأَلف عيناً فيقول: في عَفُرَّة الحرِّ وعُفُرّةِ الحر؛ قال أَبو منصور: أُفُرَّةٌ عندي من باب أَفَرَ يأْفِر، والأَلف أَصلية على فُعُلَّةٍ مثل الخُضُلَّةِ. الليث: ما زال فلان في أُفُرَّةِ شَرٍّ من فلان.
والفَرْفَرَةُ: الصياح. وفَرْفَرَه: صاح به؛ قال أَوس بن مغراء السعدي:

إِذا ما فَرْفَروه رَغَا وبالا

والفَرْفَرةُ: العجلة. ابن الأَعرابي: فَرَّ يَفِرُّ إذا عقل بعد استرخاء. والفَرْفَرةُ: الطيش والخفة؛ ورجلٌ فَرْفارٌ وامرأَة فَرْفارةٌ.
والفَرْفَرةُ: الكلام. والفَرْفارُ: الكثير الكلام كالثَّرْثارِ. وفَرْفَر في كلامه: خلَّط وأَكثر. والفُرافِرُ: الأَخْرَقُ. وفَرْفَر الشيءَ: كسره.
والفُرافِرُ والفَرْفار: الذي يُفَرْفِرُ كل شيء أَي يكسره. وفَرْفَرْت الشيء: حركته مثل هَرْهَرْته؛ يقال: فَرْفَرَ الفرسُ إذا ضرب بفأْس لجامه أَسنانه وحرك رأْسه؛ وناس يَرْوُونه في شعر امرئ القيس بالقاف، قال ابن بري هو قوله:

إِذا زُعْتُه من جانِبَيْهِ كِلَيْهـمـا

 

مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا

ويروى قَرْقَرا. والهَيْذَبى، بالذال المعجمة: سير سريع من أَهْذَبَ الفرسُ في سيره إذا أَسرع، ويروى الهَيْدَبى، بدال غير معجمة، وهي مِشْية فيها تبختر، وأَصله من الثوب الذي له هدب لأَن الماشي فيه يتبختر؛ قال: والرواية الصحيحة فَرْفَر، بالفاء، على ما فسره؛ ومن رواه قَرْقَر، بالقاف، فبمعنى صَوَّت. قال: وليس بالجيد عندهم لأَن الخيل لا توصف بهذا.
وفَرْفَر الدابةُ اللجامَ: حركه. وفرس فُرفِرٌ: يُفَرْفِرُ اللجام في فيه.
وفَرْفَرَني فَرْفاراً: نفضني وحركني. وفَرْفَر البعيرُ: نفض جسده. وفَرْفَرَ أَيضاً: أَسرع وقارب الخَطْو؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:

مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا

وفَرْفَر الشيءَ: شققه. وفَرْفَر إذا شقق الزِّقاقَ وغيرها.
والفَرْفار: ضرب من الشجر تتخذ منه العِساسُ والقِصاعُ؛ قال: والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ البَلط: المِخرطة. والحُبَر: العُقَد. وفَرْفَرَ الرجل إذا أَوقد بالفَرْفار، وهي شجرة صَبُور على النار. وفَرْفَر إذا عمل الفَرْفار، وهو مَرْكب من مراكب النساء والرِّعاءِ شِبْه الحَوِيَّة والسَّوِيَّة.
والفُرْفُور والفُرافِرُ: سَوِيق يتخذ من اليَنْبُوتِ، وفي مكان آخر: سويقُ يَنْبوتِ عُمان.
والفُرْفُر: العصفور، وقيل: الفُرْفُر والفُرْفُور العصفور الصغير.
الجوهري: الفُرْفُور طائر؛ قال الشاعر:

حجازيَّة لم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ

 

ولم تأْتِ يوماً أَهلَها بِتُبُشِّـرِ

قال: التُّبُشِّر الصَّعْوة. وفي حديث عون بن عبد الله: ما رأَيت أَحداً يُفَرْفِرُ الدنيا فَرْفَرَةَ هذا الأَعرج؛ يعني أَبا حازم، أَي يذمها ويمزِّقها بالذم والوقيعة فيها. ويقال الذئب يُفَرْفِرُ الشاة أَي يمزقها.وفَرِير: بطن من العرب.

فرز

فَرَزَ العَرَقَ فَرْزاً، والفِرْزُ: القِطعةُ منه، والجمع أَفْرازٌ وفُرُوزٌ. والفِرْزَةُ: كالفِرْزِ. وأُفْرِزَ له نَصِيبُهُ: عُزِلَ.
وقوله في الحديث: من أَخَذَ شَفْعاً فهو له، ومن أَخذ فِرْزاً فهو له؛ قيل في تفسيره قولان: قال الليث: الفِرْزُ الفَرْدُ، وقال الأَزهري: لا أَعرف الفِرْزَ الفَرْد. والفِرْزُ في الحديث: النصيبُ المفرُوزُ.
وقد فَرَزْتُ الشيء وأَفْرَزْتُه إذا قسمته. والفِرزُ: النصيب المَفْرُوزُ لصاحبه، واحداً كان أَو اثنين: وفَرَزَهُ يَفْرِزُه فَرْزاً وأَفْرَزَه: مازَهُ. الجوهري: الفَرْزُ مصدر قولك فَرَزْتُ الشيء أَفْرِزُه إذا عزلته عن غيره ومِزْتَه، والقِطعَةُ منه فِرْزَةٌ، بالكسر. وفارَزَ فلانٌ شريكه أَي فاصله وقاطعه. قال بعض أَهل اللغة: الفَرْزُ قريب من الفَزْرِ، تقول: فَرَزْتُ الشيء من الشيء أَي فصلته. وتكلم فلان بكلامٍ فارِزٍ أَي فَصَلَ به بين أَمرين. قال: ولسان فارِزٌ بَيِّنٌ؛ وأَنشد:

إِني إذا ما نَشَزَ المُـنـاشِـزُ

 

فَرَّجَ عن عِرْضِي لِسانٌ فارِزٌ

القشيري: يقال للفُرْصَةِ فُرْزَةٌ وهي النَّوْبَة. وأَفْرَزَه الصيدُ أَي أَمكنه فرماه من قُرْبٍ. والفَرْزُ: الفَرْجُ بين الجبلين، وقيل: هو موضع مطمئن بين رَبْوَتَيْنِ؛ قال رؤبة يصف ناقة:

كَمْ جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ

والفَرْزُ: ما اطمأَنَّ من الأَرض. والفَرْزَةُ: شَقٌّ يكون في الغَلْظِ؛ قال الراعي:

فأَطْلَعَتْ فَرْزَة الآجامِ جافِلَةً

 

لم تَدْرِ أَنَّى أَتاها أَوّل آهر

والإِفْرِيزُ: الطَّنْفُ، ومنه ثوب مَفْرُوزٌ. قال أَبو منصور: الإِفْرِيزُ إِفْرِيزُ الحائط؛ معرّب لا أَصل له في العربية؛ قال: وأَما الطَّنْفُ فهو عربي محض.
التهذيب: الفارِزَةُ طريقة تأْخذ في رَمْلَةٍ في دَكادِكَ لَيِّنَةٍ كأَنها صَدْعٌ من الأَرض منقاد طويلٌ خِلْقَةً.
وفَرْوَزَ الرجلُ: مات. والفِرْزانُ: معروف. وفَيْرُوزٌ: اسم فارسي.

فرزج

الفَيْرُوزَجُ: ضَرْبٌ من الأَصباغِ.

فرزدق

الفَرَزْدَقُ: الرغيف، وقيل: فُتات الخبز، وقيل: قِطَع العجين. واحدته فَرَزْدَقَة، وبه سمي الرجل الفَرَزْدَق شبه بالعجين الذي يسوِّي منه الرغيف، واسمه هَمَّام، وأَصله بالفارسية بَرأزَدْه؛ قال الأُموي:يقال للعجين الذي يقطع ويعمل بالزيت مشتقّ، قال الفراء: واسم كل قطعة منه فَرَزْدَقة، وجمعها فَرَزْدَق. ويقال للجَرْذَقِ العظيم الحروف: فَرَزْدَق.
وقال الأَصمعي: الفَرَزْدَقُ الفَتُوت الذي يُفَتّ من الخبز الذي تشربه النساء، قال: وإذا جمعت فَرازِق لأَن الإسم إذا كان على خمسة أَحرف كلها أُصول حذفت آخر حرف منه في الجمع، وكذلك في التصغير، وإنما حذفت الدال من هذا الإسم لأَنها من مخرج التاء والتاءُ من حروف الزيادات فكانت بالحذف أولى، والقياس فَرَازِد، وكذلك التصغير فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ، التصغير فُرَيْزِقْ وفُرَيْزِدْ، وإن شئت عوضتَ في الجمع والتصغير، فإن كان في الإسم الذي على خمسة أَحرف حرف واحد زائد كان بالحذف أَولى، مثال مُدَحْرِج وجَحَنْفَل قلت دُحَيْرج وجُحَيْفِل، والجمع دَحارج وجَحافل، وإن شئت عوضت في الجمع والتصغير.

فرزل

الفَرْزَلة: التقييد؛ عن كراع. ورجل فُرْزُل: ضخْم؛ حكاه ابن دريد؛ قال ابن سيده: وليس بثبت.

فرزم

الفُرْزُم: سِنْدان الحدّاد. قال: والفُرْزُوم خشبة الحذَّاء، ومنهم من يقول: قُرزوم، بالقاف. الجوهري: الفُرْزُوم خشبة مدوَّرة يَحْذو عليها الحَذَّاء، وأَهل المدينة يسمونها الجَبْأَة، قال: كذا قرأْته على أبي سعيد، قال: وحكاه أيضاً ابن كيسان عن ثعلب، قال وهو في كتاب ابن دريد بالقاف، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف، وحكى ابن بري قال: قال ابن خالويه الفُرزوم، بالفاء خشبة الحذَّاء، وبالقاف سندان الحدَّاد.

فرزن

الفِرْزانُ: من لُعَبِ الشِّطْرَنْج، أَعجمي معرّب، وجمعه فَرَازِين

فرس

الفَرَس: واحد الخيل، والجمع أَفراس، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، ولا يقال للأُنثى فيه فَرَسة؛ قال ابن سيده: وأَصله التأْنيث فلذلك قال سيبويه: وتقول ثلاثة أَفراس إذا أَردت المذكر، أَلزموه التأْنيث وصار في كلامهم للمؤنث أَكثر منه للمذكر حتى صار بمنزلة القدَم؛ قال: وتصغيرها فُرَيْس نادِر، وحكى ابن جِني فَرَسَة. الصحاح: وإِن أَردت تصغير الفَرس الأُنثى خاصة لم تقُل إِلا فُرَيسَة، بالهاء؛ عن أَبي بكر بن السراج، والجمع أَفراس، وراكبه فارس مثل لابن وتامِر. قال ابن السكيت: إذا كان الرجل على جافرٍ، بِرْذَوْناً كان أَو فرَساً أَو بغْلاً أَو حماراً، قلت: مرَّ بنا فارس على بغل ومرّ بنا فارس على حمار؛ قال الشاعر:

وإِني امرؤٌ للخَيل عـنـدي مَـزيَّة

 

على فارِس البِرْذَوْنِ أَو فارس البَغْلِ

وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، لا أَقول لصاحب البغل فارس ولكني أَقول بغَّال، ولا أَقول لصاحب الحمار فارس ولكني أَقول حَمّار. والفرَس: نجم معروف لمُشاكلته الفرس في صُورته. والفارس: صاحب الفرَس على إِرادة النسَب، والجمع فُرْسان وفَوارس، وهو أَحَدُ ما شذَّ من هذا النَّوع فجاء في المذكر على فَواعِل؛ قال الجوهري في جمعه على فَوارس: هو شاذ لا يُقاس عليه لأَن فواعل إِنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة وضَوارِب، وجمع فاعل إذا كان صفة للمؤنث مثل حائض وحَوائض، أَو ما كان لغير الآدميّين مثل جمل بازل وجمال بَوازِل وجمل عاضِه وجمال عَواضِه وحائِط وحوائِط، فأَما مذكّر ما يَعقِل فلم يُجمع عليه إِلا فَوارِس وهَوالك ونَواكِس، فأَما فوارِس فلأَنه شيء لا يكون في المؤنث فلم يُخَفْ فيه اللّبْس، وأَما هوالك فإِنما جاء في المثل هالِك في الهَوالِك فَجَرى على الأَصل لأَنه قد يجيء في الأَمثال ما لا يجيء في غيرها، وأَما نواكِس فقد جاء في ضرورة الشِّعْر.
والفُرسان: الفوارس؛ قال ابن سيده: ولم نَسمَع امرأَة فارِسة، والمصدر الفَراسة والفُرُوسة، ولا فِعْل له. وحكى اللحياني وحده: فَرَس وفَرُس إذا صار فارساً، وهذا شاذ. وقد فارَسه مُفارَسة إذا صار فارساً، وهذا شاذ. وقد فارَسه مُفارَسة وفِراساً، والفَراسة، بالفتح، مصدر قولك رجل فارِس على الخيل. الأَصمعي: يقال فارِس بيّن الفُرُوسة والفَراسة والفُرُوسِيّة، وإِذا كان فارساً بِعَيْنِه ونَظَرِه فهو بيّن الفِراسة، بكسر الفاء، ويقال: إِن فلاناً لفارس بذلك الأَمر إذا كان عالماً به. ويقال: اتقوا فِراسة المؤمن فإِنه ينظر بنور اللَّه.
وقد فرُس فلان، بالضم، يَفْرُس فُرُوسة وفَراسة إذا حَذِقَ أَمر الخيل.
قال: وهو يَتَفَرَّس إذا كان يُري الناسَ أَنه فارس على الخيل. ويقال: هو يَتَفَرَّس إذا كان يَتَثَبَّتُ وينظرُ. وفي الحديث: أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، عَرض يوماً الخيلَ وعنده عُيَيْنة بن حِصن الفَزاري فقال له: أَنا أَعلم بالخيل منك، فقال عُيينة: وأَنا أَعلم بالرجال منك، فقال: خيار الرِّجال الذين يَضَعُون أَسيافهم على عَواتِقِهم ويَعْرُضُون رِماحهم على مناكب خيلهم من أَهل نجد، فقال النبي، صلى اللَّه عليه وسلم: كذبتَ؛ خِيارُ الرجال أَهل اليمن، الإِيمان يَمانٍ وأَنا يَمانٍ، وفي رواية أَنه قال: أَنا أَفرَسُ بالرجال؛ يريد أَبْصَرُ وأَعرَفُ.
يقال: رجل فارس بيِّن الفُروسة والفَراسة في الخيل، وهو الثُّبات عليها والحِذْقُ بأَمرها. ورجل فارس بالأَمر أَي عالم به بصير.
والفِراسة، بكسر الفاء: في النَّظَر والتَّثَبُّت والتأَمل للشيء وابصَر به، يقال إِنه لفارس بهذا الأَمر إذا كان عالماً به. وفي الحديث: عَلِّمُوا أَولادكم العَوْم والفَراسة؛ الفَراسَة، بالفتح: العِلم بركوب الخيل وركْضِها، من الفُرُوسيَّة، قال: والفارس الحاذق بما يُمارس من الأَشياء كلها، وبها سمي الرجل فارساً. ابن الأَعرابي: فارِس في الناس بيِّن الفِراسة والفَراسة، وعلى الدابة بيِّن الفُرُوسِيَّة، والفُروسةُ لغة فيه، والفِراسة، بالكسر: الاسم من قولك تفرَّسْت فيه خيراً.
وتفرَّس فيه الشيءَ: توسَّمَه. والاسم الفِراسَة، بالكسر. وفي الحديث: اتَّقُوا فِراسَة المؤمن؛ قال ابن الأَثير: يقال بمعنيَين: أَحدهما ما دل ظاهرُ الحديث عليه وهو ما يُوقِعُه اللَّه تعالى في قلوب أَوليائه فيَعلمون أَحوال بعض الناس بنَوْع من الكَرامات وإِصابة الظنّ والحَدْس، والثاني نَوْع يُتَعَلَم بالدلائل والتَّجارب والخَلْق والأَخْلاق فتُعرَف به أَحوال الناس، وللناس فيه تصانيف كثيرة قديمة وحديثة، واستعمل الزجاج منه أَفعل فقال: أَفْرَس الناس أَي أَجودهم وأَصدقهم فِراسة ثلاثةٌ: امرأَةُ العزيز في يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وابنةُ شُعَيْب في موسى، على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وأَبو بكر في تولية عمر بن الخطاب، رضي اللَّه عنهما. قال ابن سيده: فلا أَدري أَهو على الفعل أم هو من باب أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ، وهو يَتَفَرَّس أَي يَتثَبَّت وينظر؛ تقول منه: رجل فارِس النَّظَر. وفي حديث الضحاك في رجل آلى من امرأَته ثم طلقها قال: هما كَفَرَسَيْ رِهانٍ أَيُّهما سبَق أُخِذ به؛ تفسيره أَن العِدَّة، وهي ثلاث حِيَض أَو ثلاثة أَطهار، إِنِ انْقَضَت قَبلَ انقضاء إِيلائه وهو أَربعة أَشهر فقد بانت منه المرأَة بتلك التطليقة، ولا شيء عليه من الإِيلاء لأَن الأَربعة أَشهر تنقضي وليست له بزوج، وإِن مضت الأَربعة أَشهر وهي في العِدّة بانت منه بالإِيلاء مع تلك التطليقة فكانت اثنتين، فجَعَلَهما كَفَرَسَيْ رِهان يتسابقان إِلى غاية. وفَرَسَ الذَبيحَة يَفْرِسُها فَرْساً: قطع نُخاعَها، وفَرَّسَها فَرْساً: فصَل عُنُقها ويقال للرجل إذا ذبح فنَخَع: قد فَرَس، وقد كُرِه الفَرْس في الذّبيحَة؛ رواه أَبو عبيدة بإِسناده عن عمر، قال أَبو عبيدة: الفَرْس هو النَّخْعُ، يقال: فَرَسْت الشاة ونَخَعْتُها وذلك أَن تَنتَهي بالذبح إِلى النُّخاع، وهو الخَيْطُ الذي في فَقار الصُّلْب مُتَّصِل بالفقار، فنهى أَن يُنْتهى بالذبح إِلى ذلك الموضع؛ قال أَبو عبيد: أما النَّخْع فعلى ما قال أَبو عبيدة، وأَما الفَرْس فقد خُولف فيه فقيل: هو الكسر كأَنه نهى أَن يُكْسَرَ عظمُ رقبة الذبيحة قبل أَن تَبْرُدَ، وبه سُمِّيت فَريسة الأَسد لِلْكسر. قال أَبو عبيد: الفَرْس، بالسين، الكسر، وبالصاد، الشق. ابن الأَعرابي: الفرس أَن تُدَقّ الرقبَة قبل أَن تُذْبَح الشاة وفي الحديث: أَمَرَ مُنادِيَه فنادَى: لا تَنْخَعُوا ولا تَفْرِسوا.
وفَرَسَ الشيءَ فَرْساً: دَّقَه وكَسَرَهُ؛ وفَرَسَ السَّبُعُ الشيءَ يفرِسُه فَرْساً. وافْتَرَسَ الدَّابة: أَخذه فدَقَّ عُنُقَه؛ وفَرَّسَ الغَنم: أَكثر فيها من ذلك. قال سيبويه: ظَلَّ يُفَرِّسُها ويُؤَكِّلُها أَي يُكثِر ذلك فيها. وسَبُعٌ فَرَّاس: كثير الافتراس؛ قال الهذلي:

يا مَيّ لا يُعْجِـز الأَيامَ ذُو حِـيَدٍ

 

في حَوْمَةِ المَوْتِ، رَوَّامٌ وفَرَّاسُ

والأَصل في الفَرْس دَقُّ العُنُق، ثم كَثُرَ حتى جُعِل كل قتل فَرْساً؛ يقال: ثَوْر فَرِيس وبقرة فَريس. وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: إِن اللَّه يُرْسِل النِّغَف عليهم فيُصْبِحُون فَرْسَى أَي قَتْلَى، الواحد فَرِيسٌ، من فَرَسَ الذئب الشاة وافترسها إذا قتلها، ومنه فَرِيسة الأَسد.
وفَرْسَى: جمع فريس مثل قَتْلى وقَتِيل.قال ابن السِّكِّيت: وفَرَسَ الذئبُ الشاة فَرْساً، وقال النضر بن شُمَيل: يقال أَكل الذئب الشاة ولا يقال افْتَرَسها. قال ابن السكيت: وأَفْرَسَ الراعي أَي فَرَسَ الذئب شاة من غَنَمه. قال: وأَفْرَسَ الرجلُ الأَسدَ حِمارَه إذا تركه له لِيَفْتَرِسَه ويَنْجُوَ هو. وفَرَّسه الشيءَ: عَرَّضَه له يَفْترِسه؛ واستعمل العجاج ذلك في النُّعَرِ فقال:

ضَرْباً إذا صَابَ اليآفِيخَ احْتَفَرْ

 

في الهامِ دُخْلاناً يُفَرِّسْنَ النُّعَرْ

أَي أَنّ هذه الجراحات واسعة، فهي تمكِّن النُّعَر مما تُرِيده منها؛ واستعمله بعض الشُّعراء في الإِنسان فقال، أَنشده ابن الأَعرابي:

قد أَرْسَلُوني في الكَواعِـبِ رَاعـياً

 

فَقَدْ، وأَبي، رَاعِي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ

أَتَـتْـهُ ذِئابٌ لا يُبـالِـين رَاعِــياً

 

وكُنَّ ذِئاباً تَشْتَهِـي أَن تُـفَـرَّسـا

أَي كانت هذه النساء مُشْتَهِيات للتَّفْرِيس فجعلهُنَّ كالسَّوامِ إِلا أَنهنَّ خالَفْن السَّوام لأَنَّ السَّوام لا تشتهي أَن تُفَرِّسَ، إِذ في ذلك حَتْفُها، والنساء يَشْتَهِين ذلك لما فيه من لذَّتهنّ، إِذْ فَرْس الرجال النساء ههنا إِنما هو مُواصَلَتُهُنَّ؛ وأَفْرِسُ من قوله:

فَقَدْ، وأَبي راعِي الكَواعِبِ، أَفْرِسُ

موضوع موضع فَرَسْت كأَنه قال: فقد فَرَسْتُ؛ قال سيبويه: قد يَضَعون أَفْعَلُ موضع فَعَلْت ولا يَضَعُون فَعَلْتُ في موضع أَفْعَل إِلا في مُجازاة نحو إِن فَعَلْتَ فَعَلْتُ. وقوله: وأَبي خَفْضٌ بواو القَسَم، وقوله: رَاعِي الكواعِب يكون حالاً من التَّاء المقدَّرة، كأَنه قال: فَرَسْت رَاعِياً للكواعب أَي وأَنا إِذ ذاك كذلك، وقد يجوز أَن يكون قوله وَأَبي مُضافاً إِلى راعِي الكواعِب وهو يريد بِرَاعي الكَواعِب ذاتَهُ:

أَتَتْهُ ذِئابٌ لا يُبالين رَاعِياً

أَي رجالُ سُوء فُجَّارٌّ لا يُبالُون من رَعَى هؤلاء النساء فنالوا منهنّ إِرادَتَهُم وهواهُمْ ونِلْنَ منهم مثلَ ذلك، وإِنما كَنَى بالذِّئاب عن الرجال لأَن الزُّناة خُبَثاء كما أَن الذئاب خَبيثة، وقال تَشْتَهِي على المبالغة، ولو لم يُرِد المُبالَغة لقال تريد أَن تُفَرِّس مكان تَشْتَهِي، على أَن الشهوة أَبلغ من الإِرادة، والعقلاء مُجْمعُون على أَن الشَّهوة غير محمودة البَتَّة. فأَما المراد فمِنْه محمود ومنه غير محمود.
والفَريسَة والفَرِيسُ: ما يَفْرِسُه؛ أَنشد ثعلب:  

خافُوه خَوْفَ الليثِ ذي الفَرِيس

وأَفرسه إِياه: أَلقاه له يَفْرِسُه. وفَرَسَه فَرْسَةً قَبيحة: ضَرَبه فدخل ما بين وِرْكَيْه وخرجَتْ سُرَّته.
والمَفْرُوسُ: المكسُور الظهر. والمَفْروس والمفزور والفَريسُ: الأَحْدَب. والفِرْسَة: الحَدْبَة، بكسر الفاء. والفِرْسَة: الرِّيح التي تُحْدِب، وحكاها أَبو عُبَيد بفتح الفاء، وقيل: الفِرْسَة قَرْحة تكون في الحَدَب، وفي النَّوبة أَعلى وذلك مذكور في الصاد أَيضاً. والفَرْصَة: ريح الحَدَب، والفَرْس: ريح الحَدَب. الأَصمعي: أَصابته فَرْسَة إذا زالت فَقْرة من فَقار ظهره، قال:وأَمّا الرِّيح التي يكون منها الحَدَب فهي الفَرْصَة، بالصاد. أَبو زيد: الفِرسَة قَرْحَة تكون في العُنُق فَتَفْرِسها أَي تدقها؛ ومنه فَرَسْتُ عُنُقه. الصحاح: الفَرْسَة ريح تأْخذُ في العُنُق فَتَفْرِسُها. وفي حديث قَيْلَة: ومعها ابنة لها أَحْدَبَها الفِرْسَة أَي ريح الحدَب فيَصير صاحبها أَحْدَب. وأَصاب فُرْسَتَه أَي نُهْزَته، والصاد فيها أَعرف.
وأَبو فِراسٍ: من كُناهُم، وقد سَمَّت العرَب فِراساً وفَراساً.
والفَرِيسُ: حَلْقَة من خَشب معطوفة تُشَدُّ في رأْس حَبْل؛ وأَنشد:

فلو كانَ الرِّشا مِئَتَيْنِ باعـاً

 

لَكان مَمرُّ ذلك في الفَرِيسِ

الجوهري: الفَريس حَلْقَة من خَشب يقال لها بالفارسيَّة جَنْبر.
والفِرْناس، مثل الفِرْصاد: من أَسماء الأَسد مأْخوذة من الفَرْسِ، وهو دقّ العُنُق، نونه زائدة عند سيبويه. وفي الصحاح: وهو الغليظ الرَّقبة.
وفِرْنَوْس: من أَسمائه؛ حكاه ابن جني وهو بناء لم يحكه سيبويه. وأَسد فُرانِس كفِرْناس: فُعانِل من الفَرْس، وهو مما شذَّ من أَبنية الكتاب.
وأَبو فِراس: كُنية الأَسد.والفِرس، بالكسر: ضرب من النَّبات، واختَلَف الأَعراب فيه فقال أَبو المكارِم: هو القَصْقاص، وقال غيره: هو الحَبَنٌ، وقال غيره: هو الشِّرْشَرُ، وقال غيره: هو البَرْوَقُ.ابن الأَعرابي: الفَراس تمر أَسود وليس بالشِّهْرِيزِ؛ وأَنشد:

إِذا أَكلُوا الفَراسَ رأَيت شاماً

 

على الأَنْثال منهمْ والغُيُوبِ

قال: والأَنْثال التِّلال.
وفارِسُ: الفُرْسُ، وفي الحديث: وخَدَمَتْهم فارِسُ والرُّوم؛ وبِلادُ الفُرْس أَيضاً؛ وفي الحديث: كنت شاكِياً بفارس فكنتُ أُصلي قاعدا فسأَلت عن ذلك عائشة؛ يريد بلادَ فارِس، ورواه بعضهم بالنون والقاف جمع نِقْرِس، وهو الأَلم المعرُوف في الأَقدام، والأَول الصحيح. وفارِس: بلدٌ ذو جِيل، والنسب إِليه فارسيّ، والجمع فُرْس؛ قال ابن مُقْبِل:

طافَت به الفُرْسُ حتى بَدَّ ناهِضُها

وفَرْسٌ: بلد؛ قال أَبو بثينة:

فأَعْلُوهم بِنَصْلِ السَّيف ضرْباً

 

وقلتُ: لعلَّهم أَصحابُ فَرْسِ

ابن الأَعرابي: الفَرسن التفسير وهو بيانُ وتفصيلُ الكتاب. وذُو الفَوارِس: موضع؛ قال ذو الرُّمَّة:

أَمْسى بِوَهْبِينَ مُجْتَازاً لِطِيَّتِهِمِنْ ذِي الفَوارِس، تَدْعُوا أَنفَه الرِّبَبُ

وقوله هو:

إِلى ظُعْنٍ يَقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِفٍ

 

شِمالاً، وعن أَيْمانِهِنَّ الفَـوارِسُ

يجوز أَن يكون أَراد ذُو الفَوارِس. وتَلُّ الفَوارس: موضع معروف، وذكر أَنَّ ذلك في بعض نسخ المصنف، قال وليس ذلك في النسخ كلها. وبالدَّهْناء جِبال من الرَّمْل تسمَّى الفَوارِس؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها.
والفِرْسِنُ، بالنون، للبعير: كالحافِر للدابة؛ قال ابن سيده: الفِرْسِن طَرف خُفّ البعير، أُنثى، حكاه سيبويه في الثلاثي، قال: والجمع فَراسِن، ولا يقال فِرْسِنات كما قالوا خَناصِر ولم يقولوا خِنْصِرات. وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً، ولو فِرْسِن شاة. الفِرْسِن: عَظْم قليل اللحم، وهو خُفّ البعير كالحافر للدابة، وقد يستعار للشَّاة فيقال فِرْسِن شاة، والذي للشّاة هو الظِّلْف، وهو فِعْلِن والنون زائدة، وقيل أَصلية لأَنها من فَرَسْت.
وفَرَسان، بالفتح: لقَب قبيلة. وفِراس بن غَنْم: قبيلة، وفِراس بن عامر كذلك.

فرسح

الأَزهري عن أَبي زد: الفِرْساحُ الأَرض العريضة الواسعة؛ قال الأَزهري: هكذا أَقْرَأَنِيه الإِيادِيُّ ثم قال شمر: هذا تصحيف، والصواب الفِرْشاح، بالشين المعجمة، من فَرْشَح في جِلْسَتِه. وفَرْسَح الرجلُ إذا وَثَبَ وَثْباً متقارباً؛ قال الأَزهري: هذا الحرف من الجَمْهَرة ولم أَجده لأَحد من الثقات فلْيُفْحَصْ عنه.

فرسخ

الفَرْسَخُ: السكون؛ وقالت الكلابية: فراسخ الليل والنهار ساعاتهما وأَوقاتهما؛ وقال خالدَ ابن جنبة: هؤلاء قوم لا يعرفون مواقيت الدهر وفراسخ الأَيام؛ قال: حيث يأْخذ الليل من النهار، والفرسخ من المسافة المعلومة في الأَرض مأْخوذ منه. والفرسخ: ثلاثة أَميال أَو ستة، سمي بذلك لأَن صاحبه إذا مشى قعد واستراح من ذلك كأَنه سكن، وهو واحد الفراسخ؛ فارسي معرب. وفي حديث حذيفة: ما بينكم وبين أَن يُرْسَلَ عليكم الشرُّ إِلاَّ فَراسِخُ من ذلك، حكاه ابن الأَعرابي؛ وفي رواية: ما بينكم وبين أَن يُصَبَّ عليكم الشرّ فَراسِخَ إِلاّ موتُ رجلٍ، يعني عمرَ بنَ الخطاب، رضي الله عنه، فلو قد مات صُبَّ عليكم الشرّ. قال ابن شميل: كل شيءٍ دائم كثير لا ينقطع فرسخ. والفرسخ: الراحة والفرجة؛ ويقال للشيء الذي لا فرجة فيه: فرسخ، كأَنه على السلب. وانتظرتك فرسخاً من الليل أَو من النهار أَي طويلاً، وكأَن الفرسخ أُخذ من هذا.
وفَرْسَخَتْ عنه الحمَّى وتَفَرْ سَخَتْ وافْرَنْسَخَتْ: انكسرت وبعدت، وكذلك غيرها من الأَمراض. والفرسخ: الساعة من النهار؛ قال أَبو زياد: ما مُطِرَ الناسُ من مطر بين نَوْأَيْنِ إِلا كان بينهما فَرْسَخٌ. قال: والفرسخ انكسار البرد. وقال بعض العرب: أَعصبت السماء أَياماً بعَين ما فيها فرسخ؛ والعَين: أن يدوم المطر أَياماً. وقوله: ما فيها فرسخ يقول: ليس فيها فرجة ولا إِقلاع. قال: وإِذا احتبس المطر اشتدَّ البرد فإِذا مطر الناس كان للبرد بعد ذلك فرسخ أَي سكون، من قولك فَرْسَخَ عني المرض، وافْرَ نْسَخَ أَي تباعد.

فرسك

الفِرْسِكُ: الخَوْخ، يمانية، وقيل: هو مثل الخَوْخ في القَدْرِ، وهو أَجْرَدُ أَحمر وأَصفر. قال شمر: سمعت حِميْرِيَّة فصيحة سألتها عن بلادها فقالت: النخل قُلٌّ ولكن عيشتنا امْقَمْحُ امْفِرْسِكُ امْعِنَبُ امْحَماطُ طُوبٌ أَي طَيِّبٌ، فقلت لها: ما الفِرْسِكُ؟ فقالت: هو امْتِينُ عندكم؛ قال الأَغلب:

كَمُزْلَعِبّ الفِرْسِكِ المهالب

الجوهري: الفِرْسِكُ ضرب من الخَوْخ ليس يَتَفَلَّق عن نواه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كتب إليه سفيانُ بن عبد الله الثَّقَفي، وكان عاملاً له على الطائف: إنَّ قِبَلَنا حِيطاناً فيها من الفِرْسِكِ؛ هو الخَوْخ، وقيل: هو مثل الخوخ من شجر العِضاه، وهو أَجْرَدُ أَمْلَس أَحمر وأَصفر وطَعْمُه كطعم الخوخ، ويقال له الفِرْسِقُ أَيضاً.

فرسن

الفُرَاسِنُ والفِرْسَانُ من الأُسْد، واعْتَدَّ سيبويه الفِرْناسَ ثلاثيّاً، وهو مذكور في موضعه. والفِرْسِنُ: فِرْسِنُ البعير، وهي مؤنثة، وجمعها فَراسِنُ. وفي الفَراسِنِ السُّلامَى: وهي عظام الفِرْسِن وقَصَبُها، ثم الرُّسْغ فوق ذلك، ثم الوَظِيفُ، ثم فوق الوَظِيفِ من يد البعير الذِّراعُ، ثم فوق الذراع العَضُدُ، ثم فوق العَضُدِ الكتفُ، وفي رجله بعد الفِرْسِنِ الرُّسغُ ثم الوظيفُ ثم الساق ثم الفخذ ثم الوَرِكُ، ويقال لموضع الفِرْسِن من الخيل الحافرُ ثم الرُّسْغُ. والفِرْسِنُ من البعير: بمنزلة الحافر من الدابة، قال: وربما استعير في الشاة. قال ابن السراج: النون زائدة لأَنها من فَرسْتُ، وقد تقدم. والذي للشاة هو الظَّلْفُ.
وفي الحديث: لا تَحْقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو فِرسِنَ شاة؛ الفِرْسِنُ: عظم قليل اللحم، وهو خُفَّ البعير كالحافر للدابة.

فرش

فَرَشَ الشيء يفْرِشُه ويَفْرُشُه فَرْشاً وفَرَشَه فانْفَرَش وافْتَرَشَه: بسَطَه. الليث: الفَرْشُ مصدر فَرَشَ يَفْرِش ويفْرُش وهو بسط الفراش، وافْتَرشَ فلان تُراباً أَو ثوباً تحته. وأَفْرَشَت الفرس إذا اسْتَأْتَتْ أَي طلبت أَن تُؤْتى. وافْتَرشَ فلان لسانَه: تكلم كيف شاء أَي بسطه. وافْتَرشَ الأَسدُ والذئب ذراعيه: رَبَضَ عليهما ومدّهما؛ قال:

تَرى السِّرْحانَ مُفْتَرِشاً يَدَيه

 

كأَنَّ بَياضَ لَبَّتِه الصَّـدِيعُ

وافتَرَشَ ذراعيه: بسطهما على الأَرض. وروي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه نهى في الصلاة عن افتراش السبع، وهو أَن يَبْسُط ذراعيه في السجود ولا يُقِلَّهما ويرْفَعَهما عن الأَرض إذا سَجَد كما يَفْتَرشُ الذئبُ والكلب ذراعيه ويبسطهما. والافْتِراشُ، افْتِعالٌ: من الفَرْش والفِراش. وافْتَرَشَه أَي وطِئَه.
والفِراشُ: ما افْتُرِش، والجمع أَفْرِشةٌ وفُرُشٌ؛ سيبويه؛ وإِن شئت خفَّفْت في لغة بني تميم. وقد يكنى بالفَرْش عن المرأَة.
والمِفْرَشةُ: الوِطاءُ الذي يُجْعل فوق الصُّفَّة. والفَرْشُ: المَفْروشُ من متاع البيت. وقوله تعالى: الذي جعل لكم الأَرض فِراشاً؛ أَي وِطاءً لم يَجْعلها حَزْنةً غَليظة لا يمكن الاستقرار عليها. ويقال: لَقِيَ فلان فلاناً فافْتَرَشَه إذا صرَعَه. والأَرض فِراشُ الأَنام، والفَرْشُ الفضاءُ الواسع من الأَرض، وقيل: هي أَرض تَسْتوي وتَلِين وتَنْفَسِح عنها الجبال.
الليث: يقال فَرَّش فلان داره إذا بلّطَها، قال أَبو منصور: وكذلك إذا بَسَطَ فيها الآجُرَّ والصَفِيحَ فقد فَرَّشَها. وتَفْرِيشُ الدار: تَبْلِيطُها. وجمَلٌ مُفْتَرِشُ الأَرض: لا سَنام له، وأَكمةٌ مُفْتَرِشةُ الأَرض كذلك، وكلُّه من الفَرْشِ.
والفَرِيشُ: الثَوْرُ العربي الذي لا سنام له؛ قال طريح:

غُبْس خَنابِس كلّهنّ مُصَدّرٌ

 

نَهْدُ الزُّبُّنّة كالفَرِيشِ شَتِيمُ

وفَرَشَه فِراشاً وأَفْرَشَه: فَرَشَه له. ابن الأَعرابي: فَرَشْتُ زيداً بِساطاً وأَفْرَشْته وفَرَّشْته إذا بَسَطت له بِساطاً في ضيافتِه، وأَفْرَشْته إذا أَعْطَبته فَرْشاً من الإِبل. الليث: فَرَشْت فلاناً أَي فَرَشْت له، ويقال: فَرَشْتُه أَمْري أَي بسطته كلَّهُ، وفَرَشْت الشيء أَفْرِشُه وأَفْرُشُه: بسطته. ويقال: فَرَشَه أَمْرَهي إذا أَوسَعه إِياه وبسَطه له.
والمِفْرَشُ: شيء كالشاذَكُونَة والمِفْرَشةُ: شيء يكون على الرحْل يَقعد عليها الرجل، وهي أَصغرُ من المِفْرَش، والمِفْرَش أَكبرُ منه.
والفُرُشُ والمَفارِشُ: النِّساءُ لأَنهن يُفتَرَشْن؛ قال أَبو كبير:

مِنْهُمْ ولا هُلْك المَفارِش عُزَّل

أَي النساء، وافْتَرَشَ الرجل المرأَة للّذَّة. والفَريشُ: الجاريةُ يَفْتَرِشُها الرجلُ. الليث: جارية فَرِشٌ قد افْتَرَشَها الرجل، فَعِيلٌ جاء من افْتَعَل، قال أَبو منصور: ولم أَسمع جارية فَرِيش لغيره.
أَبو عمرو: الفِراش الزوج والفِراش المرأَة والفِراشُ ما يَنامان عليه والفِراش البيت والفِراشُ عُشُّ الطائرِ؛ قال أَبو كبير الهذلي:

حتى انْتَهَيْتُ إِلى فِراش عَزِيزَةٍ

والفَراشُ: مَوْقِع اللسان في قعر الفمِ. وقوله تعالى: وفُرُشٍ مَرْفُوعةٍ؛ قالوا: أَراد بالفُرُشِ نساءَ أَهل الجنة ذواتِ الفُرُشِ. يقال لامرأَة الرجل: هي فِراشُه وإِزارُه ولِحافُه، وقوله مرفوعة رُفِعْن بالجَمال عن نساء أَهلِ الدنيا، وكلُّ فاضلٍ رَفِيعٌ. وقوله، صلى اللَّه عليه وسلم: الولدُ للفِراشِ ولِلْعاهِر الحجَرُ؛ معناه أَنه لمالك الفِراشِ وهو الزوج والمَوْلى لأَنه يَفْتَرِشُها، هذا من مختصر الكلام كقوله عز وجل: واسأَل القريةَ، يريد أَهلَ القريةِ. والمرأَة تسمى فِراشاً لأَن الرجل يَفْتَرِشُها. ويقال: افْتَرَشَ القومُ الطريقَ إذا سلكوه. وافْتَرشَ فلانٌ كريمةَ فلانٍ فلم يُحْسنْ صحبتها إذا تزوّجها. ويقال: فلانٌ كريمٌ مُتَفَرِّشٌ لأَصحابه إذا كان يَفْرُشُ نفسَه لهم. وفلان كريمُ المَفارِشِ إذا تزوّج كرائمَ النِّساء. والفَرِيشُ من الحافر: التي أَتى عليها من نِتاجها سبعةُ أَيام واستحقت أَن تُضرَبَ، أَتاناً كانت أَو فَرَساً، وهو على التشبيه بالفَرِيشِ من النساء، والجمع فَرائشُ؛ قال الشماخ:

راحَتْ يُقَحِّمُها ذو ازْملٍ وسَقَتْ

 

له الفَرائِشُ والسُّلْبُ القَـيادِيدُ

الأَصمعي: فرسٌ فَرِيشٌ إذا حُمِلَ عليها بعد النِّتاج بسبع.
والفَرِيشُ من ذوات الحافر: بمنزلة النُّفَساء من النساء إذا طهُرت وبمنزلة العُوذِ من النوق. والفَرْشُ: الموضع الذي يكثر فيه النبات. والفَرْشُ: الزرع إذا فَرَّشَ. وفَرَشَ النباتُ فَرْشاً: انبسط على وجه الأَرض. والمُفَرِّشُ: الزرع إذا انبسط، وقد فَرَّشَ تَفْريشاً.
وفَراشُ اللسان: اللحمة التي تحته، وقيل: هي الجلدة الخَشْناء التي تلي أُصولَ الأَسْنان العُلْيا، وقيل: الفَراشُ مَوْقع اللسان من أَسفل الحَنَك، وقيل: الفَراشَتانِ بالهاء غُرْضُوفانِ عند اللَّهاة. وفَراشُ الرأْس: عِظامٌ رِقاق تلي القِحْف. النضر: الفَراشانِ عِرْقان أَخْضران تحت اللسان؛ وأَنشد يصف فرساً:

خَفِيف النَّعـامةٍ ذُو مَـيْعةٍ

 

كَثِيف الفَراشةِ ناتي الصُّرَد

ابن شميل: فَراشا اللجامِ الحَديدتانِ اللتان يُرْبط بهما العذاران، والعذَارانِ السَّيْرانِ اللذان يُجْمعان عند القَفا. ابن الأَعرابي: الفَرْشُ الْكذِبُ، يقال: كَمْ تَفْرُش كَمْ، وفَراشُ الرأْس: طرائقُ دِقاق من القِحْف، وقيل: هو ما رَقَّ من عظْم الهامة، وقيل: كلُّ رقيقٍ من عظمٍ فَراشَةٌ، وقيل: كل عظم ضُرب فطارت منه عظامٌ رِقاقٌ فهي الفَراش، وقيل: كل قُشور تكون على العظْم دون اللحم، وقيل: هي العِظامُ التي تخرج من رأْس الإِنسان إذا شُجّ وكُسِر، وقيل: لا تُسمى عِظامُ الرأْس فَراشاً حتى تتبيّن، الواحدة من كل ذلك فَراشةٌ.
والمُفَرِّشةُ والمُفْتَرِشةُ من الشِّجاجِ: التي تبلغ الفَراش. وفي حديث مالك: في المُنَقِّلَةِ التي يَطيرُ فَراشُها خمسةَ عشرَ؛ المُنَقَّلَةُ من الشِّجاج التي تُنَقِّلُ العظام. الأَصمعي: المُنَقِّلة من الشجاج هي التي يخرج منها فَراشُ العظام وهي قشرة تكون على العظم دون اللحم؛ ومنه قول النابغة:

ويَتْبَعُها منهمْ فَراشُ الحَواجِب

والفَراش: عظم الحاجب. ويقال: ضرَبه فأَطارَ فَراشَ رأْسه، وذلك إذا طارت العظام رِقاقاً من رأْسه. وكل رقيق من عظم أَو حديدٍ، فهو فَراشةٌ؛ وبه سميت فَراشةُ القُفل لرِقَّتِها. وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه: ضَرْبٌ يَطِير منه فَراشُ الهامِ؛ الفَراشُ: عظام رقاق تلي قِحْف الرأْس.
الجوهري: المُفَرِّشةُ الشَّجّةُ التي تَصْدَع العظم ولا تَهْشِم، والفَراشةُ: ما شخَص من فروع الكتفين فيما بين أَصْل العنق ومستوى الظهر وهما فَراشا الكتفين. والفَراشَتان: طرَفا الوركين في النُّفْرة. وفَراشُ الظَّهْر: مَشكّ أَعالي الضُّلُوع فيه. وفَراشُ القُفْل: مَناشِبُه، واحدتُها فَراشة؛ حكاها أَبو عبيد؛ قال ابن دريد: لا أَحْسبها عربيّة. وكلُّ حديدةٍ رقيقة: فَراشةٌ. وفَراشةُ القُفْل: ما يَنْشَبُ فيه. يقال: أَقْفَلَ فأَفْرَشَ. وفَراشُ التَّبِيذ: الحَبَبُ الذي عليه.
والفَرْشُ: الزَّرْع إذا صارت له ثلاثُ ورَقاتٍ وأَرْبعٌ. وفَرْشُ الإِبِلِ وغيرِها: صِغارُها، الواحدُ والجمع في ذلك سواءٌ. قال الفراء: لم أَسمع له بجمع، قال: ويحتمل أَن يكون مصدراً سمي به من قولهم فَرَشَها اللَّهُ فَرْشاً أَي بَثُّها بَثّاً. وفي التنزيل العزيز: ومن الأَنْعام حَمُولةً وفَرْشاً؛ وفَرْشُها: كِبارُها؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

له إِبلٌ فَـرْشٌ وذاتُ أَسِـنَّة

 

صُهابيّة، حانَتْ عليه حُقُوقُها

وقيل: الفَرْشُ من النَّعَم ما لا يَصْلح إِلا للذبح. وقال الفراء: الحَمُولةُ ما أَطاقَ العملَ والحَمْلَ. والفَرْشُ: الصغارُ. وقال أَبو إِسحق: أَجْمَع أهْلُ اللغة على أَن الفَرْشَ صِغارُ الإِبل. وقال بعض المفسرين: الفَرْشُ صغارُ الإِبل، وإِن البقر والغنم من الفَرْش. قال: والذي جاء في التفسير يدلّ عليه قولُه عز وجل: ثمانية أَزواجٍ من الضأْن اثنين ومن المَعزِ اثنين، فلما جاء هذا بدلاً من قوله حَمُولة وفرْشاً جعله للبقر والغنم مع الإِبل؛ قال أَبو منصور: وأَنشدني غيرهُ ما يُحَقّق قول أَهل التفسير:

ولنا الحامِلُ الحَـمُـولةُ، والـفَـرْ

 

شُ من الضَّأْن، والحُصُونُ السيُوفُ

وفي حديث أُذَينةَ: في الظُّفْرِ فَرْشٌ من الإِبل؛ هو صغارُ الإِبل، وقيل: هو من الإِبل والبقر والغنم ما لا يصلح إِلا للذبح. وأَفْرَشْتُه: أَعْطَيته فَرْشاً من الإِبل، صغاراً أَو كباراً. وفي حديث خزيمة يذكر السَّنَة: وتركَتِ الفَرِيش مُسْحَنْكِكاً أَي شديدَ السواد من الاحتراق. قيل: الفَراش الصغارُ من الإِبل؛ قال أَبو بكر: هذا غيرُ صحيح عندي لأَن الصِّغارَ من الإِبل لا يقال لها إِلا الفَرْش. وفي حديث آخر: لكم العارض والفَريشُ؛ قال القتيبي: هي التي وَضَعَت حديثاً كالنُّفَساء من النساء.
والفَرْشُ: منابت العُرْفُط؛ قال الشاعر:

وأَشْعَث أَعْلى ماله كِففٌ له

 

بفَرشِ فلاةٍ، بينَهنَّ قَصِـيمُ

ابن الأَعرابي: فَرْشٌ من عُرْفُط وقَصِيمَةٌ من غَضاً وأَيكةٌ من أَثْلٍ وغالٌّ من سَلَم وسَليلٌ من سَمُر. وفَرْشُ الحطب والشجر: دِقُّه وصِغارُه. ويقال: ما بها إِلا فَرْشٌ من الشجر. وفَرْشُ العِضاهِ: جماعتُها.
والفَرْشُ: الدارةُ من الطَّلْح، وقيل: الفَرْشُ الغَمْضُ من الأَرض فيه العُرْفُطُ والسَّلَم والعَرْفَجُ والطَّلْح والقَتاد والسَّمُر والعَوْسجُ، وهو ينبت في الأَرض مستوية ميلاً وفرسخاً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وقد أَراها وشَواها الجُبْشا

ومِشْفَراً، إِن نطَقَتْ، أَرَشَّا

كمِشْفَرِ النابِ تَلُوكُ الفَرْشا

ثم فسره فقال: إِن الإِبل إذا أَكلت العرفط والسلم استَرْخت أَفواهُها.
والفَرْشُ في رِجْل البعير: اتساعٌ قليل وهو محمود، وإِذا كثُر وأَفرط الرَّوَحُ حتى اصطَكَّ العُرْقوبان فهو العَقَل، وهو مذموم. وناقة مَفْرُوشةُ الرِّجْل إذا كان فيها اسْطار وانحناء؛ وأَنشد الجعدي:

مَطْويَّةُ الزَّوْرِ طيَّ البـئْرِ دَوْسَـرة

 

مَفْروشة الرِّجْل فَرْشاً لم يكن عَقَلا

ويقال: الفَرْشُ في الرِّجُل هو أَن لا يكون فيها أَن لا يكون فيها انْتِصابٌ ولا إِقْعاد. وافْتَرَشَ الشيءَ أَي انبسط. ويقال: أَكَمَةٌ مُفْتَرِشةُ الظَّهْر إذا كانت دكَّاءَ. وفي حديث طَهْفة: لكم العارِض والفَريشُ؛ الفَريشُ من النبات: ما انْبَسط على وجه الأَرض ولم يَقُم على ساق.
وقال ابن الأَعرابي: الفَرْشُ مَدْح والعَقَل ذمٌّ، والفَرْشُ اتساع في رِجْل البعير، فإن كثُر فهو عَقَل.
وقال أَبو حنيفة: الفَرْشةُ الطريقةُ المطمئنة من الأَرض شيئاً يقودُ اليومَ والليلة ونحو ذلك، قال. ولا يكون إِلا فيما اتسع من الأَرض واستوى وأَصْحَرَ، والجمع فُرُوش.
والفَراشة: حجارة عظام أَمثال الأَرْجاء توضع أَوّلاً ثم يُبْنى عليها الركِيبُ وهو حائط النخل. والفَراشةُ: البقيّة تبقى في الحوض من الماء القليل الذي ترى أَرض الحوض من ورائه من صَفائه. والفَراشةُ: مَنْقَع الماء في الصفاةِ، وجمعُها فَراشٌ. وفَراشُ القاعِ والطين: ما يَبِشَ بعد نُضُوب الماء من الطين على وجه الأَرض، والفَراشُ: أَقلُّ من الضَّحْضاح؛ قال ذو الرمة يصف الحُمُر:

وأَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه

 

فَراشاً، وأَنَّ البَقْلَ ذَاوٍ ويابِـسُ

والفَراشُ: حَبَبُ الماءِ من العَرَقِ، وقيل: هو القليل من العرق: عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَراش المَسِيح فَوْقَه يَتَصَبَّبُ

قال ابن سيده: ولا أَعرف هذا البيت إِنما المعروف بيت لبيد:

عَلا المسْك والدِّيباج فوقَ نُحورِهم

 

فَراش المسيحِ، كالجُمَان المُثَقَّب

قال: وأَرى ابن الأَعرابي إِنما أَراد هذا البيت فأَحالَ الروايةَ إِلا أَن يكون لَبِيدٌ قد أَقْوى فقال:

فراش المسيح فوقه يتصبب

قال: وإِنما قلت إِنه أَقْوى لأَنّ رَوِيَّ هذه القصيدةِ مجرورٌ، وأَوّلُها:

أَرى النفسَ لَجّتْ في رَجاءِ مُكَذَّبِ

 

وقد جَرّبَتْ لو تَقْتَدِي بالمُجَـرَّبِ

وروى البيت: كالجمان المُحَبَّبِ؛ قال الجوهري: مَنْ رفعَ الفَراشَ ونَصَبَ المِسْكَ في البيت رفَعَ الدِّيباجَ على أَن الواو للحال، ومَنْ نصب الفَراشَ رفعَهما. والفَرَاشُ: دوابُّ مثل البعوض تَطير، واحدتُها فَراشةٌ. والفرَاشةُ: التي تَطير وتَهافَتُ في السِّراج، والجمع فَراشٌ. وقال الزجاج في قوله عز وجل: يومَ يكونُ الناسُ كالفَراشِ المَبثُوثِ، قال: الفَراش ما تَراه كصِغارِ البَقِّ يَتَهافَتُ في النار، شَبَّهَ اللَّهُ عزّ وجل الناسَ يومَ البَعْث بالجراد المُنْتَشر وبالفَراش المبثوث لأَنهم إذا بُعِثُوا يمُوج بعضُهم في بعض كالجراد الذي يَمُوج بعضُه في بعض، وقال الفرّاء: يريد كالغَوْغاءِ من الجراد يَرْكَبُ بعضه بعضاً كذلك الناس يَجُول يومئذ بعضُهم في بعض، وقال الليث: الفَراشُ الذي يَطِير؛ وأَنشد:

أَوْدى بِحِلْمِهمُ الفِياشُ، فِحلْـمُـهـم

 

حِلْمُ الفَراشِ، غَشِينَ نارَ المُصْطَلي

أَزرَى بحِلمُكُمُ الفِياشُ، فأنتمُ مثلُ الفَراش غَشِين نار المصطلي وفي المثل: أَطْيَشُ من فَراشةٍ. وفي الحديث: فتَتَقادَعُ بهم جَنْبةُ السِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ؛ هو بالفتح الطير الذي يُلْقي نفسَه في ضوء السِّراج؛ ومنه الحديث: جَعَلَ الفَراشُ وهذه الدوابُّ تقع فيها.
والفَراشُ: الخفيفُ الطَّيّاشَةُ من الرجال.
وتَفَرّش الطائرُ: رَفْرَفَ بجناحيه وبسَطَهما؛ قال أَبو دواد يصف ربيئة:

فَأَتانا يَسْعَى تَـفَـرُّشَ أُمّ ال

 

بَيْض شَدّاً، وقد تَعالى النهارُ

ويقال: فَرَّشَ الطائرُ تَفْرِيشاً إذا جعل يُرَفْرِف على الشيء، وهي الشَّرْشَرةُ والرَفْرَفةُ. وفي الحديث: فجاءت الحُمَّرةُ فجعلت تفَرّش؛ هو أَن تَقْرب من الأَرض وتَفْرُش جَناحيها وتُرَفْرِف. وضرَبَه فما أَفْرَش عنه حتى قَتَلَه أَي ما أَقْلعَ عنه، وأَفْرَش عنهم الموتُ أَي ارْتفع؛ عن ابن الأَعرابي. وقولهم: ما أَفْرَشَ عنه أَي ما أَقْلَع؛ قال يزيد ابن عمرو بن الصَّعِق

نحْنُ رُؤوسُ القومِ بَيْنَ جَبَلَـهْ

 

يومَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَـنْـظَـلَـهْ،

نَعْلُوهُمُ بِقُضُبٍ مُنْـتَـخَـلَـهْ

 

لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ

أَي أَنها جُدُدٌ. ومعنى مُنْتَخَلة: مُتَخَيَّرة. يقال: تَنَخَّلْت الشيءَ وانْتَخَلْته اخْتَرْته. والصَّقَلةُ: جمعُ صاقِل مثل كاتب وكَتَبة.
وقوله لم تَعْدُ أَن أَفْرَشَ أَي لم تُجاوِزْ أَن أَقْلَع عنها الصقلةُ أَي أَنها جُدُدٌ قَرِيبةُ العهدِ بالصَّقْلِ. وفرش عنه: أَرادَه وتهيّأَ له. وفي حديث ابن عبد العزيز: إِلا أَن يكون مالاً مُفْتَرَشاً أَي مغصوباً قد انْبَسطت فيه الأَيْدي بغير حق، من قولهم: افْتَرَش عِرْضَ فلانٍ إذا اسْتباحَه بالوَقِيعة فيه، وحقيقتُه جَعَله لنفسه فِراشاً يطؤُه.
وفَرْش الجَبَا: موضع؛ قال كُثيّر عزة:

أَهاجَك بَرْقٌ آخِرَ الليلِ واصِبُ

 

تضَمَّنَه فَرْشُ الجَبا فالمَسارِبُ؟

والفَرَاشةُ: أَرض؛ قال الأَخطل:

وأَقْفَرت الفَراشةُ والحُبَـيّا

 

وأَقْفَر، بَعْد فاطِمةَ، الشَّقِيرُ

وفي الحديث ذكر فَرْش، بفتح الفاء وتسكين الراء، وادٍ سلَكه النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، حين سارَ إِلى بدر، واللَّه أَعلم.

فرشح

الفِرْشاحُ من النساء: الكبيرة السَّمِجَة، وكذلك هي من الإِبل؛ قال: سَقَيْتُكمُ الفِرْشاحَ، نَأْياً لأُمِّكُمْ، تَدِبُّونَ للمَوْلى دَبيبَ العَقارِب والفِرْشاحُ من السحاب: الذي لا مطر فيه. والفِرْشاحُ: الأَرض الواسعة العريضة. وحافر فِرْشاحٌ: مُنْبَطِح؛ قال أَبو النجم في صفة الحافر:

بكُلِّ وَأْبٍ للحَصَى رَضَّاحِ

 

ليس بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ

الوَأْبُ: المُقَعَّبُ الشديد. والمُصْطَرُّ: الضَّيِّق. وفَرْشَحَتِ الناقة: تَفَحَّجَتْ للحَلْبِ وفَرْطَشَتْ للبول؛ قال الأَزهري: هكذا وجدته في كتاب، والصواب فَطْرَشَتْ، إِلا أَن يكون مقلوباً. وفَرشحَ الرجلُ: وَثَبَ وَثْباً متقارباً، وقد تقدّم في الحاء أَيضاً. والفَرْشَحة: أَن يَقْعُد مسترخياً فَيُلْصِقَ فخذيه بالأَرض كالفَرْشَطَة سواء؛ وقال اللحياني: هو أَن يقعد ويفتح ما بين رجليه؛ وقال أَبو عبيد: الفَرْشَحة أَن يَفْرِشَ بين رجليه ويُباعِدَ إِحداهما من الأُخرى؛ وقال الكسائي: فَرْشَحَ الرجلُ في صلاته، وهو أَن يُفَحِّجَ بين رجليه جِدّاً وهو قائم؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه كان لا يُفَرْشِحُ رجليه في الصلاة ولا يُلْصِقْهما ولكن بين ذلك.

فرشط

فَرْشَط الرجلُ فَرْشَطة: أَلصق أَليتيه بالأَرض وتوسَّد ساقيه.
وفَرْشَط البعيرُ فَرْشَطة وفِرْشاطاً: برَك بُروكاً مسترخياً فأَلصق أَعضاده بالأَرض، وقيل: هو أَن ينتشر، بِرْكةَ البعير عند البُروك.
وفَرْشَطَت الناقة إذا تفَحَّجَت للحلَب. وفَرْشَط الجملُ إذا تفَحَّجَ للبول، والفَرْشَطةُ: أَن تفرّج رجليك قائماً أَو قاعداً. والفَرْشَطةُ: بمعنى الفَرْحَجة. وفَرْشَطَ الشيءَ وفَرْشَط به: مدَّه؛ قال:

فَرْشَط لمّا كُرِه الفِرْشاطُ

 

بفَيْشةِ، كأَنَّها مِلْطـاطُ

وفرشط اللحمَ: شرْشَره. ابن بزرج: الفَرْشَطة بسط الرجلين في الركوب من جانب واحد.

فرص

الفُرْصةُ: النُّهْزَةُ والنَّوْبةُ، والسين لغة، وقد فَرَصَها فَرْصاً وافْتَرَصَها وتَفَرَّصها: أَصابَها، وقد افْتَرَصْتُ وانتَهَزْتُ.
وأَفْرَصَتْكَ الفُرْصةُ: أَمْكَنَتْكَ. وأَفْرَصَتْني الفُرْصةُ أَي أَمكَنَتْني، وافْتَرَصْتُها: اغتَنَمْتُها.
ابن الأَعرابي: الفَرْصاءُ من النُّوقِ التي تقوم ناحيةً فإِذا خلا الحوضُ جاءَت فشربت؛ قال الأَزهري: أُخِذَت من الفُرْصة وهي النُّهْزَة.
يقال: وجد فلان فُرْصةً أَي نهزة. وجاءت فُرْصَتُكَ من البئر أَي نَوْبَتُك.
وانتَهَزَ فلانٌ الفُرْصةَ أَي اغتَنَمَها وفازَ بها. والفُرْصةُ والفِرْصةُ والفَرِيصة؛ الأَخيرة عن يعقوب: النوبة تكون بين القوم يتناوَبُونها على الماء. قال يعقوب: هي النوبة تكون بين القوم يَتَناوبونها على الماء في أَظمائهم مثل الخِمْس والرِّبْع والسِّدْس وما زاد من ذلك، والسين لغة؛ عن ابن الأَعرابي. الأَصمعي: يقال: إذا جاءت فُرْصَتُكَ من البئر فأَدْل، وفُرْصَتُه: ساعتُه التي يُسْتَقَى فيها. ويقال: بنو فلان يَتَفَارَصُون بئرهم أَي يَتناوَبُونها. الأُموي: هي الفُرْصة والرُّفْصة للنوبة تكون بين القوم يَتناوَبونها على الماء. الجوهري: الفُرْصة الشِّرْبُ والنوبة.
والفَرِيصُ: الذي يُفارِصُك في الشِّرْب والنوبة.
وفُرْصةُ الفرس: سَجِيَّتُهُ وسَبْقُه وقوّته؛ قال:

يَكسُو الضّوَى كل وَقَاحٍ منْكبِ،

أَسْمَرَ في صُمِّ العَجايا مُكْرَبِ،

باقٍ على فُرْصَـتِـه مُـدَرَّبِ

وافْتُرِصَتِ الوَرَقةُ: أُرْعِدَت. والفَرِيصةُ: لحمة عند نُغْضِ الكتف في وسط الجنب عند مَنْبِض القَلْب، وهما فَرِيصَتان تَرْتَعِدان عند الفزع. وفي الحديث: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إِني لأَكْرَه أَن أَرَى الرجلَ ثائراً فَرِيصُ رَقَبَتِه قائماً على مُرَيَّتِه يَضْرِبُها؛ قال أَبو عبيد: الفَرِيصةُ المُضْغةُ القليلة تكون في الجنب تُرْعَد من الدابة إذا فَزِعَت، وجمعها فَرِيصٌ بغير أَلف، وقال أَيضاً: هي اللحمة التي بين الجَنْب والكتف التي لا تزال تُرْعَد من الدابة، وقيل: جمعها فَرِيصٌ وفَرائِصُ، قال الأَزهري: وأَحْسَبُ الذي في الحديث غيرَ هذا وإِنما أَراد عَصَبَ الرقبة وعُروقَها لأَنها هي التي تَثُور عند الغضب، وقيل: أَراد شعَرَ الفَرِيصة، كما يقال: فلان ثائرُ الرأْس أَي ثائرُ شعر الرأْس، فاستعارَها للرقبة وإِن لم يكن لها فَرائصُ لأَن الغَضب يُثِيرُ عُروقَها. والفَرِيصةُ: اللحمُ الذي بين الكتف والصدر؛ ومنه الحديث: فجيءَ بهما تُرْعَدُ فرائِصُهما أي تَرْجُفُ. والفَرِيصةُ: المُضْغَةُ التي بين الثدي ومَرْجِع الكتف من الرجل والدابة، وقيل: الفَرِيصة أَصلُ مرجع المرفقين.
وفَرَصَه يَفْرِصُه فَرْصاً: أَصابَ فَرِيصَته، وفُرِصَ فَرَصاً وفُرِصَ فَرْصاً: شكا فَرِيصَتَه. التهذيب: وفُرُوصُ الرقبة وفَرِيسُها عروقها. الجوهري: وفَرِيصُ العنُقِ أَوداجُها، الواحدة فَرِيصة؛ عن أَبي عبيد؛ تقول منه: فَرَصْته أَي أَصبت فَرِيصَته، قال: وهو مقتلٌ. غيره: وفَرِيصُ الرقبة في الحدَبِ عروقُها.
والفَرْصةُ: الريح التي يكون منها الحدَبُ، والسين فيه لغة. وفي حديث قيلة: أَن جُوَيرِية لها كانت قد أَخَذَتْها الفَرْصةُ. قال أَبو عبيد: العامة تقول لها الفَرْسةُ، بالسين، والمسموع من العرب بالصاد، وهي ريحُ الحدَبة.
والفَرْسُ، بالسين: الكسرُ. والفَرْصُ: الشّقُّ. والفَرْصُ: القطعُ.
وفَرَصَ الجِلْدَ فَرْصاً: قطَعَه. والمِفْرَصُ والمِفْراصُ: الحديدةُ العريضةُ التي يقطع بها، وقيل: التي يُقعطَع بها الفضةُ؛ قال الأَعشى:

وأَدْفَعُ عن أَعراضِكم، وأُعِيرُكـمْ

 

لِساناً، كمِفْراصِ الخَفاجيِّ، مِلْحَبا

وفي الحديث: رفَعَ اللّهُ الحَرَجَ إِلا مَنِ افْتَرَصَ مُسْلِماً ظُلْماً. قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ بالفاء والصاد المهملة من الفَرْصِ القَطْع أَو من الفُرْصَةِ النُّهْزَة، يقال: افْتَرَصَها انتَهَزَها؛ أَراد إِلا مَنْ تمكَّنَ من عِرْضِ مسْلمٍ ظُلْماً بالغِيبَة والوَقِيعة. ويقال: افْرِصْ نَعْلَكَ أَي اخْرِقْ في أُذُنِها للشِّرَاك. الليث: الفَرْصُ شَقُّ الجلد بحديدة عريضة الطَّرَف تَفْرِصُه بها فَرْصاً كما يَفْرِصُ الحَذَّاءُ أُذُنَي النعل عند عقبهما بالمِفْرَص ليجعل فيهما الشِّراك؛ وأَنشد:

جَوادٌ حِينَ يَفْرِصُه الفَرِيصُ

يعني حين يشُقُّ جلده العرَقُ.
وتَفْرِيصُ أَسْفل نَعْلِ القِرابِ: تَنْقِيشُه بطرف الحديد. يقال: فَرَّصْت النعلَ أَي خرَقْت أُذنيها للشراك.
والفرْصةُ والفَرْصة والفُرْصَة؛ الأَخيرتان عن كراع: القطعةُ من الصوف أَو القطن، وقيل: هي قطعة قطن أَو خرقة تَتَمسَّح بها المرأَة من الحيض.
وفي الحديث: أَنه قال للأَنصارية يصف لها الاغتسال من المحيض: خُذِي فِرْصةً مُمَسَّكةً فتطهَّري بها أَي تتبَّعي بها أَثر الدم، وقال كراع: هي الفَرْصة، بالفتح، الأَصمعي: الفِرْصةُ القطعة من الصوف أَو القطن أَو غيره أُخِذَ من فَرَصْت الشيءَ أَي قطعته، وفي رواية: خُذِي فِرْصةً من مِسْك، والفِرْصة القطعة من المسك؛ عن الفارسي حكاه في البَصْرِيّات له؛ قال ابن الأَثير: الفِرْصة، بكسر الفاء، قطعة من صوف أَو قطن أَو خرقة. يقال: فَرَصت الشيء إذا قطعته، والمُمَسّكَة: المُطَيّبَة بالمسك يُتْبَعُ بها أَثر الدم فيحصل منه الطيب والتنشيف. قال: وقوله من مِسْك، ظاهره أَن الفِرْصة منه، وعليه المذهب وقولُ الفقهاء. وحكى أَبو داود في رواية عن بعضهم: قَرْصةً، بالقاف، أَي شيئاً يسيراً مثل القَرْصة بطرف الأُصبعين.
وحكى بعضهم عن ابن قتيبة قَرْضةً، بالقاف والضاد المعجمة، أَي قطعة من القَرْض القطع.
والفَرِيصةُ: أُمّ سُوَيد. وفِرَاصٌ: أَبو قبيلة. ابن بري: الفِراصُ هو الأَحمر؛ قال أَبو النجم.

ولا بِذَاكَ الأَحْمرِ الفِرَاصِ

فرصم

الفِرْصِمُ: من أَسماء الأَسد.

فرصن

فَرْصَنَ الشيءَ: قطعه؛ عن كراع.

فرض

فرَضْت الشيء أَفْرِضه فَرْضاً وفَرَّضْتُه للتكثير: أَوْجَبْتُه.
وقوله تعالى: سُورةٌ أَنْزَلْناها وفَرَضْناها، ويقرأ: وفرَّضْناها، فمن قرأَ بالتخفيف فمعناه أَلزَمْنا كم العَمل بما فُرِضَ فيها، ومن قرأَ بالتشديد فعلى وجهين: أَحدهما على معنى التكثير على معنى إِنا فرضنا فيها فُرُوضاً، وعلى معنى بَيَّنَّا وفَصَّلْنا ما فيها من الحلال والحرام والحدُود. وقوله تعالى: قد فرَضَ اللّه لكم تَحِلّةَ أَيْمانِكم؛ أَي بيَّنها.
وافْتَرَضَه: كفَرَضَه، والاسم الفَرِيضةُ. وفَرائضُ اللّهِ: حُدودُه التي أَمرَ بها ونهَى عنها، وكذلك الفَرائضُ بالمِيراثِ. والفارِضُ والفَرَضِيُّ: الذي يَعْرِف الفرائضَ ويسمى العِلْمُ بقِسْمةِ المَوارِيث فَرائضَ. وفي الحديث: أَفْرَضُكم زيد. والفَرْضُ: السُّنةُ، فَرَضَ رسول اللّه، صلّى اللّ عليه وسلّم، أَي سَنَّ، وقيل: فَرَضَ رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَي أَوْجَبَ وُجُوباً لازماً، قال: وهذا هو الظاهر. والفَرْضُ: ما أَوْجَبه اللّه عزّ وجلّ، سمي بذلك لأَنَّ له مَعالِمَ وَحُدُوداً. وفرَض اللّه علينا كذا وكذا وافْتَرَضَ أَي أَوْجَب. وقوله عزّ وجلّ: فمَن فرَض فيهنّ الحج؛ أَي أَوْجَبه على نفسه بإِحرامه. وقال ابن عرفة: الفَرْضُ التوْقِيتُ. وكلُّ واجِبٍ مؤقَّتٍ، فهو مَفْرُوضٌ. وفي حديث ابن عمر: العِلْمُ ثلاثةٌ منها فرِيضةٌ عادلةٌ؛ يريد العَدْل في القِسْمة بحيث تكون على السِّهام والأَنْصِباء المذكورة في الكتاب والسنَّة، وقيل: أَراد أَنها تكون مُسْتَنْبَطَةً من الكتاب والسنة وإِن لم يَرِد بها نص فيهما فتكون مُعادِلةً للنص، وقيل: الفَرِيضةُ العادِلةُ ما اتفق عليه المسلمون. وقوله تعالى: وقال لأَتَّخِذنَّ من عِبادِكَ نصِيباً مَفْرُوضاً؛ قال الزجاج: معناه مؤقتاً. والفَرْضُ: القِراءة. يقال: فَرَضْتُ جُزْئي أَي قرأْته، والفَرِيضةُ من الإِبل والبقر: ما بلغ عَدَدُه الزكاةَ.
وأَفْرَضَتِ الماشِيةُ: وجبت فيها الفَرِيضة، وذلك إذا بلغت نِصاباً.
والفَرِيضةُ: ما فُرِضَ في السائمةِ من الصدقة. أَبو الهيثم: فَرائضُ الإِبل التي تحتَ الثَّنيّ والرُّبُعِ. يقال للقَلُوصِ التي تكون بنت سنة وهي تؤخذ في خمس وعشرين: فَرِيضةٌ، والتي تؤخذ في ست وثلاثين وهي بنت لَبُونٍ وهي بنت سنتين: فريضةٌ، والتي تؤخذ في ست وأَربعين وهي حِقّة وهي ابنة ثلاثِ سنين: فريضة، والتي تؤخذ في إِحدى وستين جَذَعةٌ وهي فريضتها وهي ابنة أَربع سنين فهذه فرائضُ الإِبلِ، وقال غيره: سميت فريضة لأَنها فُرِضَتْ أَي أُوجِبَتْ في عَدَدٍ معلوم من الإِبل، فهي مَفْروضةٌ وفَريضة، فأُدخلت فيها الهاء لأَنها جعلت اسماً لا نعتاً. وفي الحديث: في الفريضة تجبُ عليه ولا توجَدُ عنده، يعني السِّنَّ المعين للإِخراج في الزكاة، وقيل: هو عامّ في كل فرْضٍ مَشْروعٍ من فرائضِ اللّه عزّ وجل. ابن السكيت: يقال ما لهم إِلا الفَرِيضتانِ، وهما الجَذَعةُ من الغنم والحِقّةُ من الإِبل. قال ابن بري: ويقال لهما الفرْضتانِ أَيضاً؛ عن ابن السكيت. وفي حديث الزكاة: هذه فَرِيضةُ الصدقةِ التي فَرَضَها رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، على المسلمين أَي أَوجَبها عليهم بأَمر اللّه. وأَصلُ الفرض القطْعُ.
والفَرْضُ والواجِبُ سِيّانِ عند الشافعي، والفَرْضُ آكَدُ من الواجب عند أَبي حنيفة، وقيل: الفرْضُ ههنا بمعنى التقدير أَي قَدّرَ صدَقةَ كلِّ شيء وبَيَّنَها عن أَمر اللّه تعالى. وفي حديث حُنَيْنٍ: فإِن له علينا ستّ فَرائضَ؛ الفرائضُ: جمع فَرِيضةٍ، وهو البعير المأْخوذ في الزكاة، سمي فريضة لأَنه فَرْضٌ واجب على ربّ المال، ثم اتُّسِع فيه حتى سمي البعيرُ فريضة في غير الزكاة؛ ومنه الحديث: مَن مَنَعَ فَرِيضةً من فَرائضِ اللّه. ورجل فارِضٌ وفَرِيضٌ: عالِمٌ بالفَرائضِ كقولك عالِمٌ وعَلِيمٌ؛ عن ابن الأعْرابي. والفَرْضُ: الهِبةُ. يقال: ما أَعطاني فَرْضاً ولا قَرْضاً.
والفرْضُ: العَطيّةُ المَرْسُومةُ، وقيل: ما أَعْطَيْتَه بغير قَرْضٍ.
وأَفْرَضْتُ الرَّجل وفَرَضْتُ الرَّجل وافْتَرَضْتُه إذا أَعطيته. وقد أَفْرَضْتُه إِفْراضاً. والفرْضُ: جُنْدٌ يَفْتَرِضُون، والجمع الفُروضُ.
الأَصمعي: يقال فَرَضَ له في العَطاء وفرَض له في الدِّيوانِ يَفْرِضْ فَرْضاً، قال: وأَفْرَضَ له إذا جعل فريضة. وفي حديث عَدِيّ: أَتيت عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنهما، في أُناسٍ من قَوْمِي فجعل يَفْرِضُ للرجل من طَيِّء في أَلفين أَلفين ويُعْرِضُ عني أَي يَقْطَعُ ويُوجِبُ لكل رجل منهم في العَطاء أَلفين من المال. والفرْضُ: مصدر كل شيء تَفْرِضُه فتُوجِبه على إِنسان بقَدْر معلوم، والاسم الفَرِيضةُ.
والفارِضُ: الضخْمُ من كل شيء، الذكر والأُنثى فيه سواء، ولا يقال فارِضةٌ. ولِحْيةٌ فارضٌ وفارِضةٌ: ضَخْمةٌ عظيمة، وشِقْشِقةٌ فارِضٌ وسِقاء فارضٌ كذلك، وبَقَرة فارضٌ: مُسِنّة. وفي التنزيل: إِنها بقَرة لا فارِضٌ ولا بِكْر؛ قال الفرّاء: الفارِضي الهَرِمةُ والبِكْرُ الشابّة. وقد فَرَضَتِ البقرةُ تَفْرِضُ فُروضاً أَي كَبِرَتْ وطَعَنَت في السِّنّ، وكذلك فَرُضَتِ البقرة، بالضم، فَراضةً؛ قال علقمة بن عوف وقد عَنى بقرة هرمة:

لَعَمْرِي، لقد أَعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً

 

تُجَرُّ إِليه، ما تَقُوم علـى رِجْـلِ

ولم تُعْطِه بِكْراً، فَيَرْضَى، سَمِينةً،

 

فَكَيْفَ يُجازِي بالمَوَدَّةِ والفِـعْـلِ؟

وقال أُمية في الفارض أَيضاً:

كُمَيْت بَهِيم اللَّوْنِ ليس بِفارِضٍ،

 

ولا بخَصِيفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَقَّـمِ

وقد يستعمل الفارِضُ في المُسِنّ من غير البقر فيكون للمذكر وللمؤنث؛ قال:

شَوْلاء مسك فارض نهيّ،

 

من الكِباشِ، زامِر خَصيّ

وقومٌ فُرَّضٌ: ضِخامٌ، وقيل مَسانُّ؛ قال رجل من فُقَيْم:

شَيَّبَ أَصْداغِي، فرَأْسِي أَبْـيَضُ،

 

مَحامِلٌ فـيهـا رجـالٌ فُـرَّضُ

مِثْلُ الـبَـراذِينِ، إذا تـأَرَّضُـوا،

 

أَو كالمِراضِ غَيْرَ أَنْ لم يَمْرَضُوا

لو يَهْجَعُونَ سَنةً لم يَعْـرِضُـوا،

 

إِنْ قلْتَ يَوْماً: للغَداء، أَعْرَضُـوا

نَوْماً، وأَطْرافُ السِّبالِ تَنْـبِـضُ،

 

وخُبِئ المَلْتُوتُ والمُـحَـمَّـضُ

واحدهم فارِضٌ؛ وروى ابن الأَعرابي:

مَحامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضُ

قال: يريد أَنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ؛ قال ابن بري: ومثله قول العجاج:

في شَعْشعانٍ عُنُق يَمْـخُـور،

 

حابي الحُيُودِ فارِضِ الحُنْجُور

قال: وقال الفقعسي يذكر غَرْباً واسِعاً:

والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ

التهذيب: ويقال من الفارض فَرَضَتْ وفُرضَت، قال: ولم نسمع بِفَرِضَ.
وقال الكسائي: الفارِضُ الكبيرة العظيمة، وقد فَرَضَت تَفْرِضُ فُرُوضاً.
ابن الأَعرابي: الفارض الكبيرة، وقال أَبو الهيثم: الفارِضُ المُسِنّةُ.
أَبو زيد: بقرة فارِضٌ وهي العظيمةُ السمينة، والجمع فَوارِضُ. وبقرةٌ عَوانٌ: من بقر عُونٍ، وهي التي نُتجَت بعد بَطْنها البِكْر، قال قتادة: لا، فارِضٌ هي الهَرِمةُ. وفي حديث طَهْفةَ: لكم في الوَظِيفةِ الفَريضةُ؛ الفَريضةُ الهرمةُ المُسِنّةُ، وهي الفارِضُ أَيضاً، يعني هي لكم لا تُؤْخذُ منكم في الزكاة، ويروى: عليكم في الوَظِيفةِ الفَرِيضةُ أَي في كل نِصابٍ ما فُرِضَ فيه. ومنه الحديث: لكم الفارِضُ والفرِيضُ؛ الفَرِيضُ والفارِضُ: المُسِنّةُ من الإِبل، وقد فَرَضَت، فهي فارِضٌ وفارِضةٌ وفَرِيضةٌ، ومثله في التقدير طَلَقَتْ فهي طالق وطالِقةٌ وطَلِيقةٌ؛ قال العجاج:

نَهْرُ سَعِيدٍ خالِصُ البـياضِ،

 

مُنْحَدِرُ الجِرْية في اعْتِراضِ

هَوْلٌ يَدُقُّ بكم الـعِـراضِ،

 

يَجْرِي على ذِي ثَبَجٍ فِرْياض

كأَنَّ صَوْت مائِه الخَضْخاض

 

أَجْلابُ جِنٍّ بنَقاً مِـغْـياضِ

قال: ورأَيت بالسِّتارِ الأَغْبَرِ عَيْناً يقال لها فِرْياضٌ تَسْقي نخلاً كثيرة وكان ماؤها عذباً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُباغِـضِ،

عليَّ ذِي ضِغْنِ وضَبٍّ فارِضِ،

له قُروء كقُـروء الـحـائِضِ

عنى بضب فارضٍ عَداوةً عظيمة كبيرة من الفارض التي هي المسنة؛ وقوله:

له قروء كقروء الحائض

يقول: لعداوته أَوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض. ويقال: أَضمر عليّ ضِغْناً فارضاً وضِغْنةً فارضاً، بغير هاء، أَي عظيماً، كأَنه ذو فَرْض أَي ذو حَزٍّ؛ وقال:

يا رُبّ ذي ضِغن عليّ فارِض

 والفَرِيضُ: جِرّةُ البعير؛ عن كراع، وهي عند غيره القَريضُ بالقاف، وسيأْتي ذكره. ابن الأَعرابي: الفَرْضُ الحَزُّ في القِدْحِ والزَّنْدِ وفي السَّير وغيره، وفُرْضةُ الزند الحز الذي فيه. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اتخذ عام الجدب قِدْحاً فيه فَرْض؛ الفرض: الحَزُّ في الشيء والقطعُ، والقِدْحُ: السهْمُ قبل أَن يُعْمل فيه الرِّيشُ والنَّصْلُ. وفي صفة مريم، عليها السلام: لم يَفْتَرِضْها ولَد أَي لم يؤثِّر فيها ولم يَحُزّها يعني قبل المسيح. قال: ومنه قوله تعالى: لأَتخذنّ من عبادك نَصِيباً مَفْرُوضاً؛ أَي مؤقتاً، وفي الصحاح: أَي مُقْتَطَعاً مَحْدوداً. وفَرْضُ الزَّنْد: حيث يُقْدَحُ منه. وفَرَضْتُ العُودَ والزَّندَ والمِسْواكَ وفرَضْتُ فيهما أَفْرِضُ فَرْضاً: حَزَزْتُ فيهما حَزّاً. وقال الأَصمعي: فرَض مِسْواكَه فهو يَفْرِضُه فَرْضاً إذا حَزَّه بأَسنانِه. والفَرْضُ: اسم الحز، والجمع فُروضٌ وفِراضٌ؛ قال:

منَ الرَّصَفاتِ البِيضِ، غيَّرَ لَوْنَـهـا

 

بَناتُ فِراضِ المَرْخِ، واليابسِ الجَزْلِ

التهذيب في ترجمة فرض: الليث التقْرِيضُ في كلّ شيء كتقْريضِ يَدَيِ الجُعَلِ؛ وأَنشد:

إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَى له

 

مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَين أَفلَحُ.

قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما هو التفريض، بالفاء، من الفرْض وهو الحز. وقولهم الجُعْلانةُ مُفَرَّضةٌ كَأَنَّ فيها حُزوزاً، قال: وهذا البيت رواه الثِّقاتُ أَيضاً بالفاء: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذراعين، وهو في شعر الشماخ، وأَراد بالشأْو ما يُلْقِيه العَيْرُ والأَتانُ من أَرْواثها، وقال الباهلي: أَراد الشماخ بالمُفَرَّضِ المُحَزَّزَ يعني الجُعَل.
والمِفْرَضُ: الحديدة التي يُحَزّ بها.
وقال أَبو حنيفة: فراض النحل ما تظهره الزَّنْدةُ من النار إذا اقْتُدِحَت. قال: والفراض إِنما يكون في الأُنثى من الزندتين خاصة. وفَرَضَ فُوقَ السهْمِ، فهو مَفْروضٌ وفَريضٌ: حَزَّه.
والفَريضُ: السهم المَفْروض فُوقُه. والتفْريضُ: التحزيز. والفَرْضُ: العَلامةُ؛ ومنه فرْضُ الصلاةِ وغيرها إِنما هو لازم للعبد كلُزومِ الحَزِّ للقِدْح. الفراء: يقال خرجت ثَناياه مُفَرَّضةً أَي مؤشَّرةً، قال: والغُروبُ ماء الأَسنان والظَّلْمُ بياضُها كأَنه يعلوه سَواد، وقيل: الأَشْرُ تحزيز في أَطراف الأَسنان وأَطرافُها غُروبها، واحدها غَرْبٌ. والفَرْضُ: الشّقُّ في وسَط القبر. وفَرَضْت للميت: ضَرَحْت.
والفُرْضةُ: كالفَرْضِ. والفَرْضُ والفُرْضةُ: الحَزّ الذي في القوْس.
وفُرْضة القوس: الحز يقع عليه الوتَر، وفَرْضُ القوسِ كذلك، والجمع فِراضٌ. وفُرْضةُ النهر: مَشْرَبُ الماء منه، والجمع فُرَضٌ وفِراضٌ. الأَصمعي: الفُرْضةُ المَشْرَعةُ، يقال: سقاها بالفِراضِ أَي من فُرْضةِ النهر.
والفُرْضة: الثُّلْمة التي تكون في النهر. والفِراضُ: فُوَّهةُ النهر؛ قال لبيد:

تجري خزائنه على مَـن نـابَـه،

 

جَرْيَ الفُراتِ على فِراضِ الجَدْوَلِ

وفُرْضةُ النهر: ثُلْمَتُه التي منها يُسْتقى. وفي حديث موسى، عليه السلام: حتى أَرْفَأ به عند فرضة النهر أَي مَشْرَعَتِه، وجمع الفرضة فُرَضٌ.
وفي حديث ابن الزبير: واجعلوا السيوف للمنايا فُرَضاً أَي اجعلوها مَشارِعَ للمنايا وتَعَرَّضُوا للشهادة. وفُرْضَةُ البحر: مَحَطُّ السفُن.
وفُرْضةُ الدواةِ: موضع النِّفْس منها. وفُرْضة الباب: نَجْرانُه.
والفَرْضُ: القِدْحُ؛ قال عبيدُ بن الأَبرص يصف بَرْقاً:

فَهْوَ كَنِبْراسِ النَّبِـيطِ، أَو ال

 

فَرْضِ بكَفِّ اللاَّعِبِ المُسْمِرِ

والمُسْمِرُ: الذي دخل في السَّمَرِ. والفَرْضُ: التُّرْسُ؛ قال صخر الغي الهذلي:

أَرِقْتُ له مِثْلَ لَمْعِ البَـشِـي

 

رِ، قَلَّبَ بالكفِّ فَرْصاً خَفِيفَا

قال أَبو عبيد: ولا تقل قُرْصاً خفيفا. والفَرْضُ: ضرب من التمر، وقيل: ضرب من التمر صغار لأَهل عُمان؛ قال شاعرهم:

إِذا أَكلتُ سمَكاً وفَـرْضـا،

 

ذهَبْتُ طُولاً وذهَبْتُ عَرْضا

قال أَبو حنيفة: وهو من أَجود تمر عُمانَ هو والبَلْعَقُ، قال: وأَخبرني بعض أَعرابها قال: إذا أَرْطَبَتْ نخلَتُه فتُؤُخِّرَ عن اخْتِرافِها تَساقَطَ عن نواه فبقيت الكِباسةُ ليس فيها إِلا نَوىً معلَّق بالتَّفارِيق.
ابن الأَعرابي: يقال لذكر الخنافس المُفَرَّضُ وأَبو سَلْمانَ والحَوَّاز والكَبَرْتَلُ.
والفِراضُ: موضع؛ قال ابن أَحمر:

جزَى اللّه قَوْمي بـالأُبُـلَّةِ نُـصْـرةً

 

ومَبْدىً لهم، حَولَ الفِراضِ، ومَحضَرا

وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

كأَنْ لم يكُنْ مِنّا الفِراضُ مَظِنَّةً،

 

ولم يُمْسِ يَوْماً مِلْكُها بيَمِينـي

فقد يجوز أَن يَعْنِيَ الموضع نفْسَه، وقد يجوز أَن يعني الثغور يشبهها بمشارِعِ المياهِ، وفي حديث ابن عمر: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، استقبل فُرْضَتَيِ الجبلِ؛ فُرْضةُ الجبل ما انْحَدَرَ من وسطه وجانبه.
ويقال للرجل إذا لم يكن عليه ثوب: ما عليه فِراضٌ أَي ثوب، وقال أَبو الهيثم: ما عليه سِتْرٌ. وفي الصحاح: يقال ما عليه فِراضٌ أَي شيءٌ من لِباسٍ. وفِرْياضٌ: موضع.

فرضخ

الفِرْضاخُ: العريض؛ يقال: فرس فِرْضاخَةٌ وقَدم فِرْضاخَة وفِرْضاخٌ. والفِرْضاخُ: النخلة الفتية؛ وقيل: هو ضرب من الشجر. ورجل فرضاخ: عريض غليظ كثير اللحم. ويقال: رجل فرضاخ وامرأَة فرضاخِيَّة، والياء للمبالغة.
وامرأَة فرضاخة: لَحِيمَة عريضة. وفي حديث الدجال: أَن أُمه كانت فرضاخة أَي ضخمة عريضة الثديين.
ومن أَسماء العقرب: الفِرْضخ والشَّوْشَبُ وتَمْرَةُ، لا ينصرف.

فرضم

الفِرْضِم من الإبل: الضخمة الثقيلة. وفِرْضِم: اسم قبيلة، وإبل فِرْضِمِيَّة منسوبة إليه.

فرط

الفارِطُ: المتقدّم السابقُ، فرَطَ يَفْرُط فُروطاً. قال أَعرابي للحسَن: يا أَبا سَعِيدٍ، عَلِّمْني ديناً وَسُوطاً، لا ذاهباً فُروطاً، ولا ساقِطاً سُقوطاً أَي دِيناً مُتوسِّطاً لا مُتقدِّماً بالغُلُوِّ ولا متأَخِّراً بالتُّلُوِّ، قال له الحسن: أَحسنت يا أَعرابي، خيرُ الأُمورِ أَوْساطُها. وفرَّطَ غيرَه؛ أَنشد ثعلب:

يُفَرِّطُها عن كُبّةِ الخَيْلِ مَصْدَقٌ

 

كَرِيمٌ، وشَدٌّ ليس فيه تَخـاذُلُ

أَي يُقَدِّمُها. وفرَّطَ إِليه رسولَه: قدَّمه وأَرسله. وفرَّطَه في الخُصومةِ: جَرَّأَه. وفرَط القومَ يفرطهم فَرْطاً وفَراطاً وفَراطةً: تقدَّمهم إِلى الوِرْدِ لإِصلاح الأَرْشِيةِ والدِّلاء ومَدْرِ الحِياض والسَّقْيِ فيها. وفرَطْتُ القومَ أَفْرِطُهم فَرْطاً أَي سبقْتُهم إِلى الماء، فأَنا فارِطٌ وهم الفرَّاطُ؛ قال القُطامي:

فاسْتَعْجَلُونا وكانوا من صَحابَتِنا،

 

كما تَـقَـدَّمَ فُـرّاطٌ لِـوُرَّادِ

وفي الحديث أَنه قال بطريق مكة: مَن يَسْبِقُنا إِلى الأَثايةِ فَيَمْدُر حوْضَها ويُفْرِطُ فيه فيَمْلَؤُه حتى نأْتِيَه، أَي يُكْثر من صبّ الماء فيه. وفي حديث سراقة: الذي يُفْرِطُ في حوْضِه أَي يَمْلَؤُه؛ ومنه قصيد كعب:

تَنْفي الرِّياحُ القَذَى عنه وأَفْرَطَه

أَي ملأَه، وقيل: أَفْرَطَه ههنا بمعنى تركَه.
والفارِطُ والفَرَطُ، بالتحريك: المتقدِّم إِلى الماء يتقدَّمُ الوارِدةَ فُيهَيِّء لهم الأَرْسانَ والدِّلاءَ ويملأُ الحِياضَ ويستقي لهم، وهو فَعَلٌ بمعنى فاعِلٍ مثل تَبَعٍ بمعنى تابِعٍ؛ ومنه قول النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنا فرَطُكم على الحوْضِ أَي أَنا متقدِّمُكم إِليه؛ رجل فرَطٌ وقوم فرَطٌ ورجل فارِطٌ وقوم فُرَّاطٌ؛ قال:

فأَثارَ فارِطُهم غَطاطاً حُثَّماً،

 

أَصْواتُها كتَراطُنٍ الفُـرْسِ

ويقال: فرَطْتُ القومَ وأَنا أَفرُطُهم فُروطاً إذا تقدَّمْتَهم، وفرَّطْت غيري: قدَّمْتُه، والفَرَطُ: اسم للجمع. وفي الحديث: أَنا والنبيّون فُرَّاطٌ لقاصِفينَ، جمع فارِطٍ، أَي متقدّمون إِلى الشَّفاعةِ، وقيل: إِلى الحوْضِ، والقاصِفونَ: المُزْدَحِمون.
وفي حديث ابن عباس قال لعائشة، رضي اللّه عنهم: تَقْدَمِينَ على فَرَطِ صِدْقٍ، يعني رسولَ اللّه، صلّى الله عليه وسلّم، وأَبا بكر، رضي اللّه عنه، وأَضافهما إِلى صِدْقٍ وصفاً لهما ومَدْحاً؛ وقوله:

إِنَّ لها فَوارِساً وفَرَطا

 يجوز أَن يكون من الفَرَط الذي يقع على الواحد والجمع، وأَن يكون من الفَرط الذي هو اسم لجمع فارِطٍ، وهذا أَحسن لأَن قبله فوارساً فَمُقابلة الجمع باسم الجمع أَوْلى في قوة الجمع. والفَرَطُ: الماء المتقدّمُ لغيره من الأَمْواه.
والفُراطةُ: الماء يكون شَرَعاً بين عدَّةِ أَحْياء مَن سبَق إِليه فهو له، وبئر فُراطةٌ كذلك. ابن الأَعرابي: الماء بينهم فُراطةٌ أَي مُسابَقة. وهذا ماء فُراطة بين بني فلان وبني فلان، ومعناه أَيُّهم سبَق إِليه سَقى ولم يُزاحِمْه الآخَرُون. الصحاح: الماء الفِراطُ الذي يكون لمن سبق إِليه من الأَحْياء.
وفُرَّاطُ القَطا: متقدِّماتُها إِلى الوادي والماء؛ قال نِقادَةُ الأَسدي:

ومَنْهَلٍ ورَدْتُه التِقاطا،

لم أَرَ، غِذْ ورَدْتُه، فُرّاطا

إِلاَّ الحَمام الوُرْقَ والغَطاطا

وفرَطْت البئرَ إذا تركتَها حتى يَثوب ماؤها؛ قال ذلك شمر وأَنشد في صفة بئر:

وهْيَ، إذا ما فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ،

 

ذاتُ عِقابٍ همشٍ، وذاتُ طَمْ،

يقول: إذا أُجِمَّتْ هذه البئرُ قَدْرَ ما يُعْقَدُ وذَمُ الدلْوِ ثابت بماء كثير. والعِقابُ: ما يَثوب لها من الماء، جمع عَقبٍ؛ وأَما قول عمْرو بن معديكرب:

أَطَلْتُ فِراطَهم، حتى إذا ما

 

قَتَلْتُ سَراتَهم، كانت قَطاطِ

أَي أَطَلْت إِمْهالَهم والتَّأَني بهم إِلى أَن قتلتُهم. والفرَطُ: ما تقدَّمك من أَجْرٍ وعَمَل. وفرَطُ الولد: صِغاره ما لم يُدْرِكوا، وجمعُه أَفراط، وقيل: الفرَطُ يكون واحداً وجمعاً. وفي الدعاء للطِّفل الميت: اللهم اجعله لنا فَرَطاً أَي أَجراً يتقدَّمُنا حتى نَرِدَ عليه. وفرَطَ فلانٌ وُلْداً وافْتَرطَهم: ماتوا صِغاراً. وافْتُرِطَ الوَلدُ: عُجِّلَ موتُه؛ عن ثعلب. وأَفرطَتِ المرأَةُ أَولاداً: قدَّمتهم. قال شمر: سمعتُ أَعرابية فصيحة تقول: افْتَرَطْتُ ابنينِ. وافترَط فلان فرَطاً له أَي أَولاداً لم يبلغوا الحُلُم. وأَفْرَطَ فلان ولداً إذا مات له ولد صغير قبل أَن يبلغُ الحُلُم. وافترط فلان أَولاداً أَي قدَّمهم.
والإِفْراط: أَن تَبعث رسولاً مجرَّداً خاصّاً في حوائجك.
وفارَطْتُ القومَ مُفَارَطة وفِرطاً أَي سابقتُهم وهم يتَفارَطون؛ قال بشر:

إِذا خَرَجَتْ أَوائلُهُنَّ شُعْثاً

 

مُجَلِّحةً، نَواصيها قتـامُ

يُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغِياتٍ،

 

كما يتَفارَطُ الثَّمْدَ الحَمامُ

ويُروى: الحِيامُ. وفلانٌ لا يُفْتَرَطُ إِحسانه وبِرُّه أَي لا يُفْتَرص ولا يُخاف فَوْتُه؛ وقول أَبي ذؤيب: وقد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهم فتَأَثَّلُوا قَلِيباً سَفاهاً، كالإِماءِ القَواعِدِ يعني بالفُرَّاط المتقدِّمين لحفر القَبْرِ، وكله من التقدُّم والسبقِ.
وفرَط إِليه مِنِّي كلامٌ وقولٌ: سبَق؛ وفي الدعاء: على ما فرَط مِنِّي أَي سبق وتقدَّم. وتكلم فلانٌ فِراطاً أَي سبقت منه كلمة. وفَرَّطْته: تركتُه وتقدّمته؛ وقول ساعدة بن جؤية:

معه سِقاءٌ لا يُفَـرِّط حَـمْـلَـه

 

صُفْنٌ، وأَخْراصٌ يَلُحْنَ، ومِسْأَبُ

أَي لا يترك حملَه ولا يُفارقه. وفرَط عليه في القول يَفْرُط: أَسرف وتقدَّم. وفي التنزيل العزيز: إِنّا نَخاف أَن يفرُط علينا أَو أَن يَطْغَى؛ والفُرُطُ: الظُّلْم والاعتداء.
قال اللّه تعالى: وكان أَمْرُهُ فُرُطاً. وأَمره فُرُطٌ أَي مَتْروك.
وقوله تعالى: وكان أَمرُه فُرُطاً، أَي متروكاً تَرَك فيه الطاعة وغَفَل عنها، ويقال: إِيّاك والفُرُطَ؛ وفي حديث سَطيح:

إِنْ يُمْسِ مُلْكُ بَنِي ساسانَ أَفْرَطَهم

أَي تَرَكهم وزال عنهم. وقال أَبو الهيثم: أَمرٌ فُرُطٌ أَي متهاوَنٌ به مضيَّع؛ وقال الزجاج: وكان أَمرُه فُرُطاً، أَي كان أَمرُه التفريطَ وهو تقديم العَجْز، وقال غيره: وكان أَمرُه فُرطاً أَي نَدَماً ويقال سَرَفاً. وفي حديث علي، رضوان اللّه عليه: لا يُرى الجاهلُ إِلا مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً؛ هو بالتخفيف المُسرف في العمل، وبالتشديد المقصِّر فيه؛ ومنه الحديث: أَنه نام عن العشاء حتى تفرّطت أَي فات وقتُها قبل أَدائها. وفي حديث توبةِ كعبٍ: حتى أَسرعوا وتَفارَطَ الغَزْوُ أَي فات وقتُه. وأَمر فُرُط أَي مجاوَزٌ فيه الحدّ؛ ومنه قوله تعالى: وكان أَمرُه فُرُطاً.
وفَرَط في الأَمر يَفْرُط فَرْطاً أَي قصَّر فيه وضيَّعه حتى فات، وكذلك التفريطُ. والفُرُط: الفرَس السريعة التي تَتَفَرَّط الخيلَ أيُ تتقدَّمُها.
وفرس فُرُط: سريعة سابقة؛ قال لبيد:

ولقد حَمَيْتُ الحيَّ تحمِل شِكَّتـي

 

فُرُطٌ وِشاحي، إِذ غدوتُ، لجامُها

وافترَط إِليه في هذا الأَمر: تقدّم وسبَق.
والفُرْطة، بالضم: اسمٌ للخروج والتقدّم، والفَرْطة، بالفتح: المرّة الواحدة منه مثل غُرْفة وغَرْفة وحُسْوة وحَسْوة؛ ومنه قولُ أُمّ سلمة لعائشة: إِن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، نهاكِ عن الفُرْطة في البِلاد. غيره: وفي حديث أُم سلمة قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: إِن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، نهاكِ عن الفُرْطة في الدِّين يعني السبْق والتقدّم ومجاوزة الحدّ.
وفلان مُفْتَرِط السِّجال إِلى العُلى أَي له فيه قُدْمة؛ وأَنشد:

ما زِلْت مُفْتَرِطَ السِّجال إِلى العُلى،

 

في حَوْضِ أَبْلَجَ، تَمْدُرُ التُّرْنُوقـا

ومَفارِطُ البلد: أَطرافه؛ وقال أَبو زبيد:

وسَمَوْا بالمَطِيِّ والذُّبَّلِ الصُّمِّ

 

لعَمْياءَ في مَفـارِط بـيدِ

وفلان ذو فُرْطة في البلاد إذا كان صاحبَ أَسفار كثيرة. ابن الأَعرابي: يقال أَلْقاه وصادَفه وفارَطَه وفالَطَه ولاقَطَه كله بمعنى واحد. وقال بعض الأَعراب: فلان لا يُفْتَرَط إِحسانه وبرُّهُ أَي لا يُفْتَرص ولا يُخاف فَوْتُه.
والفارِطان: كَوْكَبان مُتباينان أَمام سَرِير بَنات نَعْشٍ يتقدَّمانها.وأَفراطُ الصَّباح: أَولُ تَباشيره لتقدّمها وإِنذارها بالصبح، واحدها فُرْطٌ؛ وأَنشد لرؤبة:

باكَرْتُه قبل الغَطاط اللُّغَّطِ،

 

وقبل أَفْراط الصَّباح الفُرَّطِ

والإِفراطُ: الإِعجال والتقدُّم. وأَفْرَطَ في الأَمر: أَسرف وتقدَّم.
والفُرُط: الأَمر يُفْرَط فيه، وقيل: هو الإِعجال، وقيل: النَّدَم. وفرَط عليه يَفْرُط: عَجِل عليه وعَدا وآذاه. وفرط: تَوانَى ونَسِيَ.
والفَرَطُ: العَجلة. وقال الفراء في قوله تعالى: إِنّا نَخاف أَن يَفْرُط علينا، قال: يَعْجَل إِلى عُقوبتنا. والعرب تقول: فَرَط منه أَي بَدَر وسبَق.
والإِفْراط: إِعجالُ الشيء في الأَمر قبل التثبُّت. يقال: أَفْرَط فلان في أَمره أَي عَجِل فيه، وأَفْرَطه أَي أَعجله، وأَفرطت السِّقاءَ ملأْته، والسحابةُ تُفْرط الماء في أَول الوَسْمِيّ أَي تُعجله وتُقدِّمه.
وأَفْرَطت السحابة بالوسمي: عَجَّلت به، قال سيبويه: وقالوا فَرّطْت إذا كنت تُحذّره من بين يديه شيئاً أَو تأْمره أَن يتقدَّم، وهي من أَسماء الفعل الذي لا يتعدّى.
وفَرْطُ الشهوة والحزن: غلبتهما. وأَفْرط عليه: حَمَّله فوق ما يُطيق.
وكلُّ شيء جاوز قَدْرَه، فهو مُفْرِط. يقال: طول مُفْرِط وقِصَر مُفْرِط.
والإِفراط: الزيادة على ما أُمرت. وأَفرطْت المَزادةَ: ملأْتها. ويقال: غَدِير مُفْرَط أَي ملآن؛ وأَنشد ابن بري:

يَرَجِّعُ بين خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ

 

صَوافٍ، لم يُكدِّرْها الدِّلاء

وأَفرط الحوضَ والإِناءَ: ملأَه حتى فاض؛ قال ساعدة بن جؤية:

فأَزال ناصِحَها بأَبْيَض مُفْرطٍ،

 

من ماء أَلْهابٍ بهِنَّ التَّأْلَـبُ

أَي مزَجها بماء غَدِير مملوءٍ؛ وقول أَبي وجزة:

لاعٍ يكادُ خَفِيُّ الزَّجْرِ يُفْرِطُه،

 

مُسْتَرْفِع لِسُرَى المَوْماة هَيَّاج

يُفْرِطُه: يملؤه رَوْعاً حتى يذهَب به.
والفَرْطُ، بفتح الفاء: الجبل الصغير، وجمعه فُرُط؛ عن كراع. الجوهري: والفُرُط واحد الأَفْراط وهي آكام شبيهات بالجبال. يقال: البُوم تَنوح على الأَفْراط؛ عن أَبي نصر؛ وقال وعْلَة الجَرْمي: سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ:

هل جَـنَـيْتُ لـهـم؟ حَـرْبــاً

 

تُفَرِّقُ بين الـجِـيرةِ الـخُـلُـطِ؟

وهل سَمَوْتُ بجرّارٍ لـه لَـجَـبٌ،

 

جَمِّ الصَّواهِلِ، بين السَّهْلِ والفُرُطِ؟

والفُرْط: سَفْحُ الجبال وهو الجَرُّ؛ عن اليزيدي؛ قال حسان:

ضاقَ عَنّا الشِّعْبُ إِذ نَجْزَعُه،

 

ومَلأْنا الفُرْطَ منكم والرِّجَلْ

وجمعه أَفراط؛ قال امرؤ القيس:

وقد أُلْبِسَت أَفْراطها ثِنْيَ غَيْهَب

والفَرْط: العَلَم المستقيم يُهتدى به. والفَرْط: رأْس الأَكَمَة وشخصها، وجمعه أَفْراط وأَفْرُط؛ قال ابن بَرّاقة:

إِذا الليلُ أَدْجَى واكْفَهَرَّت نُجومُه،

 

وصاح من الأَفْراط بُومٌ جواثِـمُ

وقيل: الأَفْراط ههنا تَباشير الصبح لأَن الهامَ تَزْقو عند ذلك، قال: والأَول أَولى، ونسَب ابن بري هذا البيت للأَجدع الهمداني وقال: أَراد كأَن الهامَ لما أَحسَّت بالصباح صَرَخت.
وأَفرطْتُ في القول أَي أَكثرت.
وفرَّط في الشيء وفرَّطه: ضيعه وقدَّم العجز فيه. وفي التنزيل العزيز: أَن تقولَ نفسٌ يا حَسْرتا على ما فرَّطْت في جنْب اللّه؛ أَي مَخافة أَن تصيروا إِلى حال الندامة للتفريط في أَمر اللّه، والطريق الذي هو طريق اللّه الذي دعا إِليه، وهو توحيد اللّه والإِقرار بنبوّة رسوله، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ قال صخر البغيّ:

ذلك بَزِّي، فَلَـن أُفَـرِّطَـه،

 

أَخافُ أَن يُنْجِزوا الذي وعَدُوا

يقول: لا أُخلّفه فأَتقدّم عنه؛ وقال ابن سيده: يقول لا أُضيّعه، وقيل: معناه لا أُقدّمه وأَتخلّف عنه. والفَرَطُ: الأَمر الذي يفرِّط فيه صاحبه أَي يضيّع. وفرَّطَ في جَنْب اللّه: ضيَّع ما عنده فلم يعمل له.
وتفارطَت الصلاة عن وقتها: تأَخرت. وفرَّط اللّه عنه ما يكره أَي نَحّاه، وقَلّما يستعمل إِلا في الشعر؛ قال مُرَقِّش:

يا صاحبَيَّ، تَلَبَّثا لا تُعْـجَـلا،

 

وَقِفا برَبْعِ الدار كَيْما تَسْـأَلا

فلَعَلَّ بُطْأَ كما يُفَـرِّط سَـيِّئاً،

 

أَو يَسْبِق الإِسراعُ خَيْراً مُقْبِلا

والفَرْط: الحِين: يقال: إِنما آتيه الفَرْطَ وفي الفَرْط، وأَتيته فَرْط أَشهر أَي بعدها؛ قال لبيد:

هلِ النفْسُ إِلاَّ مُتْعةٌ مُسْتعارةٌ،

 

تُعارُ، فَتَأْتي رَبَّها فَرْطَ أَشهُر؟

وقيل: الفَرْط أَن تأْتيه في الأَيام ولا تكون أَقلّ من ثلاثة ولا أَكثر من خمس عشرة ليلة. ابن السكيت: الفَرْط أَن يقال آتيك فَرْط يوم أَو يومين. والفَرْط: اليوم بعد اليومين. أَبو عبيد: الفَرْط أَن تلقَى الرجل بعد أَيام. يقال: إِنما تلقاه في الفَرْط، ويقال: لقيته في الفَرْط بعد الفَرْطِ أَي الحِين بعد الحِين. وفي حديث ضُباعة: كان الناس إِنما يذهبون فَرْطَ يوم أَو يومين فيَبْعَرُون كما تَبْعَرُ الإِبل أَي بعد يومين.
وقال بعض العرب: مضيت فَرْط ساعة ولم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلِت، فقيل لهع: ما فرْط ساعة؟ فقال: كمُذ أَخذت في الحديث، فأَدخل الكاف على مُذْ، وقوله ولم أومِن أَي لم أَثِقْ ولم أُصدِّق أَني أَنفلِت. وتفارطَتْه الهموم: أَتته في الفَرْط: وقيل: تسابقت إِليه.
وفَرَّط: كَفَّ عنه وأَمهلَه. وفرَّطْت الرجل إذا أَمهلتَه.
والفِراط: التَّرْك. وما أَفرط منهم أَحداً أَي ما ترك. وما أَفْرَطْت من القوم أَحداً أَي ما تركت. وأَفْرَط الشيءَ: نَسِيه. وفي التنزيل: وأَنَّهم مُفْرَطون؛ قال الفراء: معناه منسيُّون في النار، وقيل: منسيُّون مضيَّعون متروكون، قال: والعرب تقول أَفْرَطْت منهم ناساً أَي خَلَّفتهم ونَسِيتهم، قال: ويُقرأُ مُفْرِطون، يقال: كانوا مُفْرِطِين على أَنفسهم في الذنوب، ويروى مُفَرِّطون كقوله تعالى: يا حَسْرتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْب اللّه، يقول: فيما ترَكْتُ وضيَّعت.

فرطح

رأْسٌ مُفَرْطَحٌ أَي عريض.
وفَرْطَحَ القُرْصَ وفَلْطَحه إذا بسطه؛ وأَنشد لرجل من بَلْحَرِثِ بن كعب يصف حية ذكراً، وهو ابن أَحمر البَجَلِيّ ليس الباهِليَّ:

خُلِقَتْ لَهازِمُه عِـزِينَ، ورأْسُـه

 

كالقُرْصِ فُرْطِحَ من طَحِينِ شَعيرِ

قال ابن بري: صوابه فُلْطِح، باللام، قال: وكذلك أَنشد الآمِدِيّ؛ وبعده:

ويُدِيرُ عَيناً للـوَداعِ، كـأَنـهـا

 

سَمْراءُ طاحتْ من نَقِيصِ بَريرِ

وكأَنَّ شِدْقَيْهِ، إذا اسْتَقْبَـلْـتَـه

 

شِدْقا عَجُوزٍ مَضْمَضَتْ لطُهُورِ

وكل شيء عَرَّضْته فقد فَرْطَحْتَه.

فرطس

الفُرْطُوس: قَضِيب الخِنْزير والفيلِ. والفَرْطَسة: مَدُّهما إِياه.وفِنِطيسَة الخِنزير: خَطْمُه، وهي الفِرْطِيسَة. والفَرْطَسَة: فِعْلُه إذا مدَّ خُرْطُومَه؛ قال أَبو سعيد: فِنْطِيسَته وفِرْطِيسَته أَنفه.الجوهري: فُرطُوسَة الخنزير أَنفه. والفِرْطِيسَة: الفَيْشَلة. وأَنف فِرْطاس: عريض. الأَصمعي: إِنه لَمَنِيع الفِنْطِيسة والفِرْطِيسة والأَرنبة أَي هو منيع الحَوْزة حَمِيّ الأَنف.

فرطش

فَرْطَشَ الرجلُ: قَعَدَ ففَتح ما بين رِجْليه. الليث: فَرْشَحَت الناقةُ إذا تَفَحّجَت للحَلْب وفَرْطَشَت للبَوْل؛ قال الأَزهري: كذا قرأْته في كتاب الليث، قال: والصواب فَطْرَشَت إِلا أَن يكون مقلوباً.

فرطم

الفُرطُومة: منقار الخف إذا كان طويلاً محدد الرأْس، وخف مُفَرْطم. الجوهري: الفُرْطوم طرَف الخُف كالمِنْقار، وخِفاف مُفَرْطمة. وفي الحديث: إن شيعة الدجال شواربهم طويلة وخفافهم مفرطمة؛ قال ابن الأَثير: الفُرطومة حكاها ابن الأَعرابي بالقاف. ابن الأَعرابي قال: قال أَعرابي جاءنا فلان في نِخافَيْنِ مُقَرْطَمَيْنِ أي لهما مِنقاران، والنِّخافُ: الخف، رواه بالقاف، قال: وهو أصح مما رواه الليث بالفاء.

فرع

فَرْعُ كلّ شيء: أَعْلاه، والجمع فُرُوعٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وفي حديث افْتِتاحِ الصلاة: كان يَرْفَعُ يديه إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ أَي أَعالِيها. وفَرْعُ كل شيء: أَعلاه. وفي حديث قيام رمضان: فما كنا نَنْصَرِفُ إِلا في فُرُوعِ الفجْر؛ ومنه حديث ابن ذي المِشْعارِ: على أَن لهم فِراعَها؛ الفِراعُ: ما عَلا من الأَرض وارْتَفَعَ؛ ومنه حديث عطاء: وسئل ومن أَين أَرْمِي الجمرتين؟ فقال: تَفْرَعُهما أَي تَقِفُ على أَعْلاهما وتَرْمِيهما. وفي الحديث: أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ من الخارِفِ؟ قالوا: فَرْعُها، قال: وكذلك الصفُّ الأَوَّلُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَما

 

يُرَى، في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ

إِنما يريد أَعالِيَهما. وقَوْسٌ فَرْعٌ: عُمِلَتْ من رأْس القَضِيبِ وطرَفه. الأَصمعي: من القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ، فالقضيب التي عملت من غُصْنٍ واحد غير مشقوق، والفَرْعُ التي عملت من طرف القضيب. وقال أَبو حنيفة: الفَرْعُ من خير القِسِيِّ. يقال: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ؛ قال أَوس:

على ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَـذِيرهـا

 

إِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ

يقال: قوس فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ، وقوسٌ فِلْقٌ أَي مشقوق؛ وقال:

أَرْمي عليها، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ

 

وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْـبَـعُ

وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته، وبالقاف أَيضاً. وفَرَعَ الشيءَ يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه: عَلاه. وقيل: تَفَرَّعَ فلانٌ القومَ عَلاهم؛ قال الشاعر:

وتَفَرَّعْنا، مِنَ ابْنَـيْ وائِلٍ

 

هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ

وفَرَعَ فلان فلاناً: عَلاه. وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم: فاقَهم؛ قال:

تُعَيِّرُني سَلْمَى، ولـيسَ بِـقَـضْـأَةٍ

 

ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى، تَفَرَّعْتُ دارما

والفَرْعةُ: رأْسُ الجبل وأَعْلاه خاصّة، وجمعها فِراعٌ؛ ومنه قيل: جبل فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: عالٍ أَطْوَلُ مما يَلِيهِ. ويقال: ائْتِ فَرْعةً من فِراعِ الجبل فانْزِلْها، وهي أَماكنُ مرتفعة. وفارعةُ الجبل: أَعلاه. يقال: انزل بفارِعة الوادي واحذر أَسفَله. وتِلاعٌ فَوارِعُ: مُشْرِفاتُ المَسايِلِ، وبذلك سميت المرأَة فارِعةً. ويقال: فلان فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طويل. والمُفْرِعُ: الطويلُ من كل شيء. وفي حديث شريح: أَنه كان يجعل المُدَبَّر من الثلث، وكان مسروق يجعله الفارِعَ من المال.والفارِعُ: المُرْتَفِعُ العالي الهَيِّءُ الحَسَنُ. والفارِعُ: العالي. والفارِعُ: المُسْتَفِلُ. وفي الحديث: أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ فارِعةً من الغَنائِمِ أَي مُرْتَفِعة صاعِدة من أَصلها قبل أَن تُخَمَّسَ.
وفَرَعةُ الجُلّة: أَعلاها من التمر. وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ: عالية مُشْرِفة عريضة. ورجل مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها، وقيل مرتفعها، وكل عالٍ طويلٍ مُفْرِعٌ. وفي حديث ابن زِمْلٍ: يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً أَي يَطُولُهم ويَعْلُوهم، ومنه حديث سودةَ: كانت تَفْرَعُ الناسَ طُولاً. وفَرْعةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه، كله: أَعلاه ومُنْقَطَعُه، وقيل: ما ظهر منه وارتفع، وقيل: فارِعتُه حواشِيه. والفُرُوعُ: الصُّعُود.
وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ: عَلَوْتُه. وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا والسيف فَرْعاً: عَلاه. ويقال: هو فَرْعُ قَوْمِه للشريف منهم. وفَرَعْتُ قوْمي أَي عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ. وأَفْرَعَ فلانٌ: طالَ وعَلا. وأَفْرَعَ في قومِه وفَرَّعَ: طال؛ قال لبيد:

فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً

 

مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ

شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ. وتَفَرَّعَ القومَ: رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه. وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم وعُلْياهُنَّ. يقال: تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم والسَّنامِ، وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم. وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ وانْحَدَرَ. قال رجل من العرب: لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً؛ يقول: أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى الانْحِدارِ:

فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي

 

لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْـعِـيدي

إِفْراعي انْحِداري؛ ومثله لبشر:

إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بهـا

 

ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد

وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ في الجبل: صَعَّدْتُ، وهو من الأَضداد. وروى الأَزهري عن أَبي عمرو: فَرَّعَ الرجُلُ في الجبل إذا صَعَّدَ فيه، وفَرَّعَ إذا انْحَدَرَ. وحكى ابن بري عن أَبي عبيد: أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ، وأَفْرَعَ منه نزل؛ قال معن بن أَوس في التفريع بمعنى الانحدار:

فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا

 

جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا

قال شمر: وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين، ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة؛ وبعده:

فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه

 

مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّـدا

وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد:

إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ، حين تَنْسُبُني

 

وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبـي

قال: والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو الانْحِدارُ. وفَرَّعْتَ إذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إذا نزلت. قال ابن الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، من الأَضْداد؛ قال عبد الله بن همّام السّلُولي:

فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي

 

أُصَعِّدُ سِرّاً في البِلادِ وأُفْـرِعُ

وفَرعَ، بالتخفيف: صَعَّدَ وعَلا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَقولُ، وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ

 

صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها

وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ. وبئس ما أَفْرَعَ به أَي ابتدأَ. ابن الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ.
والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم، وكان أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون، وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثعلب:

كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه

 

فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ

رئاس وحام: فحلانِ. وفي الحديث: لا فَرَعَ ولا عَتِيرةَ. تقول: أَفْرَعَ القومُ إذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم. وأَفْرَعُوا: نُتِجُوا. والفرَعُ والفَرَعةُ: ذِبْح كان يُذْبَحُ إذا بلت الإِبل ما يتمناه صاحبها، وجمعهما فِراعٌ. والفَرَعُ: بعير كان يذبح في الجاهلية إذا كان للإِنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ ولا يَذُوقُه هو ولا أَهلُه، وقيل: إِنه كان إذا تمت له إِبله مائة قدَّم بكراً فنحره لصنمه، وهو الفَرَع؛ قال الشاعر:

إِذْ لا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِـنـا

 

كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ

وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإِسلام ثم نسخ؛ ومنه الحديث: فَرِّعُوا إِن شئتم ولكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتى يَكْبَرَ أَي صغيراً لحمه كالغَراة وهي القِطْعة من الغِراء؛ ومنه الحديث الآخر: أَنه سئل عن الفَرَعِ فقال: حق، وأَن تتركه حتى يكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خير من أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه، وقيل: الفَرَعُ طعام يصنع لنَتاجِ الإِبل كالخُرْسِ لولادِ المرأَة. والفَرَعُ: أَن يسلخ جلد الفَصِيلِ فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عليه سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عليه؛ قال أَوس بن حجر يذكر أَزْمةً في شدَّة برد:

وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ ال

 

أَقوام سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعـا

أَراد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ، فاختصر الكلام كقوله:واسأَلِ القرية أَي أَهل القرية. ويقال: قد أَفْرَعَ القومُ إذا فعلت إِبلهم ذلك والهَيْدَبُ:الجافي الخِلْقة الكثيرُ الشعر من الرجال. والعَبامُ: الثَّقِيلُ.
والفَرَعُ: المال الطائلُ المُعَدّ؛ قال:

فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِـرْ

 

مِنْ فَرْعِه، مالاً ولا المَكْسِرِ

أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة. والمَكْسرُ: ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله، وقيل: إِنما الفَرْعُ ههنا الغُصْنُ فكنى بالفَرْعِ عن حديث ماله وبالمَكْسِرِ عن قديمه، وهو الصحيح.
وأَفْرَعَ الوادي أَهلَه: كَفاهُم. وفارَعَ الرجلَ: كفاه وحَمَلَ عنه؛ قال حسان بن ثابت:

وأُنشِدُكُمْ، والبَغْيُ مُهْلِـكُ أَهْـلِـه

 

إذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ له مَنْ يُفارِعُهْ

والفَرْعُ: الشعر التام. والفَرَعُ: مصدر الأَفْرَعِ، وهو التامُّ الشعَر. وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وهو أَفْرَعُ: كثر شعَره.
والأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعانٌ. وفَرْعُ المرأَة: شعَرُها، وجعه فُرُوعٌ. وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ: طويلة الشعر، ولا يقال للرجل إذا كان عظيم اللحية والجُمَّة أَفْرَعُ، وإِنما يقال رجل أَفْرَعُ لضدّ الأَصْلَع، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَفْرَعَ ذا جُمَّة. وفي حديث عمر: قيل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُ فقال: الفُرعان، قيل: فأَنت أَصْلَعُ؛ الأَفْرَعُ: الوافي الشعر، وقيل: الذي له جُمَّةٌ.
وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَي كثرت. والفَرَعَةُ: جِلدةٌ تزاد في القِرْبة إذا لم تكن وفْراء تامة.
وأَفرَعَ به: نزل. وأَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا به.
وأَفْرَعَ بنو فلان أَي انتجعوا في أَوّل الناس. وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها وفرَّع فيها جوَّل فيها وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها، وفَرعَ بين القوم يَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ وأَصلَح، وفي الحديث: أَن جاريتين جاءتا تَشْتَدّانِ إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي فأَخذتا بركبتيه فَفَرَعَ بينهما أَي حَجَزَ وفرَّق؛ ويقال منه: فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً، وفَرَّع بين القوم وفرَّقَ بمعنى واحد. وفي الحديث عن أَبي الطفيل قال: كنت عند ابن عباس فجاءه بنو أَبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقْتَتَلُوا عنده في البيت، فقام يُفَرِّعُ بينهم أَي يَحْجُزُ بينهم. وفي حديث علقمة: كان يُفَرِّعُ بيْن الغنم أَي يُفَرِّقُ، قال ابن الأَثير: وذكره الهرويّ في القاف، وقال: قال أَبو موسى وهو من هَفَواته. والفارِعُ: عَوْنُ السلطانِ، وجمعه فَرَعةٌ، وهو مثل الوازِعِ. وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته: أَخذ فيهما. وأَفْرَعُوا من سفَره: قدموا وليس ذلك أَوانَ قدومهم. وفرَعَ فرسَه يَفْرَعُه فَرْعاً: كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه؛ قال أَبو النجم:

بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ

 

نفْرَعُه فَرْعاً، ولسْنا نَعْتِلُهْ

من مفرع الكتفين حر عطله شمر: استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إذا ابتَدَؤوه؛ قال الشاعر يرثي عبيد بن أَيوب:

ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حتى تَرَكْتَـنِـي

 

إذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ، ساهِيا

وأَفرَعَتِ المرأَةُ: حاضَتْ. وأفْرَعَها الحَيْضُ: أَدْماها.
وأَفْرَعَتْ إذا رأَت دماً قَبْلَ الولادة. والإِفْراعُ: أَوّلُ ما تَرَى الماخِضُ من النساء أَو الدوابّ دماً. وأَفْرَعَ لها الدمُ: بدا لها. وأَفْرَعَ اللِّجامُ الفرسَ: أَدْماه؛ قال الأَعشى:

صَدَدْت عن الأَعْداءِ، يومَ عُباعِبٍ

 

صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ

المَساحِلُ: اللُّجُمُ، واحدها مِسْحَلٌ، يعني أَنَّ المَساحِل أَدْمَتْها كما أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بالدم.
وافْتَرَعَ البِكْرَ: اقْتَضَّها، والفُرْعةُ دمها، وقيل له افْتِراعٌ لأَنه أَوّلُ جِماعِها، وهذا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دمه. قال يزيد بن مرة: من أَمثالهم: أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ، قال: وهو مُشَبَّه بأَوَّلِ النِّتاجِ. والفَرَعُ: القِسْمُ وخَصَّ به بعضهم الماء. وأُفْرِعَ بسيد بني فلان: أُخِذَ فقتل. وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغنم: قتلتها وأَفْسَدَتْها؛ أَنشد ثعلب:

أَفْرَعْتِ في فُرارِي،

كأَنَّما ضِرارِي

أرَدْتِ، يا جَعارِ

وهي أَفْسَدُ شيء رُؤيَ. والفُرارُ: الضأْن، وأَما ما ورد في الحديث: لا يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ ولا أَزَنّ ولا أَفْرَعُ؛ الأَفْرَعُ ههنا:المُوَسْوِسُ.
والفَرَعةُ: القَمْلةُ العظيمة، وقيل: الصغيرةُ، تسكن وتحرك، وبتصغيرها سميت فُرَيْعةُ، وجمعها فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ. والفِراعُ: الأَوْدِيةُ.والفَوارِعُ: موضعٌ، وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ، كلها: أَسماء رجال. وفارِعة: اسم امرأَة. وفُرْعانُ: اسم رجل. ومَنازِلُ بن فُرْعانَ: من رهط الأَحْنَف بن قَيْسٍ. والأَفْرَعُ: بطن من حِمْيَرٍ.
وفَرْوَعٌ: موضع؛ قال البريق الهذلي:

وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ

 

وأَجْزاعِ ذي اللَّهْباءِ، مَنْزِلةٌ قَفْرُ

وفارِعٌ: حِصْنٌ بالمدينة يقال إِنه حصن حسّان بن ثابت؛ قال مِقْيَسُ بن صُبابةَ حين قَتَلَ رجلاً من فِهْرٍ بأَخيه:

قَتَلْتُ به فِهْراً، وحَمَّلْـتُ عَـقْـلَـه

 

سَراةَ بَني النّجّـارِ أَرْبـابَ فـارِعِ

وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي، واضْطَجَعْتُ مُوَسشَّداً

 

وكُنْتُ إِلـى الأَوْثـانِ أَوّلَ راجِـعِ

والفارِعانِ: اسم أَرض؛ قال الطِّرِمّاحُ:

ونَحْنُ، أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَهُنا

 

طُهَيَّةُ، يَوْمَ الفارِعَيْنِ، بِلا عَقْدِ

والفُرْعُ: موضع وهو أَيضاً ماء بِعَيْنِه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعىً مَحْمُود

وفي الحديث ذكر الفُرْع، بضم الفاء وسكون الراء، وهو موضع بين مكة والمدينة، وفُرُوعُ الجَوْزاءِ: أَشدّ ما يكون من الحَرّ، قال أَبو خِراشٍ:

وظَـلَّ لَـنـا يَوْمٌ، كـأَنَّ أُوارَه

 

ذَكا النّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ

قال: وقرأْته على أَبي سعيد بالعين غير معجمة؛ قال أَبو سعيد في قول الهذلي:

وذَكَّرَها فَـيْحُ نَـجْـمِ الـفُـرو

 

عِ، مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ، بَرْدَ الشَّمال

قال: هي فُروعُ الجَوْزاءِ بالعين، وهو أَشدّ ما يكون من الحر، فإِذا جاءت الفروغُ، بالغين، وهي من نُجُوم الدّلْو كان الزمان حينئذ بارداً ولا فَيْحَ يومئذ.

فرعل

الفُرْعُل: ولد الضَّبُع، وفي التهذيب: ولد الضبع من الضبع؛ قال ابن بري: ومنه قول أَبي النجم:

تَنْزُو بعُثْنُون كظهر الفُرْعُل

قال: وقال أَبو مهراس:

كأَنَّ ندَاءَهُنَّ قُشَاعُ ضَبْع

 

تَفَقَّدَ من فَرَاغِلِه أَكِيلا

وفي حديث أَبي هريرة: سئل عن الضبُع فقال: الفُرْعُل تلك نعجة من الغنم؛ الفُرْعُل: ولد الضبع، فسمّاها به أَراد أَنها حلال كالشاة؛ ابن سيده: وقيل هو ولد الوَبْر من ابن آوى، والجمع فَرَاعِل وفَراعِلة، زادوا الهاء لتأْنيث الجمع؛ قال ذو الرمة:

يُناط بأَلْحِيها فَراعِلة غُثْرُ

والأُنثى فُرْعُلة. وفي المثل: أَغْزَلُ من فُرْعُل، وهو من الغَزَل والمُراودة.

فرعن

الفَرْعَنَةُ: الكِبْرُ والتَّجَبُّر. وفِرْعَوْنُ كل نَبِيٍّ مَلِكُ دَهْره؛ قال القَطامِي:

وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحابِ مُوسَى،

 

وغُرِّقَتِ الفَراعِنَةُ الـكِـفـارُ

الكِفارُ: جمع كافر كصاحب وصحاب، وفرعون الذي ذكره الله تعالى في كتابه من هذا، وإِنما ترك صرفه في قول بعضهم لأَنه لا سَمِيَّ له كإِبليس فيمن أَخذه من أَبْلَسَ؛ قال ابن سيده: وعندي أَن فرعون هذا العَلَم أَعجميٌّ، ولذلك لم يصرف. الجوهري: فرعون لقب الوليد بن مُصْعَبٍ مَلِكِ مصر.
وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ، والعُتاةُ: الفراعنة. وقد تَفَرْعَنَ وهو ذو فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر. وفي الحديث: أَخَذَنا فِرْعَوْنُ هذه الأُمة.
الأَزهري: من الدُّرُوع الفِرْعَوْنِيَّةُ؛ قال شمر: هي منسوبة إِلى فِرْعَوْنِ موسى، وقيل: الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح، قال ابن بري: حكى ابن خالويه عن الفراء فُرْعُون، بضم الفاء، لغة نادرة.

فرغ

الفَراغُ: الخَلاءُ، فَرَغَ يَفْرَغُ ويَفْرُغُ فَراغاً وفُروغاً وفَرِغَ يَفْرَغُ. وفي التنزيل: وأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ موسى فارِغاً، أَي خالياً من الصبر، وقرئ فُرُغاً أَي مُفَرَّّغاً. وفَرَّغَ المكانَ: أَخلاه، وقد قرئ: حتى إذا فُرِّغَ عن قلوبِهم، وفسر: فَرَّغَ قلوبَهم من الفَزَعِ. وتَفْرِيغُ الظُّرُوفِ: إِخْلاؤها. وفَرَغْتُ من الشُّغُلِ أَفْرُغُ فُروغاً وفَراغاً وتَفَرَّغْتُ لكذا واستَفْرَغْتُ مَجْهُودِي في كذا أَي بذلتُه. يقال: اسْتَفْرَغَ فلان مَجْهُودَه إذا لم يُبْق من جُهْدِه وطاقتِه شيئاً. وفَرَغَ الرجلُ: ماتَ مثل قَضَى، على المثَل، لأَن جسمه خَلا من رُوحِه.
وإِناءٌ فُرُغٌ: مُفَرَّغٌ. قال ابن الأَعرابي: قال أَعرابي تَبَصَّرُوا الشَّيِّفانَ، فإِنه يَصُوكُ على شَعَفةِ المَصادِ كأَنه قِرْشامٌ على فَرْغِ صَقْرٍ؛ يَصُوك أَي يَلْزَمُ، والمَصادُ الجبل، والقِرْشامُ القُرادُ، والفَرْغُ الإِناء الذي يكون فيه الصَّقْرُ، وهو الدُّوشابُ.
وقَوْسٌ فُرُغٌ وفِراغٌ: بغير وَتَرٍ، وقيل: بغير سَهْمٍ. وناقة فِراغٌ: بغير سِمةٍ. والفِراغُ من الإِبل: الصَّفِيُّ الغَزِيرةُ الواسِعةُ جِرابِ الضَّرْعِ. والفَرْغُ: السَّعةُ والسَّيَلانُ. الأَصمعي: الفِراغُ حَوْضٌ من أَدَمٍ واسِعٌ ضَخْمٌ؛ قال أَبو النجم:

طافَ به جَنْبَيْ فِراغٍ عَثْجَل

ويقال: عنى بالفِراغِ ضَرْعها أَنه قد جَفَّ ما فيه من اللَّبَن فَتَغَضَّنَ؛ وقال امرؤُ القيس:

ونَحَتْ له عن أَرزِ تالئة

 

فِلْقٍ فِراغٍ مَعابِلٍ طُحْل

أَراد بالفِراغِ ههنا نِصالاً عَرِضةً، وأَراد بالأَرْزِ القَوْسَ نفسَها، شبَّهها بالشجرة التي يقال لها الأَرْزةُ، والمِعْبَلةُ: العَرِيضُ من النِّصالِ.
وطَعْنةٌ فَرْغاءُ وذاتُ فَرْغٍ: واسِعةٌ يَسِيلُ دَمُها، وكذلك ضَرْبة فرِيغةٌ وفَرِيغٌ. والطعنةُ الفَرْغاءُ: ذات الفَرْغ وهو السَّعةُ.
وطرِيقٌ فرِيغٌ: واسِعٌ، وقيل: هو الذي قد أُثِّرَ فيه لكثرة ما وُطِئَ؛ قال أَبو كبير:

فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَـبُ أَثْـرَه

 

نَهْجاً، أَبانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ

والفَرِيغُ: العرِيضُ؛ قال الطرمّاح يصف سِهاماً:

فِراغٌ عَوارِي اللِّيطِ، تُكْسَى ظُباتُها

 

سَبائِبَ، منها جاسِـدٌ ونَـجِـيعُ

وقوله تعالى: سَنَفْرُغُ لكم أَيُّها الثَّقَلانِ؛ قال ابن الأَعرابي: أَي سَنَعْمِد، واحتج بقول جرير:

ولَمَّا اتَّقَى القَيْنُ العَراقيَ بِاسْتِهفَرَغْتُ إلى العَبْدِ المُقَيَّدِ في الحِجْلِ

قال: معنى فَرَغْتُ أَي عَمَدْتُ. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: افْرُغْ إلى أَضْيافِك أَي اعْمِدْ واقْصِدْ، ويجوز أَن يكون بمعنى التخَلّي والفَراغِ لتَتَوَفَّرَ على قِراهم والاشتِغالِ بهم. وسَهْمٌ فَرِيغٌ: حَدِيدٌ؛ قال النَّمِر بن تَوْلَبٍ:

فَرِيغَ الغِرارِ على قدره

 

فَشَكَّ نَواهِقَه والفَمـا

وسِكِّينٌ فَرِيغٌ كذلك، وكذلك رجل فَرِيغٌ: حديد اللِّسانِ. وفرس فَرِيغٌ: واسِعُ المَشْي، وقيل: جَوادٌ بِعِيدٌ الشَّحْوةِ؛ قال:

ويَكادُ يَهْلِكُ فـي تَـنُـوفَـتِـه

 

شأْوُ الفَرِيغِ، وعَقْبُ ذي العَقْبِ

وقد فَرُغَ الفرسُ فَراغَةً. وهِمْلاجٌ فَرِيغٌ: سريع أَيضاً؛ عن كراع، والمَعْنَيانِ مُقْتَرِبانِ. وفرس فَرِيغُ المَشْي: هِمْلاجٌ وَساعٌ.
وفرس مُسْتَفْرِغٌ: لا يَدَّخِرُ من حُضْرِه شيئاً.
ورجل فِراغٌ: سريع المشي واسعُ الخِطاءِ، ودابّة فِراغُ السَّيْرِ كذلك.
وفي الحديث: أَن رجلاً من الأَنصار قال: حَمَلْنا رسولَ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، على حِمارٍ لنا قَطُوفٍ فنزل عنه فإِذا هو فِراغٌ لا يُسايَرُ أَي سَرِيعُ المَشْي واسعُ الخَطْوةِ. والإِفراغُ: الصَّبُّ.
وفَرَغَ عليه الماءَ وأَفْرَغَه: صَبَّه؛ حكى الأَوَّل ثعلب؛ وأَنشد:

فَرَغْنَ الهَوى في القَلْبِ، ثم سَقَيْنَهصُباباتِ ماءِ الحُزْنِ بالأَعْيُنِ النُّجْلِ

وفي التنزيل: رَبَّنا أَفْرِغْ علينا صَبْراً؛ أَي اصْبُبْ، وقيل: أَي أَنْزِلْ علينا صبراً يشتمل علينا، وهو على المثل.
وافْتَرَغَ: أَفْرَغَ على نفسه الماء وصَبَّه عليه. وفَرِغَ الماءُ، بالكسر، يَفْرَغُ فَراغاً مثال سَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً أَي انْصَبَّ، وأَفرغته أَنا. وفي حديث الغسل: كان يُفْرِغُ على رأْسِه ثلاث إفراغاتٍ، وهي المرة الواحدة من الإِفراغِ. يقال: أَفْرَغْتُ الإِناءَ إِفرْاغاً وفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً إذا قَلَبْتَ ما فيه. وأَفْرَغْتُ الدِّماءَ: أَرَقتُها. وُفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً أَي صببته.
ويقال: ذَهَب دمُه فَرْغاً وفِرْغاً أَي باطِلاً هَدَراً لم يُطْلَبْ به؛ وأَنشد:

فإنْ تَكُ أَذْوادٌ أُخِذْنَ ونِسْـوةٌ

 

فَلَنْ تَذْهَبُوا فَرْغاً بِقَتْلِ حِبالِ

والفُراغة: ماء الرجل وهو النُّطْفةُ. وأَفْرَغَ عند الجماع: صَبَّ ماءَه. وأَفْرَغَ الذهبَ والفِضَّةَ وغيرهما من الجواهر الذائبة: صَبَّها في قالَبٍ. وحَلْقة مُفْرَغةٌ: مُصْمَتةُ الجَوانِب غيرُ مَقْطُوعةٍ.
ودِرْهم مُفْرَغٌ: مَصْبُوب في قالب ليس بمضروب. والفَرْغُ: مَفْرَغُ الدَّلْو وهو خَرْقُه الذي يأْخذ الماء. ومَفْرَغُ الدلوِ: ما يلي مُقَدَّم الحَوْضِ. والمَفْرَغُ والفَرْغُ والثَّرْغُ: مَخْرَجُ الماء من بين عَراقي الدلو، والجمع فُرُوغٌ وثُرُوغٌ. وفِراغُ الدلو: ناحِيَتها التي يُصَبُّ منها الماء؛ وأَنشد:

تسْقي به ذات فِراغٍ عَثْجَلا

وقال:

كأَنَّ شِدْقَيْه، إذا تَـهَـكَّـمـا

 

فَرْغانِ مِنْ غَرْبَيْن قَدْ تخَرَّما

قال: وفَرْغُه سَعةُ خَرْقِه، ومن ذلك سمي الفَرْغانِ. والفَرْغُ: نجم من مَنازِلِ القمر، وهما فَرْغانِ مَنزِلان في بُرْج الدلو: فَرْغُ الدلو المُقَدَّمُ، وفرغ الدلو المُؤَخَّرُ، وكل واحد منهما كَوْكَبانِ نَيّرانِ، بين كل كوكبين قدر خمس أَذرع في رأْي العين. والفِراغُ: الإِناء بعينه؛ عن ابن الأَعرابي. التهذيب: وأَما الفِراغُ فكل إناءِ عند العرب فِراغٌ. والفَرْغانُ: الإِناءُ الواسِعُ. والفِراغُ: الأَوْدِية؛ عن ابن الأَعرابي ولم يذكر لها واحداً ولا اشْتَقَّها. قال ابن بري: الفَرْغُ الأَرض المُجْدِبةُ؛ قال مالك العليمي:

أُنْجُ نجاءً من غَرِيمٍ مَكْبُولْ،

يُلْقى عليه النَّيْدُلانُ والغُولْ

واتَّقِ أَجْساداً بِفَرْغٍ مَجْهُولْ

ويَزِيدُ بن مُفَرِّغ، بكسر الراء: شاعرٌ من حِمْيَر.

فرفخ

الفَرْفَخُ والفَرْفَخَةُ: البَقْلة الحمقاء ولا تنبت بنجد وتسمى الرجلة؛ قال أَبو حنيفة: وهي فارسية عرّبت؛ قال العجاج:

ودُسْتُهُم كما يُداسُ الفَرْفَخُ،

 

يُؤكلُ أَحْياناً، وحِيناً يُشْدَخ

فرفص

الفِرْفاصُ: الفحلُ الشديدُ الأَخذِ. وقال اللحياني: قال الخُسُّ لِبِنتِه: إِني أُريد أَن لا أُرسِلَ في إِبلي إِلا فحلاً واحداً، قالت: لا يُجْزِئُها إِلا رَباعٌ فِرْفاصٌ أَو بازِلٌ خُجَأَةٌ؛ الفِرْفاصُ: الذي لا يزال قاعياً على كل ناقة.
وفُرافِصٌ وفُرَافِصة: من أَسماء الأَسد. وفُرافِصة: الأَسد، وبه سمي الرجل فُرافِصة. ابن شميل: الفُرَافِصةُ: الصغيرُ من الرجال. ورجل فُرافِصٌ وفُرافِصةٌ: شديد ضخم شجاع. وفَرافِصةُ: اسم رجل. والفَرافِصةُ: أَبو نائلةَ امرأَةِ عثمان، رضي اللّه عنه، ليس في العرب من تَسَمَّى بالفَرافِصة بالأَلف واللام غيره. قال ابن بري: حكى القالي عن ابن الأَنباري عن أَبيه عن شيوخِه قال: كل ما في العرب فُرافِصةُ، بضم الفاء، إِلا فَرَافِصةَ أَبا نائلة امرأَة عثمان، رحمه اللّه، بفتح الفاء لا غير.

فرق

الفَرْقُ: خلاف الجمع، فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه، وقيل: فَرَقَ للصلاح فَرْقاً، وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً، وانْفَرَقَ الشيء وتَفَرَّق وافْتَرقَ. وفي حديث الزكاة: لا يُفَرَّقُ بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة، وقد ذكر في موضعه مبسوطاً، وذهب أَحمد أَن معناه: لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ بين مُتفرِّق، ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه، ولو كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة، وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء. وفي الحديث: البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا اختلف الناس في التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل: هو بالأَبدان، وإِليه ذهب معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين، وبه قال الشافعي وأَحمد، وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما: إذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم يَفْتَرِقَا، وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول، فإِن رواية ابن عمر في تمامه: أَنه كان إذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى يُفارقه، وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة، فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار، وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع. والتَّفَرّقُ والافْتِراقُ سواء، ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام؛ يقال فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا، وفَرَّقْتُ بين الرجلين فَتَفَرّقا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فَرِّقُوا عن المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين؛ يقول: إذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين، فإِن مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة. وفي حديث ابن عمر: كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين، يعني في الطلاق وهو أَن يحلف الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك، فإِن تبين له بعد الشك اليقينُ جَمَعَ بينهما. وفي الحديث: من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة؛ يعني أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن يفارقهم في ذلك العقد، فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد، ومعنى قوله فميتته جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل. وقوله تعالى: وإِذ فَرَقْنا بكم البحر؛ معناه شققناه. والفِرْقُ: القِسْم، والجمع أَفْراق. ابن جني: وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر، بتشديد الراء، شاذة، من ذلك، أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً؛ وأَخذتُ حقي منه بالتَّفَارِيق.والفِرْقُ: الفِلْق من الشيء إذا انْفَلَقَ منه؛ ومنه قوله تعالى: فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم. التهذيب: جاءَ تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى: وأَوحينا إِلى موسى أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم؛ أَراد فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره. وفَرَق بين القوم يَفْرُق ويَفْرِق. وفي التنزيل: فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين؛ قال اللحياني: وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا، بكسر الراء. وفَرَّقَ بينهم: كفَرَقَ؛ هذه عن اللحياني. وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً وتَفْرِيقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني. الجوهري: فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّق، قال: وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين الأَجسام، قال: وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: البَيِّعان بالخيار ما لَم يَتَفَرقا بالأَبدان، لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا. والفُرْقة: مصدر الافْتِرَاقِ. قال الأَزهري: الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي من الافْتِرَاقِ. وفي حديث ابن مسعود: صلَّيت مع النبي، صلى الله عليه وسلم، بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق، أَي ذهب كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة.
وفارَقَ الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً: بايَنَهُ، والاسم الفُرْقة. وتَفَارق القومُ: فَارَقَ بعضهم بعضاً. وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً:بايَنَها. والفِرْقُ والفِرْقةُ والفَرِيقُ: الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق. والفِرْقةُ:طائفة من الناس، والفَرِيقُ أَكثر منه. وفي الحديث: أَفارِيق العرب، وهو جمع أَفْراقٍ، وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ، قال ابن بري: الفَرِيقُ من الناس وغيرهم فِرْقة منه، والفَرِيقُ المُفارِقُ؛ قال جرير:

أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ،

 

ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ؟

قال: وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ، وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ، ومثله فِيقَةٌ وفِيَق وأَفْواق وأَفَاويق. والفِرْقُ: طائفة من الناس، قال: وقال أَعرابي لصبيان رآهم: هؤُلاء فِرْقُ سوء. والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من الفِرْقِ، ونيَّة فَرِيقٌ: مُفَرَّقة؛ قال:

أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا؟

 

فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُـمْ فَـرِيقُ

قال سيبويه: قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق. وفي التنزيل: عن اليمين وعن الشمال قَعيدٌ؛ وقول الشاعر:

أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا،

 

أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا

قال ابن الأَعرابي: العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ، فإِذا كُسر السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ: فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي تُصَرُّ بِهَا الأَخْلاف. قال ابن بري: والرجز لغنية الأَعرابية، وقيل لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ، وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه، ثم واثب آخر فقطع شفته فأَخذت أُمه ديتها، فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما.
والفَرْقُ: تَفْرِيقُ ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان. والفَرْقُ: الفصل بين الشيئين. فَرَقَ يَفْرُقُ فَرْقاً: فصل: وقوله تعالى: فالفَارِقاتِ فَرْقاً، قال ثعلب:هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام. وقوله تعالى: وقرآناً فَرَقْناه، أَي فصلناه وأَحكمناه، مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق، ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ. التهذيب: قرئ فَرَّقْناه وفَرَقْناهُ، أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل على النبي، صلى الله عليه وسلم، في عشرين سنة، فَرَّقةُ الله في التنزيل ليفهمه الناس. وقال الليث: معناه أَحكمناه كقوله تعالى: فيها يُفَرَّقُ كل أَمر حكيم؛ أَي يُفَصَّل، وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً، والمعنى أَحكمناه وفصلناه. وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه، بالتثقيل، يقول لم ينزل في يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً، وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه مخففة. وفَرَقَ الشعرَ بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه: سَرَّحه. والفَرْقُ: موضع المَفْرِق من الرأْس. وفَرْقُ الرأْس: ما بين الجبين إِلى الدائرة؛ قال أَبو ذؤيب:

ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه

 

مَطَارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُهـا فِـيحُ

شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه، ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك: وسط رأْسه. وفي حديث صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه فَرَقَ وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه، وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه؛ أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو، وهكذا كان أَول الأَمر ثم فَرَقَ. ويقال للماشطة: تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً.
والمَفْرَق والمَفْرِقُ: وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر، وكذلك مَفْرَق الطريق. وفَرَقَ له عن الشيء: بيَّنه له؛ عن ابن جني.ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه: مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر، وقولهم للمَفْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على ذلك. وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان.
والفَرَقُ في النبات: أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في نبتها، فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له، إذا لم تكنواصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً. وقال أَبو حنيفة: نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض. ورجل أَفْرقُ: للذي ناصيته كأَنها مَفْروقة، بيِّن الفَرَق وكذلك اللحية، وجمع الفَرَق أَفْراق؛ قال الراجز:

يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ،

 

تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الـدِّرْياقْ

الليث: الأَفْرقُ شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج، والأَفْرَقُ خِلْقة.
والفرقاءُ من الشاءِ: البعيدة ما بين الخصيتين. ابن سيده: الأَفْرقُ:المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ. وتَيْس أَفْرَقُ: بعيد ما بين القَرْنَيْن. وبعير أَفْرَقُ: بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ. وديك أَفْرَقُ: ذو عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق، وذلك لانفراج ما بينهما. والأفْرَقُ من الرجال: الذي ناصيته كأَنها مفروقة، بيِّن الفَرَقِ، وكذلك اللحية، ومن الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة، وقيل: الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو يكره، وقيل: هو الناقص إِحدى الوركين؛ قال:

ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ

وأَنشده يعقوب: من القِرْقِ البطاء، وقال: القِرْقُ الأَصل، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذه الرواية. وفي التهذيب: الأَفْرَقُ من الدواب الذي إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة. وفرس أَفْرَقُ: له خصية واحدة، والاسم الفَرَقُ من كل ذلك، والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً.
والمَفْروقان من الأَسباب: هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ، وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ.
والفُرْقانُ: القرآن. وكل ما فُرِقَ به بينْ الحق والباطل، فهو فُرْقان، ولهذا قال الله تعالى: ولقد آتينا موسى وهرون الفرقان. والفُرْق أَيضاً: الفُرْقان ونظيره الخُسْر والخُسْران؛ وقال الراجز:

ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ

وفي حديث فاتحة الكتاب: ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور ولا الفُرْقانِ مِثْلُها؛ الفُرْقان: من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ بين الحق والباطل والحلال والحرام. ويقال: فَرَقَ بين الحق والباطل، ويقال أَيضاً: فَرَقَ بين الجماعة؛ قال عدي بن الرِّقاع:

والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ،

 

ويَلُفّ بين تَبـاعُـدٍ وَتَـنـاءِ

وفي الحديث: محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين والكافرين بتصديقه وتكذيبه. والفُرْقان: الحُجّة. والفُرْقان: النصر. وفي التنزيل: وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان، وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله أَظْهَرَ من نَصْره ما كان بين الحق والباطل. التهذيب وقوله تعالى: وإِذ آتينا موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون، قال: يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول، وعنى به أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل، وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا الموضع فقال تعالى: ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء؛ أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد، صلى الله عليه وسلم، فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى، صلى الله عليه وسلم، فُرْقاناً، والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل، وقال الفراء: آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ، قال: والقول الذي ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول.
والفَارُوقُ: ما فَرَّقَ بين شيئين. ورجل فارُوقٌ: يُفَرِّقُ ما بين الحق والباطل. والفارُوقُ: عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سماه الله به لتَفْريقه بين الحق والباطل، وفي التهذيب: لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث ذكره، وقيل: إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان؛ وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز:

أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ،

 

فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّـتْ بـه الأُمَـمُ

وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً:

إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ،

 

ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقـا،

مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا

 

نَ، ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقـا

والفَرَقُ: ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل، وقد انْفَرَقَ، وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح، لغة في فَلَق الصبح، وقيل: الفَرَقُ الصبح نفسه. وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق، قال: وهو الفَرَق والفَلَقُ للصبح؛ وأَنشد:

حتى إذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ،

 

هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ

والفارِقُ من الإِبل: التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، وقيل: هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض، وجمعها فُرَّق وفَوارِق، وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، وكذلك الأَتان؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمارة بن طارق:

اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ،

ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق،

من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ

قال: وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق؛ قال ذو الرمة:

أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها

 

تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ

الجوهري: وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال فارق. وقال ابن سيده: سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ من الإِبل؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً:

له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَـهُ،

 

يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا

فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام، قال ابن بري: ويجمع أَيضاً على فُرَّاق؛ قال الأَعشى:

أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ

 

قِ رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ

ابن الأَعرابي: الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما يمرّ بها من الوجع. وأَفْرَقَتِ الناقة: أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه.وناقة مُفْرق: فارقها ولدها، وقيل: فارقها بموت، والجمع مَفارِيق. وناقة مُفْرِق: تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح. ابن الأَعرابي: أَفْرَقْنا إِبلَنا لعام إذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم يُلْقِحوها. قال الليث: والمطعون إذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً. قال الأَزهري: وكل عَليلٍ أَفاق من علته، فقد أَفْرَقَ. وأَفْرَقَ المريضُ والمحْموم: برأَ، ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما. وقال اللحياني: كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق فعَمّ بذلك. قال أَعرابي لآخر: ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود؟ فقال:الرُّحَضاءُ؛ يقول: ما علامة برء المحموم، فقال العَرَق. وفي الحديث: عُدّوا مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون.
والفِرْقُ، بالكسر: القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ، وقيل: هو ما دون المائة من الغنم؛ قال الراعي:

ولكنما أَجْدَى وأَمْتَـعَ جَـدُّهُ

 

بفِرْق يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُهْ

يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب بالحَلالِ، وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح إِبله، يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها؛ أَلا ترى إِلى قوله قبل هذا البيت:

وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يَكُنْ

 

ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالـقُـه

والفَريقةُ: القطعة من الغنم. ويقال: هي الغنم الضالة؛ وهَجْهَجْ: زجر للسباع والذِّئاب، والناعق: الراعي. والفَريقُ: كالفِرْقِ. والفِرْقُ والفَريقُ من الغنم: الضالة. وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه: أَضلَّها وأَضاعها.والفَريقةُ من الغنم: أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم؛ قال كثيِّر:

وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف،

 

أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعـاثَـا

وفي الحديث: ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ؛ الفَرِيقةُ:القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها، وقيل: هي الغنم الضالة. وفي حديث أَبي ذر:سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ؛ الفِرْقُ القطعة من الغنم. وقال ابن بري في بيت كثيِّر: والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين؛ وصواب إِنشاده بذفرى لأَن قبله:

تُوالي الزِّمامَ، إذا ما وَنَتْ

 

ركائِبُها، واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا

ابن سيده: والفِرْقَةُ من الإِبل، بالهاء، ما دون المائة.والفَرَقُ، بالتحريك: الخوف. وفَرِقَ منه، بالكسر، فَرَقاً: جَزِع؛ وحكى سيبويه فَرِقَه على حذف من؛ قال حين مثّل نصب قولهم: أَو فَرَقاً خيراً من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً. وفَرِقَ عليه: فزع وأَشفق؛ هذه عن اللحياني. ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ وفاروق وفارُوقةٌ: فَزِعٌ شديد الفَرَق؛ الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة.
وفي المثل: رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً؛ والفَرُوقة: الحُرْمة؛ وأَنشد:

ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُـه

 

واللؤْمُ، حتى انْتُهكتْ فَروقُه

وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له؛ قال ابن بري: شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير الفزع قول الشاعر:

بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً،

 

وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا

وقال مُوَيلك المَرْموم:

إِنِّي حَلَلْتُ، وكنتُ جدّ فَرُوقة،

 

بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْـزَعُ

قال: ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً؛ شاهده قول حميد بن ثور:

رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخـافَةً،

 

وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ

وفي حديث بدء الوحي: فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً؛ هو بالتحريك الخوف والجزع. يقال: فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، وفي حديث أَبي بكر: أَباللهِ تُفَرِّقُني؟ أَي تخوِّفني. وحكى اللحياني: فَرَقْتُ الصبيّ إذا رُعْتَه وأَفزعته؛ قال ابن سيده: وأراها فَرَّقت، بتشديد الراء، لأَن مثل هذا يأْتي على فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت. وفارَقَني ففَرَقْتُه أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه؛ هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي. وتقول:فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ.
وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب:

سَلَحَ؛ أَنشد الـلـحـيانـي:

 

أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوِالَتْ

 

عليَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا

لتأْكلني، فَمَرَّ لهنَّ لَحْـمِـي،

 

فأَفْرَقَ، من حِذَاري، أَو أَتاعا

قال: ويروى فأَذْرَقَ، وقد تقدم.والمُفْرِقُ: الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد، والأَول أَصح؛ قال رؤْبة:

حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق

والفَريقةُ: أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة، وقيل: هو تمر يطبخ بحلبة للنفساء؛ قال أَبو كبير:

ولقدْ ورَدْتُ الماء، لَوْنُ جِمامِه

 

لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ

قال ابن بري: صوابه ولقد ورَدتَ الماء، بفتح التاء، لأَنه يخاطب المُرِّيّ. وفي الحديث: أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ؛ هي تمر يطبخ بحلبة وهو طعام يعمل للنفساء.
والفَرُوقة: شحم الكُلْيَتَيْنِ؛ قال الراعي:

فبتْنَا، وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِـزَّةٍ،

 

يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى

وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين. وأَفرقوا إِبلهم: تركوها في المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها. والفَرْقُ: الكتَّان؛ قال:

وأَغْلاظ النُّجوم مُعَـلَّـقـات

 

كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ

والفَرْق والفَرَقُ: مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف، وقيل: هو أَربعة أَرباع، وقيل: هو ستة عشر رطلاً؛ قال خِدَاشُ بن زهير:

يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم،

 

فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ

والجمع فُرْقان، وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً، مثل بَطْن وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان؛ وأَنشد أَبو زيد:

تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان

قال: والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل بالصاع، وقالت عائشة: كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ؛ قال أَبو منصور: والمحدِّثون يقولون الفَرْق، وكلام العرب الفَرَق؛ قال ذلك أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة أَصْوُعٍ. ابن الأَثير: الفَرَقُ، بالتحريك، مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي اثنا عشر مُدّاً، وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز، وقيل: الفَرَق خمسة أَقساط والقِسْط نصف صاع، فأَما الفَرْقُ، بالسكون، فمائة وعشرون رطلاً؛ ومنه الحديث: ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام؛ وفي الحديث الآخر:من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله؛ ومنه الحديث: في كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ؛ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ وأَجْبُل. وفي حديث طَهْفة: بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها، وبعضهم يقوله بفتح الفاء، وهو مكيال يكال به اللبن والفُرقان والفُرْقُ: إِناء؛ أَنشد أَبو زيد:

وهي إذا أَدَرَّها الـعَـيْدان،

وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحـان،

تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان

أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن، وقال أَبو مالك: الصف أَن يصفَّ بين القدحين فيملأهما. والفُرقان: قدحان مفترقان، وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل؛ قال أَبو حاتم في قول الراجز:

ترفد بعد الصف في الفرقان

قال: الفُرْقان جمع الفَرْق، والفَرْق أَربعة أَرباع، والصف أَن تصفَّ بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن.ابن الأَعرابي: الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة.
ويقال: وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه. وقد فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر وقع عليه اتفاقكما، وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا.
 ويقال: فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إذا تبين ووضح.والفَرِيقُ: النخلة يكون فيها أُخرى؛ هذه عن أَبي حنيفة.والفَرُوق: موضع؛ قال عنترة:

ونحن مَنَعْنا، بالفَرُوقِ، نساءَكُمْ

 

نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا

والفُرُوق: موضع في ديار بني سعد؛ أَنشد رجل منهم:

لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ،

 

ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ،

وفي حديث عثمان: قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب؟ هو جمع أَفْراق، وأَفْراقٌ جمع فِرْق، والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى. وفَرَقَ لي رأْيٌ أَي بدا وظهر. وفي حديث ابن عباس: فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر، وقال بعضهم: الرواية فُرِقَ، على ما لم يسمَّ فاعله.
ومَفْروق: لقب النعمان بن عمرو، وهو أَيضاً اسم. ومَفْرُوق: اسم جبل؛ قال رؤبة:

ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ

وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص: هَضْبة بين البصرة والكوفة؛ والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله:

فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَبـاتٌ،

 

فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ

وإفْريقيَةُ: اسم بلاد، وهي مخففة الياء؛ وقد جمعها الأَحوص على أَفارِيق فقال:

أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُـمُ؟

 

كانواعلينا حَديثاً من بني الـحَـكَـمِ

يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ، مَقانِبُـهُـمْ

 

إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ

ومُفَرِّقُ الغنم: هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت. وفي الحديث في صفته، عليه السلام: أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل. وفي الحديث: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان.

فرقب

الفُرْقُبِيَّةُ والثُّرْقُبِيَّة: ثيابُ كَتَّانٍ بيضٌ؛ حكاها يعقوب في البدل.
ثوب فُرْقُبيٌّ وثُرْقُبيٌّ: بمعنى واحد. وفي حديث إِسلام عمر، رضي اللّه عنه: فأَقبل شيخٌ عليه حِبَرةٌ وثوب فُرْقُبيٌّ، وهو ثوب أَبيض مِصْرِيٌّ من كَتَّانٍ. قال الزمخشري: الفُرْقُبِيَّةُ والثُّرْقُبِيَّة: ثياب مصرية من كَتَّان. ويُرْوَى بقافين، منسوب إِلى قُرْقُوبٍ، مع حذف الواو في النسب، كسابُرِيٍّ في سابُورٍ. الفراء: زهير الفُرْقُبيُّ رجل من أَهل القرآن، منسوب إِلى موضع.
والفُرْقُبُ: الصِّغار من الطير نحوٌ من الصَّعْوِ.

فرقح

الفَرْقَحُ الأَرضُ المَلْساءُ.

فرقس

فِرْقِس وفُرْقُوسْ: دعاءُ الكلب، وسيأْتي ذكره في ترجمة قرقس.

فرقع

الفَرْقَعَةُ: تَنْقِيضُ الأَصابع، وقد فَرْقَعَها فَتَفَرْقَعَتْ. وفي حديث مجاهد: كَرِهَ أَن يُفَرْقِعَ الرجل أَصابعه في الصلاة؛ فَرْقَعهُ الأَصابِعِ غَمْزُها حتى يُسْمَعَ لمفاصلها صوت، والمصدر الافْرِنْقاعُ، والفَرْقَعةُ في الأَصابع والتَّفْقِيعُ واحد. والفَرْقَعةُ: الصوت بين شيئين يُضْرَبان.
والفُرْقُعةُ: الاست كالقُرْفُعةِ. والفِرْقاعُ: الضَّرِطُ، وفي الأَزهري: يقال سمعت لرجله صَرْقَعةً وفَرْقَعةً بمعنى واحد، وقال: تَقَرْعَفَ وتَفَرْقَعَ إذا انْقَبَضَ.
وفي كلام عيسى بن عمر: افْرَنْقِعُوا عني أَي انْكَشِفُوا وتَنَحَّوْا عني؛ قال ابن الأَثير أَي تحوَّلوا وتَفَرَّقُوا، قال: والنون زائدة.

فرقم

أبو عمرو: الفَرْقَمُ حَشَفة الرجل؛ وأَنشد:

مَشْعُوفةٍ بِرَهْزِ حَكِّ الفَرْقَم

قال: ورواه بعضهم القِرْقِم، قال: وأنا لا أعرفها.

فرك

الفَرْك: دَلْكُ الشيء حتى ينقلع قِشْرُه عن لبِّه كالجَوْز، فَرَكه يَفْرُكه فَرْكاً فانْفَرَك. والفَرِكُ: المُتَفَرِّك قشره.واسْتَفْرَك الحبُّ في السُّنْبُلة: سَمِنَ واشتدّ. وبُرٌّ فرِيكٌ: وهو الذي فُرِكَ ونُقِّي. وأَفْرَك الحبُّ: حان له أَن يُفْرك. والفَرِيك: طعام يُفْرك ثم يُلَتّ بسمن أَو غيره، وفَرَكْتُ الثوب والسنبل بيدي فَرْكاً.
وأَفْرَكَ السنبلُ أَي صار فَرِيكاً، وهو حين يَصْلُح أَن يُفْرَك فيؤكل، ويقال للنبت أَوَّلَ ما يَطْلُع: نجَمَ ثم فَرَّخَ وقَصَّبَ ثم أَعْصَفَ ثم أَسْبَلَ ثم سَنْبَل ثم أَحَبَّ وأَلَبَّ ثم أسْفى ثم أَفْرَكَ ثم أَحْصَدَ. وفي الحديث: نهى عن بيع الحَب حتى يُفْرِكَ أَي يَشْتَدَّ وينتهي. يقال: أَفْرَكَ الزرعُ إذا بلغ أَن يُفْرَك باليد، وفَرَكْته وهو مفروك وفَرِيك، ومن رواه بفتح الراء فمعناه حتى يخرج من قشره. وثوب مَفْرُوك بالزعفران وغيره: صبغ به صبغاً شديداً. والفَرَكُ، بالتحريك: استرخاء أَصل الأُذن.
يقال: أُذن فَرْكاء وفَرِكَةٌ، وقيل: الفَرْكاء التي فيها رَخاوة وهي أَشدّ أَصلاً من الخَذْواء، وقد فَرِكَتْ فيهما فَرَكاً. والإنْفِراكُ:استرخاء المَنْكِب. وانْفَرَك المَنْكِبُ: زالت وابِلَتُه من العَضدُ عن صَدَفة الكتف، فإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك قيل حُرق. الليث: إذا زالت الوابلة من العضد عن صدفة الكتف فاسترخى المنكب قيل: قد انْفرك منكبه وانْفَركت وابلتُه، وإن كان ذلك في وابلة الفخذ والورك لا يقال انْفرك، ولكن يقال حُرِقَ فهو مَحْرُوق. النضر: بعير مَفْرُوك وهوالأَفَكُّ الذي ينخرم منكبه، وتَنْفَكُّ العصبةُ التي في جوف الأخْرَم. وتَفَرَّك المخنثُ في كلامه ومِشْيَته: تَكَسَّرَ. والفِرْكُ، بالكسر: البغْضَةُ عامّة، وقيل: الفِرْك بغْضَةُ الرجل لامرأَته أَو بغْضة امرأة له، وهو أَشهر؛ وقد فَرِكَتْه تَفْرَكُه فِرْكاً وفَرْكاً وفُروكاً: أَبغضته. وحكى اللحياني: فَرَكَتْه تَفْرُكه فُروكاً وليس بمعروف، ويقال للرجل أَيضاً: فَرِكَها فَرْكاً وفِرْكاً أَي أَبغضها؛ قال رؤبة:

فَعفَّ عن اسْرارِها بعد الغَسَقْ،

 

ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَـقْ

وامرأة فاركٌ وفَرُوكٌ؛ قال القطامِيّ:

لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم يَرْعَ مِثْلَها

 

فَرُوكٌ، ولا المُسْتَعْبِرات الصَّلائِفُ

وجمعها فَوارِكُ. ورجل مُفَرَّك: لا يَحْظى عند النساء، وفي التهذيب:تُبْغِضهُ النساء، وكان امرؤ القيس مُفَرَّكاً. وامرأَة مُفَرَّكة: لا تحظى عند الرجال؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

مُفَرَّكَة أَزْرى بها عند زَوْجِها،

 

ولو لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مُخـالِـفُ

أَي مخالف عن الجَوْدة، يقول: لو لَطَّخته بالطيب ما كانت إلا مُفَرَّكة لسُوءِ مَخْبُرَتِها، كأَنه يقول: أَزرى بها عند زوجها مَنْظَرٌ هَيَّبانٌ يَهابُ ويَفْزَع من دنا منه أَي أَن مَنْظَر هذه المرأة شيءٌ يُتحامى فهو يُفْزِع، ويروى عند أَهلها، وقيل: إنما الهَيَّبانُ المخالفُ هنا ابنُه منها إذا نظر إلى ولده منها أَبغضها ولو لطخته بالطيب. وفي حديث ابن مسعود: أَن رجلاً أَتاه فقاله له: إني تزوَّجت امرأة شابة أَخاف أَن تَفْرُكَني، فقال عبد الله: إن الحُب من الله والفَرْك من الشيطان، فإذا دخلت عليك فصلّ ركعتين ثم ادْعُ بكذا وكذا؛ قال أَبو عبيد: الفَرْك والفِرْك أَن تُبْغضَ المرأَة زوجها، قال: وهذا حرف مخصوص به المرأَة والزوجُ، قال: ولم أَسمع هذا الحرف في غير الزوجين. وفي الحديث: لا يَفْرُك مؤمنٌ مؤمنةً أَي لا يُبْغِضها كأَنه حث على حسن العشرة والصحبة؛ وقال ذو الرمة يصف إبلاً:

إذا الليلُ عن نَشْزٍ تَجَلَّى، رَمَيْنَهُ

 

بأَمْثالِ أَبْصارِ النِّساء الفَوارِكِ

يصف إبلاً شبهها بالنساء الفوارك، لأَنهن يَطْمَحْن إلى الرجال ولسن بقاصرات الطرف على الأزواج، يقول: فهذه الإبل تُصْبِح وقد سَرَتْ ليلها كله فكلما أَشرف لهن نَشَزٌ رمينه بأَبصارهن من النَّشاط والقوَّة على السير.
ابن الأَعرابي: أَولادُ الفِرْك فيهم نجابة لأنهم أَشبه بآبائهم، وذلك إذا واقع امرأَته وهي فاركٌ لم يشبهها ولده منها، وإذا أَبغض الزوج المرأَة قيل: أَصْلَفَها، وصَلِفَتْ عنده. قال أَبو عبيدة: خرج أَعرابي وكانت امرأَته تَفْرُكُه وكان يُصْلِفُها، فأَتْبَعَتْه نواةً وقالت: شَطَّتْ نواك، ثم أَتبعته رَوْثَةً وقالت: رَثَيْتُك وراثَ خَبَرُك، ثم أَتبعتَه حَصاةً وقالت: حاصَ رِزْقُك وحُصَّ أَثَرُك؛ وأَنشد:

وقد أُخْبِرْتُ أَنكِ تَفْرُكيني،

 

وأُصْلِفُكِ الغَداةَ فلا أُبالي

وفارَك الرجلُ صاحِبَهُ مفاركة وتارَكة مُتاركَةً بمعنى واحد. الفراء:المُفَرَّكُ المتروك المُبْغَضُ. يقال: فارَك فلانٌ فلاناً تاركه. وفَرَك بلدَه ووطَنَه؛ قال أَبو الرُّبَيْسِ التغلبي:  

مُراجِع نَجْدٍ بعد فِرْكٍ وبِـغْـضَةٍ

 

مُطَلِّق بُصْرى أَصْمَع القَلْبِ جافِله

والفِرِكَّانُ: البِغْضَةُ؛ عن السيرافي. وفُرُكَّان: أَرض، زعموا. ابن بري: وفِرِكَّان اسم أَرض، وكذلك فِرِكٌ؛ قال:

هل تَعْرِفُ الدارَ بأَدْنى ذي فِرِكْ

فركح

الفَرْكَحة: تَباعُدُ ما بين الأَلْيَتَينِ؛ عن كراع.
والفِرْكاحُ: الرجل الذي ارتفع مِذْرَوا اسْتِه وخرج دُبُره، وهو المُفَرْكَحُ؛ وأَنشد:

جاءتْ به مُفَرْكَحاً فِرْكاحا

فرم

الفَرْمُ والفِرامُ: ما تَتَضَيَّقُ به المرأَة من دواء. ومَرَةٌ فَرْماءُ ومُسْتَفْرِمة: وهي التي تجعل الدواء في فرجها ليضيق. التهذيب: التفريب والتفريم، بالباء والميم، تَضْييق المرأَة فَلْهَمَها بعَجَمِ الزبيب. يقال: اسْتَفْرَمَت المرأَة إذا احتشَت، فهي مستَفرمة، وربما تتعالج بحب الزبيب تُضيِّق به متاعها. وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج لما شكا منه أَنس ابن مالك: يا ابن المُسْتَفْرِمة بعجَم الزبيب، وهو مما يُسْتَفْرَم به؛ يريد أنها تُعالج به فرجها ليَضيق ويَسْتَحْصِف، وقيل: إنما كتب إليه بذلك لأن في نساء ثَقِيف سَعةً فهنَّ يفعلن ذلك يَسْتَضِقن به. وفي الحديث: أن الحسين بن علي، عليهما السلام، قال لرجل عليك بِفِرام أُمك؛ سئل عنه ثعلب فقال: كانت أُمه ثقفية، وفي أَحْراح نساء ثقيف سعة، ولذلك يُعالِجن بالزبيب وغيره. وفي حديث الحسن، عليه السلام: حتى لا تكونوا أَذَلَّ من فَرَم الأمة؛ وهو بالتحريك ما تعالج به المرأَة فرجها ليَضِيق، وقيل: هي خرقة الحيض. أبو زيد: الفِرامة الخِرقة التي تحملها المرأة في فرجها، واللجمة: الخرقة التي تشدها من أَسفلها إلى سرتها، وقيل: الفِرام أن تحيض المرأَة وتحتشي بالخرقة وقد افترمت؛ قال الشاعر:

وجَدْتُكَ فيها كأُمِّ الغُلام،

 

مَتى ما تَجِدْ فارِماً تَفْتَرِم

الجوهري: الفَرْمة، بالتسكين، والفَرْمُ ما تعالج به المرأَة قُبُلَها ليضيق؛ وقول امرئ القيس:

يَحْمِلْنَنا والأَسَلَ النَّـواهِـلا

 

مُسْتَفْرِمات بالحصَى حَوافِلا

يقول: من شدة جريها يدخل الحصى في فروجها. وفي حديث أَنس: أَيامُ التشريق أيامُ لَهْو وفِرام؛ قال ابن الأَثير: هو كناية عن المجامعة، وأَصله من الفَرْم، وهو تضييق المرأَة فرجها بالأشياء العَفِصة، وقد اسْتَفْرمت أي احتشت بذلك. والمَفارِم: الخِرق تتخذ للحيض لا واحد لها.
والمُفْرَم: المملوء بالماء وغيره، هذلية؛ قال البريق الهذلي:

وحَيٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ

 

شَهِدْتُ، وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ

أي مملوء بالناس. أبو عبيد: المُفْرَم من الحياض المملوء بالماء، في لغة هذيل؛ وأنشد:

حِياضُها مُفْرَمةٌ مُطَبَّعه

يقال: أفْرَمْت الحوض وأَفْعمته وأَفأَمْتُه إذا ملأْته. الجوهري: أَفْرَمْتُ الإناء ملأْته، بلغة هذيل.
والفِرْمَى: اسم موضع ليس بعربي صحيح. الجوهري: وفَرَما، بالتحريك، موضع؛ قال سليك بن السُّلَكة يرثي فرساً له نَفَق في هذا الموضع:

كأَنَّ قَوائِمَ النَّـحَّـام لَـمَّـا

 

تَحَمَّلَ صُحْبَتي أُصُلاً مَحارُ

عَلا فَرَماءَ عَالِـيةً شَـواه،

 

كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمـارُ

يقول: عَلَتْ قَوائمُهُ فرَماء؛ قال ابن بري: من زعم أن الشاعر رثى فرسه في هذا البيت لم يروه إلا عاليةً شَواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه، ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه عاليةٌ شواه وعاليةً، بالرفع والنصب، قال: وصواب إنشاده على قَرَماء، بالقاف، قال: وكذلك هو في كتاب سيبويه، وهو المعروف عند أهل اللغة، قال ثعلب: قَرَماء عَقَبة وصف أن فَرسه نَفَق وهو على ظهره قد رفع قوائمه، ورواه عاليةً شواه لا غير، والنحَّام: اسم فرسه وهو من النُّحْمة وهي الصوت. قال ابن بري: يقال ليس في كلام العرب فَعَلاء إلا ثلاثة أَحرف وهي: فَرَماء وجَنَفاء وجَسَداء، وهي أَسماء مواضع، فشاهد فَرَماء بيت سليك بن السلكة هذا؛ وشاهد جَنَفاء قول الشاعر:

رَحَلْت إلَيْكَ من جَنَفاء، حتَّى

 

أَنَخْتُ فِناء بَيْتك بالمَطالـي

وشاهد جَسَداء قول لبيد:

فَبِتْنا حَيْثُ أَمْسَيْنا ثَـلاثـاً،

 

على جَسَداءَ، تَنْبَحُنا الكِلابُ

قال: وزاد الفراء ثَأَداء وسَحَناء، لغة في الثَّأْداء والسَّحْناء، وزاد ابن القوطية نَفَساء، لغة في النَّفْساء. قال: ومما جاء فيه فَعْلاء وفَعَلاء ثَأداء وثَأْداء وسَحَناء وسَحْناء وامرأَة نَفْساء ونَفَساء، لغة في النُّفَساء. قال ابن كيسان: أما ثَأْداء والسَّحَناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل النهر والشَعَر، قال: وفَرماء ليست فيه هذه العلة، قال: وأَحسبها مقصورة مدّها الشاعر ضرورة، قال: ونظيرها الجَمَزى في باب القصر، وحكى علي بن حمزة عن ابن حبيب أنه قال: لا أَعلم قَرَماء، بالقاف، ولا أَعلمه إلا فرَماء بالفاء، وهي بمصر؛ وأنشد قول الشاعر:

سَتُحْبِطُ حائِطَيْ فَرَماء منِّي

 

قَصائدُ لا أُرِيدُ بها عِتابـا

وقال ابن خالويه: الفَرَما، بالفاء، مقصور لا غير، وهي مدينة بقرب مصر، سميت بأَخي الإسكندر، واسمه فرَما، وكان الفرما كافراً، وهي قرية إسمعيل ابن إبراهيم، عليه السلام.

فرن

الفُرْنُ: الذي يُخْبَزُ عليه الفُرْنيُّ، وهو خُبْز غليظ نسب إِلى موضعه، وهو غير التَّنُّورِ؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذَلِيُّ يمدح دُبَيَّة السُّلَمِيّ:

نُقاتِلُ جُوعَهمْ بمُـكَـلَّـلاتٍ

 

من الفُرْنِيِّ، يَرْعَبُها الجَميلُ

ويروى: نُقابل، بالباء؛ قال ابن بري: صوابه يقابل بالياء والباء، والضمير يعود إِلى دُبَيَّة؛ وقبله:

فنِعْمَ مُعَرَّسُ الأَضْيافِ تَذْحى،

 

رِحالَهُمُ، شـآمِـيَةٌ بَـلِـيلُ

يقال: ذَحاه يَذْحُوه ويَذْحَاه طرده، بذال معجمة. وقال الخليلُ: الفُرنيّ طعام، واحدته فُرْنِيَّةٌ. وقال ابن دريد: الفُرْن شيء يُخْتَبَز فيه، قال: ولا أَحسبه عربيّاً. غيره: الفُرْنُ المَخْبَز، شآمية، والجمع أَفْرانٌ. والفُرنْيَّةُ: الخُبْزَة المُسْتديرة العظيمة، منسوبة إِلى الفُرْنِ. والفُرْنِيُّ: طعام يتخذ، وهي خُبْزَةَ مُسَلَّكَة مُصَعْنَبَة مضمومة الجوانب إِلى الوسط، يُسَلَّكُ بعضها في بعض ثم تُرَوَّى لبناً وسمناً وسُكَّراً، واحدته فُرْنِيَّة. والفارِنَة: خَبَّازة هذا الفُرْنِيّ المذكور، ويسمى ذلك المُخْتَبَزُ فُرْناً. وفي كلام بعض العرب: فإِذا هي مثل الفُرْنِيَّة الحمراء. والفُرْنِيُّ: الرجل الغليظُ ا لضخمُ؛ قال العجاج:

وطاحَ، في المَعْرَكةِ، الفُرْنِيُّ

قال ابن بري: والفُرْنِيُّ أَيضاً الضخم من الكلاب، وأَنشد بيت العجاج هذا.

فرنب

الفِرْنِبُ: الفأْرة، والفِرْنِبُ: وَلَد الفَأْرة من اليَرْبُوع. وفي التهذيب: الفِرْنِبُ الفأْر؛ وأَنشد:

يَدِبُّ بالليلِ إِلى جـارِهِ،

 

كَضَيْوَنٍ دَبَّ إِلى فِرْنِبِ

فرنس

التهذيب: الفِرْناس مثل الفِرْصاد الأَسد الضاري، وقيل: الغليظ الرَّقَبة، وكذلك الفُرانِس مثل الفُرانق، والنون زائدة، وقال الليث: الفَرْنَسَة حُسْن تدبير المرأَة لبيتها. ويقال: إِنها امرأَةُ مُفَرْنِسة.

فرنق

الفُرانِقُ: معروف وهو دَخِيل. والفُرانق: البَرِيدُ وهو الذي يُنْذِرُ قُدَّام الأَسد، فارسي معرب، وهو بَرْوانَهْ بالفارسية قال امرؤ القيس:

وإني أَذِينٌ، إن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً،

 

بِسَيْرٍ تَرى منه الفُرانِقَ أَزْوَرَا

وربما سموا دليل الجيش فُرانِقاً. قال ابن الجواليقي في المعرب: قال ابن دريد، رحمه الله، فُرانِقُ البَرِيدِ فَرْوَانه، وهو فارسي معرب، وهو سبع يصيح بين يدي الأَسد كأَنه يُنْذِرُ الناس به، ويقال: إنه شبيه بابن آوى يقال له فُرانِقُ الأَسد، قال أَبو حاتم: يقال إنه الوَعْوَعُ، ومنه فُرانِقُ البَرِيدِ.

فره

فَرُهَ الشيءُ، بالضم، يَفُرُهُ فَرَاهَةً وفَراهِيَةً وهو فارِهٌ بيِّنُ الفَراهةِ والفُروهةِ؛ قال:

ضَوْرِيَّةٌ أُولِعْتُ باشتِهـارِهـا،

 

ناصِلَةُ الحَقْوَينِ من إزارِهـا

يُطْرِقُ كلْبُ الحَيِّ من حِذارِها،

 

أَعْطَيْتُ فيها، طائِعاً أَوكارِها،

حَدِيقَةً غَلْباءَ فـي جِـدارِهـا،

 

وفَرَساً أُنْثى وعَبْداً فـارِهـا

الجوهري: فارِهٌ نادر مثل حامض، وقياسه فَرِيهٌ وحَمِيضٌ، مثل صَغُر فهو صَغِير ومَلُحَ فهو مَلِيح. ويقال للبِرْذَوْنِ والبغل والحمار: فارِهٌ بيِّنُ الفُروهةِ والفَراهِيَة والفَراهَةِ؛ والجمع فُرْهة مثل صاحِبٍ وصُحْبة، وفُرْهٌ أَيضاً مثل بازل وبُزْلٍ وحائل وحُولٍ. قال ابن سيده: وأَما فُرْهَة فاسم للجمع، عند سيبويه، وليس بجمع لأَن فاعلاً ليس مما يكسَّر على فُعْلة، قال: ولا يقال للفرس فارِهٌ إنما يقال في البغل والحمار والكلب وغير ذلك. وفي التهذيب: يقال بِرْذَوْنٌ فارِهٌ وحمار فارِهٌ إذا كانا سَيُورَيْن، ولا يقال للفرس إلا جَوادٌ، ويقال له رائع. وفي حديث جريج: دابَّةٌ فارِهَة أَي نَشيطة حادَّة قَوِيَّة؛ فأَما قول عديِّ بن زيد في صفة فرس:

فصادفَ يُفَرِّي جُلَّه عَنْ سَراتِه،

 

يَبُذُّ الجِيادَ فارِهاً مُـتَـتـايعـا

فزعم أَبو حاتم أَن عَدِيّاً لم يكن له بَصَرٌ بالخيل، وقد خُطِّئ عَديٌّ في ذلك، والأُنثى فارِهَةٌ؛ قال الجوهري: كان الأَصمعي يُخَطِّئ عديّ بن زيد في قوله:

فنَقَلْنا صَنْعَهُ، حتـى شَـتـا

 

فارِهَ البالِ لَجُوجاً في السَّنَنْ

قال: لم يكن له عِلْمٌ بالخيل. قال ابن بري: بيتُ عديٍّ الذي كان الأَصمعي يُخَطِّئه فيه هو قوله:

يَبُذُّ الجِيادَ فارهاً مُتَتايعا

وقول النابغة:

أَعْطى لفارِهةٍ حُلْوٍ توابِـعُـهـا

 

مِنَ المَواهب لا تُعْطى على حَسَد

قال ابن سيده: إنما يعني بالفارهة القَيْنة وما يَتْبعُها من المَواهب، والجمعُ فَوارِهُ وفُرُهٌ؛ الأَخيرة نادرة لأَن فاعلة ليس مما يُكسَّر على فُعُلٍ. ويقال: أَفْرَهت فُلانةُ إذا جاءَت بأَوْلادٍ فُرَّهَةٍ أَي مِلاحٍ. وأَفْرَهَ الرجلُ إذا اتخذ غُلاماً فارِهاً، وقال: فارِهٌ وفُرْهٌ ميزانه نائبٌ ونُوب. قال الأَزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول:جاريةٌ فارِهةٌ إذا كانت حَسْناءَ مليحة. وغلامٌ فارِهٌ: حَسَنُ الوجه، والجمع فُرْه. وقال الشافعي في باب نَفقة المَماليك والجواري: إذا كان لهنَّ فَراهةُ زِيدَ في كِسْوَتهنَّ ونفقتِهِنَّ؛ يريد بالفَراهة الحُسْنَ والمَلاحةَ. وأَفْرَهَت الناقةُ، فهي مُفْرِه ومُفْرهة إذا كانت تُنْتَج الفُرْهَ، ومُفَرِّهة أَيضاً؛ قال مالك بن جعدة الثعلبي:

فإنَّكَ يومَ تَأْتيني حَريبـاً،

 

تَحِلُّ عَليَّ يَوْمَئِذٍ نُـذورُ

تَحِلُّ على مُفَرِّهَةٍ سِنادٍ،

 

على أَخفافِها عَلَقٌ يمُورُ

ابن سيده: ناقة مُفْرِهة تَلِد الفُرْهَة؛ قال أَبو ذؤيب:

ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها،

 

فَخَرَّت كما تَتابَعَ الرِّيحُ بالقَفْلِ

ويروى: كما تَتايَع. والفارِهُ: الحاذِقُ بالشيء. والفُرُوهَةُ والفَراهةُ والفَراهِيةُ: النَّشاطُ. وفَرِهَ، بالكسر: أَشِرَ وبَطِرَ. ورجل فَرِهٌ: نَشيطٌ أَشِرٌ. وفي التنزيل العزيز: وتَنْحِتُون من الجبال بيوتاً فَرِهينَ؛ فمن قرأَه كذلك فهو منْ هذا شَرِهين بَطِرين، ومن قرأَه فارِهينَ فهو من فَرُه، بالضم؛ قال ابن بري عند هذا الموضع: قال ابن وادع العَوْفي:

لا أَسْتَكِينُ، إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ،

 

ولن تَراني بخيرٍ فارهَ الطَّلَبِ

قال الفراء: معنى فارِهِين حاذقِين، قال: والفَرِحُ في كلام العرب، بالحاء، الأَشِرُ البَطِر. يقال: لا تَفْرحْ أَي لا تَأْشَرْ. قال الله عز وجل: لا تَفْرَحْ إن الله لا يُحِبُّ الفَرِحينَ؛ فالهاء ههنا كأَنها أُقِيمت مُقام الحاء. والفَرَهُ: الفَرَحُ. والفَرِهُ: الفَرِحُ. ورجل فارِهٌ: شديدُ الأَكل؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال عبدٌ لرجلٍ أَراد أَن يَشْتَرِيَه: لا تَشْتَرني، آكُلُ فارِهاً وأَمْشِي كارهاً.

فرهد

الفُرْهُدُ، بالضم: الحادرُ الغليظ من الغلمان. ابن سيده: الفُرْهُودُ الحادِرُ الغليظ وهو الناعم التارُّ؛ ويقال: غلام فُلْهُدٌ، باللام أَيضاً، أَي ممتلئ، وقيل: الفُرْهد الناعم التارُّ الرَّخْصُ، وقال: إِنما هو الفُرْهد، بالفاء وضم الهاءِ والقاف فيه تصحيف. والفُرْهُدُ والفُرْهُودُ: ولد الأَسد؛ عُمانِيَّة؛ وزعم كراع أَن جمع الفُرْهُدِ فَراهِيدُ كما جمع هُدْهُدٌ على هَداهِيدَ؛ قال ابن سيده: ولا يؤمن كراع على مثل هذا إِنما يؤمن عليه سيبويه وشبهه؛ وقيل: الفرهود ولد الوَعلِ.
وفَراهِيدُ: حيّ من اليمن من الأَزد. وفُرْهُود: أَبو بطن. الصحاح: الفُرْهُود حيّ من يَحْمَد وهم بطن من الأَزد يقال لهم الفراهيد منهم الخليل بن أَحمد العروضي. يقال: رجل فراهيديّ وكان يونس يقول فُرْهُودي.

فزد

الأَصمعي: تقول العرب لمن يَصِلُ إِلى طَرَفٍ من حاجته وهو يطلب نهايتها: لم يُحْرَمْ مَنْ فُزْدَ له، وبعضهم يقول: مَن فُصْدَ له، وهو الأَصل فقلبت الصاد زاياً، فيقال له: اقْنَعْ بما رزقت منها فإِنك غير محروم. أَصل قولهم: مَن فُصْدَ له أَو فُزْدَ له فُصِدَ لَهُ، ثم سكنت الصاد فقيل فُصْد، وأَصله من الفصيد وهو أَن يؤخذ مصير فيلقم عرقاً مقصوداً في يد البعير حتى يمتلئ دماً ثم يشوى ويؤكل، وكان هذا من مآكل العرب في الجاهلية، فلما نزل تحريم الدم انتهوا عنه، وسنذكره في ترجمة فصد إِن شاءَ الله.
فسد: الفسادُ: نقيض الصلاح، فَسَدَ يَفْسُدُ ويَفْسِدُ وفَسُدَ فَساداً وفُسُوداً، فهو فاسدٌ وفَسِيدٌ فيهما، ولا يقال انْفَسَد وأَفْسَدْتُه أَنا. وقوله تعالى: ويَسْعَوْنَ في الأَرض فساداً؛ نصب فساداً لأَنه مفعول له أَراد يَسْعَوْن في الأَرض للفساد.
وقوم فَسْدَى كما قالوا ساقِطٌ وسَقْطَى، قال سيبويه: جمعوه جمع هَلْكى لتقاربهما في المعنى. وأَفَسَدَه هو واسْتَفْسَد فلان إِلى فلان.
وتَفَاسَدَ القومُ: تدابَرُوا وقطعوا الأَرحام؛ قال:

يَمْدُدْنَ بالثُّدِيِّ في المَجَاسِـدِ

 

إِلى الرجالِ، خَشْيَةَ التَّفاسُدِ

يقول؛ يُخْرِجن ثُدِيَّهُنَّ يقلن: نَنشدكم الله أَلا حميتمونا، يحرضن بذلك الرجال.
واستفسد السلطانُ قائدَه إذا أَساء إِليه حتى استعصى عليه.
والمَفْسَدَةُ: خلاف المصْلَحة. والاستفسادُ: خلاف الاستصلاح. وقالوا: هذا الأَمر مَفْسَدَةٌ لكذا أَي فيه فساد؛ قال الشاعر:

إِنَّ الشبابَ والفَراغَ والجِدَه

 

مَفْسَدَةٌ للعَقْلِ، أَيُّ مَفْسَدَهْ،

وفي الخبر: أَن عبد الملك بن مروان أَشرف على أَصحابه وهم يذكرون سيرة عمر فغاظه ذلك، فقال: إِيهاً عن ذكر عمر، فإِنه إِزْراءٌ على الوُلاةِ مَفْسَدَةٌ للرعية. وعدَّى إِيهاً بعن لأَن فيه معنى انْتَهُوا. وقوله عز وجل: ظهر الفسادُ في البرّ والبحر؛ الفساد هنا: الجَدْب في البرّ والقحط في البحر أَي في المُدُن التي على الأَنهار؛ هذا قول الزجاجِيِّ. ويقال: أَفْسَدَ فلان المالَ يُفَسِدُه إِفْساداً وفَساداً، والله لا يحب الفساد.
وفَسَّدَ الشيءَ إذا أَبَارَه؛ وقال ابن جندب:

وقلتُ لهم: قد أَدْرَكَتْكُمْ كَتِيبَة

 

مُفَسِّدَةُ الأَدْبارِ، ما لم تُخَفَّرِ

أَي إذا شَدَّت على قَوْمٍ قَطَعَتْ أَدبارَهم ما لم تُخَفَّرِ الأَدبارُ أَي لم تمنع. وفي الحديث: كره عشر خِلال منها إِفسادُ الصَّبِيِّ غيرٍ مُحَرِّمِهِ؛ هو أَن يَطأَ المرأَة المرضع فإِذا حملت فسد لبنها وكان من ذلك فساد الصبي وتسمى الغِيلَة؛ وقوله غير محرّمه أَي أَنه كرهه ولم يبلغ به حد التحريم.

فزر

الفَزْر، بالفتح: الفسخ في الثوب. وفَزَرَ الثوب فَزْراً: شقه. والفِزَرُ: الشقوق. وتَفَزَّر الثوب والحائط: تشقق وتقطع وبَلِيَ. ويقال: فَزَرْت الجُلَّة وأَفْزَرْتها وفَزَّرْتها إذا فَتَّتَّها. شمر: الفَزْر الكسر؛ قال: وكنت بالبادية فرأَيت قِباباً مضروبة، فقلت لأَعرابي: لمن هذه القِباب فقال: لبني فَزارَةَ، فَزَر اللهُ ظهورهم، فقلت: ما تَعْني به؟ فقال: كسر الله. والفُزُورُ: الشقوق والصُّدوع. ويقال: فَزَرْتُ أَنف فلان فَزْراً أَي ضربته بشيء فشققته، فهو مَفْزُورُ الأَنف. وقال بعض أَهل اللغة: الفَرْز قريب من الفَزْر؛ تقول: فَرَزْت الشيء من الشيء أَي فَصَلته، وفَزَرْت الشيءَ صَدَعْته. وفي الحديث: أَن رجلاً من الأَنصار أَخذ لَحْيَ جَزورٍ فضرب به أَنف سعد فَفَزَره أَي شقه. وفي حديث طارق بن شهاب: خرجنا حُجَّاجاً فأَوطأَ رجل راحلته ظبياً فَفَزَر ظهره أَي شقه وفسخه.
وفَزَرَ الشيء يَفْزُره فَزْراً: فرقه. والفَزْرُ: الضرب بالعصا، وقيل: فَزَرَه بالعصا ضربه بها على ظهره.
والفَزَر: ريح الحَدبة. ورجل أَفْزَرُ بيِّن الفَزَر: وهو الأَحدب الذي في ظهره عُجْرة عظيمة، وهو المَفْزور أَيضاً. والفُزْرة: العُجْرة العظيمة في الظهر والصدر. فَزِرَ فَزَراً، وهو أَفْزَر. والمَفْزور: الأَحدب.
وجارية فَزْراء: ممتلئة شحماً ولحماً، وقيل: هي التي قاربت الإِدراك؛ قال الأَخطل:

وما إِن أَرى الفَزْراءَ إِلا تَطَلُّعاً

 

وخِيفةَ يَحْمِيها بنو أُم عَجْـرَدِ

أَراد: وخيفة أَن يحميها.
والفِزْرُ، بالكسر: القَطِيع من الغنم. والفِزرُ من الضأْن: ما بين العشرة إِلى الأَربعين، وقيل: ما بين الثلاثة إِلى العشرين، والصُّبَّةُ: ما بين العشر إلى الأَربعين من المِعْزَى. والفِزْرُ الجدي؛ يقال: لا أَفعله ما نَزَا فِزْرٌ.. وقولهم في المثل: لا آتيك مِعْزَى الفِزْر؛ الفزر لقب لسعد بن زيد مَناةَ بن تميم، وكان وَافى الموسم بمِعْزَى فأَنْهَبَها هناك وقال: من زَخذ منها واحدة فهي له، ولا يؤخذ منها فِزْرٌ، وهو الاثنان فأَكثر، وقال أَبو عبيدة نحو ذلك إلا أَنه قال: الفِزْرُ هو الجدي نفسه، فضربوا به المثل فقالوا: لا آتيك مِعْزَى الفِزْرِ أَي حتى تجتمع تلك، وهي لا تجتمع أَبداً؛ هذا قول ابن الكلبي؛ وقال أَبو الهيثم: لا أَعرفه، وقال الأَزهري: وما رأَيت أَحداً يعرفه. قال ابن سيده: إِنما لُقِّب سعد بن زيد مناة بذلك لأَنه قال لولده واحداً بعد واحد: ارْعَ هذه المِعْزَى، فأَبوا عليه فنادى في الناس أَن اجتمعوا فاجتمعوا، فقال: انتهبوها ولا أُحِلُّ لأَحد أَكثر من واحدة، فتقطَّعوها في ساعة وتفرقت في البلاد، فهذا أَصل المثل، وهو من أَمثالهم في ترك الشيء. يقال: لا أَفعل ذلك مِعْزَى الفِزْرِ؛ فمعناه في مِعْزَى الفِزْر أَن يقولوا حتى تجتمع تلك وهي لا تجتمع الدهر كله. الجوهري: الفِزْرُ أَبو قبيلة من وهو تميم سعد بن زيد مناة بن تميم.
والفَزارةُ: الأُنثى من النِّمِر، والفِزْرُ: ابن النمر. وفي التهذيب: ابن البَبْرِ والفَزارةُ أُمه والفِزْرَةُ أُخته والهَدَبَّسُ أَخوه.
التهذيب: والبَبْرُ يقال له الهَدَبَّس،أُنثاه الفَزارةُ؛ وأَنشد المبرد:

ولقد رأَيتُ هَدَبَّساً وفَـزارةً

 

والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَه كالضَّيْوَنِ

قال أَبو عمرو: سأَلت ثعلباً عن البيت فلم يعرفه؛ قال أَبو منصور: وقد رأَيت هذه الحروف في كتاب الليث وهي صحيحة. وطريقٌ فازِرٌ: بَيِّن واسع؛ قال الراجز:

تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطريقِ الفازِرِ،

 

دَقَّ الدَّياسِ عَـرَمَ الأَنـادِرِ

والفازِرةُ: طريق تأْخذ في رملة في دَكادِكَ لينةٍ كأَنها صدع في الأَرض منقاد طويل خلقة. ابن شميل: الفَازِرُ الطريق تعلو النَّجَافَ والقُورَ فتَفْزِرُها كأَنها تَخُدُّ في رؤوسها خُدُوداً. تقول: أَخَذْنا الفازِرَ وأَخذنا طريقَ فازِرٍ، وهو طريق أَثَّرَ في رؤوس الجبال وفَقَرها.
والفِزْرُ: هنة كَنَبْخَةٍ تخرج في مَغْرِز الفخذ دُوَيْنَ منتهى العانة كغُدَّةٍ من قرحة تخرج بالرجل أَو جراحة.
والفازِرُ: ضرب من النمل فيه حمرة وفَزَارة.وبنو الأَفْرَرِ: قبيلة؛ وقيل: فَزَارةُ أَبو حيّ من غَطَفان، وهو فَزارَةُ بن ذُبْيان ين بَغِيض بن رَيْث ابن غَطَفان.

فزرق

الفَزْرَقةُ: السرعة كالزَّرْفَقةِ.

فزز

الفَزُّ: ولد البقرة، والجمع أَفْرازٌ؛ قال زهير:

كما اسْتَغاثَ بسَيْءٍ فَزُّ غَـيْطَـلَةٍ

 

خافَ العُيونَ، ولم يُنْظَرْ به الحَشَكُ

وفَزَّه فَزّاً وأَفَزّه: أَفزعه وأَزعجه وطَيَّر فؤادَه، وكذلك أَفْزَزْتُه؛ قال أَبو ذؤيب:

والدهرُ لا يَبْقَى على حِدْثانِه

 

شَبَبٌ أَفَزَّتْه الكِلابُ مُرَوَّعُ

واسْتَفَزَّه من الشيء: أَخرجه. واسْتَفَزَّه: خَتَلَه حتى أَلقاه في مَهْلكة. واسْتَفَزَّه الخوفُ أَي استخفه. وفي حديث صفيَّة: لا يُغْضِبُه شيء ولا يَسْتَفِزُّه أَي لا يستخفه. ورجل فَزٌّ أَي خفيف. وفي التنزيل العزيز: واسْتَفزِزْ من استطعت منهم بصوتك؛ قال الفراء: أَي استخف بصوتك ودعائك، قال: وكذلك قوله عز وجل: وإِن كادوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ من الأَرض أَي ليستَخِفُّونَك. وقال أَبو إِسحق في قوله ليَسْتَفِزُّونَك: أَي ليقتلونك، رواه لأَهل التفسير؛ وقال أَهل اللغة: كادوا ليَسْتَخِفُّونَك إِفزاعاً يحملك على خفة الهَرَب. قال أَبو عبيد: أَفْزَزْتُ القومَ وأَفزعتهم سواء. وفَزّ الجُرْحُ والماءُ يفِزُّ فَزّاً وفَزِيزاً وفَصَّ يَفِصُّ فَصِيصاً: نَدِيَ وسال بما فيه.
والفُزَفِزُ: الثَّدْيُ؛ عن كراع. ابن الأَعرابي: فَزْفَزَ إذا طرد إِنساناً وغيره. وفي النوادر: افْتَزَزْتُ وابْتَزَزْتُ وابْتَذَذْتُ وقد تباذَذْنا وتَبازَزْنا وقد بَذَذْتُه وبَزَزْتُه وفَزَزْتُه إذا غَرَرْتَهُ وغَلَبْتَه. وذَكر الجوهريُّ: وقَعَدَ مُسْتَوْفِزاً أَي غير مطمئن.

فزع

الفَزَعُ: الفَرَقُ والذُّعْرُ من الشيء، وهو في الأَصل مصدرٌ.
فَزِعَ منه وفَزَعَ فَزَعاً وفَزْعاً وفِزْعاً وأَفْزَعه وفَزَّعَه: أَخافَه ورَوَّعَه، فهو فَزِعٌ؛ قال سلامة:

كُنَّا إذا ما أَتانا صـارِخٌ فَـزِعٌ

 

كانَ الصُّراخُ له قَرْعَ الظّنابِيبِ

والمَفْزَعةُ، بالهاء: ما يُفْزَعُ منه. وفُزِّعَ عنه أَي كُشِفَ عنه الخوف. وقوله تعالى: حتى إذا فُزِّعَ عن قلوبهم، عدّاه بعن لأَنه في معنى كُشِفَ الفَزَعُ، ويُقرأُ فَزَّعَ أَي فزَّع الله، وتفسير ذلك أَن ملائكة السماء كان عهدهم قد طال بنزول الوحي من السموات العلا، فلما نزل جبريل إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، بالوحي أَوّلَ ما بُعث ظنت الملائكة الذين في السماء أَنه نزل لقيام الساعة فَفَزِعَت لذلك، فلما تقرّر عندهم أَنه نزل لغير ذلك كُشِفَ الفَزَعُ عن قلوبهم، فأَقبلوا على جبريل ومن معه من الملائكة فقال كل فريق منهم لهم: ماذا قال ربكمفسأَلَتْ لأَيّ شيء نزل جبريل، عليه السلام، قالوا: الحقّ أَي قالوا قال الحَقَّ؛ وقرأَ الحسن فُزِعَ أَي فَزِعَتْ من الفَزَعِ. وفي حديث عمرو بن معديكرب: قال له الأَشعث: لأُضْرِطَنَّكَ، فقال: كلا إِنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعةٌ أَي صحيحة تَنْزِلُ بها الأَفْزاعُ. والمُفَزَّعُ: الذي كُشِفَ عنه الفَزَعُ وأُزِيلَ. ورجل فَزِعٌ، ولا يكسر لقلة فَعِلٍ في الصفة وإِنما جمعه بالواو والنون، وفازِعٌ والجمع فَزَعةٌ، وفَزَّاعةٌ: كثير الفَزَعِ، وفَزَّاعةُ أَيضاً: يُفَزِّعُ الناسَ كثيراً. وفازَعَه فَفَزَعَه يَفْزَعُه: صار أَشدَّ فَزَعاً منه. وفَزِعَ إِلى القوم: استغاثهم. وفَزِعَ القومَ وفَزَعَهم فَزْعاً وأَفْزعَهم: أَغاثَهم؛ قال زهير:

إِذا فَزِعُوا طارُوا إِلى مُسْتَغِيثِـهـمْ

 

طِوالَ الرِّماحِ، لا ضِعافٌ ولا عُزْلُ

وقال الكَلْحَبةُ اليَرْبُوعيُّ، واسمه هبيرة بن عبد مناف والكَلْحَبةُ أُمُّه:

فقُلْتُ لكَأْسٍ: أَلْجِمِيها فـإِنَّـمـا

 

حَلَلْتُ الكَثِيبَ من زَرُودٍ لأَفْزَعا

أَي لِنُغِيثَ ونُصْرِخَ مَنِ اسْتَغاثَ بنا؛ مثله للراعي:

إِذا ما فَزِعْنا أَو دُعِينا لِنَجْدةٍ

 

لَبِسْنا عليهنّ الحَدِيدَ المُسَرَّدا

فقوله فَزِعْنا أَي أَغَثنا؛ وقول الشاعر هو الشَّمّاخُ:

إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَـتْ

 

أَعْقابُ نَيٍّ، على الأَثْباجِ، مَنْضُودِ

يقول: إذا قل لبن ضَرّاتها نَصَرَتْها الشُّحومُ التي على ظهورها وأَغاثَتْها فأَمدّتْها باللبن. ويقال: فلان مَفْزَعةٌ، بالهاء، يستوي فيه التذكير والتأْنيث إذا كان يُفْزَعُ منه. وفَزِعَ إِليه: لَجَأَ، فهو مَفْزَعٌ لمن فَزِعَ إِليه أَي مَلْجَأٌ لمن التَجَأَ إِليه. وفي حديث الكسوف: فافْزَعُوا إِلى الصلاة أي الجَؤُوا إِليها واستَعِينُوا بها على دَفْعِ الأَمرِ الحادِثِ. وتقول: فَزِعْتُ إِليك وفَزِعْتُ مِنْكَ ولا تقل فَزِعْتُكَ. والمَفْزَعُ والمَفْزَعةُ: الملجأ، وقيل: المفزع المستغاث به، والمفزعة الذي يُفزع من أَجله، فرقوا بينهما، قال الفراء: المُفَزَّعُ يكون جَباناً ويكون شُجاعاً، فمن جعله شجاعاً مفعولاً به قال: بمثله تُنْزَلُ الأَفزاع، ومن جعله جباناً جعله يَفْزَعُ من كل شيء، قال: وهذا مثل قولهم للرجل إِنه لَمُغَلَّبٌ وهو غالبٌ، ومُغَلَّبٌ وهو مغلوبٌ. وفلان مَفْزَعُ الناسِ وامرأَة مَفْزَعٌ وهم مَفْزَعٌ: معناه إذا دَهَمَنا أَمر فَزِعْنا إِليه أَي لَجَأْنا إِليه واستغثنا به. والفَزَعُ أَيضاً: الإِغاثةُ؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم للأَنصار: إِنكم لتكثرون عند الفَزَعِ وتَقِلُّونَ عند الطمَعِ أَي تكثرون عند الإِغاثة، وقد يكون التقدير أيضاً عند فَزَعِ الناس إِليكم لتُغِيثُوهم. قال ابن بري: وقالوا فَزَعْتُه فَزْعاً بمعنى أَفْزَعْتُه أَي أَغَثْتُه وهي لغة ففيه ثلاث لغات: فَزِعتُ القومَ وفَزَعْتُهم وأَفزَعْتُهم، كل ذلك بمعنى أَغَثْتُهم. قال ابن بري: ومما يُسأَل عنه يقال كيف يصح أَن يقال فَزِعْتُه بمعنى أَغَثْتُه متعدياً واسم الفاعل منه فَعِلٌ، وهذا إِنما جاء في نحو قولهم حَذِرْتُه فأَنا حَذِرُه، واستشهد سيبويه عليه بقوله حَذِرٌ أُمُوراً، وردوا عليه وقالوا: البيت مصنوع، وقال الجرمي: أَصله حَذِرْتُ منه فعدّى بإِسقاط منه، قال: وهذا لا يصح في فَزِعْتُه بمعنى أَغثته أَن يكون على تقدير من، وقد يجوز أَن يكون فَزِعٌ معدولاً عن فازِعٍ كما كانَ حَذِرٌ معدولاً عن حاذِر، فيكون مثل سَمِعٍ عدولاً عن سامِعٍ فيتعدّى بما تعدى سامع، قال: والصواب في هذا أَن فَزِعْتُه بمعنى أَغثته بمعنى فزعت له ثم أُسقطت اللام لأَنه يقال فَزِعْتُه وفَزِعْتُ له، قال: وهذا هو الصحيح المعول عليه. والإِفْزاعُ: الإِغاثةُ. والإِفْزاعُ: الإِخافةُ. يقال: فَزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَنِي أَي لَجَأْتُ إِليه من الفَزَعِ فأَغاثني، وكذلك التفْزِيعُ، وهو من الأَضداد، أَفْزَعْتُه إذا أَغَثْتَه، وأَفْزَعْتُه إذا خَوَّفْتَه، وهذه الأَلفاظ كلها صحيحة ومعانيها عن العرب محفوظة. يقال: أَفْزَعْتُه لَمَّا فَزِعَ أَي أَغَثْتُه لَمَّا استغاثَ. وفي حديث المخزومية: فَفَزِعُوا إِلى أُسامةَ أَي استغاثوا به. قال ابن بري: ويقال فَزِعْتُ الرجلَ أغَثْتُهُ أَفْزَعْتُه، فيكون على هذا الفَزِعُ المُغِيثَ والمُسْتَغِيثَ، وهو من الأَضداد. قال الأَزهري: والعرب تجعل الفَزَعَ فَرَقاً، وتجعله إِغاثة للمفزوعِ المُرَوَّعِ، وتجعله استِغاثة، فأَما الفزَعُ بمعنى الاستغاثة ففي الحديث: أَنه فَزِعَ أَهلُ المدينة ليلاً فركب النبي، صلى الله عليه وسلم، فرساً لأَبي طلحة عُرْياً فلما رجع قال: لن تراعُوا، إِني وجدته بحراً؛ معنى قوله فَزِعَ أَهل المدينة أَي اسْتَصْرَخوا وظنوا أَن عدوّاً أَحاط بهم، فلما قال لهم النبي، صلى الله عليه وسلم، لن تراعوا، سكن ما بهم من الفَزَع. يقال: فزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَني أَي استغثت إِليه فأَغاثني. وفي صفة عليّ، عليه السلام: فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إلى ضِرْسٍ حديدٍ أَي إذا استُغِيثَ به التُجِئ إِلى ضرس، والتقدير فإِذا فُزِعَ إِليه فُزِعَ إِلى ضرس، فحذف الجار واستتر الضمير. وفَزِعَ الرجلُ: انتصر، وأَفْزَعَه هو. وفي الحديث: أَنه فَزِعَ من نومه مُحْمَرّاً وجهه، وفي رواية: أَنه نام فَفَزِعَ وهو يضحك أي هَبَّ وانتبه؛ يقال: فَزِع من نومه وأَفْزَعْتُه أَنا، وكأَنه من الفَزَعِ الخوْفِ لأَنَّ الذي يُنَبَّه لا يخلو من فَزَعٍ مّا. وفي الحديث: أَلا أَفْزَعْتُموني أَي أَنْبَهْتُموني. وفي حديث فضل عثمان: قالت عائشة للنبي، صلى الله عليه وسلم: ما لي لم أَركَ فَزِعْتَ لأَبي بكر وعمر كما فَزِعْتَ لعثمان؟ فقال: عثمانُ رجل حَييٌّ. يقال: فَزِعْتُ لِمَجيءِ فلان إذا تأَهَّبْتَ له متحوِّلاً من حال إِلى حال كما ينتقل النائم من النوم إِلى اليقظة، ورواه بعضهم بالراء والغين المعجمة من الفراغ والاهتمام، والأَول الأَكثر.
وفَزْعٌ وفَزَّاعٌ وفُزَيْعٌ: أَسماءٌ. وبنو فَزَعٍ: حَيٌّ.

فزل

الفَزْل: الصَّلابة. وأَرض فَيْزَلةٌ: سريعةُ السيل إذا أَصابها الغيث.