أخبار أبي العجل

حدثني محمد بن حبيب قال: قال لي أبو العجل: تزوجت امرأة بحران، فولدت بعد أربعين يوماً، فقلت: يا هذه قد كذب من يزعم أن المرأة تلد لتسعة أشهر. قالت: وكيف ذلك؟ قلت: لأنك ولدت لأربعين يوماً، قالت: ليس كما ظننت. قلت: يا قرة العين، فكيف ذاك؟ قالت: بنيت جدارك على أساس غيرك.

وكان أبو العجل ينحو نحو أبي العِبر، ويتحامق كثيراً في شعره.

ومما رويناه:

أيا عاذلي في الحمق دعني من العذل

 

فإني رخيّ البال من كثرة الشغـلِ

وأصبحت لا أدري وإني لـشـاهـد

 

أفي سفر أصبحت أم أنا في الأهل

فمُرني بما أحبـبـتَ آتِ خـلافـه

 

فإن جئتني بالجد جئتك بـالـهـزل

وإن قلت لي:لم كان ذاك؟ جـوابـه

 

لأني قد استكثرت من قلة العـقـل

فأصبحت في الحمقى أميراً مُؤَمَّراً

 

وما أحد في الناس يمكنه عزلـي

وصيّر لي حمقي بغالاً وغـلـمة

 

وكنت زمان العقل ممتطياً رِجلي

وقال أيضاً

عذلـونـي عـلـى الـحـمـاقة جـهـلاً

 

وهي محمد نـعـقـلـهـم ألذ وأحلـى

لو لـقـوا مـا لـقـيت مـن حُـرفة الـعق

 

ل لسـاروا إلى الحـمـــاقة رَسْــلا

أذعـن الـنـاس لـي جـمـيعـاً وقالوا

 

يا أبا الـعجـل مرحبـين وسـهـــلا

فبها لا عدمتها صرت فيهم

 

سيداً أُتَّقى ورأساً ورِجلا

وله أيضاً:

اكفف ملامك محسنـاً

 

أو مُجملاً متـطـولا

أعَلَى الحماقة لمتنـي

 

قد كنت مثـلـك أولا

فدخلت مصر وأرضها

 

والشام ثم الموصـلا

وقرى الجزيرة لم أدع

 

فيها لحـى مـنـزلا

إلا حلـلـت فِـنـاءه

 

بالعقل كي أتـمـولا

وإذا التعاقـل حـرفةٌ

 

فعزمت أن أتحـولا

فانظر إلى أما تـرى

 

حال الحماقة أجمـلا

من ذا عليه مؤنـبـي

 

حتى أعود فأعـقـلا

وحماقات أبي العجل ومجاناته كثيرة.