واسمه الوليد بن عبيد ويكنى أبا عبادة.
حدثني علان بن محمد قال: هجا البحتري أبا الفضل بن الحسن بن سهل، فتركه أياما وأظهر قلة المبالاة والإهمال لهجائه، ولم يظهر الموجدة بذلك. وحضره يوماً فقال له: يا أبا عبادة. تبيعني غلامك نسيماً؟فقال: كيف أبيعك من لو فارقته ساعة فارقتني روحي؟ فقال: أعطيك به رغيبة فقال: وكم تعطيني؟ قال:أعطيك ألف دينار. قال: لا أفعل.قال: أعطيك ألفي دينار، فقال له: أحضر المال. فباعه وتسلمه أبو الفضل. فما مر للبحتري يوم حتى قامت قيامته،وندم، فواصل غدوه برواحه إلى باب أبي الفضل يسأله الإقالة وهو يأبى عليه، فلما عيل صبره كتب إليه:
أبا الفضل في تسع وتسعين نعجةً |
|
غنى لك عن ظبي بساحتنا فرد |
أتأخذه مني وقد أخـذ الـهـوى |
|
فؤادي له فيما أسرّ وما أبـدي |
وتغدو عليه صبوتي وصبابـتـي |
|
ولم يعده وجدي ولم يأله جهدي |
وقلت: اسلُ عنه، والمنية دونـه |
|
وكيف سلو ابن المفرغ عن بُرد |
وابن المفرغ شاعر كان له غلام اسمه برد فباعه وندم. وله فيه أشعار كثيرة- فقال أبو الفضل: أبيعكه بجميع ما تملك، فقال له: أفعل. فباعه بجميع ملكه وأشهد عليه ورد الغلام إليه، فلما كان من الغد، رد عليه الكتاب وأقاله من جميع ذلك، وحمل إليه صلة وقال له: إياك أن تهجو الأحرار، فإن لهم مكايد يضل فيها هجوك ومدحك.