حدثني أبو جعفر محمد بن أحمد بن الحباب البصري قال: كان العطوي يذهب مهب الحسين النجار، وكان الإسكافي يقول: العطوي أحد المتكلمين المتقدمين، وكان إذا حضر مجلساً غلب عليه ببراعته وفصاحته.
ومما اخترنا له قوله:
وما لبس العشاق ثوباً من الهوى |
|
ولا خلعوا إلا الثياب التي أُبلي |
ولا شربوا كأساً من الحب حلوةً |
|
ولا مرةً إلا وشربهُمُ فضلـي |
وهذا العطوي هو الذي يقول:
يا أيها الجامع علماً جـمـاً |
|
امض إلى الحرفة قدماً قدما |
لأجهدن أن يكون خصمـا |
|
|
قال: وكان صديقاً لعلي بن القاسم بن الحسين، فولد لعلي غلام، فكتب إليه بهذه القصيدة:
عليُّ أيا ابن الشفيع المـطـاعِ |
|
ويا ابن المصابيح يا ابن الغررْ |
ويا ابن الشريعة وابن الكـتـا |
|
ب وابن الرواية وابن الأثـرْ |
ويا ابن المشاعر وابن المقـام |
|
وزمزم والركن وابن الحجـر |
مناسب، ليست بمـجـهـولة |
|
ببدو البلاد ولا بالـحـضـر |
مهذبة من جمـيع الـجـهـا |
|
ت من كل شانـئة أو كـدر |
أتيتك جذلان مـسـتـبـشـراً |
|
ببشراك لما أتاني الـخـبـر |
أتاني البشير فكـم سـاء مـا |
|
أتاني به مـن أُنـاس وسـر |
أتاني يذكـر أن قـد رزقـت |
|
غلاماً فأبهجنـي مـا ذكـر |
وأنك والرشد فـيمـا فـعـل |
|
ت سميته باسم خير البـشـر |
فعمرك اللـه حـتـى تـراه |
|
وقد قارب الخطو منه الكبـر |
وحتى يرى حوله من بـنـيه |
|
وأخوتـه وبـنـيهـم زمـر |
وحتى يروم الأمور الجـسـام |
|
ويرجى لخير ويخشى لشـر |
فأوزعك الله شكر العـطـاء |
|
فإن المزيد لعـبـدٍ شـكـر |
وصلى على سلف الصـالـح |
|
ين منكم وبارك فيمن غـبـر |