حدثني أبو طيبة قال: قلت لمحمد بن القاسم الدمشقي: كيف محبة جابر بن مصعب لك؟- وكان يموت من عشقه- فقال هو والله أعشق من جميل بن معمر لبثينة. ولكنه لا يهب لي شيئاً.
وكان محمد بن القاسم هذا من أظرف الناس وأنبلهم وآدبهم وأحفظهم للأيام والأخبار، لا يمل حديثه ومجلسه، وكان مع ذلك شاعراً محسناً مجيداً وهو القائل:
اعتُ بهجري وصد مـا شـيتـا |
|
واجعل نصيبي من الكرى قوتا |
تقدر أن تمنع الـفـؤاد مـن ال |
|
حب وطرفي إليك مبهـوتـا؟ |
أم هل تذود المنى إذا غلب الش |
|
وق على الصب إن تمنـيتـا؟ |
هذان أمران لست تدفـعـنـي |
|
عن ذا ولا ذا فافعل كما شيتـا |
يا من سبى الريم حُسن لـبـتـه |
|
وحسن عينيه واحتوى الـلـيتـا |
بطلت هاروت في صنـاعـتـه |
|
وقد لعمري عطلت مـاروتـا |
حتى استعاذا من سحر طرفك أن |
|
خافا من الطرف قوله: مُـوتـا |
وله أيضاً:
حل من القلب في صميمٍ |
|
محل مستوطن مـقـيمِ |
حيث انتهى سهم مقليتـه |
|
باللحظ من طرفه السقيم |
من جل حسناً ودق حتى |
|
دق عن اللحظ والنسـيم |
تعرف في صبغ وجنتيه |
|
ووجهه نضرة النـعـيم |