حدثني يوسف بن إبراهيم قال: قال حبيب بن أوس: ثلاثة من الشعراء ذكروا الليل بمعان مختلفة لميُسبقوا إليها، النابغة حيث يقول:
فإنك كالليل الذي هو مـدركـي |
|
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع |
وبشار حيث يقول:
لم يطل ليلي ولكن لـم أنـم |
|
ونفى عني الكرى طيف ألمّ |
وخالد بن يزيد حيث يقول:
رقدت ولم ترث للساهر |
|
وليل المحب بلا آخـر |
حدثني خالد بن يزيد الكاتب، والصبيان يصيحون به: يا خالد يا بارد، فيرميهم بالآجر، لأنه كان وسوس في آخر عمره، وتغير عقله.
وشعره حسن جداً، وليس لأحد من الرقيق ما له، وهو القائل:
وضع الدموع مواضع الحزن |
|
حي السهاد وميت الجـفـنِ |
عبراته نطق بما ضمـنـت |
|
أحشاؤه ولسـانـه يكـنـي |
في كل جارحة لـه مـقـل |
|
تبكي على قلب لـه رهـن |
لم يدر إلا حـين أسـلـمـه |
|
قدر للحظة واحد الحـسـن |
وله أيضاً:
على ثقة من أنـنـي بـك واثـق |
|
صددت وأن الناس بي منك أعرفُ |
إذا كنت في كلي بكلك مـفـرغـا |
|
فأي مكان من مكانـك ألـطـف |
فمني إذا ما غبت في كل مفصـل |
|
من الشوق داعٍ كلما غبت يهتـف |
إلى أين لي من حسن وجهك مذهب |
|
ومن أين لي منه إذا جاء مصرف |
وهو القائل:
كيف خانت عينُ الرقيب الرقيبا |
|
أخطأتني لما رأيت الحبـيبـا |
رحمتني فساعدتني فـقـبـل |
|
تُ بعيني مع الحبيب الرقيبـا |