أخبار الحسين بن دعبل

حدثني أبو الورد قال: رأيت محمد بن واصل وقد عرض جيشاً من الأعراب من بني تميم بفارس، وكانوا من عشيرته فوجدهم على غاية الرثاثة وقبح الهيئة. وانصرف عنهم إلى قوم من عبد القيس من أهل البحرين، فعرضهم فوجدهم أخس زياً، واردأ ثياباً. فالتفت إلى الحسين بن دعبل- وكان أتاه زائراً فأكرمه وقدمه، وقبل شعره ورعى له في أبيه- فقال: يا دعبلي، قال: لبيك أيها الأمير. قال: إن أنشدتني في قرب شبه هؤلاء الأعراب بعضهم ببعض وصلتك بعشرة آلاف درهم، قال: أيها الأمير رجوت أني قد وُفقت لما تريده، هم كما قال حبيب بن أوس الطائي:

لئام طغام بل كرام بزعمهـم

 

سواسية ما أشبه الحول بالقبل

قال ابن واصل: أحسنت والله، ما عدوت ما في نفسي. وأمر له بعشرة آلاف درهم.ومما روينا للحسين بن دعبل قوله في الحارث بن سيما:

هذا زئير الليث فاستقيمـا

 

ولا تنامـا ولا تـنـيمـا

سيراً حثيثاً ودعا التهويمـا

 

واستعملا العنيق والرسيما

ومما اخترنا له قوله:

دمع تصوبه الأنفاس والـحُـرقُ

 

من ناظري على خدي يستـبـقُ

يرقى إلى مقلتي بالشوق مجتمعاً

 

من الحشا بزفير ثـم يفـتـرق

ربيع خدي من عيني مـتـصـل

 

وماء عيني من فرط الهوى غدق

 

لم أدر أن سبيل النوم منـقـطـع

 

حتى رأيت جفوني ليس تتـفـق

والدعبلي مليح الشعر جداً.