أخبرنا أبو نصر النحوي قال: اجتمع أبو هفان وأبو العيناء على مائدة، فقدمت إليهم فالوذجة، فقال أبو هفان لأبي العيناء: هذه والله أشد حراً من مكانك في لظى، فقال أبو العيناء: بردها الله بشعرك.
حدثني مسلم بن عمرو قال: حدثني إسحاق بن بلبل قال: لقيت أبا هفان على حمار مكار، فقلت له: يا أبا هفان، تركب هذا وأنت أنت؟ فأنشأ يقول:
ركبت حمـار الـكـرا |
|
لقـلة مـن يُعـتـرى |
وإن ذوي الـمـكـرمـا |
|
ت قد أصبحوا في الثرى |
ومما يختار له قوله في عبيد الله بن يحيى بن خاقان، وقد أهدي إليه يوم النيروز أنواع الهدايا وكتب أبو هفان:
دخلتُ السوق أبتـاع |
|
وأستطرف ما أُهدي |
فما استطرفت للإهدا |
|
ء إلا طُرف الحمدِ |
إذا نحن مدحـنـاك |
|
رعينا حرمة المجدِ |
فسر عبيد الله بأبياته، وحمل إليه مما أهدي إليه شيئاً له خطر جسيم. وأبو هفان هو القائل في ابن ثوابة:
الثوابـي فـتـى لـيس لـه |
|
في سوى السؤدد والمجد وطرْ |
لم يطق أن يتعـاطـى جـوده |
|
فتعاطاه لنا العام الـمـطـر |
وله في المبرّد:
ألم تر فتحاً وما نـالـه |
|
من الداء والبلغم الهائجِ |
رماه المبرد من بـرده |
|
بسهم فقرطس بالفالج |
وأبو هفان من المشهورين المذكورين، وشعره موجود بكل مكان، وهو أحد غلمان أبو نواس ورواته.