حدثني ابن الديك قال: قال لي يعقوب التمار:دببت إلى غلام ليلة، فانتبه وقال لي: أي شيء تعمل؟ قلت: جئت أشرب الماء. فقال لي: يا ابن الفاعلة، بطني إداوة أم سِقاية؟ وكان التمار هذا من أصحاب أبي نواس المذكورين، ومما رويناه له:
أيا ظبي لولا الذي في الحشـا |
|
وفي القلب مني ولولا الحرق |
لما هتك الدمع ستر الـهـوى |
|
وأوردني العشق بحر الغرق |
وهل:
قد كنت قصرت مـن الـحـب |
|
وتبت من هـم ومـن كـربِ |
وأُلْت من عيشي إلى خفـضـه |
|
ناعم بـالٍ فـارغ الـقـلـب |
حتى بـدا لـي شـادن أحـورٌُ |
|
فكدت أقضي أبـداً نـحـبـي |
يغتصب العشـاق ألـبـابـهـم |
|
فكان ما قد حار لـي لـبـي |
فمن لصب عقـلـه فـي يدي |
|
رخيم دل كـافـر الـقـلـب |
قد قلت لمـا لـم أجـد حـيلة |
|
: أحمدُ قد أوصـاكـم ربـي |
بالجار والـجـار لـه حـرمة |
|
عليك والصاحب بالـجـنـب |
أحمد يا سؤلـي ويامـنـيتـي |
|
حسبي فخراً بكـم حـسـبـي |
إن كان عيباً عشق أهل الهـوى |
|
فليس في عشقك مـن عـيب |
يا بأبي الدرب الذي لـيس لـه |
|
مولى، به مبـتـهـج الـدرب |
رضيت إن لم تنصفوا في الهوى |
|
أن تقرءوا يا سيدي كـتـبـي |
وله شعر جيد موجود في أيدي الناس، والتمار هذا من المعروفين فيمن حوى جودة الطبع وقلة التكلف.