حدثني أحمد بن زياد الفارسي قال: قال لي الأخيطل: أنشدت يوماً أبا تمام شيئاً من شعري فقال لي: اذهب إذا شئت فليس للناس بعدي غيرك.
وحدثني أبو يعقوب البصري قال: كان الأخيطل المعروف ببرقوقا يبيع الفلوس بباب الكرخ وهو من المجيدين المحسنين، ومما روينا له واستملحنا له:
أما ترى كيف ظرف ذا اليومِ |
|
وكيف سالت مدامع الغـيمِ |
وكيف طاب الثرى ببلتـه |
|
وهب نواره من الـنـومِ |
لو أنه سيم لاشتراه بنو الل |
|
هو ولوكان غالي السـوم |
وعاند الصب والمنادم والعا |
|
شق في مقلتيه ذا اللـومِ |
وله أيضاً:
أيا كبداه من غصص الفراق |
|
وحب ما أراه ومـا أُلاقـي |
له صدغان معقوفان، مـنـه |
|
بنات القلب تجنح في السباق |
على خد يجمش وجـنـتـيه |
|
عناقيد مزرفنه الـبـطـاق |
تلاحظه العيون بكـل وجـه |
|
ولكن لا سبيل إلى التلاقـي |
يتيه بصـدره رمـان ثـدي |
|
على عكن تفتح عن نطـاق |
تعاوره الحواضـن كـل يوم |
|
بمسح العارضين إلى التراقي |
أقول له وقد أودى بقـلـبـي |
|
سقام ما يفتر عن خنـاقـي |
أيا قمر القبيلة من لـصـب |
|
أسير الحب أصبح في وثاق |
وله البيت العجيب في تشبيه المصلوب الذي ليس لأحد مثله في قوله:
كأنه عاشق قد مد بسطـتـه |
|
يوم الفراق إلى توديع مُرتحلِ |
أو قائم من نعاس فيه لوثـتـه |
|
مواصل لتمطيه من الكسـلِ |