أخبار القصافي واسمه عمرو

حدثني السكز بن محمد الأنباري قال: رأيت هداب بن يحيى التميمي يسأل محمد بن واصل في ابن أبي سليمان الهاشمي، وكان ختن هداب يتعافى له عن جرم اجترمه. فقال له ابن واصل: لا ولا كرامة، والله لا عفوت عنه، ولا عفوت عنه، ولا قصرت في تأديبه. فأقبل هداب يبكي بكاء شديداً، حتى ضحك الناس من فرط بكائه مع طول لحيته. فالتفت ابن واصل إلى القصافي، ونظر إليه مبتسماً. فقال القصافي أصلح الله الأمير، إن قلت في بكائه بيتين نادرين فما لي؟ قال: علي كرامتك. فأنشأ يقول:

دمعه يجري على ذقنـه

 

قائماً يبكي على ختنـهْ

ليس يدري من رقاعتـه

 

ما قبيح القول من حسنه

ومما يستحسن للقصافي قوله:

آلفني الدرب حب سـاكـنـه

 

والحب يدعو الهوى الذي نصبا

لو كان درب بكى لمكـتـئب

 

أو رق أو كان بلغ الكـتـبـا

بلغ كتبي ورق لـي وبـكـى

 

وكان لي عند سيدي سـبـبـا

يا ظبي عبد الحميد ما صنعـتْ

 

عيناك بالقلب؟ أورثت كربـا

من نظرة عدت من مغبتـهـا

 

حيران صب الفؤاد مكتـئبـا

طرفي دعاني إليك عن قـدر

 

يا شؤم طرفي علي، ما جلبا؟

أسترزق الله منـك لـي مـقة

 

يوماً لأقضي من وصلك الأربا