أخبار الناشئ

واسمه عبد الله بن محمد، وكنيته أبو العباس.

حدثني أيوب بن عمر الأنصاري قال: اجتمع أبو العباس الناشئ، مع عدة إخوان على الشراب في بعض المتنزهات، ومعهم قينة محسنة، فاقترح بعض القوم عليها هذا الصوت: أدير المدام ولا بد لي

حماية دين الله من كـل شـانـئ

 

أم الجود بالدنيا كلا ذين مفـخـرُ

إلى الله أشكو والوزير مـذلـتـي

 

ببغداد والدنـيا ربـيع مـبـكـر

مقيماً على التعطيل يومـاً ولـيلة

 

بلا عوذة شيطانـهـا يتـنـمـر

أنا الربعي الوائلي الذي قـضـت

 

لآبائه بالفخـر عـك وحـمـير

ولا رحمي أغنت فتيلا ولا شفـت

 

عليلا، ولا عودي بظلك أخضـر

وها أنا والقربـى طـلـيح بـذلة

 

وأنتم فأنتم إن هـذا لـمـنـكـرُ

ولو كنت من غوري تهامة لم يجب

 

ضياعي لديكم والقـرابة تـذكـر

إذا أنت لم تعد التي تستطـيعـهـا

 

إلى غيرها قالوا كـريم مـعـذر

ومن غر آيات الوزارة فـعـلـه

 

بمثلي وإلا فهو مـلـكٌ مـزور

فلم يمس يومه حتى حمل إليه أربعمائة دينار، وقاد إليه دابة فارهة. وحمل إليه ثياباً.

ومما يستحسن له:

أظننت أن الملك يطرح حبله

 

بيديك أو قلدت أمرك صاعدا

وهي قصيدة جيدة حسنة طويلة، وشعره كله جيد، ولو استقصينا كل شعره وقصائده لخرج كتابنا عن حده. والله المستعان.