حدثني ابن أبي المنذر قال: قال لي الحسين بن دعبل: سمعت أبي دعبل بن علي بن رزين يقول: عمرو القصافي مولى لبني ربيعة بن كلب بن زيد بن تميم.
وقال الحسين: سمعت أبي يقول: كان عمرو القصافي يقول الشعر ستين سنة، ولم يقل شيئاً جيداً غير بيت واحد، وهو قوله:
خوص نواج إذا حث الحداة بها |
|
رأيت أرجلهـا قـدام أيديهـا |
ومما يستحسن له من غزله قوله في قصيدة طويلة:
إن الخليفة عدل في حكومتـه |
|
فامضي إلى بابه أني موافـيك |
وأرجعي لي فؤاداً قد ذهبت به |
|
يا أبين الناس ظلماً في تباريك |
لقد ظلمت أخا جود ومكـرمة |
|
وقد مريت فتى ما كان يمريك |
أراك يا زينة الدنيا وبهجتـهـا |
|
تنسين من ليس في حال بناسيك |
كأن راحا وتفاحاً يخـالـطـه |
|
حب القرنفل بعد النوم في فيك |
للناس دين، ودنيا يشغلون بهـا |
|
وما لنفسي شغل غير ذكـرك |
وله أيضاً:
يا شبيه القضيب حسـنـاً وقـدا |
|
وبديعاً أخدى إلى الصب وجـدا |
أنت في الحسن والملاحة والغن |
|
ج وكل البهاء قد صرت فـردا |
أنا أصبحت يا مناي وسـؤلـي |
|
روجائي لحسن وجهك عـبـدا |
فأجرني من القلى واعف عنـي |
|
واسقني من رضاب ريقك شهدا |