واسمه أحمد بن إسحاق لا يعرف إلا بالخاركي حدثني أبو جعفر محمد بن عمر قال: حدثني ابن الداية قال: قال لي أبو نواس: ما مجنت ولا خلعت العذار حتى عاشرت الخاركي فجاهر بذلك ولم يحتشم فامتثلنا نحن ما أتى به وسلكنا مسلكه، ونحن ومن يذهب مذهبنا عيال عليه.
ومن شعره السائر قوله:
لما أتوني بنار مـن شـرابـهـم |
|
يدعى الطلاء صليباً غير خـوار |
أظهرت نسكا وقلت الخمر أكرهها |
|
والله يعلم أن الخمر إضـمـاري |
آلي زعيمهم بالله: قد طـبـخـت |
|
يريد مدحتها بالـشـين والـعـار |
فقلت من ذا الذي بالنار عذبها |
|
لا زحزح الله عنه كية النار |
وله أيضاً:
ذهب في ذهـب را |
|
ح بها غصن لجين |
فأتـت قـرة عـين |
|
في ندى قرة عيني |
مرحباً بالراح والرا |
|
ئح من ريحانـتـين |
ألفا إلفين شكـلـي |
|
ن معاً مؤتلـفـين |
لا جرى بيني ولا بي |
|
نهما طـائر بـين |
بل غنينا ما بقـينـا |
|
أبداً معـتـنـقـين |
في صبوح وغبـوق |
|
لم نبع نقـداً بـدين |
ومما يستملح له أيضاً:
يضحك محـلـول بـمـربـوط |
|
ضحك رخي البال مـغـبـوط |
يضحك من شجو فتـى عـاشـقٍ |
|
صب بريح الحـب مـقـمـوط |
دلـهـه حـب رشـاً أحــورٍ |
|
أحوى غضيض الطرف محطوط |
يقول للـبـلـوى إذا أقـبـلـت |
|
برأس من يعشقنـي خـوطـي |