أخبار أبي خالد المهلبي

اسمه يزيد بن محمد، وهو من ولد المهلب بن أبي صفرة. وكان ينزل الشام ثم انتقل إلى مدينة السلام. حدثني ابن هامان قال: حدثني أبو الأخوص الكوفي قال: عن بعض الكتاب قال: قال لي أبو خالد المهلبي: دخلت يوماً على صديق لي من أهل بغداد أسلم عليه، وعنده، وعنده ابنان له شابان، وإذا هما أرقع خلق الله، وأخذا يتكلمان بكل حماقة وكل محال. وأبوهما ينظر إليهما ويتعجب منهما، فأردت أن أسرى عنه فقلت: سبحان الله ما أطيب كلامكما! فقال الأب: إن كنت كاذباً فرزقك الله مثلهما.

قال أبو العباس: كان أبو خالد هذا من فحولة المحدثين ومجيديهم، وشعره قليل جداً، ومما رويناه له هذه:

قالوا تمن، فقلت: القوتَ فـي دَعة

 

ببطن مرة لا وحل ولا سـهـك

بطن إذا افترش المسكين تربـتـه

 

رأيت أنظف فرش يفرش الملـك

لي حرة من عباد اللـه صـالـحة

 

لا الجار تؤذي ولا الإسلام تنتهكُ

والصقر والكلب إما كنت ذا جلـدٍ

 

وإن ضعفت فريشي الدبق والشبك

وطائرات على بـرج مـطـوقة

 

كأنما ريشها السمور والـفـنـك

وإن يفاجئك أضاف أتـاك لـهـم

 

مقلو بسر به البرنـي ينـعـلـك

في منزل لم يكن من مكسب سحت

 

لا يخاف به مـن عـامـل درك

تسلم النسك للنـسـاك خـلـوتـه

 

ويستر الفتك من قوم إذا فتـكـوا

يا منزلاً لم يساعدني الزمـان بـه

 

ولم يدر لي بأن أحيا به الفـلـك

لقد تمنيت عيشـاً لـيس يعـرفـه

 

إلا بصير بطيب العيش محتـنـك