الباب الأول: في الخلق وذكر أحوال الفطرة وما يتصل بها

فصل في الخلق

يقال برأ الله الخلق، وفطرهم، وجبلهم، وخلقهم، وأسرهم وذرأهم، وأنشأهم، وكونهم، وصورهم، وسواهم، وأوجدهم، وأحدثهم، وأبدعهم، وأبدأهم. وهو الخلق، والخليقة، والعالم، والكون، والبرية، والانام بالقصر والمد، والورى. ويقال صاغ الله فلانا صيغة حسنة، وخلقه خلقاً سوياً، وأسره أسرا شديدا، وأفرغه في قالب الكمال، وخلقه في أحسن تقويم، وكونه من أجمل الناس صورة، وأكملهم خلقة، وآنقهم شكلا، وأحسنهم هيئة، وألطفهم نشأة، وأعدلهم تكوينا، وأكرمهم طينة، وأسلمهم فطرة، واشدهم بنية، وأقواهم جبلة، وجبلة. وتقول طبع فلان على الكرم، وجبل على الأريحية، ونحت على المرؤة، وطوي على الشر، وبني على الحرص، وركب في طبعه البخل، وركز في طبيعته الجبن، وان فلانا لرجل كريم الخليقة، حر الضريبة، لدن الصريمة، سمح الغريزة، لطيف الملكة، جميل المناقب، حلو الشمائل. وإنه ليفعل ذلك بجبلته، وطبعه، وطبيعته، وخلقه، وسجيته، وسجيحته، وسليقته، وشنشنته، وشيمته، وخيمه. ويقال فلان ميمون النقيبة، وميمون العريكة، أي الطبيعة.

فصل في قوة البنية وضعفها

يقال رجل قوي البنية، شديد الأسر، مستحكم الخلقة، مجتمع الخلق، معصوب الخلق، مجدول الخلق، مدمج الخلق، ومندمج الخلق، وثيق التركيب، ضليع، مرير، متماسك، وانه لذو مرة، وانه لمرير القوى، وممر القوى، ملزز الخلق، مكتنز اللحم، صلب العضل، متين العصب، شديد البضعة، مدمج الأعضاء، موثق الآراب، شديد الأضلاع، غليظ الألواح، سبط القصب، شديد الأوصال، فعم الأوصال، شديد المفاصل، مكرب المفاصل، ريانالمفاصل، عبل الذراعين، مفتول الساعدين، عريض المنكبين، تام الخلق، وافي الشطاط، عظيم البسطة، ضخم الآراب، ضخم التقطيع. وان في خلقه لقوة، وشدة، ووثاقة، وضلاعة، ومتانة، وصلابة. وانه لرجل بتع أي شديد المفاصل والمواصل، ورجل عظيم الأجلاد والتجاليد، وهي جماعة الشخص، ورجل مصك، أي قوي شديد الخلق، ورجل خشب أي في جسده صلابة وشدة عصب، وانه لذو وجرة أي عظيم الخلق، وانه لرجل أبد وهو العظيم الخلق المتباعد بعضه من بعض.

ويقال في خلاف ذلك هو خوار، هشيم، منين، ضعيف الخلق، ضعيف البنية، قمئ، ضاوي، قضيف، مطروق، نحيف البدن، رقيق البدن، ضئيل الجسم، صغير الجثة، دميم الشخص، دميم الأعضاء، دقيق العظام، دقيق الشوى، هش العظام، رخو العظام، خرع العظام، خرع المفاصل، رخو الفقار، رهن اللبات، رهل البآدل، مترهل العضل، مسترخي المفاصل، مرتهك المفاصل، سرق المفاصل، ومنسرقها، وقد سرقت مفاصله، وانسرقت، وهو منسرق القوى، خائر القوى، مسلوب المنة. وإن به لضعفا، وضوى، وقضافة، ونحافة، ورقة، وضآلة، ودمامة، ورهلا، وسرقا، وخورا. ويقال هو ضئيل الأجلاد كما يقال عظيم الأجلاد، وفلان ما يصدغنملة من ضعفه. وانه لسقط، ناقص الخلق، مخدجالخلق، اكشم، مودون، ومودن، زمن، معوه، مؤوف، أكسح، مقعد، سطيح، مخبول. وبه خداج، وكشم، وزمانة، وعاهة، وآفة، وكسح، وكساح، وقعاد، وخبل. ويقال فلان نقد بالكسر وهو القليل الجسم البطئ الشباب، وانه لبحدري، ومقرقم، وهو الذي لا يشب، وهو غلام مقصوع، وقصيع، وقصع، وانه لكادي الشباب، كل ذلك بمعنى، وقد قصع بضم الصاد وكسرها، وقصع الله شبابه، وأكدى الله شبابه.

فصل في حسن المنظر وقبحه

يقال فلان جميل المنظر، جميل الخلق، حسن الصورة، وضئ الطلعة، ووضآؤها، صبيح الوجه، واضح السنة، غرير الخلق، أغر الطلعة، أبلج الغرة، ازهر اللون، مشرق الجبين، وضاح المحيا، رقيق البشرة، صافي الأديم، مليح القسمة، حسن الملامح، حسن الشكل، ظريف الهيئة، بديع المحاسن، مفرط الجمال، سوي الخلق، مطهم الخلق، حسن الحلية، أهيف القد، سبط القوام، معتدل الشطاط، معتدل الأعضاء، متناسب الأعضاء، مختلق الجسم، لطيف الخلق، حسن التقطيع. وقد أفرغ في قالب الجمال، ووسم بميسم الحسن، وتسربل بالملاحة، وارتدى بالظرف، وترقرق في وجهه ماء الجمال، ولاحت عليه ديباجة الحسن. وانه لقسيم، ووسيم، وانه لقسيم وسيم، وانه لقسيم الوجه، ومقسم الوجه، ذو حسن بارع، وجمال رائع، ورونق معجب، وبهاء مؤنق، وهو من ذوي الهيئات، ومن أهل الرواء، وان له رؤاء باهرا، وجهارة رائعة، وشارة حسنة، وبزة لطيفة، وهيئة جميلة. وقد رأيت له نضرة، وزهرة، وأنقا، ورونقا، وقسامة، ووسامة، وصباحة، وملاحة، ووضاءة، وطراءة، وغضاضة، وبضاضة، وروعة، وبهجة. وفلان شاب طرير، غيساني، وغساني، وانه لرجل مقذذ، وهوالحسن النظيف الثوب يشبه بعضه بعضا. وبنو فلان شباب روقة، غر المعارف، بيض المسافر، حسان الحبر والسبر، كأنهم اللؤلؤ المكنون، يملكون الطرف، ويملأون العين حسنا.

وتقول امرأة فتانة المحاسن، بارعة الشكل، حسنة الأعضاء، مليحة المعارف، لطيفة التكوين، جميلة المجرد، حسنة المحاسر، بضة القشر، واضحة الليات، رفافة البشرة، لدنة المعاطف، ممشوقة القد، رشيقة القد، هيفاء القوام، محطوطة المتنين، عبلة الساعدين، طفلة الكفين، طفلة الانامل، طفلة البنان، تلعاء الجيد، بعيدة مهوى القرط، حوراء العينين، دعجاء الحدق، كحلاء الجفون، وطفاء الأهداب، ساجية الطرف، فاترة اللحظ، أسيلة الخد، ذلفاء الأنف، لا تفتح العين على أتم منها حسنا، ولايقع الطرف على أجمل منها صورة، كأنها خوط، بان، وكأنها قضيب خيزران، وكأنها ظبي من ظباء عسفان، ورئم من آرام وجرة، ومهاة من مها الصريم، وجؤذر من جآذر جاسم، وكأنها دمية عاج، وكأنما هي دمية من دمى القصور، وحورية من حور الجنان. وقد قرأت في وجهها نسخة الحسن، وإنما هي الحسن مجسما، والجمال ممثلا. ويقال فلانة تغترق الأبصار أي تشغلها بالنظر إليها عن النظر الى غيرها لحسنها، ولفلانة ملآءة الحسن وعموده وبرنسه أي بياض اللون وطول القد وحسن الشعر. وتقول على فلانة مسحة من جمال، وروعة من جمال، أي شيء منه. وعليها عقبة الجمال أي أثره وهيئته. وهي ذات ميسم أي عليها أثر الجمال. وانها لحسنة شآبيب الوجه وهي اول ما يظهر من حسنها لعين الناظر إليها.

ويقال في ضد ذلك هو قبيح المنظر، بشع المنظر، فظيع المنظر، قبيح الصورة، دميم الخلقة، شنيع المرآة، مسيخ، مشوه الخلق، متخاذل الخلق، متفاوت الخلق، متخاذل الاعضاء، جهم الوجه، شتيم المحيا، كريه الطلعة، كريه الشخص، سيء المنظر، سمج المنظر، قبيح الهيئة، قبيح الشكل، قبيح الملامح، كريه المتوسم، منكر الطلعة، جافي الخلقة. وإنه لتبذأه النواظر، وتنبو عن منظره الأحداق، وتتفادى من شخصه الأبصار، وتغض عن مرآته الجفون، وتقذى به النواظر، وتلفظه الآماق، ولا يقف عليه الطرف. وان به قبحا، وشناعة، وبشاعة، وفظاعة، ودمامة، وشتامة، وجهومة، وسماجة. وهو اقبح خلق الله صورة، وأقبح من الجاحظ، وأقبح من القرد، وأقبح من أبي زنة وهي كنية القرد. وانما هو صورة العيوب، ومثال المساوئ، ومجتمع المقابح، وما هو الا هولة من الهول وذلك إذا تناهى في القبح والهولة ما يفزع به الصبي. ويقال ان فلاناً لمشنأ بفتح الميم أي قبيح وان كان محببا، يستوي فيه الواحد وغيره مذكرا ومؤنثا. ويقال ان في هذه الجارية لنظرة إذا كانت قبيحة، وفي وجه فلانة ردة، وفي وجهها بعض الردة وهي القبح اليسير وذلك إذا كانت جميلة فاعتراها شئ من الخبال.

فصل في السمن والهزال

يقال رجل سمين، تار، عبل، لحيم، شحيم، ربيل، جسيم حادر، خدل، بدين، وبادن، ومبدان، متداخل الخلق، متراكب اللحم، مكتنز العضل، غليظ الربلات، ضخم الجثة، ممتلئ البدن، سمين الضواحي. وانه كدن، وذوكدنة، وذوجبلة، وانه لحسن الكدنة، جيد البضعة، خاظي البضيع. وقد تر الرجل، وحدر، وتربل لحمه، وتراكب، واكتنز، وامتلأ. وان به لسمنا، وترارة، وعبالة، وجسامة، وحدارة، وخدالة، وربالة، وبدانة. ويقال رجل بدين بطين، ومبدان مبطان، إذا كان سمينا ضخم البطن، ورجل مفاض أي واسع البطن أو إذا اتسع اسفل بطنه، وقد انداح بطنه أي اتسع، وكذا إذا انتفخ وتدلى من سمن او علة، ورجل حابي الشراسيف إذا كان مشرف الجنبين، وامرأة شبعى الوشاح إذا كانت مفاضة ضخمة البطن، وشبعى الدرع إذا كانت ضخمة الخلق، وامرأة عضلة إذا كانت مكتنزة سمجة، ورجل مطهم إذا كان سمينا فاحش السمن، وقد استغار الشحم فيه أي كثر وتفشى، وانه لمتفقئ شحما، وكأنما دم بالشحم دما، وانه لقطيع القيام أي منقطع القيام لسمنه، وقد غرا السمن قلبه يغروه غروا أي لزق به وغطاه. ويقال رجل مجماج إذا كان كثير اللحم غليظه، ورجل بجباج وبجباجه إذا كان سميناً ثم اضطرب لحمه واسترخى وقد تبجبج لحمه، وهو رهل الجسم وبه رهل إذا كان سمينا في رخاوة. ويقال بفلان مسحة من سمن أي شيء منه.

ويقال وجه مطهم وهو المنتفخ في استدارة واجتماع، ووجه جهم وهو الغليظ المجتمع السمج، ووجه ريان وهو الغليظ الكثير اللحم وهو مذموم. وجفن ألخص، وأبخص، أي لحيم منتفخ، وكذلك رجل ألخص وأبخص أي منتفخ الجفن. الا ان اللخص في الجفن الاعلى والبخص في الاسفل. وشفة هدلاء أي غليظة مسترخية. وعتق غلباء أي غليظة اللحم، ورجل أغلب إذا كانت عنقه كذلك. وساعد فعم، وغيل، وريان، أي سمين غليظ. وكذلك مفصل ريان، وهو ريان المفاصل، وهي ريا المفاصل، وقد ارتوت مفاصله، وتروت. وفخذ لفاء أي مكتنزة ضخمة، ورجل ألف إذا تدانى فخذاه من السمن. ويقال رجل ابد إذا تباعد فخذاه من كثرة لحمهما، ورجل أحدر إذا كان ممتلئ الفخذين مع دقة أعلاه. وساق خدلة، وغامضة، أي سمينة ممتلئة. ومرفق وكعب أدرم إذا غطاه الشحم واللحم حتى خفي حجمه، وامرأة درمآء إذا كانت لا تستبين كعوبها ومرافقها، وهي درمآء المرافق، ودرماء الكعوب، وغامضة الكعوب. وقدم كرشاء إذا كثر لحمها واستوى اخمصها وقصرت اصابعها، وقدم حبنآء وهي الكثيرة لحم البخصة، ورجل أمسح القدم إذا كانت قدمه مستوية لا أخمص لها. ويقال امرأة خدلاء أي ممتلئة الذراعين والساقين، وهي خرساء الأساور، وخرساء الدمالج، وخرساء الخلاخل، وشبعى الخلاخل، وغامضة الخلاخل، وكظيم الحجل، وخرساء الحجول، كل ذلك من الكناية.

ويقال في ضد ذلك رجل ضامر، مهزول، وهزيل، شخت، ساهم، منقوف، نحيف، قضيف، ضئيل، نحيل، وناحل، ضاوي، خاسف، ضارع، أعجف، منهوك الجسم، معروق، ومعروق العظام، بادي العظام، منقف العظام، دقيق الشبح، نحيل الظل. ويقال رجل مهلوس إذا كان يأكل ولا يرى أثر ذلك في جسمه. ورأيت فلاناً ضارع الجسد، منخرط الجسم، ساهم الوجه، منقوف البدن، لاصب الجلد، متضمر الوجه، وقد اختل لحمه إذا نقص وهزل، ولصب جلده إذا لزق بالعظم، وتضمر وجهه إذا انضمت جلدته هزالا. وتقول شفه المرض والحزن، وطواه، وهزله، وخدده، وأضمره، وأنحفه، وأنحله، وأضواه، وأعجفه، وأضرعه، وهلسه، وأذهب لحمه، وأذاب شحمه، وبرى جثمانه، وتركه كالشن، وغادره عظاماً تتقعقع، وغادره جلداً على عظام. وقد اصبح كالخلال، واصبح مثل الخيال، وعاد كهلال الشك. وان به شفوفا، وضمورا، وضمرا، وهزالا، وشخوتة، وسهاما، ونحافة، وقضافة، وضآلة، ونحولا، وضوى، وعجفا، وضروعا. وتقول بفلان مسحة من هزال كما تقول به مسحة من سمن أي شيء.

ويقال رجل رشيق، أهيف، ممشوق، ومشيق. وانه لرشيق القد، أهيف القامة، ممشوق القوام، مرهف الجسم، رقيق البدن، منطوي البطن، ضامر البطن، مهضم البطن، هضيم الكشح، مخصر الكشح، لطيف الكشح، لطيف الجوانح، طاوي الحشا، مخطوف الحشا. وانه لمسمور الجسم أي قليل اللحم شديد أسر العظام والعصب. وانه لظمآن المفاصل إذا كانت مفاصله صلابا لا رهل فيها. ويقال امرأة مبتلة أي لم يتراكب لحمها، وهي ذات خصر مبتل، وبتيل. وهي امرأة ضامرة الموشح، غرثى الوشاح، جائلة الوشاح، سلسلة الوشاح، كل ذلك بمعنى ضمور الخصر.

ويقال وجه ظمآن، وأعجف، أي معروق وهو نقيض الريان، ووجه سهل، ومصفح، أي قليل اللحم، ووجه مخروط، ومسنون، إذا رق واستطال وهو نقيض المطهم. وعين ظميآء أي رقيقة الجفن. وكذلك شفة ظميآء، ولثة ظميآء، وعجفآء، أي قليلة اللحم. ويقال امرأة مسحآء الثدي إذا لم يكن لثديها حجم. ورجل ممسوح العضد إذا لم يكن على عضده لحم. ورجل عاري الاشاجع أي قليل لحم الكف، والأشاجع اصول الاصابع المتصلة بعصب ظاهر الكف. ورجل أرسح، وأزل، وأمسح، إذا لم يكن على فخذيه لحم، وانه لناسل الفخذين. ورجل ممسوح الأليتين إذا لزقت أليتاه بالعظم ولم تعظما. ورجل حمش الساقين، وأحمش الساقين، وأظمى الساقين، أي دقيقهما. ورجل منخوص الكعبين بالنون أي معروقهما، ومبخوص القدمين بالبآء أي قليل لحمهما.

ويقال رجل قصد أي ليس بالنحيف ولا الجسيم، وهو رجل صدع بفتحتين أي بين السمين والهزيل، وكل شيء بين شيئين فهو صدع. وتقول ابتل الرجل، وتبلل، وثاب اليه جسمه، إذا حسنت حاله بعد الهزال.

فصل في الطول والقصر

يقال رجل طويل، وطوال بالضم، سكب، صقب، شطب، ومشطوب، ومشطب، مشذب، طويل القامة، طويل الامة، وطويل القلة، سبط الجسم، مديد القامة، بسيط القامة، طويل النجاد، تام الطول، تام الشطاط، وافي التقطيع. فان زاد طوله فهو طوال بالضم والتشديد، وهو طويل بائن، وبائن الطول، وهو رجل عملاق، مفرط الطول، فاحش الطول. وفلان كأنه الرمح، وكأن قده قد القناة، وهو أطول من ظل الرمح، وأطول من شهر الصوم، وكأنما هو سارية، وكأنه عيدانة النخل، وكأنه النخلة السحوق، وكأن ثيابه في سرحة، وكأنه عوج بن عوق، وانه ليفرع الناس طولاً أي يعلوهم ويطولهم، ورأيته وقد غمر الجماجم بطول قوامه. ويقال رجل مضطرب الخلق إذا كان طويلا غير شديد الأسر، ورجل خطل، ومتماحل، أي طويل مضطرب، ورجل أسقف وهو الطويل في انحنآء. ويقال ان فلاناً لأهوج وهو الطويل في حمق، وانه لأهوج الطول.

ويقال في ضد ذلك رجل قصير، وقصير القامة، متردد، دحداح، قزمة، متآزف، وانه ملتآزف الخلق، متقارب الخلق، متداني الخلق، متقارب الأطراف، قصير الخطى، وقصير الخطو. فان زاد قصره فهو حنزاب، ثم بحتر، فان زاد ايضاً فهو نغاش ونغاشى بضم اولهما وهو القصير جداً اقصر ما يكون. فان كان قصيرا حقيرا فهو دمة، ودنمة. فان كان قصيرا في غلظ فهو حادر، ومكتل. وفي فقه الثعالبي إذا كان مفرط القصر يكاد الجلوس يؤاذيه فهو حنتأ وحندل. عن الليث وابن دريد، فاذا كان القيام لا يزيد في قده فهو حنزقرة عن الاصمعي. وتقول رجل مزلم ومزنم وهو القصير الخفيف الظريف، ورجل مقذذ مثله وهو المزلم الخفيف الهيئة.

ويقال فيما بين ذلك هو ربع، وربعة، وربعة القوام، وهو ربعة بين الرجال، وهو مربوع القامة، ومربوع الخلق. وتقول هو ربعة الى الطول، وربعة الى القصر، إذا كان بين الربعة والطويل او الربعة والقصير. ويقال هو صدع بين الرجال أي متوسط بين الطويل والقصير وتقدم قريبا. ويقال وجه مسنون، ومخروط، إذا طال في رقة، ورجل مخروط الوجه ومخروط اللحية إذا كان فيهما طول من غير عرض. وانه لرجل أسبل اللحية إذا كان طويلها، وكذلك أسبل العينين إذا كان طويل الاهداب، وعين سبلآء. وخد أسيل إذا كان طويلا مسترسلا غير مرتفع الوجنة، وخد أسجح أي سهل طويل قليل اللحم واسع. وخد جعد أي قصير مجتمع وهو خلاف الأسيل. ورجل أخطم أي طويل الأنف. وأرنبة واردة أي طويلة مقبلة على السبلة. ويقال رجل وارد الآرنبة أي طويل الأنف وهو من الكناية. وأنف أجزم أي قصير وهو قصر فيه قبيح مع انفتاح المنخرين، ورجل مقعد الأنف أي في منخريه سعة وقصر. وأذن شرفآء، وخطلآء، أي طويلة مشرفة، وأذن سكآء أي قصيرة لازقة بالرأس، ورجل أشرف، وأسك. وعتق جيداء، وتلعاء، وتليعة أي طويلة، وعنق وقصاء أي قصيرة، ورجل أجيد، وأتلع، وتليع، وأوقص. ويقال رجل مسترق العنق أي قصيرها. ومن الكناية امرأة بعيدة مهوى القرط أي بعيدة ما بين شحمة الأذن والعاتق كناية عن طول العنق. ورجل قصير الأخدعين أي قصير العنق، والأخدعان عرقان فيها. ويقال رجل سبط الأنامل أي طويل الأصابع. ورجل اكزم الأصابع أي قصيرها، ويد كزماء إذا كانت اصابعها كذلك، ورجل اقفد إذا كان كزاليدين والرجلين قصير الاصابع. ورجل خطل القوائم أي طويلها. وقدم ملسنة أي فيها طول ودقة كهيئة اللسان، وقدم جعدة أي قصيرة، ورجل ملسن القدمين، وجعد القدمين. ويقال قدم كرشاء إذا كثر لحمها واستوى أخمصها وقصرت اصابعها وقد ذكر.

فصل في الأطوار والاسنان

تقول قد كان ذلك في صبائه، وحدثانه، وآنفته، وفي صدر أيامه، وأول نشأته، وفي حداثة سنه، وطرآءة سنه، وحين كان وليدا، وإذ هو حدث، وحديث السن، وغض الحداثة، وغريض الصباء. ورأيته غلاما أمرد، دون البلوغ، ودون الإدراك، ودون الحلم، ودون المراهقة. وقال فلان الشعر وهو صبي، وفعل ذلك وهو لم يبلغ الحلم، ولم يبلغ مبالغ الرجال. وتقول ترعرع الصبي إذا تحرك للبلوغ، وراهق، وأخلف، وألم، إذا قارب البلوغ، وقد ناهز الإدراك، وناهز الحلم، وراهق الحلم، وشارف الاحتلام، أي قاربه. وتقول قد بلغ الغلام، وأدرك، واحتلم، وبلغ الحلم، ونشأ، وشب، وفتي، وأيفع. وقد ارتفع عن سن الحداثة، وجاوز حد الصغر، وبلغ سن الرشد، وسن التكليف، وصار في حد الرجال. ويقال بلغ الغلام الحنث أي الحلم ووقت المؤاخذة بالذنب وهو من الكناية. وانه لغلام بالغ، وناشئ، وغلام يافع، ولا يقال موفع، وهم غلمان نشأ بفتحتين، وغلمان يفعة، وأيفاع، وهم أيفاع صدق. وعرفت فلانا وهو شاب، وفتى، واذ هو فتى، وفتى السن، واذ هو فتى ناشئ، وشاب طرير، وكان ذلك الأمر في شبيبته، وفي شبابه، وفي فتائه، وولد لفلان في فتائه. ويقال غلام شابل وهو الممتلئ البدن نعمة وشبابا، وقد شبل في بني فلان أي ربا وشب ولا يكون الا في نعمة. ويقال للغلام إذا اسرع شبابه وسبق لداته قد غلا به عظم، وكذلك الجارية، والاسم من ذلك الغلواء وهي سرعة الشباب. والغلواء ايضا اول الشباب وشرته يقال فعل ذلك في غلواء شبابه. وتقول قد عذر الغلام، واختط، وعذر خداه، وخط وجهه، وبقل وجهه، وخرج وجهه، وطر شاربه، ونبت عذاره، وخط عذاره، وخط عارضاه، وخط السواد في عارضيه، كل ذلك إذا بدا الشعر في وجهه. ويقال التف وجه الغلام إذا اتصلت لحيته. وتقول فلان في شرخ شبيبته، وفي أفرة الشباب، وعفرته، وعنفوانه، وريعه وريعانه، وإبانه، وحدثانه، وغيدانه، وغيسانه، وغسانه، وغلوائه، وميعته، وآنفته، وروقه، وريقه، ورونقه، وطراءته، وطرارته، وترارته، وغضارته، ونضارته، وهو مقتبل الشباب، وموئتنف الشبيبة، كل ذلك بمعنى اول الشباب. وهو شاب غيساني، وغساني، وهو الجميل كأنه غصن في حسن قامته واعتداله، وشاب غداني، وغداني الشباب، وهو الناعم الطريء، وكذلك شاب أملد، وأملداني. وهو غض الشباب، وغض الإهاب، بض الجسم، لدن القوام، ريان الشباب، رخص الجسد، رخص البنان، ناعم الأطراف. ولقيته وهو في ظل الشباب، ورونق الشباب، وربيع العمر، وفي مرح الشباب، وملد الشباب، وفي ميعة النشاط. وانه ليختال في برد الشباب، ويخطر في مطارف الشباب، ويميس في رداء الشباب، وقد ترقرق في عطفيه ماء الشباب. ويقال فلان في حميا الشباب، وفي غرب الشباب، أي في حدته ونشاطه، واني أخاف عليك غرب الشباب. وتقول قد استحار شباب الرجل، وتحير، أي تم وامتلأ، ورأيته وهو ممتلئ قوة وشبابا، ولقيته بشحم كلاه أي بحدثانه ونشاطه. ويقال استوى الرجل، واجتمع، وبلغ أشده، وعض على ناجذه، وعلى ناجذيه، وعض على ناجذ الحلم، إذا تناهى شبابه وبلغ كمال البنية والعقل. ورجل مستوٍ، ومجتمع، ومجتمع الأشد. وتقول قد كبر الرجل، وأسن، وشاخ، وهرم، وولى، وعلته كبره، ومسه الكبر، وبلغه الكبر، وبلغ من الكبر عتيا، وعلت سنه، وارتفعت سنه، وطعن في السن، وشابت أترابه. وقد ناهز الخمسين، وحبا للخمسين، وهدف لها، وحياها، أي قاربها. وأخذ بعنق الخمسين، وبمخنق الخمسين، أي اولها. وأربى على الخمسين، وأرمى، وأوفى، وذرف، ونيف، وأرذم، أي زاد. وهو اخو خمسين، واخو تسعين، وهو أسن من فلان، واسن منه بكذا سنين. ويقال ناهز فلان العمرين إذا قارب الثمانين، ولبس العمائم الثلاث أي الشعر الأسود ثم الأشمط ثم الأبيض كناية عن بلوغه غاية السن. وان فلانا لرجل كنتي أي مسن يقول كنت كذا وكنت كذا. وتقول قد عمر الرجل، وكلأ عمره، ومد له في العمر، وتنفس به العمر، أي طال عمره وتأخر. وجعل الله في عمرك متنفسا، وبلغك الله أنفس الأعمار، وأكلأ العمر، أي اطوله. وفسح الله في مدتك، ومد في عمرك، وفسح الله لك في البقاء، وأمتع الله بك، وملاك عمرك، وأملاكه، أي اطاله ومتعك به. وأنسأ الله في أجلك، وأنسأ الله أجلك، أي مد فيه وأخره. واللهم زدني نفساً في أجلي أي سمعة ومتنفسا. وتقول قد تقضى شباب الرجل، وأدبر شبابه، وأخلق شبابه، وذوى شبابه، وأخلقت جدته، وذهبت طراءته، وذهبت بلته، وذوى عوده، وخوى عموده، واعوجت قناته، وتقوست قناته، وانحنى صلبه، وانآد صلبه، وانخزع متنه، ورق جلده، ودق عظمه، ووهن عظمه، وفني شبابه، ونضب معين شبابه، ورث برد شبابه، وأنهار جرف شبابه، وذهبت تلية شبابه أي بقيته. وقد برى الدهر عظمه، وألان شرته، ونقض مرته، وألان عريكته، ورده على حافرته، وعركه عرك الأديم. ورأيته شيخاً كبيرا، هرما، هما، رعشا، فانيا، متهدما، قد تناهت به السن، وطوى مراحل الشباب، وصحب الأيام الخالية، وبلغ ساحل الحياة، ووقف على ثنية الوداع. وانه لشيخ يفن، قد أبلاه تناسخ الملوين، وأخلقه تعاقب الجديدين، وحطمته السن العالية، وأرعشه الكبر، وقيده الهرم، وصفدته السن، وخذلته قوته، وولت شدته، وذهبت منته، وسحلت مريرته، وأدبر غريره، وأقبل هريره، ورد الى أرذل العمر. وقد اصبح شيخا أدرد، وأدرم، واصبح وما في فمه حاكة، وما في فمه صارف، واصبح يتقعقع لحياه من الكبر. ورأيته شيخا يدب على العصا، وقد اخذ رميح ابي سعداي اتكأ على العصا هرما، وقد اصبح يقوم على الراحتين، ويوشك أن ينال الأرض بوجهه من الكبر. وانه لشيخ ماج أي يمج ريقهولا يستطيع حبسه من الكبر. وقد اصبح خذول الرجل أي لا تتبعه رجلاه إذا مشى. واصبح قطيع القيام أي منقطع القيام لضعفه. واصبح لا يحمل بعضه بعضا، ولا يملك بعضه بعضا. واصبح لا يثني ولا يثلث أي إذا اراد النهوض لم يقدر في مرة ولا مرتين ولا في الثالثة.

وتقول قد بدت في فلان أقاحي الشيب، وأقحوانه، وثغامه، وقتيره، ورأيته أشمط، وأذرأ، وأشيب، ورأيت برأسه نبذا من الشيب. وقد علاه المشيب، ووخطه، وخوصه، ووشعه، وتوشعه، وشاع فيه، وتشيعه، وتشيمه، ولوحه، وعلته ذرأة من الشيب، ورأى في رأسه راعية الشيب، وبدت فيه رواعي المشيب. وقد شابت لمته، وشاب صدغاه، وحل الشيب بفوديه، وأخذ الشيب بناصيته، وعلا مفرقه بحسامه، وقد اشتهب رأسه، وخيط الشيب في رأسه، وفي عارضه، ولثمه الشيب وعممه، ولفع الشيب رأسه ولحيته، وقد تلفع بالمشيب، واشتعل رأسه شيبا، وطار غرابه ونور غصن شبابه، وأقمر ليل شبابه، وانصاح في ليله فجر المشيب، وأصبحت فحمة شبابه رمادا. ويقال استطار الشيب في الرجل إذا كثر وانتشر، وأجهد الشيب فيه إذا كثر وأسرع. والمخلد الذي أبطأ شيبه.

ويقال هو لدة فلان، وتربه، وسنه، ورئده، إذا كان مساويا له في العمر. وهو سوغ اخيه، وسيغه، وشوعه، وشيعه، إذا ولد بعده وليس بينهما ولد، كل ذلك يستوي فيه الذكر والأنثى. ويقال هما طريدان إذا ولد أحدهما على عقب الآخر وكل منهما طريد اخيه. ويقال فلان أشف مني أي اكبر قليلا. وعين فلان أكبر من أمده أو أصغر من أمده إذا كانت مرآته تخالف سنه فتوهم أنه أكبر أو أصغر مما هو حقيقة.