الباب الأول: تتمة في الحواس وأفعالها وما يتعلق بها

هي الحواس، والمشاعر، والمدارك، والقوى الحاسة، والقوى المدركه، وهي أعضاء الحس، وآلات الحس، والآلات المدركة. وقد حسست بالشئ، وأحسسته، وأحسست به، وشعرت به، وأدركته، ووجدته. وهذا من الأشياء المحسوسة، ومن الأجرام المدركة، وقد أدركت جرم الشيء، وأدركت حجمه، وأدركت شكله، وأدركت مشخصاته. وهذا أمر لا تدركه الحواس، ولا تتناوله المشاعر، ولا تتعلق به المدارك، ولا يناله الحس، ولا يقع تحت الحس، ولا تتولاه حاسة، ولا يفضى اليه بحاسة، ولا تصوره حاسة، ولا تطلع عليه الحواس، ولا يتمثل لعالم الحس، ولا يبرز لمشهد الحواس، وقد غاب عن مشهد الحس، وغاب عن مرمى المدارك، وفات طور المشاعر. وفلان حساس، شديد الحس، لطيف الحواس، صادق الشعور، دقيق الإدراك. وطرأ على فلان من الشيخوخة والمرض ما ضعف لاجله حسه، وبطل بعض حواسه، وذهب منه حس كذا، وتعطلت حاسة كذا. ومات فلان وهو صحيح الحواس، وموفور الحواس.

فصل في البصر

تقول رأيت الشيء، وأبصرته، وعاينته، وآنسته إيناسا، وشاهدته، ووقع عليه بصري، وأخذته عيني، واكتحلت به عيني. وقد أثبت الأمر عن معاينة، وأثبته بالمشاهدة، ورأيته رأي العين، وشهدته شهود عيان. وتقول ما عجمتك عيني منذ زمان أي ما أخذتك. وفلان بمرأى مني، ومعان، ومنظر، إذا كان بحيث تراه، وهو بمكان لا تراه الطوارف أي العيون. ويقال رأي عيني فلانا يفعل كذا أي رأيته يفعل كذا وجملة يفعل حال اغنت عن خبر المبتدا كما تقول عهدي بفلان كذا. وتقول رفع لي الشيء إذا أبصرته من بعيد. ولقيته أدنى عائنة أي أدنى شيء تدركه العين. ومر فلان فلم أره الا لمحا، والا لمحة، وهو النظر الخفيف السريع، وقد لمحته، ولمحت اليه، وألمحت. ولحته ببصري لوحة إذا رأيته ثم خفي عنك. ولقيته عين عنة إذا رأيته عيانا ولم يرك. وتقول نظرت الى الشيء، ورمقته، واجتليته، ورميته ببصري، وحدجته ببصري، ورشقته بنظري، وسرحت فيه نظري، وأجلت فيه نظري، وأدرت فيه نظري، وقلبت فيه طرفي، ورفعت اليه طرفي، ورجعت فيه بصري، وصوبت فيه طرفي وصعدته، وحققت النظر اليه، وتأملته، وتوسمته، وتفرسته، وجسسته بعيني، وجعلت عيني تعجمه، وقد حدقت اليه ببصري، ونظرت اليه بمجامع عيني، وحملقت اليه، وأتارت اليه بصري، وحددته، وأسففته، ودققت فيه النظر، وأنعمت فيه النظر، وأطلت فيه النظر، وأدمته، وأدمنته، ونظرت اليه نظرا مليا، وأتبعته بصري، ورمقته ببصري، وتعهدته بنظري، وجعلته قيد عياني، وراعيته، وراقبته، ورامقته، ولاحظته. وتقول رنوت إليه رنوا إذا أدمت النظر في سكون طرف، ورجل فاتر الطرف، وساجي الطرف، إذا كان ينظر في سكون. وسارقته النظر، وخالسته النظر، ونظرت إليه خلسة، ونقدته بنظري، ونقدت اليه بنظري، كل ذلك بمعنى النظر الخفي. ويقال فلان ينظر من طرف خفي إذا كان يسارق النظر وهو ناكس هيبة او غما. ويقال نظر إليه عن عرض وعن عرض إذا نظر اليه من جانب وشزره إذا نظر إليه شزرا، إذا نظر اليه بمؤخر عينه نظر الغضبان. ومثله لحظه وهو أشد من الشزر. وشفنه إذا نظر اليه بمؤخر عينه نظر المبغض او المتعجب. ورامقه إذا نظر اليه شزرا نظر العداوة. وأزلقه ببصره إذا نظر اليه نظر متسخط. ويقال رأيتهم يتقارضون النظر أي ينظر بعضهم الى بعض بالعداوة والبغضاء. وتقول نظر اليه نظرة ذي علق أي نظرة محب. ويقال اشتاف الرجل إذا تطاول ونظر، وقد اشتاف الشيء، وجلى ببصره اليه، إذا رفع رأسه ونظر. وتشوف الى الشيء، وتطلع اليه، إذا نظر اليه من موضع عال وتطاول ليبصره. واستشرفه، واستكفه، واستوضحه، إذا رفع بصره اليه وبسط كفه فوق حاجبه كالمستظل من الشمس. وتنور النار، ولاح اليها، إذا نظر اليها من بعيد. وتبصر الشيء، وترسمه، إذا نظر اليه هل يبصره. واستشف الثوب إذا نشره في الهواء يطلب عيبا ان كان فيه. واستحال الشخص، واستزاله، إذا نظر اليه هل يتحرك. ونفض المكان، واستنفضه، إذا نظر جميع ما فيه حتى يعرفه. وكذلك استنفض القوم إذا تأملهم. وعرض الجند إذا أمر عليه نظره ليختبر أحواله، وقد عرضه عرض عين إذا أمره على بصره ليعرف من غاب ومن حضر. وصفح القوم إذا عرضهم واحدا واحدا. وصفح ورق الكتاب إذا نظر فيه ورقة ورقة. وقد تصفح الكتاب إذا نظر في صفحاته، وتصفح القوم إذا تأمل وجوههم ونظر الى حلاهموصورهم يتعرف امرهم. وتقول طرف الرجل بعينه إذا حرك جفنيها. وأرمش بعينه إذا طرف كثيرا بضعف. ورأرأ بعينيه إذا حرك حدقتيه او قلبهما. وتخازر إذا ضيق جفنيه ليحدد النظر. وخاوص، وتخاوص، إذا غض من بصره شيئا هو في ذلك يحدق النظر كأنه يقوم سهما، وكذلك إذا غمض بصره عند النظر الى عين الشمس. وشخص بصره، وشصا بصره، وبرق بصره، إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف. وبرق بصره ايضا إذا غاب سواد عينيه من الفزع. ويقال شخص الميت ببصره إذا رفع أجفانه الى فوق ولبث لا يطرف. وشق بصر الميت إذا نظر الى شيء لا يرتد طرفه اليه. وتقول نكس الرجل بصره، وأطرق بصره، إذا ارخى عينيه ينظر الى الارض. وغض بصره، وأغضاه، وكسره، أي خفضه وكفه، وقد أغضى عن الشيء، وغض طرفه عنه، وحول بصره، وصرفه، وقصره، وكفه، ورده، وأعرض عنه بطرفه، ومال عنه بنظره. وتقول رجل حاد البصر، وحديد البصر، حديد الطرف، نافذ البصر، شائه البصر، وشاهي البصر على القلب كل ذلك بمعنى، وانه لذو طرف مطرح أي بعيد النظر، وذو عين غربة أي بعيدة المطرح، وهو رجل غرب العين، وقد انفسح طرفه، إذا لم يرده شيء عن بعد النظر. وهو ابصر من فرس، وأبصر من عقاب، وأبصر من نسر، وأبصر من غراب، وأبصر من حية، وأبصر من الزرقاء. ورجل كليل البصراي ضعيفه، وقد كل بصره، وخسأ، وأعيا، ورنق ترنيقا. وقد شفعت له الاشباح أي صار يرى الشخص اثنين لضعف بصره. ويقال لقيت فلانا مرنقة عيناه أي منكسر الطرف من جوع او غيره. ويقال عشي الرجل إذا لم يبصر بالليل. وجهر إذا لم يبصر بالشمس. وجهرت الشمس المسافر إذا غلب على بصره فتحير. وقد سدر بصره إذا تحير من شدة الحر فلم يحسن الإدراك. وزاع بصره إذا تحير من خوف ونحوه. وحسر بصره إذا اعتراه كلال من طول مدى او من طول النظر الى الشيء وهو حسير. وقمر الرجل إذا تحير بصره من النظر الى الثلج، وقد تفرق بصره، وانتشر بصره، والبياض مفرق للبصر. وهذا برق يخطف البصر، وشعاع يكاد يلمس البصر، أي يذهب به. وتقول كف بصره، وكف بصره، أي عمي، وهو رجل كفيف، ومكفوف، وقد ذهب بصره، وأظلم بصره، والتمع بصره، واختلس بصره، وطفئت عينه، وابيضت عينه، وذهب ضوء عينه، وأذهب الله كريمتيه. ويقال غارت عينه، وخسفت، ورسبت، وهجمت، وبخقت، وساخت، إذا غابت في الرأس. وأغرتها انا، وخسفتها، وبخقتها، وبخستها، وبخصتها، وفقأتها، وقلعتها، وقرتها قورا، وسملتها. وعين غائرة، وخسيفة، وبخقاء، ورجل باخق العين. ويقال عين قائمة، وعين سادة، وهي التي ذهب بصرها والحدقة صحيحة. والعين السادة ايضا المفتوحة لا تبصر بصرا قويا. والأكمه الأعمى خلقة.

فصل في السمع

تقول سمعت الرجل يقول كذا، واستمعته، وسمعت كلامه، وسمعت صوته، وآنست صوته، ووجدت حسه، وسمعت له ركزا، وسمعت له حسا، وحسيسا، وما سمعت له حسا ولا جرسا. وقد سمعت كذا، وقرع سمعي، ومر بسمعي، وورد على سمعي، ووقع في سماعي، وبلغ مسامعي، وذلك سمع أذني، وسماع أذني. وهذا كلام ما استك في مسامعي مثله، وما سك سمعي مثله، وما استأذن على سمعي مثله. وتقول سمع أذني فلانا يقول كذا، وسمعة أذني، كما تقول رأي عيني. وقال ذلك سمع أذني، وسماع أذني، وسمعا قاله، أي قاله مسمعا وهو من وضع المصدر المجرد موضع المزيد وانتصابه على الحال. وتقول سمعت له، واليه، وأصغيت له، وأصخت له، وأرعيته سمعي، وراعيته سمعي، وأقبلت عليه بسمعي، ورفعت له حجاب سمعي، وألقيت اليه السمع. وتقول لمن تحدثه سمعك الي، وسماعك الي، وسماع كحذار، أي سمع. وتقول تسمع فلان الى حديث القوم، وانه ليسترق السمع، إذا كان يتسمع مختفيا، وقد أرهف أذنه، لاستراق السمع. وهو بمسمع منه أي بحيث يسمع كلامهم، وفلان بمرأى مني ومسمع، وهو مني مرأى ومسمع، ومرأى ومسمعا، والنصب في هذا الاخير على الظرفية كما تقول هو مني مزجر الكلب. ويقال توجست الشيئ، وتوجست الصوت، إذا تسمعت اليه وانت خائف، وتوجست بالشيء إذا احسست به فتسمعت له، والتوجس التسمع الى الصوت الخفي وقد اوجست اذني كذا وتوجست إذا سمعت حسا. وتقول رجل حديد السمع، وحاد السمع، وانه لرجل ندس وهو السريع الاستماع للصوت الخفي. وهو أسمع من فرس، وأسمع من خلد، وأسمع من سمع وهو ولد الذئب من الضبع. وتقول ثقل سمعه إذا ضعف حس أذنه، وفي سمعه وأذنه ثقل. وانه لحثر الأذن إذا كان لا يسمع سمعا جيدا. فان زاد على ذلك قلت في أذنه وقر، وقد وقرت أذنه بفتح القاف وكسرها ووقرت على المجهول وهي موقورة. فان زاد ايضا قلت طرش وهو أهون الصمم. فان ذهب سمعه كله قلت صم الرجل، وسك، وصمت أذنه، واستك سمعه، وحف سمعه، ورجل أصم، وأسك. فان اشتد صممه حتى لا يسمع صوت الرعد فهو اصلخ، وأصلج بالجيم، ويقال في التوكيد أصم أصلخ، وأصم أصلج. وتقول وقر الله أذنه، وأصمها، وختم على سمعه، وجعل في أذنه وقرا، واللهم قر أذنه.

فصل في الذوق

تقول ذقت الطعام والشراب ذوقا، وذواقا، وطعمته طعما بالضم، وتطعمته، وفي المثل تطعم تطعم أي ذق تشته. وطعام مر المذاق، والمذاقة، ومر الطعم بالفتح، والمطعم، وقد وجدت طعمه. ويقال تذوقت الشيء إذا ذقته مرة بعد مرة. وتلمظت به إذا تتبعت طعمه في فيك. وتمطقت به إذا ضممت شفتيك وصوت باللسان على الغار الأعلى وذلك عند استطابة الشيء. ويقال قطم الشيء إذا تناوله بأطراف أسنانه فذاقه، ولمظ الماء والشراب إذا ذاقه بطرف لسانه، وقد شربه لماظا بالكسر إذا ذاقه كذلك. وطعام وشراب لذيذ، ولذ، طيب، شهي، وانه لطيب الطعم، وشهي الطعم، ولذيذ المطعم، وقد لذني، ولذذته، واستلذذته، واستطبته. هذا طعام طيب المصاغ بالفتح وهو ما يمضع منه. وشراب طيب المنزعة أي طيب المقطع. وشراب طيب الخلفة أي طيب آخر الطعم. وهذه لقمة كريمة، ومضغة شهية، وهذا طعام مستطرف أي مستطاب. ويقال طعام قدي، وقد، أي شهي طيب الطعم والريح، وان له قداة، وقداوة، يكون ذلك في الشواء والطبيخ. وطعام وشراب بشع، ومستبشع، وانه لبشع الطعم، وكريه الطعم، وخبيث الطعم، وردئ الطعم. وانه لينبوعنه الذوق، وتنقبض منه النفس، وتدفعه اللهاة، ولا يسيغه الحلق، ولا يستمرئه الجوف. وهذا شراب غير ذي نفس أي كريه الطعم لا يتنفس شاربه. وقد استبشعته، وتكرهته، وعفته، وأبيته، وتقززت عنه، واني لأتقزز من أكل كذا، وهذا طعام تقزه نفسي، وتقز عنه، وان فيه لقزازة بالفتح. وتقول توجر الماء والدواء إذا شربه كارها، وتجرعه إذا تابع الجرع مرة بعد أخرى كالمتكاره ولا يكاد يسيغه. ولفظ الطعام من فيه، ومج الشراب والمائع، إذا ألقاه من فيه لكراهة او غيرها، وأعقاه أعقاء إذا أزاله من فيه لمرارته، وفي المثل لا تكن حلوا فتسترط ولا مرا فتعقى. وتقول هذا طعام حلو، وانه لصادق الحلاوة، محض الحلاوة، خالص الحلاوة. وتمر وعسل حمت، وحميت، أي شديد الحلاوة. وهو أحلى من المن، واحلى من القند، واحلى من الشهد، واحلى من الضرب، وانما هو الشهد المصفى، والسكر المكرر. وطعام مر، وقد مر هذا الطعام في فمي يمر مرارة وأمر إمراراً أي صار مراً، وأمررته انا صيرته كذلك. وهذه البقلة من أمرار البقول وهي المرة منها. فاذا اشتدت مرارته فهو مقر، وممقر، ومعق. وهو أمر من الصبر، وامر من الصاب، وأمر من الحنظل، وأمر من العلقم، وكأنما هو الصبر السقطري، وكأنه نقيع الحنظل، وانما هو الزقوم. ويقال ماء غليظ أي مر. وهذا ماء ملح بالكسر، وعين ملحة، ومياه ملحة وأملاح، وقد ملح الماء ملوحة، وملاحة. وملحت الطعام والقدر، وملحته، وأملحته، إذا جعلت فيه ملحا، وطعام وسمك مملوح ومليح. وزعقت القدر إذا أكثرت ملحها، وهذا طعام مزعوق. ويقال سمك قريب وهو المملوح مادام في طراءته، وسمك ممقور وهو الذي أنقع في ماء وملح او في خل وملح. والنغر بفتحتين عين الماء الملح. والمضاض مثال عراب الماء الذي لا يطاق ملوحة. وهو ماء أجاج، وقعاع، وزعاق، وحراق، وهو الشديد الملوحة او الذي جمع ملوحة ومرارة، وإنه لماء يفقأ عين الطائر. ويقال ماء مسوس إذا كان بين العذب والملح، وماء شروب مثله. وهذا طعام حامض وانه لشديد الحمض، والحموضة، وقد حمض بالضم وأحمضته إحماضاً. ولبن ونبيذ حازر، وحزر بالفتح، إذا حمض فحذى اللسان وهو فوق الحامض. وخل حاذق، وثقيف، وباسل، إذا اشتدت حموضته كذلك. وقد حرز الحامض فاه، وحذقه، وحذاه يحذيه، وحمزه، ومضه، إذا لذعه وقرصه. ويقال جاءنا بصربة تزوي الوجه أي تقبضه والصربة اللبن الحامض. والحاذق ايضا الخبيث الحموضة لفساد فيه. وفي معدته حزاز وزان شداد وهو الطعام يحمض في المعدة لفساده. ويقال هذه رمانة حامزة أي فيها حموضة، وان فيها لحمازة وهي اللذع اليسير، وكذلك رمانة مزة بالضم وفيها مزازة وهي الحموضة القليلة او بين الحلاوة والحموضة، وقد تمزز الرجل إذا اكل المز. وطعام حريف بالتشديد وفيه حرافة وهي طعم الخردل ونحوه، وقد حمز الخردل فاه، وحذاه، وقرصه، ولذعه. واني لأجد لهذا الطعام حروة وهي الحرارة من حرافته. ويقال في هذا الطعام والشراب عرق من حموضة او غيرها أي شيء يسير. وقد اصاب هذا الطعام خلال وهو عرض يعرض في كل حلو فيغير طعمه الى الحموضة. وهذا طعام تفه، ومسيخ، ومليخ، وصلف، أي لا طعم له، وفيه تفاهة، ومساخة، وملاخة، وصلف، وقد مسخ كذا طعمه إذا أزاله. وهذا طعام كفن أي لا ملح فيه، وماء عذب، وزلال، وفرات، ورضاب، وسلسال، إذا كان خالصا لا ملوحة فيه. ويقال رجل حثر اللسان كما يقال حثر الأذن أي لا يجد طعم الطعام.

فصل في الشم

تقول شممت الشيء، وشممت رائحته، واشتممتها، ونشقتها، وتنشقتها، ونشيتها، واستنشيتها، وسفتها، واستفتها، وقد وجدت ريح الشيء، ووجدت نشوته، واستروحت منه ريحا طيبة، وهو طيب الشميم، والنشق، والنشوة. وتقول أرحت الروضة، ورحتها أراحها، إذا وجدت ريحها. وأراح السبع الإنس والصيد، واستراحه، وأروحه، واستروحه، وأنشاه، إذا وجد ريحه. وكذلك الصيد إذا وجد ريح السبع والإنسان. وتشممت الشيء إذا أديته من أنفك لتجتذب رائحته، وكذلك إذا شممته في مهلة. ويقال عنا الكلب للشيء إذا اتاه فشمه، وفلان يتتبع أنفه إذا كان يتشمم الرائحة فيتبعها. وتقول انتشرت رائحة الشيء، وسطعت، وفاحت، وثقبت، وهاجت، وارتفعت، وضاعت، وتضوعت، وتثورت. وقد نم الشيء إذا اسطعت رائحته. وشممت رائحته، وريحه، وريحته، وعرفه، ونشره، وبنته. وإنه لحاد الرائحة، ذفر الريح، ذكر العرف. وان له حدة، وذفرا، وذكاء، وشذا، كل ذلك يقال في الطيب والخبيث. وتقول نفح الطيب، وفار، وفغا، وأرج، وتوهج. وله أرج، ووهج، وأريج، ووهيج. ووجدت أرج الطيب، وأريجه، ونشاه، ورياه، ونفحته، وفوحته، وفوعته، وفوغته، وفورته، وفغوته، وفغمته، وخمرته، وبوغاءه، ونفسه، ونسيمه. ويقال سطعتني رائحة المسك إذا طارت الى انفك، وفغمت فلانا رائحة الطيب، وفعمته ايضا بالمهملة، إذا ملأت خياشيمه. وهذا مسك خطام أي يملأ الخياشيم. وأرج المكان بالطيب، وتنسم، إذا ملأته رائحته، وقد أفعم المسك البيت، وافعمت البيت برائحة العود. وهذا شيء طيب، وطيب الريح، مسكي الأرج، عنبري النفس، عبهري النسيم. وهو أطيب من ريحانه، وأطيب من فاغية، وأطيب من كافورة، وأطيب من فأرة مسك، وأطيب من جؤنة عطار. وتقول تطيب الرجل، وتعطر، وتعهد نفسه بالطيب، وتضمخ به، وتلطخ، وتغلف، وتدلك. وتدهن بالدهن، وتطلى به، وأدهن واطلى على افتعل، وتزلق، وتصبغ. وقد روى رأسه بالدهن، وسغسغه، إذا أشبعه منه. ويقال سغسغ الدهن في رأسه، وغله، إذا أدخله تحت شعره. وتلغمت المرأة بالطيب إذا جعلته على ملاغمها وهي الفم والأنف وما حولهما. ورقرق الطيب في الثوب اجراه، وردع قميصه او جسمه بالطيب إذا لطخه به، وبالثوب والجسم ردع من الطيب وهو الأثر. وقد عبق الطيب بالجسم والثوب، وصئك به صأكا، وصاك به صوكا، إذا تعلق به وبقيت رائحته، واني لأجد لهذا الثوب بنة طيبة. ويقال اناء ضار بالشراب وبيت ضار باللحم إذا اعتاده حتى يبقى فيه ريحه. ويقال رجل عطر، ومعطير، أي يتعهد نفسه بالطيب ويكثر منه، وهي عطرة ومعطير، وقد تطيب الرجل، ومس افخر طيبه، ومر وقد شرق جسده بالطيب أي امتلأ منه. ورجل عبق وامرأة عبقة تفوح منهما رائحة الطيب، وان فلانا لينضح طيبا أي يفوح. وتقول بخر ثوبه، وجمره، وأجمره، إذا طيبه بالبخور وهو دخان الطيب، وقطره إذا بخره بالقطر وهو العود، وقد تبخر الرجل، واجتمر، واستجمر، وتقطر. وهي المجمرة، والمبخرة، والمدخنة، والمقطرة، لما يوقد فيه البخور. وألقيت الشذا في المجمرة وهو كسر العود.

ويقال عبأ الطيب، ودافه دوفا، وطراه، إذا خلطه. وداف المسك ايضا ونحوه إذا سحقه وبله، وداكه دوكا إذا سحقه وأنعم دقه. وهو المدق بضمتين، والمدوك، والفهر، للحجر الذي يسحق به الطيب وغيره. والمداك، والصلاية، ويقال الصلاءة ايضا بالهمز، للحجر العريض يسحق عليه. والمنحاز ما يدق فيه وهو الهاون. وفتق الطيب إذا استخرج رائحته بشيء يدخله عليه. وخمره إذا ترك استعماله حتى يجود، وقد اختمر الطيب، ووجدت منه خمرة طيبة وهي الاسم من الاختمار. وذبح فأرة المسك إذا شقها واستخرج ما فيها، والفأرة وعاء المسك من حيوانه، وهي النافجة ايضا، واللطيمة. وقد فضضت لطيمة المسك، وفلان يفض على زواره لطائم المسك. وربب الدهن، وطيبه، وروحه، ونشه، إذا جعل فيه طيبا، وقد مسك الدهن والشراب، وصندله، وعنبره، وهاتان الاخيرتان من كلام المولدين. وهو الطيب، والعطر، لكل جوهر طيب اللريح. والأفعاء الروائح الطيبة. والشمامات ما يتشمم من الروائح الطيبة. والريحان كل نبت طيب الريح. والفاغية كل زهر رائحته طيبة. والأبزار، والأفحاء، والتوابل، ما يطيب به الغذاء كالفلفل والقرفة والنعناع وغير ذلك. ويقال طعام قد، وقدي، إذا كان طيب الطعم والريح وتقدم قريبا تقول شممت قداة القدر وقداة طعام بني فلان. وتقول أروح الشيء، ونتن بتثليث التاء، وأنتن، وقد تغيرت ريحه، وخبثت ريحه، وهو نتن، ونتين، ومنتن، وانه لكريه الريح، وخبيث الريح، وان فيه لنتنا، ونتانة، وهو أنتن من جورب، وأنتن من جيفة، وأنتن من حش، وانتن من الخنفساء، وانتن من الظربان، وانتن من مرق وهو الجلد الذي لم يستحكم دباغه ففسد. فاذا اشتد نتنه قيل دفر، وهو دفر، وان فيه لدفرا يسد الخياشيم. ويقال ان لهذا الشيء حروة وهي الرائحة الكريهة مع حدة في الخياشيم، وان له رائحة تسورفي الخياشيم، وتأخذ بالنفس، وتأخذ بالحلق، وتأخذ بالكظم وهو مخرج النفس. ويقال وسن الرجل، وأسن، إذا دخل بئرا فغشي عليه من نتنها. وتثورت في أنفه ريح كذا فدير به، واستدار رأسه، وسدر، وأغمي عليه، ورنح به. وذمته ريح الجيفة ذميا إذا اخذت بنفسه، وذمى فلان في أنفي بصنانة إذا آذاك بخبث ريحه. وتقول خلف اللحم وغيره إذا اروح، وفلان لا يأكل اللحم الا خالفا وهو الذي تجد منه رويحة، وقد نشم اللحم تنشيما، وخشم خشما، وأخشم، إذا تغير وابتدأت فيه رائحة كريهة. وقيل للحم غاب، وغيب، إذا بات ففسد، وقيل غب اللحم، إذا بات ليلة فسد او لم يفسد. فاذا أنتن قيل صل، وأصل، وزهم، وتهم، وتمه، وزنج، وخنز، وخزن، وزخم، وخم، وأخم. وأكثر ما يستعمل خم واخم في المطبوخ والمشوي وصل وأصل في النيء، وغلبت الزخمة في لحوم السباع والزهمة في لحوم الطير وهي ما تجده من ريح لحمها من غير تغير، وكذلك السهك في السمك. ويقال خم اللبن ايضا، وأخم، إذا غيره خبث رائحه السقاء. ونمس السمن والدهن والزيت والودك، وقنم، وكذلك كل شيء طيب إذا تغيرت ريحه، وفيه قنمة بالتحريك وهي الاسم من ذلك، وقد قنمت يده من الزيت ونحوه إذا اتسخت. وعطن الجلد إذا وضع فى الدباغ وترك حتى فسد وأنتن وهو عطن. وعثن الطعام إذا فسد لدخان خالطه، وهو عثن، ومعثون. وأجن الماء أجنا وأجونا إذا طال مكثه فتغير الا أنه شروبيكون في الطعم واللون والريح، وكذلك صل الماء وهو ماء صلال، وقد أصله القدم أي غيره. وأسن الماء، وتأسن، إذا تغير فلم يشرب الا على كره. فاذا انتن حتى لا يطاق شربه قيل جوي بكسر الواو وهو جو. ويقال للماء المتغير جية بالكسر، وهو الصرى ايضا بفتحتين. والجية الركية المنتنة، وهي ركية صارية. والصمر بفتحتين نتن ريح البحر خاصة.

وتقول تفل الرجل تفلا إذا ترك الطيب او الاغتسال فتغيرت رائحته، وهو تفل، وامرأة تفلة ومتفال. وأصن إذا تغيرت رائحة مغابنهومعاطف جسمهوبه صنان بالضم. وسهك سكها، وصئك، إذا خبث ريح عرقه، وهو سهك، وسهك الريح. وانه لرجل صمير وهو اليابس اللحم على العظم تفوح منه رائحة العرق. ويقال للعرق المنتن صماح بالضم، وهو ايضا ريح العرق المنتن يقال انه ليتضوع صماحا. وبخر الرجل بخرا إذا انتن فوه، وهو أبخر. وخلف فوه خلوفا إذا تغير ريحه لصوم او مرض، وهو خالف الفم، وبفيه خلفة بالكسر وهي اسم منه، ونوم الضحة مخلفة للفم أي داعية لتغير ريحه. والنكهة ريح الفم ما كانت، وانه لطيب النهكة، وخبيث النكهة، وقد نكهته بفتح الكاف وكسرها إذا شممت رائحة فمه، واستنكهته فنكه في أنفي إذا أمرته أن يتنفس لتشم رائحته ففعل. ويقال نكه الرجل على ما لم يسم فاعله إذا تغيرت نكهته من تخمة عرضت له.

وتقول زكم الرجل على ما لم يسم فاعله إذا عرض له انسداد في أنفه من رطوبة نزلية فضاق متنفسه وضعف شمه، وهو مزكوم وبه زكان بالضم، وقد انفغم الزكام، وافتغم، أي انفرج. وخشم على المجهول ايضا إذا عرضت له سدة في أنفه من داء اعتراه، وهو مخشوم وبه خشام بالضم ايضا. وخشم خشما إذا سقطت خياشيمه وانسد متنفسه فهو أخشم وهو الذي لا يكاد يشم شيئا ولا يجد ريح طيب ولا نتن. وان في أنفه لسدة وسدادا بالضم فيهما، وهو داء يسد الأنف يأخذ بالكظمويمنع نسيم الريح. ويقال مسك كدي، وكد، أي لا رائحة له.

فصل في اللمس

تقول لمست الشيء، ومسسته، ومسته بسين واحدة مع فتح الميم وكسرها، ولامسته، وماسسته، وجسسته، واجتسسته، وأفضيت اليه بيدي، وباشرته بيدي. وشيء لين الملمس، ولين المس، والممس، والمسة، والمجس، والمجسة، وهو المكان الذي تقع عليه يدك إذا لمسته. وقد وجدت مس الشيء، وممسه، وملمسه، ومجسته، ووجدت حجمه، وحيده، وهو ملمسه، الناتئ تحت يدك. وتقول ليس لمرفقهحجم أي نتوء وذلك إذا غطاه اللحم فلا يوجد له مس من وراء الجلد. ويقال جس الطبيب العليل، وجس العرق، إذا وضع يده عليه ليختبر نبضه، وذلك الموضع منه مجسة. وجس الرجل الكبش، وغبطه، وغمزه، وضبثه، إذا وضع يده على ظهره وأليته ليعرف سمنه من هزاله، وفي المثل أفواهها مجاسها والضمير للإبل أي إذا رأيتها تجيد الأكل علمت أنها سمينة فأغناك ذلك عن جسها. ويقال تلمس الرجل الشيء إذا تطلبه باللمس، وعيث في طلب الشيء إذا طلبه باليد من غير أن يبصره، يقال عيث الأعمى وعيث الذي في الظلمة إذا جس ما حوله يطلب شيئا، وعيث الرجل في الكنانة إذا ادار يده فيها يطلب السهم. وتقول شيء لين، ولين بالتخفيف، لدن، ناعم، رخص، طفل، بض، هش، خرع، رخو. وانه هش المكسر، لدن المعطف، رخوالمجسة، لين المس، بض الملمس. وفيه لين، وليان، ولدونة، ونعومة، ورخوصة، وطفالة، وبضاضة، وهشاشة، وخرع، ورخاوة. وهو ألين من العهن، وألين من الشمع، وألين من الشحم، وألين من خملالنعام، ومن زف الرئال، ومن زغب الفرخ، وكأنه المهن المنقوش، والعطبالمندوف. وهذه كسرة لدنة، وهشة. وثوب لين. وعود ونبت خرع، وخوار. وكذلك ارض خوارة وهي اللينة السهلة، وأراض خور بالضم. وغصن رطب، ورطيب، وأملد، ورؤود. وبنانرخص، وناعم، وطفل. ووسادوطيء، ووثير، ودمث، وبه وطاءة، وطأة مثال دعة، ووثارة، ودماثة. ووطأته انا، ووثرته، ودمثته، وفي المثل دمث لجنبك قبل النوم مضطجا. وفلان يتكئ على خور الحشايا وهي الفرش اللينة. وهذا عجين رخف أي رخو كثير الماء، وقد رخف رخافة، وأرخفه هو، وأمرخه، إذا اكثر ماءه فاسترخى. وتقول دعكت الثوب إذا ألنت خشنته. ومحجت الحبل إذا دلكته ليلين. ودعكت الأديم، ومعكته، ومحجته، وعركته، وملقته، ومرنته، وملدته، إذا دلكته ولينته. وهذا ثوب جرد إذا سقط زئبره، ولان وهو بين الخلقوالجديد، وقد جرد الثوب، وانجرد. وصليت العصا على النار تصلية، وتصليتها، إذا لوحتهاعلى النار ولينتها لتقومها. وشيء صلب، وصليب، وصلب وزان دمل، قاس، شديد، متين، عاس، جاسئ، وجاس ايضا بترك الهمز. وفيه صلابة، وقساوة، وشدة، ومتانة، وعساوة، وجسوء، وان فيه لجسأة بالضم. وهو أصلب من الحديد، وأصلب من الصوان، وأقسى من صلد الصفا، ومن قطع الجلمود، وأقسى من الصلب، والصلبي، وهو حجر المسن، وأصلب من خوار الصفا وهو الذي له صوت من صلابته. ويقال صخر أصم، وحافر أصم، وهو الشديد الصلابة، وصفاة صماء، وخيل صم السنابك. وحجر صلد وهو الصلب الأملس، وكذلك جبين صلد، وحافر صلد، وصلدم، والميم زائدة. وأرض صلدة، وجلدة، أي صلبة شديدة، وارض مسيكة، ومساك، أي لا تنشفالماء لصلابتها. وحافر وقاح بالفتح أي صلب باق على الحجارة، وقد استوقح الحافر أي صلب، ووقحته انا إذا صلبته بالشحم المذاب. ويقال وقح الحوض إذا مدره بالطين والصفائح حتى يصلب فلا ينشف الماء. ويقال لحم وتمر تارز أي صلب، وعجين تارز أي شديد، وقد أترزت عجينها. وسهم عصل، وأعصل، إذا كان صلبا في اعوجاج، وشجرة وقناة عصلة، وعصلاء، وهي العوجاء لا يقدر على تقويمها لصلابتها. وكذا قناة كزة وخشبة كزة وهي اليابسة المعوجة. ويقال قوس كزة أي في عودها يبس عن الانعطاف، وذهب كز أي صلب جدا، والاسم من ذلك كله الكزز بفتحتين. وحديد ذكر، وذكير، وهو اشد الحديد وأيبسه وهو المعروف بالفولاذ، تقول ذكرت الفأس والسكين وغيرهما إذا وصلت حدهما بقطعة من الحديد الذكر، وسيف مذكر، وذكر، وهو الذي متنه حديد أن يثو شفرته ذكر. وتقول أمهت السيف والسكين إماهة، وامهيته ايضا إمهاء على القلب إذا سقيته الماء وهو محمى ليصلب. وتقول جمد الماء، وقام، وترز، وجسا، وقرس، وخشف. وهو الجمد، والجمد، والجليد. والجليد ايضا ما يتكون من الندى فيجمد، وكذلك الضريب، والصقيع، والسقيط. وجمس السمن والودك أي جمد. وعقد الرب والعسل ونحوهما، وانعقد، وتعقد، إذا غلظ واشتد، وأعقدته انا، وعقدته تعقيدا، وهو عقيد. وقد خثر الرب، وتخثر، وتلزج، وتلجن، إذا اشتد وتمطط. ويقال شيء قصم، وقصف، إذا كان قاسيا سريع الانكسار. وشيء مرن إذا كان صلبا في لين، ورمح مرن، وفيه مرونة، ومرانة. وتقول شيء أملس، ناعم، أخلق، صقيل، وهو صقيل المتن، مستوي الصفح، سهل الملمس. وفيه ملاسة، وملوسة، ونعومة، وخلق، وصقل بفتحتين عن المصباح. وقد صقلته، وملسته، ونعمته، وخلقته، واملاس هو، وأملس بتشديد الميم. وهو أنعم من الديباج، وأنعم من خد العذراء، وأصقل من الودع، وأصقل من صفحة المرآة. ويقال جبين صلت وهو المستوى الأملس، ورجل صلت الوجه الخد أي مصقولهما. وسجد فلان على خليقاء جبهته، وضربته على خليقاء متنه، وهو مستواهما وما املاس منهما، وسحبوا على خلقاوات جباههم. ويقال صفاة خلقاء وهي الملساء المصمتة لا وصمفيها، وكذلك صخر أخلق. وحجر وحافر مدملج، ومدملق، ومدملك، ومخلق، أي أملس مدور، وكذلك السهم إذا كان أملس مستويا. وعود سبط، وسمح، أي لا عقدة فيه. ويقال حجر صلد أي صلب أملس وتقدم قريبا، وصخرة مدلصة أي ملساء، وقد دلصتها السيول أي دملكتها وأخذت مانتأمن نواحيها. ودرع دلاص أي ملساء براقة، ودرع درمة إذا ذهبت خشونتها وانسحقت. ودرهم أمسح وهو ضد الأحرش وذلك إذا زال ما عليه من النقش، وقد انسحلت الدراهم إذا املاست. ويقال هذا ثوب ما له ظل أي زئبركناية عن ملاسته. وتقول صقلت السيف، وجلوته، ودسته، وحادثته، وهو سيف مصقول، وصقيل، وسيف محادث، ومحادث بالصقال. ويقال سيف قشيب أي حديث العهد بالجلاء. ونحت الخشبة، وسويتها، إذا قشرتها وأزلت ما فيها من أود، وقد أنعمت نحتها. وكذلك نحت السهم، وبريته، وهو سهم نحيت، وبري. ويقال نجفت السهم ايضا إذا بريته وعرضته، وكذلك كل ما عرض. ولمست الإكافاذا أمررت عليه يدك فسويته او نحت ما كان فيه من ارتفاع وأود، وإكاف ملموس، وملموس الأحناء. وزلمت الرحى إذا أدرتها وأخذت من حروفها، وكذلك السهم والعصا إذا أزلت ما فيهما من حيدونتوء. وشرجعت الخشبة إذا نحتها فأزلت ما فيها من الحروف، وخشبة مشرجعة إذا كانت مطولة لا حروف لنواحيها. وسفنت القدحوالسوط والصحفة وغير ذلك إذا حككتها بالسفن بفتحتين وهو قطعة خشناء من جلد ضب او جلد سمكة يسحجبها الشيء حتى تذهب عنه آثار البري والنحت، وسفنته تسفينا مبالغة. ودرمت أظفاري إذا سويتها بعد القص. وحط الحذاء الأديماذا صقله ونقشه بالمحط والمحطة وهي حديدة او خشبة معطوفة الطرف يصقل بها الجلد. وتقول جرد الثوب، وانجرد، إذا زال زئبره، وهو ثوب جرد وقد تقدم. وجردت الجلد، وسحفته، وكشطته، إذا نزعت شعره. ويقال رجل أمعط، وأملط، إذا لم يكن على بدنه شعر. وهو أجرد الخد، أمرط الحاجب، أثط العارضوهو الكوسج. وهو أنزع الرأس إذا انحسر الشعر عن جانبي جبهته، فاذا زاد قليلا فهو أجلح، ثم أصلع، ثم أجلى، ثم أجله، وذلك إذا زال الشعر عن أكثر رأسه. ويقال أدمجت الماشطة ضفائر المرأة إذا أدرجتها وملستها، وكل شيء ادرج في ملاسة فهو مدمج. ومرد البناء، وملطه، وسيعه، إذا طينه، وملسه، وكذلك ملط الحوض، وسيعه، وسفطه. وهو المالق، والمالج، والمملق، والمسيعة، للخشبة الملساء يطين بها. وسلف الأرض إذا سواها بالمسلفة وهي الحجر تسوى به الارض، قال في لسان العرب قال ابو عبيد وأحسبه حجرا مدمجا يدحرج به على الارض لتستوي. وتقول شيء خشن، وأخشن، وأحرش، وفيه خشونة، وخشانة، وخشنة، وحرشه. وهو أخشن من مسح، وأخشن من ليفة، واخشن من المبرد، واخشن من ظهر الضب، واخشن من السفن وهو جلد الضب ونحوه وذكر قريبا. وحية حرشاء خشنة الجلد. ودينار ودرهم أحرش إذا كان جديدا عليه خشونة النقش. وملاءة خشناء، إذا كانت خشنة المس لجدتها او لخشونة نسجها. وهذه حلة شوكاء عليها خشونة الجدة. وكذا درع قضاء إذا كانت جديدة لم تتسحقبعد، وفيها قضض بفتحتين. ويقال أعطني مشوشا أمسح به يدي وهو المنديل الخشن تمسح به الأيدي، والمش المسح بالشيء الخشن للتنظيف، وكذلك المحج وهو اشد من المش، تقول محجت الطين والوسخ ونحوه إذا مسحته حتى ينال المسح ما تحته لشدة مسحك اياه. وتقول نحت النجار الخشبة وترك فيها منقفا وذلك إذا لم ينعم نحتها فترك فيها ما يحتاج الى النحت. وخشب السهم ونحوه إذا براه البري الأول قبل ان يسوى، وكذلك السيف إذا بدأطبعهوذلك إذا برده ولم يصقله، وسهم وسيفف خشب لم يسو ولم يصقل. وإن فيه لأمتا وهو الانخفاض والارتفاع والاختلاف في الشيء. ويقال عود ذو عقد، وأبن، وعجر، وحيود، وحرود، وهي مانتأ عن مستواه، وكذلك قرن ذو حيود، وحيد، وهي ما فيه من نتوء. والحيود ايضا حروف قرن الوعل. ويقال حبل محرد إذا ضفر فصارت له حروف لاعوجاجه وذلك ان تشتد إغارتهحتى يتعقد ويتراكب، وجاء بحبل فيه حرود. وقد فلان السير فحرده، وحيده، إذا جعل فيه حيودا. ويقال مكان حزن أي غليظ خشن، وفيه حزونة. ومكان وطريق وعر كذلك، وانه لشديد الوعورة وقد توعر المكان، وانه لمكان شئز، وشئس، ومكان شرس، وأرض شرساء. ووقعوا في حرة مضرسة، ومضروسة، أي فيها كاضراس الكلاب من الحجارة، والحرة من الأرض ما كانت ذات حجارة نخرة سود والجمع الحرار. وتسمى تلك الحجارة نسفا ونسفا بالفتح وبالتحريك واحدتها نسفة بالوجهين، وقد دلك قدمه بالنسفة والنسيفة أيضا وزان سفينة وهي الحجر منها يحك به الوسخ عن الأقدام. وهذا بناء مضرس إذا لم يستو فصار كالأضراس، وقد تضرس البناء، وتضارس. والتضريس ايضا كل تحزيز ونبريكون في ياقوتة او لؤلؤة او خشبة يكون كالضرس، وعود فيه تضاريس. وتقول بثر وجهه، وتبثر، ووجه بثر وبه بثر وهو خراج صغير يخرج بالجلد. وحثرت عينه وبها حثر وهو حب أحمر يخرج بالأجفان، ويقال حثر العسل ونحوه إذا تحبب وهو حائر، وحثر. وشرثت يده إذا غلظ ظهرها من البرد وتشقق. وشثنت كفه، وشثلت، إذا خشنت وغلظت، ورجل ششن الكف، وشثن الأصابع، وشثلها. ويقال رجل أشعر إذا كان على جميع بدنه شعر، وهو خلاف الأملط. ورقبة زغباء إذا كساها الزغب وهو صغار الشعر، ورجل أريش، وراش، إذا كان كثير شعر الأذن والريش شعر الاذن خاصة. والزغب ايضا اما ان يكون على صغار القثاء يشبه زغب الوبر، وقثاءة زغباء. والسفى شوك السنبل ونحوه وقد أسفى الزرع إذا خشن أطراف سنبله. ويقال شجرة شائكة، وشاكة، أي ذات شوك. وشوكت الحائط أي جعلت عليه الشوك. ويقال شوك الفرخ، وحمم، إذا خرجت رؤوس ريشه. وشوك شارب الغلام إذا خشن مسه. وحمم الغلام إذا بدت لحيته. وشوك الرأس بعد الحلق، وحمم ايضا إذا نبت شعره. ويقال تشعث راس المسواكوالقلم والوتد، وانتكث، وتنكث، إذا تفرقت أجزاؤه وتنفش طرفه وتقول شيء حار، وحار المجسة، وسخن، وسخين، وحام. وفيه حرارة، وسخونة، وسخنة، وحمي، وحمي. وهو أحر من الجمر، وأحر من الوطيس، وأحر من الأثافي، وأحر من الرمضاء، وأحر من دمع الصب، ومن قلب العاشق، ومن فؤاد الثاكل، وأحر من نار المتنبئ، وقد وجدت حرارة الشيء، ومسني لفحه، وشعرت منه بوهج، ووهج، ووهجان، وهو حرارة الشيء تجدها من بعيد. وتقول لفحته النار، ولذعته، ولعجته، ومحشته، وكوته، وأحرقته، إذا اصابت جلده. ورأيت بجلده لعج النار وهو أثرها فيه. ودنا من النار فمحشت يده او ثوبه، وباليد والثوب محش، وحرق، وقد امتحش الثوب إذا تشيط من أحد جوانبه. ويقال سلع جلده بالنار، وتسلع، أي تشقق، وبجلده سلع بفتحتين. وسفعته النار والشمس، ولوحته، إذا لفحته لفحا يسيرا فغيرت لون بشرته، ورأيت عليه سفعا من النار وهو الأثر من تغيير لونه. ويقال سفعت جلده بميسم أي كويته فبقي أثر الكي، والميسم الحديد يحمي ويكوى به، وكذلك المكواة، وقد وسمت الدابة وغيره إذا أعلمته بالنار، وهوالوسم، والسمة، والوسام. وصقعت الرجل بكى أي وسمته على رأسه او وجهه. وتقول صلي النار وبالنار إذا قاسى حرها، وقد اصطلى بها، وتصلاها، وأصليته نارا حامية. وهي النار، واللظى، والسعير، والوقد، والصلاء، والصلى. وقد اضطرمت النار، وذكت، وشبت، والتهبت، واشتعلت، واتقدت، واستعرت، واحتدمت، والتظت، وتأججت، وتأجمت، وتوهجت، وتلذعت، وتحرقت. وهي نار ذات وهج، ووهيج، وأجيج، وأجيم، وشبوب، وضرام، ولظى، ولهيب، ولهب، وزفير، وحريق، أي اضطرام وتلهب. وانها لشديدة الحر، والحرارة، واللفح، والسعار، والأوار. وهذا لهب النار، ولهيبها، ولسانها، وشعلتها، وشواظها. ويقال أجت النار، وائتجت، وتأججت، وزفرت، إذا سمع صوت التهابها، وقد سمعت لها أجيجا، وزفيرا، وحفيفا، وحسيسا، وحدمة، وكلحبة، وسمعت لها معمعة وهي صوت الحريق في القصب. وتقول شببت النار، وأوقدتها، وأثقبتها، وأضرمتها، وأشعلتها، وسعرتها، وأججتها، وألعجتها، وأذكيتها. ويقال لما تثقب به النار من دقاق العيدان وكسار الحطب ثقاب، وشباب، وشياع، وضرام، ووقص، وقد شيعت إذا ألقيت عليها ما تذكيها به، ورقصت عليها إذا كسرت عليها العيدان، ويقال شيعت النار في الحطب إذا اضرمتها فيه. والثقاب ايضا ما اقتدحت عليه من خرقة او عطبة، وكذلك الحراق، والحراقة بالضم فيهما، والرية بالتخفيف، وقد قدحت بالزند وهو العود تقدح به النار، وقدحت بالمظرة وهي الحجر يقتدح به. وورى الزند يري إذا خرجت ناره وهو خلاف خوى وصلد، وكذلك ثقب الزند، ونتق، وأوريته انا، ووريته، واستوريته. ويقال ايضا ورت النار من الزند إذا خرجت، وأوريتها انا، ووريتها، واثقبتها أي استخرجتها. وهو الحطب، والوقود، والصلاء، والصلى، لكل ما يستوقد به. والضرام ما لا جمر له من الحطب وهو خلاف الجزل. والحصب، والحضب ايضا بضاد معجمة، ما يرمى به في النار من حطب وغيره، وقد حصبت النار، وحضبتها إذا القيته فيها. وتقول رفعت النار، وأرثتها، وهيجتها، وحضبتها، ايضا بالمعجمة، إذا خبتفألقيت عليها الحطب لتقد. وحاييتها إذا أحييتها بالنفخ. وحضأتها إذا فتحتها لتلتهب، وهو المحضأ، والمحضب، والمسعر، والمحش، والمحشة، لما تحرك به النار إذا خبت. وتقول هذا مارج من نار وهو النار التي انقطع دخانها. والجمرة، والجذوة، والذكوة، والبصوة، والضرمة، القطعة المشتعلة من النار. والضرمة أيضا السعفة أو الشيحة في طرفها نار. والشعلة شبه الجذوة وهي قطعة الخشب تشعل فيها النار، وكذلك القبس، والشهاب. وقيل الشعلة ما كان في فتيلة او سراج والقبس النار التي تأخذها في طرف عود. وقد قبست منه نارا، واقتبستها، أي طلبتها فأقبسني من ناره، وقبسني، أي اعطاني قبسا. ويقال لما تقبس به النار من عود ونحوه مقبس، ومقباس. والشرر، والشرار، ما تطاير من النار. والسقط الشرر من الزند عند الاقتداح. والحسكل ما تطاير من الحديد المحمى عند الطبع. وتقول هذا ماء حميم أي حار، وقد أحممت الماء، وحممته، أي أسخنته، ويستعمل الحميم اسما بمعنى الماء الحار، وكذلك الحميمة، وهذا حميم آن أي قد بلغ النهاية في الحرارة. والحمة بالفتح العين الحارة يستشفى بها. والنطول الماء الحار يطبخ فيه الدواء ويصب على العضو، وقد نطل رأسه بالنطول إذا صبه عليه قليلا قليلا. والكمادة خرقة دسمة تسخن وتوضع على موضع الوجع، وقد كمد العضو تكميدا إذا فعل به ذلك والاسم الكماد. والسموم بالفتح الريح الحارة، وكذلك الحرور، والجمع السمائم والحرائر، واكثر ما تكون السموم بالنهار والحرور بالليل. ويقال ارض رمضة، ورمضة الحجارة، إذا حميت من شدة وقع الشمس. والرمضاء الرملة الحارة، وقد رمض الرجل إذا احترق قدماه من الرمضاء. والرضف الحجارة المحماة بالشمس او النار واحدتها رضفة. والملة الرماد الحار. وان في هذا الرماد لمهلا بالضم وهو بقية الجمر في الرماد تبينه إذا حركته. ويقال طبن النار إذا دفنها لئلا تطفأ. وكبت النار كبوا إذا علاها الرماد، وهي نار كابية، وكبيتها تكبية إذا غطيتها بالرماد. وتقول شيء بارد، خصر، صرد، وانه لشديد البرد، والبرودة، والخصر، والصرد بفتحتين وبالاسكان. وهو أبرد من الثلج، ومن الصقيعوأبرد من عضرس وهو البرد او الجليد، وأبرد من حرجف، ومن صرصر، وهي الريح الباردة، وأبرد من جربياء وهي النكباءبين الشمال والدبور. وهذا ماء برد من الوصف بالمصدر، وبارد، وبرود، وخصر، وشبم. وريح صر، وصرصر، ومصراد، أي شديدة البرد. ويوم وليل قر، وقار، وقارس، وصرد، وخصر، ويوم ذو قر، وذو قرة، وقد قر يومنا. فان اشتد برده قيل ازمهر اليوم وهو ذو زمهرير. وجئته في غداة شبمة، ذات شبم، وفي غداة سبرة، وأعوذ بالله من سبرات الشتاء وهي الغدوات الباردة. وتقول بردت الماء، وبردته تبريدا، وقد جعلته في البرادة وهي الإناء يبرد فيه الماء. وثلجت الماء إذا جعلت فيه الثلج ليبرد، وهو ماء مثلوج. وسقيته فأبردت له أي سقيته باردا، وقد ابترد الرجل بالماء البارد إذا شربه ليبرد به كبده. ويقال ابترد بالماء ايضا، وتبرد به، واقتر به، إذا اغتسل به، وذلك الماء برود، وقرور بفتح اولهما، وقد تبرد الرجل في الماء، واستنقع فيه، إذا مكث فيه ليتبرد، ولبس الكتان مبردة للبدن. وهو البرد، والقر، والصر، والقرة، وقد برد الرجل، وقر على ما لم يسم فاعله، وهو مقرور، ويقال القر برد الشتاء خاصة، والصر شدة البرد، وكذلك القرس، والخشف. وقد قرس البرد، وخشف، إذا اشتد. وبرد قارس، وقريس، وخاشف. وقرس الرجل ايضا إذا اشتد عليه البرد، وقد أقرسه البرد، وقرسه تقريسا. وصرد إذا وجد البرد سريعا، وهو صرد من قوم صردى، وانه لرجل مصراد إذا كان لا يصبر على البرد، وفي المثل هو أصرد من عين الحرباء لأنه أبدا يستقبل الشمس. وربما استعمل المصراد بمعنى القوي على البرد وهو من الأضداد. وتقول اقشعر الرجل من البرد، وقف قفوفا، وقفقف، وتقفقف، وتقرقف، وقرقف، وأرقف على المجهول فيهما، إذا أخذته رعدة البرد، وبات يرعد من البرد، ويرتعد، ويرتعش، ويرتجف، وينتفض. وقد قفقفه البرد، وقرقفه، وأخذته قشعريرة من البرد، ورعدة، ورعشة، ورقفة بفتحتين، وقفقفة، وقرقفة، وأخذه شفيف البرد وهو لذعه. وتقول قف جلده، واقشعر، وقفص، وشنج، وتشنج، إذا تقبض من البرد، وقد قفصه البرد قفصا، وشنجه تشنيجا. ويقال استقف الشيخ أي تقبض وانضم وتشنج. وبات فلان يكز من البرد أي يتقبض. ويقال قفقفت أسنانه، وتقفقفت، وتقرقفت، إذا اصطكت من البرد، وسمعت له قفقفة وهي اضطراب الحنكين وتقعقع الأضراسمن البرد، وقد قرقف الرجل، وتقرقف، إذا خصر حتى تقرقف ثناياهبعضها ببعض. وانه ليجد في أسنانه شفيفا أي بردا. وخصر الرجل إذا آلمه البرد في أطرافه، وقد خصرت يده وهي خصرة، وأخصرها القر. ويقال قرس المقرور إذا لم يستطع عملا بيده من شدة الخصر، وقرس البرد أصابعه إذا أيبها فلا يستطيع ان يعمل. وقد قفصت اصابعه، وأرزت، وشنجت، وتقفعت، إذا تقبضت من البرد ويبست، وهي قفصة، وآرزة، وشنجة. وأصبح الجراد قفصا إذا أصابه البرد فلم يستطع ان يطير. ويقال مات فلان صردا أي من البرد، وقد هرأه القر، وأهرأه، إذا اشتد عليه حتى كان يقتله او قتله. وكز الرجل على المجهول إذا اصابه الكزاز بالضم وهو تشنج يصيب الانسان من البرد الشديد وربما قتل.

وتقول فيما بين ذلك فتر الحر، وسكن، وانكسر، وباخ بؤوخا، وخبا، وانفثأ، وقد سكنت فورته، وانكسرت حدته، وخبا سعاره، وفتر أواره. والفتور يكون من حر ويكون من برد، تقول فتر الحميم إذا انكسر حره، وفتر القرور إذا انكسر برده، وكذلك انفثأ، وفترته انا وفثأته، تقول فثأت القدر إذا سكنت غليانها بماء بارد، وفثأت الماء البارد إذا سكنت برده بالتسخين، وقد فثأت الشمس من برد الماء إذا كسرت منه. وتقول اصطلى المقرور بالنار، وتصلى بها، إذا تسخن بها، وقد صلى يده بالنار. وضحى للشمس، واستضحى لها، إذا برز لها يستدفئ بحرها. وقد دفئ من البرد دفأ، ودفاء، وهو دفآن، وهي دفأى، وهم دفاء، وتدفا بالثوب وغيره، وادفأ على افتعل، واستدفأ. والدفء ما يدفئك، يقال ما على فلان دفء أي ثوب يدفئه، وتقول اقعد في دفء هذا الحائط أي في كنه. ويقال كهكه المقرور إذا تنفس في يده ليسخنها، وشيخ كهكم وهو الذي يكهكه في يده. وتقول شيء رطب، ورطيب، ند، خضل. وبه رطوبة، وندى، ونداوة، وندوة، وخضل. وقد رطب الشيء بالضم، وندى، وترطب، وتندى، وخضل، واخضل. ورطبته انا، ونديته، وأخضلته، وبللته. وقد ابتل الشيء، وتبلل، وبه بلل، وبلة بالكسر، وبلالة بالضم. ويقال ما في سقائهبلال بالكسر وما في الركية بلال أي ما يبل به. وهبت علينا ريح بليل، وبليلة، وهي الريح الباردة مع ندى، وانها لريح بلة، أي فيها بلل. وتقول نديت ليلتنا إذا كانت ذات ندى، وكذلك الارض إذا وقع فيها الندى وهو القطر ينعقد من بخار الجو. والسدى الندى بالليل خاصة، وقد سديت الارض وسديت الليلة إذا كثر سداها. فان زاد على ذلك فهو الطل وهو بين الندى والمطر، وقد طلت الارض على المجهول، وطلها الندى، وروض مطلول. وأصبح الروض خضلا بالندى، وأصبح مكللا بالحباب وهو الطل يصبح على النبات، وقد سال عليه رضاب الندى وهو ما تقطع منه على الشجر. فان كان الندى مع سكون الريح او مع الحر فهو لثق، وومد، وهو ندى يجيء في صميم الحر في الاماكن المجاورة للبحر. وقد لثق اليوم، وومد، إذا ركدت ريحه وكثر نداه، ويوم لثق، وومد. ويقال لثق الطائر إذا ابتل ريشه بالماء. وبثوب فلان لثق بفتحتين وهو البلل من عرق او مطر. وجاء وقد أخضلته السماء حتى خضل أي بلته بلا شديدا. وجاء وثوبه يرف من المطر أي يقطر من البلل، وكذلك الشجر إذا كان يقطر بالندى وقد رف رفيقا، وثوب وشجر رفيف. وتقول بكى الرجل حتى أخضل لحيته، وأخضل ثوبه، وقد اخضلت لحيته من البكاء. وخضل شعره تخضيلا إذا بله بالماء او الدهن ليذهب شعثه، وقد روى رأسه بالدهن، وسغسغه، إذا وضع عليه الدهن بكفيه وعصره ليتشرب، وسغسغ الدهن في رأسه إذا أدخله تحت شعره. وتقول ثريت الأرض إذا نديت، وهي ارض ثرية بالتخفيف والتشديد، ومكان ثريان وأرض ثريا. وإنها لأرض غدقة أي في غاية الري، وارض تمج الثرى، وتقيء الندى، وأرض تمج الماء مجا، إذا كانت ريا من الندى، وانها لأرض مجاجة الثرى وهو التراب الندي تسمية بالمصدر. وهذه أرض ذات نز بالكسر والفتح وهو ما تحلب من الارض من الماء، وقد نزت الارض وهي أرض نزازة، وسبخة نزازة، ونشاشة، ونشناشة، أي لا يجف ثراها، والسبخة بفتحتين الأرض ذات النز والملح وقد سبخت الأرض سبخا وهي سبخة بكسر الباء. ويقال غمقت الأرض إذا اصابها ندى وثقل ووخامة وهي ارض غمقة أي كثيرة المياه رطبة الهواء وهي خلاف النزهة. ويقال غمق النبات إذا كثرت عليه الأنداء حتى أفسدته ووجدت لريحه خمة، وهو نبات غمق. وتقول رشحت الجرة والخابية، ونضحت، إذا كانت رقيقة فخرج الماء من الخزف، وكذلك القربة إذا سال الماء من خرزها. وقد سرت القربة، ومرحت، ونطقت، إذا كانت لا تمسك الماء، وسرب الماء منها، وانسرب، وزرب، ونطف، أي سال، وماء سرب، وقربة سربة، ومرحة. ومرحت القربة تمريحا، وسربتها تسريبا، إذا ملأتها لتنتفخ عيونالخرز فتستد. ويقال نث الحميث، ومث، إذا رشح ما فيه من السمن، وقطر الإناء، وودف، إذا سال منه الماء قطرة قطرة، ووكفت الدلو إذا قطرت بالماء، ووكف السقف إذا قطر منه الماء وقت المطر. ويقال رشح الرجل إذا عرق، وقد رشح عرقا، وترشح عرقا، إذا ندي به، ونتح العرق من جلده، وتحلب، وانحلب، أي رشح. وانه لينضح بالعرق، ويتحلب عرقا، ويتصبب عرقا، ويرفض عرقا، ويتبضع عرقا، ويتفصد عرقا، إذا جرى عرقه وسال، وجاء فلان يتفصد جبينه عرقا، وقد سالت مناتحه وهي مخارج العرق من الجلد، ونتحت معارقه، ومعاطفه، وأعراضه، وهي المواضع التي تعرق من البدن، وهو رجل عرق، وعرقه بضم ففتح فيهما، إذا كان كثير العرق. وتقول غملت الرجل، وغمنته، إذا القيت عليه الثياب ليعرق. ويقال نث الرجل نثيثا، ومث مثيثا، إذا عرق من سمنه فرأيت على سحنته وجلده مثل الدهن. ويقال ايضا عرق الحائط إذا ندي، وكذلك الزجاج إذا تحبب عليه البخار من الهواء. وتقول بض الماء من الصخر، ونض، إذا سال قليلا قليلا. وقد بض الصخر، ونض، إذا رشح ماؤه كذلك، وبئر بضوض، ونضوض، وقد بضت حوالب البئر وهي منابع مائها. ويقال رششت الماء، ونضحته، ونضخته بالمعجمة وهو دون النضح. وقد نضحت المكان، ونضخته، وثريته، إذا رششته بالماء، والبحر ينضح الساحل، وينضخه، وموج نضاح، ونضاخ، وقد تنفس الموج إذا نضح الماء. وششت الماء إذا رششته رشا متفرقا، تقول شننت الماء على الشراب وشننت الماء على وجهي، فان صببته صبا متصلا قلت سننته بالمهملة. ويقال غمست الشيء في الماء، وقمسته، ومقسته، ومقلته، وغططته، وغطسته، وغطسته، وقد صبغت يدي في الماء أي غمستها، وكذلك اللقمة إذا غمستها في الخل أو غيره، وما تغمس فيه من ذلك صبغ وصباغ بالكسر فيهما، وقد اصطبغت بكذا إذا اتخذته صباغا. ونقعت الشيء في الماء وغيره، وأنقعته، إذا غمسته فيه وأقررته، وهو منقع، ونقيع، وذلك الماء نقاعة بالضم. ودفت الشيء في الماء، ومثته، ومرثته، ومرسته، ومردته، ومرذته، إذا أنقعته فيه وعالجته بيدك حتى يذوب او يلين. وودنت الجلد إذا بللته بالماء او دفنته في الثرى ليلين. وبرد الشيخ الخبز صب عليه الماء وبله، وفلان يأكل خبزه برودا، ومبرودا.

وتقول جف الشيء، ويبس، إذا ذهبت رطوبته، وجففته انا تجفيفا، ويبسته، وأيبسته، وبه جفاف، وجفوف، ويبس، ويبوسة. وتقول تجفجف الثوب إذا جف وفيه بعض النداوة، فاذا تم جفافه قيل قف قفوفا، وقد نشف الثوب الماء والعرق إذا تشربه، وتنشفه إذا تشربه في مهلة، وكذلك الغدير إذا تشرب الماء، وهو غدير نشف أي ينشف الماء، وأرض نشفة، وقد نش الغدير والحوض إذا جف ماؤهما، والدنيتسفط الشراب أي يتشربه. ويقال نشف الماء ايضا إذا جف، وقد نضب الماء في الأرض، ونضا، وغار، وغاض، إذا ذهب فيها، ويقال أيضا غيض الماء على المجهول وغاضه الله، وهو ماء مغيض، وماء غائر، وغور على الوصف بالمصدر. ويقال غاض فلان الدمع، وغيضه، إذا حبسه عن الجري، وقد غاض الدمع إذا نقص وجف، ورقأ الدمع إذا جف وانقطع، وكذلك الدم والعرق. ويقال نزفت عبرتهاذا نفدت، وأنزفها هو. وقب الجرح إذا جف وانقطع سيلانه. وجسد الدم إذا يبس، ودم جسد من الوصف بالمصدر، وجاسد، وجسيد، أي جامد قديم وهو خلاف الناقع. وتقول ذبل فوه، وعصب فوه، إذا جف ويبس ريقه، وقد عصب الريق بفيه، وخدع الريق بفيه. وقيل خدع الريق إذا خثر وأنتن يكون ذلك في وقت السحر. ويقال عصب الريق فاه إذا لصق به وأيبسه. وانه لمعصور اللسان أي يابسه عطشا. وتقول ذوى العود والبقل، وذبل، إذا ذهبت ندوته، وأذواه الحر والعطش، وأذبله. وهاج البقل والزرع إذا اصفر وأخذ في اليبس، وكذلك الأرض إذا اصفر زرعها، وزرع هائج، وهيج. وصوح الزرع، وتصوح، إذا يبس أعلاه، وقد صوحته الشمس. وقف النبات، وقب، إذا جف وتناهى يبسه، وهو جفيف النبت، وقفيفه، وقبيبه، ويبيسه. وقلع فلان الحشيش من أرضه وهو الكلأ اليابس. وأصبح نبات الارض هشيما وهو اليابس المتكسر. والهشيم ايضا الشجر اليابس البالي واحدته هشيمة. والقفل قريب منه وهو الشجر اليابس، وكذلك القفيل، الواحدة قفلة، وقفيلة، وقد قفلت الشجرة قفولا. ويقال أيضا قفل الجلد إذا يبس، وسقاء قافل، وشيخ قافل، وقاحل، وقحل، إذا يبس جلده على عظمه، وقد قحل جلده قحولا وأقحله الصوم والكبر. وتقول قددت اللحم إذا ملحته وجففته في الشمس وهو قديد. ووشقت اللحم، ووشقته، إذا أغليته في ماء ملح ثم رفعته وتركته حتى يجف، وهو الوشيق، والوشيقة، وقد اتشق الرجل إذا اتخذ وشيقة. وتقول شررت اللحم والأقطوالملح، وشررته بالتشديد، وشريته على الإبدال، إذا بسطته، على خضفة أو غيرها ليجف، ويقال لما شررته من ذلك إشرارة بالكسر، والإشرارة ايضا اسم لما يبسط عليه من شقة او خصفة ونحوها. وسطحت التمر والعنب وغيره إذا بسطته على المسطح بكسر الميم وفتحا والمسطاح وهو مكان مستو يبسط عليه التمر ونحوه ليجف، ويسمى الجرين، والمربد. وقد قب اللحم والتمر وغيره قبوبا إذا يبس ونشف. وهو القسب للتمر اليابس يتفتت في الفم. والخشف لما يبس منه من غير أن ينويفصلب وفسد. والزبيب لما سطح من العنب فدوى، وربما استعمل في التين، وقد زبب فلان عنبه وتينه إذا سطحهما زبيبا. وفلان يتقوت بالعسم وهو الخبز اليابس. وهذه ارض ذات قلاع وهو الطين اليابس، وكذلك المدر، القطعة منهما قلاعة ومدرة، وقد أصبح الغديرقلاعا وهو الطين الذي ينشق إذا نضبعنه الماء. والصلصال الطين الذي يعمل منه الفخاراذا يبس، وهو صلصال ما لم تصبه النار فاذا طبخ فهو فخار وخزف.