الباب الثاني: في وصف الغرائز والملكات وما يأخذ مأخذها ويضاف اليها

فصل في كرم الأخلاق ولؤمها

يقال فلان كريم الخليقة، شريف الملكة، سري الأخلاق، نبيل النفس، حر الخلال، محمود الشمائل، أريحي الطباع، كريم المخبر، كريم المحسر، صدقالمعجم، محمود المكسر، حر الطينة، محض الضريبة، جزلالمروءة، شريف المساعي، أغرالمكارم. وإنه لممن تتوسمفيه مخايلالكرم، ويقرأ في أسرتهعنوان الكرم، ويجول في غرتهماء الكرم، ويقطر من شمائله ماء الكرم، ويفوح من خلائقه عرف الكرم، وانه لينطق الكرم من محاسن خلاله، ويتمثل الكرم في منطقه وأفعاله. وقد خلق الله فلانا من طينة الكرم، وصاغه من معدن العتق، وأنبته من أرومة الحرية، وجمع فيه خلال الفتوة. وهو بقية الكرام، وتليهالأحرار، وربيبالكرم، وتوأم النجابة، وصنو المروءة، وخلاصة الحسب، وعصارة الكرم. واني لم أر اكرم منه أخلاقا، ولا أنبل فطرة، ولا أطيب عنصرا، ولا أخلص جوهرا، كأن أخلاقه سبكت من الذهب المصفى، وكأن شمائله عصرت من قطر المزن.

وتقول في ضد ذلك هو لئيم الضريبة، دنيء الملكة، خسيس الشنشنة، خسيس النفس، صغير الهمة، سافل الطبع، زمنالمروءة، لئيم الحسب، جعد القفا، لئيم القزال، لئيم السبال، دون، ساقط، نذل، رذل، فسل، وغدوغب، وغل، رضيع، وراضع، وهو رضيع اللؤم، ولئيم راضع. وقد تبرأت منه المروءة، وسدت عليه طرق الكرم، وهو بطرق اللؤم أهدى من القطا. وانما فعل ذلك بلؤمه، وخسته، ودناءته، وسفالته، ونذالته، ورذالته، وسفالته، ووغادته، ورضاعته. وانه لدنيء الأصل والفرع، لئيم الحمل والوضع، وقد غذي اللؤم في اللبن، ودب في اللؤم وشب، وان اللؤم حشو جلده، وملء ثيابه، وان جلده لينضحلؤما، وانه لتجري عصارة اللؤم في دمه، وانه ليرعفاللؤم من أنفه، ويمجهمن مسامه. وهو ألأم من أسلم، والأم من ماقط، والأم من راضع. وفي المثل لا يعجز مسك السوء عن عرف السوءيضرب للرجل اللئيم يكتم لؤمه جهده فيظهر في أفعاله.

فصل في الجود والبخل

يقال فلان جواد، سخي، جدي، أريحي، سمح، سجل، كريم، معطاء، وهوب، بذول، فياض، فياح، نفاح، طلق اليدين، خطل اليدين، وخضلهما، وانه لخطل اليدين بالمعروف، سبط اليدين، سبط الكفين، سمح الكفين، سبط الأنامل، سبط البنان، ثر الأنامل، ندي الراحة، رحب الصدر، رحب الباع، بسيط الباع، بسيط الكف، رحب الذراع، رحب الجناب، خصيب الجناب، فسيح الجناب، سهل الفناء، مدمثالفناء، موطأ الأكناف، غمر الرداء، غمر الخلق، غمر النقيبة، خضمالكرم، ضافيالمعروف، كثير العرف، كثير النوال، سبط النوال، جزلالعطاء، واسع العطاء، كثير الأيادي، غزير الفواضل، كثير النوافل، جزيل العوارف، كثير السيب، كثير التبرع، كثير التطول، جم الإفضال، جم المبرات، جزيل الصلات، سنيالمواهب، فياض اللهى، معطاء اللهى، غمر الندى، عظيم السجل، غرب المصبة، كريم المهزة، كريم المعتصر، لين العود، لين المهتصر، عمد الثرى، ندي الصفاة، متبرعبالنوال، يتخرق بالعطاء، ولا يليقدرهما. وهو من ذوي الجود، والسخاء، والأريحية، والندى، والسماح، والسماحة، والكرم والبذل. وانه ليرتاحللندى، ويخف للمعروف، ويهتز للعطاء، ويهتشللبذل، وقد أخذته أريحية الكرم، وملكته هزة الأريحية، وجذب الكرم بضبعه، ومدت الأريحية باعه. وانه لسفيط النفس، ومذل النفس، أي سخيها طيبها. وما رأيت أسخى منه يدا، ولا أندى بنانا، ولا أطول يدا بمعروف، ولا أبسط كفا بنائل، وانه لرجل غمر البديهة أي يفاجيء بالنوال الواسع، وهو غمر البديهة بالنوال، وانه ليعفو على منية المتمني، ويعفو على سؤال السائل، أي يزيد عطاؤه عليهما ويفضل، وانه ليباري الريح جودا، ويباري الغيث، ويباري السحاب، وهو أجود من حاتم، وأجود من كعب بن مامة. وتقول فلان وادي الندى، ونجعة المكارم، ومراد العافي، وبحر النوال، وغيث المعروف. وإن له الكرم الجم، والكرم العد، وقد بسط عنان المكارم، وبسط باع المساعي، وله في المكارم غرر وأوضاح، وله غرر المكارم وحجولها. وانه لمن قوم سنوا للناس الكرم، وفجروا ينابيع الندى، وبهم تعرف السخاء، وإليهم تنتهي السماحة، وبهم يقتدي في البذل. وان فلانا لكريم مرزا أي يصيب الناس من ماله ونفعه. وما هو الا هشيمة كرماذا كان لا يمنع شيئا. وانه لرجل مرهق أي مضياف ترهقهالضيوف كثيرا. وانه لكثير الرماد، وعظيم الرماد، وجبان الكلب، أي كثير الضيوف. وقد أذال فلان ماله إذا ابتذله بالإنفاق. وإنه لتتريع يده بالجود أي تفيض. وان يديه لتتراوحان بالمعروف أي تتعاقبانه. وهو نفاح اليدين بالخير أي معطاء له، ولا تزال له نفحات من المعروف. وفلان لو ملك الدنيا لفيحها في يوم واحد أي لفرقها. ويقال فلان يتسخى على أصحابه، ويتندى على أصحابه، أي يتكلف السخاء.

ويقال في ضد ذلك هو بخيل، شحيح، لئيم، ضنين، جعد، مسكه، ضيق، لحز لصب، كز، حصور، وحصر. وفيل بخل، وشح، ولؤم، وضن، وضنة، ومسكة، وإمساك، وضيق، ولحز، ولصب، وكزاز، وحصر. وانه لرجل لحز لصب، ورجل صلد، وصلود، وأصلد، وهو الشديد البخل وقد صلد صلادة. وانه لرجل دنيء الحرص، لئيم المهزة، جامد الكف، وجماد الكف، جعدالكف، جعد الأنامل، كزالأنامل، أكزماليد، اكزم البنان، حصر اليدين، مقفل اليدين، ضيق الصدر، حرج الفناء، نكد الحظيرة، صالد الزند، كدود، ناضبالخير، بكيءالخير، مصدود عن الخير، مصروف عن المكارم، مدفع عن المكارم، مقبوض اليد عن الخير. وانه لرجل كاب أي يندب للخير فلا ينتدب له، وان فيه لربيثة عن الخير وهي الامر يحبسك عن الشيء، وهو رجل قصير العناناي قليل الخير. وانه لرجل جحد، نكد، وجحد، نكد، لا يبضحجره، ولا يثمر شجره، ولا تتحلب صفاته، ولا تندى صفاته، ولا تندى يمينه، ولا تندي إحدى يديه الأخرى، ولا يهتز لمعروف، ولا ينقعغلة ظمآن، وهو أبخل من مادر، وأبخل من كلاب بني زياد. ويقال في الكناية هو نظيف المطبخ، ونظيف القدر، وفي بعض رسائل الثعالبي قال الجماز لرجل رحم الله أباك فلقد كان نظيف منديل الخوانقليل الصابون والأشنان. ويقال نفس عليه الشيء وبالشيء أي ضن عليه به ولم يره أهلا له. وأعطاه كذا ثم تبعته نفسه إذا ادركه الحرص فندم.

فصل في الشجاعة والجبن

يقال فلان شجاع، بطل، باسل، شديد، بئيس، مقدام، حمس، جريء، فاتك، صارم، ثبيت، نجيد، ذمر، بهمة، صمة. وهو ثبت الجنان، واقر الجنان، ثبت الغدر، جميع الفؤاد، جرئ الصدر، جريء المقدم، رابط الجأش، وربيط الجأش، قوي الجأش، صدق اللقاءصلب المعجم، صلب المكسر، صليب النبع، صليب العود، صادق البأس، مشيعالقلب. وهو من ذوي الشجاعة، والبسالة، والشدة، والبأس، والإقدام، والحماسة، والجرأة، والصرامة، والنجدة. وأقدم على ذلك بثبات جنانه، وصرامة بأسه، ورباطة جأشه، وقد ربط لذلك الامر جأشا. وانه لذو مصدقفي اللقاء، وانه لصادق الحملة، وانه لصدقالمعاجم. وهو رجل مغوار، فتاك، محرب، مصدام، مسعر حرب، ومحش حرب، ومر ذي حرب. وهو ابن كريهة، وخواض غمرات، وهو فارس بهمة، وكبش كتيبة اسم للحرب، وليث عرينة، وهو أسد خادر، وهو أشجع من أسامة، ومن ليث عفرين، وليث خفان، ومن أسود بئشة، وأسود الشرى، ومن ليث غيل، وليث غابة، وليث خفية، وأجرأ من ذي لبدة وهو الأسد، وأجرأ من السيل، ومن الليل، وأجرأ من فارس خصاف. وتقول في درع فلان أسد، ورأيت منه رجلا قد جمع ثيابه على أسد. ويقال للرجل الشجاع هو حبيل براح أي كأنه لثباته قد شد بالحبال، وهو أيضا اسم للأسد. ويقال فلان حية ذكر أي شجاع شديد، وهو حية الوادي إذا كان شجاعا مانعا لحوزته. وانه لذو مساع ومداع وهي المناقب في الحرب خاصة. وبنو فلان أسود الوقائع، وأحلاس الخيل، وحاطة الحريم، ومانعو الحريم، وحماة الحقائق، وسقاة الحتوف، وأباة الذل.

وتقول في خلاف ذلك هو جبان، فشل، وهل، هياب، رعديد، رعش، خوار، خرع، ورع، ضرع، منخوب، ونخيب. وانه لمنخوب القلب، مخلوع الفؤاد، واهي الجأش، خوار العود، خرع العود، رخو المعجم، رخو المغمز، هش المكسر. وفيه جبن، وجبانه، وفشل، ووهل، وخرع، ورعشة، وفيه جبن خالع. وإنه لخشل فشل، وفشل وهل، وورع ضرع، وهاع لاع. وهو فرأما يقاتل، وما وراءه الا الفشل والخور. وهو أجبن من صافر، وأجبن من صفرد، وأجبن من كروان، وأجبن من ثرملة، وأجبن من رباح. ويقال رجل قصف، وقصم، إذا كان ضعيفا سريع الانكسار. وقد انخرع الرجل إذا ضعف وانكسر، وضرب بذقنه الارض إذا جبن وخاف. وورد عليه من الهول ما خلع قلبه، وهزم فؤاده، وزلزل أقدامه، وكسر بأسه، وفل غربه، وثلم حده، وكسر فوقه، وفت في ساعده، وأوهن ساعده. وقد أحجم عن قرنه، ونكل، ونكص، وانخزل، وتقاعس، وتراجع، وتراد، وارتد، وانكفأ. ويقال كهمت فلانا الشدائد إذا جبنته عن الإقدام.

وتقول شجعت الرجل، وجرأته، وشيعته، وذمرته، وشددته، وشحذت عزمه، وأرهفت بأسه، وقويت جأشه. ورأيتهم يتذامرون على القتال، ويتحاضون، ويتحاثون. وبنو فلان كالثياب المتداعية كلما حيصت من جانب تهتكت من آخر.

فصل في الانفة والاستكانة

يقال فلان أنف، وأنوف، أبي، حمي، أشم، متزع، شريف الطبع، عالي الهمة، عزيز النفس، عزيز الأنف، حمي الأنف، أشم الأنف، أشم المعطس، شديد الأخدع، شديد الشكيمة، شديد المريرة، شديد المحيا، أبي الضيم، وآبي الضيم، لا يعنولقهر، ولا يطمئن الى غضاضة، ولا يصبر على خسف، ولا يقيم على مذلة، ولا يلين جنبه لحادث، ولا يري من نفسه الاستكانة، ولا يلبس ملابس الهوان، ولا يقف موقف القنوع. وهو من قوم أنف، أباة، شم الأنوف، شم المعاطس، شم المراعف، شم العرانين. وقد أنف من كذا، وحمي، ونكف، واستنكف، وانتخى، وأخذته لذلك الامر حمية، ومحمية، وأنف، وأنفة، وإباء، ونخوة. وقد حمي من ذلك أنفا، وثارت به الحمية، وعصفت في رأسه النخوة، ونزتفي رأسه سورة الأنفة، وملكته عزة النفس، وأدركته حمية منكرة. ويقال فلان أزور عن مقام الذل أي هو بمنحاة عنه، وانه ليربأ بنفسه عن مواطن الذل، ويتجافى بها عن مطارح الهوان، وينزعبها عن مواقف الضراعة، ويصونها عن معرة الامتهان، ويكرمهاعن خطط الابتذال. وهو يترفع عن هذا الامر، ويتعالى، ويتجال، ويتأبه، ويتنزه، ويتكرم، ويتكارم. وانه لرجل ذو حفاظ، ومحافظة، وهي الحمية والغضب لانتهاك حرمة او ظلم ذي قرابة، وقد أحفظه الامر، واحتفظ منه، وأخذته من ذلك حفظة، وحفيظة، وفي المثل ان الحفائظ تذهب الأحقاد أي إذا ظلم حميمك حميت له وان كان في قلبك عليه حقد. وتقول غضبت لفلان إذا كان حيا، وغضبت به إذا كان ميتا، وذلك إذا اعتدي عليه فغضبت لذلك حمية واستنكافا. وتقول غار الرجل على امرأته، وغارت عليه، وانه ليغار عليها من ظلها، ومن شعارها، ويغار عليها من النسيم، ورجل غيور، وامرأة غيور، ورجال ونساء غير بضمتين. ويقال رجل شفون، وشائح، وشيحان إذا كان غيوراً كثير المراقبة والنظر وإنه لرجل مشفشف ومشفشف، إذا كانت به رعدة واختلاط غيرة وإشفاقا على حرمه. ويقال قعد فلان مقعد ضنأة، وضنآءة بالضم فيهما، أي مقعد أنفة، وذلك إذا ألجئالى حال لا تربأ بهفأخذته لذلك أنفة وعزة نفس وتقول في خلاف ذلك هو من أهل المهانة، والذلة، والضراعة، والصغار، والقماءة، والضعة، والهوان، والابتذال. وممن يسامالذل، ويرضى بالخسف، ويستكينللامتهان، ويقر على الضيم، ويغضي على القذى، ويطرف على المضض، ويشرب على الشجى. وممن لا يبالي بالصغار، ولا يستوحش للامتهان، ولا تؤلمه الغضاضة، ولا يمضه الهوان، ولا تعمل فيه المحفظات، ولا ينبض فيه للحمية عرق، ولا تأخذه أنفة ولا عزة نفس. وانه لرجل مهين، ذليل، قميء، صاغر، دنيء الطبع، صغير الهمة، مهين النفس، حقير النفس، ذليل النفس، ذليل الأنف، لين الأخدع، لين الشوكة، ضارع الخد، ضارع الجنب، رؤوم للضيم. وقد ذل الرجل، وتذلل، وقمؤ، وصغر، وتصاغر، وتحاقر، وتضاءل، وضرع، وخشع، واستكان، واستخذى، ووضع خده، وطأطأ قصرته، وبذل مقادته، وأقر بالذل، واعترف بالضيم، وانقاد للهوان، واستسلم للامتهان، واستنامللضعة، وتطأمنللصغار، وألف مضاجع الذلة، ورضي بالذل صاحبا. وقد ابتذل، وامتهن، وأذيل، واستذل، وضربتعليه الذلة، وحمل على الخسف، وقيد ببره، ووطيء وطء النعال.

فصل في الكبر والتواضع

يقال فلان متكبر، متجبر، متعظم، متعجرف، متغطرف، متغطرس، متأبه، متبذخ، شامخ، منتفخ، تياه، مختال. وانه لشديد الكبر، والكبرياء، والجبرية، والجبروت، والعظمة، والعجرفة، والغطرفة، والغطرسة، والأبهة، والبذخ، والشموخ، والتيه، والخيلاء. وانه لرجل مزهو، منخو، معجب بنفسه، ذاهب بنفسه، وفيه زهو، ونخوة، وعجب، وإعجاب. وفلان من أهل الزهو والبأو وهو الكبر والفخر. وقد زهي الرجل، ونخي، وانتخى، وزهاه الكبر، وذهب به التيه، وذهب بنفسه مذهب الكبر والخيلاء، وأقبل يختالتيها، ويخطرعجبا، ويميساختيالا، ويتبختر زهوا، ويجر أذياله كبرا، وجاء وهو يجر فضل ذيله، ويرفل في أذياله، ويسحب أذيال العجب، وقد التحف بجلباب الكبر، وارتدى برداء الكبر، وامتطى ظهر التيه. ويقال مر فلان مسبلا إذا طول ثوبه وأرسله الى الارض ومشى كبرا واختيالا، وجاء وقد جر سبله بالتحريك وهي الثياب المسبلة. وتقول من الكناية صعر الرجل خده، ولوى أخدعه، ولوى عذاره، ولوى شدقه، ونفخ شدقيه، ومط حاجبيه، وشمخ بأنفه، وزمخبانفه، وزم بأنفه، وأشم بأنفه، ورفع رأسه كبرا، وجاء عاقداعنقه، وثانيا عطفه، وجاء ينظر في عطفه، ويتبع صعداءه، ويتبع ظل لمته، ويجاري ظل رأسه. ويقال مر فلان يتميح أي يتبختر وينظر في ظله وهو من الخيلاء. وفلان رجل أصيد وهو الرافع رأسه من الكبر، وفيه صيد بفتحتين، وقد سمد الرجل سموداً وهو سامد إذا رفع رأسه ونصب صدره تكبرا. وهو رجل أشوس إذا كان ينظر بمؤخر عينه تكبرا، وهو يتشاوس في نظره إذا كان ينظر كذلك. وانه لرجل عات، وعتي، إذا استكبر وجاوز الحد، وفيه عتو، وعتي. وقد تعدى الرجل حده، وجاوز قدره، وعدا طوره، واستطال عجبا، وترفع كبرا، ونأى بجانبه، وسما بنفسه تيها واستكبارا. وهو أزهى من ديك، وأزهى من غراب، وأزهى من وعلالخلاء، وأخيل من مذالة. ويقال فيأت المرأة شعرها إذا حركته من الخيلاء.

وتقول في خلاف ذلك هو متواضع النفس، متطأمنالنفس، متطأمن الجانب، خافض الجناح، متجافعن مقاعد الكبر، ناءعن مذاهب العجب، لا يحدوهحادي الخيلاء، ولا يثني أعطافه الزهو، ولا يتهادى بين أذيال التيه. وقد تواضع الرجل، وتطأمن، وتطأطأ، وتصرع، وتدلى. وتقول تطأمنت لفلان تطأمن الدلاة وهم الذين ينزعون بالدلاء، وقد هضمتله نفسي، وأوطأته خدي، وفرشت له خدي، وجعلت له خدي أرضا.

وتقول قد كسرت من نخوة الرجل، وطأطأت من إشرافه، وطأمنت من كبره، وأقمت من صعره، ورددت من نخوة بأوه، ونكست سامي بصره، ورددت من سامي طرفه، وصغرت نفسه اليه. وتقول قد سوى الرجل أخدعه، واستقامت أخادعه، واعتدل صعره، وانخفض جناع عجبه، وأقلععن كبره، وألقى رداء الكبر عن منكبيه، وقد تصاغرت اليه نفسه، وتحاقرت، وتضاءلت، وتقاصرت. ويقال للمتكبر سو أخدعك، ولا تعجبك نفسك، وإن في رأسك لنعرة، ولأطيرن نعرتك، ولأنزعن النعرة التي في أنفك، ولأقيمن صيدك، ولأقيمن صعرك. ومن كلام الحجاج ان في عنقك لصيدا لا يقيمه الا السيف.

فصل في سهولة الخلق وتوعره

يقال فلان سهل الأخلاق، سلس الطباع، لين العريكة، لدن الضريبة، سبط الخليقة، دمث الطباع، وطيء الخلق، سجيح الخلق، لين الجانب، لين العطف، رقيق الحاشية، لين الحاشية، لين الجناح، خافض الجناح، رضي الأخلاق، سهل الجانب، سهل الشريعة، مطرد الخلق، منسجم الأخلاق، سمح المقادة، سلس القياد، سهل المعطف، هش المكسر، سمح العود، لين القشر، لين المعجم، لين المهتصر. وانه لرجل هين لين، وهين لين، وانه لذو ملينة أي لين الجانب. وفي خلقه لين، وليان، وسهولة، وسلاسة، ودماثة، ولدونة، وسبوطة، ووطاءة، وسعة، وسجاحة، وهوادة. وانه ليأخذ الأمور بالملاينة، والمياسرة والمسامحة، والمساهلة، والمساهاة، والإغماض، والترخيص. وان أخلاقه أسلس من الماء، وألين من العهن، وألين من أعطاف النسيم. وتقول في ضده هو شرس، شكس، عسر، شموس، ضرس، لصب، تئق، سيء الخلق، ضيق الخلق، فج الطبع، صعب الأخلاق، فظ الأخلاق، متوعر الأخلاق، جافي الطبع، غليظ الطبع، خشن المراس، صعب العريكة، ريضالخلق، شديد الشكيمة، صعب المقادة، ضيق الحبل، شديد الخلاف، شديد التصلب، لا تنحل أربته، ولا تلين صفاته، ولا تسحل مريرته، كأنه قد من صخر، وكأنما طبعمن جلمود، وكأن أخلاقه صد الصفا. ويقال في التوكيد هو شرس ضرس، وشكس لكس، وهذا الاخير إتباع. وهو في منتهى الشراسة، والشكاسة، والشماس، والضراس، والفظاظة، والجفاء، والخشونة، والغلاظة. وانه ليتشدد في الأمور، ويتصلب، ويتصعب، ويتعقد، ويتأرب، ويتعنت، ويتعسر، ويتوعر. ويقال ركب فلان عرعره أي ساء خلقه. وان فلانا لرجل محك، ومماحك، إذا كان لجوجا عسر الخلق. وانه لنزق الحقاقاي يخاصم في صغار الأمور. وانه لرجل مبل وهو الذي يعييكان يتابعك على ما تريد. وانه لذو دغوات، وذو دغيات، إذا كان رديء الاخلاق. وجاءنان فلان معربدا إذا شرب فساء خلقه وآذى عشيره، وهو عربيد. وانه لرجل سوار وهو الذي يعربد في سكره. ويقال عرم الغلام عرامة إذا ساء خلقه، وقد عرمنا الصبي، وعرم علينا، وفيه عرام بالضم.

فصل في الحلم والسفه

يقال فلان حليم الطبع، واسع الخلق، واسع الحبل، واسع السرب، رحب الصدر، رحب المجم، واسع المجسة، وواسع المجس، واسع الأناة، بعيد الأناة، رحب البال، وقور النفس، راجح الحلم، راسخ الوطأة، رزين الحصاة، ساكن الريح، راكدالريح، واقع الطائر، سكان الطائر، ساكن القطاة، خافض الطائر، خافض الجناح، محتببنجاد الحلم، رصين، رزين، وزين، ركين، رفيق، وادع، وقور، حصيف، رميز، متئد، ومتوئد، متأن، متثبت. ومعه حلم، ووقار، وسكينة، ورجاحة، ورزانة، ووزانة، ورصانة، وركانة، ورفق، ودعة، ومودوع، وحصافة، ورمازة، وتؤدة، وأناة. وهو بعيد غورالحلم، طويل حبل الأناة، واسع فسحة الصبر، راجح حصاة العقل. وإنه لا تصدعصفاة حلمه، ولا تستثار قطاة رأيه، ولا يستنزل عن حلمه، ولا يزدهفعن وقاره، ولا يحفزعن رزانته، ولا يحل حبوتهالطيش، ولا يستفزهنزق، ولا يستخفه غضب، ولا يروعحلمه رائع، ولا يتسفه رأيهمتسفه. وهو الطودلا تقلقه العواصف، والبحر لا تكدره الدلاء، وان له حلما أثبت من ثبير، وحصاة أوقر من رضوى، وصدرا أوسع من الدهناء. وقد عجف عن فلان إذا احتمل غيه ولم يؤاخذه، وتغمدجهله بحلمه، وتلقى هفوته بطول أناته، واحتمل جنايته بسعة صدره، وبسط على إساءته جناح عفو. وهو رجل حمول، ومحتمل، وهو أحلم من معن بن زائدة، وأحلم من الأحنف بن قيس.

ويقال في خلاف ذلك هو سفيه، نزق، رهق، زهق، زهف، خفيف، طائش، وطياش. وانه لنزق الطبع، حاد الطبع، حاد البادرة، طائش الحلم، سخيف الحلم، متدفقالحلم، قصير الأناة، نزق القطاة، خفيف الحصاة، وان فيه لسفها، وسفاهة، ونزقا، ورهقا، وزهقا، وزهفا، وخفة، وطيشا، وحدة. وان فيه لطيرة، وطيرورة، وهي الخفة والطيش. وانه لرجل مرهق أي يوصف بالرهق والخفة. وقد خف حلمه، وطاش حلمه، وهفاحلمه، وزف رأله، وخودرأله. وهو أطيش من فراشة، وأطيش من ظليم، وأطيش من نافر الظلمان، وهو كريشة في مهب الريح. ويقال سفه فلان نفسه، وسفه رايه، وسفه حلمه، وانتصابهن على التمييز في المذهب الأقوى، وقد أطاشه الأمر، وأزهقه، وأزهفه، وأزدهفه، وأخفه، واستخفه، واستفزه، واستجهله، وتسفهه. وتقول أبطرت فلانا حلمه، إذا حملته على النزق، ولا يبطرن جهل فلان حلمك. ويقال رجل ترع، وتئق، وهو السفيه السريع الى الشر. ورجل رهق نزل وهو السريع الى الشر السريع الحدة. وان فلانا لرهق تئق، ورهق زهق. وقد سافه فلانا، ونازقه، إذا تعرض له بالسفه، يقال سفيه لم يجد مسافها، وتسافه القوم، وتنازقوا، وقد تسافهت أحلامهم، وتطايشت أحلامهم، وتداعتأحلامهم، وانهارتأحلامهم، وهم قوم طاشة، وطياشون، وطاشة الأحلام، وقوم أخفاء الهام، سفهاء الأحلام. وفي المثل إذا تلاحت الخصوم تسافهت الحلوم. واللجاج مسفهة للأحلام. ويقال لذي الطيش ازجر عنك غراب الجهل، وازجر أحناء طيرك أي جوانب خفتك وطيشك. وفلان لا يتمالك خفة وطيشا. وتقول همد الرجل بعد نزقه، وتحلم، وترزن، وتوقر، وسكنت طيرته، وهجعت فورته، وفاءالى وقاره، وقد وقذه الحلم أي سكنه.

فصل في الطلاقة والعبوس

يقال فلان طلق الوجه، وطليق الوجه، طلق المحيا، بشوش الطلعة، متهلل الغرة، وضاح المحيا، حسن البشر، بادي البشر، باسم الثغر، ضاحك السن، أبلجالغرة، أنيس الطلعة، مشرق الديباجة، قريب منال البشر. وانه لرجل هش، وهش بش، وانه لاغر بسام، طيب النفس، فكه الأخلاق، يتألقفي جبينه ضوء البشر، ويترقرقفي وجهه ماء البشر، ويطردفي جبينه ماء البشر، ويفترالبشر في وجهه، ويطفح وجههبشرا. ودخلت عليه فبش بي، وهش بي، واهتش بي، واهتزلي، ورفلي، وخفلي، وانبسط الي، وضحك الي، وتبلجالي، وهز نفسه الي، ولقيني لقاء جميلا، وارتاح لي بأنسه، وتلقاني بوجه منطلق، ومحيا منبسط، وصدر رحب، وصدر مشروح. وأقبل علي ببشره، وطلاقته، وتهلله، وهشاشته، وبشاشته، وابتسامه، وفكاهته، ونشاطه، وانبساطه، وهزته، وأريحيته، وأنسه. وقد تهلل وجهه، وتبلججبينه، وبرق عارضاه، وتألقت صفحته، وأسفرت غرته، وأشرقت أسرته، ولمعت أساريره، وبرق برق العارضالمتهلل.

وتقول في ضده لقيته عابسا، كالحا، باسرا، كاسفا، ساهما مقطبا، مكفهرا، وانه لرجل عبوس، قطوب، شتيم، كريه الوجه، جهم المحيا. وورد عليه خبر كذا فانقبض، واشمأز، وتكره، وقطب وجهه، وقطب ما بين عينيه، وقطبه، وزواه، وقبضه، وقبضه. وقد تغير وجهه، وابتسروجهه، واربدوجهه، وتربد وجهه، واستسربشره، وتقلصبشره، وغاضتبشاشته، وسفي في وجهه الرماد. ودخلت عليه فتجهمني، وتجهم لي، وتهزعلي، وتعبس، وتكشر، وكرهلي من وجهه، وكرش من وجهه، وغضن من جبهته، وصكوجهي بجبهته، وغيض ماء بشره، وطوى بساط أنسه، ولم يبد لي واضحة، ولم يوضح بضاحكة، ولم يعرني ابتسامة. وبشرته بكذا فما حرك منه هزة، ولا هز له عطفا، ولا بسط له غضنا، ولم يزده الا عبوسا، وقطوبا، وكلوحا، وبسرا، وكسفا، وسهوما، وشتامة، وكراهة، وجهومة، وانقباضا، واشمئزازا، واكفهرارا، وابتسارا، وتهزعا، وتكشرا. ويقال للعبوس قبح الله كلحته وهي الفم وما حواليه. وفلان كأن وجهه شنة وهي القربة البالية، وان في جبهته لمزاوي وهي ما تكسر من غضونها. وفلان ما يستهشهالنعيم.

فصل في الظرف والسماجة

يقال فلان ظريف، كيس، ندب، لبق، لوذعي، زول، خفيف، متوقد، ذكي الفؤاد، طيب النفس، فكه الأخلاق، رقيق الشمائل، حلو الشمائل، ظريف الطبع، رقيق حواشي الطبع، لطيف الملكة، لطيف الروح، خفيف الظل، بارع الظرف، حلو المعاشرة، ظريف المحاضرة، عذب الأخلاق، عذب المنطق. ومعه ظرف، وكيس، وندابة، ولبق، وخفة، وذكاء، وفكاهة، ورقة، ولطف، وعذوبة، وحلاوة. وانه لرجل ظريف خفيف، ورجل عبق لبق، وانه ليتوقد ذكاء، ويكاد يذوب ظرفا، ويكاد يسيل الظرف من أعطافه، ويعصر الظرف من شمائله، ويكاد يمازج الأرواح لرقته، وتشر به النفوس لعذوبة مذاقه. ويقال غلام حرك أي خفيف ذكي، وغلام بزيع وهو الظريف الذكي الذي يتكلم ولا يستحي، وقد بزع الغلام بالضم، وتبزع، وفيه بزاعة بالفتح.

وتقول في ضده هو فدم، فظ، غليظ، كثيف، جامد، سمج، ثقيل، كل، وخم، وغم، عبام، عتل، جلف، جاف، خشن. وانه لخشن السبال، غليظ الطبع، سمج الأخلاق، ثقيل الروح، ثقيل الوطأة، ثقيل الظل، كثيف الظل، ثقيل الشخص، ثقيل الحركة، مظلم الهواء، بارد النسيم، جامد النسيم. وهو اكثف من ضبابة، وأثقل من الكابوس، وأثقل من رقيب على عاشق. وان فيه لفدامة، وفظاظة، وغلاظة، وكثافة، وسماجة، وثقلا، ووخامة، وعبامة، وجلافة، وجفاء، وخشونة. وانه لحمى الروح، وشجى الصدر، وأذى القلب، وقذى العين، بغيض الهيئة، ممقوت الطلعة، كريه المقدم، مشنؤالعشرة، عييالمنطق، مستهجنالحديث والإشارة، تجهمهأحسن من بشاشته، وتكلحهأحسن من ابتسامة، وهو أثقل ما يكون إذا تلطف، وأبغض ما يكون إذا تحبب.

فصل في الذكاء والبلادة

يقال فلان ذكي، فطن، فهم، زكن، ندسبضم الدال وكسرها، لوذعي، ألمعي، أروع، حاد الذهن، متوقد الذهن، صافي الذهن، شهم الفؤاد، ذكي القلب، خفيف القلب، ذكي المشاعر، حديد الفؤاد، مرهف الذهن، حديد الفهم، دقيق الفهم، سريع الفهم، سريع الفطنة، سريع الإدراك، صادق الحدس، شاهد اللب، يقظ الفؤاد، متلهب الذكاء. وقد فطن للمسئلة، وتفطن لها، وشعر لها، وشنف لها، وتنبه لها، وطبن لها، وفهمها، وذهنها، وزكنها، ولقنها، ولحنها، وفقهها، وثقفها، ولقفها. وانه لفطن ذهن، ولقن زكن، ولحن لقن، وثقف لقف، وانه لآية من آيات الله في ذكاء الفهم، وصفاء النفس، ولطافة الحس، واني لم أر أرشحمنه فؤادا، ولا أسرع تناولا، وهو أذكى من إياس. وان فلانا ليباريفهمه سمعه، ويسبق قلبه أذنه، وانه ليفهم من الإيماء قبل اللفظ، ومن النظر قبل الإيماء، وانه ليكتفي بالإشارة، ويجتزئبيسير الإبانة، وتكفيه اللمحة الدالة، ويستغني بالرمزعن العبارة. وتقول عرفت هذا في لحن كلامه، وفهمته من عنوان كلامه، وتبينته من فحوى كلامه، ومن عروض كلامه، وتوسمتهمن معاريضلفظه، وقد تفطنت له في مطاوي كلامه، واستشففتهمن وراء لفظه، وتلقفتهمن بين مثاني لفظه، وادركته من أول وهلة، وأشربتهمن أول رمزة.

وتقول في ضده هو بليد، فدم، غبي، أبله، غافل، ومغفل، ضعيف الإدراك، بطيء الحس، مظلم الحس، زمنالفطنة، سقيم الفهم، بليد الفكر، غليظ الذهن، متخلف الذهن، صلد الذهن، مغلق الذهن، مصمت القلب، أغلف القلب، عمهالفؤاد، خامد الفطنة، خامد الذكاء، مطفأ شعلة الذكاء، مظلم البصيرة، أعشى البصيرة، أعمى البصيرة. وفيه بلادة، وفدامة، وغباوة، وغبي، وبله، وبلاهة، وغفلة. وانه لسيء السمع، سيء الجابة، لا يتنبه للحن، ولا يفطن لمغزى، ولا يأبه لمعاريض الكلام، ولا يكاد يذهن شيئا، ولا يكاد يعيقولا، ولا يكاد يفقهقولا، ولا يستضيء بنور بصيرة، ولا يقدح بزناد فهم. وانه لتستعجمعليه المدارك الظاهرة، وتستسرعليه الأشباحالماثلة، ويسافر في طلب المعنى أميالا وهو لا يفوت أطراف بنانه، وينضي اليه رواحل ذهنهوهو على حبل ذراعه. ومن كناياتهم هو عريض القفا، وعريض الوساد، يعنون عظم الرأس وهو دليل الغباوة. وفلان أبلد من كيسان، ومن مروان الكاتب.

فصل في الكيس والحمق وذكر الجنون والخرف

يقال فلان أريب، لبيب، كيس، وكيس بالتخفيف، فطن، عاقل، أصيل، نبيل، داه، نكر، ومنكر، نهي، حصي، حصيف، ثبيت، رصين، جزل، وافر اللب، مستحصف اللب، مستحكم العقل، مشبع العقل، راجح الحصاة. وعنده كيس، وفطنة، ونبل، ودهاء، ودهي، ونكر، وإرب، وإربة، وحصافة، وثباتة، ورصانة، وجزالة. وهو من ذوي العقل، واللب، والحصاة، والحجر، والحجى، والنهى. ومن ذوي الألباب، وذوي الأحلام، وأولي الأبصار. ومن ذوي العقول الثاقبة، والعقول الوافرة، والأحلام الجزلة، والأحلام الراجحة، والأفهام النيرة، والأذهان الصافية. وهو يرجع الى عقل أصيل، ولب رصين، ورأي جميع، وقلب واع، وقلب عقول. وهو من اكمل الرجال عقلا، ومن اسدهم رأيا، وهو من أكياس قومه، ودهاتهم، ومناكيرهم، وهو أكيس الكيسى، وهو أكيس من أن يفعل كذا، وأعقل من أن يفعل كذا، وهذا أمر لا يفعله ذو نهية، ولا يفعله ذو إربة، وذو حصاة، وذو مرة، وذو مسكة. وإن فلانا لرجل منهاة أي ذو عقل ورأي، وانه لذو نكراء وهي اسم بمعنى النكر، واني لم أر أغزر منه عقلا، ولا أنفذ بصيرة، ولا أصح تمييزا، ولا أوسع معقولا، ولا أبعد مدارك. وانه لرجل بعيد الحور أي عاقل، ورجل خراج ولاج أي كثير الظرف والاحتيال، وهو داهية من الدواهي، وباقعة من البواقع، وهو داهية الدهر، وباقعة البواقع. ويقال رمى فلان بحجر الأرض إذا رمي بداهية من الرجال. وفلان رأسه رأس حية إذا كان متوقدا شهما عاقلا. وفلان حية الوادي، وحية الأرض، وحية الحماط، وشيطان الحماط، إذا كان نهاية في الدهاء والخبث والعقل. ويقال للرجل الداهية انك لإحدى الكبر وصماء الغبر وهي الحية تسكن قرب مويهة في منقع فلا تقرب. وفلان داهية الغبر إذا كان نهاية في الدهاء والإرب. ويقال في ضد ذلك هو أحمق، أخرق، أنوك، رقيع، سخيف، سقيط، فسل، مائق، ناقص العقل، خفيف العقل، سخيف العقل، ضعيف التمييز. وفيه حمق، وحماقة، وخرق، ونوك، ورقاعة، وسخف وسخافة، وموق. وهو أحمق من هبنقة، وأحمق من دغة، وأحمق من الممهورة إحدى خدمتيها، ومن الممهورة من نعمأبيها، وأحمق من طالب ضأن ثمانين وهو أعرابي بشر كسرى بشرى سر بها فقال سلني حاجتك فقال أسألك ضأنا ثمانين. وإنه لرجل سرف العقل، وسرف الفؤاد، أي فاسده. ورجل مأفون، وأفين، أي ناقص العقل، وفي المثل ان الرقين تغطى أفن الأفين، والرقين جمع رقة وهي الفضة، وقد أفن الرجل، وأفن، وفيه أفن، وأفن، وأفنه الداء وغيره، يقال البطنة تأفن الفطنة. والمأفوك مثل المأفون وقد أفك الرجل على ما لم يسم فاعله. ويقال فلان ما يعيش بأحور، وما يعيش بمعقول، أي لا عقل له يرجع اليه. وهو رجل لا حصاة له، ورجل غير ذي مسكه، ورجل منهدم الجفر، ومنهدم الجال، وإنما هو جرف منهال. وتقول كلمته فما رأيت له ركزة، وركزة عقل، أي ثبات عقل. وسمعت منه كلمة فاغتمزتها في عقله أي وجدت فيها ما استضعفته لأجله، وقد استحمقت الرجل، واستضعفت عقله، وهو رجل محمق أي يوصف بالحمق. وإن في عقله لغميزة، وغثيثه، وعهدة، وهي العيب والضعف، ويقال لبست فلاناعلى غثيثة فيه أي على فساد عقل. ويقال رجل خطل، وأهوج، وأرعن، وهو الأحمق العجل، ومعه خطل، وهوج، ورعن، ورعونة. والأرعن أيضا الأحمق المسترخي، وكذلك الأرعل باللام، وفيه رعالة، ورعلة بالفتح، ومن كلامهم فلان كلما ازداد مثالة زاده الله رعالة أي كلما ازداد رزقا زاده الله حمقا. ويقال أيضا رجل أهوج وأرعن إذا كان أحمق في طول وهو أهوج الطول، وأرعن الطول. ويقال هو أحمق بات أي شديد الحمق، وأحمق ماج وهو الذي يسيل لعابه من فمه، واحمق دالع وهو الذي لا يزال دالع اللسان وهو غاية الحمق. وهو احمق تاك، واحمق بلغ بالفتح والكسر، أي نهاية في الحمق، وإنه لفي قرارة الحمق، وإنه لهالك حمقا. وهو أحمق فاك إذا لم يتماسك من حمقه، وقد تفكك الرجل، وفيه فكة بالفتح. ويقال هو أحمق فاك إذا كان يتكلم بما يدري وما لا يدري وخطأه اكثر من صوابه، وهو فاك تاك، وهو فكاك بالكلام. ويقال للرجل إذا أفرط في الحمق ثأطة مدت بماء والثأطة الحمأة فكلما ازدادت ماء قل تماسكها.

ويقال فيما فوق ذلك قد اختلط الرجل، وخولط، وجن، وخبل، واختبل، وعرض، وألس، وألق، وقد اختلط عقله، واختل، والتاث، وخولط في عقله، ودخل في عقله، واستلب عقله. وبه اختلاط، وجنون، وجنة، وخبل، وخبال، وعرض، وألاس، وألاق، وأولق، ولوثة، ودخل. وقد مسه الجنون، ومسه الشيطان، وخبطه، وتخبطه، ومسه طيف جنة، واعتراه طائف من الجنون، وبه مس من جنون، ومس من خبال، وخبطة من مس، وقد مسته مواس الخبل. ويقال أعقبه الطائف إذا كان الجنون يعاوده في اوقات. وتقول وله الرجل، وتوله، وتدله، إذا ذهب عقله من عشق او من غلبة حزن او فرح، وولهه الحب وغيره، ودلهه، وهو واله، وولهان. وقد هام في الحب إذا ذهب على وجهه، وبه هيام بالضم والكسر وهو الجنون من العشق، وهيمه الحب، وتهيمته فلانة، وقد استهيم في حبها، وهو مستهام بها، ومستهام القلب. وتقول عته الرجل بالكسر عتها، وعتاها، وعتاهة، وعته على ما لم يسم فاعله، إذا نقص عقله من غير جنون، وبه عتاهية بالتخفيف، وهو عته، ومعتوه، وقد تعته الرجل. فاذا بدا فيه الجنون ولم يستحكم قيل ثال الرجل ثولا، وقد بدا فيه طرف من الجنون، وعراه شيء من جنون، وأصابه لمم، ولمة، وصابة، وهي المس الخفيف، والرجل ملموم، ومصاب. والهوس قريب من اللمم يقال رجل مهوس، ومصحب، إذا كان يحدث نفسه، ورجل موسوس بالكسر كذلك وبه وسواس بالفتح، وهي الوسوسة، وقد اعترته الوساوس. فاذا تناهى جنونه واستحكم قيل ثول الرجل ثولا وهو أثول، وقد أطبق عليه الجنون، وبه جنون مطبق، ورأيته وقد جن جنونه، وثار ثائر جنونه، وهبت عواصف جنونه. ويقال أقبل الرجل إذا عقل بعد حماقة. وأفرق المجنون إذا أفاق، وقد راجعه عقله، وثاب اليه عقله. وتقول قد خرف الشيخ، وافند إفنادا، وسبه، وأهتر بصيغة المجهول فيهما، إذا ضعف عقله من الهرم. وبه خرف، وفند، وسبه بفتحتين فيهن، وهتر بالضم. وقد أخرفه الهرم، وأفنده الكبر، وبلغ فلان هرما مفندا. ورأيته وقد رك عقله، وأفنرأيه، وخرعرأيه، وطفئت شعلة ذهنه، وفلت شباة عقله، ولم يبق له رأي ولا مشهد، وقد خرج عن التكليف، وسقطت عنه التكاليف، وأصبح لا يسأل عما يفعل، ورد الى أرذل العمر، وعاد لا يعلم من بعد علم شيئا. ويقال للشيخ إذا أفند قد قلد حبله أي ترك وشأنه فلا يلتفت الى رأيه.