الباب الثالث: في الأحوال الطبيعية وما يتصل بها ويذكر معها

فصل في النوم والسهر

يقال نام الرجل، ورقد، وهجع، وهجد، وتهجد. وهو النوم، والنيام، والرقاد، والرقود، والهجوع، والهجود. ويقال الرقاد النوم الطويل نقله الثعالبي، وهو ضد التهويم. والهجوع والهجود النوم بالليل خاصة. والهجود أيضاً والتهجد السهر وهو من الأضداد. وأتيته حين هدأت العين، وهدأت الرجل، وهمدت الأصوات، وسكنت الحركات، وسكنت الجوارح، وحين ضرب على الآذان، وضرب على الأصمخة، أي حين نام الناس. وهذا ليل نائم، وقد نام ليل القوم أي ناموا فيه وهو من الإسناد المجازي. وتقول نعس الرجل بالفتح، ووسن، وكري، وقد أخذه النعاس، وخالطه الوسن، وطاف به الكرى، وتمضمض الكرى في عينيه، وتمضمضت عينه بالنعاس، وسهر حتى ثنى النعاس رأسه، وحتى أصغى النعاس الرؤوس، ومالت الأعناق من الكرى، ودبت السنة في الجفون. ورأيته وقد علته وسنة، وعرته نعسة، وبدت في أجفانه فترة الكرى، ورأيت بعينه كسرة من السهر أي انكسارا وغلبة نعاس، وقد ران عليه النعاس، وران به سكر الكرى، وران الكرى في عينيه، إذا غلبه النعاس، وأخذته ثقلة وهي النعسة الغالبة، وانه لرائب، ورائب النفس من النعاس، إذا خثرتنفسه من مخالطته، وقد هاضه الكرى، وبه هيضة الكرى أي تكسيره وتفتيره. وتقول ناد الرجل نودا، ونوادا بالضم، ونودانا، إذا تمايل من النعاس، وقد خفق برأسه إذا حركه وهو ناعس، وهوم وتهوم مثله. وقد رنق النوم في عينيه ترنيقا إذا خالطهما، ووقذه النوم، وأقصده، إذا غلبه وصرعه. وتقول أخذتني عيني، وملكتني عيني، وغلبتني عيني، وسرقتني عيني، إذا غلبك النوم فأغفيت. ويقال تهالك الرجل على الفراش إذا تساقط عليه من غلبة النعاس، وقد أخذ مضجعه، وأخذ مرقده، وأوى الى فراشه، واضطجع عليه، واستلقى، وألقى عليه أوراقه وهي جسده وأطرافه. وألقى رأسه على وساده، ووسادته، ومخدته، ومصدغته، وبات فلان متوسدا ذراعه، وفلان ينام على حر الوسائد، وهذا مهاد وطيء، ووطاء وثير، ووثار دمث، وفلان يستوطئ الأمهدة، ويفترش خور الحشايا. وهو السرير لما يرفع عليه الفراش. والحبس، والمحبس، والمقرمة، والنمط، لما يبسط فوق الفراش للنوم عليه، وقد حبست الفراش، وحبسته تحبيسا، إذا طرحت عليه محبسا. والنيم بالكسر، والمنامة، القطيفة يتدثر بها النائم. والكلة بالكسر الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقى به من البعوض. وتقول هوم الرجل ايضا، وتهوم، إذا نام نوما خفيفا، وما نمت غير تهويمة، وغير تهويم، وما ذقت النوم الا غرارا، والامضمضة، وما نمت الا إغفاءة، وفلان ما ينام الا هجوعا، والا تهجاعا، كل ذلك النوم القليل. وغفق الرجل تغفيقا إذا نام وهو يسمع حديث القوم، وهو نوم في أرق. والسبات بالضم النوم الخفيف المتقطع كنوم المريض والشيخ المسن. وقيل السبات والتهويم ابتداء النوم إذا أخذ في الرأس. فاذا زاد على ذلك وسكنت الحواس فهو الإغفاء وقد أغفى الرجل. فاذا طال نومه واستحكم فهو الرقاد تقدم قريبا، وقد نام الرجل ملء عينيه، وملء جفونه. فاذا ثقل نومه حتى لا ينتبه بالصوت قيل استثقل الرجل على ما لم يسم فاعله وهو مستثقل، وقد أثقله النوم، ووجدته في ثقلة النوم بالفتح. فان زاد أيضا قيل سبخ تسبيخا وهو أشد النوم وأثقله. وانه ليغط في منامه، ويخط، أي ينخر، وتركته وله غطيط، وخطيط. ونبهته فما ارتمز، وما ترمز، أي ما تحرك. وانه لرجل نؤوم، ونومة، أي كثير النوم، وهو أنوم من فهد. ويقال للكثير النوم يا نومان وهو خاص بالنداء. وأخذ الرجل نوام بالضم إذا جعل النوم يعتريه كثيرا، وهذا طعام منومة بالفتح أي يدعو الى النوم. ويقال أصبح فلان كريان الغداة أي ناعسا، وأصبح رائبا إذا قام من النوم خاتر البدن والنفس، وأصبح مهبحا مرهلاً إذا انتفخت محاجرهمن كثرة النوم. وتقول فلان ينام الصبحة بالضم والفتح وهي نومة الغداة، وقد تصبحت اليوم إذا نمت الصبحة، وهذا امر ألذ من إغفاءة الفجر. وفلان تعجبه نومة الضحى، وانه لينام نومة الخرقوهي نومة الضحى، وامرأة نؤوم الضحى، ورقود الضحى وميسانة الضحى، أي تنام الى ارتفاع الضحى من نعمتها. وفلان ينام القيلولة، والقائلة، وهي نومة نصف النهار، وقد قال الرجل يقيل، وتقيل. وانه لينام نومة الحمق وهي النوم بعد العصر. ويقال هممت المرأة في رأس الصبي إذا نومته بصوت ترققه له، وربتته تربيتا، وأهدأته، إذا ضربت بيدها على جنبه قليلا قليلا لينام، وهدهدته في مهدته إذا حركته لينام.

ويقال في خلاف ذلك سهر الرجل، وسهد، وهجد، وتهجد. وهو السهر، والسهد بفتحتين، والسهر، والسهد، والسهار، والسهاد بالضم. وبات فلان ساهرا، وسهران، وهم في ليل ساهر كما يقال في ليل نائم، ورجل سهرة بضم ففتح أي كثير السهر. وقد أحيا ليله سهرا إذا لم ينم فيه، وغلب في ترك النوم للعبادة، وكذلك الهجود والتهجد وهو قيام الليل للصلاة، وأكثر ما يستعمل الهجود في النوم والتهجد في السهر. وتقول اكتلأت عيني إذا لم تنم مراقبة لأمر تحذره، وأكلأتها انا أسهرتها، ورجل كلوء العين، وحافظ العين، وشقذ العين، وشديد العين، إذا كان قويا على السهر لا يغلبه النوم، وانه لكلوء الليل إذا كان لا ينام فيه. وأرق الرجل أرقا، وائترق، إذا ذهب نومه، وهو أرق، وآرق، وقد أرقه الهم والوجع، وأرقه، وأسهره، وأسهده، وسهده. وبات فلان يسامرالنجم، ويكلأبالنجم، ويرصد النجم، ويرقب الكواكب، ويرعى الفرقدين، ويقلب طرفه في النجوم. وقد هجر النوم، وجفا الرقاد، واكتحل السهاد، وبات لا يطعمالنوم، ولا يذوق الكرى، ولا يطمئن جنبه الى مضجع، وقد نبا بهفراشه، وقلقوساده، وأقضعليه مضجعه، ونبا جنبه عن الفراش، وتجافى جنبه عن المضجع. وبات فلان يدامر الليل كله أي يكابده سهرا. وقد مذل على فراشه إذا لم يتقار عليه. وانه لرجل قرع أي لا ينام، وقد بات يتقرع على فراشه أي يتقلب لا يأخذه نوم، وبات ليلة يتململقلقا، ويتقلب أرقا. ويقول من طال سهره أصبحليل أي اصبح باليل وهو تمن. وتقول ما اكتحلت بنوم، وما اكتحلت بغمض، وما اكتحلت غماضا، ولم تنل عيني غمضا، وما أغمضت البارحة، وما اغتمضت عيناي، وما خدعت في عيني نعسة، وما تمضمضت مقلتي بكرى، وما مضمضت عيني بنوم. وان فلانا لطويل الليل، وقد بات بليل بطيء الكواكب، وبات بليلة النابغة، وبليلة الملسوع، وبات بليل أنقد. وفلان لا ينام حتى ينام ظالع الكلاب.

وتقوم أيقظت الرجل من منامه، ونبهته، وبعثته، وأهببته. ويقظ هو، واستيقظ وتنبه، وانتبه، وانبعث، وهب. وهو يقظ، ويقظان، من قوم أيقاظ، ويقاظى. وانه لرجل سريع النبه بالضم أي الانتباه. ويقال للنائم أصبح أي استيقظ، وتقول أصبح نومان وهو الكثير النوم وقد ذكر. ويقال رجل بعث بالفتح، وبعث وزان كتف، أي لا تزال همومه تؤرقه وتبعثه من نومه.

فصل في الجوع والشبع

يقال جاع الرجل، وغرث، وسغب بكسر الغين وفتحها سغبا، وسغبا، وسغوبا، إذا وجد الحاجة الى الطعام. وهو جائع، وغرث، وسغب، وساغب، وجوعان، وغرثان، وسغبان، من قوم جوع، وجياع، وغراث، وغراثي، وسغاب. وهو جائع نائع إتباع، وقيل النائع العطشان. ويقال الغرث الجوع الشديد، والسغب الجوع مع التعب، ويقال جاء فلان ساغبا لا غبا وهو توكيد في المعنى واللاغب المعي تعبا. فان وجد الجوع مع البرد قيل خرص خرصا وهو خرص. ويقال طوي الرجل بالكسر طوى، وطوى ايضا بكسر الطاء، إذا خلا جوفه وضمر بطنه من الجوع، وخمص خمصا مثله، وهو طو، وطاو، وطيان، وخميص، وخمصان، وهذه الاخيرة وحدها بالضم وباقي أخواتها بالفتح، وهو طاوي البطن، وخميص البطن، وقد خمص بطنه، وخمصه الجوع بالفتح خمصا. فاذا تعمد الخلو عن الطعام قيل طوى بالفتح يطوي طيا وهو طاو، وقد طوى نهاره جائعا، وطوى بطنه عن جاره إذا آثره بطعامه، وفلان يطوي كذا يوما أي لا يأكل ولا يشرب. وتقول تجوع الرجل، ولبث يومه متجوعا، إذا أخلى جوفه عن الطعام لشرب دواء او غيره، وقد أمسك عن الطعام، وخلا عنه، وأخلى إخلاء. ويقال خوى الرجل إذا تتابع عليه الجوع، وخوى بطنه إذا خلا من الطعام، وهو خاو، وخاوي البطن، وبه خوى بفتحتين ويمد. وقد أطت أمعاؤه، وأط جوفه، وقرقر بطنه، إذا صوت من الجوع، وسمعت أطيط بطنه، وقرقرة بطنه، وقراقر بطنه. ومن كلامهم نقتضفادع بطنه، ونقت عصافير بطنه، وصاحت عصافير بطنه، إذا قرقرت أمعاؤه من الجوع. وتقول بات الرجل على الطوى، وعلى الخوى، وبات خاسفا، وبات على الخسف، أي على الجوع، ويقال ايضا بات الخسف بغير حرف وهو منصوب على نزع الخافض. ويقال شرب القوم على الخسف أي على غير ثفل، وشربت على الريق، وعلى ريق النفس، وريقة النفس، وأتيته على ريق نفسي، وأتيته ريقا، ورائقا، أي لم أطعمشيئا. ويقال ما ثمل شرابه بشيء أي لم يأكل قبل ان يشرب طعاما، وقد شرب على غير ثميلة وهي بقية الطعام في المعدة يقال ما بقيت في جوفه ثميلة. وتقول ما تلمظت بشيء اليوم، وما تلمجت بشيء، وما ذقت لماظا، ولا لماجا، ولا لواكا، ولا لواقا، ولا لواسا، ولا مضاغا، ولا ذواقا، أي لم أذق شيئا. ويقال ضرم الرجل ضرما، وضرم شذاه، إذا اشتد جوعه، وهو ضرم، وضرم الشذا، وقد تلهب جوعا، والتهب جوعا، وسعر على ما لم يسم فاعله وهو مسعور، وقد أصابه سعار الجوع، وأصابه سعار من الجوع، وبات عاصبا، ومعصوبا، ومعصبا بفتح المشددة وكسرها، إذا عصب بطنه بعصابة من شدة الجوع. وقد جدبه الجوع، وبلغ منه الجوع، وأخذه حاق الجوع، وأخذته لعوة الجوع أي حدته، وانه لرجل لاع، ولاع، أي سريع الجوع قليل الصبر عليه، ورجل قصف البطن عن الجوع أي ضعيف عن احتماله. وقد أخذه جوع أدفع، وجوع ديقوع، وأصابته جوعة شديدة، وخمصة شديدة، وسغبة شديدة، وضورة شديدة، وأصابه جوع يصدع الرأس، وجوع يلحسالكبد، ويلحفالكبد، وجوع يعض بالشراسيف، وقد كاد يهمدمن الجوع، ويهلك من الجوع. وهو أجوع من ذئب، وأجوع من كلب، وأجوع من لعوة أي كلبة، وأجوع من كلبة حومل. ويقال خفت الرجل من الجوع، وخفع من الجوع على ما لم يسم فاعله فيهما، إذا ضعف واسترخى، وبه خفت من الجوع، وخفات بالضم، ورأيته خافت الصوت من الجوع إذا ضعف صوته، وقد خفت صوته خفوتا. ورأيته وقد رنقت عيناه من الجوع أي انكسر طرفه. ويقال أرسب القوم إذا ذهبت أعينهم في رؤوسهم من الجوع. وتقول شحذ الجوع معدته أي ضرمها وقواها على الطعام. وأصبح القوم ضراسى إذا أصبحوا جياعا لايأتيهم شيء الا اكلوه من الجوع، واحدهم ضريس على فعيل. ويقال ضرم الرجل ايضا، وضرس، إذا غضب من الجوع، وهو ضرم، وضرس. وقد اشتدت به سخفة الجوع وهي خفة تعتري الجائع، وسخفه الجوع تسخيفا، وقيل سخفة الجوع رقته وهزاله. وبات فلان يتضور من الجوع، ويتلعلع من الجوع، أي يتألم ويتلوى، وبات يتلوى من الجوع تلوي الحية. ومن أمثالهم بئس للضجيع الجوع. ويقال تضور الذئب والكلب وغيره إذا صاح من الجوع. ورأيت بني فلان يتضاغون من الجوع أي يصيحون ويتباكون. وتقول في خلافه قد شبع الرجل من الطعام شبعا بكسر ففتح، واصاب شبعه، وشبع بطنه بالكسر والإسكان وهو المقدار الذي يشبعه، وهو شبعان من قوم شباع، وشباعى، وعنده شبعة من طعام بالضم أي قدر ما يشبع به مرة. ويقال أكل القوم حتى صدروا، وحتى هنئوا، أي حتى شبعوا، وأطعمتهم حتى أصدرتهم، وقد أصفقت لهم إصفاقا إذا جئتهم من الطعام بما يشبعهم. وأكل فلان حتى امتلأ، وتملآ، وكشئ، وتكشأ، وانتفخ، وقد نفخه الطعام، وأثقله، وانه ليجد نفخة بتثليث النون، وثقلة بالفتح وبفتحتين. ويقال تضلع من الطعام إذا امتلأ حتى تمددت أضلاعه. وقد كظه الطعام إذا ملأه حتى لا يطيق النفس، واكتظ هو، وبه كظة بالكسر. وأصابه ملاء، وملأة بالضم فيهما، وهو ثقل يأخذ في الرأس كالزكام من امتلاء المعدة. وانه لرجل أكول، بطين، ومبطان، رغيب، رحيب، وهو رغيب الجوف، ورغيب البطن، ورحيبه، وان به لبطنة بالكسر، ورغبا بالضم وبضمتين، وفي المثل البطنة تأفنالفطنة. ورجل مبطان الضحى، ومبطان العشي، إذا امتلأ في هذين الوقتين. وهو رجل تلقام، وتلقامة، وهلقامة، ولهم، وزرد، وملهم، ومبلع بكسر أولهما، إذا كان كثير الأكل شديد الابتلاع. وانه لرجل جراف بالضم، وجاروف، وهو الكثير الاكل لا يبقي ولا يذر. ورجل جروز وهو الأكول السريع الاكل، وانه ليجرز الطعام جرزا إذا أكله أكلا وحيا. ورجل سراطي بالضم وهو الكثير الاكل السريع الابتلاع. ويقال التمظ الشيء إذا طرحه في فمه سريعا. وغذمه، واغتذمه، إذا أكله بجفاء وشدة نهم، ورجل غذم بضم ففتح، وهو يتغذم كل شيء أي يأتي عليهنهما. وقد ضرم في الطعام إذا جد في أكله لا يدفع منه شيئا، وقم ما على الخوان، واقتمه، إذا أتى عليه، وهو مقيم بكسر أوله. ويقال فلان يدمنالاكل إدمان النعاج، وانه لينهش نهش السباع، ويخضمخضم البراذين، ويلقم لقم الجمال. وانه لرجل مسحوت الجوف، ومسحوت المعدة، إذا كان لا يشبع من الطعام، وهو رجل نهم، وشره، وجشع، إذا كان شديد الشهوة للطعام شديد الحرص عليه، وان به لنهم الصبيان. وتقول في التوكيد هو نهم لهم، ونهم قرم، والقرم في الاصل شهوة اللحم خاصة. ويقال جردب الرجل، وجردم، إذا اكل بيمينه وستر الطعام بشماله لئلا يتناوله غيره، وهو رجل جردبان، وجردبان.

وتقول قد هجع غرث الرجل إذا سكن من ضرمه ولم يشبع بعد، وأهجعه هو سكنه، وقام عن الخوان وبه خصاصة بالفتح إذا لم يشبع. وانه لرجل أزوم إذا كان قليل الرزء من الطعام، وقد قل طعمه بالضم أي اكله، وانه لخفيف الزاد أي قليل الاكل. ويقال مالك لا تمرأ أي مالك لا تأكل، وقد مرئت أي اكلت وشبعت. ويقال أقهم عن الطعام، وأقهى عنه، واقتهى، إذا ارتدت شهوته عنه من غير مرض. فان كان لمرض قيل خلف عن الطعام خلوفا، وقد اصبح خالفا أي ضعيفا لا يشتهي الطعام. ويقال أجم الطعام بفتح الجيم وكسرها، وأكزم عنه، إذا كرهه ومله من المداومة عليه، وقد اكلت كذا حتى أجمته.

فصل في تفصيل هيئات الأكل وضروبه وما يتبع ذلك من تفصيل أحوال الآكل

يقال لقمت الطعام بالكسر، والتقمته، إذا أخذته بفيك، وتلقمته إذا لقمته في مهله. وهي اللقمة بالضم للمقدار الذي يوضع في الفم، وكذلك المضغة، والأكلة، وهذه مضغة طيبة، ولقمة كريمة. وذقت من هذا الطعام لواسة بالضم وهي اقل من اللقمة. وتقول مضغت اللقمة إذا طحنتها بين أضراسك، ولستها لوسا إذا قلبتها بلسانك، ولكتها لوكا إذا قلبتها ومضغتها، وعلكتها إذا لكتها لوكا شديدا، ولجلجتها إذا أدرتها في فيك من غير مضغ ولا أساغة. وفلان يهمش الطعام، ويهمسه ايضا بالمهملة، إذا مضغه وفوه منضم، وهو الهمس والهميس، والهمس ايضا أكل العجوز الدرداء. وهذا طعام لين المضاغ، وشديد المضاغ، وهو ما يمضغ منه، وتمرة ذات ممضغة أي صلبة متينة تمضع كثيرا، ولقمة علكة، وعالكة، أي متينة المضغة. وتقول قطم الشيء إذا تناوله بأطراف أسنانه فذاقه. ولمجه، ومطعه، إذا أكله بأدنى فمه. وقضمه بالكسر إذا كسره بأطراف أسنانه وأكله، خاص بالشيء اليابس. وكثم القثاء والجزر ونحوه إذا أدخله في فيه فكسره. وخضمه إذا أكله بجميع فمه وبأقصى الأضراس، ومثله كشأه وهو أن ياكله خضما كما يؤكل القثاء ونحوه. وكشمه، وكشأه ايضا، إذا اكله اكلا عنيفا. ويقال مشع القثاء ونحوه إذا أكله فسمع له جرسعند المضغ. وكزم الفستقة ونحوها إذا كسرها بمقدم فيه واستخرج ما فيها لياكله. ونقف الرمانة إذا قشرها ليستخرج ما فيها. ومغد الصمغة ونحوها إذا تناولها بفيه فمص جوفها. ومك العظم، وامتكه، وتمككه، إذا امتص ما فيه من المخ. وامتخه، وتمخخه، إذا أخرج مخه امتصاصا او غيره، وهي مكاكة العظم، ومكاكه، ومخاخته. ومش العظم، وامتشه، وتمششه، إذا مصه ممضوغا. والمشاش بالضم رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها. وعرق العظم، واعترقه، وتعرقه، إذا أخذ اللحم عنه نهشا بأسنانه. وخرط العنقود، واخترطه، إذا وضعه في فيه وأخرج عمشوشهعاريا. ويقال سففت السويقونحوه، وقمحته بالكسر فيهما، واستففته، واقتمحته، إذا أخذته غير ملتوت، وهو السفوف بالفتح، والقميحة، وهذه سفة من سويق، وقمحة بالضم فيهما، وهي القدر الذي يملأ الفم منه. ولعقت العسل ونحوه إذا أخذته بإصبعك أو بالملعقة، وعملت له الدواء لعوقا بالفتح ايضا وهو اسم لما يلعق، ويقال لما تأخذه الإصبع او الملعقة لعقة بالضم. ولطعت الشيء، ولحسته، إذا أخذته بلسانك، وفلان يأكل ويلعق اصابعه، ويلطعها، أي يمصها ويلحس ما عليها، وانه لرجل لطاع إذا كان يفعل ذلك. ورأيته يتلمظ بالطعام، ويتلمج، إذا أخذ بلسانه ما يبقى في الفم بعد الاكل أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه.

وتقول بلع الطعام، وسرطه، وزرده بالكسر فيهن، وابتلعه، واسترطه، وازدرده، وازدرمه، إذا أحدره في حلقه، ولهمه، والتهمه، إذا ابتلعه بمرة، وقد دبل اللقمة، ودبلها تدبيلا، إذا جمعها بأصابعه وكبرها، وهي الدبل، والنبر بضم ففتح للقم الضخام. وتقول ساغ الطعام في حلقه إذا انحدر، وانسرط في حلقه إذا سار فيه سيرا سهلا. وهذا طعام زرد بفتح فكسر أي لين الانحدار، وانه لطعام سهل المزدرد، وطعام سائغ، وسيغ، هنيء، مريء، ناجع، صالح، حميد العاقية، محمود المغبة. وقد هنؤ الطعام بالضم إذا ساغ ولذ، ومرؤ بتثليث الراء إذا خف على المعدة وانحدر عنها طيبا، وهنأني الطعام، وهنألي، وأمرأني إمراء، وهنئته انا بالكسر، وتهنأته، وتهنأت به، واستهنأته، واستمرأته. وتقول اكلت الشيء هنيئا مريئا أي سائغا حميد المغبة، وقد هنأني ومرأني بغير ألف في الثاني للمزاوجة، فاذا لم تذكر هنأني قلت أمرأني لاغير.

وتقول غص بالطعام غصصا بفتحتين إذا وقف في حلقه لا يكاد يسيغه، وهو غاص باللقمة، وغصان. وشجي بالعظم ونحوه إذا اعترض في حلقه، وكدي بالعظم مثله وهذا للكلب خاصة. وقد أغصه الشيء، وأشجاه، وفي حلقه غصة بالضم، وشجى بفتحتين تسمية بالمصدر. ويقال اعتصر من غصته إذا شرب الماء عليها قليلا قليلا. وقد ساغت الغصة، وجازت، وحارت، إذا انحدرت، وأساغها هو، وأجازها، وأحارها. ويقال لما تساغ به الغصة سواغ بالكسر، والماء سواغ الغصص. وتقول تخم الرجل من الطعام، وعن الطعام، واتخم بالتشديد، إذا ثقل على معدته فلم يستمرئه، واجتواه مثله، وقد أتخمه الطعام، وأصابته منه تخمة بضم ففتح، وبردة، ووبلة بالتحريك فيهما، وهذا طعام متخمة أي يتخم عنه، وانه لطعام وخيم، وقد وخم بالضم وخامة، وتوخمته انا، واستوخمته، إذا لم تستمرئه ولم تحمد مغبته. وهذا طعام ثقيل، غليظ، شاق، بطيء الهضم، عسر الهضم، وقد شق الطعام على معدته، وثقل على معدته، ونالته من ثقلة بالفتح، وثقلة بالتحريك. ويقال طعام مرياح أي نفاخ تكثر عنه الرياح في البطن. وتقول بشم من الطعام إذا اكثر منه فنالته عنه تخمة وكرب، وقد أبشمه الطعام. وعربت معدته إذا فسدت مما يحمل عليها، وأصبح عربا، وعرب المعدة. وان في معدته لذربا وهو داء يعرض لها فلا تهضم الطعام ويفسد فيها ولا تمسكه، وقد ذربت معدته، وهو ذرب المعدة. ويقال نعج الرجل إذا اتخم عن اكل الضأن خاصة. وقفص، وقبص، إذا اكل حلوا على الريق وشرب عليه ماء فوجد لذلك حرارة في حلقه وحموضة في معدته. وفي جوفه حزاز مثال كتان وهو الطعام يحمض في المعدة. وأصابته حزة بالفتح وهي حرقة في فم المعدة من حموضة الطعام. ويقال سرقت المرأة ولدها إذا أفسدته بكثرة اللبن.

وتقول غمت الرجل إذا ثقل الطعام على معدته فصيره كالسكران، وغمته الطعام بالفتح إذا صبره كذلك. وبات ثقيل النفس، وخبيث النفس، وخائر النفس، ولقس النفس، ورائب النفس، ومختلط النفس، أي غير طيب ولا نشيط. وقد ثقلت نفسه، وخبثت، وخثرت، ولقست، ومقست، وقلصت، وغثت، وغنثت، ورابت، ورانت، واختلطت. وتقول ثارت نفسه للقيء، وجاشت، وجشأت، ونهضت، وارتفعت. وقد فاء ما في جوفه، وهاعة، وقذفه، وأطلعه. وهو القيء تسمية بالمصدر، والهواعة بالضم، والطلعاء بفتح ففتح. وأخذه قياء بالضم إذا جعل يكثر القيء. وقد ذرعه القيء إذا سبقه وغلبه. فاذا تكلفه قيل تقيأ الرجل، واستقاء، وتهوع. وقد نهز الرجل إذا مد بعنقه وناءبصدره ليتهوع. وقيأه الدواء، وهوعه، وذلك الدواء قيوء بالفتح على فعول. ويقال فلس الرجل إذا خرج الطعام من حلقه الى فيه بقدر ملء الفم او دونه، وهو قلس ما لم يتكرر فاذا تكرر وغلب فهو قيء.

وتقول اكل فلان كذا فأورثه خلقه بالكسر وهي ان يكثر تردده الى الخلاء، وأخذه مشاء بالضم وهو لين البطن، وقد اختلف الرجل، ومشى بطنه، وانخرط، واستطلق، وأسهل على المجهول. وأخلفه الدواء والطعام، وأمشاه، وخرطه، وحدره، وأطلق بطنه، وأسهله. وأخذه من ذلك هيضة بالفتح إذا أخذه قياء وقيام جميعا.

فصل في العطش والري

يقال عطش الرجل، وظمئ، وصدي، وحر، والتاح، وهو عطش، وظمئ، وظامئ، وصد، وصاد، وعطشان، وظمآن، وصديان، وحران، وملتاح. وبه عطش وظمأ، وظماء، وصدى، وحرة بالكسر والفتح، ولواح بالضم. وهو عطشان نطشان إتباع وتوكيد. وانه لحران الصدر، وحران الجوانح، وانه لذو أضلاع حرار، وذو كبد حرى. ومن كلامهم أشد العطش حرة على قرة بالكسر فيهما إذا عطش في يوم بارد، ونعوذ بالله من الحرة تحت القرة. فاذا اشتد عطشه قيل لهب الرجل، وسعر، وغل على ما لم يسم فاعله فيهما، واغتل، وهام، وهاف، واهتاف، وسهف. وهو اللهب، واللهبة، واللهاب، والسعار، والغلة، والغل، والغلل، والغليل، والهيام، والهيف، والسهف. ورجل لهبان، ومسعور، ومغلول، ومغتل، وهائم، وهيمان، وأهيم، وهائف، وهيفان، وساهف، وسافه على القلب. وقد جهده العطش، وجد به العطش، وبلغ منه العطش، وأخذه عطش فاحش، وعطش فادح، وعطش مبرح، وأخذه سعار العطش وهو التهابه، وأخذه أوام شديد، وأوار شديد، وهو شدة العطش واحتدامه، وعطش حتى صر صماخه، وحتى سمع لصماخه صريرا، إذا طنت أذنه وصوت صماخه من العطش، ويقال للعطشان انه لصادي الصماخ وهو من الكناية. وقد تأججصدره عطشا، والتهبت أحشاؤه من العطش، وأذكى العطش صدره، وألهب العطش ضلوعه، وهذا عطش يصليالضلوع. وجاء فلان يتلعلع من العطش كما يقال يتلعلع من الجوع أي يتألم ويتلوى، وكذلك الكلب إذا دلع لسانه عطشا. وقد لاحه العطش، ولوحه، أي غيره وأضمره. وتقول جيد الرجل على ما لم يسم فاعله إذا أخذه جهد العطش، وهو مجود، وبه جواد بالضم وهو أشد العطش وأفحشه. ويقال أخف مراتب العطش اللواح، ثم الظمأ، ثم الصدى، ثم الغلة، ثم الهيام، ثم الأوام وهو أن يشتد العطش حتى يضج العطشان، ثم الجواد وهو القاتل، ذكر اكثره الثعالبي. ويقال رجل معطاش، ومظماء، ومصداء، ومهياف، إذا كان شديد العطش لا يصبر عن الماء، ورجل أواري مثله نقله الزمخشري. ويقال سهف الرجل ايضا إذا عطش ولم يرو، وبه سهف بفتحتين، وكذلك المحتضر إذا غلبه العطش عند النزع، وهو ساهف فيهما. فان كان ذلك داء حتى يشرب ولا يروى فهو سهاف بالضم، وعطاش، والرجل ساهف، ومسهوف. وهذا طعام وشراب مسهفة، ومسفهة ايضا بتقديم الفاء، أي يبعث على كثرة شرب الماء، وكذا طعام ذو مشربة، وذو شربة بالتحريك، أي معطش من أكله شرب عليه. وتقول هذا يوم ذو شربة بالتحريك ايضا أي شديد الحر يشرب فيه الماء، ولم يزل بي شربة هذا اليوم أي عطش. يقال سف الرجل الماء يسفه بالفتح، وسفته، وسفهه بالكسر فيهما، إذا اكثر من شربه ولم يرو، وقد بجر الرجل، ومجر، ونجر، إذا امتلأ بطنه من الماء او اللبن ولسانه عطشان. وانه لرجل منزوف، ونزيف، إذا عطش حتى يبست عروقه وجف لسانه، وهو معصور اللسان أي يابسه عطشا، وقد ذبل فوه، وعصب فوه، وطلي فوه، إذا يبس ريقه من العطش، وعصب الريق بفيه، وخدع الريق بفيه، إذا جف عليه، وهو عاصب الفم، وعاصب الريق، ويقال عصب الريق فاه إذا لصق به وأيبسه. وبفيه طلى بفتحتين من التسمية بالمصدر، وطليان ايضا بالتحريك، وهو البياض يعلو اللسان لعطش او غيره. ويقال جاءت الخيل تصل عطشا إذا صوتت أجوافها من العطش. وقد لابت حول الماء، وحامت حول الماء، إذا استدارت حوله من العطش وهي لا تصل اليه من زحام او غيره. وقد حلأتها عن الماء إذا حبستها عن الورود. وتقول مازلت أتظمأ اليوم، وأتلوح، وأتصدى، أي أتصبر على العطش. وظل فلان يومه عاذبا وعذوبا إذا لم يأكل من شدة العطش وقد عذب عذباً وعذوباً، وقوم عذوب وعذب بضمتين. وتقول رويت من الماء ريا بالكسر، وارتويت، وترويت، وبضعت، ونقعت. وقد نضحت عطشي، وفثأت غلتي، وقصعت ظمإي، وشفيت أوامي، وبردت فؤادي، وبردت كبدي. وهذه شربة راعت فؤادي أي بردت غلة روعي، وما ذقت شربة أنقع منها، ولا أنضج لغليل، ولا أبرد على كبد. وهذا ماء سائغ، سلس، عذب، رضاب، سلسال، قراح، زلال، فرات، كل ذلك الطيب السهل الانحدار. وماء ناقع، باضع، ناجع، نمير، أي مريء. وقد شربت الماء، وجرعته، وبلعته، واجترعته، وابتلعته، وأسغته. وهي الجرعة، والبلعة بالضم، للمقدار الذي يجرع بمرة، وكذلك النغبة، وقد نغبت الماء إذا بلعته نغبة نغبة. ويقال مصصت الماء بالكسر، وامتصصته، إذا أخذته بشفتيك بجذب النفس، ورشفته، وارتشفته، كذلك وهو فوق المص، وفي المثل الرشف أنقع أي أروى للغلة، وتمصصته، وترشفته، وتمززته، إذا امتصصته في مهلة. وترمقته إذا شربته شيئا بعد شيء. واعتصرت به إذا شربته قليلا قليلا وذلك عند الغصة. فاذا شربته من غير مص قلت عببته عبا، والعب ايضا الشرب من غير تنفس وهو أن يتابع الجرع من غير إبانة الإناء. وقد جرجر الماء إذا صبه في حلقه فسمع لجرعه صوت، ودغرق الماء في حلقه إذا صبه صبا متصلا. ويقال غنث الرجل بالكسر إذا تنفس بين جرعة وأخرى، وقد غنث في الإناء نفسا او نفسين، يقال إذا شربت فاغنث ولا تعب. ويقال غمت نفسا إذا رفع رأسه عند الشرب ليتنفس. ويقال شرع الوارد في الماء إذا تناوله بفيه من موضعه ولم يشرب بكفيه ولا بإناء. وكرع في الحوض والإناء إذا امال عنقه اليه فشرب منه، يقال اكرع في هذا الإناء نفسا او نفسين، وقد جذبت منه كذا نفسا أي كرعت. وتقول نشح الشارب، وتغمر، إذا شرب دون الري، وقد نشح دابته، وغمرها، وصردها، إذا سقاها كذلك، يقال انشحوا خيلكم نشحا أي اسقوها سقيا يفتأ غلتهاوان لم يروها، وقد سقوا خيلهم تصريدا. وصدرت الشاربة وبها خصاصة إذا لم ترو وصدرت بعطشها. ويقال قبصه إذا قطع عليه شربه قبل أن يروى. وتقول شرب فلان حتى تضلع أي انتفخت أضلاعه، وشرب حتى تحبب أي صار بطنه كالحب وهو الخابية. ويقال تضلع فلان شبعا وتحبب ريا إذا امتلأ أكلا وشربا، والتضلع الامتلاء من الطعام ايضا وقد ذكر. وقد نغر من الماء نغرا إذا اكثر منه. وسفه الماء والشراب، وسافهه، إذا شربه بغير رفق. وشف ما في الإناء، واشتفه، وتشافه، إذا تقصى شربه، وفي المثل ليس الري عن التشاف يضرب في ترك الاستقساء. ويقال تغنثر بالماء إذا شربه من غير شهوة. وتقمحه، وتقنحه، إذا تكاره على شربه وهو أن يشرب بعد الري. وتوجره إذا شربه كارها لأي علة كانت. وتجرعه إذا تابع جرعه مرة بعد أخرى كالمتكاره. والزقاق مثال شداد الذي يشرب على المائدة وفي فيه الطعام.

ويقال حسا الطائر إذا شرب، وقد نغب الماء إذا أخذه بمنقاره ثم رفع رأسه، وكل أخذه نغبة بالفتح، ومقدار ما يأخذه نغبة بالضم. وعبت الدابة الماء إذا شربته وهو الجرع المتداركوقد ذكر. ومضت الشاة بالضاد المعجمة إذا شربت وعصرت شفتيها. وولغ الكلب والسبعبفتح اللام وكسرها يلغ بفتحتين إذا تناول الماء بلسانه.

وتقول غص الشارب بالماء، وشرق به، إذا وقف في حلقه لا يكاد يسيغه، ورجل غصان، وشرق، واكثر ما يستعمل الغصص في الطعام والشرق في الماء والريق، وأخذته شرقة كانت فيها روحهوهي المرة من الشرق. وجئز بالماء إذا غص به في صدره، وبالرجل جأز بالإسكان، وهو جئز مثال كتف. ويقال جرض بريقه إذا غص به لا يكاد يستعمل في غير الريق، والرجل جرض، وذلك الريق جرض بفتحتين تسمية بالمصدر، والاسم الجريض على فعيل ومنه المثل حال الجريض دون القريض.

فصل في الشراب والسكر

يقال فلان يعاقر الخمر، ويعاقر الدن، ويعاقر الكأس، إذا كان مواظبا على شرب الخمر، وهو مدمن للخمر، ومدمن للشرب، مولع بالشراب، منهوم بالخمر، منهمك في الخمر. وانه لمستهتر بالشراب إذا كان شديد الولوع به لا يبالي ما قيل فيه، وانه لمتخلع في الشراب إذا انهمك فيه ولازمه ليلا ونهارا، وانه ليسافه الشراب إذا شربه جزافا من غير تقدير، وانه لغرق في الخمر إذا تناهى في شربها والإكثار منه، وقد ظل يتغفق الشراب إذا شربه يومه أجمع. وانه لرجل شروب، وشريب، وخمير، وسكير، وقد أفرط في الشرب، وأسرف، وأسهب، وأمعن، ومازال مواظبا عليه، ومثابرا عليه، وملحا عليه، وملظا به. وانه ليقضي اوقاته بين الكؤوس، والاكواب، والأقداح، والجامات، والأباريق، والبواطي، والدنان، والنواجيد، والرواقيد، والعمار، والنقل. وما زال مقاعدا للدنان، ومجاثياللدنان، ومفاغماللكؤوس، وقد بات يرشف ثغرالكأس، ويرفثغر الكأس، ويرشف رضابالكأس، ويرشف حببالكأس، ويرتضع أفاويقالكأس، وبات يتفوقشرابه، ويتحساه، ويتمزره، أي يشربه شيئا بعد شيء. وتقول نادمت الرجل إذا جالسته على الشراب، وشاربته إذا شربت معه، وهو نديمي، وندماني، وشريبي، وبين الرجلين رضاع الكأس إذا كانت بينهما منادمة. وقد عاطيته الكأس، ونازعته الكأس، وناقلته الكأس، وتعاطيناها، وتنازعناها، وتناقلناها. وملأت له الكأس وأترعتها، وادهقتها، وأصفقتها، وأطفحتها، وملأت له الكأس الى أصبارها أي الى اعاليها، وهذه كأس ملأى، وكأس دهاق، وسقيته كأساروية أي ملأى، وقد اشتف ما في الكأس إذا شربه كله، وشرب حتى قرع جبهته بالإناء إذا اشتف ما فيه. وتقول شربت كأس فلان، وشربت نخبته بالفتح، ومخبته بالضم، وشربت على ذكره، وعلى سلامته، وعلى صحته، وأشرب هذه الكأس سرورا بك، وسرورا بعافيتك. ويقال شهدت نقال بني فلان أي مجلس شرابهم، ودخلت عليهم وقد انتظم بهم مجلس الراح، وأديرت بينهم الكؤوس، وسعي عليهم بالأقداح، وطيف عليهم بالراح. وهذه حلقة الشرب بفتح فسكون وهم القوم يشربون، وقد اصطحبوا شرابهم إذا شربوه صباحا، واغتبقوه إذا شربوه مساء، وهو الصبوح، والغبوق، لما يشرب في هذين الوقتين. ويقال وغل الرجل على القوم، وأتاهم واغلا، إذا دخل عليهم في شرابهم من غير أن يدعوه او ينفق معهم مثل ما أنفقوا، وهو مثل الوارش في الطعام. وقد تناهد القوم، وتخارجوا، إذا أخرج كل واحد منهم نفقته على قدر نفقة صاحبه، يكون ذلك في الشراب والطعام، وبين القوم مناهدة، ومخارجة، وما يخرجه الواحد من ذلك نهد بالكسر يقال هات نهدك. وتقول فلان يشرب الخمر صرفا بالكسر، ومصروفة، أي خالصة بغير مزج، وهذه خمر بحت، وخمر صرد، وخمر صراح، وصراحية بالضم فيهما، إذا لم تشببمزاج، وكذلك كأس صراح، وانه ليباحت الخمر، ويباحت الكأس، أي يشربها بغير مزج. وقد مزجها فلان، وشابها، وقطبها، وشعشعها، ورقرقها، وسفتها، وشجها، وقطعها، إذا مزجها بالماء، وقد تقطع فيها الماء أي تفرق وامتزج. وهو المزاج، والشياب، والقطاب بالكسر فيهن، لما تمزج به، وهذا شراب كثير القطاب، وقد قتلت الخمر بالمزاج، وكسرت حمياها بالمزاج، وكسرت سورتهابالماء، وهذا شرب مزج من الوصف بالمصدر أي ممزوج، وراح مزيج، وقطيب. وان لهذه الخمر نوازي، وجنادع، وقد طفا عليها الحباب، والحبب، والحبب ايضا بكسر ففتح، كل ذلك الفقاقيع عند المزج. ويقال عرق الشراب والكأس، وأعرقه، إذا جعل فيه عرقا من الماء وهو القليل منه. وهي الخمر، والراح، والسلاف، والشمول، والمدام، والرحيق، والعقار، والقهوة، والحميا، والصهباء، والكميت. وهي ابنة الحان، وابنة الكرم، وابنة العنب، وابنة العنقود، ودم العنقود، وحلب العصير. وهي ذوب التبر، وذوب النضار، وذوب الياقوت، وإكسير السرور، وترياق الهموم. وهذه خمر عتيقة، وعاتق، ومعتقة، وقد عتقت الخمر عتقا بالكسر، وعتقتها انا تعتيقا، وهذا شراب ألذ من معتقه الدير، ومن البايلي المعتق، ومن الخمر الصريفية، والخمر الدارية، والخمر الجرجانية، والخمر البيسانية، والخمر البيروتية. وتقول فلان يشرب النبيذ وهو ما أنقع من العنب او غيره حتى يشتد، وانه ليشرب الجعة بالكسر وتخفيف العين وهي نبيذ الشعير، ويشرب المزر بالكسر ايضا وهو نبيذ الذرة، ويشرب الفضيخ وهو نبيذ التمر، ويشرب البتع بالكسر مع سكون التاء وفتحها وهو نبيذ العسل، ويشرب السكر بفتحتين وهو شراب مر يتخذ من التمر والكشوثوالآس. وتقول طبخ الشراب إذا أغلاه حتى يتعقد، وهو المنصف إذا طبخ حتى يذهب نصفه، والمثلث إذا طبخ حتى يذهب ثلثاه، فان كان من عصير العنب فهو الطلاء بالكسر.. وتقول قد اختمر الشراب، وأدرك، وبلغ إناه بالفتح والكسر، إذا جاد وصلح للشرب، وقد غلى الشراب، وفار، وجاش، وأزبد، وهدر هديرا وتهدارا، إذا ارتفع وطفا عليه الزبد، وكذلك الإناء، وشراب هدار، وإناء وباطية هدور، وشرب فورة العقار وهي طفاوتها وما فار منها. ويقال تجرد العصير، وركد، إذا سكن من غليانه، وصرحت الخمر إذا انجلى زبدها فخلصت، وقد تصرح الزبد عنها أي انجلى. وروقت الشراب، وصفيته، إذا خلصته من كدر فيه، وهو الروواق، والمصفاة لما يصفى به الشراب، وقد صفيته بالفدام وهو ما يوضع في فم الإبريق من ليف ونحوه، وصفقته، وصفقته، إذا حولته من إناء الى آخر ليصفو. والراووق ايضا الناجودالذي يروق فيه الشراب أي يترك حتى يصفو، وقد صفا الشراب، وراق، وأخذت صفوه بالفت، وصفوته بالتثليث، وهي ما صفا منه. وهذا شراب لا كدر فيه، ولا عكر، وهو ما انتشر فيه من خائره، وشراب كدر، وعكر. فان رسب في أسفله فهو دردي مثال كرسي، وثفل بالضم، وثافل، وهو السعيط لدردي الخمر خاصة، وهذا شراب ذهب صفوه وبقيت خثارته بالضم أي عكارته ووسخه، كذا في الأساس. فان سقط عليه شيء من الهواء من ذبابة او تبنة ونحوها فطفا على وجهه فهو قذى بفتحتين واحدته قذاة، وقد قذي الشراب بالكسر. وتقول عطبت الشراب إذا عالجته ليطيب، وهذا شراب سلس أي لين الانحدار سهل سائغ، وقد سلسلت الشراب إذا صيرته سلسا وهذه من اشتقاقات المولدين. وهذا شراب مطيبة للنفس أي تطيب به نفس شاربه. وشراب طيب المنزعة أي طيب مقطع الشرب. وشراب طيب الخلفة أي طيب آخر الطعم. وانه لشراب ختامه مسك، وختامه عنبر، أي يختم مقطعه بريحهما. وتقول سكر الرجل، وثمل، ونشي، وانتشى، ونزف على ما لم يسم فاعله، وهو سكران، وثمل، ونشوان، ومنزوف، ونزيف، وقد أخذ منه الشراب، ونال منه الشراب، وأخذت الخمر مأخذها فيه، ودبت فيه الكأس، وتمشت فيه حميا الكأس، وتمشت الخمر في مفاصله، وخالطت الخمر لحمه ودمه، ودبت الخمر في عظامه. وتقول فتر الرجل من الشرب، وخدر، وتخدر، إذا ضعف واسترخت مفاصله، وبه فتار بالضم وهو ابتداء النشوة، وقد فتره الشراب، وخدره، ويقال ختره الشراب بالتاء المثناة إذا أفسد نفسه وتركه مسترخيا، وهوده الشراب إذا فتره فأنامه، وقد صرعته الخمر إذا طرحته من السكر، وبات فلان صريع الكأس. وخشمه الشراب تخشيما إذا تثورتريحه في خيشومهفأسكرته، وتخشم الرجل، ويقال هو سكران مخشم أي شديد السكر. ورأيته وقد غلب عليه الشراب، وران عليه الشراب، وعملت فيه الصهباء، وذهب به الشراب كل مذهب، وأخذ منه كل مأخذ، وبلغ منه كل مبلغ، وانه لسكران طافح أي ملآن من الشراب، وقد شرب حتى طفح، وهو سكران ما يبت أي لا يقطع امرا. وجاء فلان وعليه آثار الشراب، وعليه أماراتالسكر، وقد نم عليهالشراب، وعبقت به أنفاس الحميا، ولاحت عليه أريحية الصهباء، ولعبت بعطفيهالشمول. وقد رنحته الخمر إذا أخذه دوار السكر، ومر يترنح من السكر، ويميد، ويتمايح، ويتمايل، ومر يتخلج في مشيته أي يتمايل كانه يجتذب نفسه مرة يمنة ومرة يسرة، ورأيته يتعكس في مشيته أي يتجانف في طريقه فيعدل ذات اليمين وذات الشمال، ورأيته يتتايع أي يرمي بنفسه من السكر، وقد مشى متطرحا إذا كان يتساقط في مشيه. وتقول بفلان خمار من السكر وهو صداع الخمر وأذاها، والخمار ايضا بقية السكر، ورجل مخمور، وخمر، إذا كان في عقب خمار، ورأيته وفي رأسه فضلة خمار. ويقال عربد الرجل إذا ساء خلقه وآذى نديمه في سكره، وانه لرجل معربد، وعربيد، وانه لسوار، وسوار الشراب، إذا كان معربدا.

فصل في الاعتلال والصحة

تقول وجدت فلانا شاكيا، ومريضا، وعليلا، ووصبا. وقد اشتدتعلي شكاته، وشق علي مرضه، وشقت علي علته، وأعزز علي أن أرى به داء، او وصبا، او وصما، او وجعا، او ألما. وقد شكا الرجل، واشتكى، ومرض، واعتل، ووصب، ووجع، وألم، وانه ليوجع رأسه، ويوجعه رأسه، وقد ألم عضو كذا، وشكا عضو كذا، واشتكاه، ورأيته يتوجع، ويتألم، ويتشكى. وتقول ما شكاتك، وما شكيتك، أي مم تشكو. ويقال الشكاة أقل المرض وأهونه، وكذلك الشكو والشكوى، والوصب دوام الوجع، وقد أوصبه الداء إذا ثابر عليه. ويقال أخطف الرجل إذا مرض يسيرا ثم برأ سريعا، وأخطفه المرض إذا خف عليه فلم يضطجع له. وتقول اني لأجد في نفسي فترة وهي كالضعفة، وقد فتر الرجل فتورا، وأفتره الداء. وأجد ثقلة في جسدي بالفتح أي ثقلا وفتورا. وأجد وهنا في عظامي أي ضعفا، وأجد توصيما في جسدي أي فتورا وتكسيرا، وان في جسدي لوصمة بالفتح وهي الفترة. وأصبح فلان خاثرا، وخاثر العظام، أي رائبا فاتر القوى. وقد تختر بدنه بالمثناة إذا فتر من مرض او غيره. ويقال أصبح الرجل مردوعا إذا وجع جسده كله، وقد ردع على ما لم يسم فاعله، وبه رداع بالضم. وأصبح خالفا أي ضعيفا لا يشتهي الطعام، وقد خلف خلوفا. ورأيت على لسانه طلى بفتحتين وهو البياض يعلو اللسان وقد ذكر. ورأيته كفيء اللون، ومكفأ اللون، ومكفأ الوجه، وكاسف الوجه، أي متغيرا أصفر اللون، وقد انكفأ وجهه، وانكفأ لونه، وأصبح منقوف الوجه أي ضامره او مصفره، ورأيته شاحبا، ومسهبا، أي متغير اللون من مرض او غيره. وتركته مذلا، ومذيلا، إذا كان لا يتقار على فراشه من الألم، وقد مذل بكسر الذال وضمها مذلا بفتحتين، ومذالة، وبات يتململ، ويتملل، أي يتقلب من شدة الألم، وبات يتضور من الحمى أي يتلوى ويضج ويتقلب ظهراً لبطن، وانه به لعلزا بفتحتين وهو شبه رعدة تأخذ العليل كأنه لا يستقر في مكانه من الوجع، تقول مالي أراك علزا، وقد علز الرجل، وأعلزه الداء. ويقال نصبه المرض، وأنصبه، إذا أوجعه، وقد أصبح نصبا بفتح فكسر أي مريضا وجعا، وانه ليشكو نصب الداء بالتسكين وهو وجعه وأذاه. وعمده الداء إذا اشتد عليه وفدحهوهو أشد من النصب، والرجل معمود، وعميد، ويقال العميد المريض الذي لا يقدر على الجلوس حتى يعمد من جوانبه بالوسائد. وقد أثخنه المرض إذا اشتدت قوته عليه وأوهنه، وأثبته المرض إذا منعه الحراك، وتركته مثبتا إذا ثقل فلم يبرح الفراش، وهو مثبت وجعا، ومثبت جراحة، وبه داء ثبات بالضم، وبه ثبات لا ينجو منه. ويقال سقم الرجل بكسر القاف وضمها إذا طال مرضه، وهو سقم، وسقيم، وانه لرجل مسقام، وممراض، أي كثير السقم، وقد ترادفت عليه الاسقام، وتوالت عليه الاوصاب، وتواترت عليه الاوجاع. وانه لرجل موصب أي كثير الأوجاع. وقد تخونه السقم أي تعهده. وأثبطه المرض إذا لم يكد يفارقه. وبه مرض عداد بالكسر وهو الذي يدعه زمانا ثم يعاوده، وقد عاده الداء معادة وعدادا. ويقال تخونه السقم ايضا إذا برى جسمه وأذهب لحمه، وقد دكه المرض أي أضعفه وهده، ونهكته العلة، وانتهكته، أي أضنته وجهدته ونقصت لحمه، وقد بانت عليه نهكة المرض، ورأيته منهوك الجسم، مهلوس الجسم، منخرط الجسم، ذابلا، ذاويا، ضارعا، خاسفا، ناحلا، مهزولا، مجهودا، وقد شفه المرض، وطواه، وأضواه، وأذواه، وأضرعه، ورأيته وقد ذوت نضرته، وذهبت كدنته، وتخبخب بدنه، وتخدد لحمه، ولصب جلده، وأصبح بادي القصب، منقف العظام، ولم يبق منه الا جلد على عظام، ولم يبق منه الا الألواح وتقول مرض فلان مرضة شديدة، وأصابته علة فادحة، وعلة صعبة، واعتراه مرض ثقيل، وان به لداء دويا أي شديدا، وداء دخيلا أي داخلا، وداء مخامرا وهو الذي يخالط الجوف، وقد خامره الداء، وبه داء مزمن وهو الذي قد اتت عليه أزمنة فتعسر برؤه. وهذا داء عضال بالضم، وداء عقام، وعياء بالفتح فيهما، وداء نجيس، وناجس، كل ذلك الذي لا يرجى برؤه، وقد أعضل الداء الأطباء، وتعضلهم، وأعياهم، إذا غلبهم وأعجزهم، وهذه علة لا ينجع فيها الدواء أي لا يعمل فيها ولا ينفع، وقد أشفى العليل إذا تعذرشفاؤه. ويقال بفلان داء دفين وهو الذي لا يعلم به فاذا ظهر نشأ عنه شر وعر. وتقول ثقل المريض بالكسر إذا اشتد مرضه، وهو ثقيل، وثاقل، وقد أثقله المرض، وتبلغت به العلة، واستعز به الداء، واستعز عليه، وقد استعز بالرجل على ما لم يسم فاعله. ويقال ضني الرجل إذا ثقل وطال مرضه، وقد أضنته العلة، وهو ضن، ومضنى، وبه ضنى بفتحتين وهو المرض المخامر كلما ظن أنه قد برأ نكس. والدنف قريب منه وهو المرض اللازم المخامر، وقد دنف الرجل، وأدنفه المرض، وأدنف هو ايضا بلفظ المعلوم، وهو دنف ومدنف بفتح النون وكسرها. وحمل فلان وقيذا، وموقوذا، أي ثقيلا دنفا مشفيا، وقد وقذه المرض. وتركته وقيذا أي مغشيا عليه فلا يدري أميت ام لا، وتركته خامدا أي مغمى عليه، وقد أغمي على المريض، وغمي عليه، وغشي عليه، واصابه غشي، وغشيا، واصابته غشية ما ظننته يفيق منها. وفارقته مسبوتا وهو العليل إذا كان ملقى كالنائم يغمض عينيه في اكثر أحواله. وتركته ناسما وهو المريض الذي قد أشفى على الموت، يقال فلان ينسم كنسم الريح الضعيف. وفلان لا يدري أحي فيرجى ام ميت فينعى.

وتقول هذا مرض معد، وهو سريع العدوى، وقد أعداني الداء إذا سرت عدواه اليك، وأعداني فلان بعلته، ومن علته. واقترف فلان مرض آل فلان إذا أتاهم وهم مرضى فأصابه ذلك، وقد أقرفوه إقرافا وهو مقرف. وبفلان حمى قبس لا حمى عرض أي اقتبسها من غيره ولم تعرض له من تلقاء نفسه. ويقال تعادى القوم إذا اصاب الواحد مثل داء الآخر، وقد تفشى بهم المرض، وتفشاهم، إذا انتشر فيهم. وهو الوبأ، والوباء، لكل مرض عام، وقد وبؤت الأرض، ووبئت على ما لم يسم فاعله، وهي ارض وبيئة، وموبوءة، وماء وبيء. فان كانت لا توافق الأبدان لفساد في هوائها فهي وبيلة، وانها لذات وبالة، ووبال، وقد استوبلتها إذا وجدتها كذلك. وانها لأرض دوية أي ذات أدواء، وارض مسقمة بالفتح أي كثيرة الأسقام. وهذا مشرب وبيل، ودوي.

ويقال جاء فلان يستطب لوجعه، ويستشفي من دائه، ويستوصف لعلته، وقد استوصف الطبيب فوصف له كذا، ونعت له كذا، وأشار عليه بكذا، وأمره بكذا. وهي الأدوية، والأشفية، والأشافي، وهذا دواء ناجع، وعلاج شاف، وهذا طباب هذه العلة بالكسر أي ما تطب به. وقد عالج الطبيب المريض، وداواه، وطبه، وحسم عنه الداء، وشفاه منه، وأبرأه. وانه لطبيب حاذق، وطبيب نطس، ونطس بضم الطاء وكسرها، ونطاسي بالكسر، وهو من نطس الأطباء بضمتين. وتقول مرضت العليل، ووصبته بالتثقيل فيهما، وطليته تطلية، إذا قمت عليه ووليته في مرضه، وقد عجفت نفسي عليه، وأعجفت بنفسي عليه، إذا صبرتها على تمريضه وأقمت على ذلك.

وتقول عدت المريض اعوده عيادة، وعيادا، إذا زرته في مرضه، وقد عدته من داء كذا. وتقول للمريض كيف تجدك اليوم، فيقول أجدني أمثل، وأنا اليوم أصلح، وقد ارفض عني الوجع أي زال، وقصر عني الألم أي سكن، واني لأجد خفة في جسمي، وأجد روحا في نفسي أي راحة ونشاطا. وتقول في الدعاء أذن الله في شفائك، ومسح الله ما بك، ومصحه، أي أزاله وعافاك منه، ومسح الله عليك بيد العافية، وأجلى الله عنك، وجلا الله عنك المرض أي كشفه، ومعافى انت ان شاء الله، وفي عافية انت ان شاء الله.

وتقول تماثل العليل وأشكل، واندمل، إذا قارب البرء، وقد نقه من مرضه بكسر القاف وفتحها، وهو نقه، وناقه، إذا شفي ولم يرجع اليه كمال صحته وقوته، وهو في عقب المرض إذا برأ وبقي شيء من المرض، وهو في عقابيل المرض، وفي غبره بالضم وتشديد الباء مفتوحة، أي في أعقابه وبقاياه، وقد راجعته أعقاب العلة، وتأوبته منها عقابيل. وبل من مرضه، وأبل، واستبل، وأفاق، واستفاق، وأفرق، وبرأبفتح الراء وكسرها، وصح، وشفي، وعوفي، وتعافى، كل ذلك بمعنى. وقد صح جسمه، وصلح بدنه، واكتنز لحمه، واشتدت بضعته، وعادت كدنته، ورأيته صحيحا، معافى، متقمصا لباس العافية، متقلبا في درعالعافية. ومن كلامهم بفلان داء ظبيأي هو صحيح لا داء به يعنون انه كالظبي قوة ونشاطا. ويقال ثاب الى الرجل جسمه إذا سمن بعد الهزال، وأثاب هو، وأقبل، إذا ثاب اليه جسمه، وشبا وجهه إذا أضاء بعد تغير. ويقال فلان يذوب و لا يثوب أي يضعف ولا يرجع الى الصحة، والشيخ يمرض يومين فلا يرجع شهرا أي لا يثوب اليه جسمه وقوته في شهر. وتقول نكس الرجل في مرضه، وردع، إذا عاوده المرض بعد النقه، ونعوذ بالله من النكس، والنكاس، والرداع بالضم فيهن، وقد أكل كذا فنكسه، وهاضه هيضا، وفي المثل كم أكلة هاضت الآكل وحرمته مآكل. والمستهاض المريض يبرأ فيعمل عملا فيشق عليه او يأكل طعاما او يشرب شرابا فينكس.

فصل في العوارض الطبيعية

يقال أشممته كذا فعطس منه، وكدس، وتواتر عليه العطاس، والكداس بالضم، وأكثر ما يستعمل الكداس في البهائم، وقد عطسه الدواء تعطيسا وذلك الدواء عاطوس على فاعول. وسعل الرجل سعالا وسعله بالضم فيهما، وأح أحا، وبه سعال ساعل، وسعال قاحب، أي شديد، والقحاب سعال الإبل والخيل ونحوها وربما استعمل في الشيوخ، وكانت العرب تقول للشاب إذا سعل عمرا وشبابا وللشيخ وريا وقحابا أي قيحا وسعالا، والوري القيح في الجوف خاصة. ويقال نحم الرجل، وتنحنح، وسمعت له نحمه، ونحيما، وهو شبه السعال لأذى يجده في حلقه. والتنحيم أيضا شبه أنين يستريح اليه العامل وقد نحم الساقي وغيره إذا زحر عند جذب الدلاء. والنحط قريب منه يقال نحط القصار ونحوه إذا ضرب ثوبه على الحجر وتنفس ليكون أروح له، وكذلك الفرس إذا ردد صوته بين حلقه وصدره من الثقل أو الإعياء. وزحر الرجل زحارا وزحيرا إذا أخرج صوته او نفسه بأنين عند عمل او شدة. وأنح أنحا وأنيحا إذا زحر من ثقل يجده من مرض او بهركانه يتنحنح ولا يبين. وأن المريض أنينا وأنانا وهو صوت يستريح اليه من ألم يجده، وقد سمعت أنته بالفتح. وسمعته يتنهد وهو أن يخرج نفسه بعد مدة توجعا او غما. وقد تنفس الصعداء مثال علماء، وتنفس صعدا بضمتين، وهو تنفس طويل بمشقة. ويقال اغترق الرجل نفسه إذا استوعبهفي الزفير وهو إخراج النفس. وأخذه الفواق بالضم ويهمز وهو ترديد الشهقة العالية، والشهقة إدخال النفس. وأخذته المأقة بالتحريك وهي شبه فواق يأخذ الإنسان عند البكاء والنشيج. ويقال نشج الباكي إذا غص بالبكاء في حلقه فردد صوته في صدره ولم يخرجه. ونشغ الرجل إذا شهق من شوق او أسف حتى كاد يغشى عليه، وقد نشغ نشغة أشفقت أن تذهب بروحه. ويقال جشأ الرجل تجشئة، وتجشأ، إذا تنفست معدته عند الامتلاء، وهو الجشاء بالضم. وثئب على المجهول، وتثاءب، وتثأب، إذا عرته فترة او نعاس ففتح فاه وتنفس تنفسا طويلا غائرا، وهي الثوباء مثال صعداء. وتمطى، وتمدد، إذا كسل فجعل يمد أعضاءه ويجتذبها، وهي المطواء أيضا كثوباء. ويقال خدرت رجله وغيرها، ونملت، ومذلت، وامذلت امذلالا، إذا كلت عن الحركة لطول جلوس ونحوه. وضرست أسنانه إذا كلت من تناول حامض. ويقال تلحز فوه إذا تحلب ريقه من اكل رمانة حامضة ونحوها شهوة لذلك. وتقول احتك رأسي وغيره، وأحكني، واستحكني، إذا دعاك الى حكه، وهي الحكة بالكسر، والحكاك بالضم، وقد هاجت به الحكة، وان في جسمه لأكلة بفتح فكسر، وأكالا بالضم، وهو الحكة، وقد أكلني رأسي، وأكلني جلدي، وأمضني جلدي، إذا احتك، واني لأجد في رأسي صورة بالفتح وهي الحكة في الرأس خاصة، وشفيته من صورته إذا حككتها له فزالت. وتقول اقشعر جلده من البرد او الخوف إذا تقبض، وهي القشعريرة بضم ففتح، وقف جلده قفوفا كذلك، وقف شعره إذا انتصب من الفزع. ورأيته وقد أرعدت فرائصه، وأرعشت مفاصله، وأخذته الرعدة، والرعشة بالكسر فيهما. وتقفقفت اسنانه، وتقرقفت، إذا اصطك بعضها ببعض، وقد تقعقع حنكاه، وتقعقعت أضراسه، إذا اصطدمت فسمع لها صوت. وجاء وأنفه يرمع من الغضب، ويترمع، أي يتحرك. ويقال ومع يأفوخ الصبي إذا انتفض. واختلجت عينه، ورفت، إذا اضطربت، وكذلك سائر الاعضاء. ويقال ضربه حتى خر يرتمز للموت أي يتحرك حركة ضعيفة وهي حركة الموقودوقتل فلان فوقع يتشحط في دمه أي يضطرب ويتخبط.

فصل في الحميات

يقال حم الرجل على ما لم يسم فاعله وهو محموم، وأكل كذا فنالته عنه حمى، وهذا طعام محمة بالفتح أي يحم عليه الآكل، وطعام موردة كذلك وهو من الورد على ما يجيء قريبا، ونزلوا بمحمة من الارض وهي ذات الحمى او الكثيرتها. ويقول المحموم اني لأجد في نفسي سخنة بالتثليث، وسخنة بالتحريك، أي حرا أو حمى، واني لأجد في عظمي مليلة وهي حرارة الحمى وتوهجها، وكذلك الرمضة محركة، وفي المثل ذهبت البليلة بالمليلة والبليلة الصحة من قولهم أبل المريض أي برأ. ويقال تعنته الحمى، وتخونته، إذا تعهدته. وعادته معادة وعدادا إذا جاءته لوقت معلوم، وهو يرقب عداد الحمى أي وقتها المعروف الذي لا تكاد تخطئه. وقد وردته الحمى إذا أخذته في يومها، وهذا يوم وردها بالكسر. وهي حمى نائبة، وحمى مواظبة، إذا كانت تنوب كل يوم، وقد أخذته الحمى رفا بالكسر إذا أخذته كل يوم. وأخذته حمى الغب بالكسر، وحمى غب على الوصف، واخذته الحمى غبا، وهي التي تأخذ يوما وتدع يوما، وقد أغبته الحمى، وأغبت عليه، وغبت غبا، والرجل مغب بكسر الغين. وأخذته حمى الربع بالكسر ايضا، وحمى ربع، وهي التي تأخذ يوما وتدع يومين ثم تجيء في الرابع، وقد ربعت عليه الحمى، وأربعت عليه، واربعته، إذا جاءته ربعا، وهو مربوع، ومربع. ومن ألفاظ الأطباء حمى دائرة إذا كانت تأخذ وقتا وتدع وقتا، وقد دارت الحمى غبا، ودارت ربعا، وهذا يوم الدور، وهي أدوار الحمى، ونوباتها، وعوداتها. فاذا كانت لا تدور بل تكون نوبة واحدة فهي حمى يوم. فان كانت دائمة لا تفارق ليلا ولا نهارا فهي مطبقة وقد أطبقت عليه الحمى. ويقال صلبت عليه الحمى، وأردمت عليه، وأغبطت، وأغمطت، أي دامت عليه واشتدت، وقد أخذته الحمى بصالب، وأخذته حمى صالب، وحمى مردم، وحمى مغبطة، ومغمطة، وحمى طابخ. ويقال أخذه رس الحمى، ورسيسها، وهو بدؤها وأول مسها وذلك إذا تمطى المحموم من أجلها وفتر جسمه وتختر، وقد وجد مس الحمى وهو بدؤها قبل أن تأخذ وتظهر. وأخذته العرواء بضم ففتح وهي قرة الحمى ومسها في أول رعدتها، وقد عري المحموم وهو معرو، ويقال حم عرواء، وحم العرواء، وهما منصوبان على المصدر. وقد اخذته المطواء وهي تمطي المحموم. ونفضته الحمى إذا أخذته برعدة وبرد، وهو منفوض، وقد أخذته حمى نافض، وحمى نافض بالاضافة، وأخذته الحمى بنافض. ويقال لرعدة الحمى نفضة بالضم وبضم ففتح. وأخذه قعقاع وهو الحمى النافض تقعقع الأضراس، ويقال طني الرجل بالكسر، وطنئ ايضا بالهمز طنى وطنأ، إذا عظم طحاله عن الحمى. ويقال برحت به الحمى، ومغثته، أي اشتدت عليه وآلمته، وأخذه مغث الحمى، وبرحاؤها بضم ففتح، أي شدتها وأذاها. ورأيته يتضور من شدة الحمى أي يتلوى ويضج ويتقلب ظهرا لبطن وذكر قريبا. وقد وعكته الحمى، ونهكته، ودكته، ووصمته توصيما، أي أضعفته. وتقول خمدت الحمى، وفترت، وانكسرت، إذا سكن فورانها، وقد انكسرت حدتها، وهمدت فورتها، وانفثأ أوارها، وخمد وطيسها. وأفرق المحموم إذا تركته الحمى، وقد أخطفته الحمى، وأقلعت عنه، وقلعت، وأفصمت، ورفهت ترفيها، وهو في إفراق من حماه، وتركته في قلع من حماه، وقلع من حماه بفتحتين. وأخذته الرحضاء بضم ففتح وهي عرق الحمى، وقد رحض المحموم على ما لم يسم فاعله. ويقال قبلته الحمى، وبشفتيه قبلة الحمى، وهي بثر يخرج بشفة المحموم، وقد حلئت شفته بالكسر إذا بثرت غب الحمى، وبشفته حلأ بفتحتين.

فصل في البثور والآثار والآفات الجلدية

يقال بثر جلده بالكسر والفتح، وتبثر، إذا خرج به حب صغير، وهو بثر بفتح فكسر، ورأيت بوجهه بثرة بالفتح وبالتحريك، ورأيت بثرا كثيرا بالوجهين، وقد خرجت به بثرات، وبثور. وحط وجهه، وأحط، إذا خرج به الحطاط بالفتح وهو بثر صغير يخرج بالوجه يقيح ولا يقرح، الواحدة حطاطة. وثار بوجهه العد بالضم وهو بثر يخرج في وجوه الملاح، كذا عرفه اهل اللغة. ورأيت بوجهه تفاطير، وتفاطير، وهي بثر يخرج في وجه الغلام والجارية، وقد بدت بوجهه تفاطير الشباب. وحثرت عينه بالكسر وهي حثرة، وبها حثر بفتحتين وهو حب احمر يخرج بالجفن. ويقال حصف الرجل، وحصف جلده، إذا ثاربه الحصف بفتحتين وهو بثر صغير يثور أيام الحر، وقد أحصفه الحر إحصافا. وأصبح فلان محبرا إذا قرصته البراغيث فبقي أثرها في جلده، وللبراغيث في جلده حبار بالفتح والكسر، وحبر بفتحتين.

ويقال حصب الرجل على المجهول، وحصب ايضا بفتح الحاء، إذا ثارت به الحصبة بالفتح وبالتحريك وبفتح فكسر، والرجل محصوب. وجدر، وجدر على ما لم يسم فاعله فيهما، إذا ثار به الجدري بفتحتين وبضم ففتح، وهو مجدور، ومجدر، وهذه ارض مجدرة بالفتح أي ذات جدري. وقد أصبح جلده غضنة واحدة، وقد يقال غضبة بالباء، إذا ألبس الجدري جلده. وحمق على المجهول أيضا إذا خرج به الحماق بالضم، والحميقاء بلفظ التصغير، وهي مثل الجدري تخرج بالصبيان. ويقال رجل قرحان بالضم إذا سلم من الجدري والحصبة ونحوهما، وهم قرحان ايضا، وقرحانون. وجرب مثل تعب وهو جرب، وأجرب، وجربان، إذا اصابه الجرب وهو بثر يسيل ويقيح ويصحبه حكاك شديد. فان كان يابسا يتقشر فهو الحصف بفتحتين، وقد حصف الرجل. ويقال تحسف جلده، وتقوب، وتوسف، إذا تقشر، ورأيت جلده يتحسف تحسف جلد الحية. وقد قوبه الجرب إذا ترك فيه آثارا. ورأيت بجلده قوبا بضم ففتح وهي الحفر. ورأيت بجلده قلعا بالتحريك وهو ما على جلد الأجرب كالقشر. وتقول ثارت به القوباء بالضم وبضم ففتح وهي خشونة في ظاهر الجلد الى السواد أو الحمرة وربما أحدثت تقشرا. وأصابه الحزاز بالفتح وهو في الرأس كالقوباء في البدن.

ويقال نفطت يده بالكسر، وتنفطت، ومجلت بالكسر والفتح، إذا ظهر في جلدها كالنفاخات يستبطنها ماء من عمل شاق او حرق، ويده مجلة، ونافطة، ونفيطة، وخرجت بيده نفطة، ومجلة، ومجل، وقد أنفط العمل وغيره يده، وأمجلها. ويقال انتبرت يده من العمل وغيره إذا تنفطت. ورأيت بيده حبار العمل بالفتح والكسر وهو أثره. وقد تعجرت يده وغيرها إذا نتأ فيها كالعقد الصلبة من مجل ونحوه. وكنبت يده، وأكنبت، إذا ثخنت وغلظ جلدها وتعجر من معاناة الأشياء الشاقة. ونقبت قدمه من المشي إذا رق جلدها وتنفطت. ويقال لسعته العقرب وغيرها فانتبرت اللسعة أي ورمت. وضربه فانتبر جلده، ونفر، وحدر، وتحدر، أي ورم، وبجلده نبرة، وحدر، وحدور. ورأيت بجلده حبر الضرب، وحبط السياط بفتحتين فيهما وهو آثار الضرب إذا لم تدم، فاذا تشققت ودميت فهي علوب واحدا علب بالفتح، ورأيته وللسياط في ظهره أخاديد وهي ما تشقق من الضرب. ويقال قب ظهره قبوبا إذا ضرب بالسوط او غيره ثم اندملت آثار ضربه وجفت.

ويقال شرثت يده إذا غلظ ظهرها من البرد وتشقق. وسئفت يده، وسعفت، إذا تشققت وتشعثما حول الأظفار، وفي يده ساف، وسعف بفتحتين، وسعاف بالضم. وشكئت أظفاره إذا تشققت، وبها شكأبفتحتين، وشكاء بالضم. ويقال سئفت شفته أيضا، وتسنفت، إذا تقشرت. وزلعت كفه وقدمه، وسلعت، وتزلعت، وتسلعت، أي تشققت. وكلعت رجله، وبها كلع، وكلاع بالضم، وهو شقاق يكون بالقدمين، وقيل الكلع في باطن القدم والزلع في ظاهرها، فان كان في باطن اصابع القدم فهو الذباح بالضم مع تشديد الباء وتخفيفها وهو التحزز في أصولها عرضا. والسلع أيضا آثار النار بالجسد، وقد سلع جلده بالنار، وتسلع، أي تشقق. ورأيت بجلده لعج النار، ومحش النار، وهو أثر الاحتراق. ويقال مذح الرجل بالكسر إذا اصطك باطنا فخذيه في المشي فحدث فيهما حكة واحتراق واكثر ما يعرض ذلك للسمين من الرجال. ومشق إذا اصطكت أليتاه كذلك وهي المشقة بالضم. ومشق ايضا، ومسح، إذا احترق باطن ركبته من خشنة الثوب وقد مشق الثوب ركبته او ساقه، وبه مذح ومشق ومسح بفتحتين فيهن، وبه حرقان بالضم وهو احتراق باطن الفخذين. وتقول ثؤلل جسده، وتثألل، إذا خرجت به الثآليل وهي زوائد تخرج بالجلد كالحمصة فما دونها، واحدها ثؤلول. ورأيت بجسمه جدرة بفتحتين وبضم ففتح وهي زيادة تنشأ بين الجلد واللحم تكون في البدن خلقة، وقد تكون من الضرب والجراحات إذا انتبرأثرها بعد البرء. ورأيت بجسمه سلعة بالكسر وبفتحتين وبكسر ففتح، وضواة بالفتح، وهي الجدرة تخرج بالرأس وسائر الجسد تموربين الجلد واللحم إذا حركتها وقد تكون من حمصة الى بطيخة. وخرجت بجسده عقدة، وعجرة بالضم فيهما، وهي الشيء يجتمع في الجسد كالسلعة. وقيل العجرة في الظهر، فان كانت في البطن فهي البجرة بالضم ايضا وهي النتوء في السرة وغلظ أصلها. وخرجت به غدة وهي كل عقدة في الجسد أطافبها شحم، وفي شرح الأسباب والعلامات لابن عوض الفرق بين الغدة والسلعة أن الغدة لا تقبل الزيادة وأنها غير لينة، والسلعة بخلافها، والعقدة أشبه بالغدة الا أنها تنشأ في المواضع العارية من اللحم كظهر الكف والجبهة تكون كالبندقة والجوزة واذا غمزتتفرقت او غابت.

وتقول بوجهه خال وهو النكتة السوداء الناتئة في الجلد، فان لم تنتأ فهي شامة بالتخفيف، وبجسده خيلان بالكسر، وشام، وشامات، وهو رجل أخيل، وأشيم. ورأيت بوجهه نمشا بفتحتين وهو نقط في الوجه تخالف لونه الى الحمرة، فان خالفته الى السواد فهو البرش، وان اتصل بعضها ببعض فهو الكلف، كذا في كتب الأطباء، والرجل أنمش، وأبرش، وأكلف.

فصل في القروح والأخرجة والأورام

يقال بجسمه قرح، وقرحة، وهي البثر وغيره إذا ترامى الى الفساد، وقد قرح جلده، وتقرح، إذا علته القروح، وقرحت البثرة تقريحا، وتقرحت، إذا صارت قرحا. ويقال سعت القرحة إذا امتدت من موضع الى موضع، وبه قرحة ساعية وهي خلاف الواقفة. وقد تفشت القرحة أي اتسعت. وأرضت بالكسر أرضا بفتحتين أي فسدت وتقطعت. وتقول خرجت به النملة، والنمل، وهي بثرة او بثور صغار مع ورم تتقرح وتتسع. وخرجت به النار الفارسية وهي بثر شديد التلهب تكون معه خطوط حمر تشبه لسان النار. وخرجت به الحمرة بالضم وهي التهاب في الجلد أحمر اللون يسعى وينتقل. وشري بدنه شرى بفتحتين وهو شيء يخرج على البدن كهيئة الدراهم. وخرجت به السعفة بالفتح وبالتحريك وهي قروح تخرج على رأس الصبي ووجهه، وقد سعف بصيغة المجهول وهو مسعوف. وخرج بفمه القلاع بالضم وهو قروح بيضاء تخرج في الفم واللسان وقد تنتشر حتى تعم الفم كله. وخرج بفمه السلاق بالضم وهو حب يثور على اللسان وقيل على أصل اللسان فيتقشر منه، وقد سلق فوه على ما لم يسم فاعله. والسلاق ايضا التهاب في الأجفان تغلظ منه وينتثر الهدبثم تتقرح أشفار الجفن. ويقال خرجت بعينه حدرة بالفتح وهي قرحة تخرج بالجفن وقيل بباطن الجفن فترم وتغلظ، وقد حدرت عينه حدرا.

وهو الخراج بالضم والتخفيف لكل ورم كبير الحجم تجتمع فيه المدة، وبجسمه أخرجة وخرجان بالكسر. والدمل بضم أوله وفتح الميم مشددة ومخففة وهو خراج حاد الرأس احمر اللون يستبطنه لحم ميت وهو البيضة كما سيذكر قريبا، وكذلك الحبن، والحبنة بالكسر فيهما، وبجسمه دمامل، ودماميل، وحبون. والجمرة وهي دمل كبير صلب أحمر شديد الألم. والدبلة بالفتح والضم، والدبيلة بلفظ التصغير، وهي ورم اكبر من الدمل لونه كلون الجلد ولا وجع معه غالبا. والناقب، والناقبة، والنقابة، وهي قرحة تخرج بالجنب تهجم على الجوف رأسها من داخل. والسرطان وهو ورم صلب خبيث يسعى ويتقرح. والخنازير وهي أورام صلبة تحدث في الرقبة غالبا وقد تتقرح. والداحس وهو بثرة تظهر بين الظفر واللحم وتتقرح فينقلع منها الظفر، وإصبعه مدحوسة. وقد معر ظفره بالكسر إذا خرج من موضعه، وكذلك نصل نصولا، وظفر معر، وناصل. والشأفة بالهمز وهي قرحة تخرج في أسفل القدم فتقطع او تكوى، وقد شئفت رجله بالكسر إذا خرجت بها الشأفة. ويقال استكمت البثر، وأقرن، إذا ابيض رأسه من القيح وحان ان يفقأ، وكذلك أقرن الدمل إذا حان تفقؤه. وقد استقرى الدمل إذا صارت فيه المدة. وتقصع الدمل بالصديد، وقصع تقصيعا، أي امتلأ منه. وفقأت البثرة والمجلة وغيرها، وبجستها، إذا فجرتها وأسلت ما فيها، وانفقأت هي، وانبجست، وقد تفقأ الدمل والقرح. وعصرتها إذا استخرجت مدتها. ويقال انفضخت القرحة إذا انفتحت وانعصرت. وقد أخرجت بيضتها وهي جرم صلب يجتمع في القرحة كهيئة البيضة. ويقال قرف القرحة، وحسفها، إذا قشر جلبتها، وتقرفت هي إذا تقشرت، وما يسقط منها قرفة بالكسر، وقد توسف القرح والجدري إذا يبس وتقرف. وتقول بسر القرحة إذا قرفها قبل النضج، ونكأها إذا قرفها بعد البرء فنكسها. والبسر ايضا عصر القرحة ونحوها قبل وقتها. وقد عمد الخراج بالكسر إذا عصر قبل ان ينضج فورم ولم تخرج بيضته، وخراج وجرح عمد. ويقال نضج الدمل إذا لان وحان ان يشق، وأنضجه إذا عالجه بالمسخنات حتى يلين، وقد كمده تكميدا إذا وضع عليه الخرق المسخنة لينضج، وهي الكمائد واحدتها كمادة بالكسر. وتقول بط الجراح الدمل، وبجه، وشرطه، وبضعه، وبزغه، إذا شقه ليستخرج ما فيه، ويقال للشفرة التي يشق بها المبطة، والمشراط، والمشرط، والمبضع، والمبزغ بكسر اوائلهن.

فصل في الجراحات

يقال فلان جرح، وجراحة، وكلم، وقرح بالفتح والضم، وبه قرحة دامية، وقد كثرت به الجروح، والجراح، والجراحات، والكلوم، والكلام، والقروح، ونزل به جرح أليم، وجرح ممض، وجرح مميت. وقد مضه الجرح، وأمضه، أي اوجعه وآلمه. وضرب الجرح ضربا وضربانا بالتحريك إذا اشتد وجعه. وقد أثخنته الجراحة أي أوهنته وأثقلته، وبه جراح مثخنة. واصابته جراحة أثبتته أي منعته الحراك، وبه جراحة مثبتة وقد ذكر. ويقال حمل فلان من المعركة مرتثا أي جريحا وبه رمق، وقد ارتث على ما لم يسم فاعله. وأصابه جرح اشفى به على الخطر، وهجم به على الموت، وقد سرى الجرح الى نفسه إذا حدث عنه الموت. وتقول نفث الجرح دما إذا أظهر الدم. وشرق الجرح بالدم إذا ظهر فيه ولم يسل. وقد قصع الجرح بالدم إذا شرق به وامتلأ. ورأيته وجراحه تمج دما، وتثعب دما، أي يجري منها الدم. وقد انثعب منه الدم، وانفجر، وانبجس. ويقال نعر العرق بالدم، ونغر بالغين المعجمة، وتعر، وتغر بالتاء المثناة فيهما، إذا انفجر دمه، وقد انشخب عرقه دما أي انفجر، وضربه فشخبت أوداجهدما. وتقول نزا دم الجرح، وفار، أي هاج ونبع، وقد جاش الجرح بالدم إذا فار به، ونفح العرق دما إذا نزا منه الدم، واصابته طعنة نفاحة أي دفاعة بالدم، وهذه نفحة الدم، وجدية الدم، وهي أول فورة تفور منه، يقال ضربه فانبعثتمنه جدية الدم، وقد أجدى الجرح أجداء. ويقال الجدية من الدم ما سال على الجسد، فان كان على الارض فهو بصيرة، وقد تتبع فلان بصيرة الدم وهي الطريقة منه تتبع ليقتفى أثرها. وجاء فلان وجرحه يترشش دما، وهذا رشاش دمه بالفتح وهو ما ترشش منه. وقد تخضب بدمه، وتضرج بدمه، وتخلق بدمه، إذا تلطخ به، ورأيته وعليه نضخ الدم، ولطخ الدم، ورأيته وعليه دم ناقع، ودم عبيط، أي طريء، ودم جسد، وجسيد، وجاسد، أي جامد قديم. وتقول رفأ الدم والجرح إذا انقطع سيلانه وجف، وأرقأته انا، وقد وضعت عليه الرقوء بفتح أوله وهو ما يقطع به الدم. وحسمت العرق إذا قطعته وكويته بالنار كي لا يسيل دمه. ويقال بفلان ناعور وهو عرق لا يرقأ دمه، وبه غاذ أي جرح لا يرقأ، وقد غذ الجرح، وأغذ، إذا سال ما فيه من الدم ولم ينقطع، وكذلك ضرا الجرح والعرق وهو ضار، وضري، وبه قرحة ذات ضرو وبه عرق لا يزال يضرو، وقد عند العرق، وأعند، إذا سال فلم يكد يرقأ، وعرق عاند. ويقال نزف الجريح، ونزي على ما لم يسم فاعله فيهما، إذا أفرط سيل دمه ولم ينقطع، يقالل أصابه جرح فنزي منه فمات، وقرن زفه الدم نزفا إذا خرج منه بكثرة حتى يضعفه، ورجل نزيف، ومنزوف. وتركته ساهفا إذا نزف فأغمي عليه. ويقال نفر الجرح، وشخص، وانتبر، واشتاف، واشتشاف، واستغار، إذا ورم، وهذه نبرة الجرح أي ورمه. وقد قرت فيه الدم إذا يبس بعضه على بعض او مات في الجرح، وهو دم قارت إذا يبس بين الجلد واللحم. وبغي الجرح، ونغل بالكسر، إذا فسد، وبه بغي، ونغل بفتحتين، وقد ترامى الجرح الى الفساد أي أفضى اليه. وصار فيه قيح، ومدة بالكسر، ووعي، وغثيثة، وغذيذة، وجايئة، وهي ما يجتمع فيه من المادة البيضاء الخاثرة لا يخالطها دم، وقد قاح الجرح، وأقاح، وقيح، وتقيح، وامد، وأغث، وأغذ. وسال منه الصديد وهو ماء الجرح الرقيق المختلط بالدم، وقد أصد الجرح إذا سال منه الصديد. ويقال وعت المدة في الجرح، وقرت تقري إذا اجتمعت. وغث الجرح، وغذ، ووعى ايضا إذا سالت غثيثته، وارفض إذا انفجر فسال قيحه، ويقال سال الجرح إذا غث، وبه جرح سائل، وجراح دائمة السيلان.

وتقول أسا الطبيب الجرح أسوا إذا عالجه، وجاء فلان يطلب لجرحه أسوا بفتح أوله وتشديد الواو، وإساء بالكسر والمد، أي دواء. وقد سبر الطبيب الجرح، واستبره، وسبر غوره، وحجه حجا، وحارفه، إذا قاسه ليعرف غوره، وهو المسبار، والمسبر، والسبار، والمحجاج، والمحراف، والمحرف والميل، والملمول، لما تقاس به الجراحات، ويسميه الأطباء المجس ايضا، والمرود، وقد جس الجرح بمجسه إذا اختبر غوره. ويقال بجس الجرح، وبجه، وبطه، وبضعه، وبزغه، وشرطه إذا شقه، وهي المبطة، والمبضع، والمبزغ، والمشرط، والمشراط، للشفرة التي يشق بها وذكر كل ذلك قريبا. وحج العظم إذا قطعه من الجرح واستخرجه زونقش العظم، وانتقشه، إذا استخرج كسره وما تشظى منه، وقد تناوله بمنقاشه وهو ما تمسك به الشظية والشوكة ونحوها لتستخرج. وتقول مث الجرح، ومشه، إذا نفى غثيثته بمنديل ونحوه، واستغثه إذا أخرج منالغثيثة وداواه. وجعل فيه الفتل بضمتين وهي ما يفتل من سحيلالكتان ونحوه يطلى بالدهنويدسفي الجرح، الواحد فتيل، وقد دسم الجرح إذا جعل فيه الفتل، وما يجعل فيه من ذلك دسام بالكسر، وسبار أيضا. وضمده، وضمده، إذا شده بالضماد، والضمادة، وهي العصابة، وقد عصبه بالعصابة، والعصاب، وهي ما يشد به الجرح. ويقال ضمده ايضا إذا جعل عليه الدواء وان لم يشده، وذلك الدواء ضماد ايضا بالكسر يقال الضماد مقراة للمدة أي يجذبها ويجمعها. وهي الأضمدة، والأطلية، والمراهم، لما يطلى به الجرح من الأدهان ونحوها. وقد نث الجرح إذا طلاه بالدهن، وهو النثاث بالكسر، ودهنه بالمنثة وهي الصوفة ونحوها يدهن بها. وأسف الجرح الدواء إذا حشاه به. وصمه إذا سده وضمده بالدواء. ووضع عليه السبائخ وهي ما يعرض من القطن ليوضع عليه الدواء، واحدتها سبيخة. ووضع عليه الرفائد وهي خرق تثنى وتوضع على الجرح تحت العصاب واحدتها رفادة بالكسر، وقد رفده بها. وعصبه بالخرق، والخبائب، والخبب بالضم، وهي الخرق الطويلة مثل العصابة، وقد اختب من الثوب خبيبة، وخبة، أي قطعها وأخرجها.

ويقال أوى الجرح أويا مثال عتي، وتأوى، إذا تقارب للبرء. ورئم رأما ورئمانا بالكسر إذا انضم فوه للبرء، وأرأمه الطبيب إراما إذا عالجه حتى رئم. وتقول أرأمت الجرح بدمه إذا غمزته حتى ألصقت جلدته وببس الدم عليه. وقد جلب الدم عليه، وأجلب، إذا يبس. ودمل الجرح دملا بفتحتين، واندمل، والتأم، والتحم، إذا التزق، ودمله الدواء، ولأمه، ولحمه. وقد انفش الجرح، ونضا نضوا، وحمص، وانحمص، ويقال ايضا خمص وانخمص بالخاء المعجمة إذا ذهب ورمه، وحمصه الدواء. وقب قبوبا إذا يبس وذهب ماؤه. وانقطعت أتيته، وإتيته بالكسر وتشديد التاء، وهي مادته وما يأتي منه. وجلب، وأجلب، إذا نشأت عليه الجلبة بالضم وهي القشرة التي تعلو الجرح عند البرء. وقد عثم الجرح عثما إذا كنب وأجلب ولم يبرأ بعد. وتقشقش إذا تقرف قرحه للبرء. وأرك وأروكاً إذا سقطت جلبته وأنبت لحماً وقد ظهرت أريكة الجرح وهي لحمه الصحيح الأحمر وبقيت لجرحه ندبة بالتحريك وهي أثر الجرح بعد البرء إذا لم يرتفع عن الجلد ورأيت بجلده ندبا، وأندابا، وندوبا، وقد ندب الجرح بالكسر، وأندب. فاذا ارتفع الأثر عن الجلد ونتأ فهو جدرة بفتحتين وبضم ففتح وقد ذكرت، وبجلده جدر وجدر بالوجهين. ويقال غفر الجرح، وغفر ايضا على ما لم يسم فاعله، وعرب، وحبر، وحبط، وزرف، وانتقض، وتنقض، إذا نكس بعد البرء. وغبر الجرح إذا اندمل على فساد فلم يؤمن انتقاضه، وكذلك العرق إذا انتقض فسال دمه، وجرح وعرق غبر إذا كان لا يزال يتنقض، وقد أصابه غبر في عرقه، وأصابه ناسور وهو العرق الغبر لا يبرأ، وقد تنسر الجرح إذا تنقض وانتشرت مدته. ويقال برأ جرحه على بغي، وعلى وعي، وعلى نغل، وبرأ وفيه شيء من نغل، إذا برأ على فساد. وبرأت الشجة على عثم، وعلى وكس، أي على مدة في جوفها، وقد وعى الجرح إذا انضم فوه على مدة. ويقال قرف الجرح إذا قشر جلبته، وقد تقرف الجرح إذا تقشر حين ييبس. ونكأ الجرح إذا قرفه بعد البرء فنكسه. وغمل الجرح غملا إذا أفسده العصاب. وتلجف إذا تأكل من جوانبه واتسع، وفي جرحه لجف بفتحتين. ويقال ذرب الجرح إذا فسد واتسع ولم يقبل الدواء، وبه جرح ذرب.

فصل في الخلع والكسر وما يتصل بهما

يقال سقط فوثئت يده او رجله، ووثئت ايضا بفتح الواو، وهو أن يتزلزل المفصل ولا يزول عن موضعه، ويده موثوءة، ووثئة، وبها وثء، ووثأ بفتحتين. وانفك رسغه، وانخلع، إذا زال عن مفصله. وأصابه صدع، ووصم، وهو الشق اليسير في العظم. وأصابه وقر، وهزم، وهو شيء من الكسر، يقال ضربه ضربة وقرت في عظمه، ووقرت عظمه، وهزمته، وفي عظمه وقرة، وهزمة، وهي الكسر الى داخل. وضربه فأوهى يده إذا أصابها كسر ونحوه، وقد وهت يده، وبها وهي بفتح فسكون. ووقع من السطح فتكدح أي تكسر. وقد رض عظمه وهو ان تتفرق أجزاؤه ولا يبين بعضه من بعض. ورهص لحمه وهو كالرض في العظم. وانهزعت ساقه وهو ان ينشق عظمها طولا. وانهشم عظمه، وانحطم، وهو الكسر ما كان. وانقصم ظهره، وانقصف صلبه، واندقت عنقه، ووقصت عنقه، وانشدخ رأسه، وانفضخ رأسه، كل ذلك بمعنى الكسر. وضربه بحجر ففزر أنفه أي شقه، ورتم أنفه او فاه، ورثمه، أي كسره، وهشم أنفه إذا كسر قصبته، ودغم أنفه إذا كسره الى باطنه هشما. ويقال قصمت ثنيته بالكسر، وقصفت ايضا بالفاء إذا انكسرت من نصفها عرضا، وهو أقصم الثنية، وأقصفها. وانهتمت ثنيته، وانثرمت، إذا انكسرت من أصلها، وقد هتم الرجل، وثرم بالكسر فيهما، وهو أهتم، وأثرم، وضربه فهتم ثنيته بالفتح، وثرمها، وضربه فهتم فاه إذا ألقى مقدم أسنانه. ويقال سقط عليه حجر فانشدخت قدمه او إصبعه، وانفضخت، أي رضت وتشقق لحمها. ومشى في الحرة فلتمت الحجارة رجله، ولثمتها، ونكبتها، أي أصابتها وأدمتها. وتقول ضربه ففطر إصبعه إذا أدماها، وقد انفطرت إصبعه دما أي سالت، وضربه حتى تفطر قدماه دما. وأصابته ضربة وثأت اللحم أي أماتته. وقد قرت جلده إذا اخضر عن ضربة او صدمة، وكذلك الظفر واللحم إذا رض فجمد فيه الدم واخضر.

ويقال جبر العظم جبرا، وجبره، إذا عالجه، ليلتحم، فجبر هو جبورا، وانجبر، واجتبر، وتجبر. وقد شد عليه الجبائر وهي العيدان التي تشد على العظم ليجبر بها على استواء. ويقال عثم العظم، وعثل، وأجر أجرا وأجورا، إذا انجبر على غير استواء، وعثمه المجبر إذا جبره كذلك، وقد برأت يده على عثم، وعلى عثل، وجبرت على أود، وعلى ضلع، أي على اعوجاج. وجبرت يده على المجهول إذا برأت على عقده في العظم. وخلص العظم بالكسر خلصا بفتحتين إذا برأ وفي خلله شيء من اللحم. ويقال هاض العظم هيضا، واهتاضه، وأعنته إعناتا، إذا كسره بعد الجبور او بعد ما كاد ينجبر، وقد عنت عظمه بالكسر عنتا، وانهاض، وهو عنت بفتح فكسر. ويقال ايضا أعنت الجابر الكسير إذا لم يرفق به فزاد كسره فسادا.

فصل في الاحتضار

يقال احتضر فلان، وحضرته الوفاة، ودخل في النزع، وبلغ الوصية، وقد شارفهحمامه، وأظله حمامه، ورنقتعليه المنية، وزهفالى الموت، وأشفى على الموت، وأشرف على التلف، وبلغ منه نسيسه، وبلغت روحه التراقي، ولم يبق منه الا حشاشة، والا رمق، والا ذماء، أي بقية روح، وما بقي منه الا رمق ضعيف، وذماء قصير. وتقول تركت فلانا في معالجة الروح، ومعالجة النزع، وتركته على خروج الروح، وتركته في نزاع الروح، وقلع الحياة، وسياق الموت، وقد بات يسوق بنفسه، ويفوق بنفسه، ويجود بنفسه، ويكيد بنفسه، ويريق بنفسه، كل ذلك إذا شرع في نزع الروح. وبات يحشرج، ويغرغر، إذا تردد نفسه في حلقه عند خروج الروح، وقد حشرجت أنفاسه، وحشرج صدره، وحشرجت روحه، وتقعقعت نفسه، وأخذ بكظمه، ونزلت به غشية الموت، وغشيته سكرة الموت، وغمرة الموت، وهو في سكرات الموت وغمراته، وفي حشك النفس وهو اجتهادها في النزع الشديد، وفي علز الموت، وعلز الصدر، وهو ما يأخذ المحتضرمن القلق والكرب، يقال مات فلان علزا أي وجعا قلقا لا ينام. وتركته يكابد غصص الموت، ويقاسي لهاث الموت بالضم أي شدته. وقد سهف بالكسر سهفا إذا غلبه العطش عند النزع وهو ساهف. وشرق بريقه، وجرض بريقه، إذا وقف الريق في حلقه وعجز عن إساغته، وجئز بريقه إذا غص به في صدره. واخذته نشغات الموت وهي فواقاتخفية جدا عند الموت واحدتها نشغة، وقد نشغ المحتضر، وتنشغ. ورأيته وقد شق بصره إذا نظر الى شيء لا يرتد طرفهاليه، وشخص ببصره إذا رفع أجفانه الى فوق ولبث لا يطرف، وشطر بصره إذا كان كأنه ينظر اليك والى آخر، وقيل هو ان تنقلب عينه عند نزول الموت، وقد أقفت عينه إقفافا إذا ارتفع سوادها. ويقال ذمى العليل ذميا إذا أخذه النزع فطال عليه علز الموت، يقال ما أطول ذماءه، وفلان أطول ذماء من الضب، ومن الأفعى، ومن الخنفساء. ويقال ما بقي من فلان الا شفى، والا شدا، وما بقي منه الا قدر ظمءحمار أي لم يبق من عمره الا اليسير، يقال انه ليس في الدواب أقصر ظمأ من الحمار لأنه اقل الدواب صبرا على العطش.

فصل في الموت

يقال مات فلان، وتوفي، وقضى، وأدوى، وحان، وردي، وهلك، وثوى، وقضى نحبه، وقضى أجله، وقضي عليه، وقضي قضاؤه، وأدركته الوفاة، وأودت به المنية، وعلقته أسباب المنية، ونزلت به صرعة الموت، وحل به أصدق المواعيد. وقد زهقت نفسه، وفاضت نفسه، وفاظت نفسه، ولفظ نفسه، وطاحت روحه، وذاق حتفه، وذاق مصرعه، وورد حياض المنية، وورد حياض غتيم، وأدركه حينه، ووافاه حمامه، ونزل به حمامه، وأعلقهحمامه، واحتبلهحمامه، واحتبلته حبول الردى، وعلقته أوهاق المنية، وخلجته المنون، وشعبته شعوب، وخرمته الخوارم، واختلجمن بين ذويه، واخترمتهالمنية من بين أصحابه، وأنشبت فيه المنية أظفارها. وقد انقضى أجله، وتصرمأجله، وتصرم حبل حياته، وانقضت أيامه، وانقضت مدته، وانقضت أنفاسه، واستوفى أنفاسه، واستوفى أكله بالضم أي رزقه وحظه من الدنيا، واستوفى ظمء حياته وهو الوقت من حين الولادة الى وقت الموت. وقد قطع به السبب، وغلق رهنه، وطويت صحيفته، وجر عليه ذيل الفوت، وخلا مكانه، وضحا ظله، ومضى لسبيله، ولحق من غبر، وذهب في سبيل القرون الخالية.

وتقول توفي فلان الى رحمة الله، وقبض الى رحمة الله، ومضى مستقبلا وجه البقاء، وانقطع الى دار البقاء، وانتقل الى دار القرار، وخلا بعمله، ولقي ربه، وأفضى الى ربه، وانصرف الى جوار ربه، وانقطع الى جوار مولاه، ولحق باللطيف الخبير، وقد توفاه الله اليه، واختار له الله ما عنده، واصطفاهالله لجواره، ونقله الله الى دار كرامته. ويقال استعز الله بفلان إذا مات، وقد استعز بالرجل على ما لم يسم فاعله. واستأثر الله بفلان إذا مات ورجي له الغفران.

وتقول مات فلان رحمه الله، وتغمده الله برحمته، وأفرغ الله عليه سحائب رحمته، وأفاض عليه سجالرحمته، وسقى الله ضريحه، وجاد بالرحمة ثراه، وبل بصيبالرحمة ترابه، وأمطر على ضريحه سحائب الرضوان، وأسكنه الله جواره، واكرم الله مثواه، وكتبه من اهل السعادة، وأحصاه بين أصحاب اليمين. وتقول ما أدركت فلانا الا جنازة بالفتح وهي جسد الميت، وقد ألفيته جثة تارزة أي يابسة لا روح فيها، وقد ترز الميت تروزا إذا يبس، وألفيته جسدا هامدا أي لا حياة به، ووجدته هامدا خافتا أي لا حركة به ولا صوت، وقد خفت خفوتا إذا مات فانقطع كلامه، ورأيته وقد سكتت نأمته، وصم صداه، وسكن نسيسه، ورأيته وما به نبض بفتحتين، وما به حبض ولا نبض، أي ما به حراك، ورأيته وقد جذا منخراه أي انتصب أنفه للموت، ورأيته وقد شخصت عيناه، وشصا بصره، وشصت عينه، وهو ان تشخص حتى كأنه ينظر اليك والى آخر، ويقال ايضا شصا الميت إذا انتفخ وارتفعت يداه ورجلاه. وقد بات مسجى على سريره إذا غطي بثوب، وبات مدرجا في أكفانه، وملفوفا في اكفانه، ورأيته مكفونا، ومكفنا. وقد حمل على النعش، وعلى السرير، وحمل على آلة حدباء، وحمل على الحرج بفتحتين وهو خشب يشد بعضه الى بعض تحمل عليه الموتى وقد يحمل عليه المريض. وقد ساروا بجنازته بالكسر وهي السرير عليه الميت. وذهبنا في فيض فلان أي في جنازته، كذا في لسان العرب. وقد أدرج في قبره، وبوئ جدثه، وأنزل حفرته، وأرهن رمسه، وأجن في رمسه، وأودع لحده، ووسد الضريح، ووسد التراب، وهيلعليه التراب، ودكعليه التراب، وسوي عليه التراب، ونفضت من ترابه الأيدي، وقد ارتهنه مضجعه، وغيبته حفرته، وأصبح رهين قرارته، وضمنته الأرض، وأضمرته الارض، وتلمأت عليه الارض، وطوته الغبراء. ويقال رمس قبره إذا سوي بالارض، وذلك القبر رمس تسمية بالمصدر، وسطح قبره تسطيحا مثله وهو خلاف التسنيم. وقد جعلت على قبره جثوة من تراب بتثليث أولها وهي الكومة المجموعة. ونضدتعليه الصفائح، والصفاح بالضم والتشديد، والعداء بالكسر، وهي الحجارة العريضة الرقيقة، وقد نضد على قبره، ورضن، ورثد، إذا بني فوقه بالحجارة. ونصبت على قبره صوة بالضم وهي ما يرفع عليه كالعلم، والجمع الصوى، والأصواء، والأصواء ايضا القبور أنفسها.

وتقول مات فلان حتف أنفه، وحتف فيه، إذا مات من غير قتل او ما هو في معنى القتل. وقاسى الموت الأحمر، والموت الصهابي بالضم، وهو الموت قتلا. والموت الأغبر وهو الموت جوعا، ذكره الشريشي في شرح المقامات قال لأنه يغبر في عينيه كل شيء. والموت الأسود وهو الموت خنقا او غرقا، ويقال لموت الغرق موت الغمر ايضا. ونعوذ بالله من الموت الابيض وهو موت الفجأة، والفجاءة، ويقال له ايضا موت العافية، وموت الخفات بالضم، وموت الفوات، وأخذة الأسف، وقد فوجئ الرجل، وخفت، وافتيت، ويقال افتئت ايضا بالهمز. ويقال مات فلان مقصدا إذا مرض فمات سريعا، وقد أقصدته المنية. ويقال رماه فأقصده، وأزعفه، وقعصه، وأقعصه، إذا قتله مكانه، وقد أقصده السهم إذا لم يخطئ مقتله، وأقصدته الحية إذا لدغته فقتل مكانه. ويقال ضربه ضربة أتت على نفسه، وضربة قضت عليه، أي مات لحينه. وسقاه السم فخمد من فوره أي مات لساعته، وهو سم ساعة، وسم زعاف، وذعاف، وذفاف، أي يقتل لساعته، وحية ذعف اللعابأي سريعة القتل. وهذا طعام مذعوف أي في سم، وقد قشب الطعام إذا خلطه بالسم، وطعام مقشوب، وقشيب. ويقال أصابهم موت مائت أي شديد، وفشا فيهم موت ذعاف، وذؤاف، وزعاف، وزؤاف، وزؤام، أي سريع عاجل، وهو موت وحي أي سريع، وموت ذريع، ورخيص، أي سريع فاش حتى لا يكاد الناس يتدافنون. ويقال تعادى القوم، وتقادعوا، إذا مات بعضهم إثر بعض في شهر واحد أو عام واحد.

وتقول اختضر فلان، واغترض، واعتبط، إذا مات شابا، وقد مات فلان عبطة بالفتح، وأعبطه الموت إعباطا، واعتبطه، وقيل العبطة أن يموت شابا صحيحا. وقد عاجله حمامه، وعاجله داعي المنون، وعاجله سهم القضاء، ومضى سابقا أجله. ويقال فرط لفلان ولد إذا مات صغيرا لم يبلغ الحلم، وقد افترط الرجل ولده، وافترط الولد على ما لم يسم فاعله، وهو فرط بفتحتين للواحد وغيره، ويقال في الدعاء للطفل الميت اللهم اجعله لنا فرطا أي أجرا يتقدمنا حتى نرد عليه. فان مات ولده كبيرا قيل احتسبه أي اعتد بالصبر على المصيبة فيه أجرا عند الله. ويقال للميت اللهم اسدد خلتهأي أخلف على المكانة التي ترك، واللهم اخلف على أهله بخير، واللهم اخلفه في عقبه، أي كن خليفته عليهم من بعده. وتقول مات فلان وانت بوفاء أي بطول عمر. ويقال للرجلين يذكران بفعال وقد مات أحدهما فعل فلان كذا ولا يوصل حي بميت، وليس فلان له بوصيل، أي لا وصل هذا الحي بذاك الميت ولا تبعه. وتقول كان حي فلان يقول كذا أي كان في حياته، وكذا حي فلانة، وكان ذلك وحي فلان شاهد، وحي فلانة شاهدة.

وتقول في الدعاء دفق الله روحه، وأسكت الله نأمته، وأصم صداه، وقصم عمره، وصرمحياته، وقطع به السبب، ولأمه الثكل، ولأمه الهبل، ولأمه العبر، وثكلته الثواكل، وهبلته الهوابل. وتقل لابعدت بكسر العين أي لا هلكت، ولا يبعدنك الله، ولا أضحى الله ظلك، ولا أذاقني الله فقدك، وقدمني الله قبلك، وجعلني من كل سوء فداك.