الباب الرابع: في حركات النفس وانفعالاتها وما يلحق بذلك

فصل في السرور والحزن

تقول ورد علي من امر فلان ما سرني، وأفرحني، وفرحني، وأجذلني، وأبهجني، وأبلجني، وحبرني، وبشرني، وشرح صدري، وأثلج نفسي، وطيب قلبي، وأقر ناظري. وقد سررت بالامر، وحبرت على المجهول فيهما، وفرحت به، وجذلت، وابتهجت، واغتبطت، وبلجت، وبشرت بكسر الشين وفتحها، وأبشرت، واستبشرت. ووجدت فلانا مسرورا، محبورا، فرحا، جذلا، بلجا، مستبشرا. وهذا خبر قد ثلجت له نفسي، وثلج له صدري، وبلج به صدري، وانشرح له صدري، وانفسح له صدري، ووجدت به برد كبدي، وقرة عيني، ووجدت به برد السرور. وقد ارتحت له، ووجدت به روحا، وسرورا، ومسرة، وبهجة، وغبطة وبلجا، وفرحا، وجذلا، وحبورا. وبشرت فلانا بكذا فهز له عطفيه، وهز له منكبيه، وقد هز ذلك الامر من عطفه، ومن منكبه، ونشط له، وارتاح، واهتز، وطرب، ومرح. وقد لاحت عليه أريحية السرور، وأخذت منه هزة الطرب، وغلبت عليه نشوة الطرب، ولم يملك نفسه من الطرب، وقد استخفه الفرح، واستطاره الفرح، واستفزته الأريحية، وهزه السرور، ومادبعطفيه السرور، وأقبل يميد من الطرب، ويسحب أذيال الغبطة، ويجر ذيله فرحا، وقد خفق فؤاده فرحا، وطار فؤاده فرحا، ورأيته يطفرمن الفرح، ورأيته يرقص طربا، ويصفق بيديه من الطرب، وقد شهق من الفرح، ونشغمن الفرح، وكاد يطير فرحا، وكاد يخرج من جلده فرحا. ورأيته متهللالوجه، طلق المحيا، مشرق الجبين، متألق الغرة. وقد هش للامر، وبش، وابتسم، وبرق ثغره، وبرقت ثناياه، وبرقت أساريره، ولمعت صفحته، وتبين البشرفي وجهه، ولمع في غرته نور البشر، وأشرق في محياه صباح البشر، ولمع البشر في عينيه، وافترالسرور في وجهه، وتدفق السرور من وجهه، وانطلق وجهه بشرا.

وتقول في خلاف ذلك فقد ساءني ما كان من امر فلان، وغمني، وحزنني، وأحزنني، وشجاني، وشجنني، وأشجنني، وعز علي، وشق علي، وعظم علي، واشتد علي. وورد على فلان خبر كذا فحزن له، واغتم، وأسي، وشجي، وشجن، وترح، ووجد، وكمد، وكئب، واكتأب، واستاء، وابتأس، وجزع، وأسف، ولهف، والتهف، والتاعوالتعج، وارتمض، وأورثه الامر حزنا، وحزنا، وغما، وغمة، وأسى، وشجوا، وشجنا، وترحا، وترحة، ووجدا، وكمدا، وكأبة، وكآبة، وجزعا، وأسفا، ولهفا، وحسرة، وبثا، وكربا، وكربة. وأشعره مضا، وجوى، وحرقة، ولوعة، ولذعة، وغصة، وفجعة، وحزازة، ووجد له مسا أليما، ومضا موجعا، ولوعة مؤلمة. ورأيته يتفجع، ويتلهف، ويتحسر، ويتأسف، ويتوجد، ويتأوه، ويتضور. وقد تقطع حسرات، وتصدعزفرات، وتساقطت نفسه غما وأسفا، وتقطعت أحشاؤه حزنا ولهفا، وزفر زفرة كاد ينشق لها، وتنفس تنفسا ظننت أن ضلوعه تنقصف منه. وقد قرعت ساحته الأحزان، وقامت عنده قيامة الأحزان، وأخذه المقيم المقعد، وأخذه ما قرب وما بعد، وما قدم وما حدث، وأخذه حزن تنقض منه الجوانح، ووجد تنفطرله المرائر، وغم يذيب شحم الكلى، وهم يذيب لفائفالقلوب. ورأيته وقد تبين الأسى في وجهه، وتبين الكمد في وجهه، ورايته متهضما أي متكسرالوجه من الحزن، وقد أصبح ساهما، كاسفا، كئيبا، كمدا، كاسف الوجه، مكفأ الوجه، مطرق الطرف، خاشع الطرف، ناكس البصر، متطأطئ الهامة، قلق الخاطر، مشغول القلب، كاسف البال، مضطرب البال، مكروب النفس، محزون الصدر، ضيق الصدر، حرجالصدر، منقبض الصدر، لهيف القلب، وقيذ الجوانح. وقد كظمه الحزن، وأخذ بكظمه، وأغصه بريقه، وأشرقهبريقه، وأجرضه بريقه، وأشجاه بغصته، وأشرقه بدمعه، وخنقه بعبرته، ولاعقلبه، ولعج فؤاده، وأرمض جوانحه، وأصلى ضلوعه، واستوقد صدره، وضرم أنفاسه، ومزق أحشاءه، وفطر مرارته، وفت كبده، وأسخن عينه، وأطار نومه، وأرقجفنه، وأقض مضجعه، وأطال ليله. وقد ضافه الهم، وتضيفته الهموم، واستضافته، وتأوبته، وطرقت الهموم مضجعه، وضاف الهم وساده، وقد افترش الهم، وتوسد القلق، وبات رائد الوساد، قلق الوساد، وبات الهم ضجيعه، وبات الهم يناجيه، وباتت الهموم تنتجيفي صدره، وتتناجى في صدره، وان في صدره نجية قد أسهرته، وبات ليلة يساورالهموم، ويسامرالنجوم، وبات يتقلب على الجمر، ويتقلب على القتاد، وبات ليله على قرن أعفر، وبات يتجرع غصص الكرب، ويعالج برحاءالهموم، وقد شخص بالرجل على ما لم يسم فاعله إذا ورد عليه ما أقلقه، وتفارطته الهموم إذا كانت لا تزال تأتيه الحين بعد الحين، ورأيته وقد فاض عرقا إذا ظهر على جسمه عند الغم، وبات يجرض بريقه أي يبتلعه على هم وحزن بالجهد، ورأيته يقلب كفيه من الهم، وقد أصبح حيران يميد به شجوه، وظل نهاره متبلدا أي متلهفا يقلب كفيه ويصفق، وظل متلددا إذا تلفت يمينا وشمالا وتحير متبلدا. وقد احتضرهالهم، وخلجه، وخالجه، وتخالجته الهموم، وتنازعته الهموم، وجاشالهم في صدره، واعتلجتفي صدره الهموم، وجاشت في صدره غصص الهموم، وبات في صدره حزازمن الغم، وبات في قلبه جولان الهموم، وان به لكمدا باطنا، وحزنا مكتمنا، ورأيته واجما أي عبوسا مطرقا شديد الحزن، ورأيته مسبطا أي مدليا رأسه مسترخي البدن، ورأيته مشتركا، ومشترك الخواطر، إذا كان يحدث نفسه كالموسوس، وقد تقسمته الهموم، وتشعبته الغموم، وتوزعته الفكر، وأصبح متقسما، ومتقسم القلب، ومتوزع القلب، وقد هامفي أودية الأحزان، وأخذ في شعابالهموم، وتاه في بيداء الفكر، ورأيته مولها، ومدلها، إذا ذهب عقله من غلبة حزن ونحوه، وقد ولهه الحزن، ودلهه، وهو واله، وولهان، وامرأة واله، ووالهة، وولهى، إذا اشتد حزنها على ولدها.

ويقول المحزون وا أسفاه، ووالهفاه، ووالهفتاه، وواجزعاه، وواحر قلباه، وواحرباه، ووامصيبتاه، وياللمصيبة، ويا للفجيعة، ويا أسفي على فلان، ويا لهفي على فلان، ويا لهف نفسي عليه، ويا لهف أرضي وسمائي عليه.

وتقول نفستعن الرجل، ونفست كربته، وأزلت بثه، وفرجت من كربه، وجلوت عنه الهم، وجليته، وسليته من همه، وأسليته. وهذا امر قد أطلق نفسي من عقال الهم، ونضا عني شعار الغم، وأطفأ حر كبدي، وأذهب برحاءصدري، وقد سروتعني الهم، وسرى الهم عني، وانسرى، وانسلى، وتسلى، وانكشف، وانفرج. وقد سري عن فلان، وانجلى كربه، وانجلت غمرته، وتجلت وحشته، وانكشفت غمته، وانساغت غصته، وتفصى من الهم، وخلا من الهم، وخلا منه ذرعه، وأصاب نفسامن كربه، وفرجا من غمه. وفلان خلو من الهم، وهو خالي البال، خالي الذرع، واسع الذرع، واسع اللبب، واسع السرب، رخي اللبب، رخي البال، فارغ البال، فارغ القلب، فارغ الصدر من الهم. ويقال مر فلان ثاني عطفه أي رخي البال، وفلان قلبه أفرغ من فؤاد أم موسى. ويقال انت خلو من مصيبتي أي فارغ البال منها، وانت بمعزل عن همي، وبنجوة من بثي. وفي المثل ويل للشجي من الخلي أي ويل للمهموم من الفارغ. وتقول هون عليك، وخفض عليك، وسر عنك، وخفف من حزنك، وعزاءك يا هذا، وجمالك. وتقول سرى الله عنك، وبرحالله عنك، وفرج عنك، ورفه عنك، ونفس الله كربتك، وأزال بثك، وكشف عنك الغمة، وانه ليقبضني ما قبضك، ويبسطني ما بسطك، وأعزز علي أن أراك بحال سوء.

قبضك، ويبسطني ما بسطك، وأعزز علي أن أراك بحال سوء.

فصل في الضحك والبكاء

يقال ضحك الرجل، وتضحك، واستضحك، وتضاحك، وأضحكته، وضاحكته، وهو رجل ضحوك، وضحوك السن، إذا كان عادته الضحك، ورجل ضحاك، وضحكة بضم ففتح، إذا كان كثير الضحك، وهذا امر يضحك الجماد، ويضحك الثكلى. وكلمته فبسم، وابتسم، وتبسم، وافتر، وهو اقل الضحك وأحسنه، وهو باسم الثغر، وهو أغربسام، ونساء غر المباسم، وغر المضاحك وهي الثغور، وهو حسن الفرة بالكسر وهي الاسم من الافترار. ويقال أومضت المرأة إذا ابتسمت، وقد أومضت عن ثغر فضي، وثغر لؤلؤي، وافترت عن ثغر نضيد، وثغر شنيب، وعن ثناياكالدرر، وثنايا كالبرد، وعن مثل اللؤلؤ المنظوم، ومثل حب الغمام، ومثل الأقاحي، ومثل الجمان. وتقول حدثته بكذا فما تمالك أن ضحك، ولم يملك نفسه من الضحك، وضحك حتى استغرق في الضحك، واستغرب، وأغرب، واستغرب على ما لم يسم فاعله، وهزق، وأهزق، وزهزق، وأنزق، وأنفص، إذا بالغ فيه وأفرط، وانه لرجل هزق، ومهزاق، أي ضحاك خفيف غير رزين، وامرأة هزقة، ومهزاق كذلك، ورجل وامرأة منفاص أي كثير الضحك، وقد استغرب ضحكا، واستغرب عليه الضحك، وأمعن في الضحك، وأكثر منه، وأفرط فيه، وبالغ، ولج، وقد ذهب به الضحك كل مذهب، وأنجد في الضحك وأغار، وضحك حتى غلب، وحتى شهق، وقد ضحك ضحكا تشهاقا وهو من الوصف بالمصدر، وضحك حتى دمعت عيناه، وحتى أمسك صدره، وحتى لاذ بكشحيهأي استمسك بهما، وحتى استلقى على قفاه، وحتى فحص برجليه، وضحك حتى كاد يفتضح من الضحك، وضحكوا حتى قصد الضحك فيهم وجارأي ذهب كل مذهب. ويقال أهلس الرجل إذا ضحك في فتور، وأهلس في الضحك إذا أخفاه، وقد غت ضحكه إذا وضع يده او ثوبه على فيه ليخفيه. وأهنفت الجارية، وهانفت، وتهانفت، إذا ضحكت في فتور، وقد هانفت تربها، وهن يتهانفن. وأهنف الرجل ايضا، وتهانف، إذا ضحك في فتور كضحك المستهزئ، وكتكت إذا ضحك ضحكا دونا وهو دون القهقة، وقهقه في الضحك، وقرقر، وكركر، إذا بالغ فيه ورجع، وانتهز في الضحك إذا أفرط فيه وقبح. ويقال أكشف الرجل إذا ضحك فانقلت شفته حتى تبدو درادره، وجلق فاه إذا فتحه عند الضحك حتى يبدو أقصى الأضراس، وانه ليتجلق إذا كان يضحك كذلك، وهو رجل مجليق بالكسر، وقبح الله تلك الجلقة، والجلعة بالتحريك فيهما، أي المكشر. وقد ضحك بملء فيه، وبملء شدقيه، وضحك حتى أبدى ناجذيه، وحتى بدت نواجذه وهي أقصى الأضراس. ويقال ضحك حتى زجا أي انقطع ضحكه. وتقول كلمته فما أوضح بضاحكة، وما أبدى واضحة، أي ما ابتسم. ويقال في خلاف ذلك بكى الرجل بكاء، وبكى، وبكى بالتشديد، وقد بكى حبيبه، وبكى عليه، وبكى من الرزءوالألم، واستدمع، واستعبر، وأسبل عبرته، وأذرى دموعه، وأرسل عينيه. وقد بكيته على الفقيد تبكية ايضا إذا هيجته للبكاء، وبكيت فاستبكيته أي دعوته الى البكاء. وأبكيته إبكاء إذا فعلت به ما يبكي لأجله، وقد أريته عبر عينيه بالضم أي ما يكرهه فيبكي لأجله، وانه لينظر من هذا الامر الى عبر عينيه. وجاءه خبر كذا فدمعت عيناه، وذرفت آماقه، وسحت جفونه، وفاضت شؤونه، وسالت غروبه، وأسبلت عبرته، وأسبلت أرواق عينه، وأرخت عينه أرواقها، وسالت مذارف عينيه، واخضلت مسارب عينيه، ودرت حوالب عينيه، وأريقت عينه دمعا. وقد وكفتدموعه، وتقاطرت، وتناثرت، وتساقطت، وترششت، وارفضت، وتحدرت، وتصببت، وسفحت، وسحت، وانسكبت، وانسجمت، وهطلت، وهتنت، وهمت، وهمعت، وهملت، وانهملت، وانهمرت، وانهلت، واستهلت. ورأيته وقد تساتلتدموعه، واستبقت عبراته، وانهلت بوادردمعه، ولم يملك سوابق عبرته. وهذا خطب يستوكف الدموع، ويستذرف الجفون، ويستدر الشؤون، ويستقطر المآقي، ويستمطر شآبيبالعيون. وجاء فلان وهو عبر، وعبران، أي حزين باك، وهي عبرة، وعبرى، وهو ذو عين عبرى، وذو مقلة شكرى، وعبرة تترى، وذو دمع مدرار، ودمع هتون، ودمع سفوح، ودمع سرب. وانه لرجل هرع أي سريع البكاء، وانه لذو عين دمعة، وعين دموع، أي سريعة الدمع، وذو عين ممراح أي سريعة البكاء غزيرة الدمع، وقد مرحت عينه بالدمع إذا اشتد سيلانها، وشريت عينه بالدمع إذا لجت وتابعت الهملان، ولم أر أمرح منه عينا، ولا أغزر دمعا. وقد لج في الاستعبار، واسترسل في البكاء، واستسلمللعبرة، واستخرط في البكاء إذا لج فيه واشتد بكاؤه، وجاء وعيناه تدمعان بأربعة إذا جاء باكيا اشد البكاء أي تسيلان بأربعة آماق، وقد بكى أحر بكاء، وأشد بكاء، وبكى حتى أخضللحيته، وبل نحره، وبكى حتى أخضل الثوب دمعه، وحتى خنقته العبرة، وحتى شرقبماء دمعه، وشرقت عينه بمائها، وانه ليبكي بدمع الغمام، وبدمع المزن، وبدمع الخنساء، ورأيته ودموعه تتساقط تساقط الطل، وتنهل انهلال القطر، وقد انحل عقد دموعه، وتساتلتعقود دمعه، وتناثرت لآلئ جفنه. ورأيته وبوجهه دماع بالضم وهو أثر الدمع، ورأيته شاحبالوجه من البكاء، وقد تقرحت أجفانه من البكاء، وسالت عبرته دما.

ويقال نحب الرجل، وانتحب، وأعول إعوالا، ورن، وأرن، إذا رفع صوته بالبكاء، وله عويل، وعولة، ورنة، ورنين، وقد أعول على فلان، وأخذه الزويل والعويل أي الحركة والبكاء. ونشج الباكي إذا غص بالبكاء في حلقه فردد صوته في صدره ولم يخرجه، وقد سمعت نشيجه. وأخذته المأقة بالتحريك وهي شبه فواقيأخذ الانسان عند البكاء والنشيج. والمأقة أيضا، والمأق، ما يأخذ الصبي بعد البكاء، وقد مئق بالكسر، وامتأق، وهو مئق، وأباتته أمه مئقا أي باكيا. ويقال رغا الصبي رغاء بالضم وهو اشد ما يكون من بكائه. وبكى حتى فحم بكسر الحاء وفتحها، وفحم، وأفحم على المجهول فيهما، أي انقطع نفسه، وقد أفحمه البكاء.

ويقال أجهش الرجل إذا تهيا للبكاء. وبضع الدمع في عينه إذا صار في الشفرولم يفض. وترقرق الدمع في عينه إذا دار في الحملاق، وقد انهلتعينه برقراقها وهو ما ترقرق فيها من الدمع. وتغرغرت عيناه إذا تردد فيهما الدمع. واغرورقت عيناه بالدموع إذا امتلأتا ولم تفيضا، وقد اغرورقت مآقيه، واغرورقت مدامعه وهي المآقي. وتقول غيض الرجل دمعه، ومن دمعه، إذا حبسه عن الجري، وقد غاض دمعه إذا احتبس ووقف، ورقأ دمعه إذا انقطع، ولفلان دمعة لا ترقأ. وكفكف دمعه ونهنهه، إذا مسحه وكفه مرة بعد أخرى. ونكف دمعه، ونأى دمعه، إذا نحاه عن خده بإصبعه. ويقال بكى حتى أقفت عينه أي انقطع دمعها وارتفع سوادها. وقد زرم دمعه أي انقطع، وانه لزرم الدمع. وقلص دمعه أي ذهب وارتفع يقال قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة. ونزفت عبرته أي فنيت، وأنزفها هو إنزافا. ويقال رجل جامد العين، وجمود العين، إذا كان قليل الدمع، وانه لذو عين جمود، وقد جمدت عينه حتى ما تبض أي ما تدمع. وظل فلان معسقفا إذا هم بالبكاء فلم يقدر عليه، وقد خانته دموعه، وبخلت عينه بالدمع، وشحتبالدمع.

فصل في الصبر والجزع

يقال فلان صابر للأمور، وصبور، وصبار، وقد صبر على المكروه، وصبر عن المحبوب، وصبر نفسه، وتصبر، واصطبر. وانه لفسيح رقعة الصبر، واسع فناءالصدر، متين عرى الجلد، وقد تلقى الأمر برحبصدره، وثبات جنانه، واحتمله بطول أناته، وسعة ذرعه، ونزل هذا الأمر منه في بال واسع، وخلق وادع، ولبب رخي، وذرع فسيح. ويقال عرف للخطب، واعترف له، أي صبر عليه، وهو ذو عرف بالضم والكسر، وهو عارف، وعروف، وعروفة، ونفس عارفة، وعروف. وتقول حمل فلان على كذا فاحتمله، وتحمله، وطوقه فأطاقه، وانه لرجل حمول للنائبات، ومضطلع بالشدائد، مقرنلخطوب الدهر، جلدعلى مض النوازل. وقد لاذبالصبر، ووطن نفسه على الصبر، وضرب على هذا الامر أطنابصبره، وتلقاه بجنة صبره، وصبر فيه على تجرع الغصص، وتجلد على مضض المحن، ورد نفسه على مكروهها، وصبر على شيء أمر من الصبر. ويقال أصابه كذا فعض على ناجذيهأي صبر على ما نابه، وقد ربط للأمر جأشا إذا صبر نفسه عليه وحبسها، ومازال في أمره ذاك رابط الجأش، وربيط الجأش، وانه لرجل صلب العود، صلب المعجم، لا تروعه النوائب، ولا تنال من صبره الملمات، ولا يلين جنبه لحادث، ولا يتضعضعلريب الدهر. ولم أجد أصبر منه على خطب، ولا أقوى جلدا على محنة، ولا أثبت جأشا عند نازلة، وكأنما هو في الشدائد صخرة واد، وكأنه طودمن الأطواد. ويقال للرجل إذا نعت بالصبر على المصائب ما تبض عينه أي ما تدمع. وانما كانت وقرة في صخرة والضمير للمصيبة أي لم تؤثر فيه الا كما تؤثر الهزمة في الصخر. وغشيها مر كذا فتماسك، وتمالك، وليس لفلان ملاك بالفتح إذا كان لا يملك نفسه، وانا أملك من نفسي ما لا يملك سواي. ويقال عزي الرجل بالكسر عزاء بالفتح والمد وهو حسن الصبر عما فقدته، ورجل عزي صبور إذا كان حسن العزاء على المصائب. وقد ربط الله على قلبه أي صبره. ورأيته صابرا محتسبا إذا اعتد له بالصبر أجرا عند الله، وقد سلم أمره الى الله، وفوض أمره الى الله، ووكلأمره الى الله، وصبر على ما نزل به صبرا جميلا، وتجمل في مصيبته، يقال إذا أصابتك نائبة فتجمل. وعزيته عن كذا إذا أمرته بالعزاء والصبر، وتعزى هو، وأسيته في مصيبته إذا ذكرت له من ابتلي بمثلها فصبر، تقول لك في فلان أسوة بالضم والكسر أي قدوة، وقد ضربت له الأسى بالوجهين وهي جمع أسوة، وتأسى الرجل، وائتسى بفلان، أي اقتدى به في المصيبة ورضي لنفسه ما رضيه. وتقول للرجل تعزيه جمالك يا هذا بالفتح أي تجمل وتصبر والنصب على المصدر او على الإغراء، وخفض عليك أي هون على نفسك ولا تجزع، وعليك بالصبر، ولذ بالصبر، واعتصم بالصبر، واستعن بالصبر على ما نابك، وألهمك الله الصبر، وأحسن الله عزاءك، وأجمل الله صبرك، وأجزل أجرك. وتقول عند المصيبة صبر جميل، ولا حولولا وقوة الا بالله، وإنا لله وانا اليه راجعون، واللهم ألهمنا الصبر، وأوزعنا الصبر، وربنا أفرغعلينا صبرا.

ويقال في ضده جزع الرجل، وهلع، وهو اشد الجزع وأفحشه، وهو رجل جزوع، وهلوع، وبه جزع، وهلع، وهلوع، وبه هلاع شديد. وقد نزلت به نازلة فارفض لها صبره، وانحلت عقدة صبره، وانتقضت مرة صبره، وانفصمت عرى صبره، وانفتقت بنائق صبره، وانهار جرف اصطباره، وتقوضت دعائم اصطباره، وتداعت حصون صبره، ودكت أسوار صبره، ومزقت كتائب صبره. ورهقه من الامر ما عيل به صبره، وضاق به ذرعه، وضاق عنه طوقه، وعجز عنه وسعه، وعجزت منته عن احتماله، ووهن به صبره، ووهى جلده، ورق جلده، ووهى جأشه، وخار اصطباره، وضعف احتماله، ونفد صبره، ونزف صبره، ونضب معين اصطباره. وقد خانه الصبر، وأسلمه الجلد، وبات رهين البلابل، ونجي الوساوس، وقد استسلم للوجد، واستكان للعبرة، وأخلد الى الشجون، وبات لا يملك دمعه، ولا يملك قلبه، ولا يتمالك من الوجد، ولا يتماسك من الكرب، ولا يتقار من الجزع، ورأيته قائماً على رجل، وقد ضاقت به المذاهب، وضاقت عليه المسالك، وضاقت عليه الارض برحبها، وأمسى من الكرب في أضيق من كفة حابل، وأضيق من سم الخياط، وأضيق من بياض الميم. ورأيته حائر الطرف، مدله العقل، ذاهب القلب، مستطار الفؤاد، مزدهف اللب، وقد هفا فؤاده جزعا، وطار قلبه شعاعا، وذهبت نفسه شعاعا، وتساقطت نفسه حسرة، وكادت تزهق نفسه من الهلع، وكاد يقضى عليه من الغم. وقد شخص بالرجل على ما لم يسم فاعله أي ورد عليه ما أقلقه، وورد عليه من الخطب ما هاله، وتعاظمه، وكبر عليه، وناء به، وأرهقه، وغلبه على الصبر، وغلبه على العزاء، ومنعه القرار، وسلبه السكينة، ومني منه بغصة لا تساغ، وغصة لا تحار. وهذا امر يعز الصبر عليه، ويعوز الصبر عليه، ويشتد الصبر عليه، وأمر لا يستطاع الصبر عليه، ولا يتسع له نطاق الصبر، وأمر يقبح في مثله الصبر الجميل.

فصل في الخوف والأمن

يقال خاف الرجل، وفزع، وخشي، ووجل، وفرق، ورهب، ووهل، وارتاع، وارتعب، وانذعر، وقد ريع من الأمر، ورعب، وذعر، وهيل، وزئد، واستطير. وهو رجل فروق، وفروقة، وترعابة، أي شديد الخوف، وانه لرجل لاع أي يفزعه ادنى شيء. وقد راعه الامر، وروعه، ورعبه، وأرهبه، وذعره، وهاله، وزأده. وخوفته الأمر، ومن الأمر، وأخفته، وفزعته، وأفزعته، وهولت عليه بكذا أي خوفته، وهولت الأمر عنده أي جعلته هائلا. واستهال الأمر، واستهوله، وتخوفه، وتخوف منه، وتفزع منه، وتروع منه، وتخشاه، وتوجسمنه خوفا، وأوجس في نفسه خيفة، وأضمر مخافة، واستشعر خشية، وخشاة، وفزعا، ووجلا، وفرقا، ورهبة، ورهبا، ورهبا، وروعا، ورواعا، ورعبا، وذعرا، وزؤودا، وقد لقي منه هولا هائلا، ونالته عنه روعة شديدة، وفزعة شديدة، ووهلة شديدة. وخاض فلان هول الليل، وهول البحر، وأهواله، وتهاويله، وانه لخواض أهوال. وهذا خوف يشيب الرؤوس، ويبيض له رأس الوليد، وهول يروع الأسود، ويذيب قلب الجماد، وتميدله الجبال فرقا، وقد انخلعت له القلوب، واضطربت الحواس، واقشعرت الجلود، وأرعشت الأيدي، ورجفت القوائم، واصطكت الركب، وتزلزلت الأقدام، وبلغت القلوب الحناجر. وسمع فلان هيعة العدو فارتعدت فرائصه، وأرعدت خصائله، وأرعشت مفاصله، وانتفخ سحره، وانتفخت مساحره، ونزل الرعب في قلبه، وملئ صدره رعبا، وبات الخوف ملء ضلوعه، وأخذه الرعب بأفكله، وبات ما يستقر جنانهمن الفزع، وقد استفزفرقا، وزيل زويله، وزيل زواله، وزف رأله، وخود رأله، وطارت نفسه شعاعا، وذهبت نفسه لماعا، وخانه قلبه، ووجفقلبه، ووجب قلبه، ورجف قلبه، وخفق فؤاده، واستطير فؤاده من الذعر، ونزا قلبهمن الخوف، وما زال قلبه يقوم ويقعد، وكاد قلبه يخرج من صدره، وكاد ينشق صدره من الرعب، وكادت تتزايل أعضاؤه من الفرق، وقد هتك الخوف قميص قلبه، وهتك حجاب قلبه، وانماثقلبه كما ينماث الملح في الماء. وطلع عليه السبعفقفشعره، واقشعر بدنه، وامتقع لونه، وابتقع، وانتقع، والتقع، والتمع، والتمئ، واستفع، وابتسر، وانتشف، وانتسف بالبناء للمجهول فيهن، إذا تغير واصفر، وقد ردع الرجل، وأسهب البناء للمجهول ايضا، إذا تغير لونه من فزع ونحوه، وجاء وليس في وجهه دم، وليس في وجهه رائحة دم من الفرق، وجاءنا متهدج الصوت أي منقطعه في ارتعاش، وغرق الصوت بفتح فكسر أي منقطعة من الذعر، وقد اعتقللسانه، وتلجلج منطقه، وتقعقع حنكاه، وقفقفت أسنانه، وتقفقفت، وتقرقفت، واصطكت، وعقل الرعب يديه، وخانته رجلاه، وأسلمته رجلاه، وأسلمته قوائمه، وتخاذلت رجلاه من الفرق، وأصبح لا تحمله رجلاه، ولا تقله رجلاه، ولا تتبعه رجلاه، وقام يجر رجله فرقا. ورأيته وقد دهش من الخوف، وبرق، وخرق بالكسر فيهن، إذا بهت وشخص ببصره وأقام لا يطرف، وعقر بالكسر أيضا إذا فجئه الروع فدهش فلم يقدر ان يتقدم او يتأخر، وقد عقر حتى خرالى الأرض، وحتى لم يقدر على الكلام. ويقال خرق الظبي ايضا، وعقر، إذا دهش من الخوف فلصق بالارض ولم يقدر على النهوض، وكذلك الطائر إذا لم يقدر على الطيران جزعا. واهتلكت القطاة من خوف البازي إذا رمت بنفسها في المهالك. ويقال أشفق من كذا إشفاقا وهو الخوف مع حرص ورقة قلب، وقد أشفقت على فلان أن يصيبه سوء. وحذر الأمر، ومن الأمر، وحاذر، واحتذر، وتحذره، إذا خافه وتحرز منه، وانا أحذر على فلان من كذا، وقد حذرته الأمر، وأنا حذيرك من فلان. وألاح من الشيء إلاحة، وأشاح منه، وشايح، إذا أشفق منه وحاذر، وقيل الإشاحة والمشايحة الحذر من الجد يقال فر فلان مشيحا من العدو. وهابه هيبة ومهابة وهو الخوف مع الإجلال، وأمر مهيب، وسلطان مهيب، ومهيب الجانب، وقد هيبت اليه الشيء إذا جعلته مهيبا عنده، وتهيبه هو. والهيبة ايضا والمهابة التقية من كل شيء، وفلان يهاب الأمور، ويتهيبها، إذا كان قليل الإقدام عليها، وهو رجل هيوب، وهياب، وهيابة، وهيبان بتشديد الياء مفتوحة، أي جبان يهاب كل شيء. وتقول توجست الشيء والصوت إذا سمعته وانت خائف. وهيل السكران بكسر أوله إذا رأى تهاويل في سكره ففزع لها. وزعق الرجل بالكسر، وزعق على ما لم يسم فاعله، وانزعق، إذا خاف بالليل، وهو زعق بفتح فكسر، وقد زعقه الشيء إذا أفزعه. ويقال ضغب الرجل إذا اختبأ في خمرونحوه ففزع الإنسان بمثل صوت السبع، وقد ضغبت لفلان بموضع كذا إذا فعلت ذلك. وفزعت الصبي بهولة بالضم وهي ما يفزع به من الصور الهائلة. والهولة ايضا كل ما هالك، وكذلك المفزعة بالفتح، ويقال للقبيح الصورة ما هولة من الهول وقد تقدم في موضعه.

ويقال في خلاف ذلك فلان آمن البال، آمن السرب، مطمئن القلب، وادعالنفس، ساكن الجأش، هادئ البال، وهو في أمن، وأمان، وأمنة بالتحريك، ودعة، ومودوع، وسكينة، وطمأنينة، وهو في مأمنمن كذا، وفي كنمن المخاوف، وهو في دار الأمان، وفي حمى أمين. وقد أمن الرجل، وسكن، واطمأن، وبلغ مأمنه، وزالت مخافته، وسكن جأشه، وسكن روعه، وأفرخ روعه، وقرباله، وهدأت ضلوعه، وثابتاليه نفسه، وارفضتعنه المخاوف، وأصبح آمنا في سربه. وطمأنته أنا، وسكنت منه، وسكنت روعه، وطأمنت من روعه، وطأمنت جأشه، وخفضت جأشه، وفثأت جأشه، وأذهبت خيفته، وأزلت حذاره، وآمنت روعته، وسروتروعته، وحللت عقدة الخوف عن قلبه. وتقول للخائف سكن روعك، وخفض عليك جأشك، ولا ترع، ولا بأس عليك. وهذا أمر لا تقية فيه، ولا خوف منه، ولا محذور فيه، ولا خطر منه، ولا تبعة فيه عليك، وليس فيه ما يتقى، ولا ما تخشى عواقبه، وليس فيه عليك كمين سوء، وهو امر سليم العواقب، مأمون الغوائل. وهذا أمر لا أشغل به بالي، ولا أوجسمنه شرا، ولا يهجسفي صدري منه سوء، ولا يجري له في خلدي، ولا يتمثل منه في قلبي للروع خيال. ويقول من كلف أمرا يخشى تبعته أفعل كذا ولي الأمان، وأقول كذا وانا آمن، وهو استفهام ومعناه طلب الأمان، وقد استأمن فلانا إذا طلب منه الأمان، واستأمن اليه إذا دخل في أمانه، وقد آمنه على نفسه، وأمنه على نفسه، وواثقه على الأمان، وأعطاه عهد الأمان، وضمن له من نفسه الأمان. وتقول وجدت القوم غارين أي آمنين، وهم في عيش غرير، وعيش أبله، وهو الذي لا يفزع أهله، وقد أناخوافي ظل الأمان، ونزلوا أكنافالدعة، واستذروابظل السكينة، وورفت عليهم ظلال الأمن، وضرب الأمن عليهم سرادقه، وضرب الأمن فيهم أطنابه. وفلان مقيم تحت سماء الأمن، متقلب على مهاد الدعة، وقد نفي عنه الحذر، وسالمته المخاوف، وهادنته الحوادث، ونامت عنه عيون الطوارق، وصرفت عنه لحظات الغير، وغض عنه بصر العدو والحاسد.

فصل في الحياء والوقاحة

يقال حييت من فلان، وحييت من الأمر، واستحييت منه، واستحيت بياء واحدة، وهذا امر يستحيا منه، ويستحى، واني لأستحي فلانا، وأستحيه، يعدى بنفسه وبالحرف، وقد حشمت منه، واحتشمت، وتحشمت، وقال لي كذا فحشمني، وأحشمني، وقد انقبضت منه حياء، وانزويتحياء. وفلان رجل حيي، وحشيم، وانه لحيي الوجه، ورقيق الوجه، وحيي الطبع، وهو أحيا من الهدي، وأحيا من كعاب، وأحيا من عذراء، ومن مخدرة، ومن مخبأة. وتقول قنيت حيائي بالكسر أي لزمته، قنيانا بالضم، وقد لبست عطافالحياء، وارتديت برداء الحشمة، واني ليقنيني الحياء أن افعل كذا أي يكفني ويعظني، وهذا امر يقبضني عنه الحياء، ويصدني عنه الحياء، ويزعنيعنه وازع الحشمة، وقد انقدعت عن الشيء أي استحييت منه. ويقال طنئ الرجل إذا كان في صدره شيء يستحي أن يخرجه. وتقول فلان يتصحب منا أي يستحيي، وقد تصحب من مجالستنا. ويقال للرجل إذا كان مستحييا ولم يكن بالمنبسط في الظهور ما انت بمنجرد السلك. وقد تزايل الرجل إذا احتشم وانقبض، وانه ليتزايل عن فلان إذا انقبض منه ولم يجترئ عليه، وجلست فلانة الينا متزايلة إذا انقبضت وسترت وجهها. ويقال امرأة خفرة، ومخفار، وبها خفر بفتحتين، إذا كانت شديدة الحياء، وقد خفرت بالكسر، وتخفرت. وامرأة قدعة بفتح فكسر، وقدوع، أي كثيرة الحياء قليلة الكلام. وامرأة خريدة، وخريد، وخرود، إذا كانت حيية طويلة السكوت خافضة الصوت، وقد خردت بالكسر، وتخردت، وانها لذات صوت خريد أي لين عليه أثر الحياء. ويقال خجل الرجل بالكسر خجلا إذا بهت من الحياء، وهو خجل بفتح فكسر، وأخجله ذلك الأمر، وخجله تخجيلا، وأخجلته انا، وخجلته، وقد أدركته من ذلك خجله بالفتح. وكلمته فتضرجخداه من الخجل، وتورد خداه خجلا، وصبغ الحياء وجهه، وبرقعه الخجل، وقنعه الخجل، وعلت وجهه حمرة الخجل، وقد شرق لونه بالكسر إذا احمر من الخجل، وفلان يدميه اللحظ، ويجرح خديه اللحظ. ورأيته وقد ارفض عرقا، وندي وجهه عرقا، ورشح جبينه عرقا، وجرى على وجهه عرق الحياء، وأعرض وهو ندي الوجه، وندي الجبين، وذهب وهو يمسح جبين الخجل. وعاتبته على ما كان منه فازورخجلا، وأشاحبوجهه خجلا، وستر وجهه خجلا، وأطرق رأسهمن الخجل، ونكس بصره، وكسر من طرفه، وقد لف الحياء رأسه، وغض الخجل طرفه، واعتقللسانه من الخجل، وقطعه الحياء عن الكلام، وكاد يذوب من الحياء، ويسوخمن الخجل، وخجل حتى تمنى لو ساخت به الارض، ومر وهو يعثر في ثوبه من الخجل. ويقال خزي الرجل خزاية بالفتح، وتشور، إذا اشتد حياؤه لأمر قبيح صدر منه، وهو خزيان، وهي خزيا، واصابته خزية، وشورة، وهي الخصلة يستحيا منها، وقد وأب من ذلك الامر إبة كعدة، واتأب بالتشديد، أي خزي واستحيا، والاسم التؤبة مثال همزة، والموئبة بفتح الميم، وهي المخزيات، والموئبات بالضم، لكل فعلة يخزى صاحبها، وقد أخزاه ذلك الأمر إذا أورثه خزاية، وقلت له كذا فأخزيته أي أخجلته. ويقال أوأبته إذا فعلت به فعلا يستحيا منه، وكذلك شورته، وشورت به. ويقال جاء فلان بالمنديات أي المخزيات، ورماه بالمنديات إذا عيره بما يخجل منه. ويقال فلان شجاع القلب جبان الوجه أي حيي. ويقال في ضد ذلك هو وقح، ووقاح بالفتح والتخفيف، وهي وقحة، ووقاح، وان به وقاحة، وقحة مثال عدة، وقد وقح بالضم، واتقح، وتوقح، وتواقح على فلان، وهو أوقح من ذئب، وأوقح من بغي. وانه لوقح الوجه، ووقاح الوجه، صفيقالوجه، صلب الوجه، صخر الوجه، صلب الجبين، قليل الحياء، قليل ماء الوجه، ناضبماء الوجه، وانه لا يندى له جبين، ولا تعمل فيه المنديات، ولا تغض طرفه المخازي، وان له وجها أصلب من الليط، وأصلب من الصخر، وأصلب من صم الصفا. وتقول نبذفلان الحياء، وخلع الحياء، وأسقط الحياء، وخلع عذارالحياء، ونضبمن وجهه ماء الحياء، وأبرز صفحة الوقاحة، وأقلع عن مذاهب الحشمة، وألقى عنه شعارالحشمة، وخلع جلباب الحياء، وأماطقناع الحياء، وألقى عن وجهه برقع الحياء، وخلع ربقهالحشمة، وهتك ستر الحشمة، وخرق حجاب الحشمة. ويقال قلب فلان مجنة إذا أسقط الحياء. وفلان رجل متهتك، ومستهتك، أي لا يبالي ان يهتك ستره. ورجل مستهتر بصيغة المفعول أي لا يبالي ما قيل فيه ولا ما قيل له. وقلت له قولا فما ألاح منه أي ما استحى. وانه لرجل أبل أي لا يستحي. وهو رجل ذرب اللسان أي فاحش لا يبالي ما يقول. وقال لنا كلمة تملأ الفم أي عظيمة شنيعة لا يجوز ان تحكى. وقد فعل ذلك غير متئب أي غير مستحي، يقال اتئب يا هذا. وفلان ما يتصحب من شيء أي ما يتوقى وما يستحي، وذكر هذان قريبا. ويقال جلعت المرأة بالكسر، وجالعت، إذا قل حياؤها وتكلمت بالفحش، وهي جلعة، وجالعة، ومجالع، وكذلك الرجل، والمجعة من النساء مثل الجلعة، وفيها مجاعة بالفتح. وتجالع الرجلان، وتماجعا، وترافثا، إذا تماجنا وتجاوبا بالفحش. ويقال رجل نبر بالفتح أي قليل الحياء ينبرالناس بلسانه.

وتقول فيما بين ذلك انبسط الرجل إذا ترك الاحتشام، وقد حل حبوته، ونقض حبوته، وحل عقد التحفظ، ونزع ملابس التحرز، وأرسل نفسه على سجيتها. وقد تذيل في كلامه، وتبسط فيه، وتسرح، إذا أفاض فيه غير محتشم. وجلس الي فلان منقبضا فباسطته، وبسطت منه، وبسطت من انقباضه، وأزلت احتشامه، وسروتعنه رداء الحشمة، وأمطتعنه برقع الخجل، وأزلت عنه كلف الاحتشام، وحططت عنه مؤونة الاحتشام. ويقال جاءنا فلان مدلا أي منبسطا، وقد أدل على فلان، وتدلل عليه، وله عليه دالة وهي شبه الجرأة تدل بها على صاحبك. وفلان يتسحب على إخوانه أي يتدلل. ويقال امرأة برزة إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب تجلس للناس وتحدثهم. وغلام بزيع أي خفيف ظريف يتكلم ولا يتسحيي، وقد بزع الغلام، وتبزع، وفيه بزاعة بالفتح.

فصل في الرقة والقسوة

يقال رق له، ورثى له، وأروى له، وشفق عليه، وأشفق عليه، ورحمه، ورئف به، وحن عليه، وحنا عليه، وعطف عليه، وحدب عليه، وأشرف عليه، وأشبل عليه، ولان له، ولطف به، ورفق به. وقد رق له قلبه، ورقت له كبده، ولان له فؤاده، وحنت عليه أضلاعه، ورقت له بنات ألببه، وأقبل عليه بلبه، وألقى عليه رخمته، ورفرف عليه بجناحه، وخفض له جناح رحمته، وبسط عليه جناح رحمته، وألان له أعطافرحمته، وأوسع له كنفرحمته، وأواه ظل رحمته، ووطأله مهاد رأفته، وهب عليه نسيم رحمته، وخشع له بصره من الرحمة. وأدركته عليه رقة، وشفقة، وحنو، وحنان، وحدب، وعطف، ورأفة، ورحمة، ومرحمة، ومأوية، ومرثبه بالتخفيف فيهما. وهو رجل رؤوف، عطوف، رحيم، حنان، حدب، لطيف، شفيق، رفيق، رقيق القلب، رقيق الكبد. وقد استرحمته، واستعطفته، واستأويته، وعطفته على فلان، وأرققته عليه، ورققته عليه، ورققت عليه، ورققت قلبه عليه. ويقول المسترحم رحماك بالضم، وحنانك، وهنانيك بالتثنية أي حنانا بعد حنان، ورفقاً بي، وعطفاً علي، ومأوية، ومرحمة. وتقول هذه حالة يرثى لها، ويؤوى لها، وانها لحالة تتوجع لها القلوب رقة، وتنفطر لها القلوب رحمة، وتسيل لها العيون رأفة، وحالة ترق لها الاكباد الغليظة، وتلين لها القلوب القاسية، ويتصدع لها فؤاد الجلمود، ويبكي لها الحجر الأصم. ويقال أبقى الامير على الجاني، وأرعى عليه، إذا استوجب القتل فرحمه وعفا عنه، والاسم البقيا، والرعيا، والبقوى، والرعوى، تضم مع الياء وتفتح مع الواو، يقال أنشدك الله والبقيا أي أسألك بالله ان تبقي علي، ويقال لا أبقى الله علي ان أبقيت عليك. وتقول قد عطفتني على فلان عواطف الرحم، وعطفتني عليه أواصرالقرابة، وقد تحركت له رحمي، وأطتله رحمي، ورقت له رحمي، وحنت عليه رحمي. ويقال مع فلان حيطة لك بالكسر أي تحنن وتعطف، وفلان أحنى الناس ضلوعا عليك، وهو لك كالوالد الحدب، وانه لأحنى عليك من الوالدة، وانه ليحنو عليك حنو الوالدات على الفطيم. ويقال رفرف الرجل على ولده إذا تحنى عليه، وحنت المرأة على ولدها، وأشبلت عليهم، وحدبت عليهم، وتحدبت، إذا اقامت عليهم بعد زوجها ولم تتزوج، وهي أم حانية، وأم مشبل، وأم عطوف. وقد تحركت حوبتها على ولدها وهي رقة الأم خاصة، وانها لتتحوب عليه أي تتوجع رقة، وقد ألقت عليه رخمها بالتحريك، ورخمتها، أي عطفها ورقتها. ويقال ظأرت المرضع إذا عطفت على غير ولدها وأرضعته، وظأرتها انا أيضا يتعدى ولا يتعدى، وهي ظئر بالكسر، وهن أظآر، وظؤار بالضم وهو من الجموع النادرة، وقد اظأر فلان لولده بتشديد الظآء أي اتخذ له ظئرا ويقال في خلاف ذلك هو قاسي القلب، غليظ الكبد، جافي الطبع، خشن الجانب، فظ الاخلاق، وفيه قسوة، وقساوة، وغلظة، وجفآء، وخشونة، وفظاظة وقد قسا قلبه على فلان وحجبه عن رحمته، وطوى عنه ضلوعه، وأعرض عنه ببنات ألببه، وقبض عنه جناح رحمته، وثنى عنه عطف رحمته، وقد ولى استعطافه أذنا صماء، وجعل في أذنه وقراعن استرحامه، وأرسل على تضرعه حجاب سمعه، وولى استعطافه صفحة إعراضه. وقد استرحم منه غير راحم، واشتكى الى غير مشك، واشتكى الى غير مصمت، وانما هو كالمستجير بعمرو، وكالمستجير من الرمضاءبالنار. وفي المثل ان جرجر العودفزده ثقلا، وان ضج العود فزده وقرا، وان أعيا العود فزده نوطا. وتقول لفلان قلب لا يعرف اللين، ولا تلجهرحمة، ولا عهد له بالرقة، وانه لذو قلب جبار أي لا تدخله الرحمة، وان له قلبا أقسى من الحديد، وأقسى من الصوان، وأصلب من الجلمود، وانه لأغلظ كبدا من الإبل. وتقول فلان ما تأصرني عليه آصرة، وما تثنيني عليه آصرة، وما تعطفني عليه عاطفة رحم، ولا تأخذني به رأفة، وليس له في قلبي موضع مرحمة. ويقال عنف به بالضم، وعنف عليه، وهو خلاف رفق به، ورجل عنيف، وفيه عنف بالضم وبضمتين، وقد شد وطأته على فلان، وشددها، إذا أخذه أخذا عنيفا، وقد أخذه أخذ عزيز قادر، وهو رجل شديد الوطأة، وثقيل الوطأة.

فصل في الحب والبغض

يقال أحببت فلانا، ووددته، وومقته، وأعززته، وصادقته، وواليته، وخاللته، وآخيته، وصافيته، وخالصته. وقد صادقته الود، وصافيته الود، وخالصته الود، وماحضتهالود، وأصفيته مودتي، ومحضته مودتي، وأمحضته مودتي، وأخلصت له ولائي، وصدقته إخائي، وخصصته بمودتي، واختصصته بمقتي. وان له موضعا من نفسي، وله مكانا من قلبي، وقد أشربت محبته، وصغوتاليه بودي، وآثرتهبإعزازي، واني لأحبه حبا صردا أي خالصا، وله عندي ود مصفقأي صاف، وله عندي ذمة لا تضاع، وعهد لا يخفر، وموثق لا ينقض. وهو حبيبي، وصديقي، وعزيزي، وخليلي، وأثيري، وصفيي، وأخي، ووليي، وحميمي، وخلصي، وخالصتي، وخلصاني، وسكني. وهو قرة عيني، ومنية نفسي، ومحل أنسي، وهو صفيي من بين إخواني، وهو من خاصة خلاني، وهو أخص إخواني، وأقربهم مودة الى قلبي. والقوم خلصائي وخلصاني، وهم أهل مودتي، واهل ولائي، وانهم لإخوان صدق، وإخوان وفاء، وانهم لمن أحب الناس الي، ومن أعزهم علي، وأكرمهم علي. وتقول قد تصادق الرجلان وتساهما الوفاء، وتقاسما الصفاء، وهما متصافيان على المحبوب والمكروه، وقد تقلبت مع فلان في الشدة والخفض، وشاطرته صرعي الرخاء والجهد، وهو الصديق لا يذم عهده، ولا يتهم وده، ولا يهنعقده، ولا يخشى غدره. وبيني وبين فلان موثق، وميثاق، وعهد، وذمة، وذمام، وولاء، وبيني وبينه حبل محصف، وقد رسخت بيننا قواعد المودة، وتوثقت عرى المصافاة، واستحصفت أسباب الولاء، واستحصدت مرائر الحب، وأمر حبل الإخاء، وتأكدت عقدة الإخلاص. وتقول فلان متحبب الى الناس، ومتودد اليهم، وقد أوتي محاب القلوب، واجتمعت القلوب على محبته، واتفقت على ولائه. وان فلانا ليحببه الي كرم شمائله، وأحبب الي به، وحبذا هو من رجل. وتقول خطبت ود فلان إذا سألته المصافقة على الوداد. وأرى لك صورة الى فلان أي ميلة اليه بالود.

ويقال في خلاف ذلك هو يبغض فلانا، ويقليه، ويقلاه، ويشنأه، ويمقته، ويكرهه. وبين الرجلين بغض، وبغضة، وبغضاء، وقلى، ومقلية، وشناءة، وشنآن، ومشنوءة، ومقت، وكراهة، وكراهية، ومكرهة. وقد باغضه، وماقته، وعاداه، وناوأه، ونبذمودته، وصدفعنه بوده، ونباعنه بوده، وانصرف عنه بولائه، ونزع يده من يده، وتغير عليه، واستحال عليه، وطوى عنه كشحه، وقد أشرب بغضته، واعتقد له العداوة والبغضاء، وطوى على عداوته أحناء صدره. وقد فسد ما بين الرجلين، وفسدت ذات بينهما، وأظلم الجو بينهما، واغبر الجو بينهما، ووهت بينهما اسباب المودة، وانحلت عراها، وانفصمت عراها، وانتقضت مرتها، ورث حبلها، وانتكث حبلها، ورثت قواها، واندكت قواعدها، وتقوضت دعائمها، وأخلق العهد بيننا، ورثت حباله عندي. وان فلانا لرجل بغيض، ومقيت، وكريه، وقد بغض الي، وتبغض الي، وبغضه الي سوء صنيعه، وهو أبغض الي من فلان. ويقال فركت المرأة زوجها إذا أبغضته، وفركها هو أبغضها خاص بالزوجين، وبينهما فرك بالكسر، وامرأة فارك، وفروك.

فصل في المواصلة والقطيعة

يقال هو يألف فلانا، ويصحبه، ويصاحبه، ويعاشره، ويؤانسه، ويخالطه، ويمازجه، ويقارنه، ويلابسه، ويخادنه، ويداخله، ويباطنه، ويجالسه، ويسامره، وينادمه، ويحادثه، وينافثه، ويثافنه. وهو صاحبه، وإلفه، وأليفه، وعشيره، وقرينه، وخدنه، وخدينه، وأنيسه، وإنسه، وابن إنسه، وجليسه، وسميره، ونديمه، وحدثه، وسكنه. وبين الرجلين صلة موثقة العرى، متينة الاسباب، وقد وصله، وواصله، وأحسن صلته، وأجمل عشرته، وهما يصطحبان على العلات، ويأتلفان على السراء والضراء، ويجتمعان على النعماء والبأساء. وقد تمكنت بينهما الألفة، ولبس كل منهما صاحبه دهرا مليا، وملية ردحا طويلا، وأمتع به زمنا مديدا، وهما أخوا صفاء، وأليفا مودة، وخدينا مخالصة، وقرينا وفاء، وعشيرا صباء، وقد جمعتهما أواصرالقرابة، وألفت بينهما وحدة الهوى. ويقال نضح وده، ونضح أديم وده، وبل رحمه، وندى رحمه، ووصل رحمه، إذا تعهد ذاوده او ذا رحمه بالصلة والبر محافظة على بقاء ما بينهما من الأواصر. ويقال للمتحابين ادام الله جمعة ما بينكما أي ألفة ما بينكما. ويقال في ضد ذلك قد قطع فلان فلانا، وقاطعه، وصارمه، وهاجره، وجانبه، ودابره، وباعده، وجفاه، وجافاه، واطرحه، وانحرف عنه، ومال عنه، وأعرض، وصد، ونبا، ونفر، وازور، وانقبض. وقد حال عن مودته، واجتوى عشرته، وسئم ألفته، وعاف صحبته، وكره خلطته، وجذم حبله، وقطع علائقه، وصرمأسبابه، وطوى عنه كشحه، ولوى عنه عذاره، ونأى عنه بجانبه، وولاه صفحة إعراضه، وأبدى له صفحة إعراضه، وكشف له قناع المصارمة، وقلب له ظهر المجن. ويقال هو معه على حد منكب أي منحرف عنه دائم الإعراض، وهو يلقاه على حرف أي في السراء دون الضراء، وانه لرجل مجذام، ومجذامة، وهو الذي يواد فاذا أحس ما ساءه أسرع الى المصارمة، وانه لرجل مذاع أي لا وفاء له ولا يحفظ أحد بالغيب، ورجل طرف، وعزوف، أي لايثبت على صحبة احد لملله. وتقول قد تقاطع الرجلان، وتصارما، وتهاجرا، وتدابرا، وانفرجت الحال بينهما، وفسدت ذات بينهما، ووقعت بينهما نبوة، ووحشة، وقطيعة، وانهما لا يجمعهما ظل، ولا يجمعهما كن، وقد عفتبينهما الآثار، وانقطع السبب بينهما، وانجذمالحبل بينهم، واستشنما بين الرجلين، ويبس الثرى بيني وبين فلان، وبين القوم ثدي أبيس، وأعيذك بالله ان تيبس رحما مبلولة. ويقال قطع رحمه، ودابر رحمه، وجذها، وجذمها، وبثرها، وبينهما رحم جذاء، وحذاء. ويقال بعثت اليها بأقطوعة وهي شيء تبعث به الجارية الى صاحبتها علامة أنها قد قطعتها.

فصل في المداهنة والخداع

يقال داهنه، وماسحه، وصانعه، وداجاه، وصاداه، وراءاه، وتصنع له في المودة، وتملق له، وتملقه، وملذه، ومدق له الود، وماذقه في الود، وكذبه الود، وانه لذو مودة مكذوبة، ومودة مدخولة، وهو رجل ملق، وملاق، ومتملق، وملاذ، وانه لمذاق الود، وممذوقه، وهو مماذق في وده، وهو ملاق مذاق، وملاق ملاذ. وتقول فلان يداملني مداملة أي يداريني ليصلح بيني وبينه، وقد تكشف لي عن ود كاذب، وباطن نغل، وقلب مريض، ونية فاسدة، وانه ليدامق فلانا أي يداريه مخافة شره، وانه لينصب له الحبائل، ويبث له الغوائل، وقد رأيته يخادعه، ويؤاربه، ويداهيه، ويراوغه، ويخاتله، ويخالبه، ويداوره، ويداريه، ويماكره، ويماحله. وهو يمسح رأس فلان، ويفتل منه في الذروة والغارب، أي يدور من وراء خديعته. وقد خدعه، وختله، وخلبه، واختلبه، ومكر به، ومحل به، وغدر به، وربقهفي حبالته. ويقال تقتر لك فلان أي نصب لك مكيدة. وهذا امر فيه دخل، ودغل، أي مكر وخديعة، وامر فيه كمين أي دغل لا يفطن له. وتقول لا اخالك بفلان أي ليس لك بأخ. وفلان صديق عين، واخو عين، إذا كان يتودد اليك رئاء، وانه لذو وجهين، وذو لونين، وذو لسانين، وهو أخدع من ضب، وأخدع من سراب، وأروغ من ثعلب، وهو عدو في ثياب صديق.

فصل في العشق والخلو

يقال أحب المرأة، وهويها، وعشقها، وتعشقها، وعلقها، واعتلقها، وتعلقها، وصبا اليها، وكلف بها، وهام بها، وأغرم بها، ووله بها، وولع بها، ووقعت بقلبه، وأخذت بمجامع قلبه، وأشرب قلبه حبها، وملك حبها عنانه. وهو بها صب، كلف، مغرم، هائم، ومستهام، وهو بها كلف الفؤاد، كلف الضلوع، عميدالقلب. وقد أصبته المرأة، وتصبته، واستهوته، ودلهته، واختبلته، وهيمته، وتيمته، وشعفت قلبه، وشغفته، وشغلته، وتبلته، وخلبتلبه، وسلبت فؤاده، واسرت فؤاده، واحتبلته، وتركته مسبوه الفؤاد، مسبه العقل، شارد اللب. وقد راعه ما رأى من جمالها، واقتنص بحبائل فتنتها، وسحر بفتور أجفانها، وافتتن بسحر عينيها، واختلب بعذوبة منطقها، وسبي بلطف دلها، وقد بات فيها أخا صبابة، وعلاقة، وشغل، وولوع، وكلف، وشغف، وحرقة، وجوى. وبفلان هوى باطن، وهوى مضمر، وهوى دخيل، وانه لعفيف الحب، عذريالهوى، وقد نم عليه سقمه، ونمت عليه عبراته، وفضح الدمع سره، ورأيته وقد ضرم الحب أنفاسه، واستوقد الوجد ضلوعه، وأنحل السهدجسمه، وبرى الشوق عظمه، وبات نجي وسواس، ورهين بلبال، وأليف شجن، وحليف صبوة، ونضو سقام، وصريعغرام. وقد خبله العشق، وولهه، ودلهه، واستوجف فؤاده، وأزهف عقله، وازدهف لبه، وذهب بفؤاده كل مذهب، وهام به في كل واد. ويقال فلان طلب نساء، وتبع نساء، أي يطلب النساء ويتبعهن، وهو زير نساء، وحدث نساء، وخدن نساء، أي يخالط النساء ويحادثهن، وانه لخلب نساء أي يخالبهن ويخادعهن. ويقال فلان رامي الزوائلاذا كان طبابإصباء النساء.

قالوا وأول مراتب الحب الهوى وهو ميل النفس، ثم العلاقة وهي الحب اللازم للقلب، ثم الكلف وهو شدة الحب، ثم العشق وهو اعجاب المحب بمحبوبه او افراط الحب، ثم الشغف وهو ان يلذع الحب شغاف القلب أي غلافه، ثم الجوى وهو الحرقة وشدة الوجد، ثم التتيم وهو أن يستعبده الحب، ثم التبل وهو أن يسقمه الهوى، ثم التدله وهو ذهاب العقل من الهوى، ثم الهيام وهو أن يذهب على وجهه لغلبة الهوى عليه.

وتقول فلان خال من الحب، وخلي، وخلو بكسر فسكون، وهو رجل عزه، وعزهاة، عزوف عن النساء، فارغ القلب من الهوى، لا يطبيهحب الحسان، ولا تستهويه فتنة الجمال، ولا تعمل فيه عوامل الغرام، ولا يعنولدولة الحسن، وليس للهوى عليه نهي ولا أمر، وقد جعل قلبه في جنة من سهام الحدق، وأقام عليه رقيبا من عقله، وزاجرا من رزانته، ووازغامن حصافته. ويقال تأبد فلان، وهو متأبد، إذا طالت عزبته وقل أربه في النساء.

فصل في العفة والدعارة

يقال رجل عفيف، وعفيف الإزار، والمئزر، طيب الإزار، وطيب معقد الإزار، طاهر الثياب، نقي الثياب، نقي العرض، طاهر الذيل، عفيف الذيل، عفيف الدخلة، عفيف الطرف، عفيف اليد، عفيف اللسان، عفيف الشفتين، وانه لعف الأديم، نازه النفس، ظلف النفس، غضيض الطرف، عيوف للخنا، عزوفعن الفحشاء. وقد عف عن المنكر، وظلف نفسهعما لا يحل، ونزه نفسه عما يعاب، وصان عرضه من الدنس، وانه ليتصاون، ويتصون، ويتعفف، وان فيه لعفة لا تطير الدعارة في جنباتها، وصيانة لا يقع عليها للريبة ظل، ونزاهة تذودالمروءة عنها طير الريب. وامرأة عفيفة، وحصان، وحاصن، ومحصنة، ونساء حصن بضمتين، وحواصن، ومحصنات. وفلانة من ذوات الصون، وذوات الحصانة، وذوات الطهر، ربات العفاف، وهي بيضة الخدر، ومن بيضات الحجال. ويقال امرأة قاصرة الطرف أي لا تمد طرفها الى غير بعلها، وامرأة نوار أي نفور من الريبة، ونساء نور.

ويقال في ضد ذلك هو داعر، خبيث، فاجر، عاهر، فاسق، مريب، نظف، دفر العرض، نجس العرض، دنس الثياب، درنالثياب، طموح الطرف، خبيث الدخلة، فاحش، وفحاش. وهو من رواد الخنا، ومن اهل الدعارة، والخبث، والفجور، والعهارة، والفسق، والريبة، والفحش. وتقول رجل فاحش اللسان، بذيء المنطق، قذع المنطق، خطل المنطق، وفي كلامه فحش، وبذاء، وقذع، وخطل، ورفث، وخنا. وقد ترافث الرجلان، وتجالعا، وتماجعا، إذا تماجناوتراميا بالفحش. ومجعت المرأة، وجلعت، إذا قل حياؤها وتكلمت بالفحش. ويقال امرأة خطالة أي فاحشة او ذات ريبة. وامرأة مطروفة أي تطمح عينها الى الرجال، والرجل مطروف ايضا. وامرأة قرور وهي خلاف النوار. وفلانة لا ترد يد لامس

فصل في الشوق والسلوان

يقال اشتقت الى فلان، وتشوقت اليه، واشتقته، وتشوقته، وصبوت اليه، وتقت اليه، وطربت اليه، وحننت، وغرضت اليه، ونزعت اليه، واني لأجادالى فلان، وقد ظمئت الى لقائه، ونازعتني نفسي اليه، وتخالجني اليه شوق، واهتاجني الشوق اليه، وهزني، وحفزني، واستفزني، واستخفني، وقد لج بي الشوق، وبرح بي الشوق، وكدت أذوب شوقا، وكاد فؤادي يطير شوقا اليه، وكاد قلبي يهفوفي إثره. وانا اليه دائم الشوق، والحنين، والتوق، والتوقان، والصبابة، والنزاع، والنزوع. وانا شيق اليه، ومشوق، ومجود، وقد شافني من ناحيته لامع البرق، واستوقد شوقي اليه وافد النسيم، واستخفتني اليه نزيه من الشوق وهي ما فاجأ منه. وبي اليه طرب، وصور، وبي اليه طرب نازع، واني لنزوع الى الوطن، تواق الى الأحبة. والمرء تواق الى ما لم ينل. وفي قلب فلان لوعة الشوق، وحرقته، وجواه، وغلته، وغليله، وأواره، ولاعجه، ولواعجه، وتباريحه، وحزازاته. وقد أسلمهالجلد، وأقلقه الوجد، وأنحله الشوق، وأسقمه، وأذابه، واستطار فؤاده، وسعر أنفاسه، والتعجت في أحشائه نيران الأشواق، وبات يتوهج من حر الشوق، ورأيته ملتهب الصدر، مضطرم الضلوع.

وتقول في خلاف ذلك قد سلوت فلانا، وسلوت عنه، وسليت، وطابت نفسي عنه، وأعرض قلبي عن ذكره، وطويت صحيفة ذكره من قلبي، وشغلت شعابقلبي عن ذكره، وقد صافحت يدي راحة السلوان، ومحا النسيان صورته من صدري، ومحا اسمه من صحيفتي، وذهب ما كان يعتادنياليه من الشوق، وراجعت فيه صبري، واستمر بعده مريري. وقد رأيت منه ما أسلاني عن حبه، وسلاني عن ذكره، وشعب أفلاذ كبديبالصبر عنه، ومسح أعشار قلبيبيد السلو، وشفى كبدي من عرواءالشوق، وأصبح نزوعي اليه نزوعا عنه. ويقال سقيتني عنك سلوة، وسلوانا، أي عملت بي عملا سلوت به عنك. وفلان يسلي الغريب عن وطنه، ويذهل العاشق عن معشوقه، ويلهي الإلف عن إلفه. وتقول قد تلهيت بكذا، وتشاغلت به، وتعللت به، وقد لهيت به عن كذا، وشدهت عنه، وانا مشغول عنه، ومشغول القلب، وانا عنه في شغل شاغل. ويقال في هذا الامر ملهاة لك، ومسلاة لك، والبعد مسلاة العاشق.

فصل في النشاط والسأم

يقال نشط فلان للأمر، وارتاح له، واهتز، وخف، وأخذته لذلك الامر أريحية، ونشاط، وهزة، وارتياح. وقد هز عطفيهلكذا، وهز له منكبيه، إذا نشط له، وهززته للأمر، وهززت منه، إذا نشطته له، وقد هززت من أريحيته، وفعلت كذا تحريكا لنشاطه. وأتيت فلانا فنشط لإكرامي، وأقبل علي بانبساطه، واسترسلالي بأنسه، وتلقاني بنفس طيبة، ووجه متهلل، وصدر مشروح. وعرضت عليه حوائجي فخف لقضائها، وأعارها أذنا صاغية، وتلقاها برحبصدره، وسعة ذرعه، وشهامة طبعه. وتقول لمن سألك حاجة أفعل ذلك وكرامة لك، وكرمى لك، وكرمة لك، وأفعله وكرمة عين، ونعمة عين، ولك ذلك وحبا وكرامة. ويقال لتفعلن ذلك على المنشط والمكره أي سواء نشطتم لفعله ام فعلتموه كارهين. وفعلت امر كذا وانا على جماممن نفسي، ونشاط من عزمي، وارتياح من طبعي. وورد علي من هذا الامر ما استأنف نشاطي، وأرهفطبعي، وصقل ذهني، وشرح صدري، وجلا عني صدأ الفتور، وأطلق نفسي من عقال السأم.

وتقول فيما فوق ذلك بطر الرجل، ومرح، وأشر، وأرن، وزهف، وطاش، ونزق، وقد استخفه الطرب، واستطاره الفرح، وأترفته النعمة، وأطغاهالغنى، ومر يتبختر مرحا، ويختالأشرا، ويجر ذيله بطرا. وتقول كان ذلك أيام ميعة الشباب، وشرته، وغلوائه، وعنفوانه، أي في أوله ونشاطه، وما حملني على ذلك الا نزق الشباب. ويقال في خلاف ذلك قد مللت الامر، وسئمته، وضجرت منه، وغرضت منه، وتأففت منه، وبرمت به، ومذلت به، واجتويته، وكرهته، وأجمته، وعزفت عنه، وانتفخ منه سحري، وانتفخت منه مساحري. وقد سئمت عشرة فلان، ومللت صحبته، وتبرمت به، وتكرهته، وتسخطته، واني لأستثقل ظله، وأستكثف ظله، وانه لرجل مملول الحضرة، مسؤوم العشرة، ثقيل الروح، سمج المنطق، غث الحديث، وان له حديثا يمجهالسمع، وتمله النفس، ويعافهالطبع، ويجتويه الذوق، وقد أطال علي حتى أملني، وأسأمني، وأضجرني، وأبرمني، وأمذلني، وأغرضني، وكربني، وأحرجني، وأعنتني، وضايقني، وأبطرني ذرعي، وكأنما كان يدفع في صدري، وكأنه اخذ بمخنقي، وخناقي بالضم والكسر، أي بحلقي، وكأنه كان قابضا على لهاتي. ويقال مازلت أسأل فلانا حتى أربيته بالمسئلة أي أمللته كاني أورثته الربو وهو ضيق الصدر. وتقول ما نفسي لك بثمرة أي ليس لك في نفسي حلاوة. وفلان ما تنبسط له نفسي، وما تنطلق له نفسي، وما ينشرح له صدري، ولا ينفسح له فناءطبعي. وهذا حديث لا أنشط لسماعه، لا يرتفع له حجاب سمعي، ولا يستمرئهذوقي، وحديث لا يندى على كبدي. ويقول الرجل لمن أبرمه قد مككت روحي، ونوطتروحي، وأبطأ فلان حتى نوط الروح.

وتقول أجمت نفسي طعام كذا إذا داومت اكله حتى كرهته. واجتوى فلان البلاد اذاكره المقام بها وان كان في نعمة، وقد غرض بمقامه في ارض كذا، ومذل بمقامه عندنا. ومذل المريض والمغموم، وتململ، وتملل، إذا لم يتقارمن الضجر، وقد مذل من مضجعه ومن مكانه وهو مذل، ومذيل. ويقال مازال فلان مذلا بامرأته إذا لم يلائمها. وفلان رجل عزوف، وعزوفة، وطرف، إذا كان لا يثبت على خلة خليل. وتقول بضعت من فلان إذا أمرته بشيء فلم يأتمر له فسئمت أن تأمره بشيء ايضا.

فصل في الأمل ومصايره

يقال فلان يأمل كذا، ويؤمله، ويرجوه، ويرجيه، ويرتجيه، وهو يترجى كذا، ورجيته الأمر فترجاه. وقد سمت آماله الى نيل هذا الأمر، وانبسطت اليه آماله، واسترسل اليه بآماله، وانه لطويل الأمل، والإملة بالكسر، وما أطول إملته، وانه لرجل بعيد الطرف، وبعيد مرمى الطرف، وبعيد مرمى الآمال، واسع فسحة الأمل، فسيح رقعة الأمل، طويل عنان الأمل، وقد زينت له نفسه كذا، وخيلت له كذا، وسولته، وسهلته، وطوقته، وطوعته. وتقول مازال هذا الأمر وجهة آمال فلان، وقبلة رجائه، ومرادأمانيه، وحديث أحلامه، وقد لاحت له فيه بارقة أمل، ونشأت له ناشئة أمل، واستنشى فيه نسيم أمل، وتعلق منه بهدبأمل، ومازال يرقب له بريد الظفر، ويترصد سوانح الفرص، ويتتبع رائد النجح، ويرصد برق الآمال، ويشيم مخايل الرجاء. وهذا امر لا تتراجع عنه آماله، ولا يضعف فيه رجاؤه، ولا يخامره فيه ريب، ولا تعترضه شبهة يأس، وهو يرى هذه الحاجة على طرف الثمام، ويراها على حبل ذراعه، ويراها أقرب اليه من حبل الوريد. وقد ناطآماله بفلان، ووصل به رجاءه، وعقد به حبل أمانيه، وشد به عرى آماله، ووصل أسبابهبأسبابه. وتقول جئتك رجاء ان تفعل كذا، وما أتيتك الا رجاوة الخير، واني لأتوقع منك أن تفعل كذا، وظني بك ان تفعل كذا، وفي أملي ان يكون الامر كذا، وفي مأمولي، وفي مرجوي، وفيما يصفه لي جميل الظن بك، وما يبعث عليه حسن التقديرفيك، وفيما تحدثني به نفسي، وما تزعمه آمالي.

وتقول قد تحققت لفلان آماله، وصدقت أمانيه، وقد قضى من الأمر نهمته، وبلغ ما في نفسه، وفاز من الامر بنجح أمانيه، واغتبط بفلجمسعاه، وعاد عنه بمصداق آماله، وقد أسعفه الدهر بمراده، ومالأهعلى إدراك مبتغاه، وانقادت له أعناق الآمال، وذلت له أعرافالأماني، وعنت له نواصي الرغائب، وأسفرت آماله عن وجوه الفوز، وجاءت آماله مذيلة بالنجح، وقد فلج سهمه، وفاز قدحه، وزكامنبت آماله، وأخصب زرع أمانيه، وما أخطأ ظنه، وما كذب رجاؤه، وما كذب رائد أمانيه، وعادت آماله بيض الوجوه. وتقول في خلاف ذلك قد طمع فلان في غير مطمع، وزعمفي غير مزعم، وكدم في غير مكدم، ورمى بآماله غير مرمى، وقد منته نفسه الأماني، وفوقته نفسه الأماني، وغرته خدع الآمال. وقد خاب رجاؤه، وطاش سهمه، وكذبته نفسه، وكذبته ظنونه، وكذبه حدسه، وخذلته آماله، وأخفقت آماله، وضل رائد أمله، وكذبه رائد أمله، وأخطأه رائد التوفيق، وقد أخلف الدهر ظنه، وشوهاليه وجوه آماله، وعارض أطماعه باليأس، ورد كور أمانيه الى الحور، ووقفت آماله على شفا اليأس، ووقف من آماله على شفا جرف هار، وتكشف له برق مناه عن سحاب خلب. وقد يئس من الأمر، وقنط منه، وأضمر اليأس من مطلبه، وانقطع سحره منه، وانقطع منه رجاؤه، وانبت حبل رجائه، وانفصمت عرى آماله، وتقوضت حصون آماله، وتقلصظل أمانيه، ونضب ضحضاح رجائه، وقد قطع بالرجل، وقطعت به الأسباب، وحيل بينه وبين ما يؤمل، وأيقن باليأس مما طلب، وعاد ناكثا ما أمر، وعاد ميل أمانيه شبرا، وعادت آماله أقلص من ظل حصاة. وانما كانت تلك أحلام نائم، وانما هي من أضغاث الأحلام، ووساوس الاطماع، وأحاديث المنى، وانما هو عارض من الآمال أخلف ودفه، وبارقمن المنى كذب برقه، وانما تعلق من أمله بخيط باطل، واستمسك منه بحبال الهباء، وبنى رجاءه على شفيرهار، وقد أصبح الامر فوت يده، وجاوز مسافة نيله، وهو عنه مناط النجم، ومناط الثريا، وهو يروم منه مراما بعيدا. وتقول أيأسته من الامر، وأقنطته منه، وقطعت منه رجاءه، وصرمتحبل رجائه، وقطعت منه سحره. وهذا أمر قد حيل دونه، وامر لا مغمزفيه لطالب، ولا مطمع لآمل، وامر ليس له شبح الا في الوهم، ولا خيال الا في التمني، وأمر يضيق عنه نطاق الطمع، وتبدعمن دونه ركائب الأمل، وأمر قد أرخى عليه القنوط ستاره، وامر دونه شيب الغراب. وتقول مالي في فلان رجية أي ما ارجو، وقد نفضت يدي منه، ورجعت عنه وأنا أتعثر في أذيال اليأس. ويقال رضي فلان بمقصر مما كان يحاول أي بدون ما كان يطلب.

ويقال انا من هذا الامر غير صريمسحر أي غير قانط. وهذا قدر قد نعشالله به عاثر الآمال، وأحيا ميت الآمال، واهتز به ذاوي الأمل، واخضر عود الرجاء، وأقشعضباب اليأس، وسفرت وجوه الآمال، وبرقت ثغور الآمال، وتبلجصبح المنى، ونسخ صبح الرجاء ظلمات القنوط.

فصل في الطمع والقناعة

يقال فلان طماع، حريص، نهم، جشع، شره، طماح، رغيب، ورغيب العين، طماح العين، كثير الأطماع، كثير المراغب، واسع المطامع، شديد الحرص، سيئ الحرص، دنيء الرياد، دنيء الطعمة. وانه ليشره الى المكاسب الدنيئة، ويسفالى المطالب الخسيسة، ويتشوفالى المطامع البعيدة. وان فيه لطمعا، وطماعة، وحرصا، ونهما، ونهمة، وجشعا، وشرها، وطماحا، ورغبا. ويقال جاء فلان وقد تلحزفوه، وضبت لثاته، وأقبل ناشرا للامر أذنيه، ومادا له عنقه، وطامحا اليه ببصره، وفاغراله فاه، وشاحيافاه، وقد استشرفت له نفسه، وامتدت اليه عينه، وحامت عليه نفسه، واشرأبتاليه أطماعه. وانه ليتطلع الى كذا، ويتطال اليه، ومازال ذلك الامر منتجعخواطره، ومهوى فؤاده، ومطمح بصره. وهذا امر شغل شعابالمطامع، وملأ جو الآمال، وامر تعلقت به الاماني، وتطاولت اليه الاعناق، وسمت اليه الأبصار، وشاهتاليه النفوس. ويقال رجل مسهب، ومسهب بكسر الهاء وفتحها، أي لا تنتهي نفسه عن شيء طمعا وشرها، ورجل طرف بالكسر أي رغيب العين لا يرى شيئا الا أحب ان يكون له. وفلان منهوم بكذا إذا كان لا يشبع منه، وان له نهمة لا تشبع، وانه ليصبح ظمآن وفي البحر فمه، وقد هلك، على الامر، وتهالك، إذا اشتد عليه حرصه وشرهه، وأشرفت نفسه على الشيء أي حرصت عليه وتهالكت، وهو مستميت الى كذا، ومستهلك اليه، إذا اشتد حرصه على طلبه، وهو أطمع من أشعب، وأطمع من فلحس. ويقال ان نفسك لطلعة الى هذا الامر أي تكثر التطلع اليه تشتهيه. وتقول هذا الامر مطمعة أي يدعو الى الطمع، وأطمعت الرجل في الشيء، وطمعته بالتشديد فتطمع، وفي المثل رب مصرعتحت مطمع، واكثر مصارع الرجال تحت بروق الآمال. وتقول في ضده قنع فلان بما قسم له، ورضي به، واكتفى به، واجتزأ بقسمة القدر. وانه لرجل قنوع، عفيف النفس، عفيف الطعمة، نزيه النفس، عزوف النفس، ظلف النفس، وظليفها، وقد عزفت نفسه عن الشيء أي زهدت فيه وانصرفت عنه، وظلفت عنه ظلفا أي كفت، وعزفها هو، وظلفها، أي كفها وصرفها. وانه لرجل زهيد العين وهو خلاف رغيبها، وانه ليعف عن المطامع الدنيئة، ويتكرمعن المكاسب الشائنة، ومعه قناعة، ورضى، وعفة، وعفاف، ونزاهة، وظلافة، وظلف. وفلان عزوف عن الدنيا، راغب عن ثرائها، زاهد في الاستكثار من موجودها، وانه ليقنع منها باليسير، ويجتزئ منها باللفاء، ويتقنع بالكفاف، ويرضى بميسور عيشه. ويقال أجمل فلان في الطلب إذا لم يحرص، وخذ ما طف لك، وما استطف لك، أي ما دنا وتهيأ. ومن كلامهم تغثثحتى تستسمن أي ارض بالعمل الدون حتى تجد الخطير.

فصل في الحسد

يقال حسده على الشيء، وحسده الشيء، وانه لرجل حسود، وهو حاسد لفلان، والقوم حساده، وحسده. وبلغه عن فلان امر كذا فحم له حسدا، وامتعض من الحسد، واضطرم صدره حسدا، واستوقد لحسد ضلوعه، وتلظت كبده من الحسد. وانه لينظر الى فلان بعين مريضة، وينظر اليه بطرف سقيم، وبعين ملؤها الحسد، وقد أشرب قلبه الحسد له، ودبت له في قلبه عقارب الحسد. وان فلانا لمحسود النعمة، ومحسد الفضل، وقد بلغ رتبة تقاصرت عنها الأقران، وعزة تراجعت عنها الأكفاء، ومنزلة تشرئباليها أعناق الأماني، وشأوا تتقطع دونه أعناق المطامع، ونعمة يغبطه عليها الولي ويحسده العدو. وتقول نفست عليه كذا، ونفست عليه به، إذا حسدته عليه ولم تره أهلا له، وقد تنافس الرجلان في الامر إذا رغبا فيه على وجه المباراة، وتشاحا على الشيء إذا تنازعاه لا يريد كل منهما ان يفوته، وهما يتناهزان إمارة بلد كذا أي يتبادرانالى طلبها. وبين القوم محاسدة، ومنافسة، ومشاحة، وقد فشا بينهم داء الحسد، وسرى بينهم داء الضرائر، ودبت بينهم آكلة الأكباد، وانتشر بينهم داء الأثرة. وتقول هم ضلع على فلانبالحسد، وقد كشفوا له وجوه المنافسة، وأبرزوا له صفحة المباراة، وانهم لينصبون له الحبائل، ويتربصون به الدوائر، وقد وقفوا له بالمرصاد، وقعدوا له كل مرصد.

ويقال الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له. وكبت الله حاسدك، واللهم اكفنا شماتة الحساد.

فصل في الغضب واطفائه

يقال قد غاظني هذا الأمر، وأسخطني، وأغضبني، وأحفظني، وأحنقني، وأمعضني، وأرمضني، وأثار حنقي، وأضرم غيظي، واستوقد غضبي، واستورى غضبي، واقتدح غضبي، وأوغرصدري. وجاء فلان وقد غضب، وتغضب، واحتفظ، واغتاظ، وتغيظ، وتنمر، وترغم، وتسخط. ورأيته مغضبا، مغيظا، محنقا، يغلي من الغيظ، ويفور من الغضب، ويجيشمن الحنق، ويتوقد، ويتلظى، ويتوهج، ويتأجج، ويتأجم، ويتحرق، ويتلعج، ويتلهب، ويتسعر، ويتضرم، ويتحدم، ويتحطم، ويتوغر. وقد شري الرجل، واستشرى، وامتعض، واستشاط، وامتلأ غيظا، واستطير غضبا، وثارت به الحفظة، والحفيظة، والحمية، وهاج هائجه، وفار فائره، وثار ثائره، وطار طائره، ونبض نابضه، وغلي جوفه، ووغر صدره، ونغر، وتنغر، وانه لنغر الصدر، وهو واغر الصدر على فلان، وفي صدره عليه وغر، ووقر، وقد بات يزفرمن الغضب، وينفت من الغيظ، وينفط، أي ينفخ او يغلي من نفتان القدر إذا كانت ترمي بمثل السهام من شدة الغلي، وقد جاش صدره غيظا، وجاش مرجلغضبه، وبنو فلان تجيش عليها قدرهم، وتفور علينا قدرهم. وتقول فلان يرعف أنفهعليك غضبا، ويكسر عليك الفوق، ويكسر أرعاظالنبل، ويحرق عليك الأرم، وقد تلفف لك على حنق، ولبس لك جلد النمر، وان في قلبه عليك حزازات. وجاء فلان وقد حمي من ذلك الامر أنفا، وورم أنفه، ونزافي رأسه الغضب، وثارت في رأسه نزوة الغضب، ونزت في رأسه سورة الغضب، واستفزته طيرة الغضب، واستخفته فورة الغضب، وقال ذلك في فورة غضبه، واني لأحلم عن طيراته. ويقال غضب فلان حتى احتمل من الغضب، وأقل من الغضب، إذا استخفه الغضب وأرعده، وقد أقلته الرعدة، واستقلته. ويقال استقل غضبا إذا شخصمن مكانه لفرط غضبه، وقد بات يرعد من الغضب، وبات يقوم ويقعد، ورأيته يعضض شفتيه من الغيظ، ورأيته ينتفض من الغضب، وقد بات يرقص لغير طرب، ويعض أناملهغيظا، ويقطع أنامله غيظا. وقد غضب حتى كاد يخرج من ثيابه، ويخرج من إهابه، وكاد يتميزمن الغيظ، ويتمزعمن الحنق، وينشق من الغضب، وقد انفطرتمرارته من الغيظ، وتقطعت نفسه غيظا، وكاد يدخل بعضه في بعض من الغيظ، وقد كظمهالغيظ، ووسع من الغيظ فوق ملئه. ويقال أقبل فلان يتطاير شلمه، وشنمه، أي شراره من الغضب، وغضب حتى أطار الشلم. وجاء وقد طارت منه شقة في الارض وشقة في السماء، وطارت منه شظية ووقعت منه أخرى. وتقول سمع فلان كذا فثار الدم في وجهه، وتبوغ الدم في رأسه، وتبيغ، وطغى، أي هاج، ورأيته وقد قطب وجهه، وزوى ما بين عينيه، وجحظتعيناه من الغضب، واحمرت عيناه غضبا، وجاء وعيناه كالقبس، ورأيته غضبان يتلذع أي يتلفت يمينا وشمالا ويحرك لسانه، وقد انتفخت أوداجه، وانتفخت لغاديده، وقامت شعرات أنفه، وكشر عن نابه، وأبدى ناجذه، وارتعدت أطرافه، ورمع أنفه، وترمع، أي تحرك طرف أنفه من الغضب، وارتجفت شفتاه، واضطربت سباله، ووجف عثنونه، ولف لسانه، وزبد فوه، وتزبد، أي خرج عليه الزبد، ورأيته وقد لفظ الزبيبة على شدقيه وهي الزبدة تظهر على صماغي الغضبان. وجاء وقد تغير وجهه، وتربد، واربد، وأسف، والتمع لونه، وانتسف، وانتشف، واحتمل، وردع، وتمعر، وقد معر وجهه إذا غيره غيظا، ورأيته ممعورا أي مقطبا غضبا، وقد سفيالرماد في وجهه، وذر على وجهه الرماد، ورأيت على وجهه سفعة غضب وهي تمعر لونه إذا غضب، ورأيت الحمية في وجهه، وعرفت الغضب في وجهه. ويقال فلان سريع البادرة، وحاد البادرة، واني لأخشى عليك بادرته وهي ما يبدرمنه عند غضبه، ولا تكلمه في حميا غضبه أي في حدته، وان لغضبه سورة أي وثبة، وأعوذ بالله من نوازي غضبه، وان لغضبه نازية لا تطاق وهي حدته وبادرته. ويقال جاء فلان ناشرا سبلتهاذا جاء يتوعد، وقد نفش عفريته، وعقد ناصيته، واقبل وهو يتشزر لفلان، ويتشذر، وأقبل يتهدم علي بالكلام، ويتهور، ويتزغم، وأقبل يبرق ويرعد، كل ذلك بمعنى التهديد. ويقال ذهب فلان وهو يتزغم أي ذهب متغضبا وهو يتكلم بكلام لا يفهم، وقاموا ولهم تغذمر، وغذمرة، وزمجرة، وبربرة، وهي الغضب وسوء اللفظ والتخليط في الكلام، وقد غذمر الرجل كلامه إذا اخفاه فاخرا او موعداوأتبع بعضه بعضا. وتقول غاضبه، وغايظه، وراغمه، وهما يتشاريان أي يتغاضبان، وخرج فلان مغاضبا، ومراغما، وقد راغم قومه إذا نبذهم وخرج عنهم وعاداهم. وتقول غضب فلان على أثارة بالفتح أي على غضب سابق. وغضب من غير صيح ولا نفر أي من غير شيء، وهذا غضب مطر أي في غير موضعه وفيما لا يوجب غضبا. ويقال رجل زمع وهو الذي إذا غضب سبقه بوله او دمعه.

وهو العتب إذا انكرت عليه شيئا من فعله، ثم الموجدة وهي أشد، ثم السخط وهو خلاف الرضى، ثم الغضب، ثم الحنق. والغيظ الغضب الكامن في الصدر يقال كظم الرجل غيظه، وعلى غيظه، إذا حبسه وأمسك على ما في نفسه منه، وقد صبر فلان على تجرع الغيظ. والحقد الغيظ الثابت تتربصبه فرص الانتقام.

وتقول في الاسترضاء أعتبت الرجلمن عتبه، واستعتبته، ولم آله إعتابا، وعتبى، وفي المثل ما مسيء من أعتب، وقد ترضيته، واسترضيته، وتسنيته، وسريت عنه، وسريت من غضبه، وبردت غيظه، وسكنت غضبه، وفثأت غضبه، وسللتحقده، وسللت سخيمته، واستللت ما في نفسه، واذهبت حنقه، وأزلت امتعاضه، وتألفته من نفرته، ولاطفته، ولاينته، ولنت له حتى لان، ورضي بعد سخطه، وذهبت شرته، وسكنت سورته، وقرتفورته، وسكن غيظه، وانفثأ غضبه، وقر هائجه، وخباضرام غيظه، وانكسرت حدة غضبه، وهمدت وقدة غضبه، وقصر عنه الغضب، وتساير الغضبعن وجهه، وهدأت ضلوعه، ولانت عريكته، وثاباليه حلمه، وراجعه حلمه، ورجعت أناته، وفاء من غضبه، وتحللت عقده، وتخرم زنده، وفلان سريع الغضب سريع الفيئة.

وتقول في الرغم كففت من غربه، وفللت غربسخطه، ورددت عرامغضبه، وكسرت سورة غضبه، ورددت جماحه، وكففت عاديته، وقمعتشرة غيظه، وقدعتفائر غضبه، ورغمت أنفه، ورغمت معطسه، ورغمت مراعفه، وفقأت ناظريه، وأريته عبر عينيه، ورددت اليه من سامي طرفه، وتركته يعلك لجامه، ورددته بغيظه، وأغصصته بريقه، وأشرقتهبريقه، وأحرقته بغيظه، ولم أشف له صدرا. ويقال للمغضب لأمدن غضنك، ولأفشنك فش الوطب. ويقال فلان كالمهدر في العنة وهو الذي يتهدد ويتوعد ولا يكون عنده شيء.

فصل في الحقد والعداوة

يقال في صدره علي حقد، وضغن، وضغينة، وإحنة، ودمنة، وغل، وغمر، ووغر، ووغم، وحزازة، وطائلة، وغائلة، وحسيفة، وحسيكة، وسخيمة. وقد حقد علي، وضغن، واضطغن، وأحن، ووغم ونغل قلبه علي، ودمن قلبه علي، ووغر صدره علي، وحسك، وشئف، وقد حمل علي حقدا، وأضمر لي حسيكة، وأبطن لي غلا، وأضبلي على حقد، وطوى أحناء صدرهعلى ضغن، وطوى كشحهعلى حزازة، وأشرج صدرهعلى حنق، وانحنت أضلعه على غمر. وهو متخشن الصدر علي، وواغر الصدر، وموغره، وان قلبه لنغل بالعداوة، وان صدره ليجيشعلي بالغل، وان في كبده مني جمرة، وان في قلبه علي حقد لا ينحل، وهو أحقد من جمل، وأحقد من حية. وبلغه عن فلان خطة كذا فحقدها عليه، واحتقدها، واضطغنها في قلبه، وقد أحقده بذلك عليه، وأضغنه، وأوغر صدره، وأورى صدره، واستوقد غيظه، وأثار كمين ضغنه، وبعث دفين حقده. وقد وغره القوم على فلان، وأشربوه عداوته، وخشنوا صدره عليه، ووثبوه عليه، وأغروه به. وقد تغير عليه، وتنغر عليه، وتنكر له، وتشوه له، وتنمر له، وناكره، وناصبه، وشاقه، وضاغنه، وحاقده، وشاحنه، وناوأه، وزاحره، وعاداه. وتقول كشح له بالعداوة إذا أضمرها له وطوى عليها كشحه، وقد كاشحه، وأسر له الشحناء، وساتره العداوة، وكاتمه العداوة، وأضمرها له، وأبطنها، وأكمنها، وانه ليتربصبه الدوائر، ويبغيه الغوائل، وهو يدب له الضراء، ويثب له الضراء، ويمشي له الخمر، إذا خاتله بالعداوة ونصب له الحبائلالخفية. وان فلانا لمريض القلب، فاسد الطوية، فاسد الأهواء، وانما هو عدو في ثياب صديق، وهؤلاء اعداء في مسوكالأصدقاء. وتقول قد كاشف فلان بالعداوة، وجاهر بها، وعالن، وصارح، وجالح، وكشف فيها قناعه، وحسرفيها لثامه، وأبدى لفلان صفحته، وكشر له عن نابه، وكشف له عن وجه العداوة. ويقال فلان وقح مجلح، وان في وجهه لتجليحا وهو الاقدام على الشر وتكشيف العداوة وتصريحها، وقد جلح فلان تجليح الذئب. وتقول هو عدو لفلان، وهم عدو، وعدى، واعداء، وعداة، وهم حرب له، وهو حرب لهم، وهو لفلان عدو أزرق، وأزرق العين، وعدو مبين، وعدو كاشح، وهو أعدى عداته، وهؤلاء قوم سود الاكباد، وصهب السبال، وهم عليه إلب، ويد، وعنق، وهم عليه ضلع جائرة. وبين القوم نائرة، وفتنة، وشحناء، وبينهم عداوة فاشية، وشر مستطير، وبينهم أري عداوة وهو ما يتولد عنها من الشر.

فصل في التندم

يقال ندم الرجل على ما كان منه، وتندم، وحسر، ولهف، وتحسر، وتلهف، وقد أعقبه الامر ندما، وأورثه حسرة، وأرهقهلهفة، ولهفا، وبات يمتعض أسفا، ويتجرع غصص الندم، ويجرض بريقهمن الكمد، ورأيته لهيفا، حائرا، كاسف البال، كاسف الوجه، هائم اللب، مشرد الفكر، ورأيته نادما سادما، وندمان سدمان، أي نادما مهموما ولا يكاد يستعمل السدم الا مع الندم. وقد ندم على ما فرط منه، وندم على ما فاته، وندم على ما قدمت يداه، وسقط في يده، وبات يتقلب على مثل الجمر من الندم، ويتقلب على مثل شوك القتاد، وبات يقرع سنه ندما، ويقلب كفيه ندما، ويعضض شفتيه لهفا، ويعض على يديه، ويعض على بنانه، وقد اكل بنانه ندما، وأكل يديه ندما، وأفنى يديه عضا، وقطع نفسه باللوم، وذهبت نفسه حسرات. وقد استوبلعاقبة أمره، واستوخمغب سعيه، وذاق وبال تفريطه، وجنى ثمرة تهوره، وتردى في مهواة غروره، واحتقب من فعله تبعة الندم، وتكشفت له عقبى صنيعه عن رأي فطير، وحلمطائش، ولب أفين، وقد ندم ندامة الكسعي، ولات ساعة مندم. وتقول ندمت الرجل على ما فعل، وأندمته، ولمته، وقرعته، وعنفته، وسفهت رأيه، وعجزت رأيه، وسخفت عقله، وقبحت فعله، وأريته عاقبة أمره، وأبنت له سوء صنيعه. وتقول باع فلان كذا او وهب كذا ثم تبعته نفسه، واستوحش اليه، وعري اليه، كل ذلك إذا أدركه الندم، وقد عري الى ماله أشد العرواء. ويقال لو استقبل فلان من أمره ما استدبر لما فعل أي لو ظهر له أولاً ما ظهر له آخراً لم يفعل. وتقول في التحذير أو الوعيد لتندمن على ما فعلت، ولتجدن غبها، ولتعلمن نبأه بعد حين.