الباب السادس: في العلم والأدب وما إليهما

فصل في العلم والعلماء

يقال فلان من ذوي العلم، ومن حملة العلم، وحضنة العلم، ومن أولى العرفان، وأهل التحصيل، وأرباب الاجتهاد، وانه لمن العلماء المحققين، ومن جهابذة اهل النظر، ومن الراسخين في العلم، ومن ذوي البسطة في العلم، وذوي العلم الواسع، والعلم الثاقب. وان فلانا لعالم علامة، وحبر علامة، وعالم نحرير، وانه لعالم فاضل، وعالم عامل، وهو من صدور العلماء، وأعلامهم، وأعيانهم، وافاضلهم، وجلتهم، ومشاهيرهم، وفحولهم. وهو عالم أمته، وعالم جيله، وإمام وقته، وعالم عصره، وأحد زمانه، وواحد قطره. وهو علامة العلماء، وقطب اهل العلم، وعميدهم، وزعيمهم، وقريعهم وعمدتهم، وركنهم، وإمامهم، وقبلتهم، وقدوتهم، ورحلتهم، ووجهتهم. وتقول فلان بحر العلم الزاخر، وبدر العلماء الزاهر، وكوكبهم اللامع، ونبراسهمالساطع، والذي يرجع اليه في المشكلات، ويستصبح بضوئه في المعضلات، وتشد اليه الرحال، وتضرب اليه أكباد الإبل، ويرحل اليه من أطراف البلدان، وهو قاضي محاكم المعقول والمنقول، وفيصلأحكامها، والذي عنده مقطع الحق، ومشعب السداد، ومفصل الصواب، وفصل الخطاب. ويقال تضلعفلان من العلم، وتبحر فيه، واستبحر، وتعمق، وتبسط، وأوغلفي البحث، وأمعنفي التنقيب، وتقصى في التدقيق، وقد استبطن دخائل العلم، واستجلى غوامضه، وخاض عبابه، وغاص على أسراره، وأحصى مسائله، واستقرى دقائقه، واستخرج مخبآته، ومحصحقائقه، ووقف على أغراضه، وجمع أشتاته، واستقصى أطرافه، وأحاط بأصوله وفروعه، وهو يغوص على دقائق المسائل وغوامضها، وينقب عن غرائبها ونوادرها، وهو أعلم الناس بشاذها ومقيسها. وهو رأس في علم كذا، وحجة في علم كذا، وإمام في علم كذا، وهو عالم فنه، وواحد فنه، وهو من ثقات هذا العلم، وأثباته، وأسناده، وقد انتهت اليه الرئاسة في علم كذا، وهو فيه راسخ القدم، متقدم القدم، فسيح الخطوة، طويل الباع، غزير المادة، واسع الاطلاع، وانه لبحر لا يسبر غوره، ولا ينال دركه، وقد أصبح فيه نسيج وحده، وأصبح فيه منقطع القرين، وهو أمام عصره غير مدافع، ورئيس فنه غير معارض. ويقال فلان من طلبة العلم، وطلابته، وممن توجه الى تحصيله، وانقطع لطلبه، وخلا لطلبه، وتخلى له، وأخلى له ذرعه، وقصر عليه نفسه، ووقف عليه جهده، وأنفق أوقاته على طلبه، واستنزفأيامه في معاناته، وقد نبغ فيه، وخرج، وخرجه فلان، وتخرج على فلان، وهو خريجه، وقد حذق علم كذا، وثقفه، ومهره، ومهر فيه، وأتقنه، وأحكمه، وملك عناته، وملك قياده، وتوفر حظه منه، وأخذ منه مكانه، وتوسط باحته، وبلغ منه موضعا جليلا، وأصبح ممن يرمى بالأبصار، ويشار اليه بالبنان، وممن تثنى به الأصابع، وتعقد عليه الخناصر. وتقول طلبت العلم على فلان، ووقفت فيه على فلان، وحصلته عليه، ودرسته عليه، وأخذته عنه، واقتبسته عنه، وتلقيته عنه، وتلقنته منه، وقد اشتغلت عليه، وتأدبت عليه، وتخرجت عليه، وقرأت عليه علم كذا، وسمعت عليه كتاب كذا، وقد وقفني على علم كذا، ودرسنيه، وأقبسنيه، ولقننيه، ولقانيه، وهو موقفي، ومدرسي، ومؤدبي، ومخرجي، وشيخي، وأستاذي، وقد استضأت بمشكاته، ووردت شرعته، واستفدت منه علما، واقتبست منع علما، وتنسمت منه علما، وحملت عنه علما كثيرا. ويقال شدا فلان في علم كذا، وشدا شيئا من العلم إذا أخذ طرفا منه وقد أدرك شداً من العلم، وأدرك ذروا منه، وذرءا، ورسا، كل ذلك الشيء القليل. وفلان على أثاره من علم، وأثرة بالتحريك، أي بقية منه يأثرهاعن الأولين.

وتقول فلان فنه علم كذا إذا كان العلم الذي انصرف اليه وأحكمه، وهو مشارك في علم كذا إذا كان له اطلاع على شيء من مباحثه وأصوله علاوة على فنه المخصوص به، وله إلمام بفن كذا وهو العلم اليسير بشيء من جزئياته.

فصل في الأدب

يقال فلان أديب، فاضل، بارع، متفنن، غزير الأدب، غزير المواد، كثير الحفظ، واسع الرواية، واسع الاطلاع، جيد الملكة، وانه لكاتب مجيد، وشاعر بليغ، متصرف في ضروب الإنشاء، حسن الترسل، بليغ العبارة، مليح النكتة، لطيف الكنايات، بديع الاستعارات، حلو المجاز، مستملح السجع، مستعذب النظم، وان له نثرا آنق من النورفي الأكمام، وسجعا أطرب من سجعالحمام، ونظما أحسن من الدر في النظام، وان ألفاظه الزلال او أرق، ومعانيه السحر او أدق، وانه لينشر بز الفصاحة، ويوشي برود البيان، إذا تكلم ملك الأسماع والقلوب، واذا أخذ القلم تدفق تدفق اليعبوب. وانه لمتضلع من فنون الأدب، متقن لعلوم اللسان، عارف بأخبار العرب، مطلع على لغاتها، جامع لخطبها وأقوالها، راو لأشعارها وأمثالها، حافظ لطرف النثر وملحه، وغرر النظم ونكته، خبير بقرض الشعر، بصير بمذاهب الكلام، عليم بمواضع النقد، عارف بمطارح الإساءة والإحسان. وان فلانا لمن افاضل الأدباء، وأعيان الفضلاء، ومن متقدمي الكتاب، وبلغاء المنشئين، واكابر المصنفين، وأماثل الشعراء، وهو من خواص أهل الأدب وعليتهم، وأئمتهم، وآحادهم، وأفرادهم، وسباقهم، وان له اليد الطولى في صناعة الأدب، وله القدح المعلى في صناعتي النظم والنثر، وهو نادرة الوقت، وبكر عطارد، وهو آدب أهل عصره.

فصل في الحفظ

يقال فلان ذكور، وعي، سريع الحفظ، واسع الحفظ، كثير المحفوظ، قوي الحافظة، قوي الذاكرة، قوي الذكر، بعيد النسيان، وقد حفظ الكتاب، واستظهره، وحمله على ظهر قلبه، وعلى ظهر لسانه، ووعاه على ظهر قلبه، واداه عن ظهر قلبه، وعن ظهر الغيب، وقرأه من ظهر القلب، وقرأه ظاهرا، وقد انطبع على لوح حافظته، وارتسم على لوح قلبه، وانتقش في صفحة ذهنه، وعلقته حافظته، ووعته ذاكرته، وقد أدى عن ظهر قلبه كذا كذا صفحة لم يخرممنه حرفا. وفلان غاية في الحفظ، وهو آية من آيات الله في قوة الحافظة، إذا تلا عن لوح قلبه فكأنما يتلو في لوح مسطور. وان فلانا ليستفرغ من أوعية شتى إذا كان كثير المحفوظ. وانه لرجل قفلة أي حافظ لكل ما يسمعه. وتقول هذا مما علق بذاكرتي، وقد ثبت هذا الأمر في محفوظي، وأشربه حفظي، وجمعت عليه وعاء قلبي، وفي محفوظي أن الامر كذا وكذا، وقد تلقفتهمن فم فلان، وحفظته عنه، وحفظنيه، وقد أفرغه مني في أذن واعية. ويقال تقصص كلام فلان أي حفظه او استقراهبالحفظ. وتحفظ الكتاب أي استظهره شيئا بعد شيء. ورس الحديث في نفسه إذا عاود ذكره وردده.

وتقول فلان ضعيف الذاكرة، بليد الذاكرة، ضيق الحافظة، قليل المحفوظ، نزرالمحفوظ، ضيق الوعاءسربالوعاء، مجاج الأذن. وتقول هذا امر يفوت الذكر، ويضيق عنه الحفظ، ويضيق عنه وعاء الحافظة، ولا يضطلع بهحفظ، ولا يستوعبهلوح محفوظ.

فصل في التأليف

تقول هذا كتاب نفيس، جليل، جامع، غزير المادة، جزيل المباحث، جمالفوائد، سديدالمنهج، حسن المنحى، مطردالتنسيق، قريب المنال، داني القطوف، سهل الشريعة، سهل الأسلوب، عذب المورد، ناصع البيان، واضح التعبير، مشرق الدلالة، متسني التحصيل، تدرك فوائده على غير مؤونة، ولا كد ذهن، ولا جهد فكر، ولا إعنات روية، ولا إرهاقخاطر. وقد تصفحت مؤلف كذافاذا هو كتاب أنيق، فصيح الخطبة، حسن الديباجة، محكم الوضع، متناسق التبويب، مطرد الفصول، وقد طوي على كذا بابا، وكسرعلى كذا باباً، وترجمباسم كذا، وألف برسم فلان. وهو كتاب فريد في فنه، مبسوط العبارة، مسهبالشرح، مشبعالفصول، مستوعبلأطراف الفن، جامع لشتيتالفوائد، ومنثور المسائل، ومتشعب الأغراض، قد استوعب أصول هذا العلم، وأحاط بفروعه، واستقصى غرائب مسائله، وشواذها، ونوادرها، ولم يدع آبدة إلا قيدها، ولا شاردة إلا ردها اليه. وهو الغاية التي ليس وراءها مذهب لطالب، ولا مراغ لمستفيد، ولا مراد لباحث، ولا مضرب لرائد، لم يصنف فيه بابه أجمع منه، ولا أرصف تعبيرا، ولا أمتن سردا، وقد نزه عن التعقيد، والإشكال، والإبهام، والتعمية، واللبس، والخلل، واللغو، والحشو، والركاكة، والتعسف، والحزازة، وحصن من نظر الناقد، والمعترض، والمخطئ، والمسوئ، والمتعقب، والمستدرك، وارتفع عن مقام المتحديوالمعارض، وانما قصارى معارضه ان ينتهي اليه، وينسج في في التأليف عليه. وتقول هذا مؤلف مختصر، وجيز، وموجز، مدمج التأليف، جزل التعبير، محكم الحدود، ضابط التعاريف، حسن التفريع للمسائل، متتابع النسق، متشاكل الأطراف. وهو متن متين الرصف، محكم القواعد، منيع المطلب، حصين المداخل، قد لخصت فيه قواعد العلم أحسن تلخيص، وحررت مسائله احسن تحرير. وعليه شرح لطيف، كافل ببيان غامضه، وإيضاح مبهمه، وحل مشكله، وتفصيل مجمله، وبسط موجزه، وتقريب بعيده، والكشف عن دقائق أغراضه، وخفي مقاصده، ولطيف إشاراته، ومكنون أسراره، ومقفل مسائله. وهي المؤلفات، والمصنفات، والمجاميع، والدواوين، والرسائل، والمتون، والشروح، والحواشي، والتعاليق. وهي الكتب، والأسفار، والمصاحف، والدفاتر، والكراريس، والمجال، والوضائع، والمجلدات، والصحف، والأوراق، والمهارق، والأضاميم، والأضابير.

فصل في الفصاحة

تقول هذا كلام فصيح، محبر، متراصفالنظم، متناسب الفقر، متشاكل الأطراف، متخير الألفاظ، منتخلالأساليب، مهذب اللفظ، منقح العبارة، مطرد الانسجام، محكم السبك، أنيق الديباجة، غض المكاسر، لم تعلق به ركاكة، ولا ظل عليه للابتذال، ولا غبار عليه للحوشية. وهذا كلام عليه طابع الفصاحة، وعليه ميسم الفصاحة، ورونق الفصاحة وقد خلعت الفصاحة عليه زخرفها، وقد أفرغفي قالب الفصاحة، ونسج على منوالالفصاحة، وطبع على غرارالفصاحة، وكانه الدر المرصوف، واللؤلؤ المنضود، والتبر، المسبوك، وكانه مطارفاليمن، والخزاليماني، والديباج الخسروانيوالوشيالفارسي، وكأنه صيغ من خالص العسجد، ومن إبريز النضار. وتقول في التفصيل هذا كلام فصيح، جزل، فخم، متين الحبك، صفيق الديباجة، موثق السرد، محكم النسج، متدامج الفقر. وفلان مطبوع على جزالة الألفاظ، وفخامة الاساليب، وانه لفحلي الكلام، وفي كلامه فحولة، وان كلامه لكالبنيان المرصوص، والثوب المحبوك. وهذا كلام رقيق، عذب، سائغ، سهل، رشيق، سلس، سبط، مأنوس، رخيم، ورخيم الحواشي، رقيق الحواشي، لين المكاسر، خفيف المحمل على السمع، سهل الجري على الألسنة، سهل الورود على الطبع، رائق المشرع، عذب المشرب، عذب المورد، سائغ المورد، حسن الانسجام، حسن المنطوق والمسموع، يرتفع له حجاب السمع، ويوطأله مهاد الطبع، ويدخل الآذان بلا استئذان، وتعشقه الأسماع لعذوبته، ويفعل بالألباب فعل السلاف، وفعل السحر. وفلان إذا تكلم فكأنما ينشر البرود المفوفة، وينشر شقق الديباج، وينشر برود الوشي، وكأن لفظه مناغاة الأطيار، وكأن كلامه ممر الصباعلى عذبات الأغصان، وهذا كلام ما لحسنه نهاية. وتقول في ضد ذلك هذا كلام غليظ، فظ، خشن، جاف، شكس، نافر، متوعر، عليه جفوة الأعراب، وخشونة الجاهلية، وعنجهية البادية. وانه لكلام فج على الذوق، ثقيل على السمع، ثقيل على الألسنة، وانه لتمجه الأسماع، وتنبو عنه الأسماع، وتستكمنه الآذان، قد تجافى عن مضاجع الرقة، وتجانف عن مذاهب السلاسة، وانه لأشبه شيء بقطع الجلاميد، وبأجذالالحطب، وانه لمما تستخف عنده جلاميد الصخور. وتقول هذه لغة مهجورة، وألفاظ متروكة، وكلم مرغوب عنها، وانها للغة وحشية، ولغة حوشية، وفلان لا يتلمظ إلا بعقمي الكلام وهو القديم الدارس وقيل هو غريب الغريب. وتقول هذا كلام ركيك، سخيف، سقيم، ساقط مبتذل، عامي الألفاظ، سوقي الألفاظ، لم يحكمه طبع، ولم تلقنه سليقه، ولم يعنه ذوق، وليس عليه للفصاحة ظل، وليس عليه للجزالة رونق، وانه لكلام تبذأه الأسماع، وتنفيه الآذان، وتمجه الأذواق السليمة، وتقتحمه الملكات الراسخة. وانما هو مما تمضمضت به الأفواه، ومما لاكتهالأفواه حتى مجته، وانه لمما يدل على تخلف الملكة، وخفة البضاعة، ونزارة المادة، وانما هو من سقط المتاع، ومما عرض في الأسواق، وانه لكلام أسخف من نسج العنكبوت، وأسقم من أجفان الغضبان.

وتقول في وصف المتكلم رجل فصيح، لسن، وملسان، مقول، منطيق، مفوه، فصيح اللفظ، فصيح اللهجة، فصيح اللسان، فصيح المنطق، طليق اللسان، حديد اللسان، وحديد شباة اللسان، حديد المقول، فتيق اللسان، ذليق اللسان، سليط اللسان، ذرب اللسان، غضب اللسان، غرب اللسان، بليل الريق، حر المنطق، حر الكلام، جزل الخطاب، بين اللهجة، حسن السبك، أنيق اللفظ، سليم الملكة، سليم الذوق، لطيف الذوق، محضالطبع، بصير باختيار الألفاظ، عليم بمواقع الكلم، يتخير من الالفاظ أحسنها مسموعا، وأقربها مفهوما، وأليقها بمنزلها، وأشكلهابما يجاورها. وانه لا يعلم ممن سلف وخلف أفصح منه نطقا، ولا أبين عبارة، ولا أبل ريقا، ولا أحسن بلة لسان، قد أنزلت الفصاحة على لسانه، وأعطته الفصاحة قيادها، وهو خطيب منبر الفصاحة، وهزارروضتها الصادح، وهو أفصح من نطق بالضاد، وافصح من سحبان وائل.

وتقول في خلاف ذلك هو رجل ثقيل اللسان، كليل اللسان، كهام اللسان، بطيء اللسان، بطيء المنطق، متلكئ المنطق. وانه لرجل أعجم وهو الذي لا يبين كلامه وهو خلاف الفصيح، ورجل أغتم، وغتمي، وهو الذي لا يفصح شيئا، وبالرجل عجمة، وغتمة، وحكلة بالضم فيهن ولم يحك من هذه الاخيرة وصف، وبه لكنة بالضم أيضا وهي العجمة والعي وقيل هي ان لا يقيم العربية من عجمة في لسانه، يقال هو يرتضخ لكنة رومية او غيرها، والرجل ألكن. وهو رجل ألف وهو العيي البطيء الكلام إذا تكلم ملأ لسانه فمه، وقد لف يلف بالفتح وبه لفف بفتحتين. وانه ليمضغ الكلام، ويلوكه، أي يجيله في نواحي فمه. وكلمته فلجلج في جوابه، وتلجلج، إذا كان يجيل لسانه في شدقه ويخرج الكلام بعضه في إثر بعض، وهو رجل لجلاج، ولجلاج اللسان. وانه ليتمطق بالكلام وهو ان يضم شفتيه ويرفع لسانه الى الغار الأعلى، وانه ليتعتع في كلامه إذا تردد به من عي او حصر، ويتعتت في كلامه إذا لم يستمر به. وقد احتبس لسانه عن النطق، واعتقل عن الكلام، وفي منطقه حبسة، وعقلة، وعقدة بالضم فيهن، وعقد بفتحتين، وهو ان يتوقف عن الكلام، وقد عقد لسانه بالكسر وهو عقد، وأعقد. وفي كلامه رتة بالضم ايضا وهي أن يكون في لسانه حبسة ويعجل في كلامه فلا يطاوعه لسانه، وقيل الرتة كالريح تعترضه أول الكلام فاذا جاوزه اتصل، والرجل أرت، وقد توقف في كلامه، وتردد، وتلكأ، وتلعثم، وفي كلامه رد، وفيه ردة قبيحة. ويقال رجل تأتآء وهو الذي يتردد في التاء إذا تكلم، ورجل تمتام مثله وقيل هو الذي يرد الكلام الى التاء والميم، ورجل فأفاء وهو الذي يتردد في الفاء. وتقول في كلام فلان غنة بالضم وهي ان يشرب الحرف صوت الخيشوم، وفيه خنة، وخنخنة، وهي ان لا يبين كلامه فيخنخن في خياشيمه وهي أشد من الغنة، ورجل أغن، وأخن. ويقال رجل أضز وهو الذي يتكلم كأنه عاض بأضراسه لا يفتح فاه، وبه ضزز بفتحتين. وتقول تغتغ الشيخ إذا سقطت أسنانه فلم يفهم كلامه. ولثغ الصبي وغيره بالكسر لثغا بفتحتين إذا لم يقم لفظ بعض الحروف، وهو ألثغ، وبه لثغة بالضم. ويقال تفصح الرجل، وتفاصح، إذا تكلف الفصاحة او تشبه بالفصحاء، وانه ليتشدق في كلامه إذا لوى شدقهللتفصح او فتح به شدقيه، ويتنطع في كلامه إذا رمى بلسانه الى نطع وهو الغار الأعلى، وقد قعر في كلامه، وقعب، وتقعر، وتعمق، وتفهق، وتفيهق، إذا تكلم من أقصى الفم. ويقال صلصل الكلمة إذا اخرجها متحذلقا.

فصل في البلاغة

يقال هذا كلام بليغ، سديد المنهج، واضح المعالم، ماثلالأغراض، مشرق المعاني، محكم الأداء، محكم السبك، متراصفالفقر، متلائم الأطراف، متساوق الأغراض، متناسق الأجزاء، متصل السلك، مطرد النظام، آخذ بعضه بأعناق بعض، وانه لكلام متناسب، متجاوب، قد تجارت فقره الى غرض واحد، وتسايرت في طريق لاحب، وتواردت في طريق قاصد. وانه لكلام دري اللفظ، عسجديالمعنى، كأن ألفاظه قطع الرياض، وكأن معانيه نسم الآصال، قد تنزه عن شوائب اللبس، وخلص من اكدار الشبهات، وتجافى عن مضاجع القلق، وبرئ من وصمة التعقيد، وسلم من معرة اللغو والخطل. وتقول هذا كلام بالغ حد الإعجاز، وانه لكلام يملك القلوب، ويسترق الأفهام، ويستعبد الأسماع، وانه لا يرد على سمع ذي لبفيصدر الا عن استحسان. وهو عنوان البيان، وآية البراعة، تتمثل البلاغة في كل فقرة من فقره، وتتجلى الفصاحة في كل لفظ من منطوقه، ويتبارى معناه ولفظه الى الأفهام، وتكاد تدركه الأفهام قبل الأسماع.

وتقول في ضده هذا كلام سخيف، غث، سقيم، تفه، ساقط، معسلط، فاسد المعاني، مضطرب المباني، قلق التراكيب، مرتبك النظم، مشوش التأليف، مختلف الأداء، بادي التكليف، معتسفعن جادة البلاغة، لا يثبت على السبك، ولا يثبت على النقد، قد فشت فيه الركاكة، والضعف، والخبط، والخلط، والخلل، والخطل، والحشو، واللغو، والإتكاء، والهراء، والهدر، والهذيان، وقد ضربت الركاكة عليه أطنابها، وأخذ العي بتلبيبه، وأخذ الضعف بمخنقه، وانما هو من ساقط الكلام، ومن نفاية الكلام، ومن فضولالقول. وانه لكلام مبهم، مغلق، معقد، ينبو عنه الفهم، وتحار فيه البصائر، وتضل في تيهه الأوهام، وتسأمهالطباع، وتعرض عنه القلوب، لا يشف ظاهره عن باطنه، ولا يتجاوبأوله وآخره، ولا تعرف له وجهة، ولا يسفرعن معنى، ولا يرجع الى محصول. وانما هو ألفاظ مسرودة تنهالانهيالا، وكلمات شوارد تكال جزافا، وفقر متناكرة تعارض أعجازها هواديها، ويدفع آخرها أولها، وانما هي جمل منقطعة السلك، متنافرة اللحمة، سقيمة المعاني، ملتاثة التعبير، كأنها ضرب من المعميات، وضرب من المعاياة، وضرب من الرقى، وكانها رطانة الأعجاموكانها طنين الذباب.

وتقول في وصف المتكلم رجل بليغ الكلام، بليغ العبارة، رصين التعبير، مهذب اللفظ، واضح الأسلوب، مشرق الديباجة، يجليعن نفسه بأبلغ البيان، ويعبر عن ضميره بأجلى العبارات، ويبلغ بكلامه كنه القلوب، ويضع لسانه حيث شاء، وقد قبض على أزمة البلاغة، وملك أعناق المعاني، وسخرت له الألفاظ، وأوتي فصل الخطاب، وأوتي جوامع الكلم، ونوابغالحكم. وهو من أمراء الكلام، وزعماءالخطاب، تباري أسلة لسانه أطراف الأسل، وتباري شهب خاطره شهب الظلام، وانه لمن أبلغ الناس في مخاطبة، وأثبتهم في محاورة، إذا افتن فتن الألباب، وسحر العقول، وخلب الأسماع، وان كلامه ليأخذ بمجامع القلوب، وتشتمل عليه القلوب، وانه لتلتمس في كلامه ضوال الحكمة، وان كلامه الخمر او أعذب، وان بيانه السحر او أغرب، وان كلامه أندى على الأفئدة من زلال الماء، وانه لآية من آيات الله في بلاغة التعبير، وإصابة مقاتل الأغراض، والوقوع على شواكلالسداد، وتطبيق مفاصل الصواب، وهو افصح ذي لسان، وأبلغ ذي لب، وهو أبلغ من الجاحظ، وأبلغ من قس بن ساعدة.

وتقول في خلاف ذلك فلان عيي، وعي، فه، فهفاه، مفحم، عيي اللسان، حصر اللسان، وعث اللسان، برم اللسان، قطيع اللسان. وانه لرجل فدم، عبام، كليل الذهن، كهامالذهن، متخلف الذهن، بليد الطبع، بليد البادرة، ميت الحس، جامد القريحة، ناضب الرؤية خامد الفكرة، منزوف المادة. وهو غث الكلام، سقيم الأداء، مظلم العبارة، رث أثواب المعاني، منحط عن مقامات البلغاء، مدفوع عن مواقف البلغاء، قد ملكت لسانه الركاكة، وملك ذهنه العي، وانه لا تخدمه قريحة، لا يرجع الى سليقة، ولا يحورالى ذوق، وان به لعيا فاضحا، وهو أعيا من باقل.

فصل في الخطابة

يقال فلان خطيب مصقع، مصدع، بسيطاللسان، قوي العارضة، واسع المجم، فسيح الباع، رحيب المجال، بعيد النجعة، فسيح الخطى، منفسح الخطو، بعيد الخطو، بعيد الغاية، بعيد الأمد، واري الزند، مصقول الخاطر، طلق البديهة، سمح القريحة، واضح المنهج، حسن البيان، ناصع البيان، مشرق ديباجة البيان، حسن اللفظ، أنيق اللهجة، جزلالمنطق، رائعالمنطق، عذب المنطق، رطب اللسان، بليل اللسان، خلاب المنطق، جهير المنطق، وجهوري المنطق، ندي الصوت، أجش الصوت، رفيع الصوت، رفيع العقيرة. وانه لفصيح بليغ، طليق اللسان، طليق البادرة، سريع الخاطر، حافل الخاطر، غمر البديهة، ثبتالبديهة، حاضر الذهن، كأنما يتناول أغراضه عن حبل ذراعه، وكأنما يتلو عن ظهر قلبه، لا يتلكأفي منطقه، ولا يتلجلج، ولا يتلعثم، ولا يتوقف، ولا يعترضه حصر، ولا تناله حبسة، ولا ترهقهعقلة، تجري الفصاحة بين شفتيه ولهاته، وتجري البلاغة بين لسانه وفؤاده، إذا تكلم تحدر تحدر السيل، وتدفق تدفق اليعبوب، وملأ الأسماع والقلوب، وملأ الدلو الى عقد الكرب. وان فلانا لمحدث بما في القلوب، صادق الفراسة بما في الضمائر، كأنه كوشف بمغيبات الصدور، واطلع على ما تكن أحناء الضلوع، وكأنه ينظر الى الغيب من ستر رقيق، وقد فجر الله ينابيع الحكمة على لسانه، وتدفقت سيول البلاغة على لسانه، إذا أفاض في كلامه ملك أعنة القلوب، ورد شارد الأهواء، وقاد حرونالشهوات، وقوم زيغالنفوس، واستدر ماء الشؤون، وخشعت له الأبصار، وسكنت الجوارح، وخفقت الأفئدة، وطارت النفوس خشية ورقة، وصارت جبال القلوب عهنا.

ويقال انتبر الخطيب إذا ارتقى فوق المنبر. وخطب فلان في القوم، وخطب القوم، وقام فيهم خطيبا، وصدعبكلامه، وقرع الآذان بخطابه. وقد ارتجل فلان الخطبة، واقتضبها، وابتدهها، واقتبلها، واقترحها، إذا قالها من غير ان يهيئها. واحتفل للخطبة والكلام، واحتشد لها، وتعمل لها، إذا تهيألها وأعدها. ويقال استبحر الخطيب إذا اتسع له القول، وفلان يهضببالخطب أي يسحسحا، وقد عب عبابهاذا افاض في القول، وقد اطال عنان القول، وامتد به نفس الكلام، وسال أتية، وطفح آذيه. ويقال للفصيح هدرت شقاشقه، وفي إحدى خطب الإمام علي تلك شقشقة هدرت ثم قرت. وصعد فلان المنبر فأرتج عليه، ورجي عليه، وحصر، إذا استغلق عليه الكلام. وفي الأمثال إياك والخطب فانها مشواركثير العثار. ويقال هذه خطبة مجمعة أي لم يدخلها خلل.

ويقال في الذم فلان متشدق، متفيهق، ثرثار، مهذار، غث المنطق، تفه الكلام، قد ملكت خطامهالركاكة، ودفع في صدره العي، وانه ليملأ فاه بالهذر، ويتمطق بالهراء، ويتنطع بفضول القول، ويتكثر بلغو المقال. وانه لمستهجناللفظ، مستهجن الإشارة، أرت اللسان، كليل الخاطر، إذا تكلم انصرفت عنه الوجوه، وتفادت من سماعهالآذان، وأعرضت عنه القلوب، وانقبضت منه الصدور، وسئمته النفوس. وانه ليس لكلامه طلاوة، ولا عليه رونق، ولا وراءه محصول، وانما جل بضاعته حنجرة صلبة، وشقشقة عريضة، وألفاظ يفنى بكثرتها الريق، وتضيق من دونها أصمخة الآذان.

فصل في الكتابة والانشاء

يقال فلان كاتب مجيد، بارع، لبق، متأنق، متفنن، رشيق اللفظ، منمق العبارة، بديع الإنشاء، صحيح الديباجة، رائق الديباجة، أنيق الوشي، حسن التحبير، حسن الترسل، وانه لسباك الكلام، وهو من صاغة الكلام، وانه لجيد السبك، حسن الصياغة، مصقول العبارة، حر اللفظ، منتقى اللفظ، سهل الأسلوب، منسجم التراكيب، مطرد السياق، واضح الطريقة، ناصع البيان، سليم الذوق، عذب المشرب، مهذب العبارة، غريزيالفصاحة، مطبوع على البيان، متصرف بأعنة الكلام، متفنن في ضروب الخطاب، لطيف المداخل والمخارج، مليح الفصول، رائق الفقر، مقبول الإطناب، بليغ الإيجاز، قد أنزلت الفصاحة على قلمه، وأنزلت البلاغة على فؤاده. وانه لمن أجرى الكتاب قريحة، وأغزرهم مادة، وأطولهم باعا، وأوسعهم مجالا، وأمضاهم سليقة، وأسرعهم خاطرا، وأحضرهم بيانا، وانه ليباريفكره البرق، وتباري أقلامه النسيم، وتباري خواطره أقلامه، وتباري رشاقة ألفاظه رشاقة أقلامه. وان فلانا لمن أكابر الكتاب، ومن مشاهير المترسلين، ومن نخبة الكتاب المجيدين، ومن الكتبة المعدودين، ومن قرح الكتبة، وهو مجلي هذه الحلبة، وهو عطار فلكها، كامل الآلة، متقن لأدوات الكتابة والإنشاء، عارف بآداب الكتاب، جميل الخط، متضلع من علوم الأدب، محيط بأسرار البلاغة، متبحر في ضروب الإنشاء، متبسطفي فنون اليراع، حافظ لأقوال الفصحاء، وخطب البلغاء، مطلع على أشعار العرب والمولدين، جامع للحكم المسطورة، والأحاديث المنقولة، والبلاغات المأثورة، لا يغيب عنه شيء من طرائف الكلام، ولطائفه، ونوادره، ونكاته، متبحر في معرفة مفردات اللغة، محص لفرائدها، عارف بفصيحها وركيكها، ومأنوسها وغريبها، عليم بأسرار اللفظ واشتقاقه، وحقيقته ومجازه، بصير بصرف الكلام، خبير بنقد جيده ورديئه، متصرف في رقيقه وجزله، مجود في مرسلهومسجعه. وانه ليتعهد كلامه، ويكثر فيه من التأنق، والتنوق، والتنطس، ويبالغ في تنقيحه، وتصحيحه، وتحريره، وتحبيره، وتهذيبه، وتشذيبه، لا ترى في سلكه أبنة، ولا في نظامه تشظيا، ولا ترى في كلامه ركاكة، ولا غثاثة، ولا سخافة، ولا قلقا، ولا تعسفا، ولا تكلفا، ولا منافرة، ولا معارضة، ولا تنقطع سلسلة أغراضه، ولا تتباين لحمة معانيه، ولا يهجم على المعنى من غير بابه. وهو من اصحاب الرسائل المحبرة، ومن كتاب الرسائل، وكتاب الدواوين، متصرف في جميع فنون المراسلات، والمكاتبات، والمخاطبات، والمطارحات، والمراجعات، محسن في جميع ضروب الرسائل، والكتب، والرقاع، والمآلك. وقد كتب الرسالة، وسطرها، ورقمها، ورقشها، ونمقها، ودبجها، وحبرها، ووشاها، وزخرفها، وطرزها، ونمنمها. وصدر رسالته بكذا، وعنونها بكذا، وقرأت هذا الخبر في لحق كتابه وهو ما يلحق بالكتاب بعد الفراغ منه فتلحق به ما سقط عنك، وجاء كذا في إزار كتابه وهو ما يكتب آخر الكتاب من نسخة عملاو فصل في بعض المهمات، وقد أزر كتابه بكذا. وهو أكتب من الصابئ، واكتب من ابن المقفع، واكتب من عبد الحميد.

ويقال في الذم فلان من ضعفة الكتاب، ومن اصاغر الكتاب، ومتخلفي الكتاب، سقيم العبارة، سخيف الكلام، ضعيف الملكة، ضعيف الأداة، قاصر الآلة، ضيق الحظيرة، ضيق المضطرب، متطفل على موائد الكتبة، منحط عن طبقة المجيدين، بعيد عن مذاهب البلغاء، مدفوععن مواقف الفصحاء، عامي اللفظ، مبتذل اللفظ، مبتذل التراكيب، يتلمظبركيك الكلم، ويحوم حول المعاني المطروقة، ضعيف النقد، سيء اختيار الألفاظ، لم يطأ عتبة العلم، ولم يصافح راحة الأدب، ولم يرتضع أخلافالفصاحة، وقد ألف مضاجع الركاكة، ونشأ على وهن السليقة، وقعد به طبعه عن مجاراة البلغاء. وفلان من صيارفة الكلام، جل بضاعته ما ينسخه من كلام الفصحاء، ويمسخه من ألفاظ متقدمي الكتاب، يبدل جيده بالرديء، ويخلط الفصيح منه بالعامي، ويفرغهفي قالب من أسلوبه تتعاورهالركاكة، ويشوهه اللحن، ويتجاذبه التعقيد، ولا يرجع الى ذوق ولا تخدمه سليقة، ولا يمده اطلاع، ولا يمحصهنقد، ولا يعلقه للفصاحة سبب

فصل في الشعر

يقال فلان شاعر متفنن، مجيد، متأنق، متنوق، مفلق، بليغ، فحل، خنذيذ، عزيز المذهب، بعيد الغاية، رفيع الطبقة، متصرف في فنون الشعر، موفعلى شعراء عصره، وهو شاعر عصره، وهو أشعر اهل عصره، وهو شاعر بني فلان، وهو شاعرهم غير مدافع، وهو شاعر بالطبع، وشاعر مطبوع، وهو من أطبع الناس، وهو من فحول الشعر، وفحولته، ومن أمراء الشعر، وزعماءالقول، ومن مشاهير الشعراء، ومن الشعراء المذكورين، جيد الشعر، رصين الشعر، جيد النظم، جيد الحبك، صحيح السبك، منضد اللفظ، مرصفالمعاني، منسجم الكلام، رائق الأسلوب، مليح الديباجة، حسن الوشي، شائق اللفظ، رشيق المعنى، دقيق المعنى، دقيق الفكر، دقيق السلك، لطيف التخيل، مطبوع النادرة، نبيهالأغراض، شريف المعاني، واضح المنهج، سديد المسلك، سهل الشريعة، ليس في شعره تكلف، ولا تعسف، ولا تعمل، ولا قلق، ولا ارتباك، ولا تعقيد، ولا غموض، ولا التباس، ولا تقصير. وليس فيه حشو، ولا سفساف، ولا لغو، ولا إحالة، ولا ضرورة، ولا تجوز، لا تسمح. ولا ترى في قوافيه قلقا، ولا ضعفا، ولا نفورا، ولا هي أجنبية، ولا مستدعاة، ولا يستكرهها على مواضعها، ولا يركب فيها عيبا ولا سنادا. وفلان من قالة الشعر، وحاكة الشعر، وصاغة الشعر، وصاغة القريض، ورواض القوافي، وان له شعرا صافي الديباجة، نقي المستشف، كثير الطلاوة، كثير الماء، كثير المحاسن، واللطائف، والملح، والنكت، والبدائع، والطرف، وان شعره ليتدفق طبعا وسلاسة، ويطردفيه ماء البديع، ويجول فيه رونق الحسن، ورقيق التشبيب، رائق النسيب، حلو التغزل، حسن المطالع والمقاطع، حسن التشابيه، بديع الاستعارات، لطيف الكنايات. وفلان إذا رام نظم الشعر قامت الألفاظ في خدمته، وتلببتالمعاني لدعوته، وانه ليروض القوافي الصعبة، وترتاض له شمس القوافي، ويستفتح أغلاق المعاني، ويغوص على المعنى الغريب، والنكتة النادرة، ولا يزال يأتي بالبيت النادر، والمثل السائر، والحكمة البليغة، والمعنى البديع. وان ليبتكر المعاني، ويستنبطها، ويخترعها، ويبتدعها، ويقترحها، وهذا المعنى من مبتكرات فلان، ومن بنات أفكاره، ومن مخدرات أفكاره، ومن أبكار مخترعاته، وان فلانا ليزف بنات الأفكار، ويجلو أبكار المعاني، وقد جاء بهذا الكلام استنباطا، وقريحة، وابتكارا، واقتراحا، وهذا معنى لم يسبق اليه، ولم يسبقه اليه سابق، ولم ينازعه فيه منازع، ولم يتمثل في لوح خاطر، ولم يحم عليه طائر فكر. وان فلانا لينظم اللآلئ، وينظم العقود، ويقرطالآذان، ويشنفالأسماع، ويسكر الألباب، ويسحر العقول، ويخلبالقلوب، وكأن شعره أفواف الوشي، وكأن لفظه الوشي الفارسي، وكأن معانيه السحر البابلي، وكأن كلامه قد صيغ من خالص النضار، وان شعره لهو السهل الممتنع، القريب البعيد، وانه لشعر حري بأن يكتب على جبهة الدهر، ويعلق في كعبة الفخر. وهذا الشعر من قلائد فلان، ومن فرائده، ونفائسه، وبدائعه، وبدائهه، وعقائله، وغرره، وحسناته، وإحساناته، وإجاداته، وبراعاته وهو من حسناته المعدودة وبدائعه المشهورة وبراعاته المأثورة، وأبياته السائرة، وقلائده المروية، وهذه القصيدة من خارجيات فلان، ومن عبقرياته، وهي كل ما فاق جنسه ونظائره. ويقال نبغ فلان في الشعر إذا أجاده ولم يكن في إرث الشعر، وهو نابغة عصره، وقد نبغ من فلان شعر شاعر، وهو من روامالشعر، وممن ينظم الشعر، وينسجه، ويحوكه، ويحبكه، ويلحمه، ويصوغه، ويقرضه، ويبنيه، وينشئه ويحبره، ويدبجه، ويوشيه. وقد نظم في كذا، وعمل فيه شعرا، وقال فيه شعرا، وقد جاشالشعر في خاطره، وجاش في صدره، وفي فؤاده، واستنشأته قصيدة في كذافأنشأها لي. ويقال فلان يهضببالشعر أي يسحسحا، وهو شاعر مكثر وهو خلاف المقل. وقد سنح له شعر كذا أي عرض او تيسر. وانه ليرتجلالشعر، ويقتضبه، ويقترحه، ويبتدهه، ويقوله على البديهة، وعلى البديه، لا يسهر عليه جفنا، ولا يكدفيه طبعا، وقد قال هذه الأبيات على ريق لم يبلعه، ونفس لم يقطعه، وهي من عفو الساعة، ومن فيض الخاطر، وفيض القريحة، وفيض القلم، وفيض اليد، ومجاراة الخاطر، وانه لسريع الخاطر، غمر البديهة، طلق البديهة، سمح القريحة، غمر القريحة، حافل القريحة فياض القريحة، متدفق القريحة، شديد العارضة، حاد البادرة، سريع الذهن، حاضر الذهن، واني لم أر أحضر منه ذهنا، ولا أسرع خاطرا، ولا أوسع خاطرا، لو حل خاطره في المقعد لمشى، او في الأخرس لخطب. ويقال فلان يخشب الشعر، ويختشبه، إذا أرسله كما يجيء ولم يتنوقفيه ولم ينقحه، وهذا شعر مخشوب، وخشيب، وخير الشعر الحوليالمنقح. وفي الأساس كان الفرزدق ينقح الشعر وكان جرير يخشب وكان خشب جرير خيرا من تنقيح الفرزدق. وتقول عارضت فلانا في الشعر، وماتنته، وناشدته، وراسلته، وقارضته، وهي المباراة في نظم الشعر، وهما يتقارضان الاشعار. وتقول أجز هذا البيت او هذا الشطر إذا نظمته او أخذته من شعر غيرك وسألته ان ينظم عليه ليتمه. ويقال فلان شاعر فصال وهو الذي يمدح الناس ليأخذ الجوائز.

وتقول في الذم فلان شاعر ضعيف، سخيف النظم، مهلهلالشعر، مقصر عن طبقة الفحول، نازل عن رتبة المجيدين من الشعراء، وهو من ساقة اهل الشعر، ومن متخلفي الشعراء، لا ملكة عنده للنظم، ولم يركب في طبعه الشعر، وليس في سليقتهالشعر. وانه لصالد الفكر، كابيالزند، كهام الذهن، سخيف الطبع، متخلف الطبع، سقيم الخاطر، مقعد الخاطر، زمن السليقة، ناضب القريحة، جامد الروية، خامد البديهة، نكدالقريحة، صلد الخاطر. وانما هو شويعر، وشعرور، ومتشاعر، رثالألفاظ، قلق الألفاظ، قلق الأساليب، سقيم المعاني، فاسد المعاني، مبتذل المعاني، مطروق الأغراض، فاسد التعبير، مشوش القوالب، ضعيف النقد، كثير التكلف، شديد التعمل، وهو انما ينظم بالصنعة، وانما هو عروضي، وانما هو مقطع أبيات، ووزان تفاعيل، وانما هو وزان لا شاعر. وان شعره لبشع في الذوق، تافهفي الذوق، وانه لجاف الكلام، ليس على كلامه بلة الفصاحة، وليس على شعره طلاوة، ولا حلاوة، ولا رونق، ولا رشاقة، ولا بداهة، ولا قدرة له على الاختراع، ولا فضل فيه للاستنباط، ولا تكاد ترى في كلامه الا مترقعا، ولا تقع الا على متردم، ولا تسقط الا على متنصح، وفلان لو تمثل شعره لكان أشبه شيء بالعجائز الفانية، في الأسمال البالية. ويقال كسر الشعر إذا لم يقم وزنه، وفلان يصابي الشعر إذا لم يقم إنشاده.
وتقول فلان من متلصصي الشعراء، وهو في الشعر سبد أسباد، وانه لشظاظالشعر، وانه ليسرق الشعر، ويغير عليه، وينتحله، وينسخه، ويسلخه، ويمسخه، ويصالت فيه، وانه ليغير على أبيات الشعراء، ويعدو على بنات الأفكار، وقد أطلق يده في شعر المتقدمين، وحكم راحته في شعر الأوائل، وقد تحيف شعر فلان، وأخذ هذا المعنى من فلان، وألم ببيت فلان، وهذا البيت من قول فلان، وهو ينظر الى قول فلان.

ويقال أصفى الشاعراذا انقطع شعره. وقال فلان كذا بيتا أو كدى إذا امتنع عليه القول، وقد أرتج عليه، ورجي عليه، وصلد خاطره. وتقول لا يستذيق لي الشعر الا في فلان، والا في غرض كذا، أي لا ينقاد لي. ويقال رجل مفحم وهو الذي لا يقدر ان يقول شعرا.

وتقول هذه قصيدة عائرة، وكلمة عائرة، وقافية شاردة، وشرود، وهذه آبدة من أوابد الشعر، كل ذلك بمعنى القصيدة السائرة. وانها لكلمة شاعرة، وهي من غررالقصائد، ومن القصائد المختارة، ومن حر الكلام، ومن عيون الشعر، ومحفوظ الشعر، وعقائل الشعر، ومن محكم الشعر وجيده، وهذه قصيدة حذاء أي سائرة او منقطعة القرين. وهي من مقلدات الشعر، وقلائده، أي البواقي على الدهر. وانها لحسنة الشباب أي التشبيب. وهذه قصيدة حكيمة أي فيها كلام حكمة. وهذا شعر مقصد أي مهذب منقح. وهذا البيت فقرة هذه القصيدة أي أجود بيت فيها، وهو بيت القصيد. وتقول هذه قصيدة ريضة أي لم تحكم. وانها لمن سفساف الشعر أي من رديئه أو ما لم يحكم منه. وفلان ينشد مقطعات الشعر وهي قصاره وأراجيزه. وتقول شعر فلان أحسن من حوليات زهير، وأحسن من حوليات مروان بن ابي حفصة، وأحسن من اعتذارات النابغة، وحماسيات عنترة، وهاشميات الكميت، ونقائض جرير، وخمريات ابي نواس، وتشبيهات ابن المعتز، وزهديات ابي العتاهية، وروضيات الصنوبري، ولطائف كشاجم. وهذا أحسن من ابتداءات ابي نواس، ومن تخلصات المتنبئ، ومقاطع ابي تمام.

فصل في النقد

يقال نقدت الكلام، وانتقدته، وفليته، وتدبرته، وتأملته، وترسمته، وتوسمته، وتصفحته، وتبصرته، وطفلته، وميزته، واستشففته، واستنبطنته، ونظرت فيه، وروأت فيه، وتثبت فيه، وأعملت فيه النظر، وقلبت فيه النظر، وأنعمت فيه النظر، وحككت معدنه، وسبرت غوره، وعجمت عوده، وقلبته بطنا لظهر. وفلان نقاد بصير، خبير، عارف، جهبذ، وهو من اكابر اهل النقد، ومن جهابذة اهل العلم، ومن ذوي البصائر النافذة، صحيح النقد، صائب الفكر، ثاقبالفكر، ثاقب الروية، ثاقب النظر، دقيق النظر، صادق النظر، بعيد مرمى النظر، بعيد مطرح الفكر، مدقق، شديد التنقيب، كثير التنقير، دقيق البحث، بعيد الغور، يغوص على الحقائق، ويثير الدفائن، ويكشف عن الغوامض، عارف بموارد الكلام ومصادره، خبير بمحاسنه ومساوئه، عليم بصحيحه وفاسده، بصير بجيده وسفسافه. وتقول هذا كلام لا يثبت على النقد، ولا يثبت على السبك، وان فيه لمطعنا، ومغمزا، ومنقفا، ومأخذا، وان فيه لمترقعا، ومتردما، ومسترما. وانه مجال نظر، ومحل نظر، وفيه نظر، وفيه كلام، وفيه موضع للقول، وموضع للنقد، وموضع للنكير. وانه لا يخلو من حزازة، ولا يخلو من اعتساف، ومن شطط، ولا يخلو من مباينة لوجه الصواب. وتقول هذا كلام لم يرزق حظه من التثبت، ولم توله روية صادقة، ولم يصدر عن علم راسخ. ولم يملهعلم صحيح، وانما هو ضرب من التخرص، وضرب من الخبط، وانما هو كلام مجازف، وانه لمعتسف عن جادة الصواب، بعيد عن مرمى السداد، وان بينه وبين الصواب مراحل. وهو مأتي من وجه كذا، وقد كان الوجه ان يقال كذا، والصواب أن يقال كذا، ولو قيل في موضعه كذا لكان أسلم، وكان أقرب الى الصواب، وكان هو الوجه، وهو الصواب. وتقول هذا كلام قد حصن عن نظر الناقد، وصرف عنه بصر الناقد، وانه لكلام لا غبار عليه، ولا نكير فيه، ولا وجه فيه للاعتراض، ولا شبهة فيه لناظر، ولا مطعن فيه لغامز، ولا سبيل عليه لآخذ، ولا عائب، ولا منكر، ولا معترض، ولا متعقب، ولا مناقش، ولا مزيف، ولا مفند، ولا مندد، ولا مسوئ، ولا مخطئ، ولا مغلط، ولا موهم، ولا طاعن، ولا قادح.

فصل في الجدل

يقال فلان جدل، ألد، شديد المراء، شديد اللداد، ألد الحجاج، متين الحجة، قوي الحجة، وثيقالحجة، سديد البرهان، ناصعالبرهان، ثاقبالبرهان، حاضر الدليل، حسن الاستدلال، صحيح الاستدلال، بصير بمواضع الحق، بصير باستنباط الأدلة. وانه لمن مشاهير الجدليين، وجلة اهل النظر، وقد جادل خصمه، وماراه، وناظره، وباحثه، وناقشه، وماتنه، وحاجه، ولاجه، ولاده. وانه ليجادل عن نفسه، وقد نزع بحجته، وأدلى بحجته، وصدعبحجته، واحتج على خصمه بحجة شهباء، وحجة بتراء، وحجة دامغة، وجاءه بالدليل المقنع، والدليل المفحم، والدليل الفاصل، والبرهان القيم، وأيد قوله بالحجج القواطع، والبينات النواصع، والأدلة اللوامع، والبراهين السواطع، وأثبت رأيه بالأدلة الواضحة، والحجج اللائحة، والبينات النواهض، والبينات المسلمة، والحجج الملزمة، واستظهرعلى خصمه بدليل العقل والنقل، وأيد مذهبه بشواهد المعقول والمنقول، وأورد على قوله النصوص الصريحة، واستشهد عليه بنصوص الأثبات، وكانت حجته العالية، وحجته العليا. وقد نضحعن نفسه، وتلقى دعواه بثبتها، وجاء بنفذ كلامه، وخرج من عهدة ما قاله، وخرج منعهدة ما أخذ عليه، وأثبت قوله من طريق البرهان. وقد أبكم خصمه، وأفحمه، وقطعه، وخطمه، وخصمه، وحجة، وقرعه بالحق، وقرحه بالحق، ودحض حجته، وأدحضها، ودفع قوله، ودفع استدلاله، وزيف برهانه، ورد حجته عليه، وأجر لسانه، وبهره، وبرعه، وقهره، وظهر عليه، وفلج عليه، واستطال عليه، وأديل منه، ورماه بسكاته، وبصماته، ورماه بقاصمة الظهر، ورماه بثالثة الأثافي، ورماه بأقحاف رأسه، وتركه معتقل اللسان، ورد من سامي طرفه، ورده صاغرا قميئا، وكأنما أفرغ عليه ذنوبا. وانه لرجل ألوى، بعيد المستمر، ثبت الغدر، شديد العارضة، غرب اللسان، طويل النفسفي البحث، بعيد غور الحجة، وبعيد نبط الحجة، وانه ليضع لسانه حيث شاء، ولم أجد فيمن عبر وغبرأبسطمنه لسانا، ولا أحضر ذهنا، ولا ألحن بحجة، ولا أقدر على كلام، وانه ليتقلب بين أحناء الحق، وانه ليلوي أعناق الرجال. وتقول هذا هو الحق اليقين، والحق الصابح، والحق الصراح، والحق المبين، وقد سفر الحق، وحصحص الحق، وصرح الحق عن محضه، وتبين وجه السداد، ووضح الصبح لذي عينين، وانكشف قناع الشك عن محيا اليقين. وانه لأمر لا مرية فيه، ولا مراءفيه، ولا ريب في صحته، ولا موضع فيه للشبهة، ولا مساغللشك، وهذا امر لا يختلف فيه اثنان، ولا يتمارى فيه عاقل، وانه لمعلوم في بدئه العقول، وقد تناصرت عليه الحجج، وقام عليه برهان العقل، وصححه القياس، وأيده الوجدان، ونطقت بصحته الدلائل.

وتقول في خلاف ذلك فلان ضعيف الحجاج، ضعيف الحجة، سقيم البرهان، ركيك البرهان، واهنالدليل، ضعيف البصيرة، متخلف الروية، بليد الفكر، خامد الذهن، قصير باع الحجة، ألكنلسان الحجة. وهذا قول مدفوع، وقول مردود، وقول لا ينهض، وقول لا يسمع، وانه لقول ضعيف السند، واهيالدليل، بارز عن ظل الصحة، بعيد عن شبه الصحة، ليس فيه شيء من الحق، ولا يتمثل فيه شبه الحق، وليس عليه للحق ظل. وهذا امر ظاهر البطلان، وامر لا تعقل صحته، ولا يقوم عليه دليل، ولا تؤيده حجة، ولا ينهض فيه برهان، ولا يثبت على النظر. وتقول قد برم الرجل بحجته إذا لم تحضره، وقد أبدعت حجته أي ضعفت، وهذه حجة واهية، وواهنة، وان حجته لأوهى من بيت العنكبوت، وأوهن من خيط باطل، ومن شبح باطل. وهذه حجة باطلة، وحجة داحضة، وقد دحضت حجته، وانتقض عليه برهانه، وتقوضتدعائم برهانه. وتقول قد انقطع الرجل، ونزف على ما لم يسم فاعله، وأنزف إنزافا، وأبلس إبلاسا، إذا انقطعت حجته، وانه لأجذم الحجة أي منقطعها. وتقول هذه اقوال متدافعة، وحجج متخاذلة، وأدلة متعارضة، وبينات متناقضة، لا تتجارى في حلبة، ولا تتسايرالى غاية، وانها ليصادم بعضها بعضا، ويجادل بعضها بعضا، ويقدح بعضها في بعض، ويدفع بعضها في صدر بعض. وفلان مماحك، متعنت، سيئ اللجاج، صلفالمراء، صلف الحجاج، يماري في الباطل، ويتحكمفي الجدال، ولا تراه الا معاندا، او مكابرا، او مغالطا، او مشاغبا.

فصل في القراءة

يقال قرأت الكتاب، واقترأته، وتلوته، وطالعته، وتصفحته، وفلان قارئ من قوم قراء، وهو قارئ مجود، وقد جود قراءته، وانه لحسن التجويد، حسن اللفظ، حسن الإبانة، سلسالمنطق، بين المنطق، مشبع اللفظ، بليل اللسان، حسن أداء الحروف، حسن التحقيق، مليح النبر والإرسال، محكم الترقيق والتفخيم، لا يتقعر في لفظه، ولا يتنطع، ولا يتعمق، ولا يتمطق، ولا يتفيهق، ولا يتشدق، ولا يمطبكلماته، ولا يغمغم، ولا يجمجم، ولا يمضغ الحروف، ولا يلوكها. ويقال حدر قراءته، وحدر فيها، إذا أسرع فيها وتابعها، وترسل في قراءته، ورسل ترسيلا، ورتلها، وترتل فيها، إذا تمهل فيها وحقق الحروف والحركات. وجهر بقراءته إذا رفع صوته بها، وخفت بقراءته، وخافت، وتخافت، إذا خفض صوته. وعبر الكتاب إذا تدبره بنفسه ولم يرفع صوته بقراءته. واستعجمت عليه القراءة إذا لم يقدر عليها لغلبة النعاس عليه. ويقال ناد القارئ ينود نودانا إذا حرك رأسه واكتافه في القراءة. وتقول ما فلان بقارئ، وانه لرجل أمي، وفيه أمية.

فصل في الخط

يقال خط الكلمة، وكتبها، ورسمها، ورقمها، وصورها، وكتب الصحيفة، وسطرها، وسطرها، ورقها، ونمقها، ودبجها، ووشاها، وطرزها، ورقشها، وحبرها. وقد كتب كذا سطرا، وهو مستوى الأسطر، ومعتدل الأسطر، والسطور، والسلاسل، وانه لجيد الخط، حسن الخط، جميل الخط، أنيق الرسم، محكم التصوير، وانه لمن أبرع الكتبة، وألبقهم، ومن ألطفهم ذوقا، وأجراهم قلما، وأنقاهم صحيفة، وأجملهم رقعة، وأصحهم رسما، وأبدعهم تصويرا، وقد جود خطه، وحسنه، ونمقه، وتانق فيه، وتنوق، وما أحسن مراعف أقلامه، ومقاطر أقلامه. وفلان كأن خطه الوشمفي المعاصم، والوشم في الأصداغ، وكأن صحائفه قطع الرياض، وكأنها الوشيالمحبر، وكأنها الحبرالموشية، وكأن سطوره سبائك الفضة، وسلاسل العقيان، وكأنها قلائد السبج، وكأن حروفه قطع الفسيفساء، وكأن سواد حبره سواد العذارعلى صفحات الخدود، وكأن نقطه الخيلانفي وجوه الحسان. ويقال رقن الكتاب ترقينا إذا كتبه كتابة حسنة، وهذا من كتب التحاسين وهي ما كتب بالتأنق والتأني. وفلان يمشق الخط أي يسرع فيه، وانه ليمشق بقلمه، وهو خلاف التحاسين. والمشق ايضا مد الحروف في الكتابة وقد مشق الحرف، ومطه. والقرمطة بخلافه وهي ان يقارب بين الحروف والسطور وقد قرمط خطه، ودامجه. ونمنم خطه إذا كتبه دقيقا وقارب بين سطوره، وهذا خط نزل بفتح فكسر إذا كان متلززا يقع منه الشيء الكثير في القرطاس اليسير. وتقول فلان سيئ الخط، رديء الخط، سقيم الخط، وان في خطه لعهدة بالضم إذا لم يقم حروفه، وما اشبه خط فلان بتناشير الصبيان وهي خطوطهم في المكتب، وقد ثبج خطه، ومجمجه، إذا عماه وترك بيانه، وفي خطه ثبج بفتحتين، وهو خط ممجمج، وفلان ما يحسن الا المجمجة.

وقول محوت الكلمة، وطرستها، إذا أزلت كتابتها، وطلستها، وطمستها، إذا محوتها لتفسدها، وحككتها، وكشطتها، وقشطتها، وجردتها، وسحفتها، وسحوتها، إذا قشرتها بطرف جلمونحوه. وطرست على الكلمة تطريسا إذا أعدت الكتابة عليها. ويقال نجل الصبي لوحه إذا محاه، وقد مسحه بالطلاسة وهي الخرقة يمسح بها اللوح. وخرج الصبي لوحه إذا ترك بعضه غير مكتوب، واذا كتبت الكتاب وتركت مواضع الفصول والأبواب فهو كتاب مخورج، وهي التخاريج. وتقول تشعث رأس القلم إذا انتفش طرفه وساء خطه. والتاثت برأس القلم شعرة إذا علقت به او التفت عليه. وانمجت من القلم نقطة أي ترششت. وكتب فتفشى الحبر على الصحيفة، وتشيع في الصحيفة، إذا كتب على ورقٍ هش فتمشى الحبر فيه. وتقول فلان يتخير الأقلام، والقصب، واليراع، والمراقم، وانه لأكتب من قبض على يراعة، وأخط من أجرى مرقما. وهذا قلم صلب الليط، معتدل الأنبوب، كثيف الشحم، وقلم أعصل، وعصل، أي معوج، وان فيه لدرءًا أي اعوجاجا، وان فيه لنقدا بفتحتين، وقادحا، وهو ما يكون فيه من تأكل. وقد بريت القلم بالسكين، والمدية، والجلم، والمبراة، وقططته على المقط، والمقطة، وانه لحسن البرية، سمين الجلفة، دقيق السن، عريض القطة، وفلان يكتب بالقلم الجزم وهو المستوي القطة، ويكتب بالقلم الجليل، وقلم الثلث، ويكتب بالقلم الدقيق. وتقول مسحت القلم بالوفيعة وهي خرقة يمسح بها القلم، وجعلت القلم في المقلمة وهي وعاء الأقلام. وهي الدواة، والمحبرة، والنون، وقد ألاق الكاتب دواته، ولاقها، إذا جعل لها ليقة، واجعل هذه الليقة في فرضة دواتي وهي موضع الحبر منها، ولاق الدواة ايضا أصلح مدادها، ولاقت هي صلحت، ويقال التمس لي بوهة أليق بها دواتي وهي الليقة قبل أن تبل. وهو المداد، والحبر، والنقس، وقد مددت الدواة، وأمددتها، إذا جعلت فيها مدادا، وأمهتها إذا صببت فيها ماء، ومددت من الدواة، واستمددت، إذا أخذت من حبرها على القلم، وسألته مدة قلم بالضم وهي ما يؤخذ على القلم بالاستمداد فأمدني. وكتبت في الصحيفة، والورقة، والرقعة، والطرس، والكاغد، والقرطاس، والمهرق، والدرج، والرق. وجعلت الأوراق في القماطر، والربائد.